منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞ (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   كل شيء عن عمرة رمضان (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=18942)

عابر القارات 30-11-2002 09:03 AM

كل شيء عن عمرة رمضان
 
أدلة فرضية الحج ووجوب العمرة
أدلة الكتاب على فرضية الحج أظهرتها آية آل عمران: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" وأما أدلة السنة على ذلك فكثيرة جداً، منها قوله صلى الله عليه وسلم في جوابه لجبريل عليه السلام حين سأله عن الإسلام فقال: "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا".
وقوله: في حديث ابن عمر رضى الله عنه الذي رواه الشيخان: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا".
واجماع الأمة من أقوى الأدلة على ذلك، فجحود هذه العبادة يعتبر من الكفر الصريح الذي لايقبل الجدل بحال من الأحوال.

العمرة
العمرة وهي لغة الزيارة، شرعاً، زيارة بيت الله الحرام للقيام بمناسك خاصة كالطواف والسعي، والحلق... وأكبر فارق بينها وبين الحج: أن ميقاتها الزماني غير محدد، بل هو مطلق فتصح العمرة في أي وقت من أوقات السنة بخلاف الحج، فان له وقته المحدد وأشهره المعلومة، إذ قال تعالى: "الحج أشهر معلومات" وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة.

الخلاف في وجوب العمرة
بين أئمة الدين خلاف في وجوب العمرة وعدم وجوبها، والأكثرون على عدم وجوبها، بل هي عندهم سنة من السنن الواجبة، ومن أبرز أدلة القائلين بالوجوب وهم الحنابلة - قوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله قائلاً: "إن أبي شيخ كبير لايستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن، فقال له حج عن أبيك واعتمر"، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "نعم عليهن جهاد لاقتال فيه: الحج والعمرة" في جوابه لأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها لما سألته قائلة: "هل على النساء جهاد يا رسول الله؟" ومن أدلة القائلين بالوجوب وهم الأكثرون يقولون: إن الآية لا تدل على وجوب العمرة ولا على عدمه، وإنما هي تطالب من أحرم بأحد النسكين: الحج أو العمرة أو بهما معاً أن يواصل عملهما خالصين لله تعالى لا تشوبهما شائبة شرك أو رياء حتى يفرغ من أدائهما، كما لايجوز له أن يقطعهما بعد الشروع فيهما، أو لايخرج لهما حتى، إذا تجاوز الميقات أحرم بهما، إذ كل هذا يتنافى مع كمال هذه العبادة، وإتمامها لله سبحانه وتعالى.
ومما تجدر ملاحظته هنا: أن القائلين بعدم وجوب العمرة لايعنون أنها ليست ذات. شأن، أو أنها ليست مما يطهر النفس ويقرب من الله تعلى كالحجة، لابل هم يعدونها من أعظم أنواع القرب كالحج وغيره، ويكفي للتدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اعتمر أربع مرات ثلاثا منفردات وأخرى أدخلها على حجه صلى الله عليه وسلم.

الواجب في الحج والعمرة مرة فقط
مما لاخلاف فيه بين المسلمين أن الحج والعمرة لايجبان إلا مرة واحدة في العمر، وأن ما زاد على المرة الواحدة يعتبر تطوعاً في فعل مستحب ذي مثوبة كبيرة وأجر عظيم، لكن من نذر حجاً أو عمرة وجب عليه أداؤه ولو تكرر عشرات المرات، ودليل وجوبهما مرة فقط قوله صلى الله عليه وسلم: "الحج مرة فمن زاد فهو متطوع" وقوله للسائل: "لو قلت: نعم لوجبت، ولما استطعتم" وذلك أنه عليه الصلاة والسلام خطب فقال: "أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال الرجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو قلت نعم: لوجبت ولما استطعتم".

عظم شأن الحج والعمرة
من المعلوم أن الإنسان ليس بملاك الطبع مضطراً إلى فعل الخير بطبعه قابلاً للحق بغريزته، بل هو المخلوق الوحيد الذي تتجاذبه نزعتان متضادتان نزعة الخير المتركزة في فطرته، ونزعة الشر المتأصلة في جبلته، فقد يعرف الحق حقا ويصرفه عن قبوله والإذعان إلى اتباعه عناداً أو مكابرة، وقد يتصور الباطل باطلاً ويجذبه إلى اتيانه هوى في النفس كمين، أو تقليد أصيل، وقد يعرف الخير في أمور كثيرة وهو يحبه ويميل إليه بطبعه ويتركه تهاوناً أو ايثاراً للدعة وميلاً إلى الراحة أو السكون الذي هو طبع أغلب الكائنات.
ألم تر إلى كثير من تاركي الصلاة مثلاً أنهم لم يتركوها جحوداً ولا عناداً، ولا جهلاً بقيمتها وعظم شأنها. وانما تركوها بدافع الميل إلى الكسل وترك العمل وهناك مثال آخر: أي مسئول في البلاد الإسلامية اليوم لا يعرف ما في وحدة المسلمين واتحادهم من خير وعزة وقوة، فهل هذه المعرفة استطاعت أن تنهض بهم ليحققوا بالفعل ما رأوه خيراً، واعتقدوه حقاً، وآمنوا به صالحاً نافعاً؟ بهذا لا نعرف السر فيما ورد من تعليل لكثير من الأحكام الشرعية التي وضعها الخالق لإصلاح شئون خلقه المتعلقة بأرواحهم وأبدانهم.
فإنه لم يكتف فيها بالإعلام أو الإذن بأنها صالحة نافعة للإنسان في كلتا حياتيه الدنيوية والأخروية، بل عللت، فذكر لكل حكم علته، ولكل عبادة ثمرتها، وجندت للترغيب في فعل ما يفعل وللترهيب في ترك ما يترك، الآيات القرآنية الكثيرة، والأحاديث النبوية العديدة. ومن ذلك هذه العبادة التي نحن بصدد دراستها وبيانها "الحج والعمرة" فقد ورد في الترغيب فيها والترهيب من تركها من الأحاديث ما يؤثر حتى في الجبال فضلاً عن قلب الإنسان.

مكة
سماها الله تبارك وتعالى أم القرى حيث قال: "لتنذر أم القرى ومن حولها" وسماها البلد الأمين في قوله سبحانه: "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين"، وقال تعالى: "لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد"، وفيها بيت الله العتيق الذي قال عنه سبحانه: "وليطوفوا بالبيت العتيق".
وقال كذلك: "جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس"، ودعا لها إبراهيم الخليل "عليه السلام" حيث قال: "رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام"، "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير" قال تعالى: "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، وعهدنا إلى إبراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود"، وقال تعالى على لسان إبراهيم "عليه السلام": "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم" ولما أخرجت قريش رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وقف على جبل ثور ونظر إلى مكة وشعابها وقال: "إني لأعلم أنك أحب البلاد اليَّ وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت"، وفي الصحيحين: أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، كما وقف رسول الله "صلى الله عليه وسلم" عام الفتح على جمرة العقبة وقال: والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إليَّ، ولو لم أخرج ما خرجت إنها لم تحل لأحد كان قبلي، ولاتحل لأحد كان بعدي وما أحلت ليَّ إلا ساعة من نهار، ثم هي حرام، لا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها، ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد ومكة حرم الله وحرم رسوله "صلى الله عليه وسلم" ومن دخلها كان آمنا.
"الميقات"
آبار علي "ذو الحليفة"
هي ميقات أهل المدينة وتسمى آبار علي وهي موضع ماء لبني جشم وهي أبعد المواقيت عن مكة حيث تبعد عنها 450 كيلو متراً وكانت الابل تقطع هذه المسافة في تسعة أيام وتسير حوالي 50 كيلو متراً في اليوم "أي تقطع 4 كيلو مترات في الساعة" ويسمونها مرحلة.
"قرن المنازل"
جبل مشرف على عرفات ويقال له قرن المنازل وهو ميقات أهل الطائف ومن وراءهم.
"ذات عرق"
سميت بذلك لأن بها جبلاً يسمى عرقاً يشرف على واد يقال له وادي العقيق، وهي قرية على مرحلتين من مكة، وهذا الميقات لم يرد ضمن حديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وإنما أجمع عليه أهل العلم.
"يلملم"
جبل من جبال تهامة على مرحلتين من مكة وهو ميقات أهل اليمن.
الجحفة
ميقات أهل مصر والشام ومن جاء من ورائهم
المواقيت الزمانية
اتفق الأئمة الأربعة على جواز أداء العمرة في كل أيام السنة واستثنى الحنفية خمسة أيام يوم عرفة وأربعة أيام بعده فيكره فيهم تحريماً أداء العمرة.
حدود أعلام الحرم
التنعيم: على طريق المدينة وتبعد عن مكة 6 كم
وادي نخلة: في الشمال الشرقي إلى جهة العراق وبينها وبين مكة 14 كم
الجعرانة: من جهة الشرق وتبعد عن مكة 16كم
أضاد: على طريق اليمن وبينها وبين مكة 12 كم
الحديبية: من جهة الغرب إلى طريق جدة وتسمى اليوم الشميسي وتبعد 15كم عن مكة.
والأعلام هي: أحجار متقنة النحت مرتفعة نحو متر تقوم متحاذية على جانبي كل طريق من هذه الطرق.
"المواقيت المكانية"
روى ابن عباس "رضى الله عنه" قال: وقَّت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لأهل المدينة: ذا الحليفة، ولأهل الشام، ولأهل نجد: قرن المنازل، ولأهل اليمن: يلملم قال:" فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن كان يريد الحج والعمرة".
فمن كان دونهن فمهله من أهله كذلك أهله مكة يهلون منها.. مجمع عليها من أهل العلم.

طواف القدوم
"آداب دخول الكعبة"
الغسل والطهارة وعدم المزاحمة، وأن يلزم قلبه الخشوع والخضوع، وعينيه الدموع أن وفقه الله تعالى إلى ذلك، وألا يرفع بصره قبل سقف الكعبة، يدع ذلك إجلالا لله تعالى وتعظيماً له، وأن يداوم على ذكر الله تعالى.. فقد ورد عن عائشة أنها قالت:" عجباً للمرء المسلم إذا دخل الكعبة حين يرفع بصره قبل السقف يدع ذلك إجلالا لله تعالى واعظاماً دخل رسول الله "صلى الله عليه وسلم" الكعبة ما خلَّف بصره موضع سجوده حتى خرج منها.
"دخول النبي الكعبة"
دخل النبي "صلى الله عليه وسلم" البيت أربع مرات بعد الهجرة: يوم الفتح، الثانية: ثاني الفتح، والثالثة: في عمرة القضاء، والرابعة في حجة الوداع.
"ثواب دخول الكعبة"
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "من دخل البيت فصلى فيه دخل في حسنة وخرج من سيئة مغفوراً له، وفي لفظ: "خرج مغفوراً له"، وقال ابن عمر "رضى الله عنه" في دخول البيت: "دخول في حسنة وخروج من سيئة". وقال عطاء: لأن أصلي في البيت ركعتين أحب إليَّ أن أصلي أربعا في المسجد الحرام". وعن يحيى بن جعدة بن هبيرة في قوله تعالى:
"ومن دخله كان آمنا"
قال: "آمنا من النار". وأنشد الحافط أبو طاهر السلفي رحمه الله تعالى لنفسه عند دخول البيت.
أبعد دخول البيت والله ضامنا
أيبقى قبيح والخطايا كوامن
فحاشا وكلا بل تسامح كلها
ويرجع كل وهو جذلان آمن
فضل النظر إلى الكعبة
قال ابن عباس رضى الله عنه: "النظر إلى الكعبة محض الإيمان"، وقال حماد بن أبي سلمة رحمه الله: الناظر إلى الكعبة كالمجتهد في العبادة في غيرها، وقال مجاهد: "النظر إلى الكعبة عبادة".
دعاء السعي
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلام من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم إني أسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم إني أسالك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسالك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
الصفا
يستحب أن يرقى على الصفا ويقرأ قول الله تعالى "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإنَّ الله شاكر عليم".
ثم يستقبل الكعبة ويقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً وسبحان الله العظيم وبحمده بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبداً ورقاً، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين.
المروة
يستحب أن يرقى على المروة ويقرأ قول الله تعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم".
ثم يستقبل الكعبة ويقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً وسبحان الله العظيم وبحمده بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبداً ورقاً، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين.
الحلق أو التقصير
يستحب أن يمسك ناصيته بيده حال الحلق ويكبر ثلاثا ثم يقول: الحمد لله على ما هدانا والحمد لله على ما أنعم به علينا، اللهم هذه ناصيتي فتقبل مني، واغفر لي ذنوبي، اللهم أغفر لي وللمحلقين والمقصرين يا واسع المغفرة آمين. وإذا فرغ من الحلق كبر وقال: الحمد لله الذي قضى عنا نسكنا، اللهم زدنا إيماناً ويقيناً وتوفيقاً وعوناً، واغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا والمسلمين أجمعين.


طيف حزين 02-12-2002 12:13 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الكريم عابر القارات ..

سلمت يداك على كتابة هذه الفوائد والتعليمات لنا ..

اسال الله ان يثيبك عليها ,, وان يعم الفائدة بها للجميع ..

فجزاك الله عنا خير الجزاء ونفع الله بك ..

بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه

سمحة المحيا 03-12-2002 04:57 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
 
أخ عابر القارات --- رغم طول موضوعك إلا إنه شامل للمطلوب في الحج والعمرة ---

الله يرضى عليك --- ويثقل ميزان حسناتك بهذا الموضوع ---

وتقبل أخي شكري وتقديري - والله يرعاك ويحفظك ---

مها---


الساعة الآن 10:38 PM.