منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   المنتدى الثقافي (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   ۩۞۩ ◄ مختارات من صيد الفوائد ► ۩۞۩ (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=305339)

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:18 AM



أنت لم تفهم بعد [ فلسفة كاتب ]
عند استيقاظك في الصباح لابد أن تفهم أن لك دورا في هذا اليوم قد أخذت كفايتك من النوم والغذاء , ولابد أن تتجه نحو العقل ليبدأ عمله ونحو الجسد لينفذ هذه الأفكار وأما كمال الذات فهو أمر شبه مستحيل لكن السعي نحو الكمال مفروض علينا وذلك بالتضحية لجمع أكبر قدر من الأخلاق فهنا نستطيع القول أننا نضحي بالذات لأجل تحقيق كمال الذات وهذا لا يعني أن نسلّم ذواتنا للهلاك بل التضحية هي سبيل التوسع ..ولهذا كنا نقول لمن يسأل عن الراحة ويطلبها في الحياة أن لا يرتاح ويبذل ما بوسعه والمعنى أن الراحة تأتي بعد التعب وإنجاز الأعمال بجدية وصدق , ومن أراد أن يتقدم بدون أن يرجع إلى الوراء فعليه أن ينظر فيما ينفعه وينفع الناس من حوله , فإن أصابته أنانية كان كالمقيّد والسجين فسجن الأنانية من أكبر السجون التي تعيق الروح في طريق السمو .

والباحث عن الأخلاق خاصة في هذا الزمان كمن كان على قارب في وسط البحر فجدّف بكلتا يديه حتى إذا ما اقترب من الشاطئ أخذته الأمواج بعيدا وما هذه إلا ظروف الحياة التي إن أراد أحدنا أن يسعى نحو الأخلاق أخذته وساوس البشر والشياطين فتارة يقولون أتفعل كذا والناس يفعلون وتصنع كذا والناس يصنعون فإذا به ينسى ما كان يسعى لأجله .

كل هذه الكلمات لأجل ان أشرح لكم معنى قول الشاعر : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... إلى آخر كلامه فهذه الأمم تنشأ وتعظم بأخلاق ساكنيها ومؤسسيها فإن ساد الظلم والفساد هلكت الأرض قبل أن يهلك ساكنها ,وهذه الأخلاق هي أساس فلو ضاعت الأخلاق من البيوت على سبيل المثال فسد أصحاب البيت ثم فسد شملهم وتفرّقوا ثم أضحكوا الناس عليهم , وإن فقدت قرية أخلاقها صارت سخرية لباقي القرى من حولها كما كانت العرب تسخر من بعض القرى عندما رأت أن ضيفها يخرج جائعا منها [ كانت بخيلة ] .
ثم أعود لأذكر لكم أننا كبشر لابد أن نفهم أدوارنا في الحياة فليست الغاية النوم أو الاسترخاء والاستجمام , وعندما يصيبك اليأس من عملك لابد أن تفكّر بانتهاء هذه الدار وأنك خلقت لعبادة الملك الجبار وأن لك دورا في الحياة كإدخال السعادة إلى قلوب الناس ونصرة المظلوم واستعفاف الفقير ببذل المال والغذاء وإعانة المريض .. إلى غيرها من الأدوار حتى يتوفّاك الله فتكون منجزا لما فرض عليك .. أما أن تطلب الثراء والاسترخاء وتنام وتركن إلى الظالمين وتزيد من عزمهم بإطعامك لهم فهذا ما يسمى ( فهم الحياة بالطريقة الخاطئة ) ..
أرجوا أن تعيدوا حساباتكم وأن تفهموا المقصود ..

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:20 AM



سوف تنطلي الحيلة، فنحن أغبياء بالخِلْقَة
حسن روحاني، شيعي، خميني، متشدد إلى أقصى درجات التشدد، عسكري مجرم، أمني حقير، لكن قدموه على أساس أنه إصلاحي، معارض لسياسة نجاد، يريد تغيير السياسة الإيرانية المعادية للعرب، ويريد فسح المجال أمام السلام، وأمام التقارب مع دول الجوار، ومنذ أول لحظة بعد فوزه، وقادتنا قدس الله سرهم، وسر من يحركهم مع إعلامهم العبقري يقومون بتقديم التهاني، وبث البشرى باقتراب انتهاء العداوة مع إيران، والتبشير بالنهاية السعيدة التي سوف نحصل عليها مع انتخاب الأفعى السامة، والكارثة الطامة حسن روحاني.

من هو روحاني؟ وحين تعرف عزيزي القارئ تاريخ روحاني، فسوف تكتشف أنه ابن النظام الخميني الحميم، وأنه أكثر تشددا من نجاد، وأكثر خبرة، ودهاء، وإليك نبذة من تاريخيه، وليس كله:
- خريج الحوزة الدينية في قم.
- أول من نادى بإمامة الخميني أيام الشاه، وهرب على إثرها؛ ليلتحق بالخميني في فرنسا.
- رجع إلى إيران مع الخميني على الطائرة نفسها.
- شارك في مجلس إعادة تشكيل الجيش الإيراني بعد الثورة، ممثلا للخميني.
- عضو مجلس الشورى الإسلامي من 1980، إلى عام ألفين.
- رئيس لجنة الرقابة على الإعلام.
- رئيس لجنة السياسة والدفاع والأمن في مجمع تشخيص مصلحة النظام، التابع للمرشد الأعلى للنظام الخميني لمدة ستة عشر عاما.
- قائد قوة الدفاع الجوي أيام الحرب العراقية الإيرانية.
- مستشار رئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران لشؤون الأمن لمدة ثلاثة عشر عاما.
- مسؤول الملف النووي في المفاوضات مع الاتحاد الأوربي وأمريكا.

هذه نبذة فقط عن تاريخ هذه الأفعى السامة، ثم يقال أنه إصلاحي، وأنه يريد السلام، وتصور عزيزي المغفل العربي أن الرجل المسؤول الأمني المباشر عن كل جرائم النظام الخميني منذ تولي الخميني السلطة، إلى يومنا هذا، بكل بشاعتها، يروج لنا على أنه إصلاحي، وتصور أن الرجل الذي كان أحد أعمدة بناء الجيش الثوري الخميني، ذلك الجيش الذي لم يترك نوعا من أنواع القتل، أو الإرهاب إلا واستخدمه، منذ قتل الأسرى مقيدي الأيدي أيام الحرب العراقية الإيرانية، وحتى لحظة تدمير القصير تصور أنه يروج لنا على أنه حمامة السلام، وفراشة المؤاخاة بين المسلمين والفرس، فهل هناك استغفال أكثر من هذا؟
بعد انكشاف الوجه الشيعي الفارسي الإرهابي القبيح، وبعد أن ثبت للجميع أن الإيرانيين وأتباعهم هم مغول هذا العصر، وبعد أن ثبت بما لا يقبل الشك أنهم يشتركون مع الأمريكان والإسرائليين في مخطط واحد للقضاء على الإسلام، ابتداء بالعرب بيضة الإسلام والمسلمين، تلك الشراكة التي بانت في تسليم العراق لإيران، وبتواطؤ حزب اللات مع النصيريين للقضاء على المقاومة وتحت اسم المقاومة المزيفة، بعد انكشاف كل تلك الخبايا صار لزاما أن يتم التغيير الشكلي داخل المنظومة الإيرانية، وربما في المنظومة النصيرية، حتى نعود إلى المربع الأول، وتعود وسائل الإعلام الصهيونية تحت مسميات عربية بتضليلنا، وتمرير المخطط علينا، كما فعلوا لعقود من الزمن.
هل سينجحون؟ نعم سوف ينجحون! والأسباب معروفة لك عزيزي المغفل العربي:
أولها عقلك العاطل عن العمل منذ زمن، وعدم رغبتك في إعماله،
وثانيها وجود علماء البترول والمصالح الشخصية، مثل ضارينا، وسعدينا، وسامرائينا،
وثالثها عدم وجود قيادات واعية قوية، تلتف حولها الجماهير،
ورابعها وجود قاعدتنا الذين يقتلون من أبنائنا أكثر مما يقتلون من عدونا، والأسباب كثيرة، وكلها تعود إلى أصل واحد، هو الغفلة والضياع الذي أنت فيه،
وأقول لك ختاما عزيزي المغفل العربي: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم، وكما تكونوا يولّى عليكم، وأنت تعلم البقية.

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:21 AM


ولطالما.. روّى الهوى شفتيَّ من شفتيها..!
حدَّث سهم بن كنانة قال :
ثارت عليَّ أشجاني، وعناني منها ما عناني، فقررت الخروج من الديارْ، وزيارة الرسوم والآثارْ، فلما أشرفتُ على طللْ، تولى عني المللْ، وطفقتُ أتفكرُ في مصائر الأممْ، وكيف جرى بهلاكها القلمْ، كم من مصرٍّ على ذنبه، مات ولم يتبْ إلى ربه، وكم من دولةٍ انهارتْ، وامبراطورية توراتْ، وكم من شديدٍ كَلْ، ومن عزيزٍ ذلْ، ومن مستبدٍّ هوى، ومن عاشقٍ برّح به النوى، وكم من ناظمٍ قصائدَ الغزلْ، في بدرٍ غاب أو نجمٍ أفلْ.

قال سهم بن كنانة: وبينا أنا سارحٌ بأفكاري، مستشرفاً ما سيرى الناس من آثاري، إذ أقبل عليَّ رجلٌ مهيبُ الخلقة، ذو ملامحَ طلْقة، كأنه شيخٌ في حلْقة، فوقف إلى جانبي وأخذ يحدّق ببصره، فدفعني الفضول إلى استقصاء خبره، وقد هالني ما هو عليه من حسن السمْتْ، وطول الصمتْ، لا ترى فيه من عوجٍ ولا أمْتْ. ولم يطل انتظاري، إذ أخرج من جيبه لفافة تبغ، فدهسها بقدميه وهو يقول: ذلك ما كنا نبغ! فسألته عن القصة، فقال: بل هي الغصة، ولكنها مليئة بالعبرْ، والعقبى والله لمن صبرْ. قلت: قد أسلمتك قيادي، وأصغى إليك فؤادي، والسعيد من تدارك الغفلة، واتعظ بمن قبله.

قال سهم بن كنانة: وتنهد الرجل تنهد الثكلى، وقال: هذه الدنيا من دون التدخين أحلى، لو تعلم كيف امتُحنتُ به في شبابي، فأتلف مالي وثيابي، بل مزق عقلي وإهابي، حتى عافني أهلي وأصحابي .قلت: كيف أفسدتْ بالك، سيجارةٌ لا أبا لك؟ قال: ابتُليتُ بقومٍ ذوي جهلْ، قاطعين للرحم والأهلْ، لا يعرفون للدين حدودا، ولا للمودة عهودا، يقضون اليوم في اللهو، ويحيون الليل باللغو، ويتعاطون أثناء ذلك مئات «السجائرْ»، ويقدمونها لكل زائرْ، حتى إذا بقيَ ثُلُثُ الليل الآخرْ، وورمت الشفاهُ والمناخر، نادوا بـ «الشيَشِ» والمباخرْ، وهم بين ضاحكٍ وساخرْ، وأمسوا يعبّون دخانَها، وينفثون أنتانَها، ولو أنك اطلعتَ عليهم في ذلك المكانْ، الذي أثَّرتْ فيه سُحُبُ الدخانْ، وشممتَ تلك الرائحة، وأبصرت تلك الوجوهَ الكالحة، لرأيتَ منظراً تَحاُر فيه العينْ، ويطربُ له غرابُ البينْ .قلت: كيف استوحلتَ في هذا الوحلْ، واستعضتَ عن الشهدِ بإبَرِ النحلْ؟

قال: الرفقة يابن أخي..الرفقة. لقد كنت أعجب من أهل السجائرْ، وأراهم عُميَ البصائرْ، حتى أغراني قوم بالسيجارة الأولى، فأصبحت بحبِّ الدخانِ مشغولا، وكنتُ كلما جادلتُهم في أمرِه، ساعياً إلى كشفِ سترِه، صاحوا بي: إنه سمْتُ العباقرة، ودأبُ الأباطرة، وبريدُ الإنجازْ، ودليلُ الإعجازْ، وكلما حدثتُهم عن أسقامِه، مؤكداً أسباب اتهامِه، هتفوا بي: بل هو سُّر الرشاقة، وسحرُ الأناقة، وإكسيرُ الرجولة، ووَقودُ الفحولة، وهكذا غدت السيجارة خير جليسْ، والفضل في ذلك لجنود إبليسْ.

قال سهم بن كنانة: وشعرت أن الرجلَ صالحُ النشأة، لكنه انغمس في تلك الحمأة، ورُبَّ صالحٍ زلَّتْ به القدمْ، ومذنبٍ بادر إلى التوبةِ والندمْ، فقلت له: ألم تحاول إنقاذ نفسِك، والتحرر من قيودِ حبسِك؟ قال: لو فعلتُ لأصبحتُ بين أصدقائي كالغريبْ، ونظروا إليَّ نظر المستريبْ، وربما سمَّوني «المطوّعَ» و»الأديبْ»، فعاد أمري إلى الذلة، وطواني كهفُ العزلة، لقد نالني من أذى القومْ، فصرت أدخن أربعين سيجارة في اليومْ، تنقص ولا تزيدْ، وتشتعلُ حتى تبيدْ، وكنت كلما نابني خطبْ، أو مسَّني كربْ، فزعتُ إلى السيجارة، ولثمتها بحرارة، ثم عصرت في صدري تبغها «العريقْ»، وأنا أنتفض انتفاض الغريقْ، فإذا فرغت من التمتع برحيقها، والتلذذ بحريقها، اطفأتها أو دهستها، ولسان حالي يردد قول ديك الجن :

روّيتُ من دمِها الثرى ولطالما.. روّى الهوى شفتيَّ من شفتيها!

تباً لي! كيف استمرأت ذلك العبثْ، واستسغت ذلك الخَبَثْ، لقد كنت أعجب من عبادة الأصنامْ، والانقياد للخزعبلاتِ والأوهامْ، حتى رأيت صاحبَ الدخانْ، يقدسُ لفافة أنتانْ، يالله وللنهى، وسبحان من له المنتهى، كيف يُهلك المرء نفسَه، ويحفر بيديه رَمْسَه، كيف يتهافت على البوارْ، تهافتَ الفراشِ على النارْ، كيف يدمي رئتيه، ويشوي شفتيه، ويلوث أسنانه، وينفّر أقرانه، فيصبح كنافخ الكيرْ، لا حامل المسك والعبيرْ؟ أما نظرت إلى إهابه، ومراتب سيارته وثيابه، أتت عليها الخروقْ، وانتشرت فيها الحروقْ، أما نظرت إلى حيائه كيف قلْ، ووقاره كيف اختلْ، وهو يرمي أعقاب السجائر أينما حلْ؟ لقد استبدت بي الغفلة، فكنت كمن فقد عقله، أنفق في التدخين حُرَّ مالي، وأمثل أسوأ قدوةٍ لعيالي، ووصل بي الإدمان إلى انتفاض يدَيْ، واصطكاك ساقَيْ، وضمور وجنتَيْ، وكان بعض الفضلاء يفرُّ مني، أو تؤذيه رائحتي فيصد عني، وشعرتُ أني في ضياعْ، وصرت كالبضاعة التي لا تباعْ، بل تحولت إلى حرف امتناعْ، وضعفت قدرتي على الجماعْ، وكدت أختفي من نحولْ، ولم يبق مني إلا طلولْ .
قال سهم بن كنانة: فلما بلغ صاحبي هذا الحد، لم أتمالك نفسي فهتفت: آمنت إيماناً لا تخامره الظنون، وأيقنت كما أيقن العارفون، أن من يشرح للدخان صدرَه، فقد سلم للشيطان أمرَه، بل هو فسلٌ لا يساوي بعرة، ثم تنبهت إلى سوء عبارتي فاستدركت قائلاً: رحم الله والديكْ، لا يصدق هذا الوصف عليكْ .صاح الرجل :لله أبوكْ، بل الصوابُ ما نطق به فوكْ، لكن الله سلمني من هذه الورطة، التي لا تنقذ منها دولة ولا شرطة، وعدت إلى الحياة بعد احتمال الهلكة، كما عادت إلى ماء البحر السمكة. قلت: كيف؟ قال: حاولت ترك الدخان فما استطعتْ، واجتهدت في تقليل تعاطيه فأخفقتْ، فنمت ليلة فرأيت شيخاً سيء الريحْ، ذا منظرٍ قبيحْ، لحيتُه كثة، وملابسُه رثة، لا يبدو عليه الوقارْ، وله أنيابٌ وأظفارْ، فكأنه من أهل النارْ، وإذا به يباغتني كالإعصارْ، ويمطرني بوابل من أحجارْ، فحاولت الفرارْ، لكنه تبعني بإصرارْ، ورشق أولادي الصغارْ، وبدا لي أنه غولٌ يريد قتلي، والتهامَ أبنائي وأهلي، وكنت ضعيفاً أمام بأسه، كعصفور يترنح في حبسه، واستيقظت من النوم فزعاً وأنا أغمغم :هو التدخين لا غيرْ، ومتى ظفر المدخنُ بخيرْ؟
قلت: وماذا بعد؟ قال: عدت إلى النوم، فرأيت أني في يوم عيدْ، والاحتفالات تملأ الحضر والبيدْ، وكنت لابساً ثوباً جديدا، ومعتمراً شماغاً فريدا، ولما حمدت الله على اللباسْ، وهممت بالخروج إلى الناسْ، شعرت أن في جيبي ورقة، كأنها لصِغَرِها علقة، ففتحتها فإذا مسطورٌ فيها هذه الأبيات :

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:23 AM

تاااااااااابع
 


هيَ يا صاحبي ضياعُ الأمانِ --- واستعارُ الجوى وموتُ الأماني
واصفرارُ الذبول يغشى المحيّا --- واختلاطُ الأشباهِ والألوانِ
تقتلُ الطيبَ: طيبَ علمٍ وفضلٍ --- ثم طيبَ الشذى ورَوْحَ الجِنانِ
هيَ يا صاحبي المصائبُ تترى --- من بلاءٍ ولوعةٍ وافتتانِ
ثم تبقى مكبلاً وحسيراً --- وأسيراً لحزمة من دخان
لا تجيدُ الحديثَ إلا سعالاً --- يتهادى على رفاتِ البيان
يا صديقي فلتسمعِ اليوم نصحي --- أو ستردى في هوّةِ الإدمان
ارمِها تائباً وأطفِ لظاها --- وأبدْها لفائفَ الشيطان
استعنْ بالدعاءِ ما ضلَّ ساعٍ --- مخبتٌ في عبادةِ الرحمن
أنت بالله أمةٌ من عطاءٍ --- أنت بالله واحةٌ من أمان
انتفضْ يا أخي بعزمة حرٍّ --- هيَ أو أنت في غمارِ الطعان

قلت: وماذا حدث بعد ذلك؟ قال: تركت هذا البلاء، بلا تدرج ولا دواء، واشتغلت بالصلاة والذكر، ورياضة البدن والفكر، وصاحبت ثلة من ذوي الألباب، والكرم اللباب، والدعاء المستجاب، فنالني منهم عبير الورد، وأريج الند، واكتشفت كذب «العراقة»، وزيف الدعاوى البراقة، وعادت إليّ «الطاقة»، وعوفيت من الحماقة، وكنت «مُعسِرَ بن مسحوقْ»، فأصبحت «مُوسِرَ بن مرزوقْ»، وعزمت على مناصحة المبتلى بهذه السموم، فإن ارعوى وإلا هجرته هجر المجذوم.

قال سهم بن كنانة: هلا أخبرتني من تكونْ، فإنني بك اليوم مفتونْ، قال: أنسيت من صحبك صغيرا، وحفظ ودك كبيرا؟ قلت: العزاز أبو نصرْ؟ فصاح: نعم والذي فلق العصر، فاستلمت عمامته، وطفقت أقبل هامته، ثم شكرت فضل ربي، وأنا أردد قول المتنبي:

على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ .. وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ..
وتعظُمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها .. وتصغُرُ في عينِ العظيمِ العظائمُ.

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:26 AM


بين ديدن القلب و العقل موجة طمأنينة
في هدوء قلب ينبض نبضات التقى على وتر الخوف من الله...بداخل فكر عقل فيه وجدان باطن يفكر في الأحسن و الأجمل و الأنفع و الأدوم، لست أرى في وجدان العقل ما يدعو للسؤال إن كان للعقل وجدان؟..نعم له وجدان يطرب له القلب ،بين ديدن أني ابحث و أريد ودا لامتداد بصري فيما تخفيه حقيقة الوجود من صعب و سهل ، من خير و شر ، من حق و باطل ، من ألم و فرحة...بالمرة لم تكن منغصات بقدر ما كانت أثوابا نرتديها عن قناعة في أن الحياة هكذا ،هي امتداد لسيرورة كون واسع بمجرات لا متناهية..لم تكن مكرهة أو مؤلمة بالتصور الذي نرسم به طريقنا،لأن الطريق أصلا مرسوم،لكن التردد فينا و الخوف متأصل ،ربما لم نتدرب بعد أن طعم النجاح يأتي بذوق المرار،ثم لم ندرك بعد أن حياة العباقرة محزنة و مميزة،لأن العبقرية تفرز الحلول في كل مكان و تسهل الصعب في لمحة بصر،لكنها تجلب المتاعب و المطاردات حبا في امتلاك عبقرية الضمير قبل عبقرية العقل،لكني أرى في عبقرية العباقرة رسالة موحدة، أن ديدن العقل لا يرضى بغير ديدن القلب مرافقا...لماذا؟
لا لشيء سوى انسجام النبض و الفكر في أن يكونا على سياق التوحيد في فكر الوجودية بربانية الضمير أن لا شيء يسمو فوق الآخر.
....هو المنان،هو الرحمان،سيد الأكوان..هو الله
...هو الصادق،النعمة المهداة،السراج المنير..هو الرسول عليه الصلاة و السلام.
لا اله إلا الله .. محمد رسول الله .. خلاصة و زبدة ديدن القلب و العقل لتكون موجة طمأنينة على صدى مسامع البركة و الرضى و الخشوع .. لكن هل بلغ بنا الديدن أن نفهم حقيقة الوجود.
هل بسبابة الشهادة و التوحيد عددنا نعم الله علينا؟ هل ببصيرة الحقيقة استخلصنا اللغز من بواطن عقد الإنسانية على مر سنوات بل قرون الغموض ، تتساءلون أي غموض ؟.. أعني به غموض التيه و الضياع في ما نريد .و هل حققنا ما نطمح له؟ أم هو مجرد أحلام بقيعة على مشارب من كؤوس الظمأ الغير منتهي..ظمأ العقيدة و اليقين.
ما أحلاها من موجة طمأنينة لما يكون القرار بأيدينا..ما أحلاها من لذة عيش لما يكون اليقين من ينبوع في عهد الوفاء في أن الأمانة مصانة و الكرامة مستور و متستر عليها برداء العزة في أن لا شيء يضعف لغة الحق، و لا شيء يعلو فوق صوت الحق فقط سأترك لديدن القلب أن يشارك ديدن العقل و على موجة الطمأنينة أن الله حق يحب الحق.

ارفع بصرك عاليــــــا --- هل من صدى لعقم الروح
حول آذانك في كل مكان --- هل لروحانية القلب أذى في الجسد
اترك لديدن القلب متسع --- فلديدن العقل حق في المتسع
و على موجة الطمأنينة --- طفت كلمة الحق في سكينة

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:29 AM



50 مقولة ذهبية من " قال بعض السلف" (1)
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، وبعد:
هذه تحف مجموعة من كتاب أو محاضرة أو موسوعة؛ مما قيل فيها " قال بعض السلف"، عبارة عن درر وفوائد، حكم وفرائد، فيها العظة والعبر، يحتاج لها المسلم في جميع الأوقات، سيما في عصرنا الذي طغت عليه الماديات، وعمت فيه الفتن المدلهمات، وانتشرت الشبهات والشهوات، نسأل الله أن يجعلنا من أهل الزهد والورع والاستقامة والثبات.

قال بعض السلف:
1- إنما العلم مواهب يؤتيه الله من أحب من خلقه، وليس يناله أحد بالحسب، ولو كان لعلة الحسب لكان أولى الناس به أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم[1].
2- رأيت الشيطان فقال لي: قد كنت ألقى الناس فأعلمهم، فصرت ألقاهم فأتعلم منهم[2].
3- العلماء ثلاثة( عالمٌ بالله ليس عالماً بأمر الله، وعالمٌ بأمر الله ليس عالماً بالله، وعالمٌ بالله وبأمر الله )[3].
4- من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهل، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الآخرة والدنيا[4].
5- من لم يحتمل ذل التعليم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا[5].
6- من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى؛ لأن اليهود خالفوا على علم، والنصارى خالفت على ضلالة[6].
7- من عمل بما علم، أورثه الله علم ما لم يعلم[7].
8- كل عز لم يوطده علم فإلى ذل يؤول[8].
9- يكون في آخر الزمان علماء يُزهِّدون في الدنيا ولا يَزهَدون، ويرغّبون في الآخرة ولا يرغَبون، ينهون عن غشيان الولاة ولا ينتهون، يقربون الأغنياء ويبعدون الفقراء، وينقبضون عند الحقراء، وينبسطون عند الكبراء، أولئكم الجبارون أعداء الرحمن عز وجل[9].
10- من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا[10].
11- طلبنا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله[11].
12- من طلب العلم لوجه الله لم يزل مُعانا، ومن طلبه لغير الله لم يزل مُهانا[12].

13- الجاهل صغير وإن كان شيخا، والعالم كبير وإن كان حدثا[13].

14- رأس العلم خشية الله[14].
15- يفسد الدين نصف متعلم، ويفسد الأبدان نصف طبيب، ويفسد اللغة نصف نحوي[15].
16- لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر[16].
17- يبلغ من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقر الدرهم بظفره فيعلم وزنه ولا علم له بشيء من دينه[17].
18- من علم وعمل وعلَّم، فذلك يدعى عظيماً فى ملكوت السماء[18].

19- من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح19].
20- صنفان إذا صلحا صلح سائر الناس، واذا فسدا فسد سائر الناس، العلماء والأمراء[20].
21- الإيمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وثمرته العلم[21].

22- كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به[22].
23- يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب[23].
24- إن الله يعافي الجهال مالا يعافي للعلماء[24].
25- إنّ نعمة الله تعالى أكثر من أن تحصوها، وإنّ ذنوبكم أخفى من أن تعلموها، ولكن أصبِحوا توّابين وأمسوا توّابين يغفر لكم ما بين ذلك[25].

26- إذا نطقت فاذكر من يسمع، وإذا نظرت فاذكر من يرى، وإذا عزمت فاذكر من يعلم[26].

27- مَنْ تَخَايَلَ الثَّوَابَ خف عَلَيْهِ العمل[27].

28- من لم يعرف نعمة الله إلا في مطعمه ومشربه، فقد قل علمه، وحضر عذابه[28].

29- العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل[29].

30- من حقّ العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرّأي الفذّ ربّما زلّ، والعقل الفرد ربّما ضلّ[30].

31- ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعاً لربه، فإنه كلما ازداد علماً بربه ومعرفة به، ازداد منه خشية ومحبة وازداد له ذلا وانكساراً[31].

32- إذا عشت عيش السفهاء ومت موت الجهال، فماذا ينفعني ما جمعت من غرائب العلم؟[32]

33- الأحمق إن تكلّم فضحه حمقه، وإن سكت فضحه عيّه، وإن عمل أفسد، وإن ترك ضيّع، لا يغنيه علمه، ولا ينتفع بعلم غيره، ولا يستريح زاجره، تودّ أمّه أنّها ثكلته، وتتمنى امرأته أنّها فقدته، يأخذ جليسه منه الوحشة، ويتمنّى جاره منه الوحدة، إن كان أصغر أهل بيته عنّى من فوقه، وإن كان أكبرهم أفسد من دونه[33].

34- العلم لا ينفد ولا يبيد، ولا يندم حامله، ولا يعطب من تمسّك به، ولا يفتضح من استند إليه، ولا تسقط منفعته، ولا يخسر جامعه[34].

35- لا ترض قول أحدٍ حتى ترضى فعله، ولا ترض فعل أحدٍ حتّى ترضى قوله وعقله، ولا ترض عقل أحدٍ حتى ترضى حياءه[35].

36- أمورٌ أبداً تبعٌ لأمور، فالمروءة تبعٌ للعقل، والعقل تبعٌ للمودّة، والعمل تبعٌ للعلم، والجدّ تبعٌ للتوفيق[36].

37- العلم ما تمت فضيلته بالعمل به، على أن العالم وإن لم يعمل، حري أن تتوق نفسه إلى حال من الأحوال، إلى محاسن من علم وحفظ. والجاهل منقطع النسب منه، والعالم ينفع وإن لم يعمل، وليس ذلك للجاهل، والعالم كاسب على الجاهل والجاهل كاسب للعالم[37].

38- ما استكمل عقل امرئ حتى يكون فيه عشر خصال: الرشد منه مأمولا. والكبر منه مأمونا. نصيبه من الدنيا القوت. والذي أحب إليه من العز. والفقر أحب إليه من الغنى ويستقل كثير المعروف من نفسه. ويستكثر قليل المعروف من غيره. ولا يسأم من طلب العلم طول عمره. ولا يتبرم من طلب الحوائج قلبه. والعاشرة أن يرى الناس كلهم خيراً منه[38].

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:31 AM


39- من بركة العلم وشكره عزوه إلى قائله[39].
40- العلم: تعطيه كلك يعطيك بعضه، فكيف بالواحد منا وقد أعطى العلم بعضه[40].

41- احذروا القول على الله بلا علم فإنه قرين الشرك في كتاب الله تعالى[41].
42- ما قُرن شىء إلى شىء أحسن من علم إلى حلم[42].
43- من علمني حرفاً كان له عليَّ حقاً[43].
44- وكفى بالمرء علما أن يخشى الله[44].
45- نحن إلى قليل من الأدب، أحوج منا إلى كثير من العلم[45].

46- طلبنا العلم وليس لنا فيه كبير نية، ثم رزقنا الله النية بعد ذلك[46].
47- إن للعلم طغيانا كطغيان المال[47].
48- الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره[48].
49- من حرص على تتبع زلات العلماء اجتمع فيه الشر كله[49].

50- من ظن أنه سيحصل العلم كله في يوم وليلة فهو مجنون[50]
----------------------------------------------
[1]طبقات الحنابلة، وقد ورد عن الإمام أحمد.
[2]تلبيس إبليس لابن الجوزي.
[3]تفسير ابن كثير، تفسير ابن رجب.
[4]التبيان في آداب حملة القرآن.
[5]جامع بيان العلم وفضله.
[6]اقتضاء الصراط المستقيم، دون " لأن اليهود خالفوا ... ".
[7]حلية الأولياء.
[8] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور.
[9] المجالسة وجواهر العلم للدينوري.
[10] تحريم آلات الطرب للألباني، ونسبه زين الدين الحنبلي في شرح علل الترمذي إلى إبراهيم بن أبي عبلة.
[11] الباعث الحثيث وسير أعلام النبلاء، ونسبها أبو إسحاق الحويني في شرح صحيح البخاري لابن جريج، وابن الجوزي نسبها ليزيد بن هارون في تلبيس إبليس.
[12] المدخل لابن الحاج.
[13]نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، وجامع بيان العلم وفضله، ونسبه الخطيب البغدادي إلى عبد الله بن المعتز في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.
[14]تفسير السمعاني، ومجموع فتاوى ابن باز.
[15]مجموع فتاوى ابن باز.
[16]فتاوى ابن جبرين، والمقولة أخرجها البخاري في صحيحه عن مجاهد.
[17]الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية المعطلة.
[18]طريق الهجرتين، وقد روي عن عيسى عليه السلام وعلي رضي الله عنه في غير ما مصدر.
[19]مفتاح دار السعادة، وروي عن عمر بن عبد العزيز.
[20]مفتاح دار السعادة، وروي عن سفيان الثوري.
[21]مفتاح دار السعادة، ورفعه للنبي عليه الصلاة والسلام باطل.
[22]مفتاح دار السعادة.
[23] مفتاح دار السعادة، وروي عن الفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة.
[24] مفتاح دار السعادة.
[25] قوت القلوب في معاملة المحبوب، وقد ورد بلفظ آخر قريب منه عن طلق بن حبيب.
[26] التبصرة لابن الجوزي.
[27] ذم الهوى، وروي أيضا عن عمار بن سعد السلهمي كما في المنتظم.
[28] تسلية أهل المصاب، وروي عن أبي الدرداء.
[29]العلم للعثيمين، وروي عن ابن المنكدر وسفيان الثوري.
[30] نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم.
[31] بيان فضل علم السلف على علم الخلف.
[32] البصائر والذخائر
[33] المصدر السابق.
[34] المصدر السابق.
[35]المصدر السابق.
[36] المصدر السابق.
[37] المقابسات.
[38] مجاني الأدب في حدائق العرب.
[39] المزهر في علوم اللغة وأنواعها، أرشيف ملتقى أهل الحديث.
[40] أرشيف ملتقى أهل الحديث، وقد روي نحوا منه عن إبراهيم بن يسار النظّام وأبو يوسف.
[41] المصدر السابق.
[42] المصدر السابق، وورد عن سليمان بن موسى كما في الزهد لأحمد بن حنبل.
[43]المصدر السابق.
[44]المصدر السابق، وروي عن مسروق .
[45]المصدر السابق، وورد عن عبد الله بن المبارك.
[46]المصدر السابق، وقد روي عن حبيب بن ثابت.
[47] المصدر السابق، وقد ورد عن وهب بن منبه كما في حلية الأولياء وغيره.
[48]تفسير البغوي.
[49] درس للشيخ سلمان العودة بعنوان " الولوع بالغرائب".
[50] درس للشيخ سلمان العودة بعنوان " علاج تخلي الشاب عن المسؤوليات".

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:35 AM


السلام والواتس اب (WhatsApp)
((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)) عبارة عظيمة وجميلة ولذيذة جدًا جدًا جدًا، يشعر بها ويستمتع بها المسلم عندما ينطق بها أو يسمعها، لها وقع خاص ومميز. وكيف لا وهي التحية التي ارتضاها لنا الله ـ سبحانه ـ ورسوله الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ : "إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، وضعه الله في الأرض، فأفشوا السلام بينكم" ، وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا. فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولئِكَ النَّفَرِ. وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ جُلُوسٌ. فَاسْتَمِـعْ مَا يُحَيُّونَكَ. فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. قَالَ: فَذَهَبَ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ. قَالَ: فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللّهِ» قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا. وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ «أَفْشُوا السَّلاَمَ بَينَكُمْ»؛ وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " أبخل الناس مَنْ بخِل بالسلام " . وهذا عمير بن وهب ـ رضي الله عنه ـ لمادخل على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـفقال: أنعموا صباحًا، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «قَدْ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِتَحِيَّةٍ خَيْرٍ مِنْ تَحِيَّتِكَ يَا عُمَيْرُ، السَّلامُ تَحِيَّةُ أَهْلِ الجَنَّةِ».

ولقد كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ أحرص الناس على تحقيق ذلك الفضل واكتساب خيره، فهذا عبد الله بن عمر يمر بالسوق لا لحاجة إلا ليلقي السلام على الناس جميعًا صغيرهم قبل كبيرهم؛ رغبة في زيادة الحسنات ومحو السيئات وجلب المغفرة والرحمات ودخول أوسع الجنات.

فما أجدر المؤمن أن يعتز بهذه التحية و يعمل على نشرها في جميع المواطن والأزمان ـ مع استثناء اليهود والنصارى فلا نبدأهم بالسلام كما وجهنا لذلك المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ، وهي تحية لا تحدها وسيلة اتصال ، سواء مواجهة من تسلم عليه وجهًا لوجه، أو بالهاتف، أو وسائل الاتصال المرئية الحديثة كالإسكايبي و ماسنجر و الواتس اب، وهذا الأخير قد حظي بإقبال واسع وكبير جدًا في كل العالم، وكذلك في مجتمعنا، لما يمثله من وسيلة تواصل اجتماعي له تأثير كبير في زمننا، وقد اختلف الناس ـ كعادتهم ـ في الاستفادة منها فمنهم مَنْ أحسن ومنهم مَنْ أساء. وإن من أهم آثارها الإيجابية أن سهلت الاتصال بين الأهل والأقارب و الأصدقاء، وساهمت في زيادة الروابط الاجتماعية وعمقها، بل أصبحت وسيلة دعوية مفيدة جدًا، وما أجمل التحايا الصباحية والمسائية التي ترد لكل منا! ولكن ليت هذه التحايا تكون على نهج الإسلام والسنة النبوية، فكثيرا ما تكون العبارات المستخدمة "صباح الخير" و "مساء الخير" ويتهادى معها بطاقة جميلة بنفس المعنى و مطبوع عليها نفس التحية، وهي ـ حقًا ـ بطاقات رائعة و جميلة جدًا ولها تأثير كبير على النفس، ولكن يا ليتها سُبقت بتحية الإسلام، ولقد بحثت عن بطاقات عليها تحية الإسلام في النت فوجدتها و هي جميلة أيضًا وإن كانت قليلة مقارنة بالأخرى ، ويمكن للمبدعين و المبدعات في مجال التصميم على النت من شبابنا وشاباتنا أن يمدونا بفيض غزير من أمثلتها ويحتسبون الأجر عند الله. ويرجع أهمية هذا الأمر إذا علمنا حكم استخدام هذه العبارات، فقد ورد في "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :
"لا نعلم بذلك بأساً ، ويكون ذلك بعد البدء بالسلام ، وبعد الرد الشرعي إذا كان القائل بذلك مسلَّمًا عليه.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (24/115) .

وسئلت اللجنة الدائمة أيضًا :
عندنا في مصر عادة في الصباح أن نحيي نقول: (صباح الخير يا فلان) ما حكم هذه التحية في الإسلام؟
الجواب :
الحمد لله
"تحية الإسلام : (السلام عليكم) فإن زاد : (ورحمة الله وبركاته) فهو أفضل ، وإن دعا بعد ذلك من لقيه : (صباح الخير) مثلاً فلا حرج عليه ، أما أن يقتصر بالتحية عند اللقاء على : (صباح الخير) دون أن يقول: (السلام عليكم) فقد أساء.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان.
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (24/119) .

فهل نسهم في إفشاء هذه التحية الغالية في الواتس اب و غيره من وسائل الاتصال الحديثة ؟ آمل من الله أن يحقق هذا وهو ـ سبحانه وتعالى ـ جدير بالإجابة

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:41 AM



التوحيد آثاره وثمراته واقع مشاهد
إن من أعظم نعم الله تعالى على هذه البلاد والتي ربما لا توجد في غيرها من البلدان العربية والإسلامية نعمة التوحيد والفطرة السليمة التي فطر الله جل وعلا عباده عليها , نعمة التوحيد الذي هو إفراد الله تعالى بالعبادة إذ هو الخالق ، المدبر ، المحي ، المميت ، الرازق ، الباعث و المتصرف بالكون جميعه لا شريك له في ذلك ولا معين ، و هذا مقتضى تو حيد الربوبية فكيف يكون له الشريك في الألوهية إذن ؟ فيعبد غير الله وينذر ويذبح ويدعى ويخشى ويرجى غير الله إن هذا لهو العجب المبين الذي جعل الله عزوجل يتحدى القوم الكافرين المشركين بأن كان لهم عقول يفكرون بها بقوله سبحانه عند تقرير التوحيد في القرآن ((أفلا يعقلون )) لأن من كان عنده ادنى عقل ورشد لاهتدى إلى الحق والصراط المستقيم الذي هو دين الأولين والأخرين فما من نبي بعثة الله جل في علا من نوح - عليه السلام - إلى محمد صلى الله عليه وسلم إلى وكانت تلك رسالته ((أعبدوا الله مالكم من إله غيره )) (( ولقد بعثنا في كل أمتا رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )).

فما أجمل أن يتواصى الناس ويقوموا بتلك المهمة مهمة الرسل عليهم الصلاة السلام على أن يكون شعارهم كشعار الأنبياء من قبلهم ((لا نريد منكم جزء ولا شكور)) ((وما سألتك عليه من أجر إن أجري إلا على الله )) يا ترى ماذا عسى أن يحصل للمجتمع إن هم قاموا بتلك المهمة ؟
لا شك ولا ريب أنهم سيرون النور والهداية ويرون الأمن والاستقرار ورغد العيش في الدنيا قبل الأخرة فتلك هي ثمرات التوحيد التي ذكرها الله جل وعلا في كتابة وذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته.

ولنضرب لذلك مثلا واضحاً للعيان يبصره كل إنسان فهذه البلاد – السعودية - من قرأ حالها قبل دعوة الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وكيف كانت تعيش في أنواع من الحروب الطاحنة التي تسببت في تمكين الجوع والفقر وقارنها بعد تلك الدعوة المباركة حيث حل الآمن والاستقرار فيها بسبب إقامة شرع الله جل وعلا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من التقدم والحضارة والرقي في شتى مجالات الحياة كل ذلك بسبب تمكين توحيد الله جل في علا وإقامة شرعه فكان التوحيد شعاراً لهذه الدولة العظيمة يرفرف على علمها في شتى بقاع المعمورة وهي حقاً مثلاً يقتدى صريح يقتدى بها .

فلنعمل ونجاهد بقدر ما نستطيع لأجل ذلك ولنعلم أن الصراع قائم بين أتباع تلك الكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله وبين أعدائها إلى قيام الساعة فلا يمكن الاتحاد ولا الاجتماع معهم أبداً وإن أعظم وأجب جهاد يتعلق بالفرد لأجل هذه الكلمة ترسيخ هذا المبدأ وتنميته في قلوب الأبناء فهذا من حقهم الواجب على الآباء ...وبالله التوفيق

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:47 AM


إلى صفحات التاريخ .. الإهداء والمسؤولية 1-2
إلى صفحات التاريخ
إذا كنّا نؤمن حقّاً أنّنا أمّة ممتدة من جاكرتا إلى نواكشوط، وأنّ الحدود التي رسمها الاستخراب إنّما هي عارض واستثناء، لا يعتدّ به على الأصل وعند التحقيق.

وإذا كنّا نؤمن أنّنا أصحاب حضارةٍ روحيةٍ وماديةٍ متكاملة، قدّمت نواةَ كثير من العلوم وأضافت عليها، وقدّمت للبشرية منجزاتٍ باهرة، ظلّت محفورةً شامخةً بشواهدها في التاريخ والحضارة والعمران، عطاءً وسماحةً وعدلاً ورحمةً ببني الإنسان، وتفوقاً وسبقاً ونبوغاً في الطّب والفلك وسائر العلوم، حتى قال بورخيس : « أكبر حدثٍ في تاريخ الغرب، معرفة الشرق ».

لذا وكما في أقوال المنصفين من مؤرّخي التاريخ والحضارة أنّه لو قدِّر لحضارة المسلمين الاستمرار في الريادة، لكان زماننا هذا زمان المعجزات بحق.

وإذا اعترفنا بأنّ المنحنى البياني للأمة قد أخذ في الانحدار والهبوط، وأنّنا نشأنا في حقبةٍ بائسةٍ في مجملها، توالت فيها الهزائم والنّكسات، وخرج منها المستعمر المخرّب وقد بذر فيها بذور الفساد والفرقة والاستبداد، رعاها وسقاها له عملاؤه؛ فماتت قوى الأمّة وحيويتها، وتسلّط عليها الأوباش من كل مكان !

حقبة ابتلينا فيها بالهزيمة النّفسية والتبعية العمياء وفقدان الثقة بالنّفس، فاغتُصِبت أرض الأنبياء ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فلسطين )، وكان ذلك أقوى مؤشّر على حجم الخور والموات الذي أصاب الأمّة في سوادها الأعظم، وازداد البلاء بفئامٍ ينسِبون أنفسهم للعلم والثقافة ولا يروجون إلا لكل ما يرسّخ التخاذل والقعود، ويثني عن كل مكرُمةٍ وعزيمةٍ وفضل !

وفي المقابل كم تألم الغيورون من مثل كلمة : ماذا سيكتب التاريخ عنّا !

وغيرها من العبارات التي تطعن الضمير والحس وتعمّق اليأس .

نقرأ ونسمع روائع وبطولات جعفر الطيار وابن الأكوع وخالد بن الوليد وأبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنهم-، وروائع وبطولات ابن زياد وابن تاشفين وصلاح الدين ومحمد الفاتح -رحمهم الله- ولسان حالنا يقول: ( تلك أمّة قد خلت ) « البقرة-134».

ويزيد الألم فُشُو مظاهرِ الضّعف والرخاوة، وموتِ الغيرةِ والضّمير، والهبوط الأخلاقي الذي تسبّبت في تعميمه كثيرٌ من الوسائل والقنوات والأطباق، وشاركهم في ذلك من رضي بها وتلقّاها بالقبول والاستسلام من أفراد الأمّة وبيوتاتها !

وبعد أن أطبقَ الإحباط واليأس، جاءت انفراجةٌ من رحمات ربك، فدبّت بوادر اليقظة، وانقدح زنادها في تونس الخضراء، وتتابعت مبشرات اليقظة ومؤشّراتها، ولم نعد حينها نتوارى عن التاريخ كما كنّا ! حتى وصل إشعاع اليقظة إلى أرضِ الشام، فتخوف كثيرٌ ورجوا خيار الصبر والصمت تغليباً للمصلحة ودرءاً للشرور المتوقّعة، فسبقَ قدرُ الله وتحرّكت الشام لتلفِظ عصابةً بغيضة من أقذر من تسلط على تلك البلاد الطيبة المباركة من الأرض.

تحرّكت وبحراكها توالت وتتابعت آلام المخاض، حيث أرسل الفرعون المغرور الفاجر بخيلِه ورجِله سفكاً وقتلاً وإفساداً وتدميراً في كل مكان، وتعسّر المخاضُ ، وازدادَت الآلام والجراح، وتواصلت المآسي والنزيف، وتخاذل القريب والبعيد عن النجدة والإسعاف، فزاغت الأبصار (وبلغت القلوب الحناجر وتظنّون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا * وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرضٌ ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) «الأحزاب،10- 12».

وحين خرجت الأرسال في ساعة العسرة تقول: ( ولمّا رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدقَ الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليما ) «الأحزاب22».
هنا كان لنا أن نتجرأ عليك أيها التاريخ !!
ونقول: افتح صفحاتك واكتب إهداءً مسطوراً من أرض الشام !

اكتب واكتب في صفحاتك مجداً تعجزُ عنه الأقلام !
اكتب يا تاريخ وسجّل فتحاً عزّاً قل نظيره في أعماقك والأعوام !

الله أكبر يا تاريخ ..
الحمدلله الذي لم يُمتنا ونحن متاورون عنك، نشعر بمقتك لنا وشماتتك، الحمدلله الذي لم يجعلنا في مزبلتك !
قد تقول يا تاريخ : وكيف تحشرون أنفسكم معهم ؟
فنقول: حسبنا يا تاريخ قول الحقّ سبحانه:( إنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون) «الأنبياء-92 ».
والحديث العظيم الحسن في كتب السنن من قول قائدنا ونبينا صلى الله عليه وسلم:

( المسلمون تتكافأُ دماؤهم، يسعى بذمّتهم أدناهم، ويجيرُ عليهم أقصاهم، وهم يدٌ على من سواهم، يردُّ مُشِدُّهُم على مُضعفِهِم، ومسرِعُهم على قاعدهم..)
حسبنا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: ( المرء مع من أحب ).

ونحن نشهد الله على حبِّ إخواننا المؤمنين في الشام ونواليهم ونناصرهم، وندعمهم بكل ما نستطيع، ولن نبخل عليهم بأرواحنا وما بين أيدينا، وإخالُنا على موعد قريبٍ معهم لبذل الأرواح إعلاءً لكلمة الله وطرداً لليهود الغاصبين، ومن وراءهم أذلةً صاغرين من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

فيا تاريخ هم منّا ونحن منهم، نقرُّ بفضلهم وسبقهم، ولئن كانوا طليعتنا فنحن سنَدُهم ، ولئن كانوا أئمتنا فنحن تلامذتهم ، هذا ديننا وإيماننا، ومن كان على غير ذلك فخذه إلى مزبلتك غير مأسوفٍ عليه !

سجّل يا تاريخ هذا الإهداء على جبينك، واكتبه بمدادٍ من نور، وفرّغ لتفاصيله مكانا واسعاً من جنباتك : قيِّد مفصِّلاً قصَصاً وصوراً مشرِقةً مشرِّفةً من روائع الشجاعة والتضحيات، والبطولات والصبر، والبسالة والصمود، طلباً للنّصر أو الشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله على من ملؤوا الأرض عدواناً وكفراً وفجوراً .

سجّل يا تاريخ أنّ أقواماً حملوا أرواحهم على أكفّهم ينادون : « لبّيك لبّيك لبّيك يا الله» ، سجّل: « مالنا غيرك يا الله »، سجّل: « لغير الله لن نركع» ، سجّل: « إخلاصُنا خلَاصُنا » ، سجّل: « ربُّنا لعبادتنا، ومحمّدٌ لقيادتنا- صلى الله عليه وسلم -ونحن للشهادة ».

ماذا فعلتم يا أهل الشام ؟
إنّ العالم وأممه المتحدة وقواه المتآمرة تتلمّظ وتتخبّط حرجاً أمام مفاجآتكم ويقظتكم، وصمودكم وثباتكم.

قلب الزهـــور 26-01-2014 02:52 AM

تااااااااااااابع
 


كيف، ومتى، ومن أين، جئتم بكل هذا ؟
كيف ثبتّم وصابرتم وأدرتم الميدان، من درّب أبطالكم الإعلاميين الذي بهروا العالم بمنطِقهم ولغتِهم وصدقِهم ومخاطرتِهم، حتى بزّوا فطاحلة المراسلين والصحفيين الذين تخرّجوا من أرفع مراكز التدريب احترافاً ومهنية، لقد كادت معاني التضحية في سبيل الحق والإيمان أن تندرس إلا من البقايا المتفرّقة للطائفة المنصورة، الذين لا يزالون على الحقّ ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمرالله، فلسنا ننسى تضحياتٍ عظيمةٍ لأخواننا في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها، ولكنّكم اليوم باجتماعكم وتوحّدكم في اللجوء إلى الله، وبملاحمكم وبطولاتكم قد جدّدتم تلك المعاني، وبعثتموها تسري قويةً موّارةً في أعماق الأمّة.

تحيةً وسلاماً وإكباراً لكم رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً.
تحية وسلاماً وإكباراً للأشاوس الشرفاء في جيشكم الأبي الحر.

طوبى لكم وطوبى لنا بكم.
وهنيئاً أن تحقق فيكم وبكم ما أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم من فضائل الشام وأهله.

ففي صحيح الجامع للألباني- رحمه الله – من حديث عبدالله بن حوالة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة ، جند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق، عليك بالشام، فإنّها خيرة الله من أرضه ، يجتبي إليها خيرته من عباده ، فإن أبيتم فعليكم يمَنكم ، واسقوا من غُدرِكُمْ ، فإنّ الله قد توكّل لي بالشام وأهله).

وفي صحيحه كذلك من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها: الغوطة، فيها مدينة يقال لها: دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ).

إنّ الخطب جلل والفواجع كبيرة، ولكن لنذكر أنّ نبينا _عليه السلام- قد هجّروطرد، وأوذي في عرضه وسال دمه، وقتل من صحابته وأهل بيته.

عذّب ياسر وعمّار وسمية أمّ عمار – رضي الله عنهم- واشتدّ كربهم؛ فظفروا من المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمواساة الحانية والوعد العظيم، لهم ولمن تشبّه بهم: ( صبراً يا آل ياسر فإنّ موعدكم الجنّة ) .

ورميت سمية -رضي الله عنها- بالحربة في مكان طهرها وماتت من ذلك؛ فكانت أول شهيدة في الإسلام.

فيا أهل الشام الكرام..
أنتم السادة والأمجاد .. ونساؤكم، أمّهاتنا وأخواتنا، أشرف الحرائر وأطهر المؤمنات العفيفات الصابرات.

منكم نتعلّم الصبر، وأنّ في الله عوضاً وخلفاً من كل فائت، وأنّ ما عند سبحانه خيرٌ وأبقى.

وكما قال العلماء : التمسّك بالحق والابتلاء عليه والصبر على ذلك، ثلاثة إذا اجتمعت في إنسان فهو أقرب النّاس إلى الله، بل وبعينه يرعاه: ( واصبر لحكم ربك فإنّك بأعيننا ) «الطّور-48».

هذا ما نرجوه لكم، وأمّا عدوكم فقد ظهر حمقه وكفره البواح حين حارب الخالق – جلّ في علاه- بعبارات التعدّي والتحدّي؛ وذلك من أظهر الدلائل على استدراج الله لهم، ومكره بهم وقرب زوالهم وسقوطهم.

زعمت سخينةُ أنْ ستغلبُ ربَّها وليـُغلبنّ مغـالبُ الغَـلابِ
لقد بات نصركم بإذن المولى قابَ قوسين أوأدنى، نستسمح منكم تقصيراً سبّبته ذنوبنا، وعسى الله أن يأتي بالفتحِ أو أمرٍ من عنده، وهو حسبُنا ونعم الوكيل.

هذا يا تاريخ: الإهداءُ الأغَّر، تتبعه حاشية المسؤولية التي حمّلها أهل الشام على من وراءهم من سائر الأمّة.
( والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثرَ النّاس لا يعلمون ) «يوسف- 21».

شمس القوايل 31-01-2014 12:37 AM

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود

عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

قلب الزهـــور 20-02-2014 04:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل (المشاركة 5585179)
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود

عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

●●●
هلاااااااااااوغلااااااااااا

يسعدلي قلبك ويسلمووو وربي على الحضور الرائع بصفحتي
تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحياتي :قلب الزهـــور .. بباي

http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image366.gif


قلب الزهـــور 20-02-2014 04:32 AM


لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!
لا تتركِ الداء يسري في مرابعنا---وتنعت الأعداء بالتقصير والخللِ
* إن أساس ذلنا وهواننا وعجزنا عن إنقاذ إخواننا المضطهدين في شتى بقاع الأرض ليس من أعدائنا بل هو من أنفسنا وممن ضيعوا الأمة عن التمسك الحق بالدين الذي هو سبيل العز والتمكين وتحقيق النصر الشامل لأمتنا, قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم). وعندما تكون الأمة الإسلامية أمة الحق محققة لشرط التمكين فلن تعجز عن إنقاذ إخوانها وتأديب المعتدين, ولن تستطيع منعها من ذلك أي قوة أياً ما كانت, قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم) "محمد:7", بل وقتها لن يتجرأ الأعداء على دمائنا وأعرضنا ومقدساتنا كما يتجرؤون الآن.
وأتألم كثيراً من كثرة اللوم منا على أعداء الأمة -سواءً الفاعلين أو المتآمرين أو الساكتين- عندما يأتي الحديث عن مآسينا والواقع المؤلم والعجز المفجع بدون أن نُركز بشكل كافٍ على أن أسَّ المشكلة هو في عجزنا نحن عن إنقاذهم, والذي حصل من ذنوبنا وتقصيرنا في حق الله, فكنا بذلك سبباً هاما في استمرار ذبحهم واستئساد أعداء الدين عليهم وعلى أمتنا, وكان من يضيعنا عن طريق الحق قائماً بخيانة عظمى لنا ولأمتنا, ودوره أخطر من دور أعداء الدين الواضح مكرهم وكيدهم وخطرهم.
إننا بمثل هذا الطرح قد نخدع أنفسنا وأمتنا وكأننا نتغاضى عن تقصيرنا وعن تقصير من أوصلونا لهذا الحال بإبعادهم مجتمعات المسلمين عن التمسك الحق بالدين وقيمه ومبادئه. ويكفي مثالاً صارخا لذلك ما يحدث في وسائل الإعلام والقنوات التي تجاهر العظيم سبحانه بالليل والنهار بالطامات مما لا يرضاه ومما يفسد ويضيع, ويجعل الأمة تعيش في لهو وانشغال بالدنيا, بل بانشغال فيما يحرم ولا يجوز ويؤخر عودة العز لأمة الإسلام.

* والنهج الذي يربينا عليه ديننا هو أن نهتم بأخطائنا أكثر من اهتمامنا بأعدائنا وكيدهم ومكرهم؛ قال تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) " آل عمران:120",... نعم لا بد من فضح الأعداء ومؤامراتهم, ولكن لا نجعلها الأساس وننسى الداء الأهم من تقصيرٍ منا وممن ضيعوا ويضيعون الأمة عن الحق والهدى, والذين هم كما ذُكر أخطر علينا من أعدائنا, وإن كانوا هم بأفعالهم صنيعة أعداء الدين وإن تكلموا وخدعونا بأنهم منا وحريصون على الخير لأمتنا.
بل إننا عندما ننتهج التركيز على الأعداء فكأننا نحمي من ضيعوا الأمة من النقد, وكأني بالماكرين من أعداء الدين -ممن يحركون أيدٍ خفية لتضييع المسلمين- يقفون فرحين بهذا النهج الذي يؤدي بشكل غير مباشر إلى إبعاد الأمة عن مكمن الداء وحماية أيديهم الخفية من المسؤولية تجاه هذا الواقع المؤلم المشين الخطير الذي تعيشه أمتنا في عصرنا الحاضر من هوان وذل وعجز وخذلان بلغ حداً لا يكاد يوصف.

* أيضاً إلى متى ونحن مع كل مأساة ومذابح نعيشها نقول لأفراد أمتنا فقـــــط تصدقوا وادعوا لإخوانكم المذبحين والذين يبادون شر إبادة في شتى أرجاء الأرض بــــدون أن نحفزهم ونذكرهم بالواجب الأساس على كل فرد مسلم في إصلاح حال نفسه وأمته ليعود عز الأمة ومجدها فتُنقذ مباشرةً أبناءها المضطهدين. والتحرك بالصدقة والدعم والدعاء أمر مهم جداً بلا شك, ولكـــن أن يكون هذا فقط هو جُلُّ تركيزنا وطرحنا على مدى عشرات السنين بدون أن نركز ونشير إلى الواجب الأساس وبدون تذكير المسلمين بحقيقة سبب مأساة الهوان والعجز الذي نعيشه يعتبر نقصاً يؤدي إلى أننا من ناحية ننقذ أمتنا ومن ناحية أخرى نطيل معاناتها إذ لم نعالج المرض الذي منه نتجت وتنتج كل الأعراض.

* ومن الماضي وتاريخنا تُستلهم العبر؛ فإن النهج الذي سلكه المصلحون في منهجهم الإصلاحي في الفترة التي سبقت وكانت سبباً في ظهور صلاح الدين وجيله الذين تحقق النصر على أيديهم واسترجعوا وقتها عز الأمة وقدسها, كان نهجاً يقوم على نقد الذات أكثر من التركيز على نقد الأعداء أو التخوف والتخويف من قوتهم وعداوتهم؛ انظر كتاب "هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس" للدكتور ماجد الكيلاني.
ولو انتقدنا أعداءنا مهما انتقدنا, ولو فضحنا شرهم مهما فضحنا بدون الإصلاح الذي يؤدي إلى النصر فإننا لا نكون حققنا الأولويات, بل من أسباب استمرار أعداء الدين في ضلالهم وجبروتهم وطغيانهم وشتى انحرافاتهم هو هذا الواقع المتناقض الذي أُبعِدت فيه أمتنا عن الحماس الكبير لدينها والتزامها الحق به ونشرها له في العالمين ليهتدي حتى من يريدون القتل والكيد بنا. فبعض من يذبحون أمتنا حالياً ربما كانوا من المسلمين لو كانت الأمة على ما ينبغي ان تكون عليه؛ أمةً قائدة هادية مصلحة للأمم والشعوب, بدلاً من أن تُجعل أمة لهوٍ وتُخدر بمعاصٍ ومنكرات تُلهيها عن الحماس لدينها والعمل له.

* وأختم بهذه الأبيات لشاعر الأمة د عبدالرحمن العشماوي من قصيدته الرائعة "عتابٌ إلى أمتي!" التي ركزَّ فيها ببلاغة عن الداء الذي أوصلنا لهذا الحال الذي لم يمرعلى أمتنا مثله على مدى تاريخها من ناحية درجة الذل واستمرار العجز, خاصةً أننا نرى الذبح والإبادة الشديدين جداً أمام أعيننا على مدى أعوام وأعوام:
يا أمة الإسلام ، كنــــتِ عزيزة --- بالأمسِ ، لم تقفي على الأعتابِ
ماذا جرى حتــــى غدوتِ ذليلةً --- مكســـــورة النظرات والأهدابِ
لا ، لا تجيبي ما سألتُكِ طالبــاً --- منك الجوابَ، فقد عرفتُ جوابي
فرطتِ في الإِسلام، هذا كل ما --- في الأمر ، لم تسترشدي بكتابِ
لم تجعلــي للدين وزناً صادقــاً --- وغرقـــــتِ في رُتَبٍ وفي ألقابِ .

قلب الزهـــور 20-02-2014 04:34 AM


تعامل مع العاصي تعاملك مع المدمن!!
الداعية إلى الله طبيب قلوب في المقام الأول!! فهو ليس ذاك المتشدق الحريص فقط على إظهار ما لديه من علم وفقه أمام الناس، من خلال كلمات منمقة يلقيها على مسامع المتلقي، ثم يمضي لحال سبيله، ولا يدري هل أثرت موعظته سلباً أم إيجابياً!!

وإنما هو قلب ينبض بالرحمة على عباد الله، وفي مقدمتهم العصاة الذين أعجزهم ضعف نفوسهم أمام مغريات الشيطان وحيله؛فيصارع أمواج الفتن؛ لكي يلقي إليهم بطوق نجاة!!

إنه ذلك العبد الرباني الذي يبذل ما في وسعه لإنقاذ الحيارى، وتطهيرقلوبهم من شرور الفتن والرزايا، صابراً محتسباً على أذاهم، لا يبتغي من وراء ذلك؛ إلا وجه الله تعالى!!

فإذا ما علمت ذلك أيُّها الداعية إلى الله، عرفت أن دورك في تذكير الناس برحمة ربهم، وفتح باب الأمل في التوبة والإنابة؛ للعودة بهم مجدداً إلى رحاب وليهم، يسبق بكثير، مجرد إلقائك لكلمات جافة من الزجر والتوبيخ، والوعد والوعيد؛ ثم تتوهم بمجرد إلقائها؛ أنك قد أديت ما عليك من واجبات الدعوة، وليذهب المخالفون إلى الجحيم!!

إن عصرنا الذي استعرت فيه نيرانالفتن، حتى لم تدع لسلامة القلوب وصفائها نصيباً من مساحات القلوب!! يتطلب من الداعية إلى الله أن يقوم مقام الطبيب الحاذق، الذي يعالج حالات الإدمان المستعصية!! فيسعى في المقام الأول لتخفيف جرعات المخدر تدريجياً على المريض؛ حتى يصل به إلى مرحلة من الوعي والإدراك؛ يمكنه معها التحكم في تصرفاته، والعدول عن نزواته، ومن هنا يستطيع أن يبصر لنفسه الطريق من جديد؛ برفقة الصحبة الصالحة من عباد الله!!

وعليه . . فشفقتنا على العصاة ومحاولة التودد إليهم؛ سعياً منَّا لإنقاذهم مما هم فيه من الغيوالضلال؛ ليس تنازلاً بحالٍ عن قواعد ديننا أو مبادئه، وفي مقدمتها الحب والبغض في الله، وإنما هو والله دليل على صدق محبتنا لله تعالى، من خلال حرصنا على القيام بواجب الدعوة إليه سبحانه، كسبيل لإنقاذ العباد من سخطه وعذابه، تماماً كما كانت سنة الأنبياء والمرسلين!!

فمتى يدرك المصلحون معاني الصبر على الإيذاء في سبيل الدعوة إلى الله؟! ومتى يصححون تلك المفاهيم المغلوطة، بإظهار مشاعر الشخصنة بالبغض لأعيان العصاة واستعدائهم على أهل الدين، بدلاً من بغض (المعصية لذاتها) ومحاولة إنقاذ العصاة من براثنها ابتغاء مرضات الله؟!

إن رحمة الله بنا، وتفضله علينا بالهداية وشرف الدعوة إليه؛ ليستوجب علينا أول ما يستوجب أن نمد أيدينا لهؤلاء الحيارى الذين أسرهم الشيطان بضعف نفوسهم في غياهب سجون المعاصي الموحشة!!

فهل نؤدي حق الله علينا بإنقاذهم؛ مهما كلفنا ذلك من تضحيات، لعل الله أن يجعل هدايتهم؛ سبباً في ثباتنا على الحق حتى نلقاه وهو راضٍ عنَّا؟! أم نتركهم فريسة سهلة على موائد ذئاب شياطين الإنس والجن، فيهلك المجتمع ويهلكون؟!

إن أولى خطواتنا في سبيل الدعوة إلى الله في عرصنا الحاضر، أن نتعامل بالفعل مع العصاة . . كتعاملنا مع أصحاب حالات الإدمانالمستعصاة !!

قلب الزهـــور 20-02-2014 04:36 AM


اللقيمة المسمومة!!
الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وحين يوفق الله عبداً لطاعته، يستشعر من نفسه علو الهمة، وزيادةالإيمان؛ فينظر بعين الندم الممزوج بالاستنكار والحسرة على ما استدرجه الشيطان للوقوع فيه من مستنقع المعاصي؛ حال ضعف إيمانه!!

فيتأمل بعين الاعتبار؛ محاولاً معرفة أسباب ذلك السقوط، ومشاعر الخداع والوهم التي استولت على عقله، لتسهم إسهاماً مباشراً في إتمام ذلك السقوط في مستنقع تلك المعصية، وماهية العواقب الأليمة التي تترتب تلقائياً على ذاك السقوط!!

فيخرج من كل ذلك بثوابت منطقية، تمثل في مجملها حصانة مستقبلية لكل تائب، توج توبتهبوهج الندم وصدق التوبة والعزم الأكيد على عدم تكرار تلك المأساة في المستقبل!!

إننا لو استطعنا تأصيل تلك الثوابت في نفوسنا، ووضعنا جميع السبل والوسائل المؤدية لمخالفتها في سلة مهملات واحدة، لغرسنا في ضمائرنا جهاز إنذار مبكر؛ يعيننا تلقائياً على الابتعاد عن سبل المعاصي؛ مهما تنوعت وتلونت!!

فمعصية النظر تورث ظلمة القلب، أما الزنى فهو إيذان بهتك ستر الله عليك، ومعصية اللسان تورث قسوة القلب، وبذاءته تجلب سخط الله عليك، وبغض الخلق لك، ومعصية الغضب تذهب شفافية الروح، والإفراط فيه هلاك للنفس، أما التقصير في صلاة الجماعة، استسلام لاستفراد الشيطان بك، وعاقبتها الحرمان من قيام الليل الذي يذهب بنور الوجه، والأمثلة غير ذلك كثير!!

فانظر في عاقبة المعصية قبلما تقدم عليها؛ فإن ذلك أعون لك على تركها، واجعلها في قرارة نفسك بمثابة اللقيمة المسمومة التي لو ابتعلتها، لقتلت في قلبك حياته، ولأطفأت من وجهك نوره، واستلبت من نفسك طمأنينتها، ولاستوحشت ببعدك عن الله، وتربص الخلق بك؛ لإيذائك؛ جزاء وفاقاً لارتكاب معصيتك!!
فهلا رحمنا أنفسنا من عواقب تلك اللقيمة المسمومة؟!

قلب الزهـــور 20-02-2014 04:37 AM

مذنب يستغفر !
استغفر الله من ذنوب ما أجهل منها أكثر مما أعلم ، وما نسيت منه أكثر مما أذكر .
استغفر الله استغفارا بقدر الستر منه .
استغفر الله بقدر إظهار الجميل وستر القبيح .
استغفر الله بقدر النعم التي وهبها ابتداء بغير استحقاق .
استغفر الله بقدر النقم التي صرفها بدون علم مني ولا سؤال .
استغفر الله يقدره حلمه على جهلي .
استغفر الله بقدر تجاوزي لحدوده .
استغفر الله بقدر تفريطي في ساعات عمري .
استغفر الله ما دمعت عين مخبت وجمدت عين مثلي .
استغفر الله بقدر حاجتي له وغناه عني .
استغفر الله مع كل نفس لا أحمل هماً في استجلابه ولا إخراجه .
استغفر الله ليلا ً ونهاراً .
استغفر الله سراً وجهراً .
استغفر الله من حالنا ؛ كان لسلفنا خبايا من الصالحات ونحن لنا خبايا من السيئات .
استغفر الله بالذنوب التي بيني وبينه .
استغفر الله استغفاراً يلين قسوة قلبي ويجري دمع عيني .
استغفر الله استغفار من أيقن أنه موقوف بين يديك ومسئول عن ما عملت يديه .
استغفر الله من سيئة ظننتها حسنة ،ومن حسنة صارت سيئة بنية .
استغفر الله من محبطات الأعمال .
استغفر الله من حرف كتبناه لنشكر ونذكر .
استغفر الله من علم نشرناه لنعرف ونشهر .
استغفر الله من الليل الغافلين ونهار الجشعين .
يارب أيقنت يقينا لا شك عندي فيه أني من فصيل المذنبين ومن عبادك المخطئين .
يارب إنك ترفع درجات المذنبين باستغفارهم ؛فارفع بفضلك درجاتنا .
وعزتك وجلالك ما عصيناك تجبراً ولا عناداً ولكن غرتنا شهواتنا وطمعنا في عفوك ورحمتك .
وعزتك وجلالك ما عصيناك إلا بعلمك وما خرجنا من حدود ملكك .
فيارب أكتبنا مع التائبين ؛ ولقد علمنا أن إدمان الاستغفار مجري الدموع وهادم الذنوب بإذن الله علام الغيوب .
والله تعالى أجل وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

قلب الزهـــور 20-02-2014 04:39 AM



إزالة العوائق أمام كل صادق في طلب التوبة!!
لابد لكل صادق في طلب النجاة يوم القيامة أن يهيئ نفسه دوماً للقاء الله بتوبة صادقة، وهذه التوبة تحتم عليه القيام بعملية جرد حسابي شامل بين الحين والآخر لأفعاله وأقواله، محاولاً تطهير صحيفته قدر المستطاع من كل ما يخشى أن يلقى الله به يوم القيامة وهو محملٌ بأوزاره، وقد يستصعب الكثير منَّا إجراء مثل ذلك الجرد الشامل، لاسيما وأن الشيطان الرجيم سيحاول جاهداً استعظام ذلك على نفس العبد، حتى يصرف عنه تلك العزيمة، في حين أن القيام بإجراء ذلك الجرد على مشقته في الدنيا، والعبد لا يزال في فسحة من عمره ليتوب ويرجع، أهون بكثير من مواجهة مفرداته في الآخرة وقد ضاعت فرصة التوبة!! ناهيك عن أن القيام بمثل هذا الجرد، سهل وميسور إذا ما قام العبد بتقسيم الأفعال التي يخشى أن يلقى بها ربه على النحو التالي :

أولاً : معاصي بين العبد وبين الله.
ثانياً : حقوق معنوية للخلق.
ثالثاً : حقوق مادية للخلق.

فالأولى علاجها بعموم الاستغفار والندم الصادق على التفريط في جنب الله تعالى، مقروناً بالأمل الكبير في سعة رحمته تعالى ومغفرته، والإيمان الصادق، بل والثقة المطلقة في وعده سبحانه بقبول توبة التائبين، ومغفرة ذنوب المستغفرين.

والثانية : محاولة التحلل ممن وقع العبد في غيبتهم، أو ذكرهم بسوء أو تسبب في إيذائهم بألفاظه وما إلى ذلك، باذلاً وسعه في إيجاد الطرق والأساليب التي تصفي نفوسهم، وتحلله من تلك المظالم، فإذا أعجزه الوصول إليهم بعد بذل أقصى الجهد، وبالأخص وقوعه في الغيبة الجماعية للشعوب أو القبائل (كالصعايدة أو عموم المصريون أو أي شعب أو قبيلة بعينها) حاول بذل وسعه في الدعاء والاستغفار لهم، لعل هذا يكفر ذنبه بإذن الله تعالى.

والثالثة : الحقوق المادية كالديون، أو المستحقات المالية التي جبت في حقه، لكنه عجز عن سدادها، فالواجب عليه إحصاءها كتابياً، وبذل أقصى الجهد في سداداها لأصحابها، ما دام حياً، مع إرفاقها بوصيته وتسليمها لأهله، حتى يكونوا على علم بها إذا ما وافته المنية قبل ذلك والأحوط أن يحرر رسالة لكل صاحب حق، ويبقيها ضمن الوصية مع أهله، بحيث يرسلونها إليه حال موته قبل سداد ما عليه من دين، بحيث يعلمه في فحواها بأنه قد بذل قصارى جهده خلال أيام حياته ولم يقصر في محاولة سداد ما عليه من مستحقات له، غير أن المنية قد وافته قبل قدرته على القيام بذلك، ويدعوه فيها للتجاوز عنه؛ لعل الله أن يتجاوز عنه يوم القيامة، وإلا فسوف يسعى أبناؤه لسداد دينه من بعده، وفي هذا محاولة للتحلل من الحقوق، وبرهان صادق لصاحب الحق على مدى حرص المتوفى على سداد دينه، ولعل نفس صاحب الدين تطيب فيتجاوز عنه رحمة بحاله وحال أسرته من بعده، وهذا هو الأغلب ولله الحمد عند كثير من المسلمين.

هذه أسباب ثلاث، تزيل اللبس أمام كل عبد صادق في طلب التوبة وتطهير نفسه قبل حلول المنية وفوات الأوان، وتحول دون الشيطان ومحاولة تسويد الشاشة أمام عينه، ألا فاعقدوا النية على تطهير الصحف وتخفيف حملها من الآثام عباد الله؛ قبلما تتطاير أمام أعينكم بما فيها من الأوزار الثقال (عياذاً بالله)!!

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم التوبة الصادقة، وأن يطهر صحائفنا قبل حلول منيتنا من جميع الزلات والآثام، وأن يملأها بفعل الخيرات وعمل الصالحات، وأن يجعل خير أيامنا يوم لقائه، وخير أعمالنا خواتيمها، إنه سبحانه أهل التقوى وأهل المغفرة.

قلب الزهـــور 20-02-2014 04:41 AM

مهارات الحياة
الاتزان
يقال أنك تعرف القائد في الاضطرابات واشتعال الأزمات , وتخبط الأمور وكثرة الزلات , فإن لم ترَ هذه الصفات في رجل يدّعي القيادة أو سلّم هذه القيادة فإنه قد جلس في غير محله , واستلم زمام أمورٍ ليست ملكه , إن كنت قائدا لا تكثر من الشكوى ولا تظهر الكآبة أمام من تقودهم , وابذل ما بوسعك , وحلّل الأمور بعقلانية , أما هذه العواطف لا تنفع القادة , وهذه الانفعالات هي مجرد ضياع للأوقات , وزيادة النقص في الحياة , قصة : حكم على حياته الزوجية بالإعدام , عندما أخطأت زوجته , لقد كان خطأها كما تخطئ النساء وهذا لا تكاد امرأة أن تتخلص منه , من ( غيرة وخطئ وتفكير كتفكير الأطفال في مواطن كثيرة ) لكنه قابل الخطأ بالعنف ونسي التدبير , إن أزواجكم أيها الأحبة كالأطفال في بعض الأحيان إن لم تكن أغلبها , علّمها , لا تدقق على كل شيء , تغاضى , واصمت في بعض الأحيان وإذا انزعجت فاهجر قليلا , وعاتب قليلا , لكن هذا الرجل خسر حياته الزوجية وخسر امرأة أحبته وأحبها , لأجل مرض يسمى ( العناد ) لا أدري أيها الكريم ماذا تسمونه في بلادكم , لكن هذا مرض قاتل , قتل صاحبنا هذا , وفرّق بينه وبين زوجته , وآخر ترك زوجته وأراد أن يغضبها فتزوج امرأة أخرى عنادا بزوجته الأولى ولإغضابها , لكنه عندما أراد الزواج بالثانية كانت نيته بخلاف ما أحل الله له , لابد أن نتزوج ونحن ننوي الاطمئنان والعفة وبناء أسرة , أما هذه الزيجات العديمة النفع , إنما هي وبال للمجتمع قبل الفرد , لماذا لا نتّزن ونرفق بأنفسنا , ضع يدك أخي القارئ على صدرك وردد معي هذا : لماذا أحقد , لماذا انتقم , لماذا أفعل هذا ؟



حياء المرأة جاذبية خاصة
تبحث النساء عن الجاذبية دوما , فهذه تتابع أرقى العطورات والأخرى تنظر في المجلات لترى أحدث موديل لهذا العام , وأما تلك فتقلد إحدى المطربات أو الممثلات , وكلهم يبحث عن الجاذبية , لقد قالت اليابان في أمثالها : حياء المرأة أشد جاذبية من جمالها , وهذا المثل حقيقة ونحن المسلمون نبحث عن الحكمة أينما وجدت وإن صفة الأنوثة تتمثل بالحياة فإذا فقدت المرأة حياءها فقدت أنوثتها و أما الغيرة والتقليد الأعمى إنما يفرح به من سيطرت عليه الشهوة , وهؤلاء الرجال الذين ترينهم ينظرون إليك يمينا وشمالا ويعدّون خطواتك , إنما هي نظرة الذئب إلى النعجه , ولكنهم عند الزواج لا يرون أنك مناسبة لهم , ولن يتزوج امرأة تظهر مفاتنها للرجال إلا من رضي لأهله الخبث , وهذا الكلام ليس فقط كشرع نتكلم به إنما أتكلم به عقلا , إن الرجل وإن كثرت معاصيه وسيئاته لا يرضى أن يأخذ إلا امرأة تلبس رداء الحياء وتستحيي لأن قمة الأنوثة في الحياء والرجل لا يبحث عن رجل ليتزوجه إنما يبحث عن امرأة أنثى أيها الكرام , وانظروا إلى حال كثير من النساء اليوم والفتيات في الجامعات والأسواق وغيرها , لقد فقدت الكثير منهن الحياء فرحلت عنهن الأنوثة , سيأتي يوم لا نجد فيه أنثى , ستنقرض الأنوثة , نعم ستنقرض.



ثياب الأفكار
لكل فكرة ثوب ترتديه وهذا الثوب هو اللفظ الذي ننطق به ولهذا كثرت الأفكار العارية لأن ألفاظها سيئة أو ما تسمى سوقية مأخوذة من السوق ولأن الأسواق فرّخ فيها الشيطان كانت هناك كثيرا من الأكاذيب والألفاظ الفاحشة السيئة ولهذا أحب أن أذكركم أن أفكاركم ترتدي ثوبا من ألفاظكم , وذكروا لي قصة رجل التقى بمدير الشركة في المصعد وكان اللقاء الأول بينهما وهي فرصة نادرة للحديث كانت الفرصة من ثلاثين ثانية فماذا فعل ؟ لقد أثنى بكلمات عليه ثم أخبره أنه بحاجة لتطوير الخدمة لمصلحة الشركة وكل هذا بكلمات مختصرة ومرتبة تكسوها الإيجابية , وانتهى اللقاء وعاد الموظف إلى مكتبه وما هي إلا لحظات حتى دعاه وحظي بقبول رأيه , فلو أن رجلا آخر كانت لديه هذه الفرصة لضيعها فغالبا ما يحدث هذا فيبدأ الموظف بسرد ثناء طويل وكلمات لا فائدة منها وقصص لاخير فيها فتنتهي الثواني النادرة في كلمات فارغة فتضيع الفرص , وسبب حديثي هذا أن الأفكار إن لم تكسوها بألفاظ رائعه ظهرت بالية أمام السامع .

قلب الزهـــور 20-02-2014 04:42 AM

تااااااااااااااااااااااابع
 




معالجة المشاكل
من الذكاء أن نعرف الوقت المناسب لحل أي مشكلة فلا يمكن أن تناقش أحدا وهو في مرحلة الغضب كما لا تستطيع أن تسد فجوة مع سقوط الأمطار الغزيرة لابد أن تنتظر طلوع الشمس , قال لزوجته : إنني حاد المزاج لكني طيب القلب فإذا رأيت مني غضبا فلا تناقشيني حتى أهدأ فإذا سكن غضبي فناقشيني , إنه اعتراف صريح من الزوج لزوجته , ولابد للزوجة أن تقوم بما أخبرها به إذا كانت تريد حياة هانئة لأسرتها , كم من قارئ لهذه الكلمات يعاني من بعض المشاكل فهل هناك مشكلة لديك الآن وتريد علاجها ؟ .

اترك المقال وابدأ بتحديد الزمان والمكان المناسب ولا تقلق لأننا في الحقيقة أيها القارئ الكريم نتوقع أن أسوء مصيبة عانت منها البشرية قد انتهت وستنتهي وإن كانت هناك أضرار فإن الله يحيي الموتى , أذكر أن هناك رجلا قد عانى من الابتزاز نتيجة لخطئ ما , فعانى الكثير من القلق والتعب وإنه لو فضحه المبتز سيخسر سمعته , قلت له إن أردت أن تحظى بالراحة فعليك أن تعترف بالخطأ , حتى لو كان ذلك سيسبب لك انتزاع الثقة , اذهب واعترف , وتوقع أن أسوء مشكلة قد حلّت سابقا وأن مشكلتك هذه وإن عظمت في نفسك ما هي إلا مشكلة على مستوى فرد أو بعض الأفراد ,فذهب واعترف , ولكنه قد رأى أن نتيجة اعتراف كانت خيرا له من صمته , نعم لأنه أزال حملا ثقيلا عن كاهله ,ولا يهمنا ماذا حصل له لكن ما أريد قوله أنني لا أريد أن يحمل أحدكم هما على ظهره و يستطيع أن يلقيه في أي وقت , دون أن يضر نفسه , ومما سبق لابد أن نفهم الوقت المناسب لحل المشاكل وتحديد مستوى المشكلة واختيار الوقت المناسب لهذا.

قلب الزهـــور 20-02-2014 04:45 AM



:: السطر الأخير ::
( إدارة ناجحة ).. هذه المحصلة النهائية التي يريد أن يحققها أهل الإدارة ممن يدركون أهمية التخطيط والتنظيم فالتوجيه والرقابة ، ولتكون السطر الأهم الذي يلي نجاح تطبيق تلك المفاهيم..
( مشروع ناجح ) .. وهذه المحصلة النهائية التي يسعى أصحاب المشاريع للوصول إليها بدراسة جدوى المشروع ودراسة السوق والمنافسين وما الذي سيتميزوا به عن منافسيهم وغير ذلك..
وهكذا (طالب ناجح) ، (مهندس مبدع) ، (طبيب حاذق) ، (معلمة متميزة) ... في سائر المراحل والمجالات نجد أن كل الجهد المبذول هدفه أن يصل الفرد بعد ذلك إلى سطر أخير ومحصلة نهائية تصف تلك الحقبة الزمنية من حياته ..

أردت من مقدمتي هذه أن أصل إلى ( السطر الأخير !! ).
نعم..لألفت النظر إلى قضية مهمة ربما يتناساها الشخص مع زحام الحياة وكثرة مشاغلها ، أو لا يلقي لها أهمية كبرى ، مع أن الموضوع هو في النهاية حصيلة للحياة وتجاربها لعمر عشرين أو ثلاثين أو ستين عاماً.
إنها عزيزي القارى قضية ( السطر الأخير !! ).

وحتى نتعرف أكثر ما أقصده بالسطر الأخير ؟ ما رأيكم أن نتجول سوية في بعض الأمثلة المعاصرة من باب تقريب الصورة لا أكثر :

- كلنا قد سمع عن الشيخ العالم عبدالعزيز بن باز رحمه الله ، وكيف أمضى حياته والتي يمكن أن نلخص سطورها مابين همة عالية في تعليم الناس أمور دينهم وتوجيههم ، ومعايشة لأحوال المسلمين في كل مكان ، وحرص على النفع والخير لعموم المسلمين ، حتى كان بحق سطره الأخير في حياته – أحسبه والله حسيبه - (عــالــم ربــانـي).

- ولا أشك أن أحدنا لم يسمع عن الدكتور عبدالرحمن السميط – شفاه الله - ، و حياته العامرة بالبذل والعطاء ، فلو طلب منا أن نكتب عن أبرز سطور في حياته فسندون أنه أسلم على يديه الملايين ، وقام بتعليم مئات الألوف تعاليم الإسلام.. وأسطر كثيرة بارزة نلخصها في السطر الأخير – أحسبه والله حسيبه - أنه (رجـــل أمـــة).

و الأمثلة في ذلك كثيرة...

و هكذا هي الحياة .. ستمضي كل المراحل التي مرت بنا فيها ، الطفولة .. الدراسة .. الإنجازات .. العمل للدين .. حمل هم الأمة .. مشاريع متميزة .. ولن يتبقى إلا خلاصة حياتك التي سيتداولها الناس بعد موتك في أسطر معدودة إن كانت تستحق التدوال - وأظنك ستكون أحدهم بإذن الله - لتشكل في مجموعها سطرا أخيرا أسأل الله أن يكون نافعاً لك بعد موتك ..

نعم يامن تقرأ أحرفي .. إن بإمكان الواحد منا أن تكون له سطوراً ناصعة في حياته حين يتحرر من المبالغة في جلد الذات ، وضعف الثقة بالنفس ، وقيود الوهم لن أستطيع .. لن أستطيع..

عندها بإذن الله ستصعد نحو المعالي كاتباً في سطور حياتك الشخصية أنك أحد الكبار المتميزين في زمنهم .. فقط ابدأ من الان بوضع تصور لك عن الأسطر الأخيرة التي تريد أن تصل لها في حياتك .. واعمل لتحقيقها ، وابذل الجهد ، وقبل ذلك أخلص النوايا لله عز وجل ، وإسأله التوفيق .. وستصل بعون الله ومشيئته.
وكن رجلاً إن أتوا بعده*** يقولون مرّ وهذا الأثر
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، وأن يحسن ختامنا أجمعين

قلب الزهـــور 20-02-2014 04:49 AM

قصة مفيدة غريبة
فهذه قصة قصيرة ممتعة مليئة بالفوائد والعبر، وهي مَثَل يستفيد منها كل من قرأها واعتبر:
رجل نصراني قرّر ألا يعتقد شيئا إلا بعد السؤال عن الدليل، وبهذه الطريقة الحكيمة اقتنع ببطلان عقيدة النصارى الضالين، وأراد أن يبحث عن دين الله رب العالمين، فدُلّ على الإسلام فقال: لابد أن أسأل عنه. فدُلّ على إمامين في مسجدين، فذهب إلى أحدهما فقال: أريد أن أعرف بعض الأشياء عن الإسلام، فقال: مرحبا بك وسل عما بدا لك.
قال: من تعبدون ؟
قال: الله الذي خلق كل شيء.
قال: أين الله ؟
قال: لا يجوز أن تسأل هذا السؤال !
قال : كيف أعبد الله وأنا لا أعرف أين هو ؟!
قال الإمام: الله في كل مكان.
قال: وهل سيراه من يعبده ؟
قال: لن يراه أحد سواء كان يعبده أو لا يعبده ، فالمؤمنون والكافرون عن ربهم يوم القيامة محجوبون !
قال: لو أسلمت وحافظت على الصلوات وامتثلت جميع الواجبات بقدر استطاعتي وتركت المحرمات إلا أني وقعت في بعض المعاصي ومُتُّ قبل أن أتوب فما حالي ؟
قال: ستدخل نار جهنم خالدا فيها أبدا !
قال: حتى لو كنت في حياتي أجتهد في الصلوات الفريضة والنافلة وأقرأ القرآن وأصوم وأتصدق ؟!
قال: نعم، ولا تنفعك أعمالك الصالحة ولو بَلَغَتْ عَنان السماء، ولن يرحمك الله ولو بقيت في النار ألف عام، ولا يُخرِج الله أحدا من النار ولو كان طوال حياته من البررة ثم وقع في كبيرة ولو كذبة أو غِيبة أو نميمة ولم يتب منها، ولا تُصدِّق الأحاديث التي رواها الصحابة وذكروا أن الله يُخرج من النار بعض المسلمين الذين دخلوها، فمن دخل النار من المسلمين لن يخرج منها أبدا كالكافرين.
قال: ما رأيك في الصحابة ؟
قال: هم شر الناس ، لم يُنفِّذوا وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين أوصى أن تكون الخلافة بعده للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وذريته من بعده.
فقال النصراني : هذا دين باطل ، ولا أدري كيف تعبدون الله وأنتم تزعمون أنه في كل مكان حتى في القمامات والمراحيض، أنا لم أقتنع بقول النصارى : إن الله حلَّ في عيسى فقط ، فكيف أُصدِّق أنه حلَّ في الكلاب والخنازير وأنه في كل مكان !! وقد فتحت علبة أناناس قبل أن آتي إليك فلم أجد الله فيها , فهل هو هواء حتى تقول: إنه في كل مكان ؟!
ثم كيف لا يراه من عبده ومن لم يعبده ويكونون سواء ؟!
ثم ما ينفعني هذا الدين الذي ليس فيه رحمة لأتباعه ، فلو عبدتُّ الله خمسين سنة ووقعتُ في معصية واحدة سأُخلَّد في نار جهنم كالكفرة، ولا يرحمني الله إذا كنت ضعيف الإيمان، ولا تنفعني شفاعة الشافعين وقد كنت من المسلمين !!
ثم كيف أثق بالقرآن والسنة والذين نقلوهما هم شر الناس كما تزعم ؟!
وقد كنت أسمع أن نبيكم محمدا أعظم رجل في التاريخ والآن شكَّكَّتني في ذلك حيث تزعم أنه فشل في تربية أصحابه فما إن مات حتى خالفوا وصيته، وتزعم أنه أراد أن تكون الخلافة في ذريته ، فهل هو نبي أو ملِك ؟!!

ثم ذهب النصراني إلى الإمام الآخر في مسجده فقال له : أريد أن أسألك خمسة أسئلة مهمة تتعلق بالإسلام .

فقال له : تفضَّل. قال : أجبني عنها بالأدلة الصريحة الصحيحة. قال : إن شاء الله. قال :

1. أين الله ؟
قال: في السماء. قال الله تعالى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ﴾ .﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى .﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، وقصة المعراج تدل على علو الله ، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لجارية :" أين الله ؟ قالت : في السماء. قال لسيدها : اعتقها فإنها مؤمنة "([1])، وقال عليه الصلاة والسلام: " ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء"([2]) أي مَن على السماء ، ولا يحيط بالله شيء فهو العلي الأعلى المتعال ، له العلو المطلق من جميع الوجوه : علو الذات والقدر والقهر، علو لا يستلزم التمثيل والتشبيه ، فقد أخبر الله عن نفسه أنه ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ ، سُئل الإمام مالك رحمه الله عن الاستواء على العرش فقال : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة. وهكذا كل صفة من صفات الله الثابتة في كتابه أو سنة رسوله يجب الإيمان بها كما أخبرنا بها بلا تكييف ولا تمثيل ، ولا تحريف ولا تعطيل ، والأدلة على أن الله فوق السماء أكثر من ألف دليل كما قال العلماء ، وانظر إن شئت كتاب مختصر العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي المتوفى سنة 748هـ .

ولا خلاف أن علم الله في كل مكان ، قال الله سبحانه مبيِّنا سعة علمه : ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ . ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، قال العلماء : بُدِئت الآية بالعلم وخُتِمت بالعلم .

2. هل نرى الله ؟
قال: المؤمنون سيرونه يوم القيامة ، وأما الكافرون فلا يرونه . قال الله : ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ . ﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ ، ورؤية المؤمنين لله تكون بلا إحاطة ، فالله أعظم من أن تُحيط به الأبصار ، فالمؤمنون بقدرة الله ـ وهو على كل شيء قدير ـ يرونه بلا إدراك كما قال سبحانه : ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ ، كما أننا نرى السماء ولا ندركها، ونرى البحر ولا ندركه ؛ فكذلك يرى المؤمنون الله يوم القيامة ولا يدركونه، ولا تعارض بين الأدلة ، وكلها حق من عند الله ، ويجب أن نؤمن بها كلها ، ولا نكون من أهل البدع الذين يتَّبِعون المتشابه ليردوا به المحكم ويُضِلوا أتباعهم ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ .
وأحاديث رؤية المؤمنين لربهم متواترة رواها الثقات الذين نقلوا لنا القرآن والأحكام والحلال والحرام ، وراجع إن شئت كتاب الرؤية للحافظ الكبير أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة 385هـ .

3.لو أسلمت وامتثلت الواجبات بقدر استطاعتي وتركت المحرمات إلا أني وقعتُ في بعض المعاصي ومتُّ قبل أن أتوب فهل أُخَلَّدُ في النار ؟
قال : معاذ الله ! فالله هو أرحم الراحمين ، ومن وقع في كبيرة لم يتب منها فهو تحت مشيئة الله الغفار، إن شاء غفر له وإن شاء عذَّبه بقدر ذنبه ثم أخرجه من النار ، ولا يُخلِّد الله في النار إلا الكفار، قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ، وأحاديث الشفاعة وخروج الموحِّدين من النار صحيحة متواترة لا ينكرها إلا المعتزلة والخوارج وهم أجهل الناس بالسُّنة، لأنهم لا يرجعون إلى أهل الحديث لمعرفة الصحيح والضعيف، وانظر إن شئت بعض أحاديث الشفاعة وطرقها في تفسير الحافظ ابن كثير المتوفى سنة 774هـ في تفسير سورة الإسراء آية (79) ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ .

قلب الزهـــور 20-02-2014 04:53 AM

تاااااااااااااااااابع
 


4. ما رأيك في الصحابة ؟
قال: هم خير هذه الأمة ، آمنوا بالله ورسوله وجاهدوا معه بأموالهم وأنفسهم ، وحفظوا القرآن والسنة وبلَّغوهما من بعدهم ، ونشروا الإسلام وفتحوا البلدان ، فجزاهم الله عن المسلمين خيرا ، وقد أخبرنا الله في كتابه أنه رضي عنهم وأرضاهم ، وأمرنا أن نستغفر لهم ذنوبهم ، فلا معصوم إلا الأنبياء ، ونهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن سبهم والخوض في مساويهم ، وقال الله تعالى:﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

5.هل أوصى النبي بالخلافة لعلي ؟
قال: لا ، ولا يوجد أي دليل على ذلك ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرض موته أمر أبابكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالناس ويقوم مقامه في أمر الدين ، ومات وترك الأمر للمسلمين ، ولم يوص أحدا ، فتشاور المسلمون فبايعوا أبابكر الذي رضيه النبي لدينهم فاختاروه لدنياهم ، وله من الفضل ما لا ينكره إلا أعمى البصيرة ، فهو أول من أسلم من الرجال، وثاني اثنين إذ هما في الغار، وأنفق ماله كله في سبيل الله ، وكان أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الحديث الصحيح ، وتزوَّج ابنته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وقد كان علي بن أبي طالب يُحبه ويُفضِّله على نفسه، فقد سأله ابنه محمد ابن الحنفية : من أفضل الناس بعد النبي ؟ فقال علي : أبوبكر ثم عمر . وأعلن علي رضي الله عنه بذلك على منبر أهل الكوفة كما تواتر ذلك عنه، وقد سمَّى أمير المؤمنين علي بعض أولاده أبابكر وعمر وعثمان لمحبته إياهم ، وسمَّى الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة بعض أولادهما أبابكر وعمر ، وقال عنهما الإمام زيد بن علي رحمه الله : هما وزيرا جدي . وانظر كتاب ( إرشاد الغبي لمذهب أهل البيت في صحب النبي) تأليف العلامة الشوكاني قاضي قضاة صنعاء المتوفى سنة 1250هـ .

فالقول بأن عليا هو الوصي عقيدة خبيثة لا برهان عليها ، وهي باب الرفض والتشيع والبدع والضلال، فمن اعتقد هذه العقيدة الباطلة العاطلة أبغض الصحابة وظن بهم ظن السوء ، وربما وصل به الأمر إلى لعنهم وتكفيرهم لاعتقاده أنهم خالفوا وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأحسن كتاب في الرد على هذه العقيدة السخيفة ( مختصر منهاج السنة ) لشيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728هـ .

والعجيب أنهم يستدلون على هذه الوصية المزعومة بقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ وزعموا أن المراد بها علي! مع أنها عامة في كل مؤمن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ، ويدل على العموم أنها جاءت بصيغة الجمع ولم يقل الله :( والذي آمن الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة وهو راكع )، وزعموا أنها أُنزِلت في علي وحده حين تصدق بخاتمه وهو راكع ، والحديث المذكور مكذوب كما بيَّن ذلك أهل الحديث المتخصصين الذين حفظ الله بهم السنة، ولكن الشيعة قوم لا يهتمون بعلم الحديث ، فما وافق أهواءهم قبلوه ولو كان لا أصل له ، وما خالف أهواءهم ردوه ولو كان عند المحدثين صحيحا متواترا !

وقد بيَّن المفسرون أن قوله تعالى: ( وهم راكعون ) ثناء عليهم بالركوع وليس بيانا أنهم يزكّون حال الركوع ، فهذه الآية هي مثل قوله تعالى : ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾ فليس المراد قطعا تلاوتهم آيات الله حال السجود ، ثم الإمام علي ـ كما هو معلوم ـ لم يكن غنيا في حياة النبي عليه الصلاة والسلام حتى تجب عليه الزكاة !! ثم الزكاة لا تجب في الخاتم الذي يلبسه الرجال!!!

نحن لا ننكر أن عليا رضي الله عنه ممن تشملهم الآية ، كيف وقد صح عند أهل الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه "([3]) أي من كان يحبني فليحبه ويناصره ، ولكننا ننكر تحريف معنى الآية ، وأن يُدَّعى أنها خاصة بعلي ، وأن يُلَبَّس على الناس بأنها دليل على العقيدة الخبيثة الفاسدة الكاسدة (الوصية) التي تجعل صاحبها يبغض أصحاب رسول الله الذين مدحهم الله في كتابه في أكثر من آية كقوله : ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا . ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى .

قال الرجل الباحث عن الحق: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، والحمد لله الذي هداني للدين الحق الموافق للفطرة والعقول السليمة ، وأشهد أن الشيعة يصُدّون عن دين الله بأقوالهم السخيفة ، ومعتقداتهم الباطلة ، التي ليس عليها دليل من القرآن أو السنة.

قال العالم السُّنّي : الحمد لله الذي يهدي من يشاء ، وهو أعلم بمن يستحق الهداية فيهديه بفضله ﴿ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ ، والمؤمن المخلص يؤثر الحق على الخلق ، ويُقدِّم الحق على الآباء والمشايخ ، ويحرص على معرفة الحق في الاعتقاد والقول والعمل بالأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة ، ولا يكتفي بما عنده من علم وخير، بل لايزال يزداد علما إلى علمه وخيرا إلى خيره، ويسأل الله أن يخرجه من الظلمات إلى النور ويزيده هدى وعلما﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ . ﴿وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾، ولا يقبل أي دعوى إلا بدليل صريح صحيح كما قال الله: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ ، ولا يتَّبِع ما لا يَعلم كما قال الله : ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ ، ويسأل الله في كل صلاة أن يهديه إلى الحق علما وعملا ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ.

شمس القوايل 24-02-2014 02:02 AM

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود

عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

قلب الزهـــور 27-02-2014 04:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل (المشاركة 5591293)
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود

عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

●●●
هلاااااااااااوغلااااااااااا

يسعدلي قلبك ويسلمووو وربي على الحضور الرائع بصفحتي
تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحياتي :قلب الزهـــور .. بباي

http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image366.gif


قلب الزهـــور 27-02-2014 04:07 AM

الأقلية المسلمة في دول وسط إفريقيا
أولًا: وسط إفريقيا.
ثانيًا: غرب إفريقيا.
ثالثًا: شرق إفريقيا.
رابعًا: جنوب إفريقيا.
خامسًا: الجزر الإفريقية.

لمحة عامة:

إفريقيا قارة يعادل طولها مقدار عرضها، وقارات العالم تحيطها السهول وترتفع في داخلها المرتفعات الجبلية، بينما نرى أن قارة إفريقيا تحاط بحزام جبلي يحيطها من سواحلها، ثم تنبسط الأرض لتشكل السهول التي تنتهي بالصحراء الكبرى وسط إفريقيا.

(تبلغ مساحة إفريقيا أكثر من 30 مليون كم2، فهي تشكل خمس مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، وعدد سكانها 500 مليون نسمة، أي حوالي عشر سكان العالم.

تتكون هذه القارة من هضبتين كبيرتين:
أ‌- هضبة شمالية: وتمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، ومنها الصحراء الكبرى، وبلاد السودان، وبعض المرتفعات والمنخفضات.

ب‌- هضبة جنوبية: وهي أكثر ارتفاعًا من الهضبة الشمالية، ومن أهم مرتفعاتها، هضبة الحبشة، وجبال سليمان جارو.

وتخترق أرض إفريقيا أنهار كبيرة غزيرة المياه منها: نهر النيل أطول أنهار العالم، ونهر الكونغو ونهر النيجر.

والقارة بكر غنية بالعديد من مصادر الرزق:

• فالغابات تغطي 20/100 من مساحتها.
• والمراعي تغطي مساحات واسعة من إفريقيا.
• والإمكانيات الزراعية كثيرة غير مستغلة.
• وأما المعادن فكثيرة، وثروتها الباطنية أكثر من الظاهرة.


من أهم ملامح هذه القارة:

1- يقسمها خط الاستواء إلى قسمين؛ شمالي وجنوبي، فتمتاز إفريقيا الاستوائية بغاباتها الكثيفة، وشدة حرارتها، ورطوبتها.

2- قصر سواحلها بالنسبة لمساحتها، بمعنى آخر؛ قلة تعاريج السواحل، الأمر الذي يؤدي إلى قلة الرؤوس والخلجان، ويترتب عليه قلة الموانئ الطبيعية.

3- امتداد معظم جبالها على السواحل، مما يؤدي إلى عزل الداخل، وإلى ضيق السهول الساحلية، وهذه يؤدي إما إلى مناطق صحراوية، أو إلى غابات كثيفة يصعب اختراقها، فتزيد من عزلة داخل القارة.

4- قلة الجزر القريبة من الساحل: وإفريقيا إجمالًا كتلة واحدة خالية الأطراف تقريبًا.

5- قلة صلاحية أنهاها للملاحة: وهذه الانهار تنتهي إلى البحر بدلتات كثيرة الفروع والمستنقعات والسدود أو مساقط مائية، وتكثر فيها الشلالات.

6- اتساع صحاريها التي تصل مساحتها إلى 10 مليون كم2 أب ثلث مساحة القارة.

دخول الإسلام إلى إفريقيا:

1- طريق باب المندب وشرق إفريقيا:

وكانت معرفة العرب بسواحل إفريقيا الشرقية تعود إلى ما قبل الدعوة الإسلامية بكثير.
وكانت هجرة الصحابة إلى الحبشة، فكانوا الطليعة الأولى من حملة الإسلام في إفريقيا.
وبعد الإسلام زادت العلاقات مع الداخل وخاصة في زمن الدولة الأموية.
وقد زار ابن بطوطة كلوة وممباسة ومقديشو، ودهش لما كانت عليه هذه المدن من تنظيم ورخاء
.

2- طريق البحر الأحمر:

لقد كان الحجاز على صلة بالشاطئ الإفريقي قبل الإسلام، وقد قويت هذه الصلة بعد ظهور الإسلام كمعبر قريب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وقد زادت الأهمية في الحروب الصليبية عندما كانت الموانئ الشمالية مهددة بالغزو، فازدهرت من أجل ذلك، كميناء عيذاب الذي قال عنه ابن جبير:
ورمنا في هذه الطريق (إلى عيذاب) إحصاء القوافل الواردة والصادرة، فما تمكن لنا، ولاسيما القوافل العيذابية المتحملة لسلع الهند الواصلة إلى اليمن، ثم من اليمن إلى عيذاب، وأكثر ما شاهدنا من ذلك أحمال الفلفل، فلقد خيل لنل من كثرته أنه يوازي التراب قيمة.

ومن عجيب ما شاهدناه بهذه الصحراء؛ أنك تلتقي بقارعة الطريق أحمال الفلفل والقرفة وسائرها من السلع المطروحة، لا حارس لها، تترك بهذا السبيل؛ إما لإعياء الإبل الحاملة لها، أو غير ذلك من الأعذار، وتبقى بموضعها إلى أن ينقلها صاحبها مصونة من الآفات على كثرة المار عليها من أطوار الناس.

3- طريق سيناء:
وسيناء معبر يربط آسيا بإفريقيا، فعن طريقها دخلت القوات الإسلامية من فلسطين بقيادة عمرو بن العاص لتحرر مصر من الجاهلية ثم برقة وتونس والغرب من النفوذ الروماني.

وكانت سيناء طريق هجرة العرب الشماليين إلى إفريقيا من مضر وربيعة، ثم هجرات بني هلال وسُليم.

4- الطرق الداخلية لانتشار الإسلام:

عن طريق المغرب، حيث وصل الإسلام عن طريق التجار وهجرات العرب والبربر، حتى أصبح موجودًا في كل دولة وكل مدينة، فظهرت دولة غانا الإسلامية في ما يسمى اليوم مالي وموريتانيا وأجزاء أخرى من إفريقيا الغربية، واتسع انتشار الإسلام في غرب إفريقيا على يد المرابطين في القرن الخامس الهجري.

ثم قاد الفولانيون والمانديون حركة الإسلام في فوتاجالون، فأصبحت إسلامية في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، وزاد انتشار الإسلام بحركة عثمان دان فوديو.

قلب الزهـــور 27-02-2014 04:09 AM

تااااااااااااابع
 
وسلك الإسلام إليها الطرق التالية:
• من مصر إلى النوبة إلى البرنو إلى بلاد الهوسا.
• من طريق الحبشة إلى الأشانتي.
• من شمال إفريقيا عبر الصحراء إلى حوض النيجر الأوسط والغربي.

وقد مثلت منطقة تشاد نقطة اللقاء الإسلامي القادم من الشرق والغرب، وتكونت دول إسلامية شهيرة مثل دولة البرنو والكانم ودولة مالي ودولة الفولاني.

فدولة البرنو والكانم دولة أفريقية عمرت حوالي تسعة قرون، وكان عصب قوتها الإسلام، والعربية لغتها الرسمية، قامت في السودان الأوسط، ومهدها منطقة بحيرة تشاد، وامتدت في بعض فتراتها إلى ما بين النيل والنيجر، وأقامت هذه الدولة مدرسة لها كلية بالفسطاط، ينزل بها وفودهم في أثناء الحج وطلب العلم.

5- طريق المحيط الهندي:

وقد سلكها التجار والدعاة من الجنوب العربي وعمان وفارس والهند، كما وصل الإسلام في الوقت الحاضر إلى شرق إفريقيا وجنوبها بوساطة المسلمين الهنود والماليزيين والأندنويسيين، ونشطت الدعوات الخارجة عن الإسلام؛ كالدعوة الإسماعيلية والقاديانية في كينيا وتنزانيا وجنوب إفريقيا عن هذه الطريق[1].

(إن الإسلام لا يعتبر دينًا غريبًا عن القارة الإفريقية، فالإسلام متجذر بشكل عميق في العديد من البلدان الإفريقية، لقد عمل الإسلام في إفريقيا على توحيد الشعوب والحفاظ على الوحدة الوطنية في كثير من البلدان، كما عمل على حماية بلدان عديدة من مرض الإيدز بفضل تعاليمه الأخلاقية.

برميل البارود النيجيري:
هناك صراع كبير يدور الآن في نيجريا بين ولايات الشمال المسلمة وولايات الجنوب المسيحية، وفي الجنوب تقع حقول النفط والثروات الباطنية الطبيعية العظيمة، أما الشمال؛ فهو يسيطر على السلطة السياسية من خلال العسكريين الذين ينهبون البلاد تباعًا ويمارسون نفوذًا ديكتاتوريًّا من بين لأنظمة الحكم الأكثر وحشية التي عرفتها إفريقيا.

إفريقيا اليوم هي القارة الأكثر فقرًا، وتواجه تحديات خطيرة، وكأنها قد تم التخلي عنها لمواجهة مصيرها من قبل مجتمع دولي لا يسكنه هاجس الرحمة؛ إن هذه القارة هي الضحية الرئيسية للعولمة.

وروديسيا الجنوبية التي كانت مخزن إفريقيا الجنوبية كلها من الأطعمة، أصبحت اليوم تعاني من المجاعة.

إن الإسلام في إفريقيا يعتبر الديانة الأكثر ديناميكية، والآن تحاول الكنائس الأمريكية الجديدة التصدي للإسلام في إفريقيا، وهي لا تثق في الكنائس الكاثوليكية التقليدية في نجاحها للتصدي به.

وخلاصة القول:

إن الإسلام الإفريقي يدخل الآن في مرحلة من العواصف ونعتقد بأنه سيخرج منها سالمًا[2].
وسنلقي الضوء الآن على الأقليات المسلمة في القارة السوداء إفريقيا.

أولًا: في دول وسط إفريقيا:

1- تشاد.
2- مالي.
3- النيجر.
4- بوركينا فاسو - فولطا العليا.
5- جمهورية إفريقيا الوسطى.
6- رواندا.
7- زائير.
8- بورندي.
9- الكونغو.

1- تشاد:

جغرافية المنطقة:

تزيد مساحة تشاد على مليون وربع كم2، وفيها بحيرة تشاد، وقد لأخذت البلاد اسمها، وتتقاسم هذه البحيرة مع كل من نيجريا والنيجر والكاميرون، وتزيد مساحة هذه البحيرة على 10 آلاف كم2.
وبلاد تشاد حارة بوجه عام، مع الرطوبة، يجري في الجنوب نهر شاري.
تعد تشاد بلادًا رعوية وزراعية، وتربي الأغنام والماعز والجمال، وهب وسيلة النقل الوحيدة في الصحراء.

السكان:

يزيد عدد سكان تشاد اليوم على 4 ملايين ونصف المليون نسمة، وتبلغ نسبة المسلمين 85/100منهم، تزداد هذه النسبة في الشمال وتقل كثيرًا في الجنوب حيث النصارى والوثنيون.
واللغة الفرنسية هي الرسمية، وتسود اللغة العربية في الشمال، ويزيد عدد اللغات المحلية على 118 لغة، وتقوم تجمعات السكان على النظام القبلي.

قلب الزهـــور 27-02-2014 04:11 AM

تااااااااااابع
 
تاريخ تشاد:
ممالكها ودخول الإسلام إليها:
يبدو أن بعضًا من الهجرات تقدم نحو هذه المنطقة بعد أحداث جرت في العالم الإسلامي منها؛ سقوط بغداد، وخروج المسلمين من الأندلس...، لقد تأسست بعض الممالك الإسلامية، وأهمها ثلاث:
• مملكة كانم:
تأسست في القرن الثاني الهجري على أيدي جماعة قادمين من شمال شرقي بحيرة تشاد، وكانوا وثنيين.

ثم دخلها الإسلام في أواخر القرن الخامس، وأول الأمراء الذين اعتنقوا الإسلام رجل يدعى: أوم، وانتشر الإسلام في عهده انتشارًا واسعًا.

وبعد أحداث تعاقبت على حكام هذه المملكة هاجمت قبائل الفولاني بزعامة عثمان دانفديو المنطقة واحتلت منطقة بورنو، وأصبحت قبائل الهوسا كلها تحت حكمه، وساد الإسلام في القبائل الوثنية.

وتمكن الأمير رابح أن يدخل البلاد بعد حروب، وبقي في الحكم حتى عام 1900م حين جاء الفرنسيون.

• مملكة ودَّاي:
وداي، منطقة في الشرق، وعرة المسالك حكمتها أسرة التنجور حتى القرن العاشر الهجري وكانت وثنية، جاءت من الصحراء هربًا من قبائل بني هلال، ووصلت إلى منطقة دارفور، واختلطت مع شعب الداجو الأسود، ومن اختلاط الشعبين نشأ شعب الفور الذي طرد التنجور فاتجه نحو الغرب وسيطر على منطقة وداي، واستمر في الحكم حتى دخول الإسلام المنطقة في القرن العاشر الهجري.

كان أول الملوك المسلمين هم عبد الكريم الذي أصبح سلطانًا عام 1621م، وخلفه ابنه عروة، وبعد أحداث من الفرقة بين الأسرة المالكة تدخل الفرنسيون وسيطروا على المنطقة.

• مملكة باغرمي:
في جنوب الأجزاء الوسطى من البلاد.

وصل إليها الإسلام في مطلع القرن السادس الهجري، وكان السلطان بريمي أول الحكام المسلمين فيها.

وقد عم الإسلام في عهد السلطان الحاج محمد الأمين، وجرت أحداث، ثم ضمها الأمير رابح إلى سلطانه وبقيت تحت قيادته حتى عام 1900م.

الأمير رابح:

نجا من المذبحة التي دبرها الإنكليز بالسودان، فسار بمن معه نحو تشاد في ألف فارس، واستطاع أن يسيطر على منطقة وداي، وضم إلى سلطانه الممالك القائمة وهي باغرمي وكانم وبلاد بورنو، وأقام حكومة إسلامية، ولكنه اصطدم بالفرنسيين، وجرت معركة بقيادة الجنرال لامي الذي قتل على أبواب مدينة قيصرى وتوفي الأمير رابح متأثرًا بجراحه عام 1900م.

تولى بعده ابنه فضل الله الذي انتصر على الفرنسيين في معارك عدة، إلا أن الفرنسيين دخلوا تشاد تعززهم قواتهم وأسلحتهم الحديثة، واستمرت المقاومة الإسلامية حتى قضي عليها عام 1911م.

الصليبيون الفرنسيون:
أخضع الفرنسيون تشاد، وقادوا أربعمئة عالم من أنحاء البلاد، وساقوهم إلى مدينة أبيشة، وقتلوهم بالساطور، وقد عرفت هذه المذبحة باسم: مذبحة كبكب، كانت هذه المذبحة الرهيبة عام 1918م، في أثناء الحرب العالمية الأولى، ومع هذه الوحشية لم تتمكن فرنسا من دخول فور، وأوزو إلا عام 1930 م.

اتبعت فرنسا سياسة صليبية مقيتة، وذلك لمحو الشخصية الإسلامية في المنطقة.

وبعد الحرب العالمية الثانية، انتخب أول مجلس نيابي فيها، ثم حصلت على استقلالها عام 1959 و دخلت الأمم المتحدة، وغدت اللغة الفرنسية هي الرسمية.

ألغى رئيس الجمهورية الأحزاب واعتمد نظام الحكم الواحد الحاكم، ووصل السفير الإسرائيلي إلى تشاد، مما أثار غضب المسلمين، وحدثت عدة انتفاضات وثورات، وبعد حرب رمضان عام 1973 بين العرب وإسرائيل قطعت تشاد علاقاتها مع إسرائيل.

وحصل صراع بين الشمال والجنوب، وما زال الصراع قائمًا بين الشعب الواحد.

2- مالي:

لمحة جغرافية:

تبلغ مساحتها مليون وربع المليون كم2، وأرضها هضبة يبلغ ارتفاعها 500م.

المناخ:
المناخ مرتفع الحرارة، وتزداد الأمطار في المنطقة الجنوبية، والجنوبية الغربية، أما باقي البلاد فمناخه صحراوي جاف، وكلما اتجهنا شمالًا قلت الأمطار حتى تبلغ في مدينة تمبكتو 100مم في شهري تموز وآب.

المياه يعد نهر النيجر أهم مجرى مائي في البلاد، كما يجري نهر السنغال في الغرب.

السكان:
يقدر عدد سكان مالي بستة ملايين نسمة وتتركز الغالبية العظمى في الجزء الجنوبي من البلاد، وخاصة على ضفاف هذين النهرين؛ النيجر والسنغال.

تعتمد مالي في اقتصادها على الزراعة وصيد الأسماك، وفيها بعض المعادن؛ كالحديد والذهب والماس
.

التاريخ:

أهم ممالك مالي في التاريخ:
• إمبراطورية غانا:
في القرن السابع، قامت إمبراطورية غانا في منطقة مالي اليوم، أسستها جماعة بيضاء، اختلطت مع السكان السود فشكلت شعب الفولاني.

وجاء المرابطون في القرن الخامس الهجري فانتشر الإسلام فيهم، وكانوا وثنيين، وبعد ضعف المرابطين أعلن الفولانيون ارتباطهم بالدولة العباسية، ثم ساد الجفاف، فارتحلت عدة قبائل نحو الجنوب فانهارت إمبراطورية غانا، وقامت مكانها إمبراطورية الصوصو.

وكان لارتحال القبائل نحو الجنوب أثر في تعميق الإسلام في منطقة خليج غانا
.

• إمبراطورية الصوصو:

هاجرت جماعة من الفولانيين من بلاد التكرور، واستقرت في منطقة كانياغا في أعالي نهر النيجر، ثم سيطرت على شعب الصوصو ودخلوا مدينة كومبي صالح عام 600هـ ودمروها، وهاجموا مملكة الماندينغ وقتلوا ملكها سومانجارو وأولاده جميعًا باستثناء صغيرهم لمرضه وهو ماري جاطة عام 628هـ.

• مملكة مالي:

تمكن ماري جاطة عام 633هـ أن يؤسس جيشًا وأن ينتصر على الصوصو وأن يزيل ملكهم.

• إمبراطورية الصنغاي:

الصنغاي: مجموعة من القبائل الزنجية، كانت تعيش في منطقة نهر النيجر، خضعت لمملكة مالي، وأعطت رهائن، غير أن علي كولن، وأخاه سليمان، فرا من حاضرة مالي، وأسسا مملكة جديدة، ومؤسس دولة الصنغاي هو:
مسنا علي، فاستولى على تمبكتو وتوسعت مملكته ثم تفككت عام 1595م.

• مملكة البامبارا:

البامبارا، جماعة من الماندينغ تقيم في حوض نهر النيجر الأعلى، خضعت لمملكة مالي، ثم لإمبراطورية الصنغاي، واستقلت عن تمبكتو عام 1660 م، وتوسعت، وأخيرًا حكمتها أسرة ديارا التي استمرت في الحكم عام 1861م؛ حيث خضعت لسلطان الحاج عمر الذي قاوم الفرنسيين.

قلب الزهـــور 27-02-2014 04:14 AM

تاااااااااااااابع
 
• دولة الحاج عمر الفولاني:
ظهر الحاج عمر عام 1838م، واستطاع أن يوحد السودان الغربي تحت سلطانه، قاوم الفرنسيين مقاومة عنيفة، وأخيرًا قتل عام 1864، واختلف أبناؤه على السلطة، وهزم آخرهم وهو الأمير أحمد أمام الفرنسيين وتوفي عام 1898، وتمكن بعده الفرنسيون من دخول البلاد.

• ساموري توري:

بقي المايندنغ منقسمين على أنفسهم بعد زوال دولة البامبارا، حتى ظهر فيهم زعيم قوي هو ساموري توري عام 1860 م استطاع أن يوحد صفوف المايندنغ وتصدى لمقاومة الفرنسيين وبعد مقاومة دامت أربع سنوات اضطر إلى الفرار، فقبض عليه في شمال ساحل العاج، ونُفِي إلى الغابون، حيث توفي هناك عام 1900.

3- النيجر:
تبلغ مساحته أكثر من مليون وربع المليون كم2.

يتألف سطحها من هضبة واسعة، يبلغ معدل ارتفاعها 365م عن مستوى سطح البحر، ويصل أقصى ارتفاع في الوسط 2000 م.

ويجري نهر النيجر في الجنوب الغربي مسافة 296كم في بلاد النيجر، ويدخل في بلاد مالي ثم يدخل بلاد نيجريا.

المناخ:

في الجنوب مناخ حار ممطر وفي الشمال صحراوي جاف، وتتبخر الغيوم قبل وصولها إلى الأرض، وتتكون الأودية من السيول لتنتهي في نهر النيجر، ومنها ما يسير نحو بحيرة تشاد.

السكان:
الجنوب آهل بالسكان وهو ممطر، يقدر عدد السكان بستة ملايين نسمة، وأشهر القبائل الهوسا والفرما، وكلهم مسلمون، ولكل قبيلة لغتها الخاصة، أما الفرنسية؛ فهي اللغة الرسمية، وتنتشر اللغة العربية عند أهل العلم من المسلمين.

تقوم الحياة على الزراعة وتربية الماشية وبعض الزراعات الصناعي؛ة كالقطن والصمغ، والفول السوداني، ويوجد بعض المعادن، كاليورانيوم والقصدير والملح.

4- بوركينا فاسو (فولتا العليا):
لمحة جغرافية:
تبلغ مساحتها 275كم 2 يتألف سطحها من هضبة قديمة تقطعها عدة أنهار؛ منها:
الفولتا الأسود، والفولتا الأحمر، والفولتا الأبيض، وتشكل الأنهار الثلاثة بحيرة غانا التي يخرج منها نهر الفولتا.

المناخ:
أمطارها صيفية، وشتاؤها جاف.

السكان:

يقدر عددهم بأكثر من ستة ملايين نسمة.
أشهر قبائل فولتا العليا الموسى، وتشكل اكثر من نصف السكان، ولا تزال أعداد منهم على الوثنية ثم قبائل المايندنغ والهوسا والفولاني والطوارق، وأغلب هذه القلائل من المسلمين.

تقدر نسبة المسلمين 65 /100 ويوجد بين السكان حوالي 100 ألف نصراني، والباقي وثنيون.

النشاط البشري:
يعتمد السكان على الزراعة والرعي، ويوجد بعض المعادن.

التاريخ:
كان الرومان في المنطقة قبل الإسلام، ولما جاء المسلمون نشروا الإسلام عن طريق التجارة.

وفي القرن الخامس أخضع الطوارق وهم مسلمون، الأجزاء الشمالية، كما أخضع الهوسا، وهم أيضًا مسلمون ن بقية مناطق النيجر اليوم، فصار الإسلام منتشرًا على نطاق واسع، وشكل الحكام إمارات متعددة في تلك الجهات.

استعمرت فرنسا النيجر سنة 1923م، وعدتها من أملاكها، وسكان النيجر أول حكومة وطنية عام 1957 واستقلت عام 1960.

كيف وصل الإسلام إلى فولتا العليا؟
وصل عن طريق تحرك القبائل المسلمة، واستمر ذلك الانتشار حتى جاء الفرنسيون بسياستهم الصليبية فتوقف المد الإسلامي وتدفق سيل الإرساليات التنصيرية، وما إن استقلت البلاد حتى عاد المد الإسلامي من جديد على الرغم من الحكم النصراني، ونسبة المسلمين الآن تزيد على 65/100 من عدد السكان.

وإليك أخي القارئ الكريم هذا الخبر:

اعتناق 2010 شخص الدين الإسلامي في بوركينا فاسو.

أغادوغو- وكالة الأنباء:

أعلن دعاة من لجنة مسلمي إفريقيا أن 2010 شخص اعتنقوا الدين الإسلامي في عدد من القرى في منطقة باكو في بوركينا فاسو خلال جولات قام بها الدعاة، وأعلن 907 شخص إسلامهم ما بين رجل وامرأة في قرية يويغو، كان بينهم زعماء القرية التي يبلغ عدد سكانها 3700 شخص.

أما في قرية بيسغا فقد أعلن 710 شخص بينهم 3 من الزعماء إسلامهم، ويبلغ عدد سكان القرية 1750 شخصًا.

وفي منطقة سيلي أعلن 241 شخصًا إسلامهم في قريتي (لي) و(توذو)، وفي قرية بينغو أعلن 152 شخصًا إسلامهم مع زعيمهم.

وقد أسلم 91 شخصًا آخرين، فالإسلام بخير.

5- جمهورية إفريقيا الوسطى:
مساحتها 623 ألف كم2 تبعد أكثر من 1000كم عن المحيط، وتتألف من هضبة يبلغ ارتفاعها 600 م.

تغطيها النباتات وحشائش السافانا والغابات على طول مجرى الأنهار.

السكان:

يقدر عددهم بمليوني نسمة، أهم قبائلها الباندا، ويشكلون ثلث السكان، ولا تزال في غاباتها بعض الأقزام تعيش حياة بدائية.

ولكل قبيلة لغتها، والفرنسية هي اللغة الرسمية.

كيف انتشر الإسلام في هذه البلاد؟
انتشر الإسلام في هذه البلاد في مطلع القرن السادس عشر الميلادي مع الدعاة وأشهرهم محمد بن عبدالكريم المغيلي، جاء من شمال إفريقيا فزاد انتشار الإسلام، كما جاء إليها الدعاة السنوسيون من ليبيا، ودعاة المهدي من السودان.

تقدمت طلائع الاستعمار الفرنسي إلى العاصمة بانغي، ثم ضم هذا الإقليم إلى تشاد عام 1906.

ظهر برتلومي بوغندا بصفته الزعيم السياسي وتولى رئاسة أول حكومة عام 1957، توفي بحادث طائرة، وانتخب رئيسًا للبلاد ديفد داكو.

تأخر انتشار الإسلام في وسط إفريقيا لاعتبارات كثيرة، ولما جاء ماجد بن سعيد عام 1857 ونقل عاصمته من زنجبار إلى دار السلام، قرر أن يتوغل في الداخل، لذا بدأت القوافل ومعها الدعاة يتجهون نحو الغرب، وبذلك وصل الإسلام إلى وسط إفريقيا وتركز في شرق زائير اليوم، ولكن اعترضهم المستعمرون ودارت معارك هُزِم على إثرها المسلمون ووجدوا اضطهادًا واسعًا.

تبلغ نسبة المسلمين في إفريقيا الوسطى:

6- رواندا 6/100
7- زائير 10/100

وللمسلمين في هذه المناطق وضعهم الذي يحتاج إلى حماية ودعم ورعاية وتوجيه.

8- مملكة بورندي:

هي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، شتاؤها هو الصيف، وقد جلب العرب العمانيون النخيل إلى هذه البلاد النائية.

عاصمتها بوزنبورا، زارها الرحالة العبودي وسجل هذه المعلومات القيمة حيث قال:
العرب في بوروندي كثيرون وأغلبهم من العمانيين، وقد أخبرنا الشيخ علي محمد الطوقي وهو عماني أنه كان في مدين كندو في مقاطعة أورنال في الكونغو عام 1963عندما كانت الثورة ضد البيض على أشدها، هناك شاهدوا ثلاثة عشر أوروبيًّا من الإيطاليين نزلوا بطائرتهم في مطار مدينة كندو الذي يسيطر عليه الثوار، نزلوا اضطراريًّا فأمسك الكونغويون بثلاثة منهم، وأججوا لهم نارًا وشووهم قريبًا من المطار، وأكلوهم كما يؤكل لحم الغنم، لذلك امتنعنا عن السفر إلى الكونغو.

ثم قمنا بجولة على المدارس والكتاتيب الإسلامية في منطقة فابوروا، قرب بوزنبورا العاصمة، وقد سرنا ما رأينا فيها من جهات وساءنا من جهة؛ سرنا وجود الكتاتيب تدرس أطفال المسلمين من بنين وبنات باللغة العربية مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ذلك على قلة الإمكانيات وبعد الشقة بينهم وبين أقطار المسلمين، وساءنا أن وجدنا تلك الكتاتيب في حالة من سوء الأمكنة وقلة التهوية، وقلة الأدوات المدرسية، بل وانعدامها في بعض الحالات.

تعتبر مدينة بوزنبورا العاصمة أكبر نقطة تجمع للمسلمين في مملكة بورندي، ويقدر عدد المسلمين فيها بما يعادل 20 /100 من مجموع المسلمين في جميع أنحاء المملكة، وهم من الأفارقة يليهم العرب العمانيون يعتنقون المذهب الإباضي، ثم يليهم المسلمون الهنود، وهم أعلى مستوى من الناحية المادية، فمعظمهم من التجار أو أصحاب الأملاك.

ويقدر عدد المسلمين في جميع أنحاء بورندي بخمسة وثمانين ألفًا، وهم قلة ضئيلة بالنسبة إلى مجموع السكان الذين يبلغون حوالي مليونين، وهم حديثو عهد بالإسلام.

لديهم ثلاث جمعيات إسلامية، ولا يوجد فيها تعليم نظامي إسلامي، ويوجد حركة تبشيرية كبيرة

قلب الزهـــور 27-02-2014 04:16 AM

تاااااابع
 
9- الكونغو:
يتكون المسلمون في الكونغو من ثلاث طوائف رئيسية:
الطائفة الأولى:
قليلو العدد، ضعفاء في الثقافة والمكانة، وأكثرهم ممن قدموا من الأماكن النائية مثل إقليم كيفو والإقليم الشرقي.

الطائفة الثانية:

النيجريون، وقد بنوا مسجدًا جامعًا وهو أكبر جامع في كنشاسا حتى الآن، معمور بالمصلين منهم ومن غيرهم، كما أسسوا مدرسة إسلامية، ولهم جهود مشكورة في الدعوة، ورئيسهم هو الحاج عمر المشهور بالحاج ياوا.

الطائفة الثالثة:
السنغاليون، ولهم نشاط طيب في الدعوة الإسلامية أيضًا.
وأثر انتشار الإسلام كان سببه جهود فردية من بعض المشايخ والدعاة الإفريقيين.

وقد زار الرحالة العبودي هذه المناطق وكتب عنها ما يلي:
الوقت ليل، ولا نستطيع أن نتعرف إلى معالم المطار.
وعند خروجنا اجتمع حولنا ثلاثة من الأوربيين وقالوا لنا: لا تسكنوا إلا في فندق كبير مشهور، ولا تركبوا سيارة أجرة إلا مجتمعين، ولا تحملوا نقودًا كبيرة معكم، ولا تضعوا نقودكم إلا في البنوك، ولا تسافروا خارج المدينة إلا ومعكم من تعرفونه من الإفريقيين، ولا تركبوا حافلة وأنتم تحملون نقودًا، وإذا رأيتم اجتماعًا للإفريقيين فتجنبوا الدخول فيه.

جولة في مدينة كنشاسا:
مدينة كنشاسا أو ليبولد فيل كما كانت تسمى سابقًا فيل مدينة وليوبولد ملك بلجيكا الذي سميت المدينة باسمه كما قيل لنا، راكبًا على حصانه – تمثال – شامخًا بأنفه يشير إلى مجد الأوربيين الغابر، وتغير الاسم يعني: إلغاء التبعية.

الكونغو في مخيلتي:
في مدينتي حماة، كان معنا مدرس اسمه عبدالكريم العطري، أعارته سورية إلى الكونغو مدرسًا، ولما عاد إذا بشعره أبيض، وراح يروي القصة التالية يقول:
بعد عصر ذات يوم، سرت وزميل لي في التدريس جاء مثلي إعارة وكان بدينًا، أخذنا نتجول حول أطراف المدينة أو القرية، وقد نبهنا الأهالي ألا ننفرد بين الأشجار ففي ذلك خطر علينا، فلم ندرك معنى كلامهم تمام الإدراك، ولما ابتعدنا قليلًا إذا بجماعة تفاجئنا وهم مسلحون، فنزلوا من السيارة وربطوني إلى جذع شجرة، وأشعلوا النار وذبحوا زميلي وطبخوه، ولما أحسوا بمجيء قوة عسكرية هربوا، ولما وصلت القوة فكوا وثاقي وأعادوني معهم.

قلب الزهـــور 27-02-2014 04:17 AM

دركات الظلم
الحمد الله الذي حرم على عباده الظلم والطغيان وأوعد الظالمين بالعقوبة والخسران وجعل دعوة المظلوم مستجابة لإقامة العدل والميزان وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، الذي حرم الظلم على نفسه فأفعاله وأحكامه دائرة بين العدل والإحسان .
الحمد الله الذي دعاء إلى المحبة والسلم ومنع البغي والظلم.
الحمد الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى من بني عدنان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً.وبعد:

فإن الظلم عاقبته وخيمة ، ولا يصدر إلا من النفوس اللئيمة، آثاره متعدية خطيرة.
والمتأمل لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يجد نصوصاً كثيرة قد ذمت الظلم وحذرت العباد منه ، وقد ذكر الله تعالى الظلم في أكثر من 240 موضعاً في كتابة وهذا دليل على خطره.
وقد وصف الراغب الأصفهاني الظالم بأنه: يتعطل عن المكاسب والأعمال، فيأخذ منافع الناس، ولا يعطيهم منفعة، ومن خرج عن تقاضي العدالة بالطبع والخُلق والتخلق والتصنع والرياء والرغبة والرهبة، فقد انسلخ من الإنسانية.
وحرم الله الظلم بين عباده، ليحفظوا بذلك دينهم وتستقيم دنياهم، وليصلحوا بترك الظلم آخرتهم وليتم بين العباد التعاون والتراحم بترك الظلم، وليؤدوا الحقوق لله وللخلق .
وكم من دعوة مظلوم قصمت ظهر طاغية والعدل أساس الملك، ولا يظلم ربك أحد، كم من بيوت كانت تعج بالظالمين، ماتوا فصارت الديار بلاقع، كم من ظلمة قطع الله دابرهم.
فإن ظلم الظلمة أقبح الظلمات وهي أشد من ظلمة الليل لأن ظلمته مربوطة بظلمه يوم القيامة يوم الهول والنشور.
الظالم جعل الله عقوبته أن يعاقب بآثام من ظلمه، ويكون ذلك عقوبة له على ظلمه، وعلى ما أكتسبه لا أن يكون مؤخذاً بذنب غيره، أو معاقباً على ظلمه ثواب صبره على ما أصابه، فقد قال الله تعالى ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))

ويعاقب الظالم بذهاب حسناته وعقوبة ما جنى المظلوم، وذلك جزاء ظلمه وعقوبة ما جنته يداه ولسانه وقلمه.
ولا جرم أن الظلم وخيم العاقبة، شديد النكاية، يمزق أهله كل ممزق، ويبيدهم شر إبادة، يخرب الديار ويقصم الأعمار، والله جعل على أهله دماراً ومأثما، فكم قصم به من أمم، وفرق به جماعات، وخرب به حصون ، وأفنى به جيلاً، وسقطت به دول وحكومات،وأهلك به أمماً قال الله تعالى (( وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين )).( ( الأنبياء: 11 ))
وقال عز وجل ((وتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ))( النمل: 52 ).
فما بال أقوام يظلمون الناس بغير حق، ويعذبون العباد ويظنون أن السلطة التي في أيديهم والمال الذي في خزائنهم والقوة التي في أجسادهم هي حصون تمنعهم من الله تعالى ألا فليعلموا أن الله بطش شديد .
فحق المظلومين يهدر، وسيوف - الظالمين تحز رقاب المستضعفين- ألا فاتقوا الله تعالى مظالم العباد ، بأخذ أموالهم، والتعرض لأعراضهم، وتضييق قلوبهم، والإساءة إلى الخلق في معاشرتهم، فإن ما بين العبد وبين الله تعالى فالمغفرة إليه أسرع.
ودعوة المظلوم تفعل ما تفعله الأسنة اللامعة، والسيوف القاطعة، والظالم مشؤوم، وصاحبه ملوم، فلا يغتر الظالم بعدم، عجلة الله بالعقوبة، فما يعجل إلا الذي يخاف الفوت، وقدرة الله نافذة ، فهو يمهل ولا يهمل، وكما يقال لو بغى جبل على جبل لدك الله الباغي منهما.

فيا مبادراً بالظلم ما أجهلك ، إلى متى تغتر بالذي أمهلك، كأنه قد أهملك ، فكأنك بالموت وقد جاء بك وأنهلك، وإذن بالرحيل وقد أفزعك الملك ، وأسرك البلاء بعد الهوى وعقلك،وأنت على وزر عظيم وقد أثقلك وقد أثقلك يا مطمئناً بالفاني ما أكثر زللك، ويا معرضاً عن النصح كأن النصح ما قيل لك، وقد نزلت بهم الفواجع ، وحلت بهم الموجع .
فكم في المجتمع من الظلم بين فئاته يقع على العمال الوافدين الذين لم يعطوا حقوقهم ، وكم من أرملة قتل زوجها ظلماً، وكم من ثكلى فقدت أولادها بغياً ، وكم يتيم قتل أباه غدر وكم من شعب طرد من بلده عسفاً، كم من فقير هدمت بيته أشراً وبطراً ، كم من الظلم يقع من الوالدين على أبنائهما وعلى الوالدين من أبنائهما؟ كم هم الذين يظلمون أقاربهم ويظلمون جيرانهم وزملائهم؟ سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل، بأكل حقوقهم أو التقصير في واجباتهم فالأب الظالم لبناته بالتحجير عليهن، أو عضلهم من الزواج لأجل رواتبهن أو رغبة في خدمتهن له.
والزوج الظالم لزوجته ومنعه حقوقها أو ربما الزوجة تظلم نفسها وزوجها بمنعه حقه، أو صده عن بر والديه، أو صلة رحمة ، أو إنفاقه فضل ماله فيما لا يحل وليتق الله الزوج الظالم ويتفكر لو دعت الزوجة عليه في حالة الظلم فلعل الله يقبل دعاءها فيهلك الظالم ولو بعد حين.
أو يظلم الأب لأولاده كأن لا يعدل بينهم في الوصية وكأن يرى منهم المنكر ولا ينكره عليهم أو يأتي إليهم بالمنكرات ويدعوهم إليها كمن يأتي لأولاده بالدش وغيره.
والمسئول في دائرته وسلطانه حين يحابي قرابته على سبيل مصلحة الناس فيه ظلم لنفسه ولأمته.
فليحمد الله المظلوم بعد ظلمه أنه مظلوم وليس ظالم فإذا جاء الظالم نادماً يطلب منه العفو والصفح فليتذكر قول الله عزوجل (( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )).
فكل من ظلم لعلها توقظه فإن لم يعد إلى الحق فلينتظر نصيبه من العقوبة كما حصل لغيره كثير والله المستعان.

قلب الزهـــور 27-02-2014 04:19 AM

دقائق مهدورة مع المثبطين ودقائق أخرى مع المتشبعين
في المثل ( لا يضر السحاب نباح الكلاب )
قد عرفنا هذا المثل أنه ضرب فيمن يثبطون الأخيار ويفسدون في الديار ولابد أن نربط بين المثبط والمتشبع فدائما نرى المتشبع الذي يفاخر بما ليس لديه يثبط الاخرين ويقول لهم انتم لا تعلمون وانتم لا تفهمون وانتم ....
وهؤلاء هم أصحاب الجهل المركّب علما ً أنك لو قلت عن شيء لا تعرفه أنا لا أعرفه كنت بذلك انسان متزن فالملائكة على قدرها وعبادتها قالوا ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) ولكن المصيبة أن يجهل الانسان شيئا وينادي على رؤوس الخلائق أني أعلم وأعظم مصيبة منه من يقول للقلم أنت مسطرة فركّب جهلا إلى جهل ...
وكثير من هؤلاء المتشبعين بما لم يعطوا قد أخذتهم العزة بكبر الحال فلم يفرقوا بين الواقع والمحال وقد ذكرت لي قصة ذبابة :
زعموا أن ذبابة نزلت على غصن شجرة فلما أرادت ان تطير قالت للشجرة : تجهّزي وخذي حذرك فأنا سوف أطير
فقالت لها الشجرة : لم أشعر بك عندما نزلتي فكيف اشعر بك عندما تطيري ,,..
فهذه الذبابة ظنت جاهلة ان الكل يراها ويشعر بوجودها ...

وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم -، «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» [1]
قوله: «المتشبّع»، أي: المتزين بما ليس عنده يتكثر بذلك، ويتزين بالباطل، كالمرأة تكون عند الرجل ولها ضرة، فتدَّعي من الحظوة عند زوجها أكثر مما عنده، تريد بذلك غيظ ضرتها. وكذلك هذا في الرجال.
قال: وأما قوله: «كلابس ثوبيَ زور»، فإنه الرجل يلبس الثياب المشبهة لثياب الزهاد، يوهم أنه منهم ويُظهر من التخشع والتقشف أكثر مما في قلبه منه..[2]
ومن سمت الناجح الحقيقي ان يعلم قدر نفسه ولا يتفاخر ومع هذا لا يستمع لكلام المثبطين أيضا بل يستمر في المضي في طريقه ويتحرى الحق ويجالس العلماء والفاهمين .

قلب الزهـــور 27-02-2014 04:20 AM

خطر الامتيازات الأجنبية في دول الخليج العربي
تشهده دول الخليج العربي انفتاح ونمو اقتصادي وتوسع عمراني كبير أحدث نقله نوعية للمواطن الخليجي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ المنطقة، هذا النمو جاء نتيجة طردية للتوسع في عمليات التنقيب وتصدير النفط والغاز الطبيعي ومشتقاتهما مما زاد في نسبة دخل الفرد ليصل إلى أعلى نسبة دخل عالمياً.

هذه الطفرة التي شهدتها المنطقة تبعها نمو كبير في جميع المجالات وأكثرها نمواً هو النمو العمراني أو كما يطلق عليها البعض حضارة "الحجر" حيث انتصبت تلك الأبراج الشاهقة لتعانق السماء وأصبحت من أعلى وأغلى ما شيده الإنسان في عصرنا الحاضر.

البعض يرى بأن لا حضارة ولا تقدم سوى بتنمية الإنسان والاستثمار في المورد البشري الذي لا ينضب والبعض الأخر يرى بأن لِحضارة "الحجر" دور كبير في رقي الإنسان ويُستدل على ذلك بحضارة الفراعنة التي جسدت تاريخ عريق ظلَ حاضراً منذ ألاف السنين والذي أعطا مصر ميزة دون غيرها من بلدان العالم والأمثلة كثيرة على هذه الحضارات التي اتخذت من الحجر ركيزة للانطلاق إلى العالم.
ونحن بلا شك نتمنى لمنطقتنا الخليجية أن تزدهر وتنافس الدول الاقتصادية العالمية فنماء منطقتنا بلا شك هو نماء لنا ومكسب يضاف لتاريخنا العريق ، ولكن تعصف بنا الأفكار يمنة ويسره حول من يسكن هذه الأبراج الشاهقة ؟! ومن المستفيد منها؟!
البعض يرى بأن الشركات الاستثمارية والمصارف المالية هي من يستثمر هذه المباني ويسكنها، ولكن كثير من هذه الأبراج والمجمعات السكنية أنُشأت بغرض السكن الحر أو التملك الحر؛ هذه المناطق السكنية تمنح الأجنبي حق الإقامة مدى الحياة في حالة امتلاكه عقاراً سكنياً سواء كان شقة أو فيلا سكنية وقد ازداد عداد الأجانب الذين تملكوا في هذه المناطق بشكل ملحوظ ومازال العدد في تزايد، وهذا بلا شك سيسهم في نمو الاقتصاد ونمو المنطقة، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ضريبة تدفعها الدول ويدفعها المواطن نتيجة هذه السياسات؛ ونحن هنا ﻻ‌ نقصد ضريبة إي بمعنى مبالغ مالية ﺑﻞ ضريبة مستقبلية ﻭﻫﻲ: خليط ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎفات تؤدي إلى ضياع العادات والتقاليد وطمس الهوية العربية وحتى ضياع اللغة والانتماء.
فإن كان التمليك يقتصر على أبناء منطقة الخليج العربي أو جنسيات عربية فالأمر يختلف بل لأضير منه فنحن ننتمي إلى كيان عربي واحد ونتشارك باللغة والدين والانتماء العروبي ولكن الطامة ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ الجاليات الأجنبية سواء من شرق آسيا أو إيران أو من الدول الأوروبية التي تخالفوننا في المعتقد والانتماء والثقافة وكذلك في الأعراف والتقاليد.
تزايد أعداد الأجانب ملاك العقارات والعاملين في دول الخليج العربي يشكل خطراً ديمغرافياً وقد يتطور إلى خطر سياسي في السنوات المقبلة إذا ما بدأت المطالبة بالحقوق السياسية بجانب الحقوق النقابية والمهنية المشروعة ومنها المشاركة في التشريع والرقابة وقد تطالب هذه الفئة في المستقبل بتحديد المصير- كل هذه المخاوف محتملة وخاصة في تنامي هذه الظاهرة الخطيرة وخاصة مع التعهدات والاتفاقيات التي تبرمها دول الخليج العربي مع منظمات حقوق الإنسان والمنظمات العالمية في مختلف المجالات.
الغزو الأجنبي لم يعد كالسابق ينفذ عن طريق القوة العسكرية بل أصبح أكثر رقياً وحداثة فاحتلال الأمس لبلداننا كان استعمار غير شرعي، أما احتلال اليوم فبات يأخذ صفة الشرعية وبترخيص رسمي بل أصبح المحتل يحضا بحرية كاملة وله ما للمواطن من حقوق ﺑﻞ ﺇﻥ الاحتلال ﺍﻟﻤﺮﺧﺺ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ الاحتلال العسكري ﺇﺫ ﺃﻧﻪ اكتسب ﺷﺮﻋﻴﺔ الاحتلال ﻭﻻ‌ يمكن المطالبة باستعادة الأراضي المستملكة ﻓﻲ هذه الحالة بعكس الاحتلال غير المرخص حيث يمكن استعادة الأراضي المحتلة.

وقفة تأمل:
يقول احد الكتاب الإماراتيين في مقالاً له: إن ﺍﺣﺪ ملاك البنايات في إمارة دبي (وهو من الجنسيات الآسيوية) رفض تأجير شقة سكنية ﻷ‌ﺣﺪ المواطنين قائلاً: "أنا ما ﺃﺟﺮ ﺣﻖ مواطن" فهل يأتي يوماً ﻧﺮﻯ ﻓﻴﻪ بيوتنا بيوتهم، إذا ما استمرت هذه الظاهرة بهذا التنامي المخيف؟؟.

قلب الزهـــور 27-02-2014 04:22 AM

الإنسان قبل البنيان
هذه حقيقة مؤكدة، وقاعدة شرعية عامة، وفريضة من الفرائض العظمى، ودليل على نور الإسلام، وتوافقه مع التعاليم الإلهية، بل مع النضج البشري، التي وصلت إليه الإنسانية بعد قرون.

لا نستطيع أن نخفي أن كل تعاليم الإسلام، وكل شرائعه، بل كل تكليفاته، قامت على هذا الأصل" تقديم الإنسان على البنيان" " الإنسان واحترامه وتقديره هدف ورسالة الإسلام" " محمد صلى الله عليه وسلم مثال حي لاحترام الإنسان، وتقديمه على البنيان"، ولا يخفى أيضاً أن مقاصد الشريعة العظمى، وأهدافها العليا صبت في هذا المضمون، فالمقاصد الخمسة تعلقت كلها بهذا الإنسان، فالدين وحفظه من أجل إعلاء كرامته وتحريرة من سلطان الطغيان، وربقة العدوان، وإعلاء كرامته، بعدم الخوف إلا من خالقه. وحفظ النفس، من أجل كرامتها على خالقها، وعزتها الفطرية، وحرمة انتهاكها، والاعتداء عليها، بل التعرض لها بأدنى درجات التعدي من إيذاء مادي أو معنوي، بل إنه جعل منتهكها في لعنة من الله، ومنزلة تضاهي منزلة الكافرين والطواغيت.

وحفظ العقل، فهو روح الإنسان، وعصب حياته، وملَكُ جسده، فكيف يصيبه بأدنى شيء يحد من نباهته، ويقف حجر عثرة أمام تفكره وتدبره، فأحرى أن يحرّم كل من يجعله عبداً لشهوة زائلة، أو مطلب ليس له قيمة.

وحفظ المال، والذي جهد فيه نفسه، وأراد أن يجعله في عمارة حياته، وتربية أولاده، فكيف به يبدده، ويجعله عرضة لنزع البركة، وإبطال مفعوله في أعمال لا تليق بما استخلفك الله فيه.

وحفظ العرض، فلا ينبغي لإنسان أن يكشف ستر أخيه، ولا يجوز أن يخوض في عرضه وكرامته، فهذا خط أحمر لا ينتهك، وخطيئة ينبغي الوقوف عندها.

هكذا قدّم الإسلام الإنسان على البنيان، وهكذا ينبغي للمسلم أن يقدم ما قدّمه الله، وأن ينفذ تعاليم السماء، فهو لا يستطيع أن يعيش في أمن وأمان إلا باتباعه لهذه التعاليم، وتنفيذه إياها، فهي رسالة لكل من الراعي والرعية، أن عظّموا ما عظمه الله، ولا تهوّنوا ما أوصاكم الله به.

فالحاكم ينبغي أن يصب أهدافه وبرنامجه على هذا الأصل، فيهتم بتنمية رعيته، في كل المجالات، فلن تستطيع الأمة أن تنهض إلا بتنمية حقيقية لهذا الإنسان، والاهتمام به، وتقديم كل الخدمات لصالحه، فلم تنهض دول الإسلام إلا بذلك.

وعلى الرعية أن يعينوا الراعي في ذلك، فلا يستبيح المسلم دم أخيه، فقد حرم الله جسده، وجعله أكرم ما في الأرض، علينا أن تعتز بأنفسنا، علينا أن نعتني بأجسادنا وأرواحنا.
الإنسان قبل البنيان، قاعدة مطلقة لا تقبل التأويل، وهدف سام غال لا يقبل التأجيل.

قلب الزهـــور 27-02-2014 04:24 AM

فكان لا ينساها لطلحة
أخرج البخاري ومسلم عن كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته عندما تخلّف هو وصاحبيه عن غزوة تبوك في حديث طويل.
فاستوقفني جزء من هذا الحديث ، فأحببت أن أستفيد وأفيد القاريء الكريم منه.
يقول كعب رضي الله عنه عندما تاب الله عليه وبدأ الناس يهنئونه بالتوبة (...فانطلقت أتأمّم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنئونني بالتوبة ويقولون لتهنئك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد ، فإذا رسول الله جالس في المسجد وحوله الناس ، فقام طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه يهرول حتى صافحني وهنأني ، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره ، قال : فكان كعب لا ينساها لطلحة...)
والله عندما أصل لهذا الجزء من الحديث أتوقف كثيراً ، وأتيقّن حينها أثر المواقف في حياة الناس حتى ولو كانت صغيرة ، فكعب رضي الله عنه مع استغراقه في لحظة الفرح العظيمة هذه ، وهي توبة الله عليه من فوق سبع سماوات ، واستقبال الرسول صلى الله عليه وسلم له وتهلل وجهه من الفرح لتوبته ، وكذلك استقبال الأفواج المهنئة له ، إلا أنه لم ينسَ هذا الموقف القصير العابر من طلحة رضي الله عنه ، بل واستمر يستذكره طوال حياته رضي الله عنه.
فيالله كم هي المواقف التي نتركها في قلوب الناس طيبة كانت أو سيئة للأسف.

سأقف بعض الوقفات مع قوله ( فكان كعب لا ينساها لطلحة ) ومع هذا الموقف من الحديث :


الوقفة الأولى :

الحياة عند التأمل تحوي في طياتها مجموعة من المواقف التي تحدثها أنت أو يحدثها الناس من حولك ، وقد لا يمر على الإنسان يوم إلا ويحدث له بعض المواقف ، لكن هناك بعض المواقف الإستثنائية ترسخ في الذاكرة ويتوقف الإنسان معها إما مكبرا أو حزينا أو فرحا أو غاضبا بسببها.
فاجعل حياتك مجموعة من المواقف الطيبة والإيجابية مع الناس ، فأنت الذي تكتب سيرة حياتك.

الوقفة الثانية :

أننا بسبب مواقفنا نقسم الناس إلى فسطاطين ، الأول غاضب منا ولا يقبلنا في قاموسه بسبب الموقف السلبي الذي حصل معه ، والثاني راضٍ عنا وجعلنا في قائمة المقبولين لديه بسبب الموقف الإيجابي الذي حدث له ، وقليل من الناس لا يحمل هذين الانطباعين وذلك لأنه لم يحصل له مواقف معينة من فلان من الناس ، أو أنه لا تربطه علاقة مع هذا الرجل.
ففي مثل هذه المواقف تنطبع الذاكرة بها ولا تنمحي مع مرور السنين بل وتستحضرها النفس كلما رأت صاحب هذا الموقف ، وأحيانا لا تذكر هذا الموقف ولكنك تجد انقباضاً من هذا الإنسان بسبب الموقف المخزّن لديك تجاهه ، وهذه أمور نفسية تصنعها المواقف فينبغي ألا تُهمل.

الوقفة الثالثة :

يدخل في هذا الموضوع عظم تلك النفوس الكبيرة التي لا تنسى من أحسن إليها وتردّ هذا الإحسان بإحسان وتحفظه وتتذكره ، ويدخل فيه أيضاً أخلاق الكبار الذين يبذلون الإحسان إلى من لم يحسن إليهم بل إلى من أساء إليهم ، وبذلك تعرف هبوط بعض النفوس عندما تتخلى عن هذا الخلق الذي يتفق عليه كل البشر ، وأن النفوس مجبولة على محبة من أحسن إليها فتجد البعض ينسى إحسان الناس إليه ، أو أشد من ذلك من يرد الإحسان بإساءة والعياذ بالله.

الوقفة الرابعة :

المواقف الإيجابية تحتاج إلى مبادرة وسرعة تحرّك واقتناص ، فكعب رضي الله عنه مع كثرة المهنئين له إلا أنه انتبه لتهنئة طلحة رضي الله عنه لمبادرته بالتهنئة من بين المهاجرين وإن كانوا قد هنأوه بعد ذلك ، وهذا يبيّن أهمية المبادرة في الخير ، فلاتنتظر من هو أكبر منك علماً أو سنّاً أن يبدأ في الخير الواضح ، ولكن عوّد نفسك أن تكون سبّاقاً للخيرات ، فطلحة رضي الله عنه كان هناك من هو أكبر منه سنّاً وعلماً وفضلاً من المهاجرين ، إلا أنه بادر وكسب ودّ أخيه ورضا ربه قبل ذلك.

الوقفة الخامسة :

(لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقَ أخاك بوجهٍ طليق) فالمعروف شامل لكل ماتعارف الناس على حسنه ولم يخالف الشرع ، وكل ما أمر الله به فهو معروف أيضاً يؤجر عليه الإنسان ، فلا تعمل مثل هذه المواقف الطيبة حتى تكسب مالاً أو جاهاً أو تجعل لك يداً عند من أحسنت إليه في موقفك ، بل اطلب في ذلك الأجر من الله واحتساب هذا العمل لله وحده وليس لمصلحة دنيوية ربما لاتحصل لك.
ولاتحقرن أي موقف إيجابي ولو كان في نظرك صغيراً ، فإنه قد يُفتح لك بذلك قلباً مغلقاً أو نفساً معرضة أو ربما تبني بذلك مشروعاً للأمة كبير بسبب موقف قمتَ به ربما نسيته ونمى وترعرع من بعدك ، مثلما حدث للحافظ الذهبي صاحب السير عندما قال له شيخه (البرزالي) وهو صغير (إن خطك يشبه خط المحدثين) يقول الذهبي : فحُبّب إليّ علم الحديث بسبب هذا الموقف من شيخه ومدحه لخطّه ، فأصبح علَمَاً من أعلام الأمة ، وبالضد من ذلك ربما بموقف بسيط تصنع طاغية ورأساً في الفساد.

الوقفة السادسة :
أن إظهار الاهتمام في مناسبات الناس ومواقفهم وإن كانت غير مهمة بالنسبة لك هذا مما يقرّب القلوب وينشر الرحمة والإخاء بين المسلمين ، وهم أحوج مايكونوا لجمع كلمتهم وتوحد صفوفهم وترابطهم فيما بينهم ، فكم من أخٍ رُزق بمولود ، وكم من صديق نال منصباً وظيفياً ، وكم من قريب أصيب بوعكة صحية وغيرها ، إلا أن بعض النفوس تمر عليها هذه المواقف العابرة دون أن تبارك أو تُهدي بل حتى إظهار الفرح والمواساة يُبخل بهما أحياناً والله المستعان.

أخيراً :

إنها دعوة للنفس أولاً ثم للأحبة ثانياً أن نترك مواقف وانطباعات إيجابية لدى الناس وألا نحقر شيئاً من ذلك.
وإن كان الواجب أن يتكلم في هذا الموضوع أهله لكن حسبنا ما قال الأول (اسمعوا مقالي ولاتنظروا لحالي) ونسأل الله أن يتجاوز عنا التقصير في حق إخواننا.
هذا وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

شمس القوايل 09-03-2014 12:55 AM

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

قلب الزهـــور 11-03-2014 03:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل (المشاركة 5596674)
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

●●●
هلاااااااااااوغلااااااااااا

يسعدلي قلبك ويسلمووو وربي على الحضور الرائع بصفحتي
تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحياتي :قلب الزهـــور .. بباي

http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image366.gif


قلب الزهـــور 11-03-2014 03:40 AM

مائدة اللئام
هذه الأسطر قضية اجتماعية مهمة وخطيرة لخدمة هذه الأمة الإسلامية ، لكي تكون نفوسنا لبناتٍ في بناء صرح هذا الدين والعلو به والشموخ على العالمين في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والشهوات والمغريات والتقنيات، وأن نكون قدوةً ونبراساً ، إنها ( الغيبة) ..

أسألكم سؤال //أيهما اعظم جرما شخص يغتاب فلان من الناس أو شخص يأكل من جيفة بني آدم.. بلا شك ان المغتاب اشد جرماً من الذي يأكل من جيفة بني آدم على ان الأخير منظر تتقزز منه النفوس وهذا يؤكد على ان الغيبة :
• مرض خطير أصاب كثير من الناس ولا يكاد ينجو منه احد الا ما شاء الله.
• أجمع العلماء انها كبيرة من كبائر الذنوب تستوجب التوبة ( أربا الربا استطالة الشخص في عرض أخيه..)
• يحبط العمل كما تأكل الآكلة جسد بني آدم .
• سبب في ضياع الحسنات يوم القيامة بل ان سيئات الآخرين تراها في ميزانك

الناظر في واقع مجالسنا ومنتدياتنا ومناسباتنا أنها لا تخلوا من هذا المرض وهذه الآفة يقول تعالى ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) يقول ابن كثير فكما تكرهون هذا طبعا فاكرهوا ذاك شرعاً ، وللأسف أن بعض الناس يغتاب ولا يعرف ما هي حقيقة الغيبة فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يحرر ويبين هذه المسألة فيقول لأصحابه ( أتدرون ما الغيبة .؟) قالوا : الله ورسوله أعلم قال ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) قالوا : يا رسول الله إن كا في أخي ما أقول قال ( عن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) إذن الغيبة أن تصف شخص بصفات هي فيه فعلا أما إذا لم تكن فيه فهذه درجة أشد من الغيبة وهي البهتان نسال الله السلامة والعافية. ..

وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله يكفيك من صفية أنها كذا وكذا – يقولون الرواة أنها تعني قصيرة –فقال صلى الله على وسلم ( لقد قلتي كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) لي وقفات مع هذا الحديث:
• أنها قالت كلمة فقط ولم تقل كلمات ومع ذلك لو مزجت بماء البحر الهائل والأمواج المتلاطمة لغيرته.
• أنها قالت كذا وكذا ولم تقل قصيرة ومع ذلك تعتبر غيبة بلا شك .
• نحن نقول كلمات بل مئات الكلمات فكيف تأثيرها في أعمالنا الصالحة على قلتها وضعفها.

تحذير خطير // السامع للغيبة يشترك في الأثم إلا إذا ذب عن عرض أخيه يقول صلى الله عليه وسلم ( من ذب عن عرض أخيه كان حقاً على الله أن يعتقه من النار ) وفي رواية ( أبعد الله وجهه عن النار )..
رسالة // يجب ان يكون هذا المنهج عام في كل مجالسنا حتى تكون مجالس طيبة يذكر فيها الله ولا يكون فيها مجال للغيبة

اسأل الله تعالى أيها الأخوة أن يصلح أبناءنا وبناتنا وشباب المسلمين في كل مكان وأن يقيهم شر الفتن والشهوات والمغريات ونسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابة وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ......

قلب الزهـــور 11-03-2014 03:46 AM

فضل قراءة القرآن
من أعظم ما يتقرب به العبد وخاصة في مثل هذا الشهر العظيم هو تلاوة القرآن ..فلا ريب أنّ تلاوة القرآن من صفات المؤمنين الصادقين، ومن أكثر ما يسهم في التعرض لرحمات الله ونفحاته، .. فالله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتلاوة ما أُنزل إليه فقال : { ورتّل القرآن ترتيلاً } قال الحسن :\" اقرأه قراءةً بينةً\" ..وقال تعالى –مادحاً من قام بهذا العمل- :{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} .. وعن أَبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ : رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ : لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ الرَّيحانَةِ : ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ : لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ...وللتلاوة ثمار عديدة منها : أن فيها نجاةً من مثل السوء الذي ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم:فعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ » ومن الثمار أن المكثر من تلاوة القرآن يُحسد غبطة على هذه النعمة :قال صلى الله عليه وسلم : (( لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً ، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ )) ..وتلاوته سبب للرفعة في الدنيا والآخرة : قال صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ ))

وتلاوة القرآن بركة في الأولى والآخرة :عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أوصني . قال :«عليك بتقوى الله ؛ فإنه رأس الأمرِ كلِّه» . قلت : يا رسول الله زدني . قال :«عليك بتلاوة القرآن ؛ فإنه نور لك في الأرض ، وذخر لك في السماء » وقال ابن عباس رضي الله عنهما :\" ضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقي في الآخرة ثم تلا : فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي}

...وبتلاوة القرآن يحقق الله لك أربعة أمور :


قال صلى الله عليه وسلم :«ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده» رواه مسلم .
وما أعظم أن يذكرك الله فيمن عنده! ولذا ثبت في الصحيحين أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأبي بن كعب :«إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ» . قَالَ أبيٌّ : آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ ؟ قَالَ :«اللَّهُ سَمَّاكَ لِي» .
قَالَ فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي..

ومن الثمار أن كل حرف من القرآن يُقرأ بعشر حسنات : قَالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا ، لاَ أقول : {ألم} حَرفٌ ، وَلكِنْ : ألِفٌ حَرْفٌ ، وَلاَمٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي ..

والتالون للكتاب أهل الله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ» . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :«هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ»..

وبها تُنال شفاعة القرآن :قال صلى الله عليه وسلم : «اقْرَؤُوا القُرْآنَ ؛ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ» ..

والتلاوة تورث الدرجات العالية في جنة المأوى :عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ : « يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا »

قلب الزهـــور 11-03-2014 03:50 AM

فضل لا إله إلا الله
لا إله إلا الله مفتاح السعادة لا إله إلا الله مفتاح الفوز لا إله إلا الله مفتاح الفلاح والنجاح لا إله إلا الله طريق الطمأنينة والسكينة طريق القوة والعزة فهي الكلمة التي أرسل الله بها رسله وأنزل بها كتبه, ولأجلها خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار وفي شأنها تكون الشقاوة والسعادة, وبها تؤخذ الكتب باليمين أو الشمال, وبها النجاة من النار بعد الورود, وبها أخذ الله الميثاق, وعليها الجزاء والمحاسبة, وعنها السؤال يوم التلاق إذ يقول تعالى: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة, وهي أصل الدين وأساسه ورأس أمره \"فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا\" فلا إله إلا الله.. هي كلمة التقوى : وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا. وهي القول الثابت : يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ. وهي الكلمة الطيبة: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء , أصلها ثابت في قلب المؤمن, وفرعها العمل الصالح في السماء صاعد إلى الله عز وجل. وهي التي من أَجْلِها أرسل الله الرسل، فما من رسول إلا ودعا قومه إلى «لا إله إلا الله»، وأوذي من أجل «لا إله إلا الله»، وهي أعلى شعب الإيمان؛ يقول صلى الله عليه وسلم«الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق». وهي أفضل الذكر،. ففي الحديث: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله».وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) )

ولهذه الكلمة شروط من حققها قبلت منه وتحقق له ما أخبر الله به من دخول الجنة وشروطها :
1- العلم أنه لا معبود بحق في الوجود إلا الله، وصرف العبادة له يقول تعالى:فاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ[محمد: 19].
2- اليقين الذي يقتضي التيقن أن الله المعبود بحق لا غيره يقول تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله [الحجرات: 15].
3- القبول لهذه الكلمة وعدم ردها؛ فلقد عرضت على قريش فردوها وقالوا:أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص: 5].
4- الانقياد والاستسلام لله تعالى والسلامة من الشرك قال تعالى: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ [الزمر: 54]
5- الصدق؛ يصدق بها العبد ولا يكذب، ويصدق من جاء بها وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ[الزمر: 33]،
6- الإخلاص المنافي للشرك «من قال لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه دخل الجنة»
7- المحبة: بأن يحب الكلمة، ويحب المستحق لها، ويحب في الله ويبغض في الله، ويوالي في الله ويعادي في الله ففي الحديث: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما...».

اللهم اجعلنا من أهل (لا إله إلا الله)، ومن الداعين إليها، وممن يحيا عليها ويموت عليها ويدخل الجنة بها، وممن يحققها بشروطها. إنك سميع مجيب.اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله ..اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين


الساعة الآن 12:58 AM.