![]() |
أحكام العــيــــد..
http://www.dlooah.com/vb/uploaded/7728_1191762030.gif
روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قَدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : " قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما : يومَ الفطر والأضحى " . وفي العيد آداب يجدر رعايتها ، كما أن له أحكاماً ينبغي مراعاتها ، ونبين ذلك فيما يأتي : أولاً : في عيد الفطر يشرع التكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة ، وقد أخذ أهل العلم هذا الحكم من قوله تعالى : { وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ومن فعله صلى الله عليه وسلم ، حيث ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يخرج يوم الفطر فيكبِّر حتى يأتي المُصلَّى ، وحتى يقضيَ الصلاة ، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير " رواه ابن أبي شيبة في المصنف. وهذا من تمام الشكر للمُنْعِم جلَّ وعلا ، ولهذا جاءت السُّنة باستحباب ذكر الله عقيب العبادات، كما جاء في مشروعية التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات المكتوبات ، وكما جاء من مشروعية ذكر الله بعد قضاء مناسك الحج ، وهكذا بعد قضاء الصيام كذلك . ومما أُثر من صيغ التكبير : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد . قال الحافظ البغوي ـ رحمه الله ـ " ومن السُّنة إظهار التكبير ليلتي العيد مقيمين وسفراً ، وفي منازلهم ومساجدهم وأسواقهم وبعد الغدو في الطريق وبالمصلى ، إلى أن يحضر الإمام " . ثانياً : استحب العلماء في العيد الاغتسال والتجمل له ، فيغتسل الشخص ويتنظف ويتطهر ، وقد نقل ذلك عن عدد من السلف من الصحابة ومن بعدهم . وهكذا التجمل ولبس الثياب الحسنة أمر محمود ومشروع في العيد ، وقد روى ابن خزيمة في " صحيحه " عن جابر بن عبد الله قال : " كان للنبي صلى الله عليه وسلم جُبَّة يلبسها في العيدين " . والرجل يخرج على هذه الصفة من التجمل ، وأما النساء فإنهن إذا خرجن للصلاة يخرجن على الصفة التي أذن بها لهن المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا شهدن الصلاة حيث قال : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تَفِلات "رواه أبو داود. والمعنى : أن يجتنبن أسباب الفتنة مثل الطيب وإبداء الزينة ونحو ذلك . وأما تزين النساء وتجملهن بالمعروف والمشروع فلا حرج عليهن في إظهاره بين النساء ، ولمن يحل له النظر إليه من زوج أو محارمهن . ثالثاً : إذا أراد المسلم الخروج للصلاة في عيد الفطر فالمُستحب له أن يأكل تمراتٍ اقتداءً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم . فقد روى أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ ، ويأكلهن وِتراً " رواه البخاري والترمذي وابن ماجة . وخرَّجه أيضاً أحمد في المسند . وعن بُريدة قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ، ويوم النحر : لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته " رواه الترمذي وابن ماجة. رابعاً : ينبغي لأهل الإسلام الحرص الأكيد على حضور صلاة العيد ، فإنها متأكدة في حقهم ، وقد لازم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد ولم يتركها في عيد من الأعياد منذ شرعت حتى مات عليه الصلاة والسلام . ومن تأكدها أن الفتيات الصغيرات والنساء المعذورات ومن لا جلباب لها كلهن أُمرن بها ، حتى أمر من لا جلباب لها أن تلبسها صاحبتها فغيرهن من باب أولى . ومما يدل على ذلك ما رواه الشيخان عن أم عطية الأنصارية ـ رضي الله عنها ـ قالت : " أمرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى : العواتق والحُيَّض وذوات الخدور ، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة [ وفي لفظ : يعتزلن المُصلَّى ] ويشهدن الخير ودعوة المسلمين" . خامساً : صلاة العيد لا أذان لها ولا إقامة ، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس وجابر قالا : لم يكن يُؤذَّنُ يوم الفطر ولا ييوم الأضحى . وقال جابر بن سمُرة : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذانٍ ولا إقامة " رواه مسلم . كما أنه ليس لها سُنةٌ قبلية ، ولهذا من صلاها في المصلَّى كما هي السنة لا يصلي شيئاً أول ما يحضر بل يجلس ، ولكن من صلاها في مسجد جماعة فإنه يصلي ركعتين تحية المسجد كما هي السنة ، حتى ولو كان وقت نهي ، لأنهما من ذوات الأسباب التي لا حرج على المسلم أن يصلي لأجلها وقتَ النهي . سادساً : تشرع التوسعة على الأهل والعيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم به بسط النفس وترويح البدن بما أحل الله ، وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم ومحاسن شريعته . وفي رواية في " المسند " أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : " لِتَعْلَمَ اليهود أنَّ في ديننا فسحة ، إني أُرسلت بحنيفية سمحة " . فالعيد إذاً من الدِّين … والعيد عبادة وقُربة … والعيد شِرْعةٌ ونُسُك ، ألا ترون أنه لو أن أحداً من الناس أصبح اليوم صائماً لكان عاصياً لله ، ولأصبح مأزوراً غير مأجور . ومما يحسن التنبيه إليه أن إباحة الغناء في يوم العيد على الصفة المذكورة آنفاً إنما هو للبنات الجواري الصغيرات ، وهو جائز بالدُّف دون غيره من آلات الطرب ، وأن لا يكون ذلك عادةً لهن يتعوَّدن فيها الغناء بعادة المغنيات ، وقد نبهت لهذا أم المؤمنين عائشة ـ كما في رواية ثابتة عند ابن ماجة ـ قالت : " وليستا بمغنيتين " . سابعاً : التهنئة بالعيد أمرٌ حسنٌ طيبٌ لفعل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد ثبت عن جبير بن نفير قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبَّل الله منا ومنك [1]. ثامناً : العيد فرصةٌ لتجاوز الانفعالات النفسية ، ووصل ما انقطع من أواصر القربى والصداقة ، فكم هو جميل أن يكون في يوم العيد نبذُ التهاجر والحرص على التواصل ، وخاصةً صلة الرحم ، والإنسان الحصيف هو من يعمل بالصلة ويقابل بالإحسان . ففي الحديث أن رجلاً قال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ ، فقال : " لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ [3]، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" رواه مسلم . فليكن العيد نقطة تحول في طيبة النفس وسلامة الصدر والتعالي على أوضار النفوس وشُحِّها . تاسعاً : من أبواب الخير التي يتنبه لها ذوو النفوس الكريمة وأصحاب المروءة والشهامة ـ وخاصةً في مناسبات الأفراح تحسس أصحاب الحاجات وسد الفاقات . أما وقد استعددت للعيد .. فأضف إلى استعدادك بمستلزمات العيد استعداداً آخر كريماً ، ألا وهو سعيك للتفريج عن كربة من حولك من البؤساء والمعدِمين . فتِّش عن أصحاب الحاجات من الأقارب والجيران وإخوانك المسلمين ، وتلمس حاجاتهم وأدخل السرور على قلوبهم وأولادهم ونسائهم . تذكر صبيحة العيد حين يُقبَّلُ الأولاد ، ويشيع الفرح بين الآباء والأمهات ، ويتنامى الأنس بين الأزواج والزوجات .. وحين يجتمع الشمل للأسر والعائلات... تذكر إذَّاك يتامى لا يجدون في تلك الصبيحة الباسمة ابتسامة أبٍ يحنو عليهم ، ولا أم تعطف عليهم وتهيؤهم لعيدهم... . وتذكَّر أيامىً من النساء لا يجدن حنان زوج ترتفع في كنفه عن سؤال الناس... . وتذكر إخواناً لك مشردين وخائفين تطولهم أيد الظلم في أصقاع شتى من الدنيا... . تذكر كل ذلك وجُدْ بما تستطيع في تلك المواقف ، لتحوز رضا الله وإكرامه لك . ومما يظنه بعض الناس مشروعاً وليس كذلك إحياء ليلة العيد وتخصيصها بالقيام ، وفي هذا يُروى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو : من أحيى ليلة الفطر والأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب . ولكنه موضوعٌ لا يجوز العمل به . وفَّق الله الجميع لما فيه الخير ، وجعلنا جميعاً من المقبولين ، ونسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، وأن يحفظ بلادنا في أمنها وإيمانها وولاتها وأهلها من كل بلاء وفتنة ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد |
نقل مفيد ورائع جزاكِ الله كل الخير ونفع بكِ الاسلام والمسلمين لاتـــــوقــــــف |
بارك الله فيك وربي يبلغك العيد ويتقبل صيامك وقيامك ويجزاك الجنة |
جزاك الله خير
|
جزاك الله خير ,,
وجعله في ميزان حسناتك .. |
~ ~ ~ جزآك الله خيرا وبارك الله فيك على طرحك القّيم والهادف وأثقل الله به ميزان حسناتك يوم القيامه هو ولي ذلك والقادر عليه ~ ~ ~ |
اقتباس:
|
جزاكم الله خير على الردوووووود الرااااااااااااااائعة
|
الساعة الآن 10:31 PM. |