منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   المنتدى الثقافي (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   ۩۞۩ ◄ مختارات من صيد الفوائد ► ۩۞۩ (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=305339)

ملكة الرومنس 09-01-2013 10:43 AM

يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء
ودي وتقديري


قلب الزهـــور 13-01-2013 05:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل (المشاركة 5468956)
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز بارك الله فيج

ننتظر المزيد لاهنتي

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي

قلب الزهـــور 13-01-2013 05:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♪♥̊۾ـﻠﮕـةﭐلر̉و۾ـنسے̊♥♪ (المشاركة 5469096)
يعطيك ربي ألف عافيه


طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء
ودي وتقديري

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي

قلب الزهـــور 13-01-2013 05:41 AM


مختارات من شعر الشافعى



قال الشافعي في القناعة
تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه

قال الشافعي في حفظ اللسان

احفظ لسانـــك أيها الإنسان ..... لا يلدغنك .. إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ..... كانت تهاب لقاءه الأقران

ستة ينال بها الإنسان العلم

أخي لن تنال العلم إلا بستة ..... سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ..... وصحبة أستاذ وطول زمان

وقال الشافعي في فضل السكــوت

وجدت سكوتي متجرا فلزمته ..... إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر ..... وتاجره يعلو على كل تاجر

القناعــة .. راس الغنى

رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك

لا شيء يعلو على مشيئة الله .. قال الشافعي

يريد المرء أن يعطى مناه ..... ويأبى الله إلا ما أراد
يقول المرء فائدتي ومالي ..... وتقوى الله أفضل ما استفاد

وقال الشافعي متفاخرا

ولولا الشعر بالعلماء يزري ..... لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث ..... وآل مهلب وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي ..... حسبت الناس كلهم عبيدي

كم هي الدنيا رخيصــة .. قال الإمام الشافعي

يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا

وفي مخاطبــة السفيــه قال

يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبا

انظروا ماذا يفعل الدرهم ... صدق الشافعي حين قال

وأنطقت الدراهم بعد صمت ..... أناسا بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل ..... ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا

من أجمل ما كتب الشافعي في الحكمة

دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء





دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء

فــرجـــت ... إن الله لطيف بعبــاده .. وقال

ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج

من مكارم الأخلاق .... قال

لما عفوت ولم أحقد على أحد ..... أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته ..... لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ..... كما إن قد حشى قلبي مودات

قلب الزهـــور 13-01-2013 05:43 AM

تااااااااابع
 

فضل التوكل على الله

سهرت أعين ونامت عيون ..... في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس ..... فحمل انك الهموم جنون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان ..... سيكفيك في غد ما يكون

العلوم الدينية وعلوم القرآن

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

وقال مناجيا رب العالمين هذه الأبيات الجميلة

قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس

إنهم عبـــاد الله .. قال الشافعي فيهم

إن لله عبادا فطنا ..... تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا ..... أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا ..... صالح الأعمال فيها سفنا

القنـــاعة والتوكل على الله في طلب الرزق

إذا أصبحت عندي قوت يومي ..... فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببالي ..... فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن أراد الله أمرا ..... فأترك ما أريد لما يريد

الصمت والكلام

قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ..... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ..... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ..... والكلب يخشى لعمري وهو نباح

كيف تعاشر الناس وتعاملهم

كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ..... وعن الورى كن راهبا في ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله ..... واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا ..... أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره ..... وتركت أعلاهم لقلة خيره

من هو الفقيه ؟

إن الفقيه هو الفقيه بفعله ..... ليس الفقيه بنطقه ومقاله
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ..... ليس الرئيس بقومه ورجاله
وكذا الغني هو الغني بحاله ..... ليس الغني بملكه وبماله


لا تنطق بالسوء

إذا رمت أن تحيا سليما من الردى ..... ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطقن منك اللسان بسوأة ..... فكلك سوءات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معائبا ..... فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ..... ودافع ولكن بالتي هي أحسن

من عرف الدهر

أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى ..... وأسدا جياعا تظمأ الدهر لا تروى
وأشراف قوم لا ينالون قوتهم ..... وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
قضاء لديان الخلائق سابق ..... وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه ..... تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى

صدق الشافعي حين قال أن الدهر يومان

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ..... والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ..... وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها ..... وليس يكسف إلا الشمس والقمر

كل هذا أفضل من مذلة السؤال

لقلع ضرس وضرب حبس ..... ونزع نفس ورد أمس
وقر برد وقود فرد ..... ودبغ جلد بغير شمس
وأكل ضب وصيد دب ..... وصرف حب بأرض خرس
ونفخ نار وحمل عار ..... وبيع دار بربع فلس
وبيع خف وعدم إلف ..... وضرب إلف بحبل قلس
أهون من وقفة الحر ..... يرجو نوالا بباب نحس

قلب الزهـــور 13-01-2013 05:44 AM



العفاف والزنــا دين وديان
عفوا تعف نساؤكم في المحرم ..... وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضته ..... كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا ..... سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد ..... ما كنت هتاكا لحرمة مسلم
من يزن يزن به ولو بجداره ..... إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
من يزن في قوم بألفي درهم ..... يزن في أهل بيته ولو بالدرهم

قلب الزهـــور 13-01-2013 05:46 AM


من أقوال سلفنا الصالح
قال الثورى - رحمه الله - |
إذا استوت السريرة والعلانية فذلك العدل
وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور
وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل
Revolutionary said-|
If astute the inner self and openness it justice
if the public better than the inner self that injustice
if the inner self better than publicity, it



قال حكيم |
عجبت لمن يحزن على نقصان ماله ولا يحزن على نقصان عمره
Wise said |
I am astonished because of grieving todecrease his money
and not grieving the decrease of age ()



قال ابن عطاء الاسكندرى |
من أنفق عافيته وصحته فى معصية الله ,
فمثله كمن ترك له أبواه ألف دينار فاشترى بها حيات وعقارب ,
وجعلها من حوله : تلدغه هذه مرة , وتلسعه هذه أخرى , أفما تقتله ؟
Ibn ' ATA ', |
Of well-being and health spent in Sin God,
as his parents left 1,000 dinars, bought by his hands,
and make it around it: this time not be bitten,
and sting him this other, couldn't killed?




قال أبو حازم |
شيئان إذا عملت بهمها أصبت خيرى الدنيا والاخرة :
تحمل ما تكره إذا أحبه الله , وتترك ما تحب إذا كرهه الله
Said Abu Hazem |
If things worked towards shot Khairy
and the hereafter: assume you hate if I love God,
and leave what you love if his hatred of God




قال أحد الصالحين |
إن بقاءك الى فناء , وفناءك الى بقاء ,
فخذ من فنائك الذى لا يبقى لبقائك الذى لا يفنى
One righteous | That you can stay to the yard,
and your survival,
thigh of your courtyard which remains for you stay,
which Livni



قيل لحكيم |
ما تشتهى ؟ قال : عافية يوم فقيل له : ألست فى العافية سائر الايام ؟
قال : العافية أن يمر بك اليوم بلا ذنب
It was said to the Sage |
What you crave? He said: it was said to him day spa:
the spa's six other days?
He said: your wellness pass today without the guilt

قلب الزهـــور 13-01-2013 05:47 AM







قال ابو سليمان الدارانى |
إن الرجل لينقطع إلى بعض الملوك ليرى أثرهم عليه ,
فكيف بمن ينقطع إلى ملك الملوك



Said Abu Suleiman Dharani sutras
| The man to drop out to some Kings see themselves,
how it ceases to King of Kings


قلب الزهـــور 13-01-2013 05:49 AM



من أقوال العلماء و الدعاه

يعجبني من يلتزم الصمت كثيراً .. لكنّه إذا ما تكلّم أسكت الجميع ..!!




د.سلمان العودة |

قال لي الشيخ عائض القرني عن المصريين :
أشهد أنهم شعب مذهل وكبير ورائد.. أمدوني بطاقة ونشاط عجيبين.





إذا اشتد الكرب .. وضاق بك الدرب .. فعليك بقيام الليل ..
تضرع فيه بين يدي الله .. وألح بالدعاء .. ونادي يالله .. يالله ..
واسأله فرجٌ قريب




ما أجمل الحياة حين تدرك معنى وجودك وأنك ما خلقت إلا لتفعل الذي يسعد من أوجدك،
عندها سيكون للحياة طعم مختلف عما اعتدنا عليه.
فأجمل ما في الدنيا لحظات إرضاء الجبار وعندها تدرك معنى الحب.



أنا والله لا أعترض على من يمدح النبي عليه الصلاة والسلام،

ولكن أعترض على من لا يتبعه،

لا يكفي أن نمدحه.. ينبغي أن نضيف إلى مدحه اتباعه..

الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله |

اللهم إني أسألك ألا تجعل المصائب،
إلا عوناً لنا على اليقين بحكمة خالقنا..



الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله |

{ وَاضرب لهم مثل الحياةِ الدنيا كماءٍ أَنْزَلْنَاهُ من السَّمَاءِ
فاختلطَ بهِ نباتُ الأرض فأصبحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ }

أن الحياة الدنيا كماء نزل على أرضٍ فأنبتت
{ فأصبح هشيماً تذوره الرياح }

يبس وصارت الرياح تطير به !! ،هكذا أيضاً الدنيا!! .

والعاقل إذا قرأ القرآن وتبصر؛ عرف قيمة الدنيا، وأنها ليست بشيء،
وأنها مزرعة للآخرة، فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك؟

قلب الزهـــور 13-01-2013 05:52 AM




الشيخ خالد البكر |

تمر بنا في مسيرة حياتنا منعطفات خطرة ..
لابد أن نتجاوزها إن أردنا مواصلة الطريق والوصول ..!!

قلب الزهـــور 13-01-2013 05:54 AM

تااااااابع
 


علماء في وجه الطغيان * سعيد بن المسيب

محاولة اغتيال سعيد بن المسيب
امتنع عن مبايعة عبدالملك بن مروان فضربوه بالسياط!

هناك شخصيات مبهرة في التاريخ، كانت مواقفهم مثار إعجاب رغم ما عانوه من ضرب وإهانة وتعذيب لا يليق بجلال علمهم ولا لما يرنون إليه من التفاف الناس حولهم.
ومن هذه الشخصيات المبهرة كان التابعي الجليل سعيد بن المسيب.

وسعيد بن المسيب حفظ القرآن الكريم صغيرا، ودرس الحديث الشريف علي يد أعلام من أبناء الصحابة أمثال ابن عمر وابن عباس وأبي الدرداء وغيرهم، كما حفظ الأحاديث التي رواها الصحابي الجليل أبوهريرة، بل أنه تزوج من ابنته، وأصبح الناس يقدرونه لعلمه وتقواه ودراسته لسيرة الرسول وسنته حتي قال عنه قتادة: ما رأيت أعلم بالحلال والحرام من سعيد بن المسيب.
وكان الرجل مع فقهه وعلمه خبيرا بتفسير الأحلام ربما لشفافية روحية، وما يتمتع به من حسن تدبير وبصيرة وما أكثر ما تحدثوا عن ورعه وتقواه، وحبه للعبادة، والاعتماد علي نفسه في كسب قوت حياته، فقد رفض أعطيات بيت المال مؤثرا أن يعمل في تجارة الزيت.
ولأنه يعرف أقدار الناس، وأن الإنسان ينطوي علي الخير والشر معا، وأن علي الإنسان أن يغلٌِب طابع الخير، فقد أحبه الناس، ورددوا قوله:

'ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن نذكر عيوبه، فمن كان فضله أكبر من نقصه وهب نقصه لفضله'.

وقد بلغ من فضل الرجل وحب الناس له، أن أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان، أراد أن يزوج ابنه الوليد بن عبدالملك من ابنته.. وكان معروفا عن عبدالملك أنه من أقوي خلفاء بني أمية، وكان علي علم وفقه.. بل أن عبدالملك هذا يعتبره المؤرخون المؤسس الثاني للدولة الأموية، لأنه استطاع أن يقضي علي الفتن في عصره.. وأن ينتصر علي عبدالله بن الزبير الذي كان ينازعه السلطة واستقل بالفعل بالحجاز والبصرة وغيرهما.. ويعيد توحيد البلاد الإسلامية تحت الراية الأموية.
عبدالملك بن مروان بكل هذا الشموخ.. ومع ذلك رفض سعيد بن المسيب أن يزوج ابنه الوليد من ابنته.. مع علمه أن الوليد هذا سيخلف والده بالخلافة، وأن ابنته بذلك ستصبح ملكة متوجة.. بل أنه في عهد الوليد هذا اتسعت بقعة الامبراطورية الإسلامية إلى أماكن لم تكن تخطر علي بال سواء في الشمال الأفريقي أو أسبانيا أو في بلاد ما وراء النهر!

***

ويتعجب دارسو سيرة هذا الرجل العظيم كيف يرفض زواج ابنته من رجل تدين له الدنيا كلها؟
ولكن العجب يزول عندما تعرف أن الرجل لا يريد الدنيا ولا يسعي لها، إنما يريد لابنته أن تعيش هادئة سعيدة في ظل رجل فقير يثق في علمه وتقواه.. فالسعادة ليست في حياة القصور والسلطان، ولكن في راحة البال والثقة والإيمان بما عند الله.
لقد زوٌج ابنته لطالب علم فقير..
كيف؟
قال يحيي بن سعيد:
كان لسعيد جليس يقال له عبدالله بن وداعة فأبطأ عنه أياما، فسأل عنه وطلبه وأتاه معتذرا عن تأخره لمرض زوجته وموتها.
فقال له: 'ألا أعلمتنا بمرضها فنعودها، أو بموتها فنشهد جنازتها' .
ثم قال: يا عبدالله تزوج ولا تلق الله وأنت أعزب.
فقال لسعيد: يرحمك الله ومن يزوجني وأنا فقير!؟
فقال له سعيد: أنا أزوجك ابنتي.
فقال عبدالله: فسكت استحياء واستعظاما
فقال سعيد: مالك سكت.. أسخطا وإعراضا؟
قلت: وأين أنا منها.
فقال: فقم وادع نفرا من الأنصار فأشهدهم علي النكاح، فلما صلينا العشاء الآخرة توجه سعيد بابنته إلي الرجل الفقير ومعها الخادم والدراهم والطعام، والزوج لا يكاد يصدق ما هو فيه!

***

وفي هذه الفترة كان الصراع علي أشده في المدينة، هناك من يؤيد خلافة عبدالله بن الزبير، وهناك من يؤيد خلافة الأمويين.
وكان سعيد بن المسيب لا يؤمن لا بخلافة عبدالله بن الزبير أو عبدالملك بن مروان.. كان يري أن الخلافة لم تعد كما كانت علي عهد الخلفاء الراشدين.
وكان الرجل معروفا عند الطرفين.. وكلا الطرفين حاول استمالته للمبايعة، ولكن الرجل رفض أن يبايع كلا الطرفين، وكان يعرف أنه سيتحمل تبعات هذا الرفض!

***

حاول عامل عبدالله بن الزبير في المدينة (جابر بن الأسود) أن يجعله يبايع عبدالله بن الزبير بالخلافة، وعندما امتنع ضربه ستين سوطا!
وعندما حاول عامل عبدالملك بن مروان بعد ذلك أن يأمره بمبايعة الوليد بن عبدالملك، لم يأبه بهذا العامل فهدده بقطع رقبته ولكنه ظل على موقفه ويصور هذا الموقف د. محمد رجب البيومي في صورة قلمية جميلة:
'.. وهذا عامل عبدالملك على المدينة يأمره بالبيعة للوليد بن عبدالملك، فيهدده بضرب عنقه، فما يتراجع لحظة عن موضعه، ثم يطول الحوار والجدل فيعرض عليه واحدة من خصال ثلاث: أن يقرأ الوالي كتاب البيعة علي الجمهور فيسكت سعيد دون أن يقول لا أو نعم.
أو أن يجلس في البيت لا ينهض إلى المسجد أياما حتي تنتهي البيعة.
أو أن ينتقل من مكانه بالمسجد فلا يجده الرسول إذ يأتيه!
وقد رفض سعيد هذه العروض، وكان له في العرض الأخيرمندوحه تقيه دون أن تخدش رأيه، ولكنه وضع نفسه موضع الزعامة الكريمة للمسلم الصادق، ليسد كل ثنية يلج بها الباطل مأربه، فهو أولا يخشي أن يخرج بالصمت عن لا ونعم، فيعلم الناس أنه بايع ولم يعارض.
وهو ثانيا يتعاظمه أن يمكث بالبيت أياما فلا يخرج إلي الصلاة، وصوت المؤذن يلهبه ويستدعيه!!
وهو ثالثا: يربأ بنفسه أن ينتقل من مكانه حذرا من مخلوق لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا!
وكان سعيد يعلم حقيقة ما ينتظره من عذاب أثيم، فما أعلن مخالفته حتي جرد من ثيابه، وضرب خمسين سوطا، وطاف به الرعاع في أسواق المدينة وهم يقولون:
هذا موقف الخزي!
فيرد عليهم في يقين حازم:
بل فررنا من الخزي يوم القيامة بما فعلتموه وفعلناه!'

**

قلب الزهـــور 13-01-2013 05:55 AM



شخصية عجيبة تلك..
شخصية لا تخاف في الله لومة لائم..
إنه يعيش حياته ولكن عينيه علي الآخرة.. إنه لا يريد شيئا من دنيا فانية سرعان ما تنتهي، ولكنه يريد ما عند الله من ثواب خالد خلود الحياة الآخرة.. وليس في نفاق السلطة أو الحكام ما يهيئ له حياة الخلود في الآخرة.. إنما الذي يضمن له النعيم هو البعد عن النفاق.. وأن يكون ما يجري في داخله هو نفس الذي يجري في ظاهره.

***

وقد حاول عبدالملك بن مروان أن يسترضيه، عندما ذهب إلي المدينة يوما، ووقف عند باب المسجد وأرسل من يستدعي سعيد بن المسيب، ولكن سعيد رفض مقابلة الخليفة بحجة أنه ليس لديه حاجة إليه، وأن الخليفة ليس لديه حاجة إليه.
وكرر الخليفة طلبه، وظل سعيد علي موقفه!!

***

ويروي عن عمرو بن عاصم قوله:
لما استخلف الوليد بن عبدالملك قدم المدينة، فدخل المسجد، ورأي شيخا قد اجتمع عليه الناس..
فقال:
من هذا الشيخ؟
فقالوا:
سعيد بن المسيب.
فلما جلس، أرسل إليه فأتاه الرسول.
فقال: أجب أمير المؤمنين.
فقال سعيد:
لعله أرسلك إلي غيري
فأتاه الرسول فأخبره..
فغضب الوليد غضبا شديدا، وهم به فقال له جلساؤه:
يا أمير المؤمنين، فقيه المدينة، وشيخ قريش، لم يطق أباك من قبلك، وأغض عنه، ثم مازالوا به حتي تراجع.

***

هذه إشارة إلي الشخصية التاريخية الجميلة التي أفاض علي الناس بعلمه وفضله وتقواه فأحبوه.
وعاش حياته يأكل من تجارته في الزيت، ولم يمد يده لأعطيات أحد من الخلفاء أو غير الخلفاء، بل رفض أن يأخذ حقه من بيت المال.
فأصبح مهابا.. حتي أن الخليفة عبدالملك بن مروان وهو من أقوي خلفاء بني أمية أراد أن يصاهره فيرفض، ويزوج ابنته من طالب علم فقير لا يملك من ثروات الحياة شيئا. ثم ينأي عن السياسة، فلا يبايع أحدا من المتصارعين عليها، طلبا لما عند الله، لا ما عند عباد الله.
شخصية باهرة كهذه الشخصية لابد أن تعيش في ضمير الناس مهما اختلفت الأجيال والعصور.. تعطي ضوءا باهرا لكل من يريد طريق الصواب.. فالدنيا تنتهي وتزول.. والإنسان فيها كما يقول أعظم رجل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كزائر استظل بظل شجرة ثم تركها.
و.. لا يبقى إلا المواقف التي تكون قدوة للناس.. أما التعذيب والقهر والبطش، فظواهر تنتهي وتزول.. ويبقي وجه الحق ساطعا وسط حالك الظلام.


مراجع:

علماء في وجه الطغيان: د. محمد رجب البيومي
العرب تاريخ وحضارة: أنتوني ناتنج.. ترجمة: محمود مسعود

قلب الزهـــور 13-01-2013 05:59 AM



صيد الخاطر لابن الجوزي - الحذر من الحديث عن الناس
ليس في الدنيا أكثر بلاهة ممن يسئ إلى شخص و يعلم أنه قد بلغ إلى قلبه
بالأذى ثم يصطلحان في الظاهر ، فيعلم أن ذلك الأثر محي بالصلح .
و خصوصاً مع الملوك ، فإن لذتهم الكبرى ألا يرتفع عليهم أحد ،
و لا ينكر لهم غرض ، فإذا جرى شيء من ذلك لم ينجبر .
و اعتبر هذا بأبي مسلم الخراساني ،
فإنه غض من قدر المنصور قبل ولايته فحصل ذلك في نفسه فقتله .
و من نظر في التواريخ رأى جماعة قد جرى لهم مثل هذا .
و لا ينبغي لمن أساء إلى ذي سلطان لأن يقع في يده ،
فإنه إذا رام التخلص لم يقدر . فيبقى ندمه على ترك احترازه ،
و حسرته على مساكنة الضمان للسلامة ،
أشد عليه من كل ما يلقى به من الهوان و الأذى .
و من هذا الجنس الأصدقاء المتماثلون ، فإنك متى آذيت شخصاً و بلغ إلى
قلبه أذاك فلا تثق بمودته ، فإن أذاك نصب عينه ، فإن لم يحتل عليك لم
يصف لك .
و لا تخالط إلا من أنعمت عليه فحسب ، فهو لم ير منك إلا خيراً ،
فيكون في نفسه ، و كذلك الولد و الزوجة و المعاملون .
و يلحق بهذا أن أقول : لا ينبغي أن تعادي أحداً و لا تتكلم في حقه ،
فربما صارت له دولة فاشتفى .
و ربما احتيج إليه فلم يقدر عليه .
فالعاقل يصور نفسه كل ممكن ، و يستر ما في قلبه من البغض و الود ،
و يداري مع الغيظ و الحقد ، هذه مشاورة العقل إن قبلت .

ملكة الرومنس 13-01-2013 01:59 PM

يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء
ودي وتقديري

قلب الزهـــور 14-02-2013 04:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♪♥̊۾ـﻠﮕـةﭐلر̉و۾ـنسے̊♥♪ (المشاركة 5471453)
يعطيك ربي ألف عافيه


طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء


ودي وتقديري

هلااااااااااا وغلااااااااااا .. ياحلوك انتي
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي

قلب الزهـــور 14-02-2013 04:14 AM



قال الشيخ إسماعيل الصابوني رحمه الله في وصف عقيدة السلف

وأصحاب الحديث:
[ ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم
ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم
في الدين ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي
إذا مَرَّت بالآذان وَقَرَّت في القلوب ضَرَّت، وجَرَّت إليها من الوساوس
والخطرات الفاسدة ما جَرَّت ]
عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص298-299
وقال الشاطبي –رحمه الله–:
[ إن فرقة النجاة وهم أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع، والتشريد بهم،
والتنكيل بمن انحاش إلى جهتهم بالقتل فما دونه. وقد حذَّر العلماء
من مصاحبتهم ومجالستهم –حسبما تقدم– وذلك مظنة إلقاء
العداوة والبغضاء ]
الاعتصام 1/171
فيا طالب العلم إليك من جواهر السلف في التحذير من أهل الأهواء والبدع:
قال ابن عباس:
[ لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب ]
أخرجه الآجري في الشريعة 1/453
قال عمر بن عبد العزيز:
[ من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل ]
أخرجه الدارمي 1/68
قال أبو قلابة:
[ لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم
في الضلالة، أو يَلْبِسوا عليكم في الدين بعض ما لَبَس عليهم ]
أخرجه الآجري في الشريعة 1/453-436
قال عمران القصير:
[ إياكم والمنازعة والخصومة، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون: أرأيت أرأيت ]
أخرجه ابن بطة في الكبرى ص405
قال سلام بن أبي مُطيع:
[ إن رجلاً من أصحاب الأهواء ]
قال لأيوب السختياني:
[ يا أبا بكر، أسألك عن كلمة، فولى أيوب،
وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة ]
أخرجه الآجري في الشريعة 1/440
قال أسماء بن عبيد:
[ دخل رجلان من أهل الأهواء على ابن سيرين،
فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث. قال: لا،
قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل، قال: لا، لتقومانِّ عني
أو لأقومنَّ. قال: إني خشيت أن يقرآ عليَّ آية فيحرفاها فيقرَّ ذلك في قلبي ]
أخرجه الدارمي 1/81
فانظر يا طالب العلم، كيف رفض ابن سيرين أن يسمع منهم حديثا نبويا
أو آية قرآنية، فحذارٍ أن تغتر بمن يُلبِّس عليك، فالذي يدخل القلب
من الصعب أن يخرج، فاحرص على السُّنَّة.
قال محمد بن النضر الحارثي:
[ من أصغى سمعه إلى صاحب وهو يعلم أنه صاحب بدعة؛
نزعت منه العصمة وَوُكِّلَ إلى نفسه ]
أخرجه اللالكائي 1/153
وقال عمرو بن قيس الملائي:
[ إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة فارجه،
وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه ]
أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص150
قال يحيى بن أبي كثير:
[ إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره ]
أخرجه الآجري في الشريعة 1/458
فيا طالب العلم، كيف بالذي يجالسهم ويآكلهم، ويمازحهم ويآنسهم،
ويصحبهم بل ويألبهم على طلاب العلم السلفيين!!
فكن على حذر تسلم من شرهم.
قال أبو قلابة:
[ إن أهلَ الأهواء أهلُ الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا إلى النار ]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/184
قال الأوزاعي:
[عليك بأثر من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراءَ الرجال
وإن زخرفوا لك بالقول ]
ذكره الذهبي في العلو(المختصر) ص138

قلب الزهـــور 14-02-2013 04:18 AM

تاااااااابع
 

عن ابن طاووس عن أبيه قال:
[ إن رجلاً قال لابن عباس: الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم.
قال: فقال ابن عباس: الهوى كله ضلالة ]
أخرجه الآجري في الشريعة 1/58.
قال الفضيل بن عياض:
[ أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد. آكل عند يهودي
ونصراني أَحبُّ إليَّ من صاحب بدعة ]
أخرجه اللالكائي 2/638
قال أبو الجوزاء:
[ لأن يجاورني القردة والخنازير في دار أَحبّ إليَّ من أن يجاورني رجل
من أهل الأهواء ]
أخرجه ابن بطة في الكبرى 2/476
قال أبو قلابة:
[ ما ابتدع الرجل بدعة إلا استحل السيف ]
أخرجه الآجري في الشريعة 1/460
قال أرطأة بن المنذر:
[ لأن يكون ابني فاسقا من الفساق أَحبّ إليَّ من أن يكون صاحب هوى ]
أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص149
قال عبد الله بن المبارك:
[ صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادَّهن كل يوم ثلاثين مرة ]
أخرجه اللالكائي 1/159
قال الفضيل بن عياض:
[ من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع ]
أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص175
قال سعيد بن عنبسة:
[ ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره على المسلمين، واختلجت منه الأمانة ]
أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص152
عن ابن عمر:
[ أنه جاءه رجل فقال: إن فلانا يقرأ عليك السلام،
قال: بلغني أنه قد أحدث، فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام ].
أخرجه الدارمي 1/68
وقال الشوكاني في تفسيره لقول الله تعالى:
[{ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا...}
وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون
كلام الله، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم
المضلة، وبدعهم الفاسدة. فإنه إذا لم يُنْكِر عليهم ويُغَيِّر ما هم فيه،
فَأَقَلُّ الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير غير عسير.
وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهةً يشبهون
بها على العامة، فيكون حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر ]
فتح القدير 2/128
وقال البغوي:
[ فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا،
أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ويتبرأ منه، ويتركه حيا وميتا ]
شرح السنة 1/224

قلب الزهـــور 14-02-2013 04:21 AM


قال بعض الصالحين:
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله.
وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله.
وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله.
وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة
فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة.



قال بعض الزهاد :
ما علمت أن أحدًا سمع بالجنة والنار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله
فيها بذكر أو صلاة أو قراءة أو إحسان،
فقال له رجل: إني أكثر البكاء،
فقال: إنك إن تضحك وأنت مقر بخطئك خير من أن تبكي
وأنت مدل بعملك، وإن المدل لا يصعد عمله فوق رأسه.
فقال: أوصني
فقال:دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها،
وكن في الدنيا كالنحلة، إن أكلت أكلت طيبًا، وإن أطعمت أطعمت طيبًا،
وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه.

قلب الزهـــور 14-02-2013 04:26 AM


موعظة من التاريخ
يحكى أن ابنة هولاكو زعيمِ التتار كانت تطوف في بغداد،
فرأت جمعاً من الناس يلتفـون على رجل منهم، فسألت عنه
فإذا هو عالم من علماء المسلمين، فأمرت بإحضاره، فلما مثل بين يديها
سألته:ألستم المؤمنين بالله
قال : بلى
قالت:ألا تزعمون أن الله يؤيد بنصره من يشاء؟
قال :بلى.
قالت:ألم ينصرنا الله عليكم؟
قال : بلى
قالت:أفلا يعني ذلك أننا أحب إلى الله منكم ؟
قال:لا
قالت:لم؟!
قال:ألا تعرفين راعي الغنم ؟
قالت :بلى
قال:ألا يكون مع قطيعه بعض الكلاب؟
قالت:بلى.
قال:ما يفعل الراعي إذا شردت بعض أغنامه ، وخرجت عن سلطانه ؟
قالت:يرسل عليها كلابه لتعيدها إلى سلطانه
قال:كم تستمر في مطاردة الخراف؟
قالت:ما دامت شاردة.
قال:فأنتم أيها التتار كلاب الله في أرضه وطالما بقينا شاردين عن
منهج الله وطاعته فستبقون ورائنا حتى نعود إليه جل وعلا .

قلب الزهـــور 14-02-2013 04:32 AM

نوادر فى زماننا


إذا قابلتك هذه النوادر من خلق الله فأنت أسعد السعداء :-


من إذا حزنت ... أسعدك .

من إذا تضايقت ... أضحكك .

من إذا تألمت ... طبّبَك .

من إذا نسيت ... ذكّرك .

من إذا خلوت ... جاورك .

من إذا بكيت ... هدّأك و طمأنك .

من إذا مللت .. أنعشك .





من إذا أتيته .... جاءك مهرولا .

من إذا أحببته ... جاءك عاشقا .

من إذا ناديته ... جاءك مُلبيا .




من إذا رأيته ... أسعدك .

من إذا سمعته .... أطربك .

من إذا إنفلتّ ... قوّمك .

من إذا تكلّم .... أدهشك .

من إذا كَتَب .... أرْشَدَك .


حقا ... إنها نوادر فى زمن النوادر .

قلب الزهـــور 14-02-2013 04:40 AM

مـــن دررالفــــوائـــد
من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه،للعبد ستر بينه وبين الله

وبينه وبين الناس،

فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتكالله الستر الذي بينه وبين الناس‏.‏


للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه،فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه،

ويعمر بيته قبل انتقاله إليه‏.‏



إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعةالوقت تقطعك عن الله

والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها‏.‏


الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساويغم ساعة فكيف بغم العمر‏.‏


محبوب اليوم يعقب المكروه غدا، ومكروهاليوم يعقب المحبوب غدا‏.‏




أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كلالوقت بما هو أولى بها

وأنفع لها في معادها‏.‏




كيف يكون عاقلا من باع الجنة بما فيهابشهوة ساعة‏.‏



يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطرهمن شيئين‏:‏

بكاؤه على نفسه، وثناؤه على ربه‏.‏


المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربتمنه،

والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه‏.‏



لو نفع العلم بلا عمل لما ذم اللهسبحانه أحبار أهل الكتاب،

ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين‏.‏



دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة،فدافع الفكرة،

فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهِمَّة‏.

فإن لم تدافعها صارت فعلا‏.‏

قلب الزهـــور 14-02-2013 04:47 AM


لماذا أنجح؟
تساؤلات!!
لماذا عليَّ أن أتفوق؟
ألا يكفي أن أنجح فقط؟
لماذا أنجح والمسلمون في الواقع العملي فاشلون؟ لماذا أنجح؟

هل تفوقي سيؤثر في نصرة الإسلام ونهضة الأمة؟

ـ الإنسان خليفة الله في أرضه:

لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعلكِ أنتِ مكلَّفة ومستخلفة في الأرض، فهل تعي معنى ذلك التكليف؟
وهل تدركي حقًا ما يترتَّب عليه من نتائج؟
دعينا نعيش سويًا مع كلام الأستاذ سيد قطب رحمه الله حيث يقول: (وإذًا؛ فهي المشيئة العليا تريد أن تُسَلِّم ذلك الكائن الجديد في الوجود زمام هذه الأرض، وتُطلِق فيها يده، وتكل إليه إبراز مشيئة الخالق في الإبداع والتكوين، والتحليل والتركيب، والتحوير والتبديل، وكشْف ما في هذه الأرض من قوى وطاقات، وكنوز وخامات، وتسخير هذا كله بإذن الله في المهمة الضخمة التي أوكلها الله إليه.
وإذًا؛ فقد وهب هذا الكائن الجديد من الطاقات الكامنة، والاستعدادات المذخورة، ووُهِبَ من القوى الخفية ما يحقق المشيئة الإلهية.
وإذًا؛ فهنالك وحدة أو تناسق بين النواميس التي تَحكُم الأرض وتَحكُم الكون كله، وبين النواميس التي تَحكُم هذا المخلوق وقواه وطاقاته، كي لا يقع التصادم بين هذه النواميس وتلك، وكي لا تتحطم طاقة الإنسان على صخرة الكون الضخمة، وإذاً؟ فهي منزلة عظيمة، منزلة هذا الإنسان في نظام الوجود على هذه الأرض الفسيحة، وهو التكريم الذي شاءه له خالقه الكريم.
هذا كله بعض إيحاء التعبير العلوي الجليل: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} حين نتملاه اليوم بالحس اليقظ والبصيرة المفتوحة، ورؤية ما تم في الأرض على يد هذا الكائن المستخلَف في هذا الملك العريض) [في ظلال القرآن، سيد قطب، (1/28)].
2ـ هذه هي الفطرة:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) [رواه البخاري]، في هذا الحديث الشريف يبين لنا الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم حقيقة هامة، وهي أن الله تعالى فطر الإنسان على الاستقامة والكمال في كل شيء، سواء في الدين أو الْخُلُق أو الْخِلقَة، ومن ثَمَّ؛ في القدرات والإمكانات.
فلو أن الإنسان أيتها الفتاة، مضى في نموه طبيعيًا لأصبح في غاية الكمال، وقد تتساءلين؟ لماذا الإمكانات والقدرات لا تظهر عندي؟
والجواب على هذا السؤال أن هذه الإمكانات كامنة بداخلك، ولكنها في صورة ضامرة ضعيفة، بتأثير من البيئة السلبية التي لم ترع هذه القدرات وتُنَمِّيها، بل راحت تُضْعِفها وتهملها، تستطيع بتوفيق الله تعالى، ثم بالجهد والعرق، أن تستعيد تلك القدرات التي تسبَّبت بيئتك السلبية في إضعافها وضمورها، ومن ثَمَّ؛ تغدوا قويًا كما خلقك الله، قادرًا بعونه تعالى على تحقيق أهدافك.
3- أقوى من الكافرين:
يقول الله تعالى في حق بعض الكافرين: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46]، تأمَّلي في هذه الآية الكريمة، فقد يبلغ الأمر ببعض الكافرين من الشدة والبأس، والقدرات والإمكانات ما يستطيعون معه زحزحة الجبال الراسيات؛ فما بالنا بالفتاة المؤمنة التي كرَّمها الله تعالى بنعمة الإسلام، أفلا تستحق أن تبلغ قدراتها وإمكاناتها أكبر من ذلك؟!
ألستِ أنتِ الأولى بتلك القدرات والإمكانات، وأنتِ المكلَّفة من رب العالمين بعمارة هذه الأرض، وصناعة حضارتها وتقدمها، وتسخير كل ذلك في تحقيق العبودية لله الواحد الأحد.
ولذلك؛ فقد رأينا العجب العجاب من المؤمنين الأوائل، عندما فهموا تلك الحقيقة؛ فتأمَّلي كيف كانوا يهزمون الكفار سواء في ميدان الجهاد أو في ميدان العلم والحضارة والتَّقدُّم.

في كتابه الشهير "عندما تغير العالم" يقول "جيمس بيرك" متحدثًا عن انبهار الغرب بحضارة المسلمين في الأندلس: (استمر تَدفُّق طلاب العلم على أسبانيا في طوفان منتظم؛ فاستقر بعضهم هناك، وتفرَّغ بعضهم لترجمة النصوص التي يبحثون عنها، ثم عادوا مرة أخرى إلى بلادهم في الشمال.
غير أن الجميع أصابهم الذهول من تلك الحضارة التي وجدوها في الأندلس، لقد كان العرب ينظرون إلى الأوربيين الشماليين على أنهم لا يزيدون في مستواهم الفكري والثقافي على مستوى الصوماليين.
أما المثقفون الشماليون؛ فقد وجدوا في أسبانيا مُجتمعًا ثقافيًا على درجة عالية جدًا، من التفوق بالمقارنة مع مستوى المجتمع الثقافي في بلادهم، مما ترك لديهم إحساسًا بالغَيْرة من الثقافة العربية، التي ظلت تؤثر في الفكر الغربي مئات السنين) [عندما تغير العالم، جيمس بيرك، ص(54)].
ويقول المستشرق "سبانسر فاميري": (لا يستطيع أحد أن يتأمل القبة الزرقاء [يقصد السماء] دون أن يَلفِظ اسمًا عربيًا، ولا يستطيع عالم طبيعة أن يُحَلِّل ورقة من الشجر أو يفحص صخرة من الصخور دون أن يذكر درسًا عربيًا، ولا يقدر أي قاض أن يَبُتَّ اليوم في خلاف دون أن يستدعي مبدأ أصلَّته العرب.
ولا يسع أي طبيب أن يتأمل دارة أحد الأمراض المعروفة منذ القدم إلا أن يَهمِس بآراء طبيب عربي، ولا يستطيع رحَّالة أن يدلف إلى أبعد زوايا آسيا وأفريقيا دون أن يعتمد على اللغة العربية) [عندما تغير العالم، جيمس بيرك، ص(54)].
هذا ما كان عليه المسلمون من قوة، عندما كانوا يدركون قيمتهم وقيمة ما أنعم الله عليهم من هذا المنهج الرباني العظيم، الذي يَفرِض على أتباعه أن يكونوا أقوياء بما يكفي؛ لكي يقوموا بمهمة خلافة الله في أرضه، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}[الأنفال: 60].
نماذج برَّاقة:
1-عبد الرحمن بن عوف:
فهذا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه باع على عثمان أرضًا له بأربعين ألف دينار، وقسَّم ذلك بين فقراء بني زهرة وفقراء المهاجرين وأمهات المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه.
قال ابن عبد البر رحمه الله: (كان عبد الرحمن بن عوف، مجدودًا [أي محظوظًا] بالتجارة، خلَّف ألف بعير، وثلاثة آلاف شاه، ومائة فرس، وكان يزرع بالجرف [وهو موضع على مسافة ثلاثة أميال من المدينة تقريبًا إلى جهة الشام] على عشرين ناضح) [الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر، (1/256)].
2- طلحة بن عبيد الله:
أما طلحة بن عبيد الله ـ طلحة الفياض ـ فقد كان كريمًا جوادًا وسمي بالفياض، وغَلَّة طلحة يوميًا ألف دينار، هذه أرباحه يوميًا في مثل ذلك العصر، الذي لم يكن يعرف الملايين والمليارات.
ولما مات طلحة رضي الله عنه خلَّف من الأموال الشيء الكثير، سأل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه موسى بن طلحة، ولده، فقال له: كم ترك أبو محمد؟ [أي: كم خلَّف من الأموال؟] فقال له: ترك ألفي ألف درهم، ومائتي ألف درهم، هذا من الفضة، أما من الذهب فخلف مائتي ألف دينار، فقال معاوية رضي الله عنه: عاش حميدًا سخيًا شريفًا، ومات شهيدًا [سير أعلام النبلاء، الذهبي، (1/33)، والطبقات الكبرى، ابن سعد، (3/222-223)].
3- الزبير بن العوام:
والزبير بن العوام رضي الله عنه كان له ألف مملوك، يؤدُّون إليه الْخَراج، فلا يدخل بيته من ذلك الْخَراج شئ، ولما مات نادى ولده عبد الله بن الزبير في موسم الحج أربع سنوات، كل سنة ينادي: من كان له على الزبير دين أو شيء؛ فليأتنا لنقضه.
فلما مضت السنوات الأربع، قسَّم ميراثه على ورثته، وكان للـزبير أربع زوجات لهنَّ الثُّمن، ربع الثُّمن هو نصيب كل زوجة فقط، وكان ذلك بعدما رفع ثلث المال الذي كان وصية أوصى الزبير بها [أي: رَفْع الثلث كان بعد أن قضى الديون كلها]، ثم رَفَعَ الثلث، ثم وزع الميراث، فالذي أصاب الزوجة، يعادل (1/24) من تركة الزبير رضي الله عنه، أي: أصاب كل امرأة ألف ألف ومائة ألف، قال: فجمعت ماله [يعني حسبت المال] فوجدته يزيد عن خمسين مليونًا ومائتي ألف [حلية الأولياء، أبو نعيم، (1/47)، وصفة الصفوة، ابن الجوزي، (1/60)].

قلب الزهـــور 14-02-2013 04:51 AM

4- الريادة مطلبي: أبو الجبر الخوارزمي (775 – 847م)(رياضي وجغرافي وفلكي):
أبو عبد الله محمد بن موسى ولد في خوارزم وأقام في بغداد في عهد الخليفة العباسي المأمون، اطلع على هندسة الإغريق واليونان وحساب الهنود، وأوجدت عبقريته فيهما علم الجبر بشكل مستقل عن الحساب، وهو واضع أسس حساب اللوغاريتمات، فعرف علم الحساب عدة قرون باسم اللوغاريتم Logarithm واللوغاريتم هو الحساب الذي يحول عمليات الضرب إلى جمع وعمليات القسمة إلى طرح.
من مؤلفاته: علم الجبر والمقابلة، وكتاب الحساب، وله فضل في نقل الأعداد الهندية إلى العرب، والتي انتقلت عنهم إلى أوروبا، ومن أهمها الصفر، وفي حساب المثلثات وضع ما أسماه: "السند هند الصغير" جمع فيه بين مذاهب الفرس والهنود ومذهب بطليموس فكان مرجعًا للعلماء من بعده.
بالإضافة إلى أنه وضع طريقة تطبيقية لمعرفة مساحات المسطحات ومساحة الدائرة، وتوصَّل إلى حساب أحجام بعض الأجسام؛ كالهرم الثلاثي والهرم الرباعي، كما قام بحل معادلات الدرجة الثانية بطرق هندسية، ونشر أول الجداول العربية عن المثلثات للجيوب والظلال.
والتي ترجمت إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي، ويُعتَقد أنه اشترك في قياس محيط الأرض أيام المأمون، كما أدخل تحسينات جوهرية على جغرافية بطليموس ونشر كتاب صورة الأرض.
لو أردنا وصفًا أدق لرسالة الخوارزمي؛ أدركنا صورة تشهد بملامح نفسية هذا الرجل، فإن له في كل مجال علمي إسهامًا فريدًا.
لقد رأى في نفسه مشهد العبودية لله بالعلم؛ فمضى يضع العلوم يؤسسها ويرتاد لنفسه فيها مقامًا عاليًا، أنشأ علم الجبر فاقترن باسمه ونال لقب أبي الجبر، ثم أتبعه بابتكار حساب اللوغاريتمات، علمان كان الغرب يتحدث عن معادلاتهما بلغة الاستحالة والطلاسم.
ماذا بعد الكلام؟
1- انوي نية صالحة وأنتِ تذاكرين، بأن تكوني نموذجًا للمسلمة المتفوقة في دراستها.
2- علقي فوق مكتبك ورقة اكتبي عليها، "التفوق طريق نصر الأمة".
3- قومي بتشجيع أصحابك على المذاكرة، وليكن بينكن مقابلات لتستذكرن مع بعضكن.

قلب الزهـــور 14-02-2013 05:07 AM

الماء الصافي


لقد حرص الإسلام على أن يبين حقيقة بالغة وهي أن طريقه، لا يقبل من حامليه أن يأتوا إليه وما زال معهم أي كدر يعكر صفاء الاستسلام التام لرب العالمين.
إياك والهوى:
إن على الشاب المقبل على طريق الله عز وجل، أن يعرف أنه إذا أراد الطريق المستقيم، فلابد له أن يترك ماضيه بما يحمل من ظلمات المعاصي والضلال، فلا يتبع هواه وقد استوفى الإمام الشاطبي تقرير ذلك في إيجاز فقال في الموافقات: (قد جعل الله اتباع الهوى مضادًا للحق، وعدَّه قسيمًا له،

كما في قوله: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[ص: 26]،

وقال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: 3-4]،
فقد حصر الأمر في شيئين، الوحي وهو الشريعة، والهوى فلا ثالث لهما، وإذا كان الأمر كذلك فهما متضادان، وحين تعيُّن الحق في الوحي، توجه للهوى ضده فاتباع الهوى مضاد للحق، وتأمل فكل موضع ذكر الله تعالى فيه الهوى فإنما جاء به في معرض الذم له ولمتبعيه، وقد رُوي هذا المعنى عن ابن عباس أنه قال: ما ذكر الهوى في كتابه إلا ذمه، فهذا كله واضح في أن قصد الشارع: الخروج عن اتباع الهوى)

[الموافقات، الشاطبي، (2/121)، نقلًا عن المنطلق، محمد أحمد الراشد، ص(31-32)].
ما من طريق وسط:
إن هناك طريقان لا ثالث لهما، إما طريق الاستقامة على طاعة الله، وإما طريق الغواية والشيطان، (فإن من أمارات صدق الإيمان وقوته بُعد العبد عن معصية الله تبارك وتعالى وتعظيمه لمحارمه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أ، يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فقال به هكذا)

[رواه البخاري]) [تربية الشباب، محمد الدويش، ص(60-61)].
تحمل مسئولية نفسك:
إن من الأشياء التي تعينك أيها الشاب في أن يكون التزامك بطريق الله خالي من الشوائب، هو مدى تحملك لمسئولية قرارك فأنت الآن أصبحت قدوة يراك الناس بالعدسات المكبرة يرصدون سلوكياتك وأفعالك، فالمسئولية (هي إحساس الشخص بأنه يتحكم في سلوكه وإدراكه بأن أفعاله لها تأثير على الأشخاص الآخرين من حوله، ولكي يكون الإنسان مستقلًا بالفعل، فإنه يجب أن يتصرف بمسئولية)

[تنشئة المراهقين، لين هاجنز- كوبر، ص(41)].
فيجب عليك أن تدرك أيها الشاب، أنك المسئول الأول والأخير عن قراراتك، إما قرارات تأخذ بناصيتك إلى الجنة، أو إلى الأخرى عياذًا بالله، فالله عز وجل (لم يخلق الإنسان عبثًا ولم يتركه هملًا، فبعد أن سواه ونفخ فيه من روحه أسجد له ملائكته المقربين، ثم أهبطه إلى الأرض مع الجان ليكون الابتلاء والامتحان، واستخلف في الأرض ليعمرها بطاعته، يقول الدوسري رحمه الله: والخليفة لله في أرضه هو المكلف بأحكام يطبقها على نفسه وينفذها على غيره)

[صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن بن محمد الدوسري، (2/72)].
مع بني شيبان يتضح البيان:
فانظر ما كان منه صلى الله عليه وسلم مع بني شيبان، لَمَّا عرض عليهم الإسلام هو وصاحبه أبو بكر رضي الله عنه: (وكان في القوم مفروق بن عمرو، وهانئ بن قبيصة، والمثنَّى بن حارثة، والنعمان بن شريك، وكان أقرب القوم إلى أبى بكر مفروق بن عمرو، وكان مفروق بن عمرو قد غلب عليهم بيانًا ولسانًا، وكانت له غديرتان تسقطان على صدره، فكان أدنى القوم مجلسًا من أبي بكر.
فقال له أبو بكر: كيف العدد فيكم؟ فقال له: إنا لنزيد على ألف، ولن تُغْلَب ألف من قلة.
فقال له: فكيف الْمَنَعَة فيكم؟ فقال: علينا الجهد ولكل قوم جد.
فقال أبو بكر: فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم؟
فقال مفروق: إنا أشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله، يديلنا مرة ويديل علينا مرة، لعلك أخو قريش؟
فقال أبو بكر: إنْ كان بلغكم أنه رسول الله فها هو هذا.
فقال مفروق: قد بلغنا أنه يذكر ذلك.
ثم التفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إلام تدعو يا أخا قريش؟
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه فقال صلى الله عليه وسلم: (أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله، وأن تؤوونى وتنصروني حتى أؤدِّي عن الله الذي أمرني به؛ فإن قريشًا قد تظاهرت على أمر الله، وكذَّبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد).
قال له: وإلام ما تدعو أيضًا يا أخا قريش؟
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الأنعام: ١٥١] إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: ١٥٣].
فقال له مفروق: وإلام ما تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فوالله، ما هذا من كلام أهل الأرض، ولو كان من كلامهم لعرفناه.
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
فقال له مفروق: دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك.
وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال: وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا.
فقال له هانئ: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش وصدَّقت قولك، وإنى أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر؛ لم نتفكر في أمرك وننظر في عاقبة ما تدعو إليه، زلة في الرأي، وطيشة في العقل، وقلة نظر في العاقبة، وإنما تكون الزلة مع العجلة، وإن من ورائنا قومًا نكره أن نعقد عليهم عقدًا، ولكن ترجع ونرجع، وتنظر وننظر.
وكأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى بن حارثة فقال: وهذا المثنى شيخنا وصاحب حربنا.
فقال المثنى: قد سمعت مقالتك واستحسنت قولك يا أخا قريش، وأعجبني ما تكلمت به، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة، وتركنا ديننا واتباعنا إياك لمجلس جلسته إلينا، وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثًا، ولا نؤوي محدثًا، ولعل هذا الأمر الذى تدعونا إليه مما تكرهه الملوك.
فأما ما كان مما يلي بلاد العرب فذنب صاحبه مغفور، وعذره مقبول، وأما ما كان مما يلي بلاد فارس فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول، فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي العرب فعلنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق، إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه)
[السيرة النبوية، ابن كثير، (2/168)، وسبل الهدى والرشاد، الصالحي الشامي، (2/454)].
بل لقد كان صلى الله عليه وسلم يرفض أي شروط مسبقة يطلبها الطاعة والالتزام بما يرضي الله سبحانه، لأنه لا اشتراط على الله تعالى، ولا استثناءات في منهجه، فلا بد أن يُسْلِم العبد أمره كله لله، دون مَنٍّ أو أذى، ودون أن ينتظر من غيره سبحانه جزاء ولا شكورًا، بل لله المنة عليه إذ وفقه لسلوك طريقه، وليس لأحد على دين الله منة ولا فضل.

قلب الزهـــور 14-02-2013 05:13 AM

تاااااااابع
 

وها هو صلى الله عليه وسلم قد أتى بني عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه، فقال له رجل منهم ـ يُقال له بيحرة بن فراس ـ: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش، لأكلت به العرب، ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: (الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء)، قال: فقال له: أفتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك

[السيرة النبوية، ابن كثير، (2/158-159)].
دعها فإنها منتنة:
وتأمل الشاب كيف حرص الشارع الكريم على اجتثاث أي راسب من رواسب الجاهلية من قلوب الرعيل الأول، ممن سلك طريق الأنوار من الصحابة الأبرار، من الصادقين والصادقات.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كنا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بال دعوى الجاهلية)، قالوا: يا رسول الله، كسع [أي ضرب دُبُره] رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال: (دعوها فإنها منتنة) [متفق عليه].
وتنتصب هذه القصة دليلًا واضحًا على الأهمية القصوى لأن يتفقد كل وافد إلى طريق الله نفسه وعمله، حذرًا من أن تخدعه شهوة خفية، أو طبع غالب؛ فيُكَدِّر عليه صفاء نوره الجديد، وقد يتكاثر عليه الكَدَر، فيصبح سوادًا غالبًا يسد أمامه الأفق، فيعود القهقرى، ويحور بعد كوره، ويزيغ بعد هُداه عياذًا بالله.
هل فيك جاهلية؟
ولعل هذا المعنى هو الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم، حينما حدث من صاحبه أبو ذر رضي الله عنه ما ينافي صفاء إيمانه، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يُذَكِّره ويذكرنا، ويربيه ويربينا في درس تربوي بليغ، نقله إلينا البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن أبا ذر وبلالًا الحبشي رضي الله عنهما تغاضبا وتسابا، وفي ثورة الغضب قال أبو ذر لبلال: يا ابن السوداء، فشكاه بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: (أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية) [متفق عليه].
ماذا بعد الكلام؟
ـ تحمل مسئولية نفسك، قم بمراقبة أفعالك جيدًا وليكن معك مفكرة صغيرة، وكل يوم تقوم بكتابة السلوكيات التي لاحظتها عن نفسك في هذا اليوم ثم قم بمحاسبة نفسك قبل نومك، وتقوم بوضع سبل للتغلب على السلوكيات السيئة.

شمس القوايل 16-02-2013 02:14 AM

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

قلب الزهـــور 22-02-2013 02:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل (المشاركة 5479667)
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي

قلب الزهـــور 22-02-2013 02:38 AM

الرحيل الحزين


كل فتاة تحلم بحلم التغيير، فالفتاة تريد دائمًا أن تجمل من نفسها، فتبحث عن التغيير في ملابسها، تنوع من تسريحة شعرها وهكذا، ولكن هناك تغييرًا تغفل عنه الكثير من الفتيات، ألا وهو تغيير النفس إلى الأفضل.

فنحن الآن نودع الأيام الأخيرة من شهر عظيم ألا وهو شهر شعبان وهو شهر يغفر الله في ليلة النصف منه فيه الذنوب لأهل الأرض إلا المشركين والمتشاحمين، ولا تزال هناك فرصة مواتية لكل فتاة تريد أن تقترب خطوة من الله تعالى بأن تستغل ما تبقى من هذا الشهر من استعدادًا لخير الشهر وسيد الأزمان شهر رمضان.
شعب التغيير:
إنكِ أيتها الفتاة إن جلستِ مع نفسك ستجدين أن هناك الكثير والعديد من فروع الخير التي يمكنكِ من خلالها أن تتقربي إلى الله تعالى، فمن هذه الشعب:
1. القرآن خير شفاء:
(يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا ربِّ حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده؛ فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه) [صححه الألباني]،بهذا الحديث يضع لكِ أيتها الغالية النبي صلى الله عليه وسلم المعادلة التي يجب أن تسيري عليها، فالقرآن فضله عظيم وثواب جزيل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة؛ ريحها طيب وطعمها طيب) [متفق عليه]،فهي بين الناس عظيمة فـ(إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين) [رواه مسلم].
وإليكِ عزيزتي هذه النصيحة في موقف عملي قام به الشيخ عبد الحميد البلالي، تبين مدى أهمية القرآن للواحد منا، يحكي هذا الموقف بنفسه ويقول: (رجل ذو منصب عال، في مؤسسة من أكبر مؤسسات الدولة، والمال ينبع من بين يديه ومن خلفه، ومع كل ذلك فلِمَ هذا الضيق الشديد الدائم؟!
جاءني بتواضع جم إلى مكتبي، وقرب مني، وخفض صوته كي لا يسمعه أحد، قائلًا: أحس بضيق شديد في صدري، وبذلت كل شيء في تشتيته فلم أستطع، فالسفر إلى أجمل بقاع العالم، وسماع الموسيقى الكلاسيكية الهادئة، وشراء ما تلذ به الأعين والأنفس لم يفعل شيئًا في إزالة هذا الضيق، فقد يزيله مؤقتًا، ولكن لا يلبث أن يعود بسرعة لأي خبر سيئ أسمعه، أو تعامل لا يعجبني، فبالله عليك ماذا أفعل؟!
قلت له: هل تقرأ القرآن؟
قال: لا.
قلت: هل تذهب إلى المسجد؟
قال: لا.
قلت: لقد جربت سماع الأغاني والموسيقى الكلاسيكية، وزيارة أطباء النفس، والسفر، وغيرها من الأمور فلم يغير من هذا الضيق شيئًا، بل إنه ازداد يومًا بعد يوم، فهلا جربت ما أقول لك؟
قال لي: لا أعدك بالصلاة في المسجد أو الصلاة، ولكنني أستطيع أن أبدأ بما هو سهل علي وهو قراءة القرآن.
غادرني صاحبي شاكرًا للنصيحة، ثم عاد في اليوم الثاني مهلل الوجه، مبتسمًا ابتسامة جعلت وجهه كله يبتسم.
قلت له: بشر، ما الخبر؟!
قال: ذهبت للبيت وتوضأت، ثم فتحت القرآن وابتدأت بالقراءة في الصفحة الأولى، وما زالت الضيقة لم تغادرني، فزدت الثانية والثالثة والرابعة والخامسة، وأنا أحس بأن جبلًا ضخمًا بدأ ينزاح رويدًا رويدًا عن صدري، حتى تسلل الفرح إلى داخلي، وشعرت براحة وطمأنينة لم أشعر بها طيلة حياتي، فقمت وصليت ركعتين لله)
[رسائل سريعة إلى الشباب والشابات، عبد الحميد البلالي، ص(21-22)].

2. الصلاة أول الحساب:
إنكِ عندما تجيئين يوم القيامة وتقفي بين يدي مولاكِ، فأول ما ستحاسبين عليه هي الصلاة، فإذا صلحت كان ما بعده صالح، وإذا كانت غير ذلك، فستكون العواقب إلى جهنم والعياذ بالله.
وكيف يترك المرء هذا الثواب العظيم الذي جعله الله تبارك وتعالى في الصلاة، وكيف يُعقل أن يفرط المرء في تلك الراحة النفسية، (فالصلاة مصدر متجدد للطاقة الروحية والزاد وقد توزعت أوقاتها على الليل والنهار لمواصلة التزود وتجديد الرصيد من الزاد، ففيها يلقي الإنسان بعناء الحياة ليقف بين يدي الله في خشوع وخضوع، وركوع وسجود، يقرأ ويسمع كلام الله ونسبحه ونعظمه، وندعوه ونستغفره، وكأن الصلاة معراج لأرواحنا تعرج إلى الله بعيدًا عن جواذب الأرض وفتن الحياة)
[زاد على الطريق، مصطفى مشهور، ص(73)].
وإن أول ما تحافظين عليه أيتها الأخت الحبيبة، هي الفرائض
فيقول تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]
ويكون ذلك بأن تصلي أول ما تسمعين المؤذن يؤذن, وليس شرطًا أن تصلي في جماعة، فصلاة الجماعة هي واجبة في حق الرجال، وليست واجبة في النساء.
وبعد ما تحافظين على الصلوات الخمس، تبدأي في التقرب إلى الله بالنوافل والإكثار منها في شعبان، فالفتاة التي تأتي بالفرائض قد سارت في طريق الفلاح، غير أن من تأتي بالتطوعات والنوافل أفلح منها في سيره، وأعلى درجة وأكثر قربى، وهنا يرتسم لنا معلم آخر من معالم تربية الصلاة، لكن الحديث هنا عن صلاة النوافل، إذا أنها تربي الإنسان على السعي نحو الكمال، وإتقان العمل وجبره ليخرج على أكمل وجه وبأحسن حال، وخير دليل على ما ذكرناه الآن, أن الله تبارك وتعالى أخبر عن ذلك، فبين سبحانه أن مؤدي النوافل إنما يصل لمرتبة أعلى وأسمق من مؤدي الفرائض فحسب، (فمؤدي الفرائض كاملة محب لله ومؤديها وبعدها النوافل محبوب نم الله؛ يدل على ذلك الحديث الذي يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة سبحانه وتعالى وفيه " … وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أ حبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه [رواه البخاري]) [الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله، عبد العزيز مصطفى، (38)].
3. الصوم جُنة:
إن ثالث القربات التي يمكنكِ أن تعودي نفسكِ عليه في رمضان، هو الصيام، فأنتِ مقبلة على 30 يوم من تعب الجسد مع لذة الروح والقلب كل ذلك من أجل الله تعالى، فيجب أن تتعودي من الآن على الصيام.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصوم في شعبان فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: (قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان، قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم). [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (1022)].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان) [رواه البخاري].
فالصيام بطبيعته يربي النفس على تقوى الله عز وجل، فمن يرد أن يفز بالتقوى فعليه بالصوم، فهو(وسيله لتقوى الله -عز وجل- بفعل الواجبات وترك المحرمات)
[مختصر الفقه الإسلامي، محمد بن إبراهيم بن عبد الله، ص(82)].
ماذا بعد الكلام؟
إن كلامنا حتى يأخذ شيئًا من الواقع العملي لابد لكي أيتها الأخت الغالية، أن تأخذي خطوة على درب الأتقياء لله تعالى، وتفوزي بأجر هذا الشهر العظيم:
1.صلي لله ركعتين تنوين فيهما التوبة لله عز وجل، فإن من يريد الاستفادة من رمضان حق الاستفادة، يجب أن يدخله وهو قد خفف حمل الذنوب والمعاصي، وما أحلى هذه الكلمات تناجين بها ربك:
أنا إن تبت منانـــــــــي وإن أذنبت رجانــــــــي
وإن أدبرت نادانــــــــي وإن أقبلت أدنانــــــــي
وإن أحببت والانـــــــي وإن أخلصت ناجانـــــي
وإن قصرت عافانــــــي وإن أحسنت جازانـــــي
حبيبي أنت رحمانــــــي
إليك الشوق من قلبـي على سري وإعلانــــي
فيا أكرم من يرجــــــى وأنت قديم إحسانــــي
وما كنت على هـــــذا إله الناس تنسانــــــي
لدى الدنيا وفي العقبى على ما كان من شانــي
حبيبي أنت رحمانــــــي
2. ضعي لنفسك وردًا يوميًا من القرآن، تقرأين فيها على سبيل المثال ربعًا.
3. احرصي على الصلاة في أول وقتها، بأن تقومي فتوضأي ثم تصلي، حين تسمعين الأذان.
4. أكثري من الصوم في هذا الشهر الكريم، حتى يكون أتم استعداد لشهر رمضان.
المصادر:
· رسائل سريعة إلى الشباب والشابات، عبد الحميد البلالي.
· مختصر الفقه الإسلامي، محمد بن إبراهيم بن عبد الله.
· الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله، عبد العزيز مصطفى.
· زاد على الطريق، مصطفى مشهور

قلب الزهـــور 22-02-2013 02:42 AM


أكبر نقطة قوة
(1)


تعوَّدنا أن نرى الأشياء المحسوسة، وأن نحسب حسابها، ونؤكِّد عليها، ونعلِّق عليها الآمال… مع أن لدينا مواهب وقوى كبيرة ومؤثرة جداً، لكننا لم نحتفل بها، ولم نستفد منها على النحو المأمول؛ لأننا لم نرها، ولم ندركها على ما ينبغي. في اعتقادي أن (الإرادة) هي القوة الضاربة التي وهبها الخالق – عز وجل - لبني البشر، وإن من شكر هذه النعمة العملَ على تصليبها، وتقويتها، ورفع مستوى العزيمة في خططنا وأعمالنا.

من المعروف أنه لا يمكن إنجاز أي عمل إلا بتوافر شيئين: الإرادة والقدرة، وإذا تساءلنا: أيهما أعظم أهمية؟ فإنني لا أتردد في القول: إن الإرادة هي الأهم، وذلك لأن المرء حين يعزم على شيء على نحو صادق وقوي؛ فإنه يسعى إلى توفير الإمكانات المطلوبة لتحقيقه، وإن الإرادة الصلبة تكشف عن الفرص الكامنة، بل تصنعها في بعض الأحيان، كما أنها تستنفر القوى المعطَّلة والخامدة، ولو أننا تأملنا في الإنجازات الحضارية الكبرى - لدى كل الأمم، وفي كل العصور - لوجدنا أنها مدينة للعزيمة والإصرار، ولا يغني عنهما علم ولا موهبة، والعالم مملوء بالموهوبين الفاشلين والمتعلمين العاطلين عن العمل!.

تصوروا معي شخصاً يعاني من مرض عُضال يفتك به، وإلى جوار منزله الذي يسكن فيه مركز طبي متقدم جداً ومجاني، وهذا المركز يقصده الناس الذين يعانون من مثل ما يعاني منه ذلك الرجل من كل مكان، لكن صاحبنا يرفض العلاج بسبب أو بغير سبب، فماذا ستكون النتيجة؟ إن كل الإمكانات الطبية المتوفرة، وكل ما لديه من قابلية للانتفاع بها؛ سيصبح غير ذي معنى، وكأنه غير موجود. وإذا تصورنا مريضاً آخر تتملكه رغبة شديدة في الحصول على علاج لكنه لا يملك الإمكانات المادية لذلك؛ إن ذلك المريض سوف يسعى في كل اتجاه، ويطرق كل باب، وفي الغالب سيجد السند والعون في الوصول إلى ما يسعى إليه.

إذا تأملنا في التفاوت بين الناس على صعيد الإنجاز والنجاح، وعلى صعيد العمل والعطاء والاستقامة…؛ فإننا نجد أن ذلك التفاوت يحدث بسبب اختلاف إرادات الناس، وليس بسبب اختلاف قدراتهم، وهذا طبعاً في الأعم الأغلب. لدينا أعداد هائلة من الشباب والنساء الذين يستطيعون قراءة كتاب في الشهر، كما يستطيعون قراءة نصف جزء من القرآن يومياً، ويستطيعون التصدق بمبلغ زهيد من المال أسبوعياً… لكن فئة قليلة منهم هي التي تفعل ذلك، وهي الفئة التي تملك إرادة الفعل.

ومن هنا يمكن القول: إن الأزمة الحقيقية التي يعاني منها المسلمون، على معظم الصعد الحضارية، وعلى صُعُد رد العدوان، وتحرير المقدسات… هي أزمة إرادات لا أزمة قدرات، لكن الناس يستحيون من القول: إننا لا نريد أن نقرأ، أو لا نريد طرد العدو من أرضنا، فيلجؤون إلى الزعم بعدم امتلاك القدرة، وهم يفعلون ذلك لأنهم يعرفون أن القول بأنهم لا يريدون فعل كذا.. يشكِّل نوعاً من الإدانة لهم، ويعبر عن سوء الوجهة والمقصد، أما القول بأنهم لا يقدرون؛ فإنه مقبول، لأنه ينطوي على احتمال العجز واحتمال تدخل عوامل خارجية غير داخلة تحت السيطرة، وهذا ما فعله المنافقون حين تخلَّفوا عن غزوة تبوك، فقد اعتذروا بعدم الاستطاعة، كما أخبر الله عنهم حين قال: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
[1]. ثم أخبر – عز وجل - أن المشكلة ليست مشكلة قدرة، وإنما مشكلة إرادة: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأََْعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}[2].

إن من رحمة الله - تعالى - أن قدرة الناس على تنمية إراداتهم وتقويتها أعظم بكثير من قدرتهم على تنمية الإمكانات والطاقات التي لديهم ،وأعظم من قدرتهم على تحسين بيئاتهم وظروفهم، ولكن من الواضح أيضاً أن تقوية الإرادة قد يعني خوض نوع من الحرب الداخلية، حيث يجد المرء نفسه مطالباً بالوقوف ضد المغريات، والشهوات، وضد بعض طباعه وعاداته الرديئة، وهذا ليس بالسهل، إلا إذا سهَّله الله - تعالى - ولابد من الإشارة هنا إلى أن كل مجتمع يحدد لأفراده السويَّة المطلوبة من صلابة الإرادة حتى يكونوا لائقين اجتماعياً، والمجتمع يفعل ذلك بدافع من عقائده، وعلى هدي أولوياته واهتماماته.

ومن هنا نجد - مثلاً - أن المجتمع الذي يهتم بصلاة الجماعة، أو بطلب العلم، أو بالمظاهر والشكليات، أو بالطعام والشراب… يرفع سوية اهتمامات أبنائه، وسوية إراداتهم بهذه الأمور، ويلقنهم الأدبيات والرمزيات المتعلقة بها، مما يجعلهم يعملون من أجلها، من غير الشعور بتحمل أعباء أو تكاليف غير عادية.
وهذا يعني أن قوة الإرادة منتج اجتماعي، وهي أشبه بهدية يقدمها المجتمع لأبنائه مقابل انخراطهم في أعرافه وتقاليده ومبادئه وقيمه.

وهذا يفتح عيوننا على شيء مهم؛ هو الحرص على اختيار البيئة الصالحة والمتعلمة؛ لأن العيش فيها يزود المرء بطاقات إضافية على صعيد الاتجاه نحو الفلاح والنجاح، ونحن نعرف هذا من الثواب العظيم الذي جعله الله للمؤمنين إذا ما هاجروا من مكة - قبل فتحها - إلى المدينة، ونعرفه كذلك من التحذير الوارد من الإقامة في دار الكفر؛ إلا في حالات معينة.

في المقال القادم سأتحدث بإذن الله؛ تعالى عن أدوات تقوية الإرادة.
ومن الله الحول والطول.

قلب الزهـــور 22-02-2013 02:46 AM


أكبر نقطة قوة
(2)

تحدثت في المقال السابق عن بعض حيثيات (الإرادة)، ووعدت أن أتحدث عن بعض الأمور والإجراءات التي تساعد على تقويتها، وأنا الآن أوفِّي بما وعدت به، ولعلي أتحدث عن ذلك عبر المفردات الآتية:

1 -
بين الفرد وبيئته نوع من التطابق والتخالف، ونوع من الشدِّ والجذب المستمرين، وهذا يعني أن الأفراد يتأثرون ببيئاتهم تأثراً سريعاً وشاملاً، لكنهم وعلى المدى البعيد هم الذين يصنعون تلك البيئات، وهم الذين يطوِّرونها، وإن كان ذلك لا يظهر دائماً على نحو واضح.
ونستفيد من هذا أن تصليب إرادة الشباب - والناس عامة - يحتاج إلى نوع من الإجماع الوطني والتحفيز الإعلامي؛ فمن عادة الإنسان أن يظل ذاهلاً عن كثير من الأشياء المهمة والجوهرية، بل أن يظل جاهلاً الكثير من الواجبات الشرعية والحضارية؛ ما لم يظفر بمحرِّض -إعلامي أو تعليمي أو تربوي - يدفع بتلك الأشياء والواجبات إلى مقدمة اهتماماته، ويضعها على سطح وعيه.
ومن هنا فإن على الإعلام مسؤولية كبرى في هذا الشأن، والمطلوب منه تحديداً هو إثارة اهتمام الناس، وتفتيح أذهانهم، وتحفيز هممهم، في اتجاه بعض الأمور الضرورية لنهضة الفرد والمجتمع، وذلك مثل: الاستقامة، والالتزام، والجدية، والتعاون، والمثابرة، والاهتمام، وحسن الاستماع، والتطوع، والعطاء المجاني…
إن الإعلام - بما يملك من سطوة وانتشار وتأثير - يستطيع فعلاً تقوية إرادة الناس نحو هذه المعاني، كما يستطيع إضعافها، ونأمل أن يدرك المسؤولون عنه هذه المسؤولية، وينهضوا إليها.


2 - نحن في حاجة ماسّة إلى معونة الله - تعالى - وتوفيقه؛ كي ننتصر على أنفسنا، وشهواتنا، وعاداتنا السيئة، وخير ما نستنـزل به تلك المعونة هو الدعاء ومجاهدة النفس، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]. وقال تباركت أسماؤه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}
[السجدة:24].
إن أي إصلاح أو تغيير أو ترقّي لا يمكن أن يتم من غير مجاهدة للنفس، وإن كثيراً من الإخفاق الذي نعانيه سببه أننا نريد التقدم والازدهار، لكننا غير مستعدين لمخالفة أهوائنا أو التخلي عن شيء من عاداتنا السلبية، أو بذل شيء من الجهد الإضافي، وينبغي لهذا الأمر أن يكون واضحاً كلَّ الوضوح.


3 -
يتطلب تقوية الإرادة أن نلزم أنفسنا بتنفيذ أشياءَ صغيرةٍ، لكن بشكل يومي، وعلى نحو دائم، ولا بد من الالتزام بذلك على نحو صارم، ومن تلك الأمور والأشياء على سبيل المثال:
- قراءة نصف جزء من القرآن يومياً.
- قراءة في كتاب جيد مدة ساعة.
- الالتزام بصلاة الجماعة في المسجد، إلا لضرورة.
- المسارعة إلى تنفيذ طلبات الوالدين، بهمة ونشاط وطيب نفس.
- الالتزام بالحضور إلى الوظيفة أو العمل والانصراف في الوقت المحدد.
- الاستيقاظ قبل الفجر مرة في الأسبوع على الأقل.
- الاتصال يومياً بذي رحم أو صديق؛ من أجل السؤال عنه والاطمئنان عليه.
- الصدقة بمبلغ من المال - ولو كان زهيداً - على نحو يومي.
- الحرص على المبادرة بالسلام على من نعرف ومن لا نعرف.

وإذا لم يستطع المرء أداء ما التزم به في يومه، فإنه يقوم به في وقت تال من ليل أو نهار، وكأنه يقضيه،
وهذه طريقة سنَّها لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقد ذكرت عائشة رضي الله عنها: ((أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا فاتته الصلاةُ من الليلِ، مِن وَجَعٍ أو غيرِهِ - صلّى من النهارِ ثِنْتَي عشرةَ ركعةً)) [رواه مسلم].

وقال - عليه الصلاة والسلام - مرشداً إلى هذا المعنى: ((من نَامَ عن حِزْبِهِ من الليل، أو عن شَيْءٍ منه، فَقَرَأَهُ مَا بين صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ؛ كُتِبَ له كَأَنَّمَا قَرَأَهُ من اللَّيْلِ)). [رواه مسلم].

4 -
لابد لتقوية (الإرادة) من اتباع أسلوب التدرج في اكتساب العادات وتنفيذ المهمات، وأنا أشجع دائماً على أن يلتزم المرء بالقيام ببعض الأعمال الصغيرة والمحدودة، فإذا صارت جزءاً عادياً من حياته وأخلاقه وسلوكه؛ قام بزيادة شيء قليل عليها، فإذا كان فلان من الناس لا يقرأ - مثلاً - في اليوم أي شيء، ثم التزم بقراءة نصف ساعة، فإنه بعد ذلك الالتزام بستة أشهر، يزيد عليها ربع ساعة، وبعد ستة أشهر أخرى يزيد عليها ربع ساعة أخرى، وهكذا…

5 -
يحتاج الواحد منا إلى أن يُثْبِتَ نفسَه أمام نفسه، وذلك بحرمانها من بعض الأشياء، وبعدم الاستجابة لبعض وسوساتها وخواطرها، فإذا حدثته نفسه بأن يترك العمل الذي بين يديه حتى يشرب كأساً من الشاي؛ فليرفض طلبها، أو ليقم بتأجيل تنفيذه ساعة. وإذا كان يجد نوعاً من المتعة في القراءة وهو مستلقٍ على السرير؛ فليحرمها من تلك المتعة، وليجلس خلف مكتب، وليمسك بقلم وهو يقرأ من أجل تلخيص بعض الأفكار… إن مخالفة النفس تُشعر صاحبها بالقوة، وتجعل منجزاته ومكتسباته أكبر، وهذا ما يجعله يشعر بفوائد المجاهدة.

6 -
من الأمور المهمة على صعيد تقوية الإرادة: مصاحبة الأشخاص أصحاب الإرادات القوية والهمم العالية، فعدوى الأرواح مثل عدوى الأجسام، وليعمل الإنسان على الابتعاد عن (الفوضويين) والكسالى والمحبطين واليائسين، فإن هؤلاء يسممون أرواح من يصاحبهم، ويشدونه نحو الوراء. كل شيء من الخير والتقدم يمكن أن يحدث؛ إذا تحلينا بالاهتمام والمثابرة.

والله الموفق.

قلب الزهـــور 22-02-2013 02:50 AM


الأضلاع الستة
د. سلمان بن فهد العودة
تأملت المعصية؛ فوجدتها إنما كانت حراماً وحوباً ؛ لأنها نقطة سوداء محاطة بستة ألوان من الخطر, لا يكاد يسلم صاحبها من أحدها ، وربما أصابته جميعاً .

أولها :
المرض ، وحسب تقرير لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز 24-11-2009 ، أن 25 مليون شخص قضوا بفيروس الإيدز في العالم وأن 60 مليوناً أصيبوا به منذ ظهوره..
وربما كان سبب المرض مقارفة واحدة لساعة أو بعض ساعة أو لعشر دقائق, لم يجد صاحبها فيها ما كان يتخيّله من المتعة والسرور ، ويتذكر أنه كره ريحة صاحبته, أو استقذر سنها, أو مقت بعض خَلْقها,


لَو فَكَّرَ العاشِقُ في مُنتَهى — حُسنِ الَّذي يَسبيهِ لَم يَسبِهِ
ولكن مضى القدر وجف القلم بما هو لاقٍ !
وفي الحديث " لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ ، حَتَّى يُعْلِنُوا ، بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ ، الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا" رواه ابن ماجه وأبو نعيم والحاكم وقال : صحيح الإسناد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما

ثانيها :
الفضيحة ، وهي قد تكون بالمرض الذي ينبني عن علاقة محرمة مكتملة ، وقد تكون بتوثيق الحادثة ؛ تصويراً أو إشهاراً واستفاضة, يتسامع بها الناس ، وقد تكون بظهور الآثار من السُّكْر أو غيره .
ثالثها :
الإدمان ، وقد يبدأ الأمر باستطلاع أو استكشاف أو تجربة أو رغبة غامضة ، ثم يتكرر بسبب الاستسهال ويتطور من فعل سهل إلى ما هو أبعد منه ، وما كان تحصل به اللذة أمس قد لا تحصل به اليوم ، فيحتاج إلى تركيز ومضاعفة واستجماع وسائل المتعة الحرام ، فالكأس الأولى لم تعد كافية ، فتكرر الجرعة ، وهل من مزيد !

وَكَأسٍ شَرِبتُ عَلى لَذَّةٍ — وَأُخرى تَداوَيتُ مِنها بِها
رابعها : الفقر ، إذ المبتلى بمعصية تغلغلت في عروقه وتمكنت من سويدائه؛ مستعد لبذل الغالي والنفيس في سبيل تحصيلها, وهو لا يفرح بالمال لينفقه في وجوه الخير ، ولا ليوسع به على عياله ، ولا ليستثمر ، بل ليحصل به على المزيد من لذته وشهوته ، وهو لا يحسب للمال حساباً قلّ أو كثر ، لا غرو سيشتري قرصاً بدرهم أو مائة أو ألف ، فالسمّ المتلمظ في عروقه يلح عليه ويلازمه ويطالبه مطالبة الغريم الذي لا يمل ولا يفتر .
وعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ وَلاَ يَزِيدُ فِى الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ » رواه أحمد ، والنسائى ، وابن ماجه ، والحاكم وقال : صحيح الإسناد.

خامسها :
عذاب الضمير ، وهو التأنيب والتقريع ، أخللت بحق نفسك ووضعتها في غير موضعها ، أفسدت نظام الأسرة وسننت لها سنة سيئة ، اغتيال براءة الأطفال لم يكن خياراً حسناً ، الإخلال بحقوق الآخرين ، امرأة ورطتها ، علاقة شرعية أفسدتها ، مال حرام استحللته , طفل يدلف إلى الحياة عبر المجهول لا يعرف أباه ، كنت سبباً في نشر السوء والفاحشة وتسهيل أمرها وإشاعتها

يحاول أن يباح العشق حتى — يرى ليلاه وهي بلا حجاب !
عذابات متواصلة ، وآلام متزايدة ، وهموم وغموم ، وخواطر سيئة ، ومخاوف متصلة ، ونوم متقطع ، وبعد هذا أعصاب مشدودة ، ونفسية سيئة ، وقابلية سريعة للاشتعال ، فالضحية الزوجة والأطفال والمحيطون بك ممن يصطلون بنار الغضب السريع ، والتهجم غير المسوغ ، والصراخ المفضي إلى الكراهية , والإحساس بمقت الحياة حين تكون إلى جوارك .
هل يستطيع العاصي أن يملك نفساً هادئة وأعصاباً لينة ، وقدرة على التعايش مع المحيطين دون توتر أو قلق ؟
لا أظن !
إلا أن يكون ممن لا يعرف معنى " المعصية " ممن لم يتصل بعلمه تحريم ، ولم تقرع أذنه النصوص المخوفة والوعيد المجلجل .
وفي البخاري يقول ابن مسعود رضي الله عنه :« إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ » . فَقَالَ بِهِ هَكَذَا قَالَ أَبُو شِهَابٍ :
بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ..
سادسها : عذاب الآخرة ، وأعظمه الحجاب عن الرب ، والحرمان من مرضاته ، ومن رؤية وجهه ، ومن سماع كلامه ، والأنس بقربه ، وهو أعظم النعيم وأساسه (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(يونس:27،26) .

والوعيد وإن كان لأصحاب السيئات الكبرى المتعلقة بالكفر والجحود ، فإن لأصحاب المعاصي العظام نصيباً منه إن لم يتجاوز الله عنهم ، أو يوفقهم للتوبة ..
وما يبدو على الوجوه من الكآبة وسفعات الغضب وملامح الضيق لدى العصاة هو مؤشر على ما وراءه .
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "
إن للحسنة لنورا في القلب وضياء في الوجه وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق, وإن للسيئة لظلمة في القلب وسواداً في الوجه ووهنًا في البدن وضيقاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق
"
على أننا نقرر دوماً أن ليس كل معاناة نفسية سببها المعصية ، فقد يبتلى المرء باكتئاب أو وسواس أو اضطراب أو قلق, وهي أمراض أو أعراض نفسية, شأنها شأن أمراض الجسد, قد تكون لأسباب بشرية عادية ، ويُكفَّر عن صاحبها بها إذا صبر واحتسب .
فاللهم يا مقلب القلوب, ثبت قلوبنا على دينك ، ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ، واغفر لنا ولجميع الخطائين ذنوبهم وحوبهم, وتجاوز عنهم, وأصلح قلوبهم, ووفقهم لطاعتك وتوبتك, ولزوم صراطك المستقيم ، والحمد لله رب العالمين

قلب الزهـــور 22-02-2013 02:57 AM


لا تكن مضياعا لوقتك
الحمدُ لله ربِّ العالَمين، وصلَّى الله وسلَّم وباركَ على عبدِه ورسوله نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.


أمَّا بعدُ:


يُمضي كثيرٌ مِن النَّاس أوقاتَهم ما بينَ المقاهي، والطُّرُقات والشَّوارع، ووسائلِ اللَّهو؛ بل في رَدهات المصالح العامَّة والخاصَّة، يَنتظرون مرسومًا، أو معاملةً، أو مراجعةً تَخصُّهم بلا شيءٍ يَفعلونه، ولا فائدةٍ يَستفيدونها.


ونجد آخَرين، قليلي الانتفاعِ بأوقاتهم، وفَوضويِّين في الإفادة مِن ساعات زمنهم، فلا جَدولَ يضعونَه؛ لكي يُنظِّموا أوقاتَهم، ولا خُطَّة يرسمونها؛ لكي تَتضِّحَ لهم أعمالُهم، مع التَّقصير الشَّديد في المحافظة على الوقت والاهتمام به.

لقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نِعمتانِ مَغبونٌ فيهما كثيرٌ مِنَ النَّاس: الصِّحة والفَراغ))؛ أخرجه البخاري من حديث ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - في كتاب الرقاق برقم: (6412).

لكنَّنا نجد أنَّ كثيرًا مِنَ النَّاس لا يُعطون لهاتينِ النِّعْمتَين (الصِّحة والفَراغ) قَدرَهما، ولا يُولُونهما الاهتمامَ والرِّعاية، وإنَّه لَيحزُنني كثيرًا حين أُشاهد أُناسًا يَبقَوْن بلا شيءٍ يستثمرونه في ساعاتِ الانتظار، أو صالات الاستقبال، أو سيَّارات الأُجرة، أو أوقاتِ السَّفر، أو حالةِ جلوسِهم في بيتهم تجد أحدهم "يفشّ غلَّه" بأولاده وزوجتِه بكثرة الشَّتائم والصِّياح، ثمَّ يَشْكُون قائلين: بأنَّ حياتَهم قاتلةٌ ومملَّةٌ غير سعيدة!

هذا "الإنسان الفارغ" يعيش بلا هدفٍ في حياته، ولا غايةٍ مُرضية، بل نجد أنَّ حياتَه مملَّةٌ أشبه بـ"الرُّوتين" القاتل، حيث يَقضي بعضُ النَّاس على أنفسِهم بهذا الفراغ، والفراغُ يجعلهم يُجيدون فنونَ التَّثاؤُبِ والكسل، ومِن أشكالِ الملل والهمِّ والغمِّ الشيءَ الكثير.

نعمْ، ليس هنالك وقتٌ نستطيع أن نسمِّيَه وقتَ فراغٍ، ولكنَّ حالة الشَّخص هي حالةُ الفراغ، فالعادة أنَّ الإنسانَ منذُ أن ينتهيَ مِن عملٍ، يقوم بأداءِ عملٍ آخَرَ ينشغل به، لكنَّ هذا ليس هو الإشكالَ، بلِ المُشْكِل أنْ يكون المرءُ غيرَ مستثمرٍ لوقته، ومُستغِلٍّ لدقائق عُمُره.

وفي الطَّرف الآخَرِ نجد مقابلَ المُضيِّعين لوقتهم، أولئك القومَ المهتمِّين بأوقاتهم مِنَ العُلماء، والمُصلحين، والمفكِّرين، ورجال الأعمال النَّاجحين، الذين يُقدِّرون قِيمةَ الوقت، وساعةَ الزَّمن، فيخرجون مِن هذه الدُّنيا، وقد ملؤُوها عِلمًا، أو حِكمةً، أو مشاريعَ بنَّاءةً، يترضَّى عنهم النَّاسُ زمنًا بعدَ زمن.

ولو دقَّقْنا التَّأمل في سيرتهم، لوجدنا أنَّهم ما كانوا يُضيِّعون ثانيةً مِن أوقاتِهم هدرًا، فالإمام المَجْدُ بنُ تَيميةَ يَطلبُ مِن خادمه أنْ يقرأَ عليه كتابًا وهو في داخل الخلاء (دورة المياه)؛ حِرصًا على وقته!

وذاك الشَّيخ يقرأ وهو يمشي، حتَّى إنَّه قد ارتطم بجدارٍ، فمات أو سقط في حفرة، وهو لا يَشعر!

والإمامُ ابن القَيِّم يؤلِّف كتابين وهو في السَّفر مِن أَروعِ ما ازدانت بهما رُفوف المكتبات، وانتفع بهما طَلبةُ العِلم، وهما: "بدائع الفوائد"، و"زاد المعاد"!

والإمام السَّرخسيُّ يُسْجَن، فَيُؤلِّف كتابًا حافلاً في الفقه الحنفيِّ، واسمه: "المبسوط"، ويقع في أكثرَ من ثلاثين مجلَّدًا.

وشيخ الإسلام ابنُ تَيميةَ يُسجَن، فَيَجلس لتعليمِ النَّاس أُمورَ دِينهم، ويؤثِّر عليهم، حتَّى إنَّ بعضَ اللُّصوص تابوا على يديه وصاروا مِنَ الصَّالحين!

وذاك العابد يُمضي وقتَه في الاستغفار والتَّسبيح، ورجلُ الأعمال الصَّالح يَبني المساجدَ، ويُعين المحتاجَ، ويُغيث الملهوف.

إنَّها أوقاتٌ عاشها هؤلاءِ القومُ، وقد تكون ضائعةً إن لم تُستغلَّ، إلاَّ أنَّ المُفلحينَ النَّاجحين الذين يَعرِفون أنَّ للوقتِ قِيمةً كبيرةً، وأنَّه أنفاسٌ لن تعودَ، وأنَّ الوقت كالسَّيف؛ إن لم تَقطعْه قَطعَك، وأنَّ الوقت ليس مِن ذهب فحسبُ، بل هو ذَهاب شيءٍ من عُمُر الإنسانِ، فهو الحياة؛ لهذا أدركوا قيمةَ الوقت، فلم يدعوه يذهب هباءً منثورًا، وقد علِمُوا أنَّ مَن لم يَستغلَّه في مرضاةِ الله، فسيندم على التَّفريط فيه؛ وقد قال - تعالى -:{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99 – 100].

يحدِّث الصَّحابيُّ الجليلُ أبو ذرٍّ - رضي الله عنه - فيقول: قلتُ: يا رسولَ الله: أيُّ الأعمالِ أَفضلُ؟قال: ((الإيمانُ باللهِ، والجِهادُ في سبيلِه))، قال: قلتُ: أيُّ الرِّقاب أفضلُ؟ قال: ((أَنفَسُها عندَ أهلِها، وأَكثرُها ثمنًا))، قال: قلتُ: فإنْ لم أفعلْ؟ قال: ((تُعين صانعًا، أو تَصنعُ لأَخرقَ))، قال: قلت: يا رسولَ الله: أرأيتَ إنْ ضَعُفتُ عن بعض العمل؟قال: ((تَكفُّ شَرَّكَ عنِ النَّاس، فإنَّها صدقةٌ منكَ على نفسكَ))؛ أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" (1/62).

والأخرق: هو الذي ليس بصانعٍ، يقال: رجل أخرقُ، وامرأةٌ خرقاءُ لمَن لا صنعةَ له.
إنَّ في هذا الحديثِ لَعِبرةً وذكرى لكلِّ مَن كان له قلبٌ، أو ألْقَى السَّمع وهو شهيدٌ، فليتَ بعضَ النَّاس حالةَ فراغِهم يَقتصرون على ذلك، فلا لهم ولا عليهم، ولكنْ أَن يَستزيدوا على أنفسِهم بهذا الفَراغِ مِن السِّباب والشَّتائم، والغِيبة والنَّميمة، والكلام في أعراض النَّاس، أو بأنماطِ التَّفكيرِ السَّلبيَّة، التي تَزرع الهَمَّ والنَّكدَ، أو الانشغال بأحاديثَ جانبيَّةٍ، ضررُها أكثرُ مِن نفعِها.

إنَّ هذا الحديثَ يُعلِّمنا كيفَ أنَّه لو لم يَستطعْ بعض النَّاس أن يُقدِّموا الخيرَ للآخَرِين، ويزرعوا لهم بذورَ الخير ليقتطفوها، فخيرٌ لهم أنْ يَكفُّوا أذاهم وشرَّهم عنِ النَّاس، وهذا - مع شديدِ الأَسى - حالةُ كثيرٍ من النَّاس اليومَ، فَهُمْ مع ضعفِ استغلالهم لوقتِهم، يستثمرونه بما لا يُرضي اللهَ – تعالى - وصدق مَن قال:


لَقَدْ هَاجَ الْبَلاءُ عَلَيْهِ شُغْلاً وَأَسْبَابُ الْبَلاءِ مِنَ الْفَرَاغِ

قلب الزهـــور 22-02-2013 03:04 AM

تاااااااابع
 

ليت الوقت يباع ويشترى:

كنتُ أقرأ في ذِكريات الأديب الشَّيخ عليٍّ الطَّنطاويِّ - رحمه الله - فَذكَر عنِ الشَّيخ جمال الدِّين القاسميِّ - عليه رحمة الله - أنَّه مرَّ بشبابٍ يَلْهون ويُضيِّعون أوقاتَهم بالحرام، فقال: ليتَ أنَّ الوقتَ يُباع ويُشترى، لاشتريتُ منهم أوقاتَهم؛ تَحسُّرًا على ذَهاب وقت بعضِهم دونَ أن يَستفيدَ منه، وتَمنِّيًا لكثرة أشغاله أنْ لو كان الوقتُ يُباع ويُشترى، لاشترى مِن هؤلاءِ وقتَهم!


وحقًّا فالوقت دُرَّةٌ ثمينة، وجوهرةٌ مصونة، وساعةٌ ستفوت، ونَبتةٌ قد تَذبُل، وسَعةٌ قد تَضيق، فإنْ لم نُحسنِ استغلالَه فسيأتينا اليومُ الذي نُسألُ فيه عن وقتِنا وعُمُرنا؛ فيمَ أَفنيْناه؟ ونشعر عندَها بكمية الوقتِ الهائل الضَّائع الفائتِ، الذي لم نَستغلَّه أَحسنَ استغلالٍ، أو أنْ نكتسبَ من خلالِه مهاراتٍ جديدةً، تُضفي على ما لَدَيْنا مِن مهاراتٍ وطاقاتٍ أفكارًا جديدةً، وأساليبَ متنوِّعةً؛ ولهذا فإذا أردْنا أن نستفيدَ مِن مهاراتِنا، فلْنسألْ أنفسَنا عِدَّةَ أسئلةٍ قبلَ البَدْءِ بذلك:
1- هل اكتشفْنا المهاراتِ التي في داخلنا؟
2- هل نُريد أن نُحرِّكَ مهاراتِنا، ونستخدمَها في مجريات حياتنا؟
3- ما السَّبيلُ الصَّحيح لاستخدام هذه المهارات؟

ولهذا فليس مِنَ المُهمِّ أن يكونَ الشَّخص دُكتورًا، أو أستاذًا، أو طبيبًا، أو نجَّارًا، ويؤدِّي مهنته فحسبُ، بل عليه أنْ يُطوِّر مِن مهاراتِه، وأن يَتعلَّمَ دروسًا في التَّنميةِ الذاتيَّةِ، والرُّقِيِّ النَّفسيِّ، وإلاَّ فإنَّ الأساليبَ تختلف وتتنوَّع، كما أنَّ طرقَ العمل تحتاج لتقويمٍ للأداء، ودراسةٍ للجَدوَى؛ لكي يَعلمَ المرءُ هلْ كان أداؤه للعمل مِهنيًّا، أوِ احترافيًّا، أو كان أداؤه ضَعيفًا مُهلهلاً، ولو كان يُفني وقتَه بذلك العمل.

وممَّا يُحكَى في هذا: أنَّ حَطَّابًا كان يجتهد في قطعِ شجرةٍ في الغابة، ولكنَّ فأسَه لم تكنْ حادَّةً؛ لأنَّه لم يشحذْها مِن قبلُ، وأثناءَ عمله مرَّ عليه شخصٌ ما، فرآه على تلك الحالة، فقال له: لماذا لا تَشحذُ فأسَكَ؟ قال الحطَّاب - وهو مُنهمكٌ في عمله -: ألاَ ترى أنَّني مشغولٌ في عملي؟!

مع أنَّ ذلكَ الحطَّابَ كان بإمكانِه أن يشحذَ فأسَه، وأن يحدَّها جيِّدًا؛ لكي تعطيَ عملَه عطاءً أكثرَ وأكبر، ولكنَّ رُوحَ التَّكاسُل وغياب تقويمِ العمل، جَعلَه يقول لصاحبه بأنَّه مشغول، وهو في حقيقةِ أمره كما لو أنَّه يَحرُث في البحر!

إنَّ علينا أنْ نُدركَ حقيقةً مُهمَّةً، وهي أنَّ الواجباتِ التي افترضَها الله علينا ستكونُ على قدر ما عِشْناه في وقتنا وزَمننا، وأنَّ مِن الخطأ أن نقول: إنَّ الواجباتِ أكثرُ من الأوقات؛ فالله - تعالى - لا يُكلِّف نفسًا إلاَّ وُسعَها، ورسولُنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخبرنا، فيقول: ((اكْلُفوا مِنَ العَملِ ما تُطيقونَ))؛ أخرجه البخاري في كتاب الرقاق برقم: (6100).


فالواجباتُ إذاً ستكون على قدرِ الوقت الذي يَعيشُه المرءُ، ويُحسن التَّعامُلَ فيه مع ذاتِه وذوات الآخَرين، فمَن كان حريصًا على وقتِه، وتَعامَلَ مع نفسِه ومع النَّاس بحزمٍ ووضوحٍ في ذلك، نال الكثيرَ من مُبتغاه، وحصَّل شيئًا عظيمًا من أهدافه، بشرطِ البعدِ عنِ الفَوضوِيَّة في التَّعامُل مع الوقت؛ مِنَ التَّسويف في العمل، أو الانشغال بالأُمورِ المُهمَّة عمَّا هو أهمُّ منها مِن أصولٍ وجواهرَ، أو تَضييع السَّاعات الكثيرةِ دونَ القيام بعملٍ مفيد، أو بالجُلوس الطَّويل أمام التِّلفاز متجوِّلاً بين قنواتِه الكثيرة، دونَ أن يَضبطَ وقتَه في ذلك، أو قُعودَه على شاشة الإنترنت مقلِّبًا لصفحاته، وقارئًا للأخبار غيرَ مرَّةٍ؛ بدعوى الاهتمام بالأوضاعِ وأحوالِ المسلمين، وهو لا يَدري أنَّه يُضيعُ وقتَه دونَ أن يَشعُر، ولَيتَه بَعدَ هذا أو ذاكَ قدَّم لأُمَّته خِدمةً يُفيدُها بها، بدلاً مِن مجرِّد النَّقد، أو كثرة الثَّرثرة، والكلام الذي لا يفيد!



• قمْ، واستغلَّ وقتك بالمفيد:

وقال الإمامُ الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -: "يا ابنَ آدمَ، إنَّما أَنتَ أَيَّامٌ، إذا ذَهب يومُكَ، ذَهب بَعضُكَ".
وبناءً على ذلك؛ فإنَّنا نستطيعُ أن نستغلَّ أوقاتَنا في قراءةِ آية، ومذاكرةِ حديثٍ، واستغفارٍ، وتسبيحٍ، وتهليلٍ، وصلاةٍ، ودعوةٍ إلى الله، وقراءةٍ، وتعليم وتعلُّمٍ، وأمرٍ بمعروفٍ، ونهيٍ عن منكرٍ، فسنشعر حينَها بطعم البركة في أوقاتِنا.


باستغلال أوقاتِنا نستطيع أنْ نَحُلَّ مشاكلَ البطالة، بخدمةِ النَّاس، والسَّعيِ إلى طلب الرِّزق، ولو باليسير، والمشاركة في حَلِّ همومِ المساكين، والفُقراء مع الجَمعيَّاتِ الخَيريَّة.

باستغلال أوقاتنا نستطيعُ أن نستمعَ إلى دروسٍ عِلميَّة، ومحاضراتٍ شرعيَّة، عَبرَ مسجِّل السَّيَّارة أثناءَ تنقُّلاتنا، بدلاً مِنَ التَّفكير العشوائيِّ والفَوضَويِّ.

باستغلال أوقاتنا نُحاول أن نكونَ أَشدَّ إصرارًا على عدم تضييع ثانيةٍ مِن الإجازةِ الصَّيفيَّة، فليستْ هي عطلةً كما يُسمِّيها الكُسالى؛ فلا شيءَ في دِين الإسلام اسمُه عطلة، وإنَّما راحة، والرَّاحة تكون عبادةً كذلك، حين تكون النِّيَّة للتَّقوِّي على طاعة الله.


باستغلال أوقاتنا نَبتعدُ عن الرُّوحِ الفَوضويَّة، ونَشعُر بأنَّنا مُنظَّمون، وحينَها لا نَشعُر بوقتٍ ضائعٍ، ولا بعملٍ فائت.

باستغلال أوقاتنا تُحاول المرأةُ وهي تَطبُخ، أو تُنظِّف بيتَها أن تستمعَ لشريط قرآنٍ، أو دروسٍ، أو محاضراتٍ، أو تَلهجَ بالذِّكْر والاستغفار.

باستغلال أوقاتنا نستطيعُ أن نَتفكَّر في مخلوقات الله، أو نفكِّر تفكيرًا إيجابيًّا في التَّخطيط لأعمالنا، فكمْ مِن فكرةٍ خطرت في الوقت، ينتفع بها المرءُ، إن طبَّقها - فيما بعدُ - انتفاعًا عجيبًا.

باستغلال أوقاتنا نُفيد ونَستفيد، نَنفع ونَنتفع، نُحسن إلى خلق الله، نُغيث ملهوفًا، نُصلِّي على جِنازة، نُشيِّعُها إلى قبرها حتَّى تُدفنَ، نَبتسم في وجوهِ المسلمين، نتصدَّق، ولو بشِقِّ تمرةٍ، نتكلم الكلمةَ الطيِّبة، نسعى إلى الخير، نَكفُل اليتيم، نَبَرُّ الوالدَينِ، نَصِل الأرحامَ.


وخذْ طائفةً من أحاديث المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((السَّاعي على الأَرملةِ والمِسكين كالمُجاهد في سبيل الله))، قال الرَّاوي للحديث: وأحسبه قال: ((وكالقائمِ الذي لا يَفتُر، وكالصَّائم الذي لا يُفطِر، أو القائمِ اللَّيل، الصَّائمِ النَّهار))؛ أخرجه البخاري ( 5353)، ومسلم ( 2982)، وحَسبُكَ بذلك أجرًا.


وقوله - صلَّى الله عليه وسلم -: ((أنا وَكافِلُ اليَتيمِ في الجَنَّةِ كهاتَينِ))، وأشار بإصبعيه السَّبَّابة والوُسْطَى؛ أخرجه البخاري برقم:(5304).


حتَّى إنَّ الإمامَ ابنَ بطَّال - رحمه الله - قال - معلِّقًا على هذا الحديث -: "حقٌّ على مَن سمع هذا الحديثَ أن يعملَ به؛ ليكونَ رَفيقَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الجنَّة"؛ "فتح الباري" لابن حجر: (10/436).



أليسَ في كلِّ ما ذَكرْنا استغلالٌ للوقت، وكسرٌ لطَوق الـ "روتين"، والنِّظام الرَّتيب، وتجديدٌ في الحياة؟!



ولهذا نجد المنهج القسط والوسط حين نراه – تعالى - يقول لنا: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77].


المهمُّ أن نستغلَّ الوقت، وأنْ نعلمَ طُرق الاستفادة مِن ذلك؛ وأنْ نتعلَّمَ الطُّرق المفيدة في فَهْم عمليَّة إدارة الوقت، بالتَّخطيط الدَّقيق، ومعرفةِ أنَّ ساعةً واحدةً مِن التَّخطيط تُوفِّر عشرَ ساعاتٍ منَ التَّنفيذ، وحُسن التَّنظيم مع الاتِّسام بالهدوء والتُّؤدة كذلك، فالشَّخص المتوتِّر يحتاج ضِعْفَ الوقت لإنجاز العمل الذي يقوم به الشَّخصُ المُنظَّمُ والهادئ، والأخذ بمنهج التَّوازنِ والتَّكامُل في حياتنا، والانخراط في العمل على بَيِّنةٍ وبصيرةٍ، مع الاقتناع بأهمِّيَّته، وأنَّه سَبيلٌ إلى رضوان الله – تعالى - وتغليف ذلك كلِّه بالصَّبرِ، وضبْطِ النَّفس على ما خطَّطه المرْءُ في استغلاله.


وحذارِ مِن التَّسويف في العمل، أو التَّكاسُلِ في أداء ما أوجبتَه على نفسكَ؛ بل ضعْ وقتًا للانتهاء مِن مَهمَّتك، ودوِّن واكتبْ ما تُريد القيامَ به، حتَّى لا يفلت منك، وشجِّع نفسكَ على القِيام بهذه المَهمَّة، بل كافِئْها إنِ انتهيتَ منها بشيءٍ مُحبَّبٍ لنفسك، وإيَّاكَ والتَّردُّدَ، فإنَّه سُمٌّ قاتلٌ، لا يَصنع إلاَّ الوساوس، وخذْ على نفسِكَ عهدًا ووعدًا بأنَّك ستكونُ مُنضبطًا بما ستقوم به مِن عملٍ مفيدٍ تستغلُّ به وقتَكَ، وقاطعْ كلَّ أصحاب السُّوء والفساد، الذين لا يُعاونونكَ في الخير، وإنِ استطعتَ أن تدعوهم وتُبيِّن لهم أهمِّيَّة الوقت وضرورة استغلاله، فحسنٌ، فإنِ استمعوا لك، وإلاَّ فأَعرضْ عنهم واضربْ عنهم صفحًا، فإنَّهم لصوصُ الوقت، وسُوسُ الخراب، وهنالك من الأصدقاء الكثيرُ الذين يُعينونك على حُسن التَّعامُل مع الوقت:



وَلاَ تَجْلِسْ إِلَى أَهْلِ الدَّنَايا فَإِنَّ خَلائِقَ السُّفَهَاءِ تُعْدي

قلب الزهـــور 22-02-2013 03:10 AM

تاااااااابع
 

• استفد من وقتك ولو ضاق بك الزمن:

يتحدَّث الإمامُ ابنُ الجَوزيِّ - رحمه الله - في كتابه الجميل "صَيْد الخاطر" بأنَّ هناك زُوَّارًا ثُقلاءَ كانوا يأتونه بكثرةٍ، ولم يستطعْ أنْ يُخرجَهم مِن بيته، فكان يُقطِّع الورق في ذاك الوقتِ الذي يأتيه فيه أولئك الثُّقلاء، ويَبري الأقلامَ، حتَّى إذا خرج الزُّوَّار شرع في التَّصنيف والتَّأليف، والكِتابة بأقلامِه بتلك الأوراق التي قطَّعها، فيكون قد استغلَّ وقتَه بما ينفعه فيما بعدُ.



وكان العلاَّمة الفقيه ابنُ عثيمين - رحمه الله - يشرح لتلاميذه وطُلاَّبه بعضَ المتون العِلميَّة، وهو يمشي مِن بيته لمسجده الذي يَؤمُّه، حيث كان بينَ المسجد وبين بيتِه مُدَّة عشر دقائق، فكان يَستغلُّ هذا الوقتَ في شروح بعض المتون العلميَّة المختصرة، وأنجز شرحَ عددٍ مِن المتون في ذلك.


وقد عبَّر (أوتو شميدث) - وهو عالم جيوفيزيائي - عن تَجرِبته مع إدارة الوقت بالأرقام، حيثُ كان يملأُ كلَّ خلايا اليوم المُخصَّصة للنَّشاط بالعمل والإنتاج، ومع ذلك كان يشعر أنَّها لا تكفي لتحقيق حُلمه المستقبليِّ، ممَّا اضطره إلى تقليص عددِ ساعات نومه إلى ( 5 - 6) ساعات، ومن خلال العمل الدَّؤوب، وإدارة الوقت بدقةٍ أصبح عالِمًا كبيرًا، ووصل إلى العديدِ مِنَ الاكتشافات العِلميَّة الهامَّة!


إنَّ مِن أعجب الأحاديث التي رأيتُها زرعًا لرُوح الفَأْل الحسن، وضرورة الاهتمام بالوقت، وديمومة العمل، ولو لم ننظرْ لنتيجته: ما يقوله رسولُ الهُدَى - صلَّى الله عليه وسلَّم – ((إذا قامتِ السَّاعةُ وفي يَدِ أَحدِكم فَسيلةٌ، فَلْيغَرِسْها))؛ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، برقم: (479)، وأحمد في "المسند": (3/ 184)، من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع"، برقم: (1424)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسنادُه صحيحٌ على شرط مسلم.


والفسيلة هي: "النخلة الصغيرة، تقطع من الأُمِّ، أو تقلع من الأرض فتغرس، وجزء من النَّبات يُفصل عنه ويُغرس"؛ [المعجم الوسيط: 2/689].


إنَّ مَن تدبَّر هذا الحديثَ فسيخرج منه بفوائدَ شتَّى، مِن أَولاها ذِكرًا وشاهدًا على مقالنا: أن يعلم المرء بأنَّه لو كانتِ القيامةُ قد قامتْ، وساعة الحشر قد أَزِفت، ومع هذا كلِّه فإنْ كانت في يدِ أحدِنا فسيلةٌ من زرعٍ، فلْيضعْها ويغرسْها؛ وذلك قطعًا لرُوح التَّواني والكسل، ودفعًا للنَّفس إلى العمل وتَرْك التَّسويف، واهتمامًا باستغلال وقتنا بالنَّافع المفيد.


وسِرُّ الاهتمام بالوقت أنَّ له عدَّةَ خصائصَ؛ منها: سرعةُ انقضائه، وأنَّ ما مضى منه لا يفوتُ، وأنَّ الوقتَ أثمنُ ما لدى الإنسان، فالمسلمُ إذًا لا يَعرِف الفَراغ؛ لأنَّ الوقت أغلى مِن الذَّهب، فهو الحياةُ بكاملها، والمسلمُ حين يَنتهي مِن شُغلٍ معيَّنٍ يَشرَع في شُغلٍ آخرَ، ويَذبح الفراغ بسِكِّينِ العمل، ولهذا كان سَلفُنا الصَّالح يُولُون الوقتَ عنايةً خاصَّةً، فها هو الحسنُ البصريُّ - عليه رحمة الله - يقول: "لقد أدركتُ أقوامًا كانوا أشدَّ حِرصًا على أوقاتهم مِن حِرصِكم على دراهمكم ودنانيركم"، وَوُصف رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنَّه لا فراغ لديه في وقته؛ كما تقول عائشة - رضي الله عنها -: "ولا رئي قطُّ فارغاً في بيته"؛ "صفة الصفوة" (1/200).


ولكنَّ الوقتَ الآنَ - وللأسف - صار عبئًا على كثيرٍ من النَّاس، وصار كثيرٌ منهم يقول لصاحبه: "تعالَ نُضيِّعْ وقَتنا"، أو أن يقول بعضُهم: "صارت أوقاتُنا روتينًا قاتلاً"، إلى غير ذلك مِنَ الكلمات التي تَدلُّ على رخص الوقت عندَ هؤلاء، الذين لم يَعرفوا قدرَ أوقاتهم، ولم يَعلموا أنَّه: مِن علامةِ المَقت، إضاعةُ الوقت، ورحم الله الإمامَ ابنَ هُبَيرةَ حين قال:




وَالْوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ وَأَرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيْكَ يَضِيعُ



لقد أُصيبَ كثيرٌ من أبناءِ وبناتِ المسلمين بنَوعيةٍ عجيبةٍ مِن الانتحارِ الجماعيِّ، عن طريقِ هَدرِ الأوقات في الأُمورِ الفارغة، مما أدَّى بهم إلى أن ينشغلوا بالتَّوافِه، أو الأمور المُحرَّمة، "وإذا لم تَشغلْ نفسكَ بالحقِّ شغلتْكَ بالباطل"؛ كما قال الإمام الشَّافعيُّ - رحمه الله.


وهنالك بعضُ مَن كَبِرَ بهم السِّنُّ وشاخوا، ليس لهم قضاء وقت إلاَّ بتذكُّرِ الهمِّ والغمِّ، مع أنَّ بإمكانهم أن يَستغلُّوا أوقاتَهم بما يُفيد ويَنفع؛ بعملِ الخير، وإرشادِ النَّاس، بنقلِ تَجارِبهم التي عاشوها للأجيال القادمة، بأن يَكتُبوا ويُدوِّنوا ذِكرياتِهم في مُذكِّرات يَتناقلُها الورثةُ ويستفيدون منها.


المهمُّ أن يفعلوا الشيءَ الذي يُجدِّد في أنفسهم عواملَ القُوَّةِ والعزيمة، ويُذيبوا عواملَ الوَهن والضَّعف، فما يقتل الإنسانَ أحيانًا إلاَّ طريقةُ تفكيره؛ ولهذا قيل: "حياتُكَ مِن صُنع أَفكارِكَ".




وَمَا أَقْبَحَ التَّفْرِيطَ فِي زَمَنِ الصِّبَا فَكَيْفَ بِهِ وَالشَّيْبُ للَّرَأْسِ شَاعِلُ
تَرَحَّلْ مِنَ الدُّنيَا بِزَادٍ مِنَ التُّقَى فَعُمْرُكَ أَيَّامٌ وَهُنَّ قَلاَئِلُ



فالفَطِنُ إذًا يَستغلُّ وقتَه، ويَعلمُ حقيقةَ ما خُلق له، والخاسِرُ مَن يَتهاون به، ويشغل نفسَه بالحرام والباطل، وقد نُقِل عن أَحدِ العُلماء أنَّه قال: "مَن أَمضى يومًا مِن عُمُرِه في غيرِ حَقٍّ قَضَاه، أو فَرْضٍ أدَّاه، أو مَجْدٍ أثَّله، أو حَمدٍ حصَّله، أو خَيرٍ أسَّسه، أو عِلمٍ اقتبسَه - فقد عَقَّ يومَه، وظَلم نَفسَه".


وقال عبدُالله بنُ مسعودٍ - رضي الله عنه: "ما ندمتُ على شيءٍ نَدمي على يَومٍ غَرَبَتْ فيه شَمسُهُ، نَقص مِن أَجلي، ولم يَزدَدْ فيه عَملي".



وفي الختام:

فإنَّ مَن نَظَّم وقتَه، وأحسن استغلالَ ساعاتِه وأوقاتِه، سيَشعرُ بالسَّعادة التي هي أَملُ كلِّ فردٍ في هذه الحياة، وسيكونُ الحُزنُ والاكتئابُ بعيدًا عن مَرْمى حياته، فهو مشغولٌ بوقته، مشغولٌ بأداءِ مَهمَّاتِه، وسيُدركُ أنَّه حينَ أحسن التَّعامُل مع مُرورِ عقارب السَّاعة في تنظيم وقتِه عدَّةَ فوائدَ؛ منها: إرضاءُ الله - عزَّ وجلَّ - والرِّضا عنِ النَّفس، وقلَّة تأنيب الضَّمير، ورؤيةُ ثمرة عملِه، واجتنابُه للأخطاءِ التي لو لم يُنظِّم وقتَه لكان قد وقع فيها، وسَيَلحظ النَّتائجَ الجميلةَ التي وصل إليها مِن خلال تَنظيمِه لوقته، وحسن استغلاله.


والآنَ، أرجوكَ قمْ واركعْ ركعتينِ لله، وادعُ الله أن يفتح عليكَ مِن فضلِه وبركاته، ثم ائتِ بورقةٍ، وحاولْ مِن خلالها أنْ تُنظِّم أفكارَكَ ومَهمَّاتِكَ، واجعلْ لك نصيبًا مِن قراءةٍ للقُرآن، وذكرٍ للرَّحمن، وصِلةٍ للأرحام، وتواصلٍ مع أصحاب الخير، وكُفَّ نفسكَ عن الشَّرِّ وأهله، واجعلْ في حياتكَ شيئًا جميلاً مرضيًّا عند ربِّكَ حينَ تلقاه ويسألك - وهو أعلمُ بحالكِ - فيرى لَدَيْكَ عملاً خَيِّرًا قمت به، فكان خيرَ ذُخرٍ لك بعدَ مماتكَ، وأنا أدعو الله لكَ بالتَّوفيق والسَّداد، والبر والرَّشاد، والله يَتولاَّكَ ويَرعاك
لقد روى ابنُ عبَّاس - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((اغتنمْ خَمسًا قبلَ خمسٍ، وذَكر منها: حياتَك قبلَ موتِكَ، وفراغَكَ قبلَ شُغلِكَ))؛ أخرجه الإمام أحمد، والبيهقي برقم: (498)، وحسَّنه العراقيُّ في "تخريج الإحياء": (5/204)، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب": إسناده صحيحٌ، أو حسنٌ، أو ما قاربهما (4/203)، وصحَّحه الألبانيُّ، كما في "صحيح الجامع" برقم: (1077).

قلب الزهـــور 22-02-2013 03:14 AM


القلوب بين القسوة والإخبات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فحين تجف داخل النفس الإنسانية عاطفة الإحساس بآلام الآخرين وحاجاتهم، وحين تنعدم من القلوب الرحمة، تحل القسوة بالقلوب فتمسي مثل الحجارة التي لا ترشح بأي عطاء، أو أشد قسوة من الحجارة؛ لأن من الحجارة ما تتشقق قسوته الظاهرة فيندفع العطاء من باطنه ماءً عذبًا نقيًا، ولكن بعض الذين قست قلوبهم يجف من أغوارها كل أثر للفيض والعطاء.
وقد وصل أقوام إلى هذا الحال من القسوة وانعدام الرحمة، فقد خاطب الله بني إسرائيل فقال:
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
(البقرة:74).
إن من الحجارة ما يخرج منه العطاء، أما قلوب هؤلاء فلا تتدفق لأي مؤثر يستثير الرحمة، فتظل في قسوتها واستكبارها. ثم بيَّن الله السبب الذي لأجله قست قلوب أهل الكتاب:
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
(الحديد:16).
إن أية أمة يطول عليها الأمد وهي تتقلب في بحبوحة النعم على فسق وفجور ومعصية ونسيان لربها، تقسو قلوبها فلا تخشع لذكر الله وما نزل من الحق، وبهذا يبتعدون عن مهابط الرحمة فتقسو القلوب أكثر فأكثر.
وحين تشتد قسوة قلوب الأمم، يكون آخر علاج لإصلاحها أن تنزل بها الآلام والمصائب، لتردها إلى الله، فتلجأ إليه وتتضرع بذل وانكسار لاستدرار رحمته. فإذا لم تستجب القلوب لهذا الدواء، أتى دور الهلاك وفق سنة الله بعد أن يفتح عليهم أبواب كل شيء من الترف والنعمة، حتى إذا اغتروا بما عندهم من زهرة الدنيا وزينتها أتاهم عذاب الله:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ . فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
(الأنعام:42-45).
إن الذين قست قلوبهم قسوة بالغة، فهي لا تلين عند ذكر الله، وتظل معرضة عنه، ولا يزيدها التذكير بالله إلا قسوة ونفورًا، فأولئك الويل لهم:
(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ . اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
(الزمر:22-23).
إن أصحاب هذه القلوب القاسية هم أبعد الناس عن الله، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي)رواه الترمذي، وضعفه الألباني، إلا أن الترمذي والحافظ ابن حجر والحافظ المنذري قد حسنوه والله أعلم.
إن حرارة الإيمان تستطيع أن تنضج القلوب فتلينها وترققها، فإذا غذَّاها وقود العمل الصالح والإكثار من الذكر، ومراقبة عدل الله وفضله وسلطانه المهيمن على جميع خلقه رقـَّت القلوب وخشعت… ومتى وصلت القلوب إلى هذه المرحلة تدفقت منها الرحمة.
أما عند غياب هذه المعاني الإيمانية عن القلوب فإنها تتيه في ظلمات الضلال والغواية والعصيان، فتقسو وتتكبر. وما أعظمها من عقوبة، والعجب أن صاحب هذا القلب لا يشعر بأنه معاقب. وما أشد هذه العقوبة وأعظمها،
يقول مالك بن دينار -رحمه الله-:
"ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم".
أما عن أعظم أسباب قسوة القلوب؛ فقد أخبر الله عنه عندما ذكر السبب الذي جعل ذريات بني إسرائيل تقسو قلوبهم، فقال -تعالى-:
(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(المائدة:13).
فالمعصية ومخالفة أمر الله، ونقضهم العهد والميثاق سبَّب لهم الطرد عن الله، فابتعدوا بذلك عن مهابط رحمة الله، فأمست قلوبهم جافة قاسية.
فاحذر أيها الحبيب مما يسبب لك قسوة القلب، وإذا وجدت قسوة في قلبك فامسح رأس يتيم، وأطعم المسكين، وأكثر من ذكر مولاك، وسله شفاء قلبك.
رزقنا الله وإياكم رقة القلب وأعاذنا وإياكم من القسوة

قلب الزهـــور 22-02-2013 03:18 AM


اجمع ريش الطيور أو أمسك لسانك

ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة، وما إن عاد إلى منزله، وهدأت أعصابه،
بدأ يفكر باتزان: كيف خرجت هذه الكلمة من فمي؟! سأقوم وأعتذر لصديقي
بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له: أنا آسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني،
اغفر لي وتقبل الصديق اعتذاره، لكن عاد الفلاح ونفسُه مُرّة، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه
لم يسترح قلبه لما فعله.. فالتقى بشيخ القرية واعترف بما ارتكب،
قائلا له: أريد يا شيخي أن تستريح نفسي، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي.
قال له الشيخ: إن أردت أن تستريح إملأ جعبتك بريش الطيور، واعبر على كل بيوت القرية، وضع ريشة أمام كل منزل
في طاعة كاملة نفذ الفلاح ما قيل له، ثم عاد إلى شيخه متهللاً، فقد أطاع

قال له الشيخ: الآن إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب
عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب، فعاد حزينا
عندئذ قال له الشيخ: كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك، ما أسهل أن تفعل هذا؟! لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك

إذاً عليك ان تجمع ريش الطيور.. او تمسك لسانك

قلب الزهـــور 22-02-2013 03:20 AM


الأمراض والأحزان والهموم كفارة
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً

يقول الله تعالى " قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)" سورة الزمر
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ وَلاَ سَقَمٍ وَلاَ حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ ».صحيح مسلم
النَّصب : التعب ………. الوصب : الألم والسقم الدائم

وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ».صحيح مسلم


يا صاحب الهم ان الهم منفرج *** ابشر بخير فإن الفـارج الله
اليــــــــــــــأس يقطع احياناً بصاحبه *** لاتياسـن فـإن الكـــــــــافـي الله
الله يحدث بعد العسر ميسـرة *** لا تجزعـــــــــن فـإن الصانـع الله
اذا بليت فثق بالله وارض به *** ان الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالك غير الله من احـد *** فحسبك اللـــه في كل لـك الله

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا"
قَالَ: فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: "بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا". رواه أحمد – السلسلة الصحيحة

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح : اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي .صحيح الترغيب والترهيب

شمس القوايل 25-02-2013 01:05 AM

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

قلب الزهـــور 27-02-2013 05:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل (المشاركة 5481874)
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي

قلب الزهـــور 27-02-2013 05:20 PM



من أقوال ابن القيم

قال ابن القيم :

إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده ..!

تحمل الله سبحانه حوائجه كلها ,

وحمل عنه كل ما أهمه ،

وفرغ قلبه لمحبته , ولسانه لذكره , وجوارحه لطاعته ..!


الساعة الآن 12:43 AM.