أستقليت مركبا ً وأبحرت بعيدا ً عن هذه الدنيا بحثا ً عن متغطرس غيرك يغمرني بالحقيقة

بخلافك أنت وذكرياتك المتعبة نضرت عن كثب وبٌعد بدقه وقوة إبصار ...

فلم أرى سوى صمت جارف بعيدا ً عني بين أعماق كياني الشخصي ..

حاولت جاهداً بقوة عزيمة وإصرار على تغيير وجهتي التي كانت تجاه كياني الشخصي ..

ولكن جميع محاولاتي للأسف بائت بالفشل .. ولم أجد مكانا ً يؤويني سوى هذا الكيان الظالم .. الدكتاتوري...

وأنجبرت على معاودة الاتصال مع هذا الكيان ليؤويني مره أخرى ..

فأصبحت مستمراً في السير تجاه هذا الصمت الجارف

اسرح في الصباح والنهار .. واسري في الليل وليس هناك أي وقت لدي للمرح أو حتى للراحة أو لقضاء الحاجة..

حتى وصلت لهذا الصمت الجارف الذي سكن كياني ليعيش فيه طول حياتي ...

نظرت فيه ودققت النظر .. وتأكدت .. بعدم امتلاكه لأي معلومة .. عنك.. أو حتى أجابه بسيطة لأسئلتي الغثيثه ..

بعد ذلك اكتشفت سبب سكون واحتلال هذا الصمت لكياني ..

السبب كان بشكل جدا ً مختصر .. 50% بسبب شوقي لك .. و 50% بسبب رحيلك ..

أتعلم برحيلك .. ذاكرتي جرفت جميع ما فيها .. وأبقت ذكرياتك في صندوق مطلي بالذهب .. مزخرف به اسمك وعنوانك ..

أتعلم برحيلك .. أصبحت ذاكرتي اكبر مكتبه من نوعها في تخزين ذكرياتك ..

أتعلم برحيلك .. انصدمت أكثر من 1000000 خليه عصبيه حتى كاد يغمى علي ّ ..

أتعلم برحيلك .. كم أصبحت حياتي مجرد ذكريات منسيه بالنسبة لك ..

أتعلم برحيلك .. أن قلبي أصبح مجرد قطعه مرمية في هوامش الحياة منحوت فيها صورتك الجميلة ..

حقيقة . . أعتقد .. وربما قد يصل أعتقادي إلى التأكد ..

بأن أحشائي أصبحت مجرد بلوره متبلوره بذكرياتك المؤلمه ..

أقوم أحيانا ً وربما .. بين الدقيقة والأخرى بمعاودة الاتصال مع سحابة الصمت المخيّمه على كياني لأستقطب بعض الذكريات ...

المؤلم والمحزن في الأمر .. بأنها مجرد رماح تسبب الألتهابات في جروح صميم قلبي .. المرهف ..

ورغم هذا الألم أبقى صابرا ً على ما أصابني من رحيلك حيث قال الله تعالى ( وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة ً قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )

دماء صميم قلبي تنزف .. ويحتضنها شوقي الدافئ إليك و تتبخر .. ناسيه ألم الجراح ..

أستمريت في دراسة كيانك الغريب الأطوار .. لده ربما تجاوزت الثمانية عشر سنه ..

وفي النهاية عندما استحقت هذه الرسالة الطويلة المدى ...

أن تتميز بأن تكون أول رساله موجهه لدراسة كيانك ..

وأستحقيت أنا كباحث لأسرار كيانك ... أن أكون في درجه أعلى من درجة البروفيسوراه بالنسبه إليك ..

في هذه اللحظة عندما أنعمني ربي بهذا النعيم انقلبت حياتي رأسا ً على عقب..

إنه الرحيل والفراق ... الذي طالما استبعدته أن يكون قريب من حياتك وحياتي ...

رغم همساتي الكثيرة تجاهك .. المنشورة والغير منشوره سواءً في الشبكة العالمية (الإنترنت) أو حتى بين حدود أوراق الدفاتر المرمية بين كتبي الدراسية ..

لن يكون إحساسها مقارن مع إحساس قلبي ولو .. لبرهه صغيره ..

في الحقيقة .. قلبي مكون من عدة درجات حب ...

الدرجة الأولى: حب الله..

الدرجة الثانية : حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

الدرجة الثالثة : حب الوالدين .

الدرجة الرابعة : حب أخوتي وأنت في آن واحد ..

الدرجة الخامسة : الدرجة السياحية ومكتوب عليها بلافته كبيره مسموح الدخول والخروج ..

أعتقد بأن رحيلك يعتبر ظلم موجه بشكل مباشر لشخصي الكريم رغم أنه قد يكون ليس لك في هذا الرحيل أي يد ..

هذا مجرد اعتقاد لا يصل إلى الفرضيّة ولا يتعدى النظرية ..

وفي النهاية ..

ستبقى متغطرس في حياتي ... حتى آخر يوم فيها ..

لن أنساك أبدا ً ما حييت ..

وأتمنى لك حياه سعيده ... مليئة بروضات الجنان ..

حرر في يوم الاحد 23 رجب 1426 في الثانية ضهرا

*:* تحياتي *:*