منتديات الـــود - |•{لســت الأفــضل..ولــكن لي أســـلوبي}•|

..{ اللّهم إنّي وفلاناه عبدان من عبيدك ، نواصينا بيدك ، تعلم مستقرّنا ومستودعنا ، وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيتنا ، وتطلع على نيّاتنا ، وتحيط بضمائرنا ، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه ، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا ، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا ، ولا لنا منك معقل يحصننا ، ولا حرز يحرزنا ، ولا هارب يفوتك منّا .
ولا يمتنع الظالم منك بسلطانه ، ولا يجاهدك عنه جنوده ، ولا يغالبك مغالب بمنعة ، ولا يعازّك متعزّز بكثرة أنت مدركه أينما سلك ، وقادر عليه أينما لجأ ، فمعاذ المظلوم منّا بك ، وتوكّل المقهور منّا عليك ، ورجوعه إليك ، ويستغيث بك إذا خذله المغيث ، ويستصرخك إذا قعد عنه النصير ، ويلوذ بك إذا نفته الأفنية ، ويطرق بابك إذا أغلقت دونه الأبواب المرتجة ، ويصل إليك إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة ، تعلم ما حلّ به قبل أن يشكوه إليك ، وتعرف ما يصلحه قبل أن يدعوك له ، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً .
اللّهم إنّه قد كان في سابق علمك ، ومحكم قضائك ، وجاري قدرك ، وماضي حكمك ، ونافذ مشيّتك في خلقك أجمعين ، سعيدهم وشقيّهم وبرّهم وفاجرهم أن جعلت لفلانه بنت فلان عليّ قدرة فظلمتني بها ، وبغت عليّ لمكانها ، وتعزّزت عليّ بسلطانها الذي خوّلتها إيّاه ، وتجبّرت عليّ بعلوّ حالها التي جعلتها لها ، وغرّها إملاؤك لها ، وأطغاها حلمك عنها .
فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه ، وتعمّدتني بشرّ ضعفت عن احتماله ، ولم أقدر على الانتصار منها لضعفي ، والانتصاف منها لذلّي ، فوكلتها إليك وتوكّلت في أمرها عليك ، وتوعدتها بعقوبتك ، وحذّرتها سطوتك ، وخوّفتها نقمتك ، فظنّت أن حلمك عنهت من ضعف ، وحسبت أنّ إملاءك لها من عجز ، ولم تنهها واحدة عن أخرى ، ولا انزجرة عن ثانية بأولى ، ولكنّها تمادة في غيّها ، وتتابع في ظلمها ، ولجّ في عدوانها ، واستشرة في طغيانها جرأة عليك يا رب ، وتعرّضاً لسخطك الذي ? تردّه عن القوم الظالمين ، وقلّة اكتراث ببأسك الذي ? تحبسه عن الباغين .
فها أنا ذا يا ربي مستضعف في يديه ، مستضام تحت سلطانه ، مستذلّ بعنائه ، مغلوب مبغيّ عليّ مغضوب وجل خائف مروّع مقهور ، قد قلّ صبري وضاقت حيلتي ، وانغلقت عليّ المذاهب إلاّ إليك ، وانسدّت عليّ الجهات إلاّ جهتك ، والتبست عليّ أموري في دفع مكروهها عنّي ، واشتبهت عليّ الآراء في إزالة ظلمها ، وخذلني من استنصرتها من عبادك ، وأسلمني من تعلّقت به من خلقك طرّاً ، واستشرت نصيحي فأشار عليّ بالرغبة إليك ، واسترشدت دليلي فلم يدلّني إلاّ عليك .
فرجعت إليك يا مولاي صاغراً راغماً مستكيناً ، عالماً أنّه ? فرج إلاّ عندك ، ولا خلاص لي إلاّ بك ، انتجز وعدك في نصرتي ، وإجابة دعائي ، فإنّك قلت وقولك الحق الذي ? يردّ ولا يبدل : ( وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ ) وقلت جلّ جلالك وتقدّست أسماؤك : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، وأنا فاعل ما أمرتني به لا منّاً عليك ، وكيف أمن به وأنت عليه دللتني ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واستجب لي كما وعدتني يا من ? لا يخلف الميعاد .
وإنّي لأعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم ، وأتيقّن أنّ لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب ، لأنّك لا يسبقك معاند ، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف فوت فائت ، ولكن جزعي وهلعي ? يبلغان بي الصبر على أناتك وانتظار حلمك ، فقدرتك عليّ يا ربي فوق كلّ قدرة ، وسلطانك غالب على كل سلطان ، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته ، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته ، وقد أضرّني يا ربّ حلمك عن فلان بن فلان ، وطول أناتك له وإمهالك إيّاه ، وكاد القنوط يستولي عليّ لولا الثقة بك ، واليقين بوعدك .
فإن كان في قضائك النافذ ، وقدرتك الماضية أن تنيب أو تتوب ، أو ترجع عن ظلمي أو تكفّ مكروهها عنّي ، وتنتقل عن عظيم ما ركبت منّي ، فصلّ اللّهم على محمّد وآل محمّد ، وأوقع ذلك في قلبها الساعة الساعة قبل إزالتها نعمتك التي أنعمت بها عليّ ، وتكديرها معروفك الذي صنعته عندي .
وإن كان في علمك بها غير ذلك ، من مقام على ظلمي ، فأسألك يا ناصر المظلوم المبغى عليه إجابة دعوتي ، فصل على محمّد وآل محمّد ، وخذها من مأمنها أخذ عزيزٍ مقتدر ، وأفجئها في غفلتها ، مفاجأة مليك منتصر ، واسلبها نعمتها وسلطانها ، وأفض عنها جموعها وأعوانها ، ومزّق ملكها كلّ ممزّق ، وفرّق أنصارها كلّ مفرّق ، وأعرها من نعمتك التي لم تقابلها بالشكر ، وانزع عنها سربال عزّك الذي لم تجازيه بالإحسان ، واقصمها يا قاصم الجبابرة ، وأهلكها يا مهلك القرون الخالية ، وأبرها يا مبير الأمم الظالمة ، واخذلها يا خاذل الفئات الباغية ، وابتر عمرها ، وابتزّ ملكها ، وعفّ أثرها ، واقطع خبرها ، وأطفئ نارها ، وأظلم نهارها ، وكوّر شمسها ، وأزهق نفسها ، وأهشم شدّتها ، وجبّ سنامها ، وأرغم أنفها ، وعجّل حتفها ، ولا تدع لها جُنّة إلاّ هتكتها ، ولا دعامة إلاّ قصمتها ، ولا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها ، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها ، ولا ركناً إلاّ وهنته ، ولا سبباً إلاّ قطعته .
وأرنا أنصارها وجندها وأحبّاءها وأرحامها عباديد بعد الألفة ، وشتّى بعد اجتماع الكلمة ، ومقنعي الرؤوس بعد الظهور على الأمّة ، واشف بزوال أمرها القلوب المنقلبة الوجلة ، والأفئدة اللهفة ، والأمّة المتحيّرة ، والبرية الضائعة ، وأدل ببوارها الحدود المعطّلة ، والأحكام المهملة ، والسنن الداثرة ، والمعالم المغيّرة ، والمساجد المهدومة .
وأرح بها الأقدام المتعبة ، وأشبع بها الخماص الساغبة ، وأرو بها اللهوات اللاغبة ، والأكباد الظامئة ، واطرقها بليلة لا أخت لها ، وساعةٍ لا شفاء منها ، وبنكبة لا انتعاش معها ، وبعثرةٍ لا إقالة منها ، وأبح حرمتها ، ونغّص نعيمها ، وأرها بطشتك الكبرى ، ونقمتك المثلى ، وقدرتك التي هي فوق كل قدرة ، وسلطانك الذي هو أعزّ من سلطانها ، واغلبها لي بقوّتك القوية ، ومحالك الشديد ، وامنعني منها بمنعتك التي كل خلق فيها ذليل ، وابتلها بفقرٍ لا تجبرها ، وبسوء لا تسترها ، وكلها إلى نفسها فيما تريد ، إنّك فعّال لما تريد .
وابرأها من حولك وقوّتك ، وأحوجها إلى حولها وقوّته ، وأذلّ مكرها بمكرك ، وادفع مشيّتها بمشيّتك ، واسقم جسدها ، وأيتم ولدها ، وانقص أجلها ، وخيّب أملها ، وأزل دولتها ، وأطل عولتها ، واجعل شغلها في بدنها ، ولا تفكّها من حزنها ، وصيّر كيدها في ضلال ، وأمرها إلى زوال ، ونعمتها إلى انتقال ، وجدّها في سفال ، وسلطانها في اضمحلال ، وعافيتها إلى شر مآل ، وأمِتْها بغيظه إذا أمتّها ، وأبقها لحزنها إن أبقيتها ، وقني شرّها وهمزها ولمزها ، وسطوتها وعداوتها ، والمحها لمحة تدمّر بها عليها ، فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً ، والحمد لله ربّ العالمين )