بسم الله الرحمن الرحيم



موقع مكة المكرمة : تقع في الجهة الغربية من المملكة العربية السعودية بأرض الحجاز


في بطن واد تشرف عليها الجبال من جميع النواحي دائرة حول الكعبة المشرفة ، وكانت


المناطق المنخفضة من ساحة مكة تسمى البطحاء ، وما كان شرق المسجد الحرام يسمى


المعلاة ، وما كان إلى الغرب والجنوب يسمى المسفلة ، وكان رسول الله (( صلى الله عيه


وسلم )) من أهل المعلاة ولد فيها وسكن بها حتى هاجر ، ثم دخل منها أثناء فتح مكة .


و لمكة ثلاثة مداخل رئيسية هي : المعلاة ، والمسفلة ، والشبكية .


وتقع فلكيا عند تقاطع درجة عرض 19ً ، 25َ ، 21ْ شمالا ، ودرجة الطول 46ً ، 49َ ، 39ْ شرقا


، وارتفاعها عن سطح البحر أكثر من 300 متر ، وهي سرة الأرض ووسطها .


من فضائل مكة المكرمة : اختارها الله عز وجل لبناء بيته ومولد نبيه الخاتم ومبعثه (( صلى


الله عليه وسلم )) وجعلها منسكا لعباده وأوجب عليهم الإتيان إليها من القرب و البعد فلا


يدخلونها إلا متواضعين متخشعين متذللين كاشفي رؤوسهم متجردين عن لباس أهل الدنيا ،


وجعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم ، ولا يلتقط لقطتها للتمليك بل للتعريف ، وجعل قصدها


مكفرا لما سلف من الذنوب ، وليس على وجه الأرض بقعة يجب على كل قادر السعي إليها


غير مكة ، وشرع الطواف بالبيت الذي فيها دون غيرها ، وليس على وجه الأرض موضع يشرع


تقبيله و استلامه غير الحجر الأسود والركن اليماني ، و أقسم بها في كتابه العزيزفي


موضعين منه ، وتضاعف أجر الصلاة في المسجد الحرام ، وبها قبلة أهل الأرض كلهم ويحرم


استقبالها و استدبارها عند قضاء الحاجة ، ويعاقب فيها على الهم بالسيئات و إن لم يفعلها ،


وتضاعف مقادير السيئات فيها ، لأن السيئة في حرم الله وبلده أعظم منها في طرف من


أطراف الأرض ، وجذبها للقلوب أعظم من جذب المغناطيس للحديد ، ولا يقضون منها وطرا ، بل


كلما ازدادوا إليها زيارة ازدادوا لها اشتياقا . وورد أن بها مواضع تستجاب فيها الدعوات ،


وتقال فيها العثرات ، و تمحى فيها السيئات ، وتكشف فيه الكربات ، ومن خصائصها تحريم


حمل السلاح فيها ، ودخول الكفار إليها وحراستها بالملائكة فلا يدخلها الدجال .




وفيما يلي بعض الروايات الدالة على أهم فضائل مكة المكرمة :



1 - قال رسول الله (( صلى الله عليه وسلم )) وهو واقف على الحزورة أي (( الرابية الصغيرة )) : والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني خرجت منك ما خرجت .


2 - وقال (( صلى الله عليه وسلم )) : ما أطيبك من بلد و أحب إلي ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك .



3 - وقال (( صلى الله عليه وسلم )) : أما والله لأخرج منك و إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي و أكرمه على الله ، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت .




من أسماء مكة في القرآن الكريم :

1 - مكة : وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ((سورة الفتح 24 ))

2 - بكة : إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (( سورة آل عمران 96 )) .

3- أم القرى :وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (( سورة الأنعام 92 ))

4 - البلد : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا (( سورة إبراهيم 35 ))

5 - البلد الأمين :وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (( سورة التين 3 ))

6 - البلدة :إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا (( سورة النمل 91 ))

7 - حرم آمن :أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا (( سورة القصص 57 ))

8 - واد غير ذي زرع :رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ (( سورة إبراهيم 37 ))

9 - معاد :إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ (( سورة القصص85 ))

10 - قرية :وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ (( سورة محمد 13 ))

11 - المسجد الحرام : أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (( التوبة 19 )) ويوجد أيضا في سورة البقرة عدد من الآيات .



حرم مكة المكرمة : ما أحاط بها من جوانبها ، جعل الله حكمه حكم مكة في الحرمة تشريفا


لها ، وهو حرام بحرمة الله منذ أن خلق الأرض إلى يوم القيامة ، وقد ورد أن جبريل عليه


السلام أقام إبراهيم عليه السلام على حدود الحرم و أمره أن ينصب عليه الحجارة ، ففعل


ذلك ، وكان أول من أقام أنصاب الحرم ، وهي الحد الفاصل بين الحل و الحرم ، و بعد فتح مكة


بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم بن أسد الخزاعي فجددها ، و استمر خلفاء


المسلمين و أعيانهم يجددونها من مختلف النواحي حتى بلغ عدد الأعلام المحيطة بالحرم


(943) علما فوق الجبال و الثنايا و المرتفعات ، و غالبها متهدمة ، ولم يبق منها إلا ما عدته


أيدي المصلحين و المجددين .



**(منقوول)**