منتديات الـــود - حسان الذي قال: ''لم تُخلَق النّار إلاّ لي''!

ثلاثة من الشباب قرّروا فيما بينهم ان يجتمعوا قبيل الفجر كل يوم ليصلوا في المسجد، وفي ليلة من الليالي مرّت بجانبهم سيارة تكاد تنفجر من قورة صوت الموسيقى والالحان، قالوا فيما بينهم ما رأيكم نسعى في هداية هذا الشاب عسى الله ان يكتب هدايته على ايدينا واخذوا يلحّون على الله بالدّعاء ان يهدي هذا الشاب، انطلقوا خلفه وبدأوا يشيرون إليه بالأنوار فتوقف متحدياً ونزل من السيارة، طويل القامة، عريض المنكبين، مفتول العضلات...
فقال لهم: نعم، ماذا تريدون؟ فابتسموا في وجهه وقالوا: السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما تعلم أنت في أي ساعة الآن، الساعة التي قبيل الفجر، ساعة السحر، ساعة استجابة لا يُرد فيها الدّعاء... أما عندك حاجة تطلبها من الله تعالى؟
قال: لا تعرفون من انا؟... أظنكم لا تعرفون من أنا. قالوا: من أنت؟! قال: أنا حسان الذي لم تُخلَق النّار إلاّ لي. قالوا اتق الله... باب التوبة واسع والرّحمن يقبل... وبدأوا يذكرونه بواسع رحمة الله الذي يقول: "وإني غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى"... بابه مفتوح بالليل والنهار... الله الذي يقبل توبة التائبين... الله الذي يغفر ذنوب المذنبين. أرتمِ ببابه واسأله الرحمة...
فأخذ حسان يبكي، قال: أنا الآن سكران أنا الآن على معصية، فأخذوه إلى أقرب دار لهم فاغتسل وتطيب ولبس أحسن الثياب ثم انطلق معهم ليشهد أول صلاة منذ سنوات مضت، يقول لهم: سنواتٌ لم اعرف لله أمراً ولا نهياً... سنواتٌ لم أركع لله ركعة واحدة... ودخل المسجد حسان فلقد كان على موعد مع الهداية فانطلق الإمام يقرأ بصوت حنون يردد أرجى آية في كتاب الله تعالى حتى يكون وقعها على حسان "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً" فإذا بصوت بكاء يرتفع في المسجد يملئ أركان المسجد نحيباً وشهيقاً والامام يقرأ وحسان يزيزد في البكاء... لما انتهى الامام من صلاته التفت حوله المصّلين يهنئونه بالنوبة والعودة إلى الله.
يبدأ حسّان يحكي مأساته: فعلت كذا وفعلت كذا لي أبٌ وأمٌ كبارٌ في السّن لم أرهما منذ شهور طويلة أريد أن أرى أبي إنه يصلي في المسجد الفلاني ويمكث في المسجد حتى شروق الشمس، انطلقوا به فلما وصلوا فإذا بشيخ كبير قد خرج من المسجد، قال: هذا أبي، جاؤوه وسلموا عليه قالوا: معنا حسان فما أن سمع الاب اسم حسان حتى قال: حسّان... الله يشوي وجهك في النار يا حسان عذبك الله كما عذبتني يا حسّان.
فأخذ حسّان يبكي وارتمى على الارض قالو لأبيه: إن حسّان جاءك تائباً منيباً راجعاً الى الله قال الأب: حسّان يتوب! قالوا: نعم وقد صلى الفجر في جماعة وغير الحياة وبدّل... أخذ الأب يبكي واحتضن ابنه وأخذ يبكي فرحاً بتوبة حسان وعودته الى ربه والتف الثلاثة من حولهم يبكون فرحاً بتوبة حسّان واصبح منظرهم في الشارع مؤثراً ثم انطلقوا الى امه واخبروها واخذت تبكي بكاء شديداً فرحاً بتوبة حسّان.
يقول الله عز وجّل في الحديث القدسيّ: إني والإنس والجن، أخلق ويعبد غيري، أرزق ويشكر سواي، خيري الى العباد نازل وشرهم إليّ صاعد، أتودد إليهم بمحبتي ويتبقضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إليّ، أهل ذكري أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فليذكرني، وأهل طاعتي أهل محبتي، وأهل معصيتي لا أقنطهم أبداً من رحمتي، إن هم تابوا فأنا حبيبهم وإن أبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب.. الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد والسيئة عندي بمثلها وأعف، من أتاني تائباً تلقيته من بعيد ومن أعرض ناديته من قريب أين تذهب عني الكرب سواي؟ ي
يا أمان الخائفين ويا رجاء السائلين.. سبحانك ما أحلمك على من عصاك وما أقربك ممن دعاك وما أعطفك على من سألك وما أرأفك بمن أمّلك، من الذي سألك فحرمته، ومن الذي فرّ إلىيك فطردته أو لجأ إليك فأبعدته، أنت ملاذنا فلا نعول إلا عليك ولا نفر منك إلاّ إليك.. اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

للأمانة منقووووول

(( ,,, الباشا تلميذ ,,, ))