يعتبر المراقب الفني أحد الأركان الهامة والأساسية في تطور ورقي مستوى الحكم، بل هو من يوجه ويزود الحكم بكل ماهو مفيد وجديد في مجال التحكيم في كرة القدم لأنه يعتبر بمثابة المعلم الأول الذي ينهل ويستقي منه الحكم معلوماته لكي يرتقي ويصل إلى أفضل مستوى في هذا المجال وبالذات في تحكيم كرة القدم التي تعتبر أكثر الألعاب شعبية وشهرة في العالم،


في الأونه الأخيرة شاهدنا العديد من الاحتجاجات والاعتراضات على أداء الحكام في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم الماضي ومن المهم ان نقف لنتلمس أحد أهم أسباب الإخفاق والتعرف على الحلول لتفاديها في الموسم القادم، فهل يتحمل الحكم وحده هذا العتاب وهذه الأخطاء، لماذا لايتم تحميل المراقب الفني الذي هو بالفعل من يزود الحكم بالمعلومات والخبرات، وهل المراقبون الفنيون في الدوري السعودي بجميع درجاته مؤهلون وقادرون على إسداء النصح والتوجيه للحكم، هل إعدادهم كافٍ من قبل القائمين على التحكيم السعودي وماذا فعلت اللجنة من أجل تطويرهم أين الدورات أين الحوافز لماذا يتهرب الكثير منهم من مراقبة مباريات بعض الأندية أو الهروب من بعض المناطق، لماذا لايتم الاستغناء عن المراقب غير المتطور الذي لا يقدم ولا يؤخر أو هو فقط تكملة عدد، أليس من الأولى الاستعانة بمراقبين وخبراء من الخارج لتطوير حكامنا بدلاً من الحكام الأجانب،

فتحنا هذا الملف مع الاختصاصيين والخبراء في مجال التحكيم منهم من يمثل اللجنة الرئيسية وهم الدولي السابق ونائب رئيس اللجنة إبراهيم العمر وأعضاء اللجنة الدوليان السابقان محمد البشري وعمر المهنا ومنهم من يمثل المراقبين الفنيين ومطالبهم وحقوقهم من اللجنة الرئيسية مثل الحكم العالمي علي الطريفي والدولي عبدالرحمن الزيد والدولي السابق والمراقب المتميز سعد ربيعة والدولي فهد الملحم الذي يمثل الجانبين حيث أنه حكم ومراقب في آن واحد والجانب الثالث هم الحكام وهم الأهم لأنهم هم المعنيون بالتطوير مثل الحكم الدولي عبدالرحمن الجروان وحكم الدرجة الأولى البارز عبدالرزاق المقهوي وزميله مطرف القحطاني ومجموعة أخرى من الحكام.

إبراهيم العمر: المستوى متدنٍ ويجب وضع لجنة للمراقبين

أتفق جميع الخبراء والمختصين والحكام على تدني مستوى المراقبين الفنيين السعوديين وعدم قدرتهم على مواكبة التطور المطلوب في مجال التحكيم، ويشير نائب رئيس اللجنة الرئيسية لحكام كرة القدم والمختص بتكليف المراقبين الفنيين الدولي السابق إبراهيم العمر لاشك أن المراقبين يتفاوتون في القدرات والفهم والإدراك وطريقة توصيل المعلومة للحكام والأسلوب فمنهم من يوصلها بشكل جيد ومفيد وفي الحقيقة هؤلاء قلة وأن هذه الصفات لاتوجد في جميع المراقبين ولكن في الحقيقة وبشكل عام فان المستوى الفني للمراقبين متدني ويحتاج لإعادة نظر وهذا ما نسعى إليه نحن في اللجنة، وإذا ما أردنا أن نصل لمستوى جيد في المراقبة يجب فصل المراقبين عن لجنة الحكام لانهم في الأصل يتبعون للجنة تطوير التحكيم إذا ما أردنا تطورا أكثر للمراقبين من أجل متابعتهم وتطوير أدائهم وعطائهم ولكن نحن الأن مسئولياتنا مزدوجة حيث نشرف على الحكم والمراقب في وقت واحد وفي الحقيقة لن تستطيع لجنة الحكام أن تطور مستوى المراقبين بشكل مقنع ومرض إذا بقي الحال كما هو عليه، وهنالك العديد من المراقبين بهم الصفات القيادية القادرة على صنع حكم متميز ولكن يجب أن يكون هنالك تواصل بين المراقبين وبين اللجنة الرئيسية حتى نتعرف على هؤلاء الحكام، ولكن المراقب في حاجة لحوافز مادية حيث أن المكافأة التي تعطى للمراقب منذ أمد بعيد وعفى عليها الزمن ولابد من رفعها حتى نطالب المراقبين بعطاء أفضل، كما أن المراقبين الفنيين يحتاجون لدورات تأهيلية شبه سنوية


تقييم المراقبين وتصنيفهم هو الحل واختبارات تحريرية وطبية، ونحن في اللجنة نسعى ولكن نحن مرتبطون بجهات أخرى من الناحية المادية غير الرئاسة العامة لرعاية الشباب مثل وزارة المالية لذا يجب أن نقدر مواقف سمو الرئيس العام وسمو نائبه مع ثقتي التامة في ادراك معاناة المراقبين في المكافآت، وحول رفض المراقبين لبعض المباريات والدخول لبعض الأندية قال العمر هنالك حساسية قديمة بين المراقب وبعض الأندية هذا عندما كان حكماً لذلك تأصل موضوع الرفض للدخول للنادي هذا أو ذاك أما من ناحية المناطق البعيدة فان المراقبين مرتبطون بظروفهم العائلية التي لاتسمح لهم بالسفر ولكن لو كان هنالك حوافز ومكافآت تعطى لمن يخرج عن منطقته مميزات أفضل لوجدت الجميع يتسابق على الخروج، أما موضوع مستوى المباراة سواء كانت الناشئين أو الشباب فان بعض المراقبين للأسف عندما يراقب على هذه المباريات يشعر بأن مستواه أكبر من مستوى المباراة وأنه أقل من غيره من المراقبين وللأسف هذا غير صحيح حيث أن هؤلاء الحكام في مستويات المنافسات الأقل هم من يحتاج للتوجيه، وسياسة اللجنة حالياً أن أفضل المراقبين وأدركهم هم من يكلفون في المباريات الأقل مستوى



وأعتبر العمر بأن المراقب يقدم تقريره الذي يدل على مقدرته وفنه الخاص في التوجيه وبلاشك ليسوا جميعاً بمستوى واحد، وعن المراقبين غير الجيدين وغير القادرين على متابعة التطور قال العمر نحن سنعمل العديد من الدورات التي من شأنها الرفع من المستوى الفني لهؤلاء وبعد ذلك تكون الكرة في ملعبهم ولدينا الاستعداد الكامل لوقف والاستغناء عن أي مراقب لايطور نفسه وقد حصل هذا بالفعل.

البشري: المميزون قليلون

أما محمد البشري عضو اللجنة الرئيسية للحكام، فيقول بأن المراقبين الفنيين للأسف ليسوا في مستوى واحد فالمميزون يعدون على أصابع اليد الواحدة والبعض الآخر في منطقة الوسط أما السواد الأعظم فهم في الحقيقة كومبارس وتكملة عدد، ويضيف البشري أن المراقبين لدينا ينقصهم الكثير وبالتالي هذا النقص يؤثر سلباً على مستوى الحكام حيث أنه يجب تكثيف الدورات عليهم وأن هذه الدورات تكون متنوعة تحتوي على محاضرات في علم النفس وأخرى في كيفية التعامل مع الحكام كذلك الإطلاع ومشاهدة المباريات حيث أنني أعلم بأن الكثير من المراقبين لم يشاهد مباريات كرة القدم منذ زمن بل لا يرغب في المشاهدة والتطوير حيث أن التطوير لا يعتمد فقط على اللجنة الرئيسية في عقد الدورات بل يجب على المراقب الذي يريد أن يكون متميزاً أن يشاهد ويحتك ويسأل ويتعرف على كل ما هو جديد في مجال التحكيم والمراقبة، ونحن في اللجنة لدينا خطط من أجل رفع كفاءة المراقبين لإيماننا بأنهم هم النواة الأولى التي يستقي منها الحكم المعلومة لذا فانه ومن الموسم القادم سيتم توجيه المراقبين المميزين للدرجات الأقل لحاجة الحكم لتوجيه بشكل أكثر ويضيف البشري المشكلة أن معظم المراقبين حكام دوليون ولكن ليس كل حكم دولي يصلح لأن يكون مراقباً لان المراقبة علم كبير وقائم على المعلومة الصحيحة التي للأسف لا يمتلكها معظم المراقبين حيث أن البعض يرى بأن دوره هو تقديم الأخطاء للحكام دون إعطائهم فرصة للحديث والتعبير عن الحدث، وعن المراقبين الأجانب قال البشري أنا لست مع هذا التوجه ولا اعتقد أننا سنستفيد من الأجانب وان شاء الله مراقبونا سيتطورون مع الدورات التي ستعقدها اللجنة ويجب عليهم تطوير أنفسهم.

الطريفي : نعم نحن بحاجة للمراقب الأجنبي

أما العالمي الطريفي فيقول بأن المراقب الفني هو مرآة عاكسة لمستوى التحكيم حيث أنه إذا وجد حكم جيد فانه يكون هنالك مراقب جيد ولكن للأسف المراقبون لديهم مشكلة كبيرة وذلك لعدم امتلاكهم للخبرة الكافية مع أن معظمهم حكام دوليون ولكن لعدم الإطلاع والاعتماد على خبرات سابقة وبسيطة مما يؤدي لعدم قدرتهم على العطاء بشكل أكبر، وينقص المراقبين الإطلاع النفسي وكذلك التعرف على مستجدات القانون وذلك بالبحث والسؤال، ويأتي أيضاً دور اللجنة الرئيسية في عقد الدورات السنوية والتي في الحقيقة تعتبر غير كافية أبداً فهنالك في كل سنة أو سنتين دورة واحدة ولمدة لا تزيد عن يومين مقسمة على أربع محاضرات وهذا الأمر غير كاف أبداً للرقي بمستوى المراقب، ويقول الطريفي أنا استغرب وبشدة من المراقب الذي يرفض مباريات الشباب أو الناشئين ويقول ان المراقب متجه للمراقبة والإفادة وليس لمستوى ودرجة المباراة وهذا الرفض ليس له أي مبرر أبداً وأن هذه المراقبة هي أمانة ويحتاج لها الحكام الأقل خبرة أكثر من غيرهم من زملائهم الأكثر خبرة هذا من جانب ومن جانب آخر أرى بأن لكل حكم يجب أن يكون مراقب معين حيث أن بعض الحكام يحتاج للتوجيه السليم وكذلك التعامل الخاص لذا يجب أن يوضع المراقب المناسب للحكم حسب قدرات وإمكانيات ذلك المراقب وحسب حاجة الحكم للتوجيه والتطوير، من جانب آخر أشار الطريفي الى ان اللجنة الرئيسية يجب عليها تقييم المراقبين حيث أنه لا يوجد أي رقابه ولا مطالبة بالتطوير من قبل اللجنة الرئيسية لذا فان المراقب يضمن تكليفه في المباريات بشكل مستمر وبخاصة في ظل النقص الموجود في عدد المراقبين وزيادة كبيرة في عدد المباريات في الدوري بجميع فئاته، كما شدد الطريفي على أهمية التوجيه الصحيح من قبل المراقبين الفنيين حيث أن البعض منهم لا يستطيع حتى إيصال المعلومة أو للأسف الشديد يتكبر على الحكم ظناً منه أنه هو الأفضل وذلك لأنة وصل للدولية ويحق له أن يملي على الحكم ما يشاء من توجيهات صحيحة كانت أو خاطئة وفي الحقيقة أتمنى من لجنة الحكام الرئيسية الاستعانة العودة لبعض حكام الدرجة الأولى ذوي الخبرة والكفاءة ممن لم يساعدهم الحظ أو العمر للحصول على الشارة الدولية ففيهم من هو أفضل بكثير من المراقبين الموجودين في الخبرة والتوجيه، وحول الاستعانة بالمراقب الأجنبي أشار الطريفي بان الاستعانة بالمراقب الأجنبي أكثر فائدة من الاستعانة بالحكم الأجنبي وفي الحقيقة الحاجة أصبحت ملحة جداً للمراقب الأجنبي سواء على مستوى المراقبة الفنية للمباريات أو فيما يخص إلقاء المحاضرات في دورات الصقل والدورات المكثفة للحكام والمراقبين على حد سواء فنحن نحتاج من 5 إلى 6 مراقبين أجانب أكفاء من أجل الرقي بمستوى التحكيم السعودي والمراقبين، لذا وجب على اللجنة الرئيسية عقد الدورات للمراقبين وبصفة مستمرة لأن ما هو موجود الآن دون المستوى فدورة واحدة كل سنتين ولمدة يومين من المستحيل أنها تطور مستوى المراقبين إضافة لإحضار مراقبين على مستوى عال من الأجانب أو من الأخوة العرب المميزين تحكيمياً وفي إلقاء المحاضرات، كما يجب على اللجنة إصدار كتيب موحد للمراقبين من أجل معرفة الخطوط العريضة التي يسير عليها الحكم ويتم توجيهه وفق ما ترغب اللجنة وليس وفق أهواء المراقبين و مزاجياتهم التي في الحقيقة تتعب الحكام لتفاوتها واختلافها من مراقب لأخر، كما يجب على اللجنة عدم تكرار المراقب على نفس الحكم وذلك من أجل أن يستمع الحكم لتوجيهات جديدة كذلك عدم ملل الحكم من نفس المراقب، أن على اللجنة الحرص في توزيع المراقبين على المباريات كل حسب إمكانياته و قدراته لأن اللجنة تعرف المراقبين وإمكانياتهم جيداً وأنا هنا أطالب بالمراقب المميز في الدرجات السنية الأقل أي في دوري للشباب والناشئين لأن هؤلاء الحكام هم الأحوج للتوجيه بينما الحكم في الدور الممتاز لا يحتاج سوى للتأكيد على إزالة بعض الأخطاء وتعزيز النواحي الايجابية،