منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞ (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   علي مدار أيام شهر الخير شرح قواعد وفوائد الاربعين النوويه (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=17144)

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:39 AM

علي مدار أيام شهر الخير شرح قواعد وفوائد الاربعين النوويه
 
الحمد لله رب العالمين , ونصلي ونسلم على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إن من أعظم مايتقرب العبد به إلى ربه عز وجل هو التوجه إليه سبحانه وتعالي بما ورد في القرآن الكريم والحديث الصحيح من الأدعية والأذكــــــــار في جميع الأحوال وسائر الأوقات

لذا كانت هذه المشاركة وهي عبـــــــارة الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإذن الله تعالى أوضح كل حديث في مشاركة مستقلة

حتى أكمل سلسة الاربعين الـــنوويه أتمنى من الله العلي القدير أن يكون هذا الموضوع مرجعاً للأخـــــوة والأخوات

لذا فإني أرجومن الأخوة والأخوات عدم التعليق أو التعـــقيب

نسأل الله العلي القدير أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه ويتقبل منا صالح الأعمال .


ملاحظة:

خواني واخواتي كل يوم ساعه بعد صلاة التراويح

أقوم بكتابة حديثين من كتاب ((( قواعد وفوائد من الأربعين النوويه))) للنووي

لمدة عشرون يوما بيكون خلصنا الأربعين نوويه إن شاء الله


أبدا بتوضيح من هو الإمام النووي نسبه وحياته وثقافته ووفاته

وبعدها ابدأ باذنه تعالي بالحديثين يوميا حتي يتاح لنا بالعشر الأواخر

نكون شمرنا عن ساعدينا بكثرة الطاعات والعبادة ونشر الدعوة بشتي انواعه

هذا والله الموفق

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:40 AM

نسبه وحياته: هو يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن حزام النووي ’أبو زكريا محيى ولد النوي في قرية نوي من قرى حوران جنوبي دمش .

ثقافته:ألقي الله في قلبه -منذ نعومة أظفاره - حب الدين والعلم ’ فحفظ كتاب الله .

أخلاقه: النووي كان عالما زاهدا في الدنيا ورعا وقورا مهيبا لا يكاد يصرف ساعة من غير طاعة وكان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وينصح الحكام ولا يخشي في الله لومة لائم .

منزلته: للنووي منزلة عظيمة عرفها له علماء عصره .

وفاته: توفي النووي - رحمه اله في الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وستمائة هجرية في قرية نوي رغم أن عمره لم يتعد الخمسة والأربعين عاما إلا أنه كان عمرا مباركا قضاه في العبادة والطاعة والتعليم والتأليف- والمعروف أن النووي رحمة الله - لم يتزوج .

=======================

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:41 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الأول ((إنما الأعمال بالنيات))[/MARQ]

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب-رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء مانوي فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه))رواه البخاري ومسلم

(( إنما الأعمال بالنيات) وضح لنا هنا شمل جميع أفعال الجوارح والأعال والأقوال لان البعض خصص الأعمال بما لا يكون قولا والنية لها شرط في قبول العمل

((وإنما لكل امرئ مانوى)) العمل في نفسه صلاحه وفساده وإباحته بحسب النية الحاملة عليه المقتضية لوجوده وثواب العامل وعقابه وسلامته بحسب النية التي صار بها العمل صالحا أو فاسدا أو مباحا . جامع العلوم
((فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه)) قال ابن رجب في شرح هذا بإختصار وبتدخل من النووي رحمه الله الهجرته حقيقتها الترك والهجرة إلي الشيء الإنتقال إليه عن غيره
مثال : فترك بلاد الكفر إلي دار الإسلام يسمي هجرة .
فمن هاجر حبا لله تلارك وتعالى ولرسوله ورغبة في التفقه في دينه وإظهاره حيث كان يعجز عن ذلك في ديار الكفر فهذا هو المهاجر لله ورسوله بحق
ومن كان مقصده هجرته حظرظ الدنيا وشهواتها من النساء والمال وجاه وغيره فحظه من هجرته الدنيا وحظوظها الفانية وهنا يقاس علي الهجرة سائر الأعمال من حج وعمرة وجهاد وغيرها فصالحها وفسادها بحسب النية الباعثة عليها

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:43 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثاني:حديث جبريل عليه السلام [/MARQ]


عن عمر - رضي الله عنه - قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ,شديد سواد الشَعر’ لا يرى عليه أثر السَفر ولا يعرفه منا أحد ’ حتي جلس إلي النبي صلي اله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلي ركبته ووضع كفيه علي فخذيه قال : يامحمد أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله’ وتقيم الصلاة’ وتؤتي الزكاة’ وتصوم رمضان’ وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)) قال : صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه ’ قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال (( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) قال صدقت : قال فأخبرني عن الإحسان قال (( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) قال ((فأخبرني عن الساعة ؟ قال ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل )) قال فأخبرني عن أماراتها؟ قال (( أن تلد الأمة ربتها ’ وأن تري الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون البنيان)) قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي : يا عمر أتدري من السائل ؟)) قلت : الله ورسوله أعلم؟ قال : (( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )) رواه مسلم

قال ابن رجب : هو حديث عظيم الشأن جدا يشتمل علي شرح الدين كله فالإسلام هو إظهار الخضوع وإظهار الشريعة والتزام ما أتى به النبي صلي الله عليه وسلم
الإيمان هو تصديق القلب وإقراره ومعرفته ويكون الإسلام بمعني الإستسلام لله والخضوع والإنقياد له بالعمل وعلي هذا قال العلماء : كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن لأن العبد قد ينقاد بالأعمال الظاهرة كالصلاة والحج والزكاة وغيرها تظاهرا ونفاقا

القضاء :حكم الله سبحانه وتعالى أزلا بوجود الشيء أو عدمه ؛؛؛؛؛القدر إيجاد الله تعالى الشيء علي كيفية وفي وقت خاص كالحوادث وغيره

أمارات الساعة : أن تلد الأمة ربتها : المراد بربتها سيدتها ومالكتها ؛؛؛؛((وأن تري الحفاة العراة العاله رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)) الحاف يعني من لا نعل في قدميه والعار هو من لا ثياب علي بدنه والعائل الفقير والمراد أن أسافل الناس يصيرون رؤساء وتكثر أموالهم ويشيدون العالية مباهاة وتفاخر علي عباد الله

قال القرطبي المقصود هو عن تبدل الحال بأن يستولي أهل البادية علي الأمر ويمتلكون البلاد بالقهر فتكثر أموالهم وتنصرف همومهم إلي تشيد البنيان والتفاخر به

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:48 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثالث((بني الإسلام علي خمس [/MARQ]


عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-قال :سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ((بني الإسلام علي خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان)) رواه البخاري ومسلم

بني الإسلام علي خمس: أي فمن أتى بهذه الخمس فقد تم إسلامه كما أن البيت يتم بأركانه كذلك الإسلام يتم بأركانه الخمس

شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله : أي لا يكون العبد مسلما إلا بالقيام بأسس ودعائم وأركان الإسلام التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام والدعائم الأربعة المذكورة مبنية علي الشهادة لأن الله لا يقبل منها شيئا دون الشهادة

وإقام الصلاة: الصلاة هي الصلة بين العبد وربه تبارك وتعالى يجب أداؤها علي هدي رسوله صلي الله عليه وسلم

الزكاة : هي النماء والطهارة والبركة فيها البركة في المال وطهارة النفس لمؤديها من أردان الشح والبخل وهي الزكاة المفروضة

الحج: الحج هي العمود لا يحل لمسلم المستطيع الصحيح البدن الذي يملك من المال مايكفيه ذهابا وإيابا ويكفي من يعولهم حتي يرجع من الحج بل يجب أن يبادر بأدائها

صوم رمضان: وجوب صوم رمضان والرسول عليه الصلاة والسلام رغبنا في صوم رمضان (((عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه)))) رواه الطبراني وصححه الألباني

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:48 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الرابع :إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه [/MARQ]

عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قالحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق (( ان أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالله الذي لا اله غيره ان أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها))0

هذا الحديث له أهمية عظيمة لأنه تعرض لكيفية خلق الإنسان كما فيه الكلام حول القضاء والقدر
بين لنا رسول اله صلي الله عليه وسلم في هذا الحديث كيفية تكوين الإنسان فقال(( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه )) المراد بالجمع : ضم بعضه إلي بعض بعد الإنتشار وقال القرطبي رحمه الله فالحيوانات المنوية التي يقذفها الرجل كثيرة وتكون منتشرة في رحم المرأة بعد القذف ولكن لا يجتمع منها مع البويضة إلا واحدة

النطفة : وهي الطور الأول الذي يمر به الجنين بعد التقاء الحيوان المنوي مع البويضة والنطفة أصلها الماء الصافي وتمتد مدة 40 يوما

العلقة: وهي الطور الثاني الذي يمر بالجنين والعلقة هي الدم الجامد الغليظ وسميه بذلك لتعلقه بما مر به ويمتد هذا التطور 40 يوما


المضغة : هي الطور الثالث الذي يمر به الجنين والمضغه هي قطعة من لحم وسميت بذلك لأنها قدر ما يمضع الماضغ ويمتد هذا الطور 40 يوما نفخ الروح : ويكون ذلك بعد مضي 120 يوما / أربع شهور من اجتماع الزوجين وهنا يكون الجسم لطيف سار في البدن مشتبك به اشتباك الماء بالعود الأخضر . شرح مسلم للنووي

وجوب الإيمان بالقضاء والقدر لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ((ويؤمر بأربع كلمات)) رزقه- اجله- شقي- او سعيد

فهنا بين لنا الرسول عليه الصلاة والسلام الأعمال بالخواتيم ((فوالله الذي لا اله غيره ان أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخله ))فيجب علي العبد ألا يغتر بعمله وصلاحه بل يجب عليه أن يكون جناحي الخوف والرجاء

====================

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:50 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الخامس : ((من أحدث في أمرنا)) [/MARQ]

((عن أم المؤمنين أم عبدالله عائشة - رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌ)) البخاري وشرح مسلم

قوله صلي الله عليه وسلم " ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) أي من أنشأ وأخترع في دين الله وشرعه الذي رضيه لنا من قبل هواه فهذا الذي اخترعه وأنشأه مردود علي صاحبه لا ينتفع به في دينه ودنياه

والأحداث في الدين منها عبادات التحريم فكل عبادة لم يشرعها الله ورسولخ محرم علي المسلم أن يقترب بها مثال علي ذلك كالذي تنذر إذا نجح ابنها بالمدرسة أن تصوم يوم الجمعة فهذا عملها مردود وغير مقبول

النوع الآخر ماكان خارجا عن الشرع بالكلية : مثال من تندر ان شفي زوجها من مرض السرطان او مرض مستعصي تحضر له له المطربين والمطربات

وأيضا الزيادة علي العمل المشروع من يزيد بعبادته مثلا الرسول عليه الصلاة والسلام أخبرنا بان نقول بعد الصلاة أستغفر الله 3مرات وسبحان الله 33 والحمدلله 33 والله أكبر 33 يقوم المبتدع بزيادة بظنه أنه سوف يؤجر علي ذلك

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:51 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث السادس: (( إن الحلال بين وإن الحرام بين)) [/MARQ]

((عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما: قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ((إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقىالشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمىألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله : ألا وهي القلب)) بخاري ومسلم

المقصود بالحلال بين كالزواج ؛؛أكل الطيبات؛؛ لبس مايحتاج إليه من القطن والصوف ؛؛كذلك الحرام بين مثل شرب الخمر ؛؛ النكاح بالحرام ؛؛ لباس الحرير علي الرجال ؛؛الزنا ؛؛الربا.

ولم يمت صلي الله عليه وسلم - حتى بين لأمته ما أحله الله لهم وما حرمه عليهم قال صلي الله عليه وسلم : ((لقد تركتكم علي مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)) صحيح الترغيب الألباني

الأمور المشتبهات: لما فيه عدم الوضوح في الحل والحرمة ولهذا لا يعرفها كثير من الناس وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس

موقف الناس من المتشابه : فمنهم من يتركه ابتغاء مرضاة الله وتحرزا من الأثم وهذا معني قوله عليه الصلاة والسلام ((فمن اتقي الشبهات فقد أستبرأ لدينه وعرضه


ومنهم من يقع في المتشابه من حيث هو متشابه عند الناس لا عنده وذلك لا تضاح الحكم له في القضية فهذا لا حرج عليه في وقوعه ولكن ان تركه حفاظا لعرضه من الناس فهذا حسن وممدوح فالمسلم مطالب بالحفاظ علي سلامة عرضه



كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمىألا وإن حمى الله محارمه ؛؛؛الحمي هو المحظور المحرم علي غير مالكه ؛؛؛يرتع فيه : أن تأكل ماشية وتقيم فيه

محارمه ألا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله : ألا وهي القلب : سمي القلب قلبا لتقلبه في الأمور والسبب في الأهتمام بالقلب لأن الإنسان يفقه الأمور به والدليل قوله تعالي { ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلول لا يفقهون بها} الأعراف آيه 179

قال المقسرون يستدل الحديث ((علي أن العقل في القلب )) الفتح جز1/ 137 )) فإن صلح القلب وذلك بإستقرار الإيمان به تصلح جميع الجوارح

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:53 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث السابع: ((الدين النصيحة))[/MARQ]

عن أبي رقية تميم بن أوس الدَاريِ-رضي الله عنه -أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((الدِين النَصيحة قلنا : لمن؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) شرح مسلم كتاب الإيمان 1/237


الدين النصيحة : فسرت النصيحة بمعني الصدق والإخلاص



ويجب تكون النصيحة لله سبحانه وتعالى بالإيمان الصادق به وبما أخبر في كتابه وعلي لسانرسوله صلي الله عليه وسلم وبإخلاص العبادة له وحده ونفيها عن غيره وطاعته فيما أمر به والابتعاد عما نهي عن وزجر وحب ما يحب وبغض ما يبغض ومولاة عباده المؤمنين والتبرأ من أعدائه




النصيحة لكتابه: تكون بالإيمان به علي الوجه الذي آمن به سلف الأمة رضوان الله عليهم ومن النصح للكتاب تعظيمه وإجلاله والإعتقاد بأنه منهج للحياة شامل كامل صالح لكل زمان ومكان ومن النصح له إتقان تلاوته وتعليمه للمسلمين


النصيحة للرسول: تكون النصيحة لرسول الله صلي الله عليه وسلم التصديق بنوبته والتزام طاعته في أمره ونهيه ومولاة من والاه ومعاداة من عاداه وتوقيره ومحبته ومحبة آل بيته وتعظيمه وتعظيم سنته وإحياؤها بعد ممتاه بالبحث عنها والتفقه فيها والتخلق بأخلاقه الكريمة صلي الله عليه وسلم



النصيحة لأئمة المسلمين: إعانتهم علي ماحملوا القيام به وتنبيهم عند الغفلة وسد خلتهم عند الهفوة وجمع الكلمة عليهم ورد القلوب النافرة إليهم ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن







النصيحة لعامة المسلمين: إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وكف الأذي عنهم وستر عوراتهم ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم وأمرهم بالمعروف وتخولهم بالموعظة الحسنة وترك غشهم وحسدهم وأن يحب لهم ما يحبه لنفسه من الخير ويكره لهم مايكره لنفسه من المكروه

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:53 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثامن: (( أمرت أن أقاتل الناس))[/MARQ]


عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة وؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم علي الله تعالى)) البخاري ومسلم



هذا الحديث يحثنا علي وجوب القتل لقوله عليه السلام: (( أمرت أن أقاتل الناس)) فرض الله عزوجل القتال علي المسلمين لرد كيد الأعداء ولرفعة عقيدة الإسلام



النطق بالشهادتين : ((حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)) قال ابن رجب : أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقبل من كل من جاءه يريد الدخول في الإسلام والشهادتين فقط ويعصم دمه بذلك ويجعله مسلما



((ويقيموا الصلاة وؤتوا الزكاة )) : أي يداوموا علي إقامتها وبشروطها وأركانها والمقصود بالصلاة المفروضة قال النووي في هذا الحديث أن من ترك الصلاة عمدا يقتل .شرح الفتح



((فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام )) : أي إذا شهدوا أنه لا إله إلا اله وأن محمدا عبده ورسوله وابتعدوا عن الزني والفواحش ولم يرتكبوا ما يبيح دمهم ومالهم عصمهم الله عز وجل


(وحسابهم علي الله)
من أظهر لنا الإسلام وقام بما يجب عليه عصم ومن قصد بإسلامه التقية من القتل فهذا منافق أمر سريرته إلي الله

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:56 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث التاسع ((مانهيتكم عنه فاجتنبوه))[/MARQ]


عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة
مسائلهم واختلافهم علي أنبيائهم)) رواه البخاري ومسلم


الحديث فيه وجوب اتباع أمر الرسول صلي الله عليه وسلم والتسليم لما جاء به من غير معارضة وأن الطاعة بقدر الاستطاعة وفيه التحذير من الوقوع بما وقعت به الأمم السابقة فأدى ذلك إلي هلاكها


فقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (( مانهيتكم عنه فاجتنبوه ))
فيجب علي المسلم أن يجتنب ما نهي الله عنه ورسوله جملة وتفصيلا وألا يقع فيها إلا لضرورة ألجأته إلي ذلك

والنهي ضربان :

نهي التحريم : (( وهو ما يثاب تاركه امتثالا ويعاقب فاعله علي سبيل
الحتم والإلزام مثل : شرب الخمر-الزنى-أكل الربا- التبرج - الغش - الغيبة- النميمة-وغيرها من المنهيات

نهى الكراهة أو التنزيه ((وهو يثاب تاركه امتثالا ولا يعاقب فاعله وهو مالم يأت علي سبيل الحتم والإلزام مثل الكلام بعد العشاء -أكل الثوم والبصل-تطويل الأظافر

والمكروه يجوز للعبد أن يفعله سواء دعت الضرورة إلي ذلك أم لا ولكن الأليق والأكمل للمسلم التقي أن يجتنب المكروهات حتى يرتقي في
موازين رب السموات والأراضين

فعل المأمورات : قوله صلي الله عليه وسلم : (( وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم)) ما طلب الله منا فعله أو قوله ضربان فمنه:
1- أمر إيجاب وإلزام: وهو ما يثاب فاعله امتثالا ويعاقب تاركه كإقام
الصلاة -وباقي أركان الدين -وطاعة الوالدين- والعدل بالحكم وإقامة الحدود-والنفقة علي من تجب عليهم النفقة- وغيرها من الواجبات التي أمرنا بها

2-أمر استحباب : وهو ما يثاب فاعله امتثالا ولا يعاقب تاركه مثل السنن والرواتب - السواك- والغسل للإحرام وغيره من المستحبات


الميسور لا يسقط بالمعسور قوله صلي الله عليه وسلم (( فأتوا منه ما استطعتم)) استنبط العلماء من قوله هذه القاعدة الميسور لا يسقط بالمعسور معناها : أن المكلف في بعض الأحيان يشق عليه فعل واجب من الواجبات ولكن يتيسر له فعل بعضه مثلا من وجد ماء لا يكفي لرفع الحدث فعليه في هذه الحالة استعماله في بعض أعضائه ويتيمم للباقي

قوله صلي الله عليه وسلم : ((فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة
مسائلهم واختلافهم علي أنبيائهم)) في الحديث بيان سبب هلاك ودمار الأمم فعلينا أن نحذر من الوقوع بما وقعت به

مثل:-
السؤال عما سكت عنه الشرع ولم يبينه .
السؤال فيما لا فائدة فيه ولا حاجة له .
السؤال علي وجه الاستهزاء والسخرية والعبث.
كثرة السؤال في المسائل التي لم تقع.
السؤال علي وجه التشدد والتعنت والتعمق.
السؤال عما أخفاه الله عزوجل عن خلقه لحكمة يعلمها سبحانه

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:57 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث العاشر((إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيب))[/MARQ]


عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلو ا من الطيبات واعملموا صالحا} وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء -يارب ... يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له؟ )) رواه مسلم

الحديث له شأن عظيم فهو من قواعد الدين -نص علي أهميته الطيبة في عموم الأعمال التي يتقرب بها إلى الله عز وجل وإنها شرط في قبول الاعمال الصالحة


يحثنا الحديث علي الاكل والشرب واللبس من الحلال الطيب والبعد عن الحرام الخبيث لانه سبب في عدم استجابةالدعاء الذي هو من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلي الله تبارك وتعالى



وقول: (( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )) تنزيه لربه جل وعلا عن النقائص والعيوب كلها لان معني الطيب هو الطاهر المقدس المنزه من العيوب والنقائص كلها

قوله : (( لا يقبل إلا طيبا)) بمعني نفي الأجر والثواب مع سقوط العمل والواجب من الذمة مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام : (( لا تقبل صلاة لامرأة تتطيب لهذا المسجد -حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة)) صحيح الجامع الألباني 2762


وقوله عليه الصلاة والسلام: ((ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء -يارب ... يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له؟ )) يبين لنا الحديث من أسباب إجابة الدعاء وبعض آدابه :

1-اطالة السفر لإجابة الدعاءمن قوله صلي الله عليه وسلم((ثم ذكر الرجل يطيل السفر))


2-حصول التبذل في اللباس والهيئة بالشعث والإغبارمن قوله صلي الله عليه وسلم((أشعث أغبر))


3-مد اليين إلي السماء من قوله صلي الله عليه وسلم (( يمد يديه إلي السماء ))


4 الإلحاح بالدعاء والعزم في المسألة وذلك بتكرير ذكر ربوبيته من قوله صلي الله عليه وسلم((يارب ...يارب))


5-إطابة المطعم والمشرب والملبس سبب لإجابة الدعاء وذلك من قوله صلي الله عليه وسلم ((مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له )). ووجه الإستفهام هنا علي وجه التعجب والاستبعاد


هذه بعض الشروط والآداب التي تتعلق بالدعاء تعرض لها هذا الحديث

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:58 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الحادي عشر : (( دع ما يريبك إلي مالا يريبك ))[/MARQ]



عن أبي محمد الحسن بن علي بن ابي طالب سبط رسول الله صلي الله عليه وسلم وريحانته - رضي الله عنهما قال : حفظت من رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( دع ما يريبك إلي ما لا يريبك )) رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع /3372

سبط: أي ابن ابنته فاطمة رضي الله عنها

وريحانته: ذلك لسروره به وإقبال نفسه عليه


البعد عن الشبهات قوله صلي اله عليه وسلم : ((دع ما يريبك إلي ما لا يريبك )) يأمر صلي الله عليه وسلم عن الأمور المشكوك فيها والأخذ بالأمور المتيقن منها وبهذا يحفظ المسلم عرضه من الذم ويحفظ نفسه من الوقوع بما حرم الله عز وجل ويطمئن قلبه من القلق والاضراب لان الشبهات سبب لحصول القلق والاضرابات في القلب ويؤدي به خلق الورع وهو عميم النفع في سد أبواب وسواس الشيطان عظيم الجدوى في الدنيا والآخرة


ترك المختلف فيه ليس من الورع علي الإطلاق :

الخروج من المسائل التي اختلف فيها العلماء ليس تركها من الورع علي
الإطلاق فمثلا المسائل التي فيها رخصة ليس لها معارض فاتباعها أولي من اجتنابها بحجة الورع كمن تيقن الطهارة وشك في الحدث وذلك لقوله صلي الله عليه وسلم : (( فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا)) متفق عليه مختصر البخاري ومختصر مسلم 48 الألباني

أقول هذا لأن البعض يترك الكثير من السنن وأمور الدين الثابته والرخص بحجة أن بعض العلماء أفتى بخلافها

فترك الخلاف يكون من الورع في المسائل المعضلة الكبيرة التى يعجز المرء من الوصول للحق فيها .


الورع لأهل الإستقامة: يكون الورع لائقا لمن استقامت نفسه بفعل الواجبات وترك المنهيات أما من يقع يقع بالكبائر ويترك الواجبات ثم يسعى لترك الشبهات فهذا ورعه مظلم مشكوك فيه .

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 06:58 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثاني عشر : ((من حسن إسلام المرء))[/MARQ]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)) رواه الترمذي ومالك وأحمد وصححه الألباني انظر المشكاة 4839

من علامة كمال اسلام العبد واستقامته تركه ما ليس له به غرض من الأقول والأفعال

فمن فوائد الحديث :

_الحث على استثمار الوقت بما يعود علي العبد بالنفع فى الدنيا والآخرة
_كما فيه الحث علي البعد عن سفاسف الأمور والاشتغال بمعالي الأمور
_كما فيه الحث علي مجاهدة النفس وتهذيبها وذلك بإبعادها عما يشبنها من النقائض والرذائل
_التدخل فيما لا يعني يؤدي إلي الشقاق بين الناس والخصام[/TABLE

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:03 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثالث عشر ((لا يؤمن أحدكم ))[/MARQ]


(( عن أبي حمزة أنس بن مالك رض الله عنه - خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) رواه البخاري ومسلم

قال البخاري - رحمه الله - في صحيحه : ((باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )) كتاب الإيمان 1/9

وقال مسلم - رحمه الله في صحيحه: (( من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) كتاب الإيمان جزء 1 ص 220


فالحديث يدل علي أن حب الخير للمسلم من شعب الإيمان الواجبة .

والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية.

فيجب علي المسلم المستقيم أن يحب الاستقامة لأخوانه ويبذل ما يستطيع من جهد لإنقاذهم من جهد لإنقاذهم .

وكذلك من خصال الإيمان الواجبة أن يوؤه ويحزنه ولا يرضيه وقوع الشر بإخوانه المسلمين


قال النووي رحمه الله - الأولى أن يحمل ذلك عموم الأخوة حتى يشمل الكافر والمسلم فيحب لأخيه الكافر ما يحبه لنفسه من دخوله في الإسلام كما يحب لأخيه المسلم دوامة ولهذا الدعاء بالهداية للكافر مستحبا .

أنظروا لحال سلفنا الصالح من هذا الحديث :-


قال ابن عباس ترجمان القرآن رضي الله عنه : إني لأمر علي الآية من كتاب الله فأود أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم .


قال الشافعي: وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولم ينسب إلي منه شيء فقوله وددت دليل على محبته الخير للناس

فحب المسلم لإخوانه ما يحبه لنفسه دلالة على سلامة صدره من الغش والغل والحسد.

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:04 AM

[MARQ=RIGHT]
الحديث الرابع عشر (( لا يحل دم امرىء مسلم))[/MARQ]


عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني؛والنفس بالنفس؛ والتارك لدينه المفارق للجماعة)) رواه بخاري ومسلم

الحديث يدل علي أن دم المسلم الذي يقوم بحقوق الإسلام معصوم ووردت نصوص كثيرة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أذكر منها:

1- بشر الله من قتل المسلم دون حق بالعذاب الأليم وببطلان عمله فى الدنيا والآخرة ولا ناصر له يوم الدين قال تعالى : { إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ومالهم من ناصرين } آل عمران آية 21

2-بين رسولنا -صلي الله عليه وسلم -أن قتل النفس دون حق من السبع المهلكات قال صلي الله عليه وسلم : (( اجتنبوا السبع الموبقات : قالوا يارسول وما هن؟ قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ))رواه البخاري ومسلم وذكر الباقي . وقال صلي الله عليه وسلم لزوال الدنيا أهون علي الله من قتل رجل مسلم )) رواه الترمذي وصححه الألباني


أجمع علماء المسلمين علي أن حد الزاني الثيب الريب حتي يموت والثيب : يطلق علي الذكر والأنثي اللذان تزوجا أي ليس ببكرين


قوله عليه الصلاة والسلام : (( والنفس بالنفس )) أجمع علماء المسلمين أم من قتل مسلما عمدا استحق القتل لقوله تعالي {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس }

وقوله تعالي : { ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب} البقرة 179
أي يقتل قاتل العمد سواء كان القاتل أو المقتول ذكر أم أنثى ويسقط القصاص إذا عفا أولياء المقتول ويستثنى من القصاص :-

1- الوالد إذا قتل ولده لا يقتل به هذا ماذهب إليه الجمهور وحجتهم في ذلك قوله صلي الله عليه وسلم ((لايقتل الوالد بالولد)) صحيح الجامع للألباني7626

2-المسلم إذا قتل كافرا فإنه لا يقتل فإن كان الكافر المقتول حربيا لا يقتل بلا خلاف وإن كان ذميا أو معاهدا ففيه خلاف فالجمهور ذهبوا إلي القول بعدم قتله حجتهم في ذلك قوله صلي الله عليه وسلم : (( لا يقتل مسلم بكافر)) رواه البخاري

3- الحر إذا قتل العبد لا يقتل وذلك لان الله عز وجل قال { الحر بالحر } البقرة آيه 178


وقوله صلي الله عليه وسلم : ((والتارك لدينه المفارق للجماعة ))
أجمع أهل العلم علي أن من ارتد عن الإسلام وأصر علي كفره بعد الإستتابة أنه يقتل والحجة في رواية البخاري وأصحاب السنن : (( من بدل دينه فاقتلوه ))

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:05 AM

[MARQ=RIGHT] الحديث الخامس عشر ((من كان يؤمن بالله ))[/MARQ]

عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله وصلي الله عليه وسلم قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه )) رواه مسلم

هذا الحديث من جوامع الكلم اشتمل علي امور ثلاثه تجمع مكارم الأخلاق الفعلية والقولية .


فالحديث يدعوا إلي حسن معاشرة الآخرين وحسن المعاشرة تؤدي إلي نشر المحبة بين الناس والمحبة تؤدي إلي التآلف والترابط .

مسك زمام اللسان :

قوله صلي الله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )) قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم كلام بهذا المعني والخلاصة كما قال ابن رجب أن النبي صلي الله عليه وسلم أمر
بالكلام بالخير والسكوت عما ليس بخير . /جامع العلوم والحكم 126


قوله صلي الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر )) فليفعل كذا وكذا يدل علي أن هذه الآداب من شعب الإيمان وأعمال الإيمان منها ما يتعلق بحقوق الله عز وجل كفعل الواجبات وترك المحظورات ومنها ما يتعلق بحقوق العباد ككف الأذي وإكرام الضيف وصلة الرحم ومفهوم التخيير في قوله صلي الله عليه وسلم قال الحافظ رحمه الله ((استشكل التخيير الذي في قوله (( فليقل خيرا أو ليصمت )) لان المباح إذا كان في أحد الشقين لزم أن يكون مأمورا به فيكون واجبا أو منهيا فيكون حراما والواجب عن ذلك صيغة افعل في قوله (( فليقل )) وفي قوله (( ليصمت )) لمطلق الإذن الذي هو أعم من المباح وغيره نعم يلزم من ذلك أن يكون المباح حسنا لدخوله في الخير ))


إكرام الجار : لقوله (( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره )) فالحديث يدل علي إكرام الجار والنهي عن إيذاءه وهنا لا بد من بيان الأمور الآتية :-

1- الوصايا بالجار لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه )) ومعني سيورثه أي يجعل له مشاركة في المال بفرض سهم يعطاه مع الأقارب


2- غلظ حرمة أذي الجار يحرم علي المسلم أن يؤذي أحد دون حق ولكن أذي الجار أشد حرمة عن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( لأن يزني الرجل بعشرة نسوة خير له من أن يزني بامرأة جاره ولأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر له من أن يسرق من بيت جاره)) حديث صحيح انظر صحيح الجامع للألباني 4919

3- مفهوم الإحسان إلي الجار : هو أن يقوم بإيصال ضروب الإحسان إلي جاره بحسب الطاقة (( كالهدية والسلام وطلاقة الوجه عند اللقاء وتفقد حاله ومعاونته فيما يحتاج إليه إلي غير ذلك كف أسباب الأذي

4- مراتب الجيران
التقسيم الآتي يفيد من حيث ترتيب إيصال الإحساب إلي الجيران :

_الجار المسلم ذو الرحم : فهذا له حق الجوار والإسلام والقرابة.

_الجار المسلم : فهذا له حق الجوار والإسلام .

_ الجار الغير المسلم : وهذا له حق الجوار وذلك لعموم النصوص كما حمل ابن عمر الجار علي عمومه بحيث يشمل المسلم وغيره ولذلك ذبح شاة أمر أن يهدي منها لجاره اليهودي وكما هو واضح في قصة رسول الله صلي الله عليه وسلم مع جاره اليهودي

إكرام الضيف لقوله صلي الله عليه وسلم : (( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ))يدل علي أن إكرام الضيف من خصال الإيمان ومن العبادات التي يتقرب بها العبد إلي ربه عز وجل وهنا لا بد من معرفة الأمور الآتية :-

1- حكم إكرام الضيف ومدة الضيافة : ذهب بعض العلماء إلي القول بوجوب الضيافة منهم أحمد والليث وابن حزم والشوكاني وغيرهم ومدة الضيافة 3 أيام فقط ولا يحل للضيف أن يحرج أخاه بعد هذه المدة إلا إذا علم طيب نفس أخيه له.

2- من آداب الضيافة : إعداد الطعام له والتكلف وخاصة في اليوم الأول ولكن دون إسراف وتبذير .

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:06 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث السادس عشر (( لا تغضب ))[/MARQ]


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وسلم أوصني قال : ((لاتغضب)) فردد مرار قال : (( لا تغضب )) رواه البخاري

تعريف الغضب : طلب هذا الصحابي الجليل ولعله أبو الدرداء من رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يوصيه وصية وجيزة جامعة لخصال الخير ليحفظها عنه فحذره من الغضب لاث مرات وهذا يدل أن الغضب جماع الشر والتحرز منه جماع الخير والغضب حالة يرها العبد في غيره ويشعر بها في ذاته وهو نقيض الرضا وعرفه قوم بغليان دم القلب لذلك أوصى رسول الله صلي الله عليه وسلم بالإبتعاد عن أسباب الغضب وعدم العمل بمقتضي الغضب بل يجب أن يجاهد نفسه بكظمه وعلاجه .

غضب الله عز وجل : هل الله يغضب ؟ إذا تصفحنا كتاب ربنا عز وجل نجد الإيجابة بالإيجاب قال تعالي : { ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا} الفتح آية 6

وثبت في السنة : أن الله عز وجل يغضب علي من عصاه وتعدي حدوده في حديث الشفاعة الطويل عندما يفزع الناس إلي الأنبياء يطلبون منهم الشفاعة فكل نبي يأتونه يقول لهم : (( إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله )) رواه أحمد في المسند وصححه الألباني في شرح العقيدة الطحاوية / 254
فيجب علي كل مسلم أن يثبت هذه الصفة لربه وأن لايؤولها وأن يعتقد أن صفة الغضب عند الله لا تشبه صفة خلقه قال تعالي : { ليس كمثله شئ وهو السميع البصير } الشوري آية 11

الغضب المذموم : هو الدنيوي الذي حذرنا منه نبينا صلي الله عليه وسلم في هذا الحديث وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) رواه البخاري فالشديد ليس الذي يصرع الناس بقوته البدنية ولكن من ملك زمام نفسه عند الغضب فلا يخرج منه قول ولا فعل إلا بما يوافق الحق والصواب

الغضب المحمود : وهو ما كان لله وللحق وخاصة عندما تنتهك محارم الله عز وجل وهذا ما كان عليه أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام فكانوا لا ينتقمون لحظوظ النفس وإليكم بعض الأدلة :-

_ عن جابر رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا غضب أحمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتي كأنه منذر جيش يقول (( صبحكم ومساكم )) ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين )) ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطي . رواه البخاري ومسلم وغيرهما

وكذلك من اعتدي عليه إنسان في نفسه أو ماله أو ولده أو من يحميه فإنه يغضب ويقوم بما في وسعه ليدفع سبب الغضب وهذا أيضا من الغضب المحمود وقد يكون واجبا وينبغي للمسلم أثناء غضبه أن يتصرف بحدود دينه وبما يوافق الحق والعدالة .

والخلاصة الغضب من شيم نفوس بني آدم فلا يذم ولا يمدح إلا من جهة آثاره ومقاصده .


علاج الغضب :-

الدعاء لأن الله عزوجل هو الموفق والهادي إلي الصراط المستقيم .

ملازمة ذكر الله عز وجل من قراءة قرآن وتسبيح وتهليل واستغفار فإن الله عز وجل بين بأن القلوب تسكن وتطمئن بذكره

التعوذ من الشيطان

تغيير الوضع الذي يكون عليه الغاضب بأن يجلس أو يضطجع

اعطاء البدن حقه من النوم والراحة

البعد عن أسباب الغضب[/ALIGN

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:09 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث السابع عشر (( إن الله كتب الإحسان))[/MARQ]

((عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه -عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله كتب الإحسان علي كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)) رواه مسلم كتاب الصيد والذبائح 4/622

قوله : (( إن الله كتب الإحسان)) يدل علي وجوب الإحسان في كل شيء وقد أمر الله سبحانه وتعالى به : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان} النحل آية 90

تعريف الإحسان : بمعني إيصال النفع إلي الآخرين وهذا منه ما هو واجب كالإحسان للوالدين -الأرحام - بمقدار مايحصل البر والصلة الواجبة -
كما يأتي الإحسان بمعني الإتقان وإجادة الشيء .

الإحسان في القتل :
قوله : (( فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة )) أي أحسنوا هيئة الذبح وهيئة القتل والحديث يدل علي الإسراع في إزهاق النفوس التي يباح إزهاقها علي أسهل الوجوه وأسهل وجوه قتل الآدمي ضربه بالسيف علي العنق .

الإحسان في الذبح : قوله (( وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)) كذلك من الإحسان أثناء عملية الذبح أن يراعي الشروط الواجبات والمستحبات التي وردت في الشرع وهي:-


*أن تكون آلة الذبح حادة تنهر الدم قال عليه الصلاة والسلام : (( وليحد أحدكم شفرته)) رواه مسلم

* قطع الحلقوم والمرئ والودجين في فور واحد

*التسمية قال تعالى: { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} الأنعام آية 121

*أهلية المذكي بأن يكون مسلما عاقلا بالغا أو صبيا مميزا أو كتابيا لقوله
جلا وعلا: { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم} المائدة آية 5

* ألا تحد الشفرة أمام الذبيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أضجع شاة وهو يحد شفرته فقال النبي صلي الله عليه وسلم : (( أتريد أن تميتها موتان ؟ هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها )) صححه الألباني في السلسة /24

*ومن الإحسان ألا يقطع منها شيئا حتي تتم الذكاة وتموت الذبيحة وألا يبالغ بذبحها فيقطع رأس الذبيحة لأن هذه إساءة

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:10 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث ((الثامن عشر اتق الله حيثما كنت))[/MARQ]عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبدالرحمن معاذ بن جبل - رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )) رواه الترمذي

لقوله : ((اتق الله حيثما كنت)) يعني اتق الله في السر حيث لا يراك أحد وفي العلن حيث يراك الناس لأن الله مراقب لجميع الأعمال والأقوال والأحوال قال تعالي : { إن الله كان عليكم رقيبا} النساء آية 1

قال ابن كثير وهذا ارشاد وأمر بمراقبة الرقيب /تفسير ابن كثير 2/ 179

إن عدم مراقبة الله عز وجل في السر علامة علي مرض القلب وهذا هو فعل المنافقين لذلك أنكر الله عليهم حيث أنهم يستخفون بقبائحهم من الناس لئلا ينكروا عليهم ويجاهرون الله بها وهو مطلع علي السرائر عالم ما في الضمائر .


ما يمحو السيئات : قوله : ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها )) يدل الحديث أنه قد يحدث من العبد بعض التفريط بالطاعات أو الوقوع بالمنهيات فعليه في هذه الحالة أن يقوم بالأعمال الصالحة فإنها تمحوا هذه السيئة التى وقع فيها ويشهد من القرآن الكريم لهذا قوله عز وجل
{وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} هود آيه 114

المقصود بالحسنة التي تمحو السيئة : للعلماء قولان

* قال بعضهم : قد يراد بالحسنة التوبة من تلك السيئة لأن الله عز وجل بين أن من تاب من ذنبه فإنه يغفر له ذنبه ويتوب عليه


* وقال بعضهم : يراد بالحسنة ما هو أعم التوبة يشهد لهذا قوله عز وجل : {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} هود آيه 114 فالصلاة والوضوء سبب لمغفرة الذنوب ومحوها


وقوله : (( وخالق الناس بخلق حسن )) أي التخلق بالأخلاق الحسنة من خصال التقوى الذي لا تتم إلا به ورغب رسول الله صلي الله عليه وسلم: الأمة بالخلق الإسلامي القويم أكر منها :-


*حسن الخلق من كمال الإيمان قال صلي الله عليه وسلم : (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا )) أنظر صحيح الجامع للألباني رقم 1241

*حسن الخلق يثقل ميزان العبد يوم القيامة قال صلي الله عليه وسلم: (( ما من شىء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق )) انظر صحيح الجامع للألباني رقم 5602

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:12 AM

[MARQ=RIGHT]
الحديث التاسع عشر (( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك))
[/MARQ]

((عن أبي العباس عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنت خلف النبي صلي الله عليه وسلم - يوما فقال : يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف )) رواه الترمذي وصححه الألبانى في صحيح الجامع 7834


قوله(( احفظ الله يحفظك)) يعني احفظ أوامره ونواهيه وحدوده وحقوقه ويكون ذلك بامتثال ما أمر الله به ورسوله من واجبات والابتعاد عن المنهيات

قوله ((يحفظك)) من حفظ أوامره وقام بما أوجب الله عليه وانتهي عما نهي عنه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل ويكون حفظ الله للعبد في الدنيا بحفظ مصالحه الدنيويه وحفظ بدنه وولده وأهله وماله وحفظ إيمانه ودينه من الشبهات المضلة والشهوات المحرمة حتي يلقى الله وهو علي دين وخلق كما يحب ربنا ويرضى

قوله (( احفظ الله تجده اتجاهك)) من حفظ أوامر الله في نفسه وأهله واستقام وفق الكتاب والسنة كان الله معه في كل أحواله


قوله (( وإذا سألت فاسأل الله)) المقصود بالسؤال هنا الدعاء والدعاء هو العبادة فيجب علي المسلم أن لا يتوجه لغير الله في الأمور التي لا يقدر علي تحقيقها إلا الله ومن وقع بذلك وقع بالشرك

أما من حيث سؤال الناس في الأمور التي يقدرون علي تحقيقها من أمور الدنيا وحطمها فوردت أحاديث كثيرة تذم المسألة في هذا وترغب بالتعفف .

وقوله((وإذا استعنت فاستعن بالله )) مهما أوتي من جاه وقوة وسلطان فهو لا يزال فقيرا عاجزا عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره لذلك يجب علي العبد أن يستعين بالله وحده


وقوله ((لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)) فهنا يدور كلام الرسول عليه الصلاة والسلام حول قضية القضاء والقدر فيجب علي العبد الإيمان بذلك فالله جلاله علم علما شاملا كاملا دقيقا لم يسبقه جهل بما سيكسب العبد من الخير والشر وبما سيصيبه من خير ونفع وكتب ذلك في الكتاب السابق قال صلي الله عليه وسلم : (( إن أول ما خلق القلم ثم قال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلي يوم القيامة )) رواه أحمد 5/317 وحسنه الألبانى /شرح العقيدة الطحاوية صفحة 294

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:13 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث العشرون(( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي))[/MARQ]


عن ابي مسعود عقبة بن عمروا الأنصاري البدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) رواه البخاري


(( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي))يعني أن هذه الحكمة النبوية العظيمة الداعية إلي الحياء مما توارثه الناس عن أنبيائهم جيلا بعد جيل حتي وصلت إلي أول هذه الأمة المحمدية فمما دعا أنبياء الله السابقين العباد التخلق بخلق الحياء وهنا تزداد أهمية هذه الحكمة التيى أمرنا رسولنا الكريم أن نتخلق فيها


قوله ((إذا لم تستح فاصنع ما شئت))

_الأمر للتهديد والوعيد فيكون المعني إذا لم يكن عندك حياء فاعمل ما شئت فإنك معاقب مجازى علي صنيعك وقد يكون في الدنيا أو الآخرة أو في كلاهما.


الحياء ضربان : -

الحياء الغير مكتسب وهو ماكان فطرة وجبلة يمن الله به علي من شاء من عباده وهو أعظم النعم التي يجود بها الباري علي من شاء من عباده لأنه لا ياتي إلا بالخير للعبد .

الحياء المكتسب من معرفة الله وصفاته العظيمة الجليلة وإنه رقيب علي عباده لا تخفى عليه خافية يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .

الحياء المذموم قال عياض وغيره ((والحياء الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس حياء شرعيا بل هو عجز ومهانة وإنما يطلق عليه حياء لمشابهته للحياء الشرعى فالحياء الذي يؤدي بصاحبة في التقصير في حقوق الله فيعبد الله علي جهل ولا يسأل عن دينه ويقصر في القيام بحقوقه وحقوق يعول وحقوق المسلمين فهذا الحياء المذموم لأنه ضعف وخور.[/ALIGN

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:14 AM

[MARQ=RIGHT]
الحديث الحادي والعشرون(( قل آمنت بالله ثم استقم))
[/MARQ]

عن أبي عمروا وقيل أبي عمرة سفيان بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قلت: يارسول الله -قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك قال : قل: آمنت بالله ثم استقم)) رواه مسلم


فالحديث جمع لنا الحبيب المصطفي قواعد الدين فأمره بالإيمان والإستقامة وفق منهج الله عز وجل.

قوله ((آمنت بالله ثم استقم)) أى وحدوا الله وآمنوا به ثم استقيموا والتزموا بطاعته سبحانه وتعالي إلي أن توفوا علي ذلك .

وقال ابن كثير : أخلصوا العمل لله وعجلوا بطاعة الله تعالى علي ما شرع الله لهم

وقال القرطبي اعتدلوا علي طاعة الله عقدا وقولا وفعلا وداموا علي ذلك


أعظم عضو ينبغي للعبد أن يجتهد علي استقامته هو القلب لأنه ملك الجوارح وباستقامته تستقيم جميع الجوارح

وأعظم ما ينبغي الاهتمام بع بعد القلب اللسان لأنه المعبر عن مكنونات القلب وقد تخرج منه كلمة لا يزنها صاحبها تكون سببا في هلاكه في الدنيا والآخرة وأكثر ما يورد الناس النار هو اللسان

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:15 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثاني والعشرون((أرأيت إذا صليت الصلوات))[/MARQ]


عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما : (( أن رجلا سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد علي ذلك شيئا أأدخل الجنة ؟ قال نعم)) رواه مسلم

قوله ((أرأيت )) الهمزة للإستفهام ورأي مأخوذ من الرأي والمعني أخبرني وأفتني


وقوله رضي اله عنه ((صليت الصلوات المكتوبات)) هي الصلوات الخمس التي فرضها تبرك وتعالي علينا في اليوم والليلة ولا بد من آدائها علي طريقة رسول الله صلي الله عليه وسلم ((صلوا كما رأيتموني أصلي )) البخاري

ولا بد من أدائها في المسجد مع جماعة المسلمين والصلاة بأوقاتها

عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (( إن أثقل الصلاة علي المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر -ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا وقد هممت آن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلي قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار)) رواه مسلم

قوله -رضي الله عنه((وصمت رمضان)) وصيام شهر رمضان من أركان الدين المعلومة بالضرورة

قوله رضي الله عنه- ((وأحللت الحلال )) أي اعتقدت بحله وهذا يكفي ولو يفعله

وقوله رضي الله عنه-(( وحرمت الحرام)) أن يعتقد كونه حراما والثاني ألا يفعله

وقوله رضي الله عنه-(( ولم أزد علي ذلك شيئا أأدخل الجنة ))
المعني لم أزد علي آدائها الواجبات شيئا من النوافل

طبعا من ترك النوافل فوت علي نفسه ربحا عظيما وثوابا واسعا كما أن النوافل سبب محبة الله كما أنها تجبر مافى الفرض من نقص وترفع درجات العبد عند ربه وتطيب النفوس وكان سلف الأمة من أشد الناس حرصا علي آداء النوافل

وإنما ترك النبي صلي الله عليه وسلم تنبيه لذلك تسهيلا وتيسيرا عليه وذلك لقرب عهده بالإسلام

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:16 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثالث والعشرون((الطهور شطر الإيمان))[/MARQ]


((عن أبي مالك - الحارث بن عاصم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (( الطهور شطر الإيمان - والحمدلله تملأ ما بين السموات والأرض- والصلاة نور- والصدقة برهان- والصبر ضياء - والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو. فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)) رواه مسلم

قوله ((الطهور شطر الإيمان )) هو التطهر بترك الذنوب والمعاصي والموبقات لأنه يأتي التطهر بهذا المعني

والمراد به أيضا : الوضوء حيث أنه يكفر الصغائر .

وقوله((والحمدلله تملأ ما بين السموات والأرض)) هنا الترغيب بذكر الله عز وجل فكلمة الحمد لله تثقل ميزان العبد يوم القيامة وذلك لما تتضمن من الثناء الحسن علي الله عز وجل لما أنعم علينا من نعم ظاهرة وباطنة وكذلك كلمة سبحان الله لها ثواب عظيم كما قال بعض العلماء : لو قدر ثوابها جسما لملاأ ما بين السماء والأرض والتسبيح يتضمن تنزيه الله عز وجل عن النقائض.

قوله ((والصلاة نور)) النور نستضىء به في الظلام كي نميز به بين ما ينفع ويضر وكي نهتدي به إلي ما نريد وكذلك الصلاة إذا أداها العبد كما أمره الله تبارك وتعالى تورث قلبه نور الهداية وتجعل له فرقانا يفرق به الحق والباطل.


قوله ((والصدقة برهان)) البرهان الحجة الفاصلة البينة
والنفوس تعشق المال كما قال تعالى{وتحبون المال حبا جما}
الفجرآية 20.... وقد يبخل العبد ويشح علي إخوانه المحتاجين
فإذا جاهد نفسه وقهر هواه وأخرج زكاة ماله الواجبة أو الصدقة
المستحبة امتثالا لأمر مولاه واحتسابا لما أعده الله للمتصدقين من ثواب يوم المعاد كان الفعل دليلا وحجة علي إيمانه-واستقامه وصلاحه وطيب معدنه.

قوله((والصبر ضياء )) هو حبس النفس عن الجزع وهو نقيض الجزع

والضياء هو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة وإحراق كضياء الشمس بخلاف القمر فإنه نور محض فيه إشراق بغير إحراق


والصبر أنواع :-

الصبر علي طاعة الله عز وجل
الصبر علي ترك المعصية
الصبر علي تحمل البلاء


قوله ((والقرآن حجة لك أو عليك)) فمن تعلم شيئا من كتاب الله وعمل بما فيه من واجبات وانتهي عما به من محظورات ووقف عند حدوده كان له حجة يوم القيامة وشفيعا

ومن ترك العمل به ولم يأتمر فيه وإنما يقرأه للبركة وعلي الأموات ويستفتح به المحافل كان القرآن حجة عليه تلجمه يوم القيامة أمام الديان سبحانه وتعالى

قوله ((كل الناس يغدو. فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)) فكل الناس يصبحون ويمسون ويسعون في دنياهم ولكنهم ليسوا سواء فمنهم من يعتق نفسه ويخلصها من عذاب مولاه الدنيوي والأخروي وذلك بطاعته وطاعة رسوله ومنهم من يهلكها ويعرضها لعذاب الله الدنيوي والأخروي وذلك بمعصية الله ومعصية رسوله ومخالفة آمره فالخلاصة دل الحديث علي أن كل أنسان إما ساع في هلاك نفسه أو في فكاكها فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله وأعتقها من عذابه ومن سعي في معصية الله تعالى باع نفسه بالهوان وأوبقها بالآثام الموجبة لغضب الله وعقابه.

××دمـ ألم ـعة×× 18-11-2002 07:17 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الرابع والعشرون(( يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي))[/MARQ]

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه - عن النبي صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : (( يا عبادي إني حرمت الظلم علي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا . يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم . يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) حديث قدسي رواه مسلم


قوله : ((يا عبادي إني حرمت الظلم علي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )) يدل علي تحريم الظلم بكل صوره وأشكاله فالله عز وجل منزه عن الظلم فالله عز وجل منع نفسه الكريمة من الظلم فسبحانه من رب عظيم أهل للعبادة والتعظيم والإجلال .

قوله: ((يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم . يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم )) هذا يدل علي أن جميع الخلق فقراء إلي الله جل جلاله في جلب النفع ودفع الضر في الدنيا والآخرة .كما يحثنا الحديث علي طلب المغفرة من الذنوب والخطايا من اله عز وجل لذلك كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة .

قوله: ((يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ))والحديث يعلمنا أن العباد لا يستطيعون أن يوصلوا إلي الله نفعا ولا ضرا فهو في نفسه غني عن الطاعات والذي ينتفع بالطاعة العباد والذي يتضرر من المعصية العباد .


قوله: (( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)) سبحانه يدل علي أن خزائن الله لا تنفذ ولا ينقصها العطاء ولو أعطى الأولين والآخرين من الجن والإنس كل ما سألوه .


قوله: ((يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ))المؤمن قد يجازي بإساءته في الدنيا وتدخر له حسناته يوم القيامة فيوفي أجره وتضاعف له الحسنات - أما الكافر فقد يعجل الله له في الدنيا ثواب حسناته وتدخر سيئاته يوم الدين فيعاقب عليها بمثلها دون مضاعفه .
فمن وجد خيرا بسبب أعماله الصالحة في الدنيا فيجب عليه أن يحمد الله علي ذلك ومن وجد عاقبة أعماله السيئة في الدنيا فعليه أن يلوم نفسه علي ذلك ويستغفر الله ويتوب إليه .

××دمـ ألم ـعة×× 20-11-2002 04:16 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الخامس والعشرون ((ذهب أهل الدثور بالأجور))[/MARQ]


عن أبي ذر رضي الله عنه : (( أن ناسا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم قالوا للنبي - صلي الله عليه وسلم - يارسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون : إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا : يارسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر؟ )) قال: (( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)) مسلم

للحديث أهمية وذلك لاشتماله علي أمور مهمة منها:-

1- جواز القياس

2- المباحات تكون قربات بالنية الصالحة

3-الميدان هو الذي يكون فيه التنافس

4-كثرة طرق الخير بحيث لو عجز العبد عن بعضها لا يعجز عن الأخري

قوله((ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم )) أن الصحابة يغبطون أهل الدثور ويتمنون أن يكونوا مثلهم في التصدق والحج والعمرة والجهاد في سبيل الله لذلك قالوا يارسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور - والدثور هو المال الكثير .

وقوله ((قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون : إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة )) اي ان جميع أنواع المعروف والإحسان صدقة والتسبيح والتتكبير والتحميد والتهليل هم الباقيات الصالحات لقوله تعالي{ والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا} الكهف آية 46

وقوله((وفي بضع أحدكم صدقة قالوا : يارسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر؟ )) قال: (( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)) والبضع يطلق علي الجماع ويطلق علي الفرج نفسه وظاهر الحديث يدل علي إتيان أهله مقيد بإخلاص النية لله عز وجل فينبغي للعبد أن يقصد بجماعه إعفاف نفسه وزوجته عن الزنا ومقدماته أو قضاء حق الزوجة بالمعاشرة بالمعروف أو طلب ولد صالح يعبد الله عز وجل حتي يكون له بجماع أهله صدقة .

××دمـ ألم ـعة×× 20-11-2002 04:39 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث السادس والعشرون((كل سلامي من الناس عليه صدقة))[/MARQ]
عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس قال : تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة قال: والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشيها إلي الصلاةصدقة وتميط الأذي عن الطريق صدقة))البخاري

المقصود بسلامي: جميع عظام بني آدم الذي يتركب منها.

وتركيب جسم الإنسان من هذه السلاميات من أعظم نعم الله عليه
كما أنها تدل علي قدرة الله وعظمتهالذي خلق الإنسان علي هذا النحو من التناسق وجمال المنظر ومرونة الحركة ولا يعرف قيمة هذه النعمة وفضلها إلا من فقدها.


قوله ((تعدل بين اثنين صدقة))أي الإصلاح بين الناس وهذه من الصدقات التي لها فضل عظيم لأن خيرها ونفعها متعد للآخرين وبها تلتئم جراحات المجتمع.


قوله ((وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة )) هذه من الصدقات التي شرعت لشكر نعمة السلامي فإعانة المسلم علي ركوب دابته وإعانته علي حمل متاعه عليها من الصدقات وهكذا يؤجر المسلم علي مايقوم به في ميدان إعانة إخوانه المسلمين.


قوله ((والكلمة الطيبة صدقة)) يدخل فيها رد السلام وذكر الله وقول كلمة الحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والإرشاد وكل مايفرح الناس ويؤلف القلوب علي الخير والرشاد .

قوله ((وكل خطوة تمشيها إلي الصلاةصدقة ))في الحديث الحث والترغيب علي حضور بيوت الله للجمع والجماعات ودروس العلم والوعظ والإعتكاف .

قوله((وتميط الأذي عن الطريق صدقة)) إزالة كل ما يؤذي من شوك ونجاسة وغيرها عن طريق المسلمين صدقة وبرهان علي شكر نعم الله وهذه من شعب الإيمان .

××دمـ ألم ـعة×× 20-11-2002 05:48 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث السابع والعشرون((البر حسن الخلق))[/MARQ]


عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس)) وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : جئت تسأل عن البر ؟ قلت : نعم. قال : استفت قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان أفتاك الناس و أفتوك .

قوله((البر حسن الخلق ))البر بمعني الصلة وبمعني اللطف وحسن الصحبة والعشرة وبمعني الطاعة وهذه الأمور هي مجامع حس الخلق .


قوله ((والاثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس)) الإثم هو الذنب وهو الفعل الذي يستحق عليه صاحبه الذم المقصود ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ..أي ما تردد في النفس اضطرابا وقلقا ونفورا فلم ينشرح له الصدر ولم يطمئن إليه القلب ويكره أن ينظر إليه من أهل الفضل من الناس علامة الإثم بشرط أن يكون دافع كراهيته ديني لا كراهية عادية.


قوله((وان أفتاك الناس و أفتوك )) معني هذا أن ما لم تطمئن له القلوب من الفتوي فهو أثم وإن أفتاه المفتون بأنه ليس بإثم لأنهم يصدرون فتواهم علي ظاهر الأمور لا بواطنها والإنسان أعلم بباطنه من غيره .

وهذا يكون لمن نور الله قلبه بنور الإيمان ومن عليه بطهارة النفس.

وتكون فتوي المفتي له بمجرد الظن أو ميل هوي من غير دليل شرعي.

××دمـ ألم ـعة×× 20-11-2002 06:22 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثامن و العشرون ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة و جلت) [/MARQ]


عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: ( وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب و ذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله كأنهاموعظة مودع فأوصنا قال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع و الطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشي فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ))


اشتمل الحديث علي وصية عظيمة جامعة شاملة فأوصي بتقوي الله وطاعة ولاة الأمر والاعتصام بالسنة والحذر من الابتداع فهذه أمور غاية في الأهمية إذا تمسكت بها الأمة دنياها وأخراها.


مهام الداعي إلي الله كثيرة منها الوعظ وإليك أيها الداعي بعض الأمور التي تتعلق بهذه المهمة حتي يؤتي الوعظ ثماره المرجوه:-

1- تعريف الوعظ:- الوعظ هو النصح والتذكير بالعواقب بما تلين قلبه من ثواب وعقاب .

2- مشروعيته في الحديث دلالة علي مشروعية الوعظ .

3- صفة الموعظة الناجحة : انتقاء الموضوع المناسب الذي يحتاج إليه الناس .

4- البلاغة في الموعظة فعلي الواعظ أن يوصل ما لديه من معاني إلي السامعين بأحسن صورة من الألفاظ الادلة عليه وأفضلها وأجملها لدي السامع ووقعها في القلوب.

5- اختيار الوقت المناسب والفرصة المناسبة بحيث يكون المستمع متفرغا صافي الذهن غير مشغول بحاجاته .

6- قصر الموعظة

7- صفات الواعظ المؤثر-حتي تكون الموعظة نافذة إلي القلوب فتحييها بعد موتاها كما يحي المطر الأرض الميته لا بد أن تصدر من واعظ يتصف بالآتي:-

*مؤمن بكلامه متأثر به حريص علي إيصاله لمستمعيه .
*سلامة قلبه من الأمراض التي يبتلي بها القلب .
*أن يكون قدوة صالحة لسامعيه بقوله وفعله.

فالحديث حثنا علي الآتي :-

*التحذير من البدع والإبتداع .

*التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم .

*طاعة ولاة الأمر .

* لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

*تقوي الله عز وجل بكل الأحوال والأوقات .

××دمـ ألم ـعة×× 21-11-2002 07:04 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث التاسع والعشرون (( لقد سألت عن عظيم ))[/MARQ]


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يارسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال : لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا ( تتجافى جنوبهم عن الضاجع حتى بلغ: يعملون ) ثم قال : ألا أخبرك برأس الامر وعموده و ذروة سنامه ؟ قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ فقلت: بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا قلت : يا نبي الله و انا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم )) رواه الترمذي

نص هذا الحديث علي أسباب دخول الجنة والنجاة من النار وهذا أمر عظيم من أجله أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ومن أجله تحمل أنبياء الله الشدائد والصعاب.

قوله لقد(( لقد سألت عن عظيم)) دخول الجنة أمر عظيم لأن هذا هو الفوز الحقيقي .

قوله ((وإنه ليسير علي من يسره الله عليه )) وفي هذا إشارة إلي أن التوفيق كله بيد الله عز وجل فمن يسر له الهداية اهتدي ومن لم ييسر له ذلك هلك وخسر فيجب علي المسلم أن يتوجه إلي الله عز وجل بقلب صادق بأنه يمن عليه بالهداية وأن يتخذ أسبابها والله عز وجل وعد من جاهد نفسه فس سبيل حصول الهداية بالهداية والتوفيق.

قوله (( تعبد الله لاتشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت)) أجاب الرسول عليه ااصلاة والسلام بأن القيام بواجبات الدين سبب لدخول الجنة .

قوله ((والصدقة تطفئ الخطيئة )) المقصود بالصدقة هنا التطوع والخطيئة التي تمحوها الصغائر ولأن الكبائر تحتاج إلي توبة ولا بد من تحقيق شروط التوبة .

قوله ((وصلاة الرجل في جوف الليل )) قال عليه السلام ((إن في الجنة غرفا يري ظاهرها من باطنها وباطنها من ظهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشي السلام وصل بالليل والناس نيام)) رواه ابن حبان حديث صحيح

قوله (( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ فقلت: بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا قلت : يا نبي الله و انا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم )) هذا يدل علي أن أصل الخير من ضبط اللسان وتقويمه وفق ما يرضي الله عز وجل وأن من أعانه الله علي ضبط لسانه فقد ملك زمام أمره ووفق إلي خير الدنيا والآخرة.

××دمـ ألم ـعة×× 21-11-2002 07:16 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثلاثون ((إن الله تعالي فرض فرائض))[/MARQ]

((عن أبي ثعلبة الخشني - جرثوم بن ناشر - رضي الله عنه - عن رسول اله صلي الله عليه وسلم قال: (( إن الله تعالي فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها))




[MARQ=RIGHT]ملاحظة هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامة [/MARQ]


الحديث هذا ضعيف ولا يصح ضعفه الألباني عليه رحمة الله

وذكرته من باب التفقه والعلم ولأني أكتب الأحاديث بالتسلسل

××دمـ ألم ـعة×× 22-11-2002 07:22 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الحادي و الثلاثون[/MARQ]


( ازهد في الدنيا يحبك الله)
عن أبي العباس سهل بن سعيد الساعدي رضي الله عنه قال: (جاء رجل الى النبي صلى الله عليه و سلم دلني على عمل اذا عملته أحبني الله و أحبني الناس فقال: ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس) رواه ابن ماجة

تكمن الحديث منزلة الحديث ببيانه سبب محبة الله وهي من أعظم ما يفوق إليه الإنسان فمن أحبه الله أكرمه ووضع له القبول في الأرض ومن أبغضه وضع له البغضاء في الأرض.


قوله(( إزهد في الدنيا يحبك الله )) وردت نصوص كثيرة في كتاب الله وفي سنة رسول الله تزهد في الدنيا وتبين حقارتها وقلتها وسرعة انقضائها وترغب في نعيم الآخرة الدائم الذي لا ينقطع.

دوافع الزهد:-

&قوة إيمان العبد واستحضار وقوفه بين يدي الله عز وجل واستحضار أهوال يوم اليامة هذا يجعل حب الدنيا ونعيمها يتضائل في قلب العبد فينصرف عن لذائذها وشهوتها ويقنع بالقليل منها.

&شعور العبد بأن الدنيا تشغل القلوب عن التعلق بالله وتؤخر الإنسان من الرقي بدرجات الآخرة وان الإنسان سوف يسأل عن نعيمها

& الدنيا لا تحصل للعبد حتي يتعب وينصب في جمعها ويبذل الجهد البدني والذهني الكثير وقد يضر لمخالطة الأرذال ومزاحمتهم وهذا يكون علي حساب طلب علم الدين والدعوة والجهاد والعبادة فشعور العبد النير القلب بهذا يجعله يعزف عنها ويقبل علي ما هو خير وأبقى.


&والزهد من الدنيا هو من طرق محبة الله جل وعلا
&محبة الله لها طرق آخري أخبر الله بها في كتابه منها:-

* الإحسان قال تعالي{ والله يحب المحسنين} آل عمران آية : 134
*التوكل قال تعالي{ إن الله يحب المتوكلين} آل عمران آية : 159


قوله((وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)) يعلمنا صلوات الله وسلامه عليه طريق محبة الناس وذلك بما فيه أيديهم من حطام الدنيا الفانية.

والداعي إلي الله أحوج ما يكون إلي محبة الناس له لأنهم إذا أحبوه أحبوا بضاعته وقبلوها ولكن ينبغي ألا يكون السعي لكسب محبة الناس علي حساب الحق والعدل فإن هذا لا يجوز في دين الله عز وجل قال صلي الله عليه وسلم(( من أرضي الناس بسخط الله وكله الله إلي الناس ومن أسخط الناس برضي الله كفاه الله مؤنة الناس)) رواه الترمذي

××دمـ ألم ـعة×× 22-11-2002 07:47 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثاني والثلاثون[/MARQ]


(لا ضرر ولا ضرار)

عن أبي سعيد بن سنان الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لاضرر ولا ضرار ) رواه ابن ماجه والدارقطني ومالك وصححه الألبانى

الضر ضد النفع وقوله((لا ضرر ولا ضرار))

لا ضرار : أي لا يدخل الضرر علي الذي ضره ولكن يعفو عنه.
ولا ضرار : أي لا يضار كل واحد منهما صاحبه جزاء فالضرار معا والضرر واحد منهما


دل الحديث علي أنه لا يجوز المسلم أن يضر أحدا بغير حق فلا يضر من ضره أو يسب من سبه ولا يضرب من ضربه بل يطلب حقه من الحاكم من غير مسابة .

أنواع الضرر:-

الوجه الأول:- يكون ليس له قصد سوي الضرر بالعباد وهذا لا شك في قبحه وتحريمه.

الوجه الثانى:- يكون له غرض صحيح مشروع وبسببه يضر الآخرين.

الوجه الأول له مظاهر كثيرة منها:-

*الإضرار في الوصية : ووجه الإضرار أن يخص بعض الورثة من نصيبه فيتضرر باقي الورثة.

*الرجعة في النكاح: فمن قصد بالرجعة المضارة بالمرأة أثم ذلك .


هذا الحديث (( لا ضرر ولا ضرار)) قاعدة أصولية ومن فروعها الفقهية أنه لو أتلف أحد مال الآخر لا يجوز للآخر أن يتلف مال أخيه من باب المعاملة بالمثل لأن هذا فيه توسيع لدائرة الضرر دون فائدة والبادي بالإتلاف ضامن ما أتلف ومن فروع هذه القاعدة:-


*الضرر يدفع بقدر الإمكان: ومعناه أنه يجب إزالة الضرر الذي وقع وإزالة الآثار المترتبةبسبب وقوعه مثل: أن يصب الميزاب علي الطريق فيؤذي المارة في هذه الحالة يجب ازالته وصاحبه ضامن ما أتلف.

* الضر يزال : ومعناه يجب دفع الضر قبل وقوعه لأن هذا أسهل من رفعه بعد الوقوع.

* الضرر لا يزال بمثله: ومعناه لا يجوز رفع ضرر واقع بإحداث ضرر مثله أو أكبر منه .

* درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح: إذا كان هناك تعار بين مفسدة ومصلحة وجب دفع المفسدة ولو ضاعت المصلحة.

××دمـ ألم ـعة×× 25-11-2002 12:22 AM

[MARQ=RIGHT]
الحديث الثالث والثلاثون
[/MARQ]


( البينة على المدعي )

عن أبي عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعطي الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم و دمائهم و لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر)

قال النوي : (( هذا الحديث قاعدة كبيرة من قواعد أحكام الشرع وضع هذا الحديث أسس الحكم بين الناس حتي تصان الحقوق وتحفظ الأعراض ويقام العدل ويأخذ كل ذي حق حقه.


أنواع البينة : المقصود بالبينة الشهادة لأنها تكشف الحق وهي دليل علي صدق المدعي وذلك أن الشهادة تعتمد علي الحضور والمعاينة لما ادعاه المدعي وهي أضراب:-


*الزنا فشهادة الزنا يشترط فيها أن تكون أربعة من الرجال ولا تقبل شهادة النساء.

* البيع والقرض والإجارة وغيرها من الحقوق المالية فلا بد من شاهدين أو شاهد وامراتين لإتبان المدعي في الحقوق المالية.

*القتل والسرقة والخمر والقذف وتسمي عند الفقهاء بالحدود فلا بد من شهادة رجلين ولا تقبل شهادة النساء .

*الرضاعة والولادة والبكارة مثل هذه الأمور لا يطلع عليها الرجال تقبل شهادة النساء


*حليف الشهود والمدعي مع اقامته للبينة:

ويجوز للقاضي أن يحلف الشهود والمدعي ولو أقام البينة إذا شك في أمرهم .

*جب علي القاضي أن يبذل جهده ووسعه في تحري الحق والعدل فإن أصاب الحق في حكمه كان له أجران وإن أخطأ له أجر واحد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)) رواه البخاري


*يجب علي من يقدم نفسه للقضاء أنيكون ذا علم في الحلال والحرام وأمور القضاء ويحسن الرجوع إلي مصادر الشريعة عندما تعرض عليه مشكلة فلا يحل للجاهل أن يقحم نفسه في ميدان القضاء لأنه قد يكون سببا في إضاعة حقوق الناس وهدر دمائهم دون وجه حق.

××دمـ ألم ـعة×× 25-11-2002 04:21 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الرابع والثلاثون[/MARQ]


( من رأى منكم منكرا)

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان )

هذا الحديث عظيم الشأن لأنه نص علي وجوب إنكار المنكر وهذا قال النووي : باب عظيم به قوام الأمر وملاكه وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح وإذا لم يأخذوا علي يد الظالم أوشك أن يعمهم الله بعذاب .


حكم إنكار المنكر باليد واللسان له حالتان:-

* فرض كفاية :- قال تعالي { ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} آل عمران 104

دليل علي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية.

*فرض عين : قوله صلي الله عليه وسلم : (( من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه)) دل علي وجوب إنكار المنكر علي كل فرد مستطيع علم بالمنكر أو رآه.

تفاوت مسئولية الناس في إنكار المنكر :

تقدم أن الله عز وجل أوجب علينا جميعا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب القدرة ولكن مما ينبغي التنبيه عليه أن الناس يتفاوتون في هذا الواجب فالمسلم العامي عليه القيام بهذا الواجب حسب قدرته وطاقته فيأمر أهله وأبناءه ما يعلم من أمور الدين التي يسمعها علي المنابر وفي دروس الوعظ.

والعلماء عليهم من الواجب ما ليس عليه غيرهم وذلك أنهم ورثة الأنبياء فإذا تساهلوا بهذه المهمة دخل النقص علي الأمة كما حدث لبني إسرائيل.

وأما واجب الحكام في هذه المهمة فعظيم لأن بيدهم الشوكة والسلطان والتي يرتدع بها السواد الأعظم من الناس عن المنكر لأن الذين يتأثرون بالوعظ قلة.

إنكار المنكر بالقلب: قوله عليه الصلاة والسلام ((فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) إنكار المنكر باليد واللسان سواء فرضا أو عينيا فمن الفروض العينية التي لا تسقط مهما كانت الحال فالقلب الذي لا يعرف المعروف ولا ينكر المنكر قلب خرب خاوي من الإيمان .

وإنكار المنكر بالقلب قليل الثمرة بعكس التغيير باليد واللسان فإنه عظيم الفائدة.

*فهم خاطئ: يخطئ كثير من المسلمين فهم هذه الآية{ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} المائدة آية 105 فيبررون عجزهم وتقصيرهم في إنكار النكر بها .

*إنكار المنكر الظاهر المعلوم قوله صلي الله عليه وسلم(( من رأي منكم منكرا)) يدل الحديث أن المنكر الذي أمرنا بإنكاره ما كان معلوما ظاهرا وليس للآمر البحث والتفتيش والتجسس وتسور جدران البيوت واقتحامها بحجة البحث عن المنكر .

*إنكار المنكر المجمع عليه: المنكر يجب علينا إزالته ما كان مجمع عليه المسلمين علي أنه منكر مثل الربا والزنا وشرب الخمر والتبرج وترك الصلاة وغيرها.

*دوافع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :-
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دوافع كثيرة منها:
&كسب الثواب والأجر لقوله عليه الصلاة والسلام((من دل علي خير فله مثل أجر فاعله)) مسلم

&خشية عقاب الله وذلك أن المنكر إذا فشا في أمة تكون بذلك مهددة بنزول عقاب الله عليها لقوله عليه الصلاة والسلام((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا علي يديه أوشك أن يعمهم بعقاب منه)) ابو داود والترمذي

&الغضب لله من خصال الإيمان الواجبة .
&إجلال الله وإعظامه ومحبته .

مراعاة الحكمة بإنكار المنكر والأمر بالمعروف :
قال تعالي{ ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } النحل آيه 125 من الحكمة مراعاة حال المأمور ففي بعض الأحيان لا بد من اللين والمداراة والرفق وفي بعض الأحيان لا بد من الغلطة والقسوة لذلك يجب علي من يتصدي لهذه المهمة أن يلم بصفات معينة.

*أن يكون الآمر قدوة للآخرين حتي يوفق في مهمته فإذا أمر بالمعروف كان أول الممتثلين له وإذا نهي عن المنكر كان من أبعد الناس عنه .

*خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
&الطرد من رحمة الله كما طرد الله أهل الكتاب من رحمته عندما تركوا هذه المهمة.
&الهلاك في الدنيا
&عدم استجابة الدعاء

××دمـ ألم ـعة×× 25-11-2002 04:23 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الخامس والثلاثون[/MARQ]




((لا تحاسدوا ولا تناجشوا))

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( لا تحاسدوا ولا تناشجوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم علي بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا – ويشير إلي صدره ثلاث مرات – بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم علي المسلم حرام : دمه وماله وعرضه)) رواه مسلم

الحسد: تمني زوال النعمة مثل أن يرى رجل لأخيه نعمة أو فضل فيتمني أن تزول عنه وتكون له دون أخيه.

وهذا مرض عظيم نادر أن يسلم منه عبد وذلك أن الإنسان يكره أن يفوقه أحد في شىء فيجب علي المسلم أن يسعى لتزكية نفسه من هذا الداء الخبيث .

والحساد أضراب:-

*فمن الحساد من يسعى لزوال النعمة من المحسود وذلك بالبغي عليه بالقول أو الفعل ثم يسعى لنقل ذلك لنفسه.

*ومنهم من يسعى لزوال النعمة من المحسود بقوله وفعله من غير نقلها إلي نفسه وهذا من أخبثهما.

*ومنهم إذا حسد أخاه لم يعمل بمقتضى حسده ولم يبلغ المحسود بقول أو فعل وهذا له حالتان.

الأولي: أن يكون مغلوبا علي أمره في هذا الداء وهذا لا يأثم.
الثانيه: أن يحدث نفسه بالحسد اختيارات ويكون مستروحا بذلك دون أن يحاسب نفسه ويأنبها علي ذلك وهنا أختلف أهل العلم علي أنه يأثم أولا يأثم.

*والنجش هو أن تعرض السلعة في السوق فيزيد في سعرها من لا يريد شراؤها وإنما قصد بذلك نفع البائع وضر المشتري بزيادة الثمن وهذا حرام.

*البغضاء نهينا أن نقع بأسباب التباغض لأنه نقيض الحب الذي أمرنا الإسلام به وهو لغير الله عز وجل يكون حراما.

*التدابر هو المصارمة والهجران أي أن يولي الرجل صاحبه دبره ويعرض عنه بوجهه والتدابر من أجل الدنيا واتباع حظوظ النفس والهوى لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام – أما الهجران من أجل الدين يجوز أكثر من ثلاثة أيام
*البيع علي البيع أن يبيع أحد الناس سلعة من السلع بشرط الخيار للمشتري فيجئ آخر يعرض علي هذا أن يفسخ العقد لبيعه مثل ما أشتراه بثمن أقل منهي عن هذا لوجود الإضرار والإيذاء .

*الأخوة يأمرنا الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام أن نكون أخوة متحابين وأن نفشي السلام ونتزاور في الله.

*قوله ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره)) يبين لنا الرسول صلي الله عليه وسلم حقوق أخوة الإسلام:

*يحرم علي المسلم أن يظلم أخاه بأي نوع من الظلم سواء بيده أو ماله أو عرضه .

*يحرم علي المسلم أن يخذل أخاه وهو يقدر علي نصرته لقول الرسول عليه الصلاة والسلام((انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذه فوق يديه)) رواه البخاري

*الصدق مع المسلم فلا يحل للمسلم أن يحدث أخاه حديثا هو مصدق له وهو كاذب عليه.

*لا يحل لمسلم أن يحتقر أخاه فيقلل من شأنه

قوله((التقوى ههنا – ويشير إلي صدره ثلاث مرات – بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم علي المسلم حرام : دمه وماله وعرضه)) التقوى اجتناب غضب الله وعقابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وحرمة المسلم أن جعل الإسلام لدماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم حرمة.

××دمـ ألم ـعة×× 25-11-2002 04:26 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث السادس والثلاثون[/MARQ]


((من نفس عن مؤمن كربة))
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر علي معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريق يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلي الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)) رواه مسلم

قال النووي : هو حديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والأدب فرغب بأداء حقوق أخوة الإسلام وبطلب العلم وبالإهتمام بدستور الشريعة الإسلامية وقراءته وفهمه والعمل به وتبليغه للناس.
قوله((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)) نفس أي أزال وخفف عنه والكربة هي الشدة العظيمة التي توقع صاحبه في الحزن والهم والغم فإن فعلنا لذلك وسعينا في تفريج كرب المسلمين المعنوية والمادية فيكون الجزاء من جنس العمل فسوف يحفظنا الله ويزيل عنا كرب يوم القيامة .

وقوله((ومن يسر علي معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة))المعسر من كثرت ديونه وأثقلته بحيث لا يستطيع سدادها والتيسير عليه يكون إما بإنظاره إلي ميسره حتي يخرج من عسره ويوسع الله عليه وإما بالوضع عنه إن كان غريما أو بإعطائه ما يزول به إعساره.

وقوله((ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)) الأصل أن المسلم السوي يحب لأخيه ما يحب لنفسه فإذا رأى عيبا أو تقصيرا في أخيه المسلم أن يدعوا له بالإستقامة والصلاح وأن ينصحه بالسر فهذا أحرى لقبول النصيحة ولا يفرح ويسعد بزلة أخيه وسقطاته وجعل منها حديث يتلذذ به المجالس فيفضح أخاه بذلك.

*وقوله((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) التعاون علي الخير يعطي المجتمع قوة وتماسك وصلابة ولا يستطيع أحد أن يقهره أو ينال منه .

*قوله((ومن سلك طريق يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلي الجنة)) المراد السلوك الحقيقي للطريق وهو المشي بما هيأ الله لنا من وسائل إلي مجالس العلماء والمقصود سهل الله به طريقا إلي الجنة أي تسهيل حصوله علي العلم الذي هو طريق الجنة

*وقوله((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)) أي من جلس في المساجد والاجتماع علي تلاوة كتاب الله عز وجل وتعلم القرآن ينزل رب العباد عليهم الوقار والطمأنينة والسكينة وغشيان الرحمة هي الرحمة والرقة والتعطف والمغفرة وهي الإحسان من الله عز وجل فتعم عليهم وتغطيهم رحمة الله ورضوانه .

*قوله ((ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه))قال النووي أي من كان عمله ناقصا لم يلحق بمرتبة أصحاب الأعمال فينبغي ألا يتكل على شرف النسب وفضيلة الآباء ويقصر في العمل

××دمـ ألم ـعة×× 25-11-2002 04:28 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث السابع والثلاثون[/MARQ]


((إن الله كتب الحسنات والسيئات))

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك : فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلي سبعمائة ضعف إلي أضعاف كثيرة وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة)) رواه مسلم والبخاري

للنظر أحبتي في الله عظيم لطف الله تعالى وتفضله علي الخلق
وفيه الترغيب العظيم في فضل الله العميم ورحمته الواسعة التي وسعت كل شيء كما أنه يبعث في نفوس المكلفين الأمل المشرق ويدفعها للعمل الصالح وكسب الثواب الذي فيه النجاة في الآخرة والسعادة في الدنيا فما أجوده من حديث لترغيب القانطين من رحمة الله.
*قوله ((إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك : فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلي سبعمائة ضعف إلي أضعاف كثيرة))إذا هم المسلم بعمل حسنة ولم يعملها بمجرد الإرادة كتبت له حسنة لأن إرادة الخير سبب إلي العمل.

وإذا عمل عمل فهم بها ضاعفها الله عز وجل لأنه أحسن وأخلص العمل .

*قوله((وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة))أي من ترك فعل السيئة لله وخوف منه كتبت له حسنة ومن تركها خوف من الناس كتبت له سيئة ومن تركها رياء الناس فهو آثم لأن الرياء حرام .

وإذا هم بالمعصية وسعى لها وحال دونها القدر أنه يعاقب عليها.

فسبحان الله الحديث يحثنا بأسلوب الترغيب والترهيب ولولا فضل الله العظيم علي هذه الأمة لما دخل أحد لأن عمل العباد للسيئات أكثر من عملهم الحسنات .

××دمـ ألم ـعة×× 25-11-2002 05:11 AM

[MARQ=RIGHT]الحديث الثامن والثلاثون حديث قدسي[/MARQ]


((من عادى لي وليا))


عن أبي هرية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن الله تعالي قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما أفترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)) رواه البخاري

قال الشوكاني : (( حديث من عادى لي وليا )) قد اشتمل علي فوائد كثيرة جليلة القدر لمن يفهمها حق فهمهما وتدبرها كما ينبغي.

وأولياء الله ليس لهم علامات خاصة وشعارات يرفعونها قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه : (( وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات فلا يتميزون بلباس دون لباس ولا بحلق شعر أو تقصيره أو ضفره إذا كان كلاهما مباحا كما قيل كم من صديق في قباء وكم من زنديق في عباء ))

تجب مولاة أولياء الله عز وجل وتحرم معاداتهم ومعني آذنته بالحرب أي أعلمته بأني محارب له وذلك بإهلاكه .


وقوله ((وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما أفترضته عليه )) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( أفضل الأعمال أداء ما أفترض الله والورع عما حرم الله وصدق النية فيما عند الله تعالي)) جامع العلوم والحكم

وقوله((وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل)) التقرب بالنوافل يكون بعد التقرب بالفرائض وأبواب النوافل واسع فينبغي للمسلم أن يجتهد في ذلك وفق استطاعته من صلاة وقيام وصدقة وحج وعمرة وقراءة القرآن مع تدبر معانيه وذكرالله عز وجل وهذا هو طريق طهارة النفوس وزكاتها حتي تكون مهيأ لمحبة الله عز وجل وثوابه.

قوله((حتي أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )) أي جميع جوارحه مشغوله بالله فالأذن لا تسمع إلا بالله وإلي مايرضي الله ولا ينظر بعينه إلا ما أمره الله به ويكون اله عون له بيده ورجله علي عدوه .

قوله((وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه))

فيدل الحديث أن ولى الله مستجابه دعوته

ملاحظه : فلنحرص علي النوافل لأنها تجبر الفرائض قال عليه الصلاة والسلام (( انظروا هل لعبدي من تطوع فتكمل به فريضته)) صحيح الجامع

ومهما بلغ العبد أعلي الدرجات فينبغي له ألا ينقطع به الطلب من الله وذلك لما فيه من إظهار الذل والخضوع له .


الساعة الآن 10:47 PM.