منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   المنتدى العام (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=2)
-   -   حلقات رواية أنامل الحقيقة (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=168238)

أحاسيس الغرام 10-07-2007 08:30 PM

حلقات رواية أنامل الحقيقة
 
السلام عليكم ورحمة الله
هنا تجدون الحلقات الكاملة من رواية أنامل الحقيقة
وإن قدر الله وطبعت
سوف تكون بعنوان
أسرائيل بأقلام سعوديه

أنامل الحقيقة
خرج من بيته وعيونه تملأها الدموع وقلبه يتقطع حزناً وقدماه لا تستطيعان حمله ينظر إلى هذا الكون الفسيح وكأنه ثقب أبره ,
الوجوه تعلوهاالكآبة ثم تابع سيره حتى وصل إلى نهاية الطريق
وفي إحدى زواياه المظلمة جلس يبكي ويبكي وإذ بيد حانية تمسح دموعه يرفع بصره ليرى مصدر هذا العطف والحنان
وإذ برجل منير الوجه كث اللحية يقول له لا تحزن وأخذ يقرأ عليه شيء من القرآن
أراح نفسه حتى سكن ذلك الجسد ثم مضى مع ذلك الشيخ وجلس معه ثلاثة أيام لم يسأله الشيخ عن سبب بكائه ولكنه نقله من عالم حقير مظلم إلى عالم فسيح جميل حتى تاقت نفسه إليه وكأنه يراه أمامه ثم قال للشيخ كيف الوصول إلى ذلك المكان الجميل
قال له الشيخ قبل أن أجيبك أخبرني ؛
لماذا كنت تبكي في تلك الليلة ؟!
أجهش الشاب بالبكاء ثم بدأ يصرخ كم أنا مغفل أريد أن أسعد وأدعهم وراء أسرتي لقد نحروا والدي وأخذوا أخي الأكبر أمام عين أمي وهي تصرخ ولكن لا فائدة ثم بكى الشاب .
فهم الشيخ أمر الشاب وبعد أن أدخل الهدوء إلى نفسه
قال له : أذهب لأمك وبعد ثلاثة أيام أخبرها بأنك تريد أن تأخذ بثأر أبيك
وأخبرني بماذا تجيبك ؟
إنقضت الأيام الثلاثه وبعدها أذنت له أمه بالانتقام
إنطلق الشاب والفرحة تغمره ثم ذهب إلى مكان الشيخ ولكنه لم يجده بحث عنه في ذلك المكان ولم يعثر له على أي أثر إحتار الشاب أأرجع إلى أمي بعد أن أخبرتها بهدفي؟!
ولكن ماذا أقول لها لم أجد الشيخ ؟!
فأمه لا تعرف ذلك الشيخ وما شأنه بالثأر !!
أسئلة كثيرة تدور في رأس الشاب وفجأة وإذ به يسمع صوتاً يدله على مكان الشيخ إنه الأذان .
إنطلق إلى المسجد فوجد الشيخ بعد أن إنقضت الصلاة إقترب من الشيخ وقبل رأسه وأخبره باستعداده للأخذ بالثأر .
أخذه الشيخ إلى أحد المجموعات الإستشهادية فحركت فيه المجموعة الحماس والتضحية
وقال لهم كيف السبيل لتكبيد العدو أكبر كمية من الخسائر ؟


قالوا له: الحزام الناسف
قال: ولكن ألا يعتبر ذلك قتل نفس ؟؟
تلعثم الشيخ بالرد ثم قال هل تستطيع أن تأخذ سلاحا" وتقاتلهم به في قلب تل أبيب
قال: لا
قال: إذا" لا يوجد طريق إلا هذا الطريق
وأخذ يسرد عليه بعض الفتاوى التي تجيز مثل هذه الأعمال
وبعدها سكت الشاب ووافق ولكنه قال لم يعد الأمر سهلاً" بأن أدخل بحزام ناسف فهناك تفتيش صارم .
قالوا له هناك طريقه حديثه وهي أن تضع الحزام الناسف داخل أحشائك وعند ضرب بطنك بقوه سوف ينفجر الحزام .
وافق الشاب وعندها أدخل إلى إحد المستشفيات الخاصة
وأجريت له العملية وتم زرع الحزام داخل أحشاء الشاب
ولكن المفاجأة عندما أفاق الشاب من العملية بعد نجاحها
قال للطبيب أتم وضع الحزام؟
قال الطبيب نعم تم الوضع وتم النزع قال له ماذا تعني بتم الوضع وتم النزع
قال الطبيب تم وضع الحزام الناسف داخل أحشائك وتم نزع إحدى كليتيك , قال: ماذا كليتي !!
قال: نعم
إنفجر الشاب باكيا" فأخبره الطبيب بأن هذا ماطلبه الشيخ
بعد فتره أتى الشيخ قال له الشاب بأي حق تأخذون كليتي ؟
قال الشيخ هدئ من روعك أنت ألا تريد أن تستشهد بعد أيام ؟
قال :نعم
قال الشيخ إذا" ليس لك حاجه في كليتك
قال الشاب ولماذا لم تخبروني بهذا قبل العملية ؟
قال الشيخ خشينا أن نؤثر على نفسيتك وتفشل العملية
ثم إن ثمن كليتك سنجهز به شابا" آخر بما يحتاجه لعملية إستشهادية أخرى .
تقبل الشاب هذا الموقف على مضض رغم عدم اقتناعه بأسباب الشيخ فالأمر قد انقضى وبعد فتره انطلق الشاب لكي يدخل حدود إسرائيل وهو في طريقه تعرضت مجموعة من الشباب محاولين أخذ حقيبته الخاصة


قال الشاب في نفسه أأمنعهم من حقيبتي ؟
ولكنهم قد يقاتلوني وقد يضربني أحدهم على بطني فأقتلهم وهم شباب فلسطينيون مسلمون ! ولكنهم يريدون حقيبتي وهذه سرقه وهم شباب غير مستقيمين ولكن هل عملهم هذا يجعلني أقتلهم ؟ فقرر الشاب التخلي عن حقيبته من أجل هدفه الأسمى
ثم دخل إلى حدود إسرائيل بعد تفتيش مرير
قال الشاب أنا الآن داخل حدود إسرائيل ولكن الطريق طويلة لكي أبلغ تل أبيب
سار في أحد المستوطنات بحثاُ عن من ينقله إلى تل أبيب ولكن دون فائدة فليس معه نقود ولا أحد ينقله مجاناً جلس في الطريق وقد أعناه البحث وأجهده الجوع فهو لم يأكل منذ الصباح والوقت الآن الثانية صباحا" .
أشفق عليه أحد الباعة فهو يراقبه منذ الصباح ولم يره يتشاجر مع أحد بخلاف من يأتي من فلسطين فهم أصحاب مشاجرات, فأخذه إلى بيته وعند جلوسه قدم له الإسرائيلي طعاماً
تردد الشاب في الأكل فهذا يهودي وأنا مسلم ولكنه تذكر قول الله عز وجل ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ) وهذا من أهل الكتاب وعندما أراد أن يمد يده تذكر أنه قد يكون لحم خنزير وهذا محرم
فكف يده , إستغرب الإسرائيلي من صنيع الشاب وقال له لماذا لا تأكل ألا تأكلون طعامنا يا معشر المسلمين قال لا أبداً" ولكني أخشى أن يكون لحم خنزير قال له الإسرائيلي لا تخف فأنا أعلم أنه محرم عندكم ولذا لم أقدمه لك .


بعد أن أكل وحمدالله سأله الإسرائيلي عن سبب قدومه
ارتبك الشاب وتلعثم لسانه وأطرق رأسه ماذا أقول له أأخبره أنني قدمت إلى إسرائيل لكي أفجر فيهم ؟ فقطع تفكيره الإسرائيلي بقوله: أنت شاب في مقتبل العمر ويبدو أنك أتيت تبحث عن عمل قال الشاب وكأنه فتح له باباً مغلقاً نعم نعم وأريد أن أعمل في تل أبيب فهناك الأجور مرتفعة كما يقولون , قال الإسرائيلي صدقت ولكن هل معك مايوصلك إلى هناك فأجرة السيارة عالية وهناك ضريبة دخول إلى تل أبيب قال الشاب لا وما هو الحل يا عم قال عليك العمل هنا لفترة من الزمن لكي تجمع نقوداً قليلة لتمكنك من الدخول قال الشاب يبدو أنني سوف أرجع إلى قريتي قال الإسرائيلي لماذا قال المبلغ الذي سوف أجمعه هنا سوف أنفقه على طعامي وأجرة سكني هذا إذا استطعت أن أحصل على عمل بسهوله قال الإسرائيلي نم أنت الآن وغداً نبحث الأمر وأخذه الإسرائيلي إلى الغرفة وتركه ينام فقال الشاب وأنت أين تنام قل في غرفتي وهذه غرفة ابنتي وهي غير موجودة الآن فدخل الشاب الغرفة وأخذ يقلب عينية في أثاثها الجميل وعندما فتح أحد الدواليب وإذ به يرى مجموعة من المجوهرات الغالية الثمن فجاءه الشيطان يوسوس له أن خذ هذه المجوهرات وبعها وأدخل بثمنها تل أبيب قال لم أتعود على السرقة قال هذا مال كافر ففكر كثيراً ولكنه توجه إلى ربة وصلى ركعتين وسأل ربه التوفيق فقوي إيمانه وتذكر أن السرقة حرام حتى من مال الكافر فكيف برجل أكرمني وآواني فاستعاذ من الشيطان ونام وعند الصباح قام الشاب وصلى ثم خرج من غرفته وإذ بالرجل الإسرائيلي قد أعد طعام الإفطار وقال يا بني أتعمل معي في دكاني فأنت شاب أمين
قال الشاب وكيف عرفت أنني أمين قال يا بني لا تحسبني مغفلاً إلى هذا الحد فأنا أنمتك في غرفة ابنتي رغم أن غرفة ابني فارغة وغرفة ابنتي فيها مجوهراتها وقد كلفت أحد الرجال يحرس البيت وعند أخذك للمجوهرات سوف يقبض عليك ولكنك شاب أمين قال الشاب الحمد لله الذي وفقني للخير


فانطلق الشاب مع الرجل إلى محله وهناك قال الشاب وبكم سوف أعمل لديك وأين أسكن قال الرجل سوف أعطيك مبلغاً مناسباً وسوف تنام عندي بالمجان في غرفة ابني فحسب الشاب المبلغ الذي سوف يتقاضاه فوجد أنه يمكنه الدخول إلى تل أبيب بعد عشرة أيام فعمل الشاب في الدكان بجد وإخلاص لا لشيء إلا ليعطي هذا الإسرائيلي صورة حسنه لشاب المسلم ليدعوه إلى الإسلام عن طريق التعامل وكان الشاب يعد الطعام للإسرائيلي عرفاناً منه مقابل مبيته بالمجان وكانا لا يتحدثان إلا في أمور العمل وبعد اليوم الخامس وفي المساء وإذ بالباب يطرق فارتعب الشاب وظن أنه الموساد الإسرائيلي قد علم بأمره وهدفه وفجأة ذهب الطارق فحمد الله ولكن بعد قليل فتح الباب وكان الشاب بالمطبخ فظن أنه الإسرائيلي قد رجع من زيارته وإذ به يسمع صوتاً يقول له ارفع يديك وإذ بصوت السلاح من خلفه فرفع يديه وإذ بالشخص يقترب منه وضع القيود في يديه خلف ظهره فقال الشاب في نفسه يا ليتني فجرت نفسي الآن كيف أفعل ويدي خلف ظهري وعندما التفت الشاب إلى الشخص
وإذ به يرى فتاةً غايةً في الحسن والجمال


قالت له ماذا تصنع هنا في بيتنا
قال لا تخافي أنا شاب أعمل عند أبيكِ
قالت لا تكذب فأبي لا يحب الفلسطينيين
قال وكيف عرفتِ أني فلسطيني قالت لا يحتاج إلى ذكاء
قال لها فكي قيودي قالت لا حتى يأتي أبي وما هي إلا لحظات حتى جاء أبوها وفك قيوده وأخبرها بأمره
وبعد ذلك جلسوا جميعاً لتناول طعام العشاء
قالت البنت يا أبي غداً ستمر مظاهرتنا في الحي
قال الشاب وأي مظاهره قالت أنا أرأس منظمه من النساء هدفها هو رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية لها كيانها الخاص
قال الشاب ممتاز جداً قال والد الفتاه هذا هراء
قالت البنت أنت يا أبتي تكره الفلسطينيين
قال الأب نعم
قال الشاب لماذا ************************************************** ************************************************** ************************************************** ******************************************
قال استغرب منكم أيها العرب فنحن في كل صيف نذهب إلى البلاد العربية المجاورة ونقضي فيها الصيف كله
ولا أحد يضايقنا على عكسكم هنا تماماً
قال الشاب أنت هناك تقضي فترة وتذهبون وقد لا تعودون
أما هنا فأنتم مستوطنون قال الإسرائيلي نحن نمتلك أراضي ومنازل هناك وهنا نفس الأمر فقد اشترينا الأراضي من أصحابها
قال الشاب استغليتم سذاجة أصحابها وأغريتموهم بالمال حتى باعوا لكم ما ورثوه من الآباء والأجداد
فكيف يبيع الرجل شيء من ذكرى آبائه وأجداده
قال الإسرائيلي غداً نكمل حديثنا أنا متعب الآن وأريد أن أنام
وفي الصباح نزل الشاب للدكان وعند العاشرة صباحاً
وإذ بالفتاة تمر ومعها مجموعة كبيرة من النساء الإسرائيليات ومعهن لافتات مناهضة للاحتلال وتطالب بالانسحاب
فسر الشاب كثيراً من هذا المنظر وقال الحمد لله الذي جعل في قلب إسرائيل من يطالب برفع الحصار وأخذ يهتف معهن تأييداً لهن حتى تضايق منه الرجل الإسرائيلي
ولكنه كتم غضبه وعند المساء وهم على طاولة الطعام قال الإسرائيلي للشاب كم الساعة قال التاسعة مساءً
قال جميلة هذه الساعة قال الشاب هذه هدية من والدي المتوفى
قال أتبيعها بألف دولار فتردد الشاب في الإجابة
ولكنه رفض فأخذ الإسرائيلي يضاعف له المبلغ حتى أوصله إلى عشرة آلاف دولار
وعندها فكر الشاب وقال إذا أخذت المال ابعث لأمي جزء منه وأدخل إلى تل أبيب بالباقي
وأوفر على نفسي أربعة أيام من العمل هنا قال الشاب موافق وبعد أن أعطاه المال وأخذ الساعة حطمها أمامه قال الشاب لماذا حطمتها قال لم أشتريها رغبةً فيها فهي لا تساوي مئة دولار ولكني أحببت أن أثبت لك أنك مثل أصحاب الأراضي فهم باعوا ما تركه لهم الآباء والأجداد وأنت فعلت مثل فعلهم


كان هذا الخبر القوي كصاعقة على الشاب قام الشاب ودخل غرفته وأخذ يلوم نفسه على هذا الصنيع
وفي منتصف الليل خرج الشاب من غرفته وقابل الإسرائيلي
وقال إلى أين ذاهب قال أريد أن أتصل على والدتي
فنزل واتصل على الشيخ واخبره بما حصل معه الليلة
فقال الشيخ لا عليك قال وكيف ذاك قال أولائك أناس باعوا أرضهم أرض الوطن ليست ملكً لأحد وسلموها للعدو ليقيموا فيها
أما أنت فبعت ساعة والدك لتخرجهم منها اطمأن الشاب قليلاً
وعاد إلى البيت وعند الصباح أخذ أجرته
وأعطاه الإسرائيلي كرت لأحد أصدقائه في تل أبيب
قال الشاب لماذا قال إذا أردت أن تعمل عنده فهو رجل كريم
فأخذه الشاب وهو ينوي تقطيعه بعد ذهابه منه وانطلق إلى تل أبيب بعد أن حول جزءً من المبلغ لأمه
وعند حدود تل أبيب أوقف هناك ومعه مجموعة كبيرة من العاملين في تل أبيب لبضع ساعات لتفتيش الشديد والشاب يده على قلبه خوفاً أن يكتشف أمره
إما ببلاغ أو غيره ولكن الله سلم وتم السماح لهم بالدخول إلى تل أبيب
انطلق الشاب وما بعينه إلا تفجير نفسه
لكنه قال في نفسه تحت جنح الظلام أفضل في تحقيق هدفي وهو أكبر عدد من القتلى
وما هي إلا ساعات قليلة حتى أتى الليل توجه الشاب إلى أماكن التجمعات
وإذ به يلحظ في أحد الأماكن أناس يصلون استغرب من هذا المنظر
فتوجه إليهم وسألهم أتصلون هنا قال أحدهم نعم فهنا توجد حرية دينيه والكل يفعل ما يريد قال حتى المسلمون قال نعم
لم يتوقف الشاب عند هذا المنظر كثيراً فصلى العشاء صلاة مودع وسأل ربه الإخلاص والقبول ثم إنطلق حتى وجد مكان يتزاحم الناس إلى الدخول إليه
فقال في نفسه الله أكبر سيصبح القتلى كثير
فدخل فإذ به بملهى ليلي قد أعج بالفسق والخناء حتى تمايل من فيه في سكرهم وعندما أراد أن يفجر نفسه
قالت له نفسه وهل يسرك أن تقابل ربك وأنت في هذا المكان بين أهل الفسق والمجون
فخرج الشاب مسرعاً خوفاً بأن يغضب عليه ربه وهوفي هذا المكان وأخذ يبحث عن مكان آخر فقد ضاق ضرعاً بهذه الحياة البإيسة
وهو يسير وإذ بشريط الذكريات ينفتح أمامه من كرم الإسرائيلي وأبنته مروراً بالشيخ ومواقفه حتى قطع تفكيره مقتل والده وصراخ أمه
فتأجج الحماس في نفسه فذهب مسرعاً إلى أماكن تجمع الباصات رغبة منه في كثافة الناس


وعند وصوله إلى هناك حاول الصعود إلى أحد الباصات
ولكنه تفاجأ بالتفتيش الصارم على هذا الباص فنتقل إلى غيره
فوجد نفس الأمر من التفتيش ووجود الجنود الإسرائليين فحاول في آخر ولكن دون فائده
ولكنه شاهد باص لا توجد عليه رقابه ولا جنود فاستغرب
فعزم أمره الصعود وعند جلوسه في المقعد
نظر إلى جواره وإذ برجل مسن قد تجاوز الأربعين من عمره
وقلب عينه في الركاب وإذ بأغلبه من كبار السن
وانطلق الباص وسأل الشاب الرجل المسن لماذا لا توجد رقابة أمنيه على هذا الباص كغيره من الباصات
قال الرجل المسن يوجد تمييز طائفي
قال كيف قال الناقلات الأخرى لليكود واليمين المتطرف
وحرصاً من الحزب على سلامة المنتسبين إليه من العمليات الإنتقامية يضع كل هذه الحراسة
قال الشاب لماذا قلت العمليات الإنتقامية ولم تقل العمليات الإرهابية
قال الفلسطينيون أصحاب حق وهو يقومون بكل هذا من اجل الحصول على حقهم
ومن الحمق تسمية هذه العمليات عمليات إرهابية
قال في نفسه الله أكبر حتى في تل أبيب توجد مثل هذه العقول الواعية
فقرر عدم التعرض لهذا الباص ولكنه سأل الرجل المسن إلى أين يتجه هذا الباص
قال إلى مكان شراء التذاكر قال الشاب
لماذا قال لكي نستطيع المشاركة في العيد اليهودي الذي سيقام بعد أربعة أيام قال الشاب وأين سيقام؟
قال الرجل المسن عند الساحة الكبرى عند الكنيست
وهل المكان مغلق لكي تشتري التذكرة قال لا ولكن الجنود لا يسمحون
بالدخول إلى المكان إلا بالتذكرة


فخطرت للشاب فكرة وقال للرجل المسن وهل بإمكاني المشاركة في هذا الإحتفال قال نعم
فالكل يحق له المشاركة الإسرائليين وغيرهم فهو عيد سماوي
قال إذاً سوف أشتري تذكرة قال الرجل ألا تعلم أن هذا الباص يتجه إلى مكان شراء التذاكر
قال الشاب بلى
ولكني أحببت أن أتأكد منك
وعند وصوله إلى هناك إشترى التذكرة وهو ينوي أن يقوم بعمليته الإستشهادية
في ذلك التجمع الكبير ثم ذهب إلى أحد الفنادق
وأستأجر غرفة لمدة أربعة أيام بكل ما معه من نقود
وقال سوف أتدبر أمر مأكلي ومشربي لهذه الأيام الأربعة
وعند الصباح قرر أن يغسل ملابسه فهي غير نظيفة
وعندما أراد أن يتأكد من خلوها من أي شيء وجد الكرت الذي أعطاه الرجل الإسرائلي قبل قدومه إلى تل أبيب
ففرح وقال الحمد لله سوف أعمل عند هذا الرجل أربعة أيام وبأجرتي آكل وأشرب
وعند العصر توجه إلى العنوان


فوجد رجلاً من أهل الدين يعمل في دكانه وعنده طفل صغير لم يتجاوز الثانية عشر من عمره
وسلم عليهم إستغرب الطفل من هذا الصنيع فهو لم يسمع مثل هذا من قبل
فناداه رجل الدين وقال له ماذا تريد
فأخرج الشاب الكرت وقال أنا من طرف فلان
فرحب به الرجل وقال له لقد أخبرني عنك وعن امانتك
أتريد أن تعمل هنا
قال نعم قال ولكن أجرتي قليلة مقارنة بغيري
قال الشاب لا يهم بشرط أن تعطيني أجرتي باليوم
قال الرجل لماذا
قال لكي أعطي صاحب الفندق أجرته
قال إتفقنا وعندما توجه الشاب للعمل
وإذ بقميصه يجر فالتفت وإذا به الطفل الصغير يقول له
ماذا كنت تقول عندما دخلت
قال أنت طفل نبيه وأمثالك قليل قال شكراً
قال كنت أقول السلام عليكم
قال ماذا تعني قال السلام اسم من أسماء الله ويعني السلامة من كل شر
وأنا قلت السلام عليكم وهي تحيتنا نحن المسلمين وتعني السلامة لكم أيها الناس من كل شر
فأعجب بها الطفل وقال ما ردها فتبسم الشاب
وقال ردها وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وتقال عند القدوم وعند الذهاب
قال جميلة هذه التحية وعندما أراد الطفل أن يذهب إلى بيته قال لأبيه السلام عليكم


فناداه الأب قال له ماذا تقول قال السلام عليكم
قال لماذا تقول لي هذا قال هي تحية جميلة ولكن نحن نقول غيرها قال هي أفضل من تحيتنا
قال الأب ولكنها للمسلمين قال الطفل نحن وهم نعبد إله واحد
قال الأب نعم
قال الطفل إذا لا فرق قال الأب خيراً وهو لا يريد أن يطول هذا النقاش بينهما
والتفت رجل الدين إلى الشاب الفلسطيني فوجده يعمل وكأنه لا يسمع قال له الرجل لا تتحدث مع هذا الطفل كثيراً
قال خيراً ولكن الشاب الفلسطيني قد أعجب كثيراً بذكاء هذا الطفل وحسن حديثه الذي يدل على عقلية جيدة
ثم أغلق المحل وذهب إلى الفندق وفي طريقه شاهد مكتبه فدخلها فوجد فيها كتاب كان يبحث عنه منذ فترة إنه القرآن
فأخذه وقرر أن يختم المصحف في هذه الأيام المتبقية من حياته ثم توجه إلى الفندق ونام
وفي الصباح أخذ مصحفه معه إلى الدكان واخذ يقرأ وهو لا يقطع القراءة إلا عند البيع فقط
فقال الطفل الإسرائيلي له لماذا لا تكلمني قال الشاب والدك منعني من ذلك
لذا أنا لا أكلمك قال هو ليس موجود الآن
قال الشاب ولو كان غير موجود فأنا وعدته ويجب علي الوفاء بهذا الوعد قال خيراً
وأخذ الطفل يرمق الشاب وهو لا يفتر من القراءة
وأتى والد الطفل فوجده على هذا الحال
فقال الطفل لأبيه إنه امتنع عن محادثتي رغم أنك غير موجود




قال والده المسلم الحق يفي بالوعد مهما كانت الظروف
وقال الطفل لماذا منعته يا أبي من محادثتي قال أخبرك فيما بعد
ثم خرج والد الطفل وبعدها توجه الطفل إلى الشاب
وقال له أريد ان أسألك بعض الأسئلة
وامتنع الشاب عن الحديث
ولكن الطفل عاود المحاولة
وقال له ليس الآن ولكن في الفندق
قال الشاب هناك لا بأس
وفي المساء جاء الطفل إلى الفندق
ودخل على الشاب الفلسطيني وأكرمه الشاب أي إكرام
فأعجب الطفل بذلك وسأله قال ماذا كنت تقرأ في المحل
قال كنت أقرأ القرآن
فقال الطفل هذا كتابكم المنزل من الله
قال نعم
قال الطفل مثل التوراة عندنا
قال الشاب لا هناك فرق بينهما
قال الطفل كيف
قال أخبرك غداً
ولكن إذا ذهبت إلى والدك أطلب منه
أن تقرأ التوراة ثم أخبرني بما يجري بينكما
وعندما ذهب الطفل إلى البيت
طلب من أبيه أن يقرأ في الكتاب السماوي لهم
فتبسم أبوه واخرج له خمس كتب سماوية
وعندما أراد أن يقرأ قال له أبوه
لماذا لا تقرأ في الباب الفلاني
فأخذ يقرأ من الكتاب الأول ثم الثاني ثم الثالث وهكذا
ولكنه تفاجأ أنه يوجد إختلاف واضح بين هذه الكتب
وفي الغد قال له الشاب الفلسطيني
ماذا وجدت قال الطفل لقد فهمت ما ترمي إليه
قال الشاب
نعم إن جميع الكتب السماوية غير القرآن قد حرفت
أما القرآن قد حفظه الله بقوله(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
ثم عاود الشاب القرآءة
وفي المساء
جاء الطفل مره أخرى
وقال حدثني عن الإسلام
قال الشاب لن أحدثك حتى توعدني أن تسلم
قال الطفل لا
فقال الشاب ولكنك عرفت عيب الكتب السماوية الأخرى غير القرآن





قال نعم ولكني لا أعرف الكثير عن الإسلام !!!
قال سوف أحدثك ولكن أطلب منك التفكير في الأمر
قال حسناً وأخذ يحدثه عن سماحة الإسلام
وجميل خصاله وعظيم صفاته
وركز على مسألة الجهاد
وان الشخص قد يفقد حياته من أجل عزة الإسلام ورفعته
وقال له لا تستغرب مني إن وجدتني يوماً شهيداً من أجل هذا الدين
وكأنه يشير إلى ما يريد فعله
وكلمه عن الصداقة وغيرها من أمور الدين
وكل يوم يعجب الطفل بالإسلام
ولكنه لم يسلم بعد
وجاء يوم الإحتفال في الساحه الكبرى عند الكنيست
وقد حفت أجوائها الورود والقرابين تقديساً لهذا اليوم
والكل ينتظر أن يطرق الناقوس
لكي يبدأ الإحتفال
وفجأه يتوجه الطفل إلى هذه الورود ويمزقها
وإذ بأحد الجنود يتجه إليه ويضربه
وهو يصرخ أبي أبي ولكن دون جدوى
فلا أحد يستطيع حمايته
ويسقط نظره على الشاب الفلسطيني
وكأنه يقول له أين ما كنت تتحدث عنه من الإسلام وصفاته !!!!
لماذا لا تساعدني وأنا مظلوم
فوقر في قلب الشاب حديث النبي صلى عليه وسلم ( لأن يهدي الله بك رجل واحدأ خير لك من حمر النعم )
فقرر مساعدته لعل الله أن يهديه فتوجه إلى الجندي
وأخذ يطعنه بسكين معه حتى أرداه قتيلاً
وإذ بالجنود يطلقون النار عليه
ويسقط وهو ينظر إلى الطفل نظرات فهمها الطفل
ونطق بالشهادتين وأسلم فتبسم الشاب ونطق الشهادتين ومات ...
ونادى الأب إبنه وذهب إليه
وإذ بمجموعه كبيرة من الجنود يتوجهون إلى الشاب
ويدوسونه بأقدامهم إهانة له
وما هي إلا لحظات حتى إنفجر الحزام الناسف
فأرداهم قتلى
لينال الشاب الشهادة
وحسن العمل في الدنيا والآخره
بعد أن أسلم الطفل
وختم القرآن
وأخذ بثأر أبيه
ونقل صورة حسنه لكل من تعامل معه .



****************************************


أتمنى عجبتكم الرواية



ملطووووووووووووش


الساعة الآن 01:19 AM.