منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   المشاركات الذهبية (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=68)
-   -   الوجـوه الخــاوية (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=141843)

أشرف محمد كمال 30-10-2006 02:05 PM

الوجـوه الخــاوية
 
الوجــوه الخــاوية


[align=justify]عمله يتطلب طبيعة قاسية.. يجب ألا يطرف له جفن أو يختلج وتر من مشاعره.. يجب أن يكون متبلد الحس مصمت الوجدان يؤدى عمله فى روتينية قاتله..عليه أن يجلس طوال اليوم يراقب تلك التوابيت البشرية ويدون تلك الطلاسم الغبية ..التى باتت هى الأخرى ميتة لا تتغير..!!
يرقب تلك الوجوه الخاوية.. الخالية من نبضة حياة .. زملاؤه يطلقون عليها المقبرة وبعضهم يداعبه ملقباً أياه بـ (الحانوتى) .. فالداخل عنده مفقود وبالقطع الخارج مولود .. لكنه لم يشهد أحداً أبداً يخرج .. اللهم إلا محمولاً على الأعناق..؟!
كان يجلس الليال الطوال وسط صقيع الفراغ الموحش والوحدة.. بين أمواج الألم والعجز.. واليقين أنه لن يستطيع أن يفعل شيئاً لهم.. يشعر كما لو أنه يعيش فى كابوس مبهم الملامح.. وسط الأحياء الأموات..كان يحس نفسه غريباً عن كل العالم العبثى الذى يعيش فيه.. لذا كان يحاول التأقلم مع ذاته.. كى يحيا حياة عادية طبيعيه ..يحاول أن ينفض عن كاهله غبار الكابوس اليومى الطويل.
كان يجلس كثيراً يتحدث معهم وكأنه يعرفهم ..يحاورهم ..بل ويشكى لهم همومه وأحزانه..!! ويناديهم بأسمائهم ..بل كان يناديهم بكنياتهم..!!
فهذا (درش) و ذاك (أبو خليل) وهناك (سحس) وهذه (أم محمد) وتلك (بطه) بل كان يسليهم ونفسه مردداً بعض الأغانى الشبابية ( عشانك ياقمر ..اطلعلك القمر.. وعشان هواك أمر ..أحبك يا قمر..أأحبك..)
- برغم صوته الأجش الخالى من الطرب وتلك اللدغة الخلقية فى لسانه عند نطق الراء-
فهم رفقة العمر والصحبة التى قضى معهم زهرة شبابة وجلس معهم الأيام الطوال والشهور والسنوات أيضا فى النادر من الأحيان..!!
كان يحزن أيما حزن ..حين يفقد أحدهم .. وتتساقط منه دموع الحسرة والألم رغماً عنه.. ويعتصر قلبه بين الحنايا شوق مر لأفتقاده ويشعر كما لو أن خنجراً بارداً يشق صدره حينما يرى فراشه الخاوى..لقد كان منذ لحظات قليله يجالسه ويحادثة ويوأنسه ويأتنس بوجوده..وفجأة أنتزعته يد القدر منه..؟!
لكن ساقية الحياة ما تفتأ أن تعود إلى بحر اللا نهائية الضيق.. فتقشعر الروح أمام تلك الحقيقة الثابته وتتحجر الدموع فى الأعين فلقد علمته الحياة ألا يضحك من القلب ولا يبكى بشده.. وأن هناك بعداً أخراً للأشياء.. فلربما كان الموت أكثر راحة من حياة هى أقرب منها للموت منها للحياة..!!
...ذات يوم من الأيام.. أنفتح باب القبوالمعدنى..ليأتيه صوت عم (على) التمرجى قائلاً له فى فرح طفولى ساذج:
(أبسط ياعم وافد جديد..أنما أيه آخر حلاوة..!!)
نظر بلهفة المشتاق إلى سبر أغوار الحقيقة وأزاحة استار الغيب .. وقف مشدوها ينظر إلى ذاك الجسد النحيل المسجى فى سلام تام..
و إلى الوجه الملائكى المشع بالنور والضياء..كزهرة أوركيد بيضاء..وتلك البشرة الناعمة..كنعومة الحرير
الشفاف.. وحمرة الحياة المشعة من الخدين و التى لا تملكها الجماجم الأحياء..والعينان الشاخصتان تنظران إلى اللاشىء ..نظرة تجمع ما بين الحزن والأمل والرجاء بالرغم من سنواتها التى لا تتجاوز العشرين.
أفاق على رذاذ المياه البارده التى نضحت من جبينه وقد تحركت داخله مجهولات شتى واحاسيس متضاربة
..أذابت ثلج مشاعره النائمة منذ زمن..!! فطفرت من عينيه دمعات حزن مرة المذاق وتمتم قائلاً (سبحان الله) ولوى وجه يعتصره الألم.. يخفى غمامة الدموع التى أغشت عينيه ورجت روحه صارخاً: (يــالا الأقــدار..؟!)
سريعاً ما وٌضِعت على الأجهزة الإلكترونية ..واتصلت بشبكة الأنابيب اللانهائية وأخذت رقما من الأرقام المتوالية..
وأطبق الصمت على المكان.. وأحس ببرودة القبر.. وصقيع الوحدة الموحش.. فأقشعر جسده ..وسكن فى العقل والوجدان شجناً نابضاً..وفضولا لاذعاً أن يصافح وجهها من جديد.
وجد نفسه يهمس فى أذنيها الدقيقتين قائلاً: (أنا هنا معك.. بجانبك..أرعاك وأحرسك..لا تخافى..سأظل دوما بجوارك ..أؤنس وحدتك وأشاركك غربتك..أنا فارسك الذى ظل طويلاً ..يبحث عنك..كى ينقذك..لن أتتركك تستسلمين.. فأنت حبيبتى التى انتظرتها على مر السنين ..نعم أحس أنى أعرفك منذ زمن بعيد ..ربما من قبل أن تولد الحياة ..ربما أنت هى تؤام نفسى التى بحثت عنها طويلاً..ولم أعرف حقيقتها إلا حين رأيتك ..جئتك الآن كى أخلصك..كى أعيدك للحياة.. هذه هى يدى ممدودة إليك فأقتربى منى..ودعينا نكمل مشوار الحياة معاً.. أنا لم أسع إليك بل قدرى هو من ساقنى إليك..هيا بنا دعينا نرى نور الشمس ..نمسك بريشات الحلم.. نرسم مستقبلنا قمراً مكتمل النور كالبدر.. ونقهر شياطين المستحيل )
...إنساب صوته دافئاً عميقاً داخل أذنيها..متخلالاً خلايا جسدها.. فأحست بشلال من القوة يغرق عجز الواقع.. وشعرت بدفء مياه المحياة تجرى فى العروق ..وأرتج الجسد بنشيج من النشوة والفرح. [/CENTER]

نقطة عطر 30-10-2006 06:50 PM

الرااااااائع
اشرف
منتهى الرووووعة
والابداع الادبي
تقبل اخي اعجابي بحرفك
اختك
نقطة عطر

¦ღ.. مياسه..ღ¦ 31-10-2006 07:15 AM

(
)
(
)

ياااااااااه

كم أحببت هذا اللقاء ... وروح العشق واللهفه المنسية ..

كم كنت بحاجة لكلماتك ونقاء حسك ...

لله درك ما أروعك .. كيف لي أن أوفيك بكلماتي...

التي تتوارى خجلاً من روعة ما قرأت ...

لا حرمنا الله من حروفك .. بل من دررك التي تنثرها على صفحات الود ...

هل لهذا الإبداع من بقيه .. أتمنى ... من كل قلبي ..

فلتتقبل مروري المتواضع .. كل المنى لشخصك الكريم ..

أشرف محمد كمال 01-11-2006 07:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نقطة عطر (المشاركة 1692984)
الرااااااائع
اشرف
منتهى الرووووعة
والابداع الادبي
تقبل اخي اعجابي بحرفك
اختك
نقطة عطر

أختى الغالية نقطة عطر
أشكرك من كل قلبى على كلماتك الرقيقة فى حق شخصى المتواضع
وأرى أن أريجك قد عبق المكان بالبهجة والفرح
لك دوما مودتى
أخوك
أشرف محمد كمال

أشرف محمد كمال 04-11-2006 11:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ·.·• مًٍــيًٍــــًٍـــاًٍسًٍـــًٍـــًـٍهًٍـ •·.· (المشاركة 1693987)
(
)
(
)

ياااااااااه

كم أحببت هذا اللقاء ... وروح العشق واللهفه المنسية ..

كم كنت بحاجة لكلماتك ونقاء حسك ...

لله درك ما أروعك .. كيف لي أن أوفيك بكلماتي...

التي تتوارى خجلاً من روعة ما قرأت ...

لا حرمنا الله من حروفك .. بل من دررك التي تنثرها على صفحات الود ...

هل لهذا الإبداع من بقيه .. أتمنى ... من كل قلبي ..

فلتتقبل مروري المتواضع .. كل المنى لشخصك الكريم ..

أختى مياسه
أتمنى لو كنت أستحق منك كل هذه الحفاوة
التى ليست بغريبة عن فرط كرمك وجم تواضعك
أنها محاولة منى لقراءة الوجوه التى كنت أحسبها خاوية
وأتمنى معك أن اكون عند حسن ظنك ويلهمنى الله البقية
دمت بكل المحبة والود
أخوك
أشرف محمد كمال

أشرف محمد كمال 11-11-2006 01:29 AM

الوجـوه الخــاوية
(2)

...وقف يتأمل قطعة الحجر الجرانيتية المصمتة الرابضة فى صمت المستسلم أمامه ..تسأل فى نفسه.. ماذا تراه يفعل بها..؟! - وهو الخبير فى هذا المجال –
...أنها ليست المرة الأولى التى يصنع فيها التماثيل البشرية..لقد صنع العديد والعديد من التماثيل الممسوخة ذات الملامح المألوفة..ورسم الكثير من الأوجه المحنطة الخاوية من الحياة..لكنه لا يدرى لما تختلف تلك القطعة الجرانتية عن أقرانها..؟!..أطال إليها النظر ثانية..
- همممم..!!
- أنها تذكرنى بشئ ما..؟!
...تسربت من الذاكرة إلى سطح الوعى أيام بحلاوة الشهد ..وأخضرت الأرض الرمادية من تحت قدميه..وكست ألوان الطيف عالما ميتاً.. وجعلته ينبض بالحياة.
...ملأ رئتيه بنسيم مختلف النكهة ..انساب أريجه.. يعبق أركان الذاكرة.. وبدأت الصورة المهزوزة تتضح المعالم ..وتظهر جلية.
...كانت هى تقف وسط الغيام..بشعرها الأسود الفاحم ..المتهدل ..وجسدها الملفوف القوام...وبشرتها الحريرية الناعمة..ووجهها الصبوح ..كالبدر فى ليلة التمام.
..بملامحها الدقيقة..وعينيها الملونتين.. بلون زرقة السماء.. وأنفها الرقيق ..المرفوع فى كبرياء..وشفتيها الممتلأتين ..كفلقتى كرزة حمراء.
...ابتسمت إليه ..فأنسكبت أشعة الشمس من ثغرها ..وتلاشى الظلام المطبق من حواليه
- أنها هى ولا شك..؟!
...أخذ يتأمل القطعة الجرانيتية فى حب..و يرويها من دفق خياله..وحمل مطرقته ..وبدأ يعمل أنامله..فى دقة وقوة وحزم..وكلما ازداد خفقان قلبه فى الصدر..كلما زادت وتيرته فى الضرب..وتساقط العرق المالح على الأرض.
...لقد صنعها بيديه وسقاها من روحه..ومنحها كل ما تطمح به أى أمرأة فى الكون – قلب رجل وفى صادق - وجعل منها أميرة احلامه ومليكة عالمه...لكنها أبت أن يكون قلبه لها قصراً ..وكانت أصغر من الحلم.
...وفى ليلة ظلماء من ليالى الشتاء.. اقتلعتها عاصفة كبرياء هوجاء..وجاهرت بضيق القفص الشفيف.. وحطمت أبراج الحلم المتوثب للحب.. ورفضت ذلك القيد.
...ازدادت وتيرة الضرب..واختلط ملح العين بملح الأرض..حتى بدأ الحجر يلين..وأزاح التراب عن بريق قديم..لينكشف عن يدين تتوسلان.. وعن جسد فى وضعية الركوع ..وعن عينين دامعتين فى انكسار ..وفم مفتوح.. وكأنها تستصرخة..تستحلفه أن يسامحها - هكذا خيل إليه أو تمنى..!! -
فإبتسم فى ارتياح ورضا تامين.. وأمسك بمعوله.. بمشاعر باردة.. وتنهد قائلاً:
- أبدا لن تعود السنين للوراء
...وحطم ذلك الوجه.. الذى طالما أحب..وذاك القلب الذى قـدّ من صخر.

¦ღ.. مياسه..ღ¦ 12-11-2006 06:46 AM

)
(
)
(

جئت لصفحاتك عل وعســـى أن أج ــــدضالتي ...!

فقد طال إنتظاري .....!!!!


وها أنا أرتـــــوي ....!!!


من بوح ــــــك الع ـــــــذب ........!!!!


وأطلب ....

ا
ل
م
ز
ي
د

أشرف محمد كمال 14-11-2006 01:39 PM

الوجــوه الخــاوية
(3)
... عندما كنا صغاراً..كنا نشاهد جدتى وهى تجلس القرفصاء.. فى مكانها المعتاد خلف باب الدار..ترقب بعينين ذابلتين..ونظراً أضحى خافتاً..المارين فى طرقات البلدة..كان جسدها النحيل الصغير..بعظامه البارزة.. قد أنحنى بفعل السنين..وإمتلأ الوجه الذى لوحته الشمس بالأخاديد ..وتجاعيد أحزان وشجون لا حصر لها..وكانت قدماها جافتين كأعواد حطب مزروع فى اليابسة.
...وعلى الرغم من ذلك كنا نجد فى ذلك الجسد الهزيل حضنا وسيعاً.. يمتلأ بالأمان والدفء..وكنا نجد لديها آلاف من القصص والحكايات التى لا تنتهى ..وكنا نمتلئ بالكثير من علامات الإستفهام والتعجب..؟!
...كانت حواديتها لا تخلو أبداً من العظات والحكم..والخرافات والخزعبلات ..قصص أبطالها من الجان والمردة وبطلاتها من أمثال أمنا( الغولة) و(أم رجل مسلوخة)..كانت قادرة على أن تجذب انتباهنا تاركين لعبنا وركضنا خلف بعضنا وصياحنا الذى يغضب أباءنا فى قيلولة ما بعد الظهيرة.. وتجعلنا نلتف حولها ننصت إليها ..بأوجه تملأها البراءة..وعيون تتملكها الدهشة ..وعقول يسكنها الخوف وعشرات الصور المرعبة.
...كذلك كنا نجد لديها ..خزائن حلوى لا تنضب..حتى أننا كنا نتعجب من أين تأتيها كل هذه الحلوى..؟! لكن ولما العجب ..وهى تعرف كل خبايا الجن وأسرارهم..!!
...يكفى أن تمد يدها دخل طيات جلبابها حنى نجدها مفرودة أمامنا ملئ بتلك الحلوى المميزة بلونيها الأحمر والأبيض على هيئة مختلف الحيوانات..ناهيك عن أطنان الملبس والحمص..!!
...لا أتذكر أننى رأيتها يوماً على غير هيأتها تلك..حتى أننى كنت أحسب أنها ولدت على ذات نفس الشكل..فملامح ووجهها لا تتغير..ولا تبرأ أبداً من علاتها..ولا من صرخات آلام عظامها الهشة المستمره..لا أذكر أننى رأيتها تضحك بحق..أو شاهدت انبساطة أخاديد الألم فى الوجه..خلف ابتسامة ارتياح ..!! لم أكن اعرف ما هى علتها بالضبط..؟! لكننى كنت أتمنى لو أجد دواءً سحريا ..يشفيها من كل الآلام.
...حنى عيونها كنت أظنها تحجرت فيها الدموع..فلم أشاهدها تبكى قط ..إلى أن رأيتهما تتلألأن ذات يوم من الأيام ..عندما سمعت فى المذياع صوت (الكحلاوى) وهو ينشد((أنا جسمى عليل ودواه النبى....أديت رسالة الله .. يارسول الله )).. وتكرر سقوط حبات اللؤلؤ مرات عديده كلما سمعت نفس الأغنية ..حتى بت أناديها كلما وجدت تلك الأغنية تذاع فى المذياع أو التلفاز..لأسعد بتقلصات ذاك الوجه الذى أحب..!!
... ذات يوم .. أمسكت بى .. بينما كنت أركض خلف أقرانى نلعب (الست غمايه) – ولا أدرى لما اختارتنى أنا دون سائر أحفادها..؟! – وسألتنى:
- أنت بتحبنى يا مصطفى..؟!
أجبتها فى ضيق المتعجل بالذهاب:
- أيوه يا تيته..!!
استوقفتنى ثانية وسألتنى فى تأثر بالغ:
- يعنى هتزعل عليا لما أموت..؟
أجبتها فى استغراب من لم يفهم معنى السؤال :
- أيوه طبعاً..!!
فأردفت قائلة وهى تحتضننى فى شوق وتقبل رأسى:
- يعنى هتبقى تفتكرنى .. و تيجي تزورنى .. وتقول الله يرحمك يا ست...؟!
سألتها بسذاجة و عفوية الطفولة:
- أزورك فين...؟!
لكنها لم تجب أبداً عن هذا السوأل..أنما تركتنى لا أعرف وحدى فيما بعد الجواب..!!
... ماهى إلا أيام قليلة..حتى رقد الجسد الصغير المتعب رقدته الأخيرة على فراش المرض الطويل..لقد باتت غير قادره على اختلاق الحواديت..غير قادرة على إداء الصلاة جلوساً كما عودتنا..وعينيها علينا.. كثيراً ما كانت تقطع صلاتها لتنهرنا .. أذا ما وجدت أحدنا يحاول معرفة ما يوجد خلف عين أخيه..أو يشج رأس أحد أولاد أعمامه أو عماته..ويفجر نهر الدم معلناً عن اكتشاف جديد..ثم ماتلبث أن تعود.. لتكمل صلاتها فى خشوع تام ..!!
... رقدت تلفظ آخر الأنفاس والجسد مازال ينبض بالأسرار..انتابنى وقتها شعور غريب مبهم..بأننى عرفت صورة الموت..و حفرت ملامحه فى ذاكرتى منذ ذلك اليوم..!!
... وبرغم حداثة سنى فى ذلك الوقت ..إلا أننى لم أخف منه..حينما جاء ليخطف روح جدتى..بكل سهولة ويسر..بل أحسست أنه يحمل بين يديه حكمة لا يدركها العقل..ورحمة من الله وسعت كل شيء.. وراحة أبدية لا نهائية..ودواء لكل داء.. كثيراً ما فتشت عنه..!!
... أرتسم على ذلك الوجه الطفولى المتغضن شبح ابتسامة رضا.. وانبسطت أساريره فى ارتياح تام.. وسلام مع آخر الأنفاس ..وأكاد أقسم أننى رأيت عندها نوراً شفيفاً يصعد إلى السماء.

أشرف محمد كمال 16-11-2006 10:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ·.·• مًٍــيًٍــــًٍـــاًٍسًٍـــًٍـــًـٍهًٍـ •·.· (المشاركة 1716180)
)
(
)
(

جئت لصفحاتك عل وعســـى أن أج ــــدضالتي ...!

فقد طال إنتظاري .....!!!!


وها أنا أرتـــــوي ....!!!


من بوح ــــــك الع ـــــــذب ........!!!!


وأطلب ....

ا
ل
م
ز
ي
د

سيدة المكان والزمان
لأجلك أواصل الإبحار قى قراءة الوجوه
ورصد خلجاتها
واحصى نبضات القلوب
وارشف معاناتها
لأجلك أسكب حروفى على الورق
وأصهر دمعى المحترق
علك تطربين من أنينى
وتستزيدينى.. وتزيدينى غرقاً
فى بحر جنونى

الــيزيـــد 18-11-2006 11:05 AM

اشكرك من كل قلبي

لك كل الشكر

....

¦ღ.. مياسه..ღ¦ 19-11-2006 10:40 AM

0
0
0
0
0
0
0
0
0



إبتسام ـــــة بعد إرتشافي لكلماتك وإسترسالي معك ...!!

محاولة .. قراءة قسمات هذه الوجوه وفك رموز الحكايه ...!!

وتتبعها بكل حب وإحترام وفي ترقب وتشوق للجديد ....!!























( لغة الصمت )

أشرف محمد كمال 24-11-2006 10:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الــيزيـــد (المشاركة 1727439)
اشكرك من كل قلبي

لك كل الشكر

....

أخى الغالى اليزيـــد
بل أنت الذى له كل الشكر على زيارتك الكريمة وكلماتك الرقيقة
دمت بخالص المحبة والود ودام تواصلنا
أخوك
أشرف محمد كمال

أشرف محمد كمال 26-11-2006 10:16 AM

الوجــوه الخــاوية
(4)

... لكم تمنى لو كان يستطيع قراءة الوجوه.. وسبر مايجول فى العقول من أفكار..إن النفس البشرية حاذقة فى أخفاء باطنها عن العيان.. ترتدى الكثير من الأقنعة .. لتخفى حقيقتها الآثمة.
... كان يعتقد أن الوجوه هى نقطة ضعفها الوحيدة ..لأنها كصفحة المياة.. تختلج عند أى انفعال..فتفضح سرها ..لكننا البشر تعلمنا كيف نتخفى خلف آلاف الأقنعة المزيفة.. والوجوه المطلية بالألوان المبهرجة.. لنخفى حقيقتنا الشائهة.
... أشد ما كان يؤلمه ..أن يصعب عليه ذلك الأمر أو أن تلتبس عليه الحقيقة ..فعليه ألا يترك هناك مجال للعاطفة.. أو أن يأخذ بالظواهر.. أنه بحكم طبيعة عملة تعرض عليه العشرات والعشرات من تلك الوجوه.. التى تتباين فيها ملامح الأثم والبراءة ..وعليه أن يفرز من بينها من هو مجرم عتيد فى الإجرام.. ومن هو برئ براءة الذئب من دم بن يعقوب.. كان يجتهد فى تطبيق نظريات علماء النفس التى درسها فى كلية الحقوق.. عن وصف هيئة المجرم.. و وصف ملامح وجهة.. على اولائك المجرمين ..لكنها كانت تخطئ فى الكثير من الأحيان..!!
.. كثيراً ما كان يواجه قضايا عدة.. يكون واثقاً فيها من إدانة المتهمين ..لكن المجرم ينجو بفعلته.. نتيجة خطأ فى إجراءات الضبط ..أو لعدم كفاية الأدلة .. أو بسبب مهارة محاميه الشهير فى الخطابة ..وحذقة فى قلب الحقائق ..والطعن فى شهادة الشهود ..لقاء مبلغ كبير من المال..!!
... وعلى النقيض .. كثيراً ما كان يأرق ليلة ..يؤنبه ضميره - الذى لا يغفل لحظة من ليل أو ساعة من نهار- خوفاً من أن يكون قد ظلم أحد ما..؟! و ألقى ببريء فى غياهب السجن ظلماً وعدواناً ..أو أن يتسبب فى إزهاق روح مسكينه .. دون ذنب جنته..اللهم إلا أن أوقعها حظها العاثر فى مسرح جريمة ما..!! من صنع مجرم محترف..أو حتى فى نطاق ضابط منحرف.. أراد أن يغلق ملف القضية سريعاً ..!! وأن ينال استحسان رؤسائه ويحصل على ترقية .. فبحث عن برئ متهم.. واجتهد فى تلفيق الأدلة.. بدلاً من أن يجتهد فى حل طلاسم القضية..!!
... ظل هناك دائماً ذاك الكابوس المبهم يؤرقه كل ليله ..فيفزع من نومه هلعاً صارخاً:
- وماذا علىّ أن أفعل ..؟! إن كل الأدلة ضده..!!
إلى أن جاء ذلك اليوم الذى لم ينساه أبداً..وغير مجرى حياته ..حين كان يحقق فى قضية ذاك الرجل الطاعن فى السن الذى كان متهماً بقتل إبنته ..ورآه أول مرة يبكى فى حرقة ومسكنه..و يدعى البراءة..!! يتوسل إليه قائلاً:
- والله ياأبنى ماقتلتها ..حد يقتل ضناه وحته منه..؟!
... بالطبع لم يبدى معه فى بادئ الأمر أى تعاطف.. بحكم خبرته فى هذا المجال وطول تجاربه .. لم تخدعة تلك الدموع الكاذبة.. وتلك التمثيلية المصطنعة.. فكل الأدلة تدل على أنه هو من قتل ابنته.. لشكه فى سلوكها..وبصمات أصابعه وجدت على السكين.. التى قامت بطعنها مرات عده .. وشهادة الشهود الذين رأوه .. ممسكاً بالسكين فى يده .. بجوار الجثة التى كانت مسجاة على الأرض مدرجة فى دمائها ..؟!
سأله فى حنق:
-أمال مين يعنى إلى قتلها عفريت دخل البيت من الشباك و قتلها وهرب..!!
.. نظر إليه الرجل فى ذهول تام.. كمن انتابته مشاعر متضاربة.. فنهره قائلاً:
-أعترف أحسن لك كل الأدله ضدك.. وكمان جيرانك شفوك وأنت ماسك السكينه فى أيدك ومافيش حد دخل ولا خرج من الشقه غيرك..؟!
.. انهار على الأرض فى حركة تمثيلية رائعة..ونظر إليه نظرة ذاهلة ..زائغة البصر..وتفجر نهر من الدموع الكاذبة من عينيه ..وقال فى انكسار:
-أنا دخلت لقيتها مرميه على الأرض.. والسكينه مرشوقه فى صدرها ..ماستحملتش وحاولت أنقذها وشديت السكينه ..وحاولت أفوقها.. لكنها مردتش عليا ..قمت صرخت جم الجيران على صوتى ..وبعدين مدرتش بالدنيا إلا وأنا مرمى هنا فى الحبس.. أنا عاوز أعرف مين اللى قتل بنتى ..لازم تقبضوا عليه لازم تشنقوه..!!
... نظر إليه طويلاً يتفرس ملامح وجهه.. يحاول سبر أغوار الحقيقة..لا يجب أن يعتمد على أحساسه.. بل على الأدلة والقرائن التى لديه..لن يستطيع أن يخدعه بتلك التمثيلية المتهرئة .. وتلك الدموع الباردة.. كالتى تزرفها التماسيح بعدما تأكل ضحاياها..برغم أن ذلك الشيخ لا تبدو عليه إمارات الشر ولا مظاهر اللؤم وعلامات الخبث..!! لكنه نفض الفكرة عن رأسه.. وأخذ يحدث نفسه ناهراً :
-لا يجب عليك أن تأخذ بالظاهر يا عبد الظاهر ..لا يجب أن تخدعك المظاهر
.. سأله فى ضيق وهو يكاد يخترق رأسه بنظره الحاد..أو أن يفتحها ليقرأ ما فيها:
-أمال الجيران بيقولو ليه أنك اتخانقت مع بنتك من يومين.. وضربتها.. وهددتها انك هتقطم رقبتها.. لو خرجت تانى من البيت..!!
... نظر الرجل إليه نظرة أسى.. وارتج الجسد بنشيج من الحزن والألم - يستحق لأجل ذلك جائزة أوسكار كأحسن ممثل- وهتف قائلاً:
- أنا كنت خايف ..عليها زى أى أب مابيخاف على بنته..!!ومن حقى أنى أربيها.. وأحافظ عليها..!! وأمنعـــ ...
.. فقاطعه فجأة ..يريد ان يضغط على أعصابه.. وينتزع منه أعترافاً.. ينهى به القضية.. ويزيح عبأ ثقيلاً عن كاهله:
-تقوم تقتلها..؟!
.. صرخ فيه الرجل منهاراً :
- أنا مقتلتهاش مقتلتهاش ..والله العظيم ماقتلتها..ً!!
.. وسقط فى اعياء تام .. مغشيا عليه ..ونقل على إثرها إلى المستشفى
... ثم حان موعد المحاكمه .. فترافع حينها مرافعة لا مثيل لها.. واحكم زمام القضية.. لما فيها من قرائن دامغة.. وحقيقة واضحه.. وتلبث مرئى للعيان.. وطالب له بأقصى درجات العقوبه.. لأنه سولت له نفسه أن يقتل ابنته.. فلذة كبده .. دون أن تأخذه بها شفقة ..ولا رحمة.
و..صدر الحكم عليه .. بالأعدام .. هنالك نظر الرجل له نظرة.. لم تنمحى أبداً من ذاكرته.. وقال فى استسلام تام..وهدوء أعصاب يحسد عليه:
-حسبى الله ونعم الوكيل..فوضت أمري إلى الله..!!
... لا يدرى لما أحس ساعتها بأنه مظلوم ..وأنه برئ بحق..!!
...نظر طويلا.. إلى تمثال العدالة المنقوش.. على واجهة المحكمة – وكأنها المرة الأولى التى يراه فيها – لإمرأة معصوبة العينين.. تمسك فى يدها اليمنى ميزاناً .. فلاحظ عندها.. أن عين العدالة عمياء.. وميزانها معوّج.

أشرف محمد كمال 28-11-2006 10:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ·.·• مًٍــيًٍــــًٍـــاًٍسًٍـــًٍـــًـٍهًٍـ •·.· (المشاركة 1729684)
0
0
0
0
0
0
0
0
0



إبتسام ـــــة بعد إرتشافي لكلماتك وإسترسالي معك ...!!

محاولة .. قراءة قسمات هذه الوجوه وفك رموز الحكايه ...!!

وتتبعها بكل حب وإحترام وفي ترقب وتشوق للجديد ....!!























( لغة الصمت )

أختى الغالية مياسه
أشكرك على تتبعك لقراءتى للوجوه ...ولا ادرى ما تقيمك لهذه التجربة
وأنت قارئتى الوحيدة..
وهل كان أحرى بى لو نشرتها على حلقات منفصله
لا تحت عنوان واحد.. وهل أستمر فى ذلك..؟!
لا تحرمينى من رأيك النقدى..والتحليلى
الذى أعتز به كثيراً...ولعلى أحب أن انوه لك بأن هذه المجموعة القصصية
تحت الكتابة الآن.. وأننى أنشرها أولاً بأول ..
وقد انتهيت من القصة الخامسة
وأنتظر رأيك فى القصة الرابعة
دمت بكل المحبة والود ودام تواصلنا
أخوك
أشرف محمد كمال

أشرف محمد كمال 04-12-2006 05:46 PM

الجيوكوندا
 
الوجــوه الخــاوية
(5)

- ( الجيوكوندا..!!)
صرخ( يوسف) بحماس بالغ عندما شاهد ذلك الوجه الغامض المألوف.. ذو الابتسامة المبهمة على أحد أرصفة (العتبة)..أعنى بوستراً للوحة( دافنشى )الشهيرة (الموناليزا)..بالطبع ليست اللوحة الأصلية فهى بالتأكيد ترقد بأمان تام هناك قى متحف (اللوفر) بباريس وسط حراسة مشدده ..بعد محاولة سرقتها مرتين خلال هذا القرن..؟! و يطلق عليها الفرنسيون ذلك الإسم الأقل شيوعاً (الجيوكوندا..؟!)
نظر له البائع نظرة ذاهلة.. كمن ينظر إلى معتوه فر تواً من مستشفى المجاذيب..!!ربما لم يكن ذاك الجاهل يعرف قيمتها..؟!
فبالرغم من الشهرة الواسعة والمنزلة الرفيعة التى تحتلها (الموناليزا) ..كاشهر تحفة فنية فى العالم إلا أن هناك الكثيرون ممن لا يعرفونها أو يسمعون عنها هنا فى مصر والعالم..؟! والغالبية العظمى من الذين يعرفون لا يدرون سر شهرتها ولايزالون يعتقدون أنه يكمن قى ابتسامتها الغامضة ..!!
وهى لا غموض فيها على الأطلاق ..أنها لم تكن أكثر من صورة ذات سمات خيالية ضبابية.. لسيدة عاديه.. ليست على قدر كبير من الجمال على وجهها مسحة حزن ومن عينيها ينبعث وميض خافت و نظرة تأمل عجيبة للأشياء.. و ترتسم على شفتيها ابتسامة مبهمة باهتة..
أفاق من شروده على صوت البائع وهو يقول له بنفاذ صبر بعد أن طال انتظاره:
- أنت هتشترى حاجة ولا.. لأ.. يا أستاذ..؟!
أجابه (يوسف) على الفور:
- آآآه .. طبعاً.. طبعاً..!!
ثم أردف قائلاً:
- بكام دى ..؟!
ابتسم البائع ابتسامة لذجة سمجه.. وفرك يديه فى حركة لا إراديه..كمن أوقع بفريسة فى شباك عنكبوت ..وما عليه الآن سوى أن يجذب الخيوط ويمتص دمائها..؟؟فلقد أيقن بخبرته مدى اعجابه بالصوره وحاجته إليها .. من نظرات عينيه المتقدتين.. وقال هامساً:
- علشان خاطرك يابيه بس عشره جنيه..!!
ياله من ثمن بخس.. ألا تعلم أيها الساذج أنها تقدر بملايين الدولارات.. بل لا تقدر بثمن..لكنه تمتم قائلاً فى نفسه:
- أيها اللص الأثيم..أن أى بوستر آخر لديك تبيعة بجنيهين أثنين أو ثلاثه على أكثر الأحوال..!!
قطب جبينه واظهر الأمتعاض وقال للبائع:
- لأ.. كتير..؟! هما اتنين جنيه بس..!!
استشاط الرجل غضباً وهتف مستنكراً :
- اتنين جنيه أيه يا بيه..أنت عارف دى صورة مين..؟!
بهت( يوسف) ودهش من سؤال البائع له - وهو الأستاذ فى التاريخ والخبير فى الفنون والآداب- لكن مصدر دهشته الأعظم هو أن يعرف هذا البائع المتجول قيمة هذه الصورة أو يعلم من هى صاحبتها..؟!
سأله يوسف بفضول لاذع :
- أنت تعرف دى مين..؟!
أجابه البائع فى سعاده طفولية.. وابتسم ابتسامه العارف ببواطن الأمور..وهز رأسه فى خيلاء:
- أيوه طبعا ً أمال انت فاكرنى جاهل ولا أيه يابيه دا أنا راجل متعلم..!!
أنتظر يوسف أجابته فى شغف.. وكره ذاك التشويق والتطويل الممل.. الذى يشبه المسلسلات التليفزيونية الرديئة..!!
قال الرجل بحماس الواثق من نفسه:
- المونداليزا..
أستغرق( يوسف) فى الضحك حتى كاد يستلقى على الأرض..أسقط فى يد البائع وقال متلعثماً:
- هو انا قلت حاجة غلط بابيه..؟؟
تنبه( يوسف) إلى سلوكه الشائن ..الخارج عن اللياقه.. ولم يرد أن يجرح مشاعر الرجل وقال له فى جديه.. وهو يخرج نقوده من حافظته:
- لا.. لا.. أبداً.. خلاص ..هما خمسه جنيه أخر كلام عندى..ولو ماوفقتش هامشى وأروح أشتريها من عند واحد غيرك..!
أخذ البائع يقسم ويحلف الأيمان الغلاظ بالطلاق..وبفقد أولاده التسعة.. أنه لم يبعها يوماً بأقل من العشرة جنيهات..إلا أنه لم يلتفت إليه وهم بالأنصراف.. هنالك فقط ناداه البائع واتفقا على الثمن..!!
أمسك بالصورة مطوية بين يديه فأحس لأول وهلة ..بقشعريرة نشوة تسرى فى جسده..إن (الموناليزا) أصبحت ملك يمينه بكل أسرارها وغموضها وسحرها وتاريخها العجيب الذى قرأ عنه كثيراً.. فلقد تضاربت الأقاويل عن تلك اللوحة كما لم يحدث مع مثيلاتها قط .. فبعضهم أدعى أنها كانت لإحدى الأميرات الإيطاليات.. وآخرين افترضوا أنها لسيدة عاديه من عامة الشعب والبعض قال أن( ليوناردو دافنشى) ذاك الفنان الإيطالى المجنون..غريب الأطوار رسم صورته بملامح أنثويه - لما بينهما من تشابه كبير- وأنه كان شاذاً..!!
و المتخصصين والمتحذلقين من مؤرخى الفنون والأديان افترضوا كثيراً من التأويلات الغريبة ..!!
قالوا.. أنها فيها تلميح خفى لمفاهيم الإلهة الأنثى وأنها تحتوى على العناصر المذكرة والمؤنثة..وتعبر عن إلتحام الإثنين معاً.. وأن (ليوناردو دافنشى) كان يؤمن بالتوازن بين إله الخصوبة الذكرية (آمون) وإلة الخصوبة الأنثوية (إيزيس) التى كانت تعرف اختصاراً بـ (ليزا) وأطلق بنفسه عليها ذلك الأسم الأشهر (أمون ليزا )وحرف فيما بعد إلى الـ(موناليزا) وأن الإسم يدل على الإتحاد المقدس بين الذكر والأنثى. .هذا هو سر (دافنشى) وسر ابتسامة الـ(موناليزا).
- لابد ان أصنع لها أطاراً مذهباً يليق بمقامها..
قالها يوسف محدثا نفسه.. وهو يتخيل أين سيضعها فى بيته المتواضع..عندها طفى على ذهنه فجأه.. صورة زوجته(سعاد) ..فجفل فزعاً.. حين تصور حالتها.. حينما ترى اللوحة معه..وتخيل توبيخها له.. لأنه أنفق ..جنيهاته الخمس بلا طائل.. وحديثه لها عن غذاء الروح..وتخيلها تضحك ضحكتها المعهودة وتقول أمثالها الفجه :
- مش لما تبقى تطعم الفم الأول..مش كان أولى بيك تدخل بأيدك فيها اتنين كيلو فاكهة على أولادك..!!
حاول مقاومة شعوره بالذعر وهدأ نفسه قائلاً:
- سأكذب عليها كذبة بيضاء وأدعى ان أحد مندوبى شركات السياحة اعطانيها هدية من قبيل الدعاية..
إلا أنه هز رأسه نافضاً الفكرة من ذهنه :
- سيفضحنى وجهى.. وستعرف كل شئء..!!
ثم عاد وقال :
- لأحاول أخفائها عن عينيها فى الوقت الراهن إلى أن أجد مخرجاً..!!
أطمان لهذا الخاطر.. ودلف إلى شقته خلسه.. دون أن ينبس ببنت شفة ..واسترق النظر.. فوجد زوجته كعادتها بالمطبخ .. فتنفس الصعداء ..ومشى بخطى وئيدة على أطراف أصابعه.. ودخل غرفته.. وأغلق الباب.. و وقف خلفه ساكناً كالصنم.. ريثما يستريح ويسترد انفاسه.. يصيخ السمع ..حتى إطمأن أن زوجته لم تنتبه لوجوده.. وأخذ يفكر فى المكان الذى يستطيع أن يخفيها فيه عن نظرها.. فما وجد..؟! ولم تمهله الأقدار متسعاً من الوقت.. فزوجته- لا يدرى كيف..؟!- تشعر دائماً بوجوده .. وكأنها تشم رائحته..!! فما هى إلا ثوان .. وسمع دوى أقدامها تقترب من باب الغرفة.. وهو لم يتخلص بعد من اللوحة.. فحاول رسم ابتسامة بلهاء مصطنعة على وجهة.. وتسمر فى مكانه دون حراك مخفيا الصورة خلف ظهره.. عندما فتح الباب بقوة.. لكن المفاجأة عقدت لسانه .. فلقد كانت زوجته تضع على وجهها قناعاً ضبابى اللون -من مساحيق التجميل -.. لا يظهر منه سوى العينين..التى بدورهما نظرتا إليه نظرة حاده..وإلتمع ذاك الوميض ..وابتسمت إليه فى غموض...
( الجيوكوندا..!!)

¦ღ.. مياسه..ღ¦ 05-12-2006 07:39 AM

0
0
0
0
0
0
0

مبدع الود مازلت أتابع بصمت ...!!

وأدعو الله أن لاينتهي عطاء نبضك ...!!!

0
0
0


تقيمي لها .... جداً جداً ممتازه ...سلاسة التعبير .. والوصف الدقيق لتعابير الحدث...!!

أعتقد لو تنشرها على حلقات راح يكون أفضل .. وعنوانها مناسب لها ( الوجوه الخاويه )

وتقدر لكل حلقه يكون فيه عنوان جانبي ... يخص الأحداث اللي تدور في هــ الحلقه ...!!

بس عن جد كتاباتك تعجبني كثير كثير كثير.... !!

..... معك بالتأكيد للحديث بقيه .....


ودي ووردي

][..مثيـرهـ..][ 05-12-2006 08:18 AM




:::.....عذرا سيدي د/ أشرف محمد كمـــال....:::
؛
؛
؛
؛

قد أكون متأخره عن الجمال

ولكن هذا لا يمنع

أن أعود وأستسقيه من أول قطراته

لي عووده بعد أن جذبني الموضوووع ومسماك زاد الجمال به


/

/

/

لي عوده...بعد الانتهاء من ارتشاف شهده وعبيره

أشرف محمد كمال 07-12-2006 09:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ·.·• مًٍــيًٍــــًٍـــاًٍسًٍـــًٍـــًـٍهًٍـ •·.· (المشاركة 1758501)
0
0
0
0
0
0
0

مبدع الود مازلت أتابع بصمت ...!!

وأدعو الله أن لاينتهي عطاء نبضك ...!!!

0
0
0


تقيمي لها .... جداً جداً ممتازه ...سلاسة التعبير .. والوصف الدقيق لتعابير الحدث...!!

أعتقد لو تنشرها على حلقات راح يكون أفضل .. وعنوانها مناسب لها ( الوجوه الخاويه )

وتقدر لكل حلقه يكون فيه عنوان جانبي ... يخص الأحداث اللي تدور في هــ الحلقه ...!!

بس عن جد كتاباتك تعجبني كثير كثير كثير.... !!

..... معك بالتأكيد للحديث بقيه .....


ودي ووردي

أختى الغالية مياسة
أشكرك على مرورك العطر وأنك اقتطعتى كثيراً من وقتك الثمين لأجلى
كما أشكرك على نصائحك القيمة..التى سأعمل بها إن شاء الله
وكذلك أشكرك على متابعتك لأعمالى المتواضعة وتشجيعك الدؤوب
وأرجو ان اكون دائماً عند حسن ظنك بى
لك منى خالص محبتى وامتنانى وتقديرى وعرفانى
اخوك
أشرف محمد كمال

أشرف محمد كمال 13-12-2006 11:20 AM

الوجــوه الخــاوية
(6)
القــلب الأبيــض
عرفها بحكم طبيعة عمله التي تجعله شديد القرب من مآسي البشر وآلامهم ..وطبيعته التي اعتادت البحث عن أنات القلوب الجريحة و الأنفس الحائرة..و قلبه الذي يحب ذاك اللون من الشجن الذي يلهب أوتار مشاعره..ويجد سعادته في مشاركة الآخرين أحزانهم – إن لم يجد منها شيئاً داخله – ذلك الأنين الصاخب..وتلك الصرخات المكتومة الصامتة..والأماني التائهة والآمال الضائعة..هذه اللمسات الحسية والمشاعر الإنسانية الصادقة..التي توقظ أحاسيسه الخاملة ما بين آونة وأخرى وتمنحه وقود حياته ..الذي يعينه على احتمال رتابة مهنته.. لذا تراه دائماً يفتش عنهم بعينٍ فاحصةٍ وقلبٍ شغوفٍ.. يبحث عن أصدقائه في رحلة العذاب والألم.. بكل اللهفة والحب..كى يبكى معهم وحدتهم و..وحدته ويشاركونه غربته. ..كان يجد معهم نفسه.. حين تمتد يده لمساعدتهم للتغلب علي محنهم وآلامهم..ومواساتهم فيما قُدر لهم.. !! يراقب تلك العيون الكسيرة والأجساد الهزيلة والأيدي المرتعشة..يحاول أن يضيء شموع الأمل بين نفوسهم اليائسة – حتى ولو كانت سراباً من نسج خيالهم – فلا توجد أماني مستحيلة ..ولا توجد حياة بلا أمل.. أو هدف ..أو غاية نحاول الوصول إليها..فرحمة الله بعباده وسعت كل شيء..وإنما هو جلت قدرته يختبرهم في قوة صبرهم ومدى إيمانهم..؟!
..ذات يوم رآها لأول مرة..!! كانت تختلف عنهم جميعاً في شيءٍ ما.. لم يكن يعرفه في بادىء الأمر..؟!
كانت شديدة بياض البشرة..كزهرة أوركيد بيضاء..شفافة الملامح..حتى تحسبها ملك من الملائكة..أو حورية من حور الجنة - أو إن كانت تنتمي إلي دنيانا - أقرب الشبه إلي قطعة من المرمر الأبيض..ناعمة كالحرير ..باسمة الثغر..مطمئنة القلب..!!
لكن كانت تغللها تلك المسحة من الحزن التي ما كان ليخطئها أبداً..وتلك الدموع التى تترقرق فى العيون..و لا تسقط إلا في الخفاء..وذاك الرأس المرتفع في كبرياء..يرفض الاستسلام للمرض ..وينفى هذا الادعاء فى إباء..؟!!
..يحسبها من يراها لأول وهلة..أنها واحدة من ملائكة الرحمة..تخطر بخطوات رقيقة باسمة بين الأسرة توزع البسمات والضحكات والكلمات المطمئنة..كفراشات ناعمه - لولا تلك الفحوص والتحاليل والأشعات اللعينة..!!- ما صدق أبداً أن هذا القلب الرقيق الجميل..عليل..!! ويحتاج إلى جراحة عاجلة..كى تهبه القدرة علي مواصلة العطاء وتعينه على البقاء..
كانت شديدة القرب إلى سائر زملائها ..تبث فيهم روح الأمل.. والإيمان..والصبر..حتي أطلق عليها البعض لقب زهرة الصبار..لأنها تشقي بالعطش ولا تشكو منه.. وتروى الظمآن من دماء حياتها..!! لا تبكى أبداً من أجلها..لكن من أجل غيرها..و تقول دائماً فى ذلك:
- (بكاء النفس من أجل غيرها يطهرها..أما بكاؤها من أجلها يحرقها..)
دائماً ما كان يراها قوية ..صابرة..مؤمنة ..حالمة..تحلم بالبلاد المحجوبة..بعالم نقي تقي ..لا يعرف سوي الحب ..والإخلاص.. والوفاء..عالم العدل والمساواة والإخاء..عالم بلا أخطاء..بلا آلام..!!
مفعمة بالإيمان..تردد دائماً تلك المقولة: ( الله فى قلبى هو رب قلبى..فما القلب إلا بيت الله..فيها أنوار صفاته..والنور فى قلبى وبين جوانحي..فعلام أخشى السير فى الظلماء..؟ !)
واثقة فى رحمة الله ..تقول ( ما افتقد شيئاً من وجد الله..وما وجد شيئاً من افتقد الله..)
تتحمل آلامها - التى لم تظهرها أبداً – بصبر..وثقة..ونفس راضية..قانعة..وسكينة ما بعدها سكينة..قائلة:
- (الحمد لله الذى منحنى الصبر على أن أتقبل مالا يسعني تغييره..والشجاعة لأغير بها ما أستطيع تغييره..)
..إلى أن وجدها يوما ما.. وهى على شفي الانهيار ..وسط أنهار من الدموع الصامتة.. إثر وفاة صديقة لها أثناء إجراء جراحة فى صمامات القلب – وكانت حالتها قريبة الشبه بحالتها هى..!!– وكثيراً ما جلسا يحلمان معاً أحلام الشباب..ويخططان لمستقبل حياتهما..التى لم يكونا يعلمان أنها قصيرة..قصيرة جداً.. إلي هذا الحد..!!
انخرطت في بكاءٍ دامٍ.. متواصل..حتي أنها فقدت القدرة علي النطق..وسقطت..!!سقطت صاحبة القلب الأبيض فى غيبوبة تامة..غابت عن عالم الوعي لأيام..وسط عالم الأجهزة الذى يرصد أنات قلبها الصامتة..و أنفاسها المرتعشة الخافتة..
ظلت لعدة أيام ما بين الحياة والموت..ذلك الجسد الرقيق..الهزيل..وتلك الروح المرهفة..مازالت تقاوم ..وتنتفض كفراشة تحاول التحليق ..بعدما غاصت فى بحيرة من الظلام الدامس..قاومت ..وقاومت..حتي تفتحت أعينها علي الحياة من جديد..واستنشقت رحيقها..ثانية..بعدما رأت الموت بعينيها حقيقة لا مجازاً..!!
..وتماثلت للشفاء سريعاً وسط دهشة الجميع..وتألقت عيناها من جديد..والتمعت بذلك البريق..وعادت إلى طبييعتها..زهرة ندية فى صباح ربيعى جميل.
..اقترب منها فى لهفة يسألها عما حدث لها ويطمئن على سلامتها..فأجابته قائلة فى وهن:
-(فى ذاك اليوم..دعوت الله أن أموت كصديقتي..واستجاب الله لدعائي..وعلمني الدرس..وعرفت مذاق الحياة..وعرفت معني الإرادة ..والإيمان والصبر..فلم استسلم ..ونجحت في الامتحان ..وزاد إيماني بالله ..وبنفسي..وعرفت أن النجاة فى البقاء لا الهروب..لأنه سلاح الجبناء..ففي الصبر على ما أصابك أكثر من حل لآلامك..والنسيان دواء كم يقول الشاعر(( مسائل مالها من حل ولكن ..إذا نسيت ففي النسيان حل )).
..وتوقع الجميع أن ترفض إجراء الجراحة بعد ما حدث لصديقتها..إلا أنها على عكس ذلك ..!!بدت متحمسة ..متفائلة..هادئة ..راضية..مطمئنة..باسمة دوماً تلك الابتسامة الغامضة – كابتسامة الموناليزا-
التى تجمع ما بين الأمل واليأس..الفرح والحزن..الثقة والخوف..لم يكن أحدٌ يدرى ماذا يدور بخلدها..لأنها أبداً لم تشكو لأحدٍ يوماً ما بها..أو تحدثهم بحقيقة مرضها..الذى بدأ معها منذ صغرها..وقضت سنوات عمرها فى رحلة العذاب والألم..والكفاح والصبر..
و..شاءت الأقدار أن يسافر فى أحد المؤتمرات العلمية خارج البلاد..والذى يتناول التدرب على نوعية جديدة من الجراحات الخاصة بتغيير الصمامات ..ذهب إليها ليودعها..وربت على يدها..وشد على أناملها..مطمئناً..وسألها:
-(ماذا تريدين أن أحضر لك من الخارج..)
فقالت له وعينيها تشع بهجة وسروراً:
-( أحضر لى معك حياة جديدة ..وأملاً لى ولغيرى من أصحاب القلوب الموجوعة..!!)
فضحك قائلاً:
- (سأحضر لك معى قلباً جديداً ..صغيراً..بدلا من ذلك القلب ذو الصمامات المتهالكة..!!)

وأهدت له مصحفاً كى يحفظه من الشرور..وودعها بابتسامة مطمئنة..ونصحها ألا تجهد نفسها لحين عودته..وإجراء عمليتها..
..مكث هناك قرابة الشهر..وعاد..وهو يحمل أملاً جديداً.. وصمامين حديثي الاختراع ..وقد ثبت نجاحهما بنسبة تفوق التسعين بالمائة ..عاد تملؤه اللهفة والشوق إليها..فلقد أكتشف فى فترة غيابه مدى حبه لها وتعلقه بها..شرد مفكرأ - وهو على متن الطائرة - ..يتخيل لحظة لقائهما..ونظر بكل الحب إلي تلك السلسلة التى تحمل قلباً أبيضاً من البلاتين ..والتى أحضرها كهدية ..ليهديها إلى صاحبة القلب الأبيض.
..ذهب مسرعاً إلى المستشفى ـ حتى قبل أن ينتهى من فض أمتعته – وأتجه رأساً إلى سريرها..لكنه لم يجدها..؟! فأسقط فى يده..ووقف جزعاً تنتابه هواجس شتى ..لكنه أخذ يطرد عنه وساوسه ..إلى أن قابل أحد زملائه..وسأله عنها..فنظر إليه ملياً..وظل لبرهة صامتاً كالدهر..ثم أمسك بيده قائلاً:
- (تعال معى لأريك أياها..)
ظلا سائرين فى ردهة طويلة.. فى صمت.. مطرقى الرأس.. فانتابته مشاعر متضاربة..وخوف دفين..توقف زميله فجأة عند أحد الأبواب.. التى يعرفها جيداً..وقد كتب عليه (متحف الأنسجة)..ودخلا..حيث كان يرقد وافدٌ جديدٌ داخل صندوقٍ زجاجيٍ..سرت قشعريرة رهبة فى جسده..ونظر إلى ذلك القلب الأبيض..وعرفه علي الفور..إنه قلبها..لابد أن يكون كذلك..؟! أنه يستشعر فيه روحها..كما لو أنها تجالسه الآن..!!
..سقط متهالكاً علي أقرب المقاعد إليه.. وفاضت عيناه بالدموع ..دفن رأسه بين كفيه..كى يواري قطرات أبت إلا أن تسقط من بين أنامله..بين يدي صاحبة هذا القلب الأبيض ..ونظر إلى زميله..بعد فترة من الصمت المشوب بالذهول.. وقد اغرورقت عينيه متسائلاً..فأجابه:
- (لقد ساءت حالتها ذات يوم ..حتى أنها أدخلت إلي غرفة العناية المركزة..وظلت بها لمدة أسبوعٍ..واضطروا إلى إجراء جراحة طارئة لها ..إلا أن قلبها الضعيف لم يحتمل..!!)
ثم استطرد قائلاً:
- (لقد تبرعت كتابياً بقلبها قبل إجراء العملية .. قائلة..إذا لم يكتب لى النجاه..فهاكم قلبى معكم مدى الحياة..)
فنظر إلى القلب الأبيض..والألم يعتصر فؤاده ..ويحرق مهجته.. ويفجر أوجاعاً لا نهائية فى جسده.. وجراحاً لن تندمل أبداً فى روحه..وانخرط فى نحيب يدمى القلوب..وفى غمرة أحزانه شعر كما لو أن طيفها يحوم حوله ..ويداً ناعمة طريه تملس على شعره وتمسح دموعه..وانساب صوتها متغلغلاً داخله.. مردداً كلماتها له.. كوميض فجر يبدد عتمة الليل.. قائلة:
(..لقد أدركت أن الله قد أراد بنا أمراً..وأراد منا أمراً..فما أراده بنا طواه عنا..وما أراده منا أظهره لنا..فما بالنا ننشغل بما أراده بنا ..عما أراده منا..لقد صارت الدنيا فى يدى ..لا في قلبي..وسيلة وليست غاية..طريقا ًوليس منتهى..فعلينا أن نتعلم أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فى الحياة..وأن نتعلم من التمرد الرضا..ومن العصيان الطاعة..و أنه لا يصيرنا عظماء إلا الألم العظيم..)
فغمرته السكينه والطمأنينة..وعمر قلبه بالحب والإيمان.. ومنذ ذلك الحين كرث حياته من أجل انقاذ المئات والمئات.. كحالتها..!! وبرع فى تلك العمليات..وذاع سيطه بين الأطباء والمرضى..وكان يشعر دوماً بالرضا - برغم ذاك الحزن المر الذى يسكن بين حنايا قلبه- كلما شاهد نظرة امتنان..أو ابتسامة شكر..على وجه أحد مرضاة.. ممن كتب لهم الشفاء على يديه.. حينها يلمح وجهها الصبوح و شبح ابتسامتها - الهادئة.. القانعة.. المطمئنة - تشع من وجوههم.. كشمسٍ منيرةٍ تشرق عبر سماء صافية.

أشرف محمد كمال 16-12-2006 11:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ][..مثيـرهـ..][ (المشاركة 1758532)



:::.....عذرا سيدي د/ أشرف محمد كمـــال....:::
؛
؛
؛
؛

قد أكون متأخره عن الجمال

ولكن هذا لا يمنع

أن أعود وأستسقيه من أول قطراته

لي عووده بعد أن جذبني الموضوووع ومسماك زاد الجمال به


/

/

/

لي عوده...بعد الانتهاء من ارتشاف شهده وعبيره

أختى الغالية مثيرة
لازلت أنتظرك :Rolleyes:
وتنتظرك حروفى بعدما طالعتها عيناك
وتنتظر حكمك عليها بفارغ الصبر
فعودتك تعيدها للحياة
وبعدك لا يجعل لها من طعم
فعودى كى تبتسم من جديد
ويشرق بين يديك الفجر
ويذوب الجليد
دمت بود

¦ღ.. مياسه..ღ¦ 18-12-2006 11:13 AM

0
0
0
0
0
0
0
0

اليوم أجِدك تَعزف على أوتَار وجعِي ...!!
تُعيدني إلى زَمن ... يؤلمُني .. ويعتَصر قَلبي ...!!
إلى ذلك الوجهِ .. المُستسلم .. للموت .. وإلَى رُوحي المعذبة مِن بعده ...!!
فَاض دَمعِي وإنتشت ذكريَاتِي بِما فِي جعبتهِا مِن بؤسٍ وشَقاء...!!
يَتلوني تَرانيم بُكاء لاتَنتَهِي ....!!

0
0
0
0
0

أحبَبتُها ... و ... أبكَتني

(بكاء النفس من أجل غيرها يطهرها..أما بكاؤها من أجلها يحرقها..)


(الحمد لله الذى منحنى الصبر على أن أتقبل مالا يسعني تغييره..والشجاعة لأغير بها ما أستطيع تغييره..)


(..لقد أدركت أن الله قد أراد بنا أمراً..وأراد منا أمراً..فما أراده بنا طواه عنا..وما أراده منا أظهره لنا..فما بالنا ننشغل بما أراده بنا ..عما أراده منا..لقد صارت الدنيا فى يدى ..لا في قلبي..وسيلة وليست غاية..طريقا ًوليس منتهى..فعلينا أن نتعلم أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فى الحياة..وأن نتعلم من التمرد الرضا..ومن العصيان الطاعة..و أنه لا يصيرنا عظماء إلا الألم العظيم..)


...................... مَيس في حالة عِشق لحروفك ....!!

نقطة عطر 20-12-2006 03:59 PM

كاتبنا الراقي حرفاً وحساً

د. اشرف محمد كمال

رسالتي هذه

المره

لاناملك

زيدينا جمالاً فوق جمالك

فأناملك اخي ذهبية

وسردها راقي

تقبل اخي

اعجابي

بنصك الرائع

وفى انتظار روائعك

اختك

نقطة عطر الحب

أشرف محمد كمال 04-01-2007 11:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ·.·• مًٍــيًٍــــًٍـــاًٍسًٍـــًٍـــًـٍهًٍـ •·.· (المشاركة 1777618)
0
0
0
0
0
0
0
0

اليوم أجِدك تَعزف على أوتَار وجعِي ...!!
تُعيدني إلى زَمن ... يؤلمُني .. ويعتَصر قَلبي ...!!
إلى ذلك الوجهِ .. المُستسلم .. للموت .. وإلَى رُوحي المعذبة مِن بعده ...!!
فَاض دَمعِي وإنتشت ذكريَاتِي بِما فِي جعبتهِا مِن بؤسٍ وشَقاء...!!
يَتلوني تَرانيم بُكاء لاتَنتَهِي ....!!

0
0
0
0
0

أحبَبتُها ... و ... أبكَتني

(بكاء النفس من أجل غيرها يطهرها..أما بكاؤها من أجلها يحرقها..)


(الحمد لله الذى منحنى الصبر على أن أتقبل مالا يسعني تغييره..والشجاعة لأغير بها ما أستطيع تغييره..)


(..لقد أدركت أن الله قد أراد بنا أمراً..وأراد منا أمراً..فما أراده بنا طواه عنا..وما أراده منا أظهره لنا..فما بالنا ننشغل بما أراده بنا ..عما أراده منا..لقد صارت الدنيا فى يدى ..لا في قلبي..وسيلة وليست غاية..طريقا ًوليس منتهى..فعلينا أن نتعلم أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فى الحياة..وأن نتعلم من التمرد الرضا..ومن العصيان الطاعة..و أنه لا يصيرنا عظماء إلا الألم العظيم..)


...................... مَيس في حالة عِشق لحروفك ....!!

أختى الغالية مَيس
أشكرك على كلماتك الرقيقة والشكر موصول لصاحبة القلب الأبيض
فلقد أعجبتك كلماتها وليست كلماتى ومنها تعلمت كيف يكون العطاء
دمت بود وكل عام وأنت بخير وعيد سعيد
أخوك
أشرف محمد كمال

أشرف محمد كمال 07-01-2007 10:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نقطة عطر (المشاركة 1780560)
كاتبنا الراقي حرفاً وحساً

د. اشرف محمد كمال

رسالتي هذه

المره

لاناملك

زيدينا جمالاً فوق جمالك

فأناملك اخي ذهبية

وسردها راقي

تقبل اخي

اعجابي

بنصك الرائع

وفى انتظار روائعك

اختك

نقطة عطر الحب

أختى الغالية نقطة عطر
أشكرك كثيراً على كلماتك الرقيقة
ولا تحرمينى من أرائك القيمة
وتقيمك الأدبى لتجربتى الوليدة
ورأيك الذى أعتز به دوما
دمت بكل المحبة والود
ودام تواصلنا
أخوك
أشرف محمد كمال

أشرف محمد كمال 14-01-2007 02:08 PM

الوجـوه الخــاوية (7)..أميـــرة الأحــلام
 
أميـــرة الأحــلام




التقيا لأول مرة ذات صباح مشمس جميل..فى أحد أيام الصيف المعتدلة الحرارة..على شاطئ البحر..والصبح مازال يتنفس عبير النسمات المنعشة الندية..كانت أشعة الشمس المنعكسة على شعرها الذهبى تصنع تيجانا من البلور وهالة من النور على وجهها الأبيض المشرب بحمرة الورد..وعيناها الزرقاوتين كموج البحر..تعكسان إشراقة بهاء وضياء ..والأبتسامة تكسو وجهها فى براءة وصفاء..
كانت لوحة تفننت الطبيعة في صنع دقائقها..لتكون آية من الجمال ..ودليلاً على بديع صنع الرحمن..!!
..حار كثيرا فى وصف ما اعتراه من أحاسيس وما اختلج داخله من مشاعر ..تملكته..أحس بنشوة تسرى بين أوصاله..وحنيناً للنظر إليها من جديد كى يستزيد من نبع عينيها..ويملى عينيه..ويملأ الذاكرة بها
تبادر إلى ذهنه فجأة خاطر عجيب - لم يستطع أن يمنع نفسه من الابتسام حين ذاك..!! – تساءل كيف يتسنى لها الرؤية من خلال تلك العينين البلورتين..؟! وكيف لبشرتها الرقيقة احتمال وهج الشمس..؟!
رآها لفرط رقتها كأوراق الياسمين ..هشة..لا تحتمل حتى اللمس..أو كصفحة المياه يبدد سكونها هذر النسيم ..أراد أن يحفظها من نظرات العيون ..أن يخبأها داخل قلبه بعيداً عن كل البشر..أراد أن يحميها بكل الصور..!!
..جفل فجأة من شروده ..وتنبه إلى أنهما ما يزلان ينظران كل منهما إلى الآخر..ولم يتبادلا حتى تحية الصباح..؟! لكن غلبتهما المفاجأة ..وأعجزت كليهما عن الكلام..ومرت اللحظات ..ولم يستطع أي منهما أن يتغلب على خجله..وأن يستجمع شجاعته ورباطة جأشه ويبدأ الحديث..نظر إليها من جديد..واعتراه السهوم ..وتلعثمت الكلمات فى حلقه..وتدافعت أفكاره متزاحمة..لكن عليه أن يكون هو البادئ بمد أهداب الوصال ..وأن يبدد ذاك السكون..شد قبضته ..واستجمع إرادته ..وكأنه مقبل على معركة ما..!! وذم شفتيه فى إصرار يحاول أن يوارى تردده..خلف صوته الذى جاء مرتفعاً مندفعاً إلى حد ما ..قائلا:
- صباح الخير..
فرت عينيها خجلة من أمام عينيه – وكأنها لم تكن تتوقع تلك المبادرة منه..رغم أنها كانت تنتظرها..! –
وبعد فترة صمت بدت له طويلة جداً – وإن لم تستغرق فى حسابات الزمن بضع ثوان - همست قائلة:
- صباح الخير..!!
وكأن تلك الإجابة قد فتحت له كل أبواب خياله الصدئة الموصده..وأحلامه الحبيسة داخله..تصورها تقبل إليه..وتجلس معه ..وتحادثه..فيختطف يديها بين يديه..ويلثمها ..لتسرى نبضات قلبه إليها..ويعزفان سوياً لحن الحب الواحد..الذى وحد بين روحيهما..والف بين قلبيهما فى غمضة عين وانتباهتها ..بل هٌيئ له أنه يعرفها منذ قديم الأزل..!! وأنها تعرف كل شيء عنه ولا يحتاج أن يعرفها بنفسه..أو أن يسألها عن اسمها ..؟!! فلقد عرفه قبل أن ينطق به لسانها..!!
لقد كانت أميرة أحلامه التى كثيراً ما زارته فى منامه..وسهرت معه لياليه الوحيدة..تواسى آلامه..وتضمد جراحه..وتزيل عنه عناءه ..رآها يوم أن كان محموماً..تربت على كتفيه ..وتمسح بيديها على شعره وتقبل جبينه..جالسة بجواره ..تحنو عليه كأم حنون..حتى زالت عنه الحمى..فأخذ يبحث عنها فى كل مكان حوله فلم يجد لها أثراً..؟!! ولم تنمحي من ذاكرته ابداً..إلى أن رآها اليوم وعرفها..أنها هى ولا شك..!!
فجأة ..قفز السؤال إلى ذهنه ووجد نفسه يسألها وكله يقين:
- ألم نلتق من قبل..؟!!
علت الدهشة وجهها.. واهتز كل كيانها..أمام سؤاله المباغت..!! فهى تعرف إجابة السؤال القاطعة.. أنهما لما يريا بعضيهما سوى مصادفة هذا اليوم ..!!-إلا أن وجهه بدا لها مألوفاً بعض الشيء – أخذت تفتش فى ذاكرتها عن صورته المختزنة بين ثنايا العقل..وحنايا القلب.. ذلك الوجه كثيراً ما رأته حينما كانت تجلس وحيدة فى هدأة الليل..تطالع النجوم وتسألها عن خبيئة الأقدار وفارسها المغوار الذى يختطفها على حصانه الأبيض ويهيم معها فى الأسحار..كانت طالما تبكى الليالي وهى تناجيه بلهفة قلبها وشوقها إليه..!! لم تكن تدرى عنه شىء.. أو تراه يوما..؟! إلا أن يمن الله عليها بنفحاته وتراه يأتيها فى الأحلام ..يهمس إليها بأحلى كلام..ويناديها..فتستيقظ من نومها..وصوته يملأ أذنيها..فلا تجد سوى الفراغ والظلمة والوحدة رفيقاً لها..!!
- نعم لقد التقينا من قبل ..!!
هكذا حدثت نفسها لكنها لم تجرؤ على البوح بما يدور فى خلدها ..ونظرت إليه فى صمت..وطيفها يهيم منها ليعانق طيفه..يرقصان طرباً لإلتأم الشمل ..وعودة الروح إلى الأجساد ..من بعد البعاد..هكذا التقيا..بعد كل ما مضى من أزمان..يعانيان فيها الغربة والحرمان..؟!هكذا عرف كل منهما الآخر بالقلب ..ليسا فى حاجة إلى الكلام..فلقد خلقا سوياً كياناً واحداً..وفصمتهما الأقدار..إلى أن يحين موعد اللقاء..وها قد آن ..!! ليلتقيا بالعفاف والطهر..ولينعما سوياً بالحب..!!
..ظل ينتظر منها جوابا..وهو على ثقة انه لن يسمعه؟!..لكنه أحس به يتسرب إليه من خلال بؤبؤ عينيها..ويتسلل عبر فؤاده..وينمو سريعاً فى كل كيانه..يقيناً يملأ وجدانه..فبسط راحتيه باشاً إليها ..فتحركت يديها فرحة تهش إليه..
..لكنها أجفلت فزعة..وكأنها استيقظت فجأة من حلم جميل..ونظرت إليه من جديد..وهمت أن تعدو مبتعدة لتهرب من عينيه..
وقف صامتاً ..عاجزاً..حائراً..برهة..فوجد قلبه ينتفض داخل صدره ..يرنو إليها بكل اللوعة والشوق..وأحس بأن قدره يناديه..واسمها يتردد مجلجلاً يهز كيانه..ووجد صوتاً يهتف به من أعماق قلبه مناديا:
- أميــــــرة..!!!!
بُهتت من هول المفاجأة..وتوقفت للحظات مترددة..ثم كرت إليه عائدة ..متأكدة..ان الأقدار هي التي جمعت بينهما عامدة..وتشابكت أيديهما ومضيا سوياً نحو قرص الشمس الذهبى..يعانقان الفرح الوليد..ويبدأن حياتهما سوياً من جديد..!!

أشرف محمد كمال 16-01-2007 10:35 PM

أميـــرة الأحــلام

أشرف محمد كمال 26-01-2007 10:58 AM

الوجـوه الخــاوية (8)..الصعــود إلى الهــاوية
 
(8)
الصعــود إلى الهــاوية

أخذت تتأمل ملامح وجهها المنهك فى المرآة ..وتتحسس بأناملها تلك التجاعيد التى خطتها فرشاة الزمن أسفل عينيها.. وعلى وجنتيها.. و رقبتها..وهالها تلك الدوائر القاتمة ..حول عينيها المنطفئتين..وملامحها المبهمة الذابلة.. فانتفضت فى هلع تتحسس جسدها الممتلئ بنتوءات مترهلة.. وكأنها تشاهد نفسها لأول مرة أو تتطلع لواحدة أخرى أمامها..؟!
هى التى كانت ذات يوم .. جميلة الجميلات..وساحرة القلوب ..وخالبة الألباب..تحيط بها الأضواء والأقلام.. فى كل مكان تحط عليه ..وهى توزع ابتساماتها كالأميرات.. وتملأ صورها كل الجرائد والمجلات.. وتتحدث عنها.. كنجمة الإغراء الأولى فى مصر خاصة.. والوطن العربى كافة..!!مطلقة عليها لقب (مارلين مونرو الشرق).
وكانت تسعد بنظرات الأعجاب تلك.. التى تلتهمها إلتهاما..وتشعر بالثقة والخيلاء..فالكل يتسابقون من أجل ارضائها ..ويتهافتون من أجل امضائها.. أو تقبيل يديها .. والركوع امام قدميها كأحدى الملكات..؟!
نظرت مرة ثانية بحسرة وأسى إلى المرآة.. فأين ذاك الخصر النحيل والقد المياس والصدر النافر فى كبرياء.. والوجه الملائكى الخلاب..أين ذهب ذاك الماضى الجميل بكل أفراحة.. وتركها وحيدة تجتر أحزانها.. وذكرى تلك الأيام...هذه هى المرة الأولى منذ زمن لا تدريه التى تجالس فيه نفسها المنعكسة صورتها أمامها..وكأنها المرة الأولى التى ترى فيها ذاتها..!!
أخذت تتذكر بمزيج من الألم والندم.. كم عرفت من الرجال..وأمضت معهم لحظات من السعادة والفرح الآثمة.. وسقطت فى بحر الخطيئة الموحل ..- من أخمص قدميها حتى منبت شعرها- و كم عاشت من أزمنة رديئة..!!
أخذت تحاول تذكر عشرات الوجوه التى مرت بحياتها ..لكنها لم تستطع تحديد ملامحها..!!- ربما ضعفت ذاكرتها أيضاً - ومر شريط الذاكرة من أمامها رمادياً باهتاً..كما لو أنه فيلم ٌمحترق ٌ..أثر تعرضه للضوء .
الكل تركها الآن..؟! بعد أن استنشق رحيقها ..وامتص شبابها - حتى الثمالة- وبعد أن خبت جذوة جاذبيتها ..وانطفأ جمالها..وأصبحت الآن كماً مهملاً ..وعالة على الحياة.
...حاولت الإفلات من وجع الذاكرة فى داخلها المتيبس..والتخلص من ثقل الماضى.. وأشاحت بوجهها عن المرآة فى سرعة..كمحاولة للتأقلم مع واقعها الجديد..وحياة الوحدة والغربة والصمت.. بعدما كانت ملئ بالصخب والمتعة والأضواء.
...إلا أنها أكتشفت أنها تعيش فى ماضٍ.. بلا حاضر ..بلا نبوءات للمستقبل..يلفها صقيع الوحدة.. كشجرة سنديان عجوز يابسة..فى خريف العمر..تنتظر السقوط.
... انزوت داخل ذاتها واعتزلت العالم من حولها..فهى لم تعد تستطيع أن تواجههم بهذا الوجه الشائه وتلك النفس الخربة..كما أنها أصبحت تشمئز من ذاك الجسد الذى استشرى فيه العفن.
أخذت تتحرك فى داخلها مجهولات شتى.. وأحاسيس متضاربة..وقررت أن تستجيب للنداء الذى ألح عليها منذ فترة.. ولم يكن لديها الشجاعة لتلبيته..أرادت أن تحرق سنوات الإنتظار بداخلها.. وأن تنهى معاناتها بيديها.. فهناك أشياء كثيرة انتظرت حدوثها.. لكنها اندثرت تحت زمن عقيم.
...عندما كان الظلام المطبق على أنفاس المدينة يتلاشى .. والقمر مكتمل النور كالبدر.. شقشقت عصافير الفجر.. فأنستها وهدهدت أشباح خوفها فى تلك اللحظات الدقيقة المفعمة بالشجن.. ملأت رئتيها.. بنسيم حياة مختلف النكهة.. واستجمعت شجاعتها ..وتسلقت سور شرفتها..وتذوقت روحها طعم الحرية..لأول مرة ..وحلقت عالياً فى فضاءات الكون.. بينما سقط الجسد إلى الهاوية.

أشرف محمد كمال 11-02-2007 06:20 PM

الوجـوه الخــاوية (9)..اليـــــوم الأخيــــــر
 
اليـــــوم الأخيــــــر

...كان يوماً غريباً بكل المقاييس..؟! أنه أحد أيام الربيع المطيرة..حينما كانت دموع السماء تغسل وجه الأرض المغبر..والرزاز المنعش يحمل أخر نسمات الشتاء..وأولى بشائر الربيع..ويندى وجنات الزهور..فتزداد بهاءً وإشراقاً ..ويمتلأ الجو صفاءً.
لكن كانت هنالك مسحة حزن عبر الأفق..وغيامة كآبة تحجب الشمس تنذر بأن هناك حدث جلل ما يزال فى جعبة الغيب..ينتظر الساعة..والساعة آتية ولا ريب..؟!
...كانا فى ذلك اليوم سوياً..يقضيان إجازة( شم النسيم )على شاطئ البحر ضمن وفد الرحلة..التى قام زملاؤهم الطلبة بتنظيمها لتكون آخر الرحلات قبل بدء موسم الامتحانات – بل قد تكون هى الأخيرة بالفعل..!! – قبل أن تتفرق بهم السبل بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية..حيث كانوا فى السنة النهائية.
... كان يسود (الأتوبيس) الذى يقلهم جو من المرح والصخب طوال مسار الرحلة..وتلوث الجو بأصوات غنائهم النشاز..ومحاولات البعض الغناء الفردى..لكنه يلاقى من الضرب والسباب ما يجعله يقلع حتى عن مجرد الكلام..!!
أما عاشقينا..فكانا يجلسان متجاورين..لا يعنيهما من الأمر شئ..سوى أن يكونا سويا معاً ..وحدهما فى الكون..كان لهما عالماهما الخاص..وأحلامهما الأثيرة ..فتحلق بهما أجنحة السعادة..فلا تكاد تلمس خطواتهما أرض الواقع الجافة..!! ولم تكن قصة حبهما خافية على أحد بل كانت تحيطهما النظرات الممتنة دائماً – والحاقدة أحياناً..!!- لهذين القلبين الشابين المتحابين فى براءة وطهر..ويتطلعان بكل الأمل واللهفة والشوق أن يجمع بينهما الغد..-الذى لا يعلمه أحد..؟!-َ
...وصل الركب أخيراً إلى نهاية المطاف – أعنى محطة الوصول - وتساءلت الحناجر عن كيفية قضاء اليوم والخطط الموضوعة لتمضية الوقت..؟! وصرخت البطون الجائعة - تلبى نداء الطبيعة – تفتش عن الطعام..؟!
وتسابقت الأيدي الشابة للعب (الركت)..والأرجل الفتية للعب الكرة..والأجساد شبه العارية للقفز فى مياه البحر..والعيون الكسالى للنوم تحت أشعة الشمس..وذهب الأطفال يبنون قلاعاً من الرمل..ويصنعون حروباً من الوهم..!!
...أما القلبين المتحابين..فسارا متعانقى الأيدي ..متوثبى الخطوات..كراقصى باليه..تلذعهما الرمال الساخنة..نحو قرص الشمس الذهبى..وجلسا وحيدين على الرمال ..بعيداً عن كل الأنام..على شاطئ جزيرة الأحلام.. ينظران إلى البحر بكل الآمال.. ضم رأسها إلى صدره ..فنامت هادئة كالطفلة بين يديه..أراد أن يحتويها داخله .ليحفظها من كل العيون..أراد أن يحميها من عدو لا يراه..ومن غيب لا يعلمه.. فلحظات السعادة دوماً قصيرة..ولا تدوم طويلاً..و هناك فى القلب انقباضة خوفٍ دون سبب ما..!! وإنذار بخطر يحس به محدقاً بهما..؟!
...تساقطت الأمطار بلا سابق إنذار..ربما كانا ينظرون فى بادئ الأمر باستخفاف إلى تلك السحب الرمادية الداكنة ..التى كانت تتجمع كقطعان من الأفيال الضخمة..ولم يحسبوا حسابها ويأخذون حذرهم ويعدون لها العدة..!!
وفجأة صبت السماء عليهم جم غضبها ..وثورتها..و وضعت نهاية سريعة لتلك الرحلة القصيرة..ومزقت الشمل ..!!
..فهرع الجمع يحتمي من الأمطار..كل يبحث عن ساتر ..أما هما فجريا يختبئان..خلف حطام مركب قديم..وآخذا يضحكان كالأطفال..إلى أن تساقطت الدموع من عينيهما – أو لعلها كانت قطرات المطر – ثم كان أن صمتا..والصمت طال..واقترب منها..وأمسك بأناملها..وقبلها بين أعينها..ونظرا لأنهار الأمطار وهى تتجمع جديولات ..تجرى بين الرمال..وتصب فى البحر..وشاهدا تلك الزهرة التى تسبح فوق صفحة المياة..وهاله تلك الدموع التى تترقرق فوق صفحة عينيها ..وهى تنظر إليه ملياٌ..وإلى السماء التى امتلأت بالغيوم..فتساءل فى عجب .. لمه..؟!فأجابت بأن كفكفت دموعها بيديها ونفت بهزة من رأسها .. لا شيء..!!وتملصت أيديها من بين يديه..وأخذت تعدو بعيداً عنه..تجاه البحر..وهو حائرٌ لا يدرى ما حقيقة الأمر..؟!!
وظل ينتظرها أن تعود..لكنها أبداً لم تعد إليه..وغربت الشمس..وكان ذلك اليوم هو الأخير..!!

¦ღ.. مياسه..ღ¦ 07-03-2007 08:17 AM





0
0

اليـــــوم الأخيــــــر

تُرفَع للمُشَارَكاتِ الذَهَبِية ... وَلِي عَودَة لَها .؟!

ROPY 08-01-2008 02:04 PM

يــــــــــــعطيكــــــــــــ العـــــــــــــافيه ع هالطـــــــــــرح،،،،،



/
\



/
\


روووبـــــــــــي

الــمــهــاجــر 14-04-2008 09:27 AM

يعطيك
العافية
تحياتي
المهاجر

أشرف محمد كمال 03-11-2009 05:41 PM

أخوتى أهل الود اشتقت لكم
ولا ادرى إن كان لازال لى مكاناً بينكم ..؟
فقد غبت عنكم سنوات عدة
ولا اعلم إن كان بعضكم يذكرنى..!!
فأنا لازلت على الود باق ومانسيتكم

¦ღ.. مياسه..ღ¦ 08-11-2009 11:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف محمد كمال (المشاركة 3941614)
أخوتى أهل الود اشتقت لكم
ولا ادرى إن كان لازال لى مكاناً بينكم ..؟
فقد غبت عنكم سنوات عدة
ولا اعلم إن كان بعضكم يذكرنى..!!
فأنا لازلت على الود باق ومانسيتكم







حضُور يَرسم البَسمة عَلى شِفآه الحَنينْ (:





ومن لآ يذكرك ...؟؟؟




وقد أختزلنا أَجمل أحرفك فِي الذَكرة ..










طوبَى لحرف مُرهَف .. يفتح شهيتي لِ القراءة كُل حِين ..



إِذهب بِنَا حَيثُ خَيالُك المُختلفْ




فَقد تَعبنَا ... الإِنتِظار




دُمت بِ القُرب دَائِماً


لِ تَزدَان .. الإِبداعَاتُ بِك




تَحيتي

اسلوب حساس 11-03-2010 07:27 PM

يعطيك العافيه ..

لاخلى ولاعدم


الساعة الآن 10:56 AM.