![]() |
ذكرياتٌ وخواطر , بينَ الماضي والحاضر
ذكرياتٌ وخواطر , بينَ الماضي والحاضر
الحمدُ للهِ القائل ِفي محكم ِالتنزيل ِ: ( إنَّ الذينَ أجرَمُوا كانوا منَ الذينَ آمنوا يَضحكون {29} وإذا مَرُّوا بهم يتغامَزُون{30} وإذا انقلبوا إلى أهلهـِمُ انقلبوا فكهين {31} وإذا رَأوهُم قالوا إنَّ هؤلاءِ لضالون{32} وما أرسلوا عليهم حافظين {33} ) المُطففين . أيُّها الإخوة ُالأفاضل : حَضَرَتني هذهِ الآياتُ الكريماتُ, وتمثـَّلتْ أماميَ الصورة ُالتي تحكيها بكلِّ تفاصيلها ودقائِقها, وكأنَّ اليومَ أمسْ ! وقد عادَ بكلِّ صُوَرِهِ القديمةِ, مُمثـَّلاً بواقِعهِ نفسِهِ وَدَوافِعِهِ ذاتـِهَا, إنها صُوْرة ُسُخريَةِ المُجرمينَ, أصحابِ الجاهِ والسلطان ِبالمستضعفينَ من المؤمنينَ . حَضرتني, وقد رأيتُ الصُّورَة َعينـَهَا تتجددُ, ويتملقُ أصحابُهَا بعدَمَا ألبَسُوهَا ثوباً جديداً لا يختلفُ عن سابقـِهُ. فبالأمس ِالقريبِ : كانَ أصحابُ الوطنيةِ, وأدعياءُ الثوريةِ, اللذَينَ عَفا عليهمُ الزَّمَنُ ثمَّ لملـَمَ أوراقـَهُ ورحلَ, يَدَّعُونَ التـَّمَسُّكَ بما أسمَوهُ الخطوط َالحمراءَ التي لا يَحِلُّ تجاوُزُهَا, والثوابتَ الوطنية َالتي لا يَصحُّ تخطـِّيهَا, كوجوبِ تحريرِ فلسطينَ من النهرِ إلى البحرِ, عبرَ الكفاح ِالمسلح ِ, ورفض ِالتفاوض ِأو الصلح ِمعَ يهودَ أوِ الإعترافِ بهم رفضاً قاطعاً, ووصموا بالخيانةِ من يَدعُو إليها, وبالعَمَالةِ مَن يَضَعُ السلاحَ, ويَدَعُ الكفاحَ, فهُوَ جهادُ نصرٍ أوِ استشهادٍ . وقالوا يومَهَا : إنها ثورة ٌحتى النصرِ, حتى النصرِ, حتى النصر!!! هذا ما كانَ من أمرِهِم , فصدَّقهُمْ جُلُّ الناس ِإلاَّ من رَحِمَ اللهُ ممن يُبصِـرُونَ بنورِهِ, ويلتزمُونَ بأمرهِ, فقد رَأيتـَهُم وهم يُلبسُونَ فلسطينَ ثوبَهَا الإسلاميَّ الذي كسَاهَا رَبُّهَا, ثمَّ خلعوهُ عنها, لِيُلبسُوهَا ثوباً عربياً مهترئاً, فثوباً وطنياً بالياً, ثمَّ بعدَ ذلكَ كلـِّهِ ثوباً لا يقيها حراً ولا يمنعُهَا برداً. إلى أن وصلَ بهمُ الحالُ إلى ما وصلَ إليهِ من تنازلاتٍ مُذِلةٍ, وخياناتٍ مَكشوفةٍ , ومواقفَ سياسيةٍ مُتقهقرَةٍ ومُفاوضات . إخوتي في اللهِ , أحبتي في اللهِ : صُوَرٌ شتى تجمَّعَت بخاطري , وكأنها شريط ٌ منَ الذكرياتِ الباقيةِ التي يَستعصي على الزمن ِمَحوُهَا, أو تغييرُ صورتِـها, فقد كانَ لها في النفس ِوقعٌ أشدَّ من وقع ِالحُسَام ِالمهنـَّدِ . صُورٌ مَرَّتْ أمامي, وقد طرقَ سمعيَ ما تلفـَّظ َ بهِ رئيسُ المجلس ِالتشريعيِّ الفلسطينيِّ يومَ صرَّحَ قائلاً: نحنُ سَنطبقُ القانونَ الإسلاميَّ بسبل ٍديمقراطيةٍ, وإذا كانت أغلبية ُالناس ِستقبلُ فسوفَ نمضي قـُدُمَاً, وإذا كانوا سيقولونَ: ( لا ) فسنقولُ :( لا ) !!! وعندَما سُئل: هل سَيتمُّ اتخاذ ُهذا القرارِ من خلال ِاستفتاءٍ عام ؟ فأجابَ: نعم, قد يكونُ ذلكَ من خلال ِاستفتاءٍ عام ! وأردفَ قائلاً: أنا أؤمنُ من أعماق ِقلبي أنهُ إذا كـُنا نـَوَدُّ حقاً تطويرَ مُجتمَعِنا فيما يتعلقُ بالتنميةِ المستدامَةِ, فيجبُ علينا تطبيقُ قواعدِ الديمقراطيةِ, ويجبُ أن يتوجَهََ الناسُ إلى صناديق ِالإقتراع ِفي كلِّ انتخاباتٍ حتى نستطيعَ فهمَ ما يُريدُهُ الناسُ . اللهُ أكبرُ أيُّها المسلمون : إنَّ هذا القولَ, وفضلاً عن مخالفتِهِ للقطعيِّ من القرآن ِالكريم ِ, في قولِهِ تعالى : ( فلا وَرَبِّكَ لا يُؤمنونَ حتى يُحَكـِّمُوكَ فيما شجرَ بينـَهُم , ثمَّ لا يَجدوا في أنفسِـهم حَرَجَاً مِمَّا قـَضيت ويسلموا تسليما{65} ) النساء . وقولِهِ: ( وما كانَ لمؤمن ٍولا مُؤمنةٍ إذا قضى اللهُ ورسُولـُهُ أمراً أن يكونَ لهُمُ الخِـيَرَة ُ من أمرِهِـم, ومن يَعص ِاللهَ ورسولـَهُ فقد ضلَّ ضلالاً مُبينا{36} ) الأحزاب. وهو فوقَ هذا كلـِّهِ دعوة ٌإلى جبتٍ وطاغوتٍ, وقد نـُهينا عن الإحتكام ِإليهِ . فالحكمُ للهِ, والأمرُ كُلـُّهُ للهِ, وهذا لا يُستفتى فيهِ أبداً ! لأنهُ لا يُتوصلُ إلى الحلال ِبالحرام ِ. فكيفَ باللهِ عليكم يُتوصَّلُ إلى الإسلام ِبتطبيق ِقواعدِ الديمقراطيةِ التي تناقِضُهُ وتخالفـُهُ نصَّاً وروحاً وهوَ منها بَراء ؟! ثمَّ هل يجوزُ الإستفتاءُ وأخذ ُالرأي ِفي الأحكام ِالشرعيةِ الموقوفةِ عن ربِّ العزة !؟ لا, بل يَحرُمُ مُجردُ طرح ِفكرةِ الإستفتاءِ على الناس ِ,وكذلكَ أخذ ُالآراءِ بالأغلبيةِ حولَ الأحكام ِالشرعيةِ التي جاءتنا من العليم ِالخبيرِ . حتى تلكَ, الظنية ُفي دلالـَتِها لأنَّ طريقَ الوصول ِإلىَ الحُكم ِالشرعيِّ لا تكونُ عبرَ الاقتراع ِأو الإستفتاءِ. وإنما تـُستبَنط ُ بالسُّبل ِالشرعيةِ التي اتفقَ عليها المجتهدونَ الثـِّقِاتُ , وتؤخذ ُعنهم . ومنَ المعلوم ِبالضرورةِ منَ الدين ِحُرمَة ُتأويل ِالأحكام ِعلى رغبةِ الناس ِ, ولا وفقَ ما يُريدُونـَهُ, بل الواجبُ يُحتـِّمُ علينا حملَ الناس ِعلى ما يريدُهُ ربُّ الناس . وصدقَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وقد قالَ محذراً : (مَن التـَمَسَ رضا اللهِ بسَخـَطِ الناس ِ, كفاهُ اللهُ مَؤُونـَة َالناس ِ, ومن التمسَ رضا الناس ِبسَخطِ اللهِ وكـَلـَهُ اللهُ إلى الناس ِ ) وقال : ( لا يؤمنُ أحَدُكـُم حتى يكونَ هواهُ تـَبَعَاً لِما جئتُ به). وهيَ فوقَ هذا كلـِّهِ تدليسٌ من أجل ِإتمام ِالمُخططاتِ الرَّامِيةِ إلى تصفيةِ القضيَّةِ . وليكن معلوماً لديكَ سيادة َالرئيس ِأن الناسَ لا تريدُ سوى الإسلام ِوالإسلامَ وحدَهُ. ومن فـُحش ِالقول ِأن نستفتيَ أهلَ فلسطينَ حولَ الإعترافِ بيهودَ وكأنهُم وحدَهُم يملكونَ أمرَها وربقـَتـَها, أو يملكونَ التنازلَ عنها, علاوة ًعلى أنَّ الإستفتاءَ مع وجودِ النصِّ الشرعيِّ مُحرَّمٌ , ولا يجوزُ بحال . فهوَ خلعٌ لحقِّ مليارٍ ونصفِ المليارِ من المسلمينَ, ممن لهمُ الحقُّ في أرض ِفلسطينَ بوصفها أرضاً وقفية ًخراجية . أوقـَفهَا الفاتحُ عمرُ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ وأرضاهُ, إلى يوم ِيقومُ الناسُ لربِّ العالمينَ . أيُّها الإخوة ُالأماجدُ : إنَّ ما يجري بأرضِكُم , ما هو إلاَّ أمرٌ دُبِّرَ بليل ٍ! يَنمُّ عن ِالإستهتارِ بعقول ِالمسلمينَ والإستخفافِ بهم , وكأنهم لا يَعُونَ ما يسمعونَ , ولا يُدركونَ ما يَدُورُ حولـَهُم . فهؤلاءِ الشرذمة ُالقليلونَ, والرُّبَّانُ المُخلِصُونَ لأسيادِهم, يُريدونَ أن يُبحرُوا بسفينةِ فلسطينَ إلى البرِّ الذي أمرُوا بإرسائِها عليهِ . أيها المسلمون : هذه القضية ُالتي كانت عبرَ عقودٍ عديدةٍ خلت , قـَضِيَّـتـَهُمُ المركزية َ, واعتبرُوا التفريط َبشيءٍ منها خيانة ً. حتى أضحتِ اليومَ إلى ما ترونَ وتسمعونَ . وبعدَ أن كانت قضية ُفلسطينَ قضية َالمسلمينَ جميعاً, لأنها أرضُ مُنتهى الإسراءِ , وبَدءُ معراج ِالرسول ِالكريم ِصلى اللهُ عليهِ وسلمَ يومَ صلى بالنبيينَ إماماً . أصبحت قضية َالضفةِ والقطاع ِ, وأمن ِيهودَ , وإسكاتِ الجياع , والتسول من الشرق ِ والغرب ! أيُّها المسلمونَ : كانت فلسطينُ من النهرِ إلى البحر ! ثمَّ قـُزِّمت على يدِ الخونةِ من أبنائِها المُنتفعينَ ! فصارت فلسطينُ سبعة ًوستينَ ! ثمَّ إلى إزالةِ المستوطنات ! فإلى إقامةِ دولةٍ بأيةِ بُقعةٍ من الضفةِ الغربيةِ ! ثمَّ تحولتْ إلى مشكلةِ جدار ! ثمَّ تعديل ِمسارِ الجدار ! وآخرُ المطافِ قضية َُمعاشاتٍ تدفع ! وأموال ٍتـُستجدى من الكفارِ الحاقدينَ ! إلى أن صارت إلى تشكيل ِحكومةِ وحدةٍ وطنيةٍ : تجمعُ تحتَ سقفِها المسلمَ , والنصرانيَّ , والعلمانيَّ , والشيوعيَّ الماركسي , وقد تناسوا آياتِ الولاءِ للهِ , والبراء مِمن عاداهُ وليكونَ إصدارُ القراراتِ مبنياً على الإستفتاءِ والتصويتِ بالأغلبية !!! ولا حولَ ولا قوة َإلاَّ باللهِ العليِّ العظيم . أيُّها المؤمنونَ، أيُّها الموحِدونَ : يقولُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ : ( الدِّينُ النصيحة ُقلنا لمن يا رسولَ اللهِ ؟ قال:للهِ ولكتابهِ ولرسولِهِ ولأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِـهم ) . فواللهِ الذي لا إلهَ غيرُهُ, ما أنا لكم إلاَّ ناصحٌ أمينٌ, أمَا سمعتـُم قولَ ربِّكُم:( أفمن أسَّسَ بُنيانـَهُ على تقوى من اللهِ ورِضوان ٍ خيرٌ,أمَّن أسَّسَ بنيانـَهُ على شفا جُرُفٍ هارٍ فانهارَ بهِ في نارِ جهنمَ,واللهُ لا يهدي القومَ الظالمين{109} ) التوبة . هذهِ الآية ُالكريمة ُالتي تـُبيِّنُ القاعدة َالإلهيَّة ََالتي لا يجوزُ للمسلم ِأن يحيدَ عنها, ويَركـَنَ إلى سِواها . فاختر أخيَّ لنفسِكَ الخيرَ : فقد آنَ أوانُ المفاصلةِ بينَ الحقِّ والباطل ِ, بينَ الطيبِ والخبيثِ, بينَ ما أسِّسَ على التقوى بُنيانـُهُُ , وبينَ ما رُفِعت على الباطل ِجُدرانـُهُ . وصدقَ اللهُ :( ويا قوم ِماليْ أدعوكُم إلى النجاةِ وتدعونني إلى النار{41} تدعونني لأكفرَ باللهِ وأشركَ بهِ ما ليسَ بهِ علمٌ وأنا أدعُوكُم إلى العزيزِ الغفار{42} ) غافر . أيُّها الناسُ : أدعُوكم لدولةٍ لا تغيبُ الشمسُ عنها, وتدعونني لدويلـَةٍ لا ترى الشمس !؟ أدعُوكم لدولةٍ وَعَدَكُم بها ربُّـكُم , وتدعونني لدويلـَةٍ وعَدَكُم بها عَدُوُّكُم !؟ أدعُوكم لدولةٍ فرضٌ من اللهِ إقامَتـُهَا , وتدعونني لدويلـَةٍ آثمٌ من أقامَ بُنيانـَهَا !؟ أدعُوكم لدولةٍ تحفظ ُبَيضتـَكُم , وترعَى شأنـَكُم , وتدعونني لدويلـَةٍ بيدِ أعدائِـها ربقتـُهَا , ولا تملكُ سُلطانـَهَا !؟ أدعُوكم لدولةٍ اللهُ مُؤيدُهَا وناصرُها , وتدعونني لدويلةٍ الشيطانُ وليُّها ولا ناصرَ لها !؟ أدعُوكم لدولةٍ خيراتـُها للمسلمينَ, وللذمِّيينَ لهم فيها نصيبٌ, وتدعونني لدويلـَةٍ لا تملِكُ أرضَهَا, ولا سماءَهَا, ولا بحرَهَا, ولا تستطيعُ أن تستخرجَ ما في باطِنِـها من مياهٍ جوفيةٍ , وآبارٍ ارتوازيةٍ , ولا حتى رِكاز !؟ أدعُوكم لدولةٍ تقيمُ حُكمَ اللهِ فيكُم , وتدعونني لدويلـَةٍ تطبقُ أنظمة َالكفرِعليكم !؟ أدعوكم لدولةٍ آمنةٍ مُطمئنةٍ, تنشرُ الهُدى للناس ِكافة ً, وتدعونني لدويلـَةٍ أقصى أمانيها , أمنُ عَدُوِّكم !؟ أدعُوكم لدولةٍ أمرُ اقتصادها بيدِها, وتدعونني لدويلـَةٍ, تحيا على المساعداتِ الرَّبويةِ التي تـُستجدَى منَ الدول ِالأوروبيةِ المانحةِ, ومن أمريكا وإسرائيل !؟ فيا أهلَ التوحيدِ عامة ً, ويا أهلَ فلسطينَ خاصة ً: إن كنتم للحقِّ مُريدونَ , فوَالوا العالمينَ العاملينَ المخلصينَ وكثروا سَوادَهُم , لتحشروا معهُم في عليين, ولا تـُشارِكوا دعاة َالوطنيةِ والقوميةِ والعَلمانيةِ وأصحابَ الرأسماليةِ , فتبُوؤُا بإثمهم, فالبراءَ البراءَ , والنجاة َالنجاة َ, من هذا الشـَّرَكِ المُدَبَّرِ . وصدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ : (فأيُّ الفريقين ِأحقُّ بالأمن ِإن كنتم تعلمون{81} ) الأنعام . أيُّها الإخوة ُالعقلاءُ : يقولُ الرسولُ الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ محذراً المؤمنينَ : ( لا يُلدغ ُ المؤمنُ من جحرٍ واحدٍ مرتين ) وقد لـُدِغتم من حياتٍ الأرض ِمراتٍ ومرات, فهل من مُدَّكِـر !؟ وهل من مُعتبر!؟ فبادِرُوا الفرصة َقبلَ أن تكونَ الغـُصَّة َ, فالحِرصَ الحِرصَ , والحَذرَ الحذرَ, والنجاة َ النجاة َ. فأنتمُ اليومَ في سَعَةٍ , تتحللونَ بها منهم , وتبرَؤُونَ إلى اللهِ , فتحلـَّلوا وابرَؤوا , قبلَ أن يأتيَ اليومُ الذي يتبرأ ُفيهِ أولئكَ منكم ويتحلـَّلونَ, فكونوا من الذينَ يقولونَ : ربُّنا اللهُ ليستقيمَ أمرُكُم ويعلوَا شأنـُكُم , ولا تجعلوا منهم أرباباً من دون ِاللهِ وأوثانا . وصدقَ اللهُ : ( إذ تبرأ َالذينَ اتـُّبـِعوا منَ الذينَ اتـَّبَعُوا ورَأوُا العذابَ وتقطـَّعَت بهمُ الأسباب{166} ) البقرة . وكونوا ممن قالَ اللهُ فيهم : ( ربَّنا إننا سمعنا منادياً للإيمان ِأن آمنوا بربِّـكُم فآمنـَّا {192} ) آل عمران . ولا تـُهلكوا أنفسَكُم باتباعِهم فتـُردُوهَا, واذكروا يومَ الفصل ِالمبين ِ, إذ أنتم وهُم بينَ يَدَي من لا تخفى عليهِ خافية ٌ, فيدعُوا للجنةِ أصحابَهَا, ويَسحبُ إلى النارِ أهلـَهَا ووقودَهَا . فكونوا من أهل ِالجنةِ تَنْجُوا, ولا تكونوا من أهل ِالنارِ فتـَهلكوا. واعملوا مَعَ العاملينَ الذينَ نـَصَّبوا أنفسَهُم لحمايةِ عقيدَتِـهم, ويَصِلونَ ليلـَهُم بنهارِهِم لإعزازِ دينهم, وإعلاءِ شأنِهِ وشأنِكُم, فلا يَكلـُّونَ ولا يَمَلـُّونَ , مُهطعينَ إلى ربِّهم مُخبتينَ , يرقبونَ نصرَهُ, ويحفظونَ أمرَهُ , ولا يُوالونَ غيرهُ , وعليهِ يتوكلون . فلبوا نداءَ ربِّكُم , وأخبتوا لهُ ,وكونوا عندَ حُسن ِظنِّ اللهِ بكم , واستجيبوا لندائِهِ: ( يا أيُّها الذينَ آمنوا استجيبوا للهِ وللرسول ِإذا دَعَاكُم لِما يُحييكُم واعلموا أنَّ اللهَ يحولُ بينَ المرءِ وقلبهِ وأنـَّهُ إليهِ تـُحشرون{23} ) الأنفال . اللهمَّ خيرَ من سُئلَ وخيرَ من أجاب : نسألكَ اللهمَّ أن تعجلَ بنصركَ المؤزرِ المُبين , وأن تـُمَكـِّنَ لنا في الأرض ِكما وعدتنا , وأن تخلـِّصَنا من حكامِنا الأشرار, وزعمائِنا الفـُجار, وأن تـُهلِكَ العُملاءَ الصغارَ منهم والكِبار . وأنعِم علينا مولانا بحاكم ٍمنا , يقاتلُ بسيفِنا , ويحفظ ُبيضَتـَنا , يرفعُ لواءَ الحقِّ , وراية َ الصدق ِ, نرضى عنهُ ويرضى عنا, ونبلغُ بهِ ومَعَهُ غايتنا. اللهمَّ نصرك , اللهمَّ دينك, اللهمَّ أعزَّنا بالإسلام ِ وأعزَّ الإسلامَ بنا , وأعزَّ الإسلامَ بقيام ِدولةِ الإسلام , وأعزَّ دولة َالإسلام ِبالجهاد , ليُعزَّ بها كلُّ عزيز, ويُذلَّ بها كلَّ ذليل , جعَلـَنـَا اللهُ وإيَّاكُم شهداءَ يومَ قيامها , وجَعَلـَنـَا اللهُ وإيَّاكُم مِمَّن يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنهُ ، أللهمَّ اغفر للمسلمينَ والمسلماتِ ، والمؤمنينَ والمؤمناتِ ، الأحياءِ منهم والأموات ، إنكَ مولانا سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدَّعْوات . |
جزاك الله خير
|
مشكور على الموضوع
|
نشكرك على هذا الشرح
وبارك الله فيك |
بارك الله فيك
|
الساعة الآن 09:33 PM. |