منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   المنتدى الثقافي (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   ۩۞۩ ◄ مختارات من صيد الفوائد ► ۩۞۩ (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=305339)

قلب الزهـــور 21-11-2012 04:38 AM


من الفوائد لابن القيم رحمه الله تعالى
أشرف الناس من كانت لذته في معرفة الله تعالى ومحبته
لذة كل أحد على حسب قدره وهمّته وشرف نفسه, فأشرف الناس نفسا وأعلاهم
همّا وأرفعهم قدرا من لذّته في معرفة الله ومحبته والشوق الى لقائه والتودد اليه بما يحبه ويرضاه.
فلذته في اقباله عليه وعكوف همته عليه ودون ذلك مراتب لا يحصيها الا الله,
حتى تنتهي الى من لذته في أخس الأشياء من القاذورات والفواحش

في كل شيء من الكلام والفعال والأشغال.
فلو عرض عليه ما يلتذ به الأول لم تسمح نفسه بقبوله ولا التفت اليه وربما تألمت من ذلك,
كما أن الأول اذا عرض عليه ما يلتذ به هذا لم تسمح نفسه به ولم تلتفت اليه ونفرت نفسه منه.
وأكمل الناس لذة من جمع له بين لذة القلب والروح ولذة البدن. فهو يتناول لذاته المباحة
على وجه لا ينقص حظه من الدار الآخرة ولا يقطع عليه لذة المعرفة والمحبة والأنس بربه.
فهؤلاء تمتعوا بالطيبات, وأولئك تمتعوا بالطيبات,
وافترقوا في وجه التمتع, فأولئك تمتعوا بها على الوجه الذي أذن لهم فيه,
فجمع لهم بين لذة الدنيا والآخرة, وهؤلاء تمتعوا بها على الوجه الذي دعاهم اليه
الهوى والشهوة, وسواء أذن لهم فيه أم لا, فانقطعت عنهم لذة الدنيا وفاتتهم لذة الآخرة,
فلا لذة الدنيا دامت لهم, ولا لذة الآخرة حصلت لهم. فمن أحب اللذة ودوامها والعيش الطيّب
فليجعل لذة الدنيا موصلا له الى لذة الآخرة, بأن يستعين بها على فراغ قلبه لله في
ارادته وعبادته, فيتناولها بحكم الاستعانة والقوة على طلبه لا بحكم مجرد الشهوة والهوى.

وان كان ممن زويت عنه لذات الدنيا وطيباتها فليجعل ما نقص منها زيادة في لذة الآخرة,
ويجم نفسه هاهنا بالترك ليستوفيها كاملة هناك. فطيبات الدنيا ولذاتها نعم العون
لمن صح طلبه لله و الدار الآخرة وكانت همته لما هناك, وبئس القاطع لمن كانت
هي مقصوده وهمته, وحولها يدندن, وفواتها في الدنيا نعم العون لطالب الله والدار الآخرة,
وبئس القاطع النازع من الله والدار الآخرة. فمن أخذ منافع الدنيا على وجه لا ينقص حظه
من الآخرة ظفر بهما جميعا والا خسرهما جميعا.

سبحان الله رب العالمين. لو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي ولا اقامة المروءة وصون
العرض وحفظ الجاه وصيانة المال الذي جعله الله قواما لمصالح الدنيا والآخرة,
ومحبة الخلق وجواز القول بينهم وصلاح المعاش وراحة البدن وقوة القلب وطيب النفس
ونعيم القلب وانشراح الصدر, والأمن من مخاوف الفساق والفجار, وقلة الهم والغم والحزن,
وعز النفس عن احتمال الذل, وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية,
وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار, وتيسير عليه الرزق من حيث لا يحتسب,
وتيسير ما عسر على أرباب الفسوق والمعاصي, وتسهيل الطاعات عليه, وتيسير العلم
والثناء الحسن في الناس, وكثرة الدعاء له, والحلاوة التي يكتسبها وجهه,
والمهابة الي تلقى له في قلوب الناس, وانتصارهم وحميتهم له اذا أوذي وظلم,
وذبهم عن عرضه اذا اغتابه مغتاب, وسرعة اجابة دعائه, وزوال الوحشة التي بينه وبين الله,
وقرب الملائكة منه, وبعد شياطين الأنس والجن منه, وتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه,
وخطبتهم لمودته وصحبته, وعدم خوفه من الموت, بل يفرح به لقدومه على ربه
ولقائه له ومصيره اليه, وصغر الدنيا في قلبه, وكبر الآخرة عنده وحرصه على الملك الكبير
والفوز العظيم فيها, وذوق حلاوة الطاعة, ووجد حلاوة الايمان, ودعاء حملة العرش
ومن حوله من الملائكة له, وفرح الكاتبين به ودعاؤهم له كل وقت, والزيادة في
عقله وفهمه وايمانه ومعرفته, وحصول محبة الله له واقباله عليه, وفرحه بتوبته,
وهكذا يجازيه بفرح وسرور لا نسبة له الى فرحه وسروره بالمعصية بوجه من الوجوه.

فهذه بعض آثار ترك المعاصي في الدنيا. فاذا مات تلتقه الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة,
وبأنه لا خوف عليه ولا حزن, وينتقل من سجن الدنيا وضيقها الى روضة من رياض
الجنة ينعم فيها الى يوم القيامة. فاذا كان يوم القيامة كان الناس في الحر والعرق,
وهو في ظل العرش.

فاذا انصرفوا بين يدي الله أخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين:

قلب الزهـــور 21-11-2012 04:41 AM


صيد الخاطر لابن الجوزي
- قف على باب المراقبة وقوف الحارس
واعجباً من عارف بالله عز وجل يخالفه و لو في تلف نفسه .
هل العيش إلا معه ؟ هل الدنيا و الآخرة إلا له ؟
أف لمترخص في فعل ما يكره لنيل ما يحب .
تالله لقد فاته أضعاف ما حصل .
أقبل على ما أقوله يا ذا الذوق ، هل وقع لك تعثير في عيش ؟
و تخبيط في حال ؟ إلا حال مخالفته :
و لا إنثنى عزمي عن بابكم إلا تعثرت بأذيالي
أما سمعت تلك الحكاية عن بعض السلف أنه قال :
رأيت على سور بيروت شاباً يذكر الله تعالى فقلت له : ألك حاجة ؟
فقال : إذا وقعت لي حاجة سألته إياها بقلبي فقضاها .
يا أرباب المعاملة ، بالله عليكم لا تكدروا المشرب ، قفوا على باب
المراقبة وقوف الحراس ، و ادفعوا مالاً يصلح أن يلج فيفسد ،
و اهجروا أغراضكم لتحصيل محبوب الحبيب ، فإن أغراضكم تحصل .
على أنني أقول أف لمن ترك بقصد الجزاء : أهذا شرط العبودية ، كلا ؟
إنما ينبغي لي إذا كنت مملوكاً أن أفعل ليرضى لا لأعطى .
فإن كنت محباً رأيت قطع الأرباب في رضاه وصلاً .
اقبل نصحي يا مخدوعاً بغرضه ، إن ضعفت عن حمل بلائه فاستغث به ،
و إن آلمك كرب اختياره فإنك بين يديه ، و لا تيأس من روحه و إن قوي
خناق البلاء ، بالله إن موت الخادم في الخدمة حسن عند العقلاء .
إخواني لنفسي أقول ، فمن له شرب معي فليتردد :
أيتها النفس لقد أعطاك ما لم تأملي ، و بلغك ما لم تطلبي ،
و ستر عليك من قبيحك ما لو فاح ضجت المشام ،
فما هذا الضجيج من فوات كمال الأغراض ؟
أمملوكة أنت أم حرة ؟ أما علمت أنك في دار التكليف ،
و هذا الخطاب ينبغي أن يكون للجهال ، فأين دعواك المعرفة ؟
أتراه لو هبت نفحة فأخذت البصر ، كيف كانت تطيب لك الدنيا ؟
وا أسفاً عليك لقد عشيت البصيرة التي هي أشرف ،
و ما علمت كم أقول عسى و لعل ؟ و أنت في الخطأ إلى قدام .
قربت سفينة العمر من ساحل القبر ، و ما لك في المركب بضاعة تربح .
تلاعبت في بحر العمر ريح الضعف ، ففرقت تلفيق القوى ،
و كأن قد فصلت المركب ، بلغت نهاية الأجل و عين هواك تتلفت إلى الصبا .
بالله عليك لا تشمتي بك الأعداء ، هذا أقل الأقسام ، و أوفى منها ،
أن أقول : بالله عليك لا يفوتنك قدم سابق مع قدرتك على قطع المضمار .
الخلوة ، الخلوة ، و استحضري قرين العقل ، و جولي في حيرة الفكر ،
و استدركي صبابة الأجل ، قبل أن تميل بك الصبابة عن الصواب .
اعجباً كلما صعد العمر نزلت ، و كلما جد الموت هزلت .
أتراك ممن ختم له بفتنة ، و قضيت عليه آخر عمره المحنة ،
كان أول عمرك خيراً من الأخير .
كنت في زمن الشباب أصلح منك في زمن أيام المشيب
و تلك الأمثال نضربها للناس و ما يعقلها إلا العالمون .
نسأل الله عز وجل ما لا يحصل مطلوبنا إلا به ،
و هو توفيقه إنه سميع مجيب .

قلب الزهـــور 21-11-2012 05:20 AM



فوائد من كتب العلماء.
قال ابن القيم :
كان شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة.
وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه ، تعجز العقول عن حملها، من محاربة أرواح شيطانية ، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف قوة .
.قال: فلما اشتد علي الأمر قلت لأقربائي ومن حولي : اقرءوا آيات السكينة ، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال ، وجلست وما بي من قلبه .
وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه . فرأيت لها تأثيراً عظيما في سكونه وطمأنينته .

ذكر الله سبحانه ” السكينة” في كتابه في ستة مواضع :

.1- ( وَقَالَ لَهُمْ نِبِيّهُمْ إِنّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مّن رّبّكُمْ وَبَقِيّةٌ مّمّا تَرَكَ آلُ مُوسَىَ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّكُمْ إِن كُنْتُـم مّؤْمِنِينَ)
[البقرة: 248]

2- ( ثُمّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لّمْ تَرَوْهَا وَعذّبَ الّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَآءُ الْكَافِرِينَ)

[التوبة:26]

3- ( إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيّدَهُ بِجُنُودٍ لّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُواْ السّفْلَىَ وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

[التوبة:40]

4- ( هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً مّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً )

[الفتح:4]

5- ( لّقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )

[الفتح:18]

6- ( إِذْ جَعَلَ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيّةَ حَمِيّةَ الْجَاهِلِيّةِ فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التّقْوَىَ وَكَانُوَاْ أَحَقّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيماً )

[الفتح:26)

قلب الزهـــور 21-11-2012 05:23 AM


حِكم إسلامية
( إذا قلتم فاعدلوا )
( استعينوا بالصبر والصلاة )
( قولوا للناس حسنا )
( أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم )
( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )
( لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط )
( وكلوا واشربوا ولا تُسرفوا )
( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
( من يتوكل على الله فهو حسبه )
( من يطع الرسول فقد أطاع الله )
( لن تنالوا البرّ حتى تُنفقوا مما تحبون )
( حسبنا الله ونعم الوكيل )
( لا تمش في الأرض مرحا )
( لا تصعّر خدّك للناس )
( اقصد في مشيك واغضض من صوتك )
( ولا تمنن تستكثر )
" احفظ الله يحفظك "
" إذا لم تستح فاصنع ما شئت "
" أطب مطعمك تكن مجابا الدعوة "
" اتق الله حيثما كنت "
" اتْبع السيئة الحسنة تمحها "
" خالقِ الناس بخلق حسن "
" اتق المحارم تكن أعبد الناس "
" ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس "
" أحبّ للناس ما تحبّ لنفسك "
" لا تُكثر الضّحك فإنّ كثرة الضحك تُميت القلب "
" الظّلم ظلمات يوم القيامة "
" اتقوا الله واعدلوا في أولادكم "
" اتق النار ولو بشقّ تمرة "
" اتقوا دعوة المظلوم "
" أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن "
" التأني من الله والعجلة من الشيطان "
" قلة المال أقلّ للحساب "
" لا تغضب ولك الجنة "
" أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ "
" أحب البلاد إلى الله مساجدها "
" أبغض البلاد إلى الله أسواقها "
" أحبّ الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي "
" أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد سبحان الله وبحمده "
" أحب الناس إلى الله أنفعهم "
"أحبّ الأعمال إلى الله سرور تُدخله على مسلم "
" من كفّ غضبه ستر الله عورته "
" سوء الخلق يُفسد العمل كما يُفسد الخلّ العسل "
" أحبّ عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا "
" إحذروا الدنيا فإنها خضرة حلوة "
" إحفظ لسانك "
" أحفوا الشّوارب وأعفوا اللحى "
" أدّ الأمانة إلى من ائتمنك "
" لا تخن من خانك "
" أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة "
" بشروا ولا تنفروا "
" يسّروا ولا تُعسّروا "
" كل بيمينك وكل مما يليك "
" إذا آتاك الله مالا فليُر أثر نعمة الله عليك "
" إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه "
" إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلُقه فزوّجوه "
" إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرّفق "
" إذا أسأت فأحسن "
" إذا حاك في نفسك شيء فدَعْه "
" إذا حكمتم فاعدلوا "
إذا دخلت بيتا فسلّم على أهله
" إذا ذُكّرتم بالله فانتهوا "
" إذا ساق الله إليك رزقا من غير إشراف نفس ولا مسألة فخذه "
" إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس "
" إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن "
" إذا سمعت النّداء فأجب داعي الله "
" إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذّن "
" إذا غضب أحدكم فليسكت "
" إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه "
" إذا قال الرجل للمنافق يا سيدي فقد أغضب ربه "
" إذا قمت في صلاتك فصلّ صلاة مودّع "
" إذا لبستم وإذا توضأتم فابدأوا بميامنكم "
" إذا لقي أحدكم أخاه فليسلّم عليه "
" أذكر الموت في صلاتك "
" إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "
" إزهد في الدنيا يحبك الله "
" إزهد فيما عند الناس يحبك الناس "
" استحيوا من الله حق الحياء "
احفظ " الرأس وما وعى "
احفظ " البطن وما حوى "
" استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان "
" كل ذي نعمة محسود "
" لن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن "
" أبخل الناس من بخل بالسلام "

قلب الزهـــور 21-11-2012 05:30 AM



من أقوال ابن القيم - رحمه الله - :
- ماضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله .
- خلقت النار لإذابة القلوب القاسية
- إذا قسا القلب قحطت العين
- قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة : الأكل والنوم والكلام والمخالطة .
- كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب ، فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجع فيه المواعظ .
- من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته
- القلوب آنية الله في أرضه ، فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها

قلب الزهـــور 21-11-2012 05:32 AM

قال ابن القيم:
الحب في الله غدير في صحراء ليس عليه جادة واضحة لذلك قليل الواصلون إليه .
أدب جليل


قال ابن عقيل رحمه الله
ومن مشى مع إنسان فإن كان أكبر منه وأعلم مشى عن يمينه أو خلفه يقيمه مقام الامام في الصلاة .
تهذيب الآداب الشرعية /159

قلب الزهـــور 21-11-2012 05:34 AM



يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله -
وقد سأله تلميذ عن كثرة قوله لا حول ولا قوة إلا بالله -
فقال : إن لها أثرا فعالا في قوة النفس والبدن.

~~
قال الشيخ العُثيِّمين ـ رحمة الله ـ :
" إذا ترفه الجَسْــد تَعقدتْ الروح "

~~
قال أحد الصالحين
: مسكين ابن آدم لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعاً ،
ولو رغب في الجنة كما يرغب في الغنى لفاز بهما جميعاً ،
ولو خاف الله في الباطن كما يخاف خلقه في الظاهر لسعد في الدارين

~~
يقول ابن الجوزي :
يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ،
أما بلغك أن الجلود إذا استشهدت نطقت !
أما علمت أن النار للعصاة خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها؟!
فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها

قلب الزهـــور 21-11-2012 05:38 AM



قال الإمام القرطبي عفا الله عنا وعنه
في تفسير سورة البلد قال علماؤنا:

أول ما يكابد قطع سرّته، ثم إذا قمط قماطا وشدّ رباطا يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع ولو فاته لضاع.

ثم يكابد نبت أسنانه وتحرك لسانه، ثم يكابد الفطام الذي هو أشد من اللطام، ثم يكابد الختان والأوجاع والأحزان .ثم يكابد

المعلم وصولته والمؤدب وسياسته والأستاذ وهيبته، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه ، ثم يكابد شغل الأولاد والخدم

والأجناد، ثم يكابد شغل الدور وبناء القصور ،ثم الكبر والهرم وضعف الركبة والقدم، في مصآئب يكثر تعدادها ونوائب

يطول إيرادها، من صداع الرأس ووجع الأضراس، ورمد العين وغم الدين، ووجع السن وألم الأذن، ويكابد محنا في المال

والنفس مثل الضرب والحبس، ولايمضي غليه يوم إلا يقاسي فيه شدة ولايكابد إلا مشقة. ثم الموت بعد ذلك كله ثم مساءلة

الملك وضغطة القبر وظلمته. ثم البعث والعرض على الله .إلى أن يستقر به القرار إما في الجنة وإما في النار. قال الله تعالى

{لقد خلقنا الإنسان في كبد}

فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد
.ودل هذا على أن له خالقا دبّره وقضى عليه بهذه
الأحوال فليمتثل أمـــره

قلب الزهـــور 21-11-2012 05:43 AM



كيف ينبُتُ النفاق في القلب ؟

للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله تعالى

قال ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-: «الغناء يُنْبِت النفاق في القلب؛ كما يُنْبِت الماءُ الزرعَ».
وهو صحيح عن ابن مسعود من قوله. وقد روى عن ابن مسعود مرفوعا؛ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "ذم الملاهي".

فإن قيل : فما وجه إنباتِه للنفاق في القلب من بين سائر المعاصي ؟!
قيل : هذا من أدل شيء على فقه الصحابة في أحوال القلوب وأعمالها، ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها، وأنهم هم أطباءُ القلوب، دون المنْحَرفين عن طريقتهم، الذين داوَوْا أمراض القلوب بأعظم أدوائها، فكانوا كالمداوي من السّقم بالسُّم القاتل ...
فاعلم أن للغناء خواصَّ لها تأثير في صَبغ القلب بالنفاق، ونباتِه فيه كنبات الزرع بالماء.

فمن خواصِّه : أنه يُلهي القلبَ ويَصُدُّه عن فَهم القرآن وتَدَبُّرِه، والعمل بما فيه؛ فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً؛ لما بينهما من التضادّ؛ فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعِفَّة، ومُجانبةِ شهوات النفوس، وأسبابِ الغَيِّ، وينهَى عن اتباع خُطُوات الشيطان، والغناء يأمر بضد ذلك كلِّه، ويُحَسِّنه، ويُهيِّج النفوس إلى شهوات الغيِّ، فيُثير كامِنَها، ويُزْعج قاطنها، ويُحركها إلى كلِّ قبيح، ويسُوقُها إلى وصْل كل مليحة ومَليح، فهو والخمرُ رَضيعا لِبانٍ، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رِهان، فإنه صِنْوُ الخمر ورَضيِعُه، ونائبه وحليفه، وخَدينُه وصديقه، عَقَدَ الشيطانُ بينهما عَقْدَ الإخاءِ الذي لا يُفْسخ، وأحكم بينهما شريعة الوفاء التي لا تُنسخ، وهو جاسوس القلب، وسارق المروءة، وسُوس العقل، يتغلغل في مَكامِن القلوب، ويطّلع على سرائر الأفئدة، ويّدِبُّ إلى محل التخيل، فيُثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة والرّقاعة، والرّعونة والحماقة!

فبينا ترى الرجلَ وعليه سِمَة الوَقارِ وبَهاء العقل، وبَهجة الإيمان، ووقار الإسلام، وحلاوة القرآن، فإذا استمع الغناء ومال إليه؛ نقص عقلُه، وقلّ حياؤه، وذهبت مروءته، وفارقه بَهاؤه، وتخلّى عنه وَقاره، وفرح به شيطانه، وشكا إلى الله - تعالى – إيمانُه، وثَقُل عليه قرآنه، وقال : يا رب! لا تجمع بيني وبين قرآنِ عدوِّك في صدرٍ واحد، فاستحْسنَ ما كان قبل السَّماعِ يَستقبِحه، وأبدَى من سِرِّه ما كان يكتمه، وانتقل من الوقار والسكينة إلى كثرة الكلام والكذب، والزهزهةِ والفرقعة بالأصَابع، فيميل برأسه، ويَهُزُّ منكبيه، ويضرب الأرض برجليه، ويدق على أُمِّ رأسه بيديه، ويَثِبُ وَثَباتِ الذِّباب، ويدور دوران الحمار حول الدّولاب، ويُصَفِّق بيديه تصفيق النسوان، ويخُور من الوَجْد ولا كخُوار الثيران، وتارةً يتأوّه تأوّه الحزين، وتارةً يَزْعَقُ زَعَقات المجانين، ولقد صدق الخبيرُ به من أهله حيث يقولُ :

أتذْكُرُ ليلَةً وقدِ اجتمعـنا ... على طيب السَّماعِ إلى الصَّباحِ

ودارتْ بيننا كأسُ الأغـاني ... فأسْكَرَتِ النُّفوسَ بغـيرِ رَاحِ

فلم تَـرَ فيهِمُ إلاَّ نَشَـاوى ... سُرُوراً والسُّرورُ هُناكَ صَاحيِ

إذا نادَى أخُو اللَّذاتِ فـيهِ ... أجابَ اللَّهو: حَيَّ على السَّماحِ

ولم نَمْلِك سِوىَ الْمُهجَاتِ شيئاً ... أرَقنَـاهَا لأَلْحـاظٍ مِلاحِ
وقال بعض العارفين : السماع يورث النفاق في قومٍ، والعنادَ في قومٍ، والكذب في قومٍ، والفجورَ في قومٍ، والرعونة في قوم.
وأكثرُ ما يُورث : عشقُ الصور، واستحسانُ الفواحش، وإدمانُه يثقِّل القرآن على القلب، ويُكَرِّهه إلى سماعه بالخاصية، وإن لم يكن هذا نفاقاً؛ فما للنفاق حقيقة!

وسِرُّ المسألة : أنه قرآن الشيطان، فلا يجتمع هو وقرآن الرحمن في قلب أبداً.

وأيضا؛ فإن أساس النفاق : أن يخالف الظاهرُ الباطنَ، وصاحبُ الغناء بين أمرين: إما أن يتهتّكَ فيكون فاجراً، أو يُظهرَ النُّسك فيكون منافقاً، فإنه يُظهر الرغبة في الله والدار الآخرة؛ وقلبه يغْلي بالشهوات، ومحبةِ ما يكرهه الله ورسوله - من أصوات المعازف، وآلات اللَّهو، وما يدعو إليه الغناء ويُهَيِّجُه -، فقلبه بذلك معمور، وهو من محبة ما يحبُّه الله ورسوله وكراهةِ ما يكرهه قَفر، وهذا محض النفاق.

وأيضاً؛ فإن الإيمان قول وعمل : قولٌ بالحق، وعمل بالطاعة، وهذا ينْبُتُ على الذكر، وتلاوة القرآن، والنفاقُ: قولُ الباطل، وعملُ البغيِّ، وهذا ينبُتُ على الغناء.

وأيضاً؛ فمن علامات النفاق : قِلّةُ ذِكر الله، والكسلُ عند القيام إلى الصلاة، ونقرُ الصلاة، وقلَّّ أن تجدَ مفتوناً بالغناء إلا وهذا وصفُه.

وأيضاً؛ فإن النفاق مُؤَسَّسٌ على الكذب، والغناء من أكذب الشِّعر؛ فإنه يحسِّن القبيح ويزيِّنُهُ، ويأمرُ به، ويُقبِّح الحسن ويُزَهِّد فيه، وذلك عين النفاق.

وأيضاً؛ فإن النفاق غِشٌّ ومكر وخِداع، والغناء مؤسَّسٌ على ذلك.

وأيضاً؛ فإن المنافق يُفسِد من حيث يظنُّ أنه يُصلح، كما أخبر الله سبحانه بذلك عن المنافقين، وصاحبُ السماع يُفسدُ قلبَه وحالَه من حيث يظن أنه يُصلحه، والمغنِّى يدعُو القلوب إلى فتنة الشهوات، والمنافق يدعوها إلى فتنة الشبهات.

قال الضحاك :
الغناء مفسدة للقلب، مسخطة للرَّب.
وكتب عُمر بن عبدالعزيز إلى مؤدِّب ولده :
ليكن أوّلَ ما يعتقدون من أدبك بغضُ الملاهي، التي بدؤُها من الشيطان، وعاقبتُها سَخَطُ الرحمن؛ فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم: أن صوت المعازف، واستماع الأغاني، واللَّهجَ بها: ينبت النفاق في القلب كما ينبُتُ العشب على الماء.
فالغناء يفسِدُ القلب، وإذا فسد القلب؛ هاج فيه النفاق.

وبالجملة؛ فإذا تأمَّل البصير حالَ أهل الغناء، وحالَ أهل الذكر والقرآن؛ تبيَّن له حذق الصحابة، ومعرفتهم بأدواء القلوب وأدويتها، وبالله التوفيق.

قلب الزهـــور 21-11-2012 05:46 AM



حكم استخدام الغراء اللاصق لصيد الفئران .
قال العلامة ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين .
وعند العلماء قاعدة تقول: ما آذى طبعاً قتل شرعاً، يعني ما كان طبيعته الأذى فإنه يقتل شرعاً، وما لم يؤذ طبعاً ولكن صار منه أذية فلك قتله، لكن هذا الأخير مقيد، فلو آذاك النمل في البيت، وصار يحفر البيت ويفسده فلك قتله وإن كان منهياً عنه في الأصل، لكن إذا آذاك فلك قتله، وكذلك غيره مما لا يؤذي طبعاً ولكن تعرض منه الأذية فاقتله إذا لم يندفع إلا بالقتل. فمثلاً إذا أردت أن تقتل فأرة وقتلها مستحب فأحسن القتلة، أقتلها بما يزهق روحها حالاً، ولا تؤذها، ومن أذيتها ما يفعله بعض الناس حيث يضع لها شيئاً شيئاً لاصقاً تلتصق به، ثم يدعها تموت جوعاً وعطشاً، وهذا لا يجوز ، فإذا وضعت هذا اللاصق؛ فلابد أن تكرر مراجعته ومراقبته، حتى إذا وجدت شيئاً لاصقاً قتلته.
أما أن تترك هذا اللاصق يومين أو ثلاثة وتقع فيه الفارة وتموت عطشاً أو جوعاً، فإنه يخشى عليك أن تدخل النار بذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( دخلت النارَ امرأةٌ في هرة حبستها حتى ماتت لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض ))
المصـدر : موقع ابن عثيمين

شمس القوايل 28-11-2012 12:19 AM

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

قلب الزهـــور 06-12-2012 01:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل (المشاركة 5454734)
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي

قلب الزهـــور 06-12-2012 01:58 AM



روائع الأوقاف في الحضارة الإسلامية
تقف الحضارة الإسلامية عالية الرأس شامخة البنيان، فقد قدمت
للإنسانية ما لم تقدمه حضارة أخرى، من إبداع وابتكار في مجالات الحياة
المختلفة، بما يحقق السعادة الكبرى لأبناء المجتمع الواحد، وذلك من
خلال التكافل والتكامل بين أفراده، وقد كانت الأوقاف الإسلامية
واحدة من تلك الإبداعات الفريدة في تاريخ الإنسانية كلها.
لقد كانت مسائل الأوقاف من أهمِّ القضايا التي تناولتها المصادر
التشريعيَّة وكُتب الفروع؛ ذلك أن النبي كان أوَّل من أوقف في الإسلام،
ثم تبعه الصحابة -غنيُّهم وفقيرهم- في هذا الأمر المهمِّ؛
وما فعلوا ذلك إلاَّ تحقيقًا للغاية التي من أجلها وُجِدَ الوقف؛
ألا وهي ابتغاء وجه الله ورضوانه.
ثم سارت الأُمَّة الإسلاميَّة على درب هؤلاء الأفذاذ، ومع مرور العصور
وتوالي الأزمان بدأت تتكشَّف القيمة الحقيقيَّة للأوقاف؛ إذ إنها ساعدتْ
بل أسهمت بدور حيوي في حلِّ المشاكل التي واجهتها الأُمَّة عبر تاريخها
الحضاري الطويل؛ من أدواء مادِّيَّة وأخلاقيَّة واجتماعيَّة ونفسيَّة وعلميَّة
وعسكريَّة.. وغيرها، وهو ما لم نجده في أي حضارة أخرى.
وفي خطوة من خطوات إبراز عظمة الحضارة الإسلامية وخيرها على
البشرية كلها، صدر حديثًا عن دار نهضة مصر
كتاب جديد للدكتور راغب السرجاني بعنوان
(روائع الأوقاف في الحضارة الإسلامية).
وقد تناول هذا الكتاب مجموعة من القضايا المهمَّة، فبدأ بتوضيح بعضًا
من روائع التشريع الإسلامي في مسائل الأوقاف، ثم الحديث عن روائع
استنباطات فقهاء المسلمين في الوقف؛ كدليل على حيوية التشريع
الإسلامي، ثم الحديث عن عظمة المسلمين وعبقريتهم في إدارة هذه
الأوقاف عبر تاريخ الحضارة الإسلاميَّة، بدءًا من
عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بعصر الخلافة العثمانيَّة،
ثم الحديث عن إنشاء المسلمين للأوقاف المتنوِّعة في الحضارة الإسلامية
عبر عصورها المختلفة، ودورها العظيم في المجتمعات الإسلاميَّة،
وأن المسلمين ساروا أفقيًّا ورأسيًّا في إنشاء الأوقاف؛ فرأسيًّا من حيث
التنوُّع المجتمعي والطبقي الإسلامي الذي اشترك في إنشاء هذه الأوقاف،
بكل ما أوتي من قوَّة ورغبة وعزم؛ من رجال وشيوخ ونساء وعلماء
وأثرياء وقادة وسلاطين.. وأفقيًّا حيث تنوَّعت هذه الأوقاف من مساجد
ومستشفيات ومدارس ومكتبات عامَّة وفنادق.. وغيرها.
نسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب أمتنا، وأن يُكتب في موازين حسناتنا.
نبذة عن كتاب روائع الأوقاف:
المؤلف: أ. د. راغب السرجاني.

قلب الزهـــور 06-12-2012 02:01 AM


كلمة قيمة لابن القيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد
الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العـليم الحـكيم اللهم علمنا
ما ينفعنا وانفعنـا بما علمتنا، وزدنا علـماً، وأرنا الحق حـقاً وارزقنا
اتباعه، وأرنـا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون
القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الكرام
كلمة قيمة لابن القيم، وهو من كبار علماء المسلمين، وقد ذكرتها مرات
عديدة دون أن أشرحها، لكنني شعرت أنني بحاجة أنا وإياكم إلى شرحها
في هذا الدرس، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:
عشرة ضائعة لا ينتفع بها.
وقبل أن أذكرها مفصلةً وأشرحها أقول: الإنسان يحب الربح، وتؤلمه
الخسارة، يحب أن يجد مبتغاة، ويؤلمه أن يضيع عنه، يحب أن يربح،
لذلك من هذا المنطلق قال الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) }
(سورة الصف )
خاطبنا بمفهوم تجاري، هذه التجارة الرابحة أرباحاً طائلة رأس مالها.
{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) }
(سورة الصف )

قلب الزهـــور 06-12-2012 02:11 AM


هؤلاء هم العلماء الحقيقيون الذين يجب اتباعهم
الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة رحمه الله يعذب في الله ويسجن ويضرب
ليقول بخلق القرآن وهو خلاف عقيدة أهل السنة والجماعة إذ أن القرآن هو كلام الله ليس بمخلوق
والكلام صفة من صفات الله عز وجل حتى جاءت المعتزلة وقالت بخلق القرآن
واعتقد خليفة المسلمين آنذاك بهذه العقيدة واختبر الناس عليها ومع ما جرى للإمام أحمد بن حنبل ،
فعندما جاءه نفر من فقهاء بغداد وشاوروه في ترك الرضا بإمرة الواثق ( الخليفة آنذاك )
وسلطانه الذي أظهر القول بخلق القرآن ودعا إليه وأمر بتدريسه للصبيان في الكتاتيب
وقرب من القضاة وغيرهم من قال به وعزل وأبعد من خالفه ،
فأنكر عليهم الإمام أحمد وأكثر من نهيهم عن ذلك
وقال : " لا تخلعوا يداً من طاعة ، ولا تشقوا عصا المسلمين ول تسفكوا دماءكم
ولا دماء المسلمين معكم ، انظروا في عاقبة أمركم ، ولا تعجلوا .. "
وقال رحمه الله قال النبي صلى الله عليه وسلم
" إن ضربك فاصبر ، وإن حرمك فاصبر ، وإن وليت أمره فاصبر " .
وأما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي عاش في زمن كانت السلطة فيه لديها قصور
وتقصير بين ، بل أنه رحمه الله أوذي من قبل السلطة بسبب تقريره ونشره لعقيدة
أهل السنة والجماعة ورده على الفرق الضالة ، وسجن بسبب ذلك مراراً
حتى مات محبوساً بقلعة دمشق .
ومع ذلك كان شديد التحذير من الخروج على الولاة ونزع اليد من الطاعة فقال رحمه الله :
" ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة
وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ،
كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة ،
فلا يدفع أعظم الفساد بالتزام أدناهما ، ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان
إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته ..".
فإن كان هذا شأن العلماء مع من خالفوهم من الولاة في مسائل الدين والشرع
فكيف بحالنا اليوم ونحن نتعامل مع قضايا دون المعتقدات والمسائل الشرعية .
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

قلب الزهـــور 06-12-2012 02:14 AM


بعض الفوائد من أقوال بعض العلماء رحمهم الله
قال ابن مسعود رضي الله عنه :" كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً " رواه ابن أبي شيبة في المصنف ابن أبي شيبة رقم ( 34532 ) 7 / 104
قال ابن تيمية رحمه الله : " الخوف من الله يستلزم العلم به والعلم به يستلزم خشيته وخشيته تستلزم طاعته ".
مجموع الفتاوى لابن تيمية 7 / 24 .
قال إبراهيم بن سفيان رحمه الله: " إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها" .
مدارج السالكين لابن القيم 1 / 513 .
قال ابن تيمية رحمه الله : " كمال الإسلام هو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله " .
مجموع الفتاوى لابن تيمية 10 / 300 .
وقال ذو النون : " الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف ، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق " .
مدارج السالكين لابن القيم 1 / 513 .
قال إبراهيم الحربي رحمه الله : أجمع عقلاء كل أمة علي أن النعيم لا يدرك بالنعيم ولا بد من الصبر في جميع الأمور قال تعالي : والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
قاعدة في المحبة لابن تيمية ص207
قال ابن القيم رحمه الله : وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وإن من آثر الراحة فاتته الراحة وإن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة فلا فرحة لمن لا هم له ولا لذة لمن لا صبر له ولا نعيم لمن لا شقاء له ولا راحة لمن لا تعب له بل إذا تعب العبد قليلاً استراح طويلاً وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة والله المستعان ولا قوة إلا بالله وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلا كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل كما قال المتنبي :
وإذا كانت النفوس كباراً ** تعبت في مرادها الأجسام .
مفتاح دار السعادة لابن القيم 2 / 15 .
قال النووي رحمه الله : " الحكمة : العلم المشتمل على المعرفة بالله مع نفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق للعمل به ، والكف عن ضده ، والحكيم من حاز ذلك" .
شرح النووي على صحيح مسلم 2 / 33 ، وانظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري 1 / 461 .
قال ابن جزي رحمه الله :" التفكر هو ينبوع كل حال ومقام ، فمن تفكر في عظمة الله اكتسب التعظيم ومن تفكر في قدرته استفاد التوكل ومن تفكر في عذابه استفاد الخوف ومن تفكر في رحمته استفاد الرجاء ومن تفكر في الموت وما بعده استفاد قصر الأمل ومن تفكر في ذنوبه اشتد خوفه وصغرت عنده نفسه" . القوانين الفقهية لابن جزي ص284 .
قال الفخر الرازي : إن مراتب السعادة ثلاثة أعلاها هي النفسانية وأوسطها هي البدنية وأدونها هي الخارجية وهي المال والجاه فالقوم عكسوا القضية وظنوا بأخس المراتب أشرافها فلما وجدوا المال والجاه عند غيره أكثر ظنوا أن غيره أشرف منه فحينئذ انعقد هذا القياس الفاسد في أفكارهم ثم إنه تعالى أجاب عن هذه الشبهة من وجوه الأول قوله تعالى بْل هُمْ في شَكّ مّن ذِكْرِى بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ وفيه وجهان أحدهما أن قوله بْل هُمْ في شَكّ مّن ذِكْرِى أي من الدلائل التي لو نظروا فيها لزال هذا الشك عنهم وذلك لأن كل ما ذكروه من الشبهات فهي كلمات ضعيفة وأما الدلائل التي تدل بنفسها على صحة نبوته فهي دلائل قاطعة فلو تأملوا حق التأمل في الكلام لوقفوا على ضعف الشبهات التي تمسكوا بها في إبطال النبوة ولعرفوا صحة الدلائل الدالة على صحة نبوته فحيث لم يعرفوا ذلك كان لأجل أنهم تركوا النظر والاستدلال.
التفسير الكبير للفخر الرازي 26 / 157.
قال الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله : اتفق علماء الاجتماع أن أسس الأخلاق أربعة : هي الحكمة والعفة والشجاعة والعدالة ، ويقابلها رذائل أربعة : هي الجهل والشره والجبن والجور ويتفرع عن كل فضيلة فروعها الحكمة الذكاء وسهولة الفهم وسعة العلم وعن العفة القناعة والورع والحياء والسخاء والدعة والصبر والحريَّة وعن الشجاعة النجدة وعظم الهمة وعن السماحة الكرم والإيثار والمواساة والمسامحة ، أما العدالة وهي أم الفضائل الأخلاقية فيتفرع عنها الصداقة والألفة وصلة الرحم وترك الحقد ومكافاة الشر بالخير واستعمال اللطف فهذه أصول الأخلاق وفروعها فلم تبق خصلة منها إلا وهي مكتملة فيه صلى الله عليه وسلم .
تتمة أضواء البيان للشيخ عطية محمد سالم 8 / 251 – 252 .



تاااااااابع

قلب الزهـــور 06-12-2012 02:15 AM



رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال .
قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى ، قالوا وما التقوى ؟ قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله , وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله .
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

قلب الزهـــور 06-12-2012 02:19 AM


من كتاب ( الفوائد ) لابن القيم
الشيخ محمد الحمد
1 - للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس؛ فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.
2- للعبد ربٌ هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه؛ فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.
3- إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله، والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
4- الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة؛ فكيف بغم العمر؟ !
5- محبوب اليوم يعقب المكروه غداً، ومكروه اليوم يعقب الراحة غداً.
6 - أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها، وأنفع لها في معادها.
7- كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بشهوة ساعة؟ .
8- يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين: بكائه على نفسه، وثنائه على ربه.
9- المخلوق إذا خفته استوحشت منه، وهربت منه، والرب - تعالى - إذا خفته أنست به، وقربت إليه.
10- لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله - سبحانه - أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين.
11 - دافع الخطرة؛ فإن لم تفعل صارت شهوة وهمة؛ فإن لم تدافعها صارت فعلاً، فإن لم تتداركه بضده صار عادة؛ فيصعب عليك الانتقال عنها.
12- مَنْ عَظُم وقار الله في قلبه أن يعصيه - وقَّره الله في قلوب الخلق أن يذلوه.
13- مثال تولُّد الطاعة، ونموِّها، وتزايدها - كمثل نواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت، فأكلتَ ثمرها، وغرستَ نواها؛ فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره، وغرست نواه.
وكذلك تداعي المعاصي؛ فليتدبر اللبيب هذا المثال؛ فمن ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها.

14- ليس العجب من مملوك يتذلل لله، ولا يمل خدمته مع حاجته وفقره؛ فذلك هو الأصل.
إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه بصنوف إنعامه، ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.

15- إياك والمعاصي؛ فإنها أذلت عزَّ ( اسجدوا ) وأخرجت إقطاع ( اسكن ).
16- الذنوب جراحات، ورب جرح وقع في مقتل.
17- لو خرج عقلك من سلطان هواك عادت الدولة له.
18- إذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حربٍ؛ فاستتر منها بحجاب ( قل للمؤمنين ) فقد سلمت من الأثر، وكفى الله المؤمنين القتال.
19- اشتر نفسك؛ فالسوق قائمة، والثمن موجود.
20- لا بد من سِنَةِ الغفلة، ورُقاد الهوى، ولكن كن خفيفَ النوم.
21 - اخرج بالعزم من هذا الفناء الضيق، المحشوِّ بالآفات إلى الفناء الرحب، الذي فيه ما لا عين رأت؛ فهناك لا يتعذر مطلوب، ولا يفقد محبوب .
22- قيل لبعض العباد: إلى كم تتعب نفسك؟ قال: راحَتها أريد.
23- القواطع محنٌ يتبين بها الصادق من الكاذب؛ فإذا خضتها انقلبت أعواناً لك، توصلك إلى المقصود.
24- الدنيا كامرأة بغيٍّ لا تثبت مع زوج، وإنما تخطب الأزواج؛ ليستحسنوا عليها؛ فلا ترضَ بالدياثة.
25- من أعجب الأشياء أن تعرفه، ثم لا تحبه، وأن تسمع داعِيَهُ ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره و مناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره، ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه، والإنابة إليه.


تاااااااابع

قلب الزهـــور 06-12-2012 02:26 AM


26- وأعجب من هذا علمك أنك لا بد لك منه، وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض، وفيما يبعدك عنه راغب.
27- لما رأى المتيقظون سطوةَ الدنيا بأهلها، وخداع الأمل لأربابه، وتملك الشيطان، وقياده النفوس،
ورأوا الدولة للنفس الأمارة - لجئوا إلى حصن التعرض، والالتجاء كما يلتجأ العبد المذعور إلى حرم سيده.


28- اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوقَ قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يومٌ لا تصل فيه إلى قليل، ولا كثير ( ذلك يوم التغابن ) ( يوم يعض الظالم على يديه ).
29- العمل بغير إخلاص، ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله، ولا ينفعه.
30- إذا حملت على القلب هموم الدنيا وأثقالها، وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها، ولا يوفيها علفها؛ فما أسرع ما تقف به.
31- من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر

32- ألفتَ عجز العادة؛ فلو علت بك همتك ربا المعالي لاحت لك أنوار العزائم.
33- في الطبع شره، والحمية أوفق.

34- البخيل فقيره لا يؤجر على فقره.
35- الصبر على عطش الضر، ولا الشرب من شِرْعة منٍّ.
36- لا تسأل سوى مولاك فسؤال العبد غير سيده تشنيع عليه.

37- غرس الخلوة يثمر الأنس.
38- استوحش ممالا يدوم معك، واستأنس بمن لا يفارقك.
39- إذا خرجت من عدوك لفظة سفه فلا تُلْحِقْها بمثلها تُلْقِحها، ونسل الخصام مذموم.

40- أوثق غضبك بسلسلة الحلم؛ فإنه كلب إن أفلت أتلف.

41 - يا مستفتحاً باب المعاش بغير إقليد التقوى! كيف توسع طريق الخطايا، وتشكو ضيق الرزق؟
42- لو وقفت عند مراد التقوى لم يفتك مراد.

43- المعاصي سد في باب الكسب، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
44- من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل، وبأي شغل يشغله.
45- الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها؛ فكيف تعدو خلفها.
46- الدنيا جيفة، والأسد لا يقف على الجيف.

47- ودع ابن العون رجلاً فقال: عليك بتقوى الله؛ فإن المتقي ليس عليه وحشه.
48- قال زيد بن أسلم: كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا.
- قال الثوري لابن أبي ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس فلن يغنوا عنك من الله شيئاً.

49- قال سليمان بن داود: أوتينا مما أوتي الناس، ومما لم يؤتوا، وعلِّمنا مما علِّم الناس ومما لم يعلموا؛ فلم نجد شيئاً أفضل من تقوى الله في السر والعلانية، والعدل في الغضب، والرضا والقصد في الفقر والغنى.

50- جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين تقوى الله، وحسن الخلق؛ لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين ربه، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه؛ فتقوى الله توجب له محبة الله، وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته.

5 1- من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس.
52- من عرف ربه اشتغل به عن هوى نفسه.
53- أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه، بل أخسر منه من اشتغل بالناس عن نفسه.
54- ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب، والبعد عن الله.

55- خلقت النار؛ لإذابة القلوب القاسية.

56- أبعد القلوب عن الله القلب القاسي.
57- إذا قسا القلب قحطت العين.

58- قسوة القلب من أربعة أشياء، إذا جاوزت قد الحاجة: الأكل، والنوم، والكلام، والمخالطة.

59- كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب – فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجع فيه المواعظ.
60- من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته.
61- القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها.
62- القلوب آنية الله في أرضه، فأحبه إليه أرقها، وأصلبها، وأصفاها.

63- خرابُ القلب من الأمن والغفلة، وعمارتُه من الخشية والذكر

64- من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق.

تااااااااااابع

قلب الزهـــور 06-12-2012 02:28 AM



65- القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاؤه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة، والتوكل، والمحبة، والإنابة.

66- للقلب ستة مواطن يجول فيها لا سابع لها: ثلاثة سافلة، وثلاثة عالية؛ فالسافلة دنيا تتزين له، ونفس تحدثه، وعدوٌ يوسوس له؛ فهذه مواطن الأرواح السافلة التي لا تزال تجول فيها.
والثلاثة العالية علم يتبين له، وعقل يرشده، وإله يعبده، والقلوب جوالة في هذه المواطن.


67- إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنِسُوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله.


68- الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة؛ فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبةً، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ و أطيب من قضاء

الشهوة، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلب هماً، وغماً، وحزناً، وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة، وإما أن تشمت عدواً، أو تحزن ولياً، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول؛ فإن الأعمال تورث الصفات، والأخلاق.

69- للعبد بين يدي الله موقفان: موقف بين يديه في الصلاة، وموقف بين يديه يوم لقائه؛ فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر، ومن استهان بهذا الموقف، ولم يوفِّه حقَّه شدد عليه ذلك الموقف، قال - تعالى - : ( وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26) إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً ).

قلب الزهـــور 06-12-2012 02:33 AM


فوائد من كتاب : ( الفوائد الجلية من دروس ابن باز العلمية ) 1/2
- العقيدة :
• من مات في الجاهلية لا يُستغفَر له ، أما زيارتهم فلا بأس ، كما زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه آمنة ، ومنع الله نبيه صلى الله عليه وسلَّم من الاستغفار لأمه وظاهر ذلك أنها ماتت كافرة . ( أخرجه مسلم ) .
• الكافر لا بأس بدفنه بأن يُوارى ، ولا يجوز أن يضعه على الأرض حتى تأكله السباع ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم لعلي ـ رضي الله عنه ـ ( اذهب فواره ) ( أخرجه أحمد في زوائد المسند وأخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي ).
• النُّشرة على نوعين : نُّشرة سحر مثله ، فهذه لا تجوز لعموم الأحاديث ، ووسيلة إلى الشرك على الصحيح من قولي العلماء ، والنوع الثاني تكون النشرة بالأدوية المجربة المباحة والأدعية والتعويذات الشرعية ، وهذه مشروعة بالاتفاق ، هذا مثلها وقع للنبي صلى الله عليه وسلّم من رُقية جبريل له .
• الرحمة رحمتان : رحمة ذاتية موصوف بها سبحانه كسائر الصفات يجب إثباتها لله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، والنوع الثاني : رحمة مخلوقة أنزل منها رحمة واحدة يتراحم بها الخلائق ، وأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة ، يرحم بها العباد يوم القيامة .
• أسماء الله جل وعلا أسماء ، ونعوت تدعى ، وهي أعلام يدعى بها ، وهي أيضاً أوصاف قائمة به من الرحمة والعلم والبصر وغير ذلك .. والصفات لا تدعى بل يدعى بها للتوسل بها ، أما الأسماء فتدعى مثل : يا رحمن يا رحيم ، لكن لا يقال : يا رضا الله ولا يقال : يا عزة الله .
• أبو الحسن الأشعري رجع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة .
• وسئل سماحته قائلا : إن رجلاً كان يُصلِّي ، وكان مُسْرِفاً على نفسه وقبل موته بلحظات قال : لا إله إلا الله ، فهل يُحكم له أن مآله إلى الجنة ؟ قال رحمه الله : لا بد أن يقولها عن توبة ، وإلا فإن المنافقين يقولونها ، وعُبَّاد الأوثان يقولونها فلا بد من عمل .
• المؤمنون يرون ربهم في عرَصَات يوم القيامة وفي الجنة ، ولكن لا يحيطون به سبحانه وتعالى .
• الراجح في أهل الفترة أنهم يُمتحنون يوم القيامة ، فمن أطاع دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار .
• قال النبي صلى الله عليه وسلَّم : ( إن أبي وأباك في النار ) محمول على أنه بلغته الدعوة ، كما بلغت عمرو بن لحي . ( أخرجه مسلم ) .
• لا حرج في الرقية الشرعية على كافر يهودي أو نصراني ، إذا كان غير حربي .
• قولك : اقتضت حكمته سبحانه وتعالى : لا بأس به .
• الجسم لله لا يُنفى ولا يثبت ، ولكن الذوات تثبت لله تعالى كالعين والأصبع والوجه .
• العداوة بيننا وبين اليهود والنصارى والمجوس من أجل الدين ، لا من أجل الأرض ، والعداوة والبغضاء أبداً حتى يؤمنوا .
• النفخة نفختان ـ وهذا هو الصحيح ـ : نفخة الفزَع والصعْق ، ونفخة البعث والنشور ، كما نصَّ القرآن على ذلك . وذِكرُ أن النفخات ثلاث ضعيف .
• من قال : خذوه ، انفروا به ، يا أهل الجبل افعلوا به كذا ... هذه الألفاظ استعانة بالجن وهذا شرك ولا يجوز .
• الذين يقرؤون على المرضى لا يجوز لهم الاستعانة بالجن المسلمين ولا سؤالهم ؛ لأنها وسيلة للشرك . أما كون القراء يعِظُون الجنّ ، ويُذِّكرونهم بالله تعالى فلا حرج ، وأما رواية الجن فغير مقبولة ، وهم مجهولون .
• التسمية بأسماء : جبريل ـ ميكائيل ـ إسرافيل ـ مالك لا حرج في ذلك .
• قال الله تعالى : ﴿ فَلاَ نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيمَةِ وَزنا ﴾ [سورة الكهف : 105] : الأعمال توزن ، والإنسان كذلك يوزن ، والصحف توزن . قال النبي صلى الله عليه وسلَّم : ( إن الله خلق آدم على صورته ) أخرجه البخاري ومسلم .
الصواب في عود الضمير على الرحمن ، وإثبات الصورة لله تعالى على الوجه اللائق به من غير تحريفٍ ولا تعطيل ولا تمثيلٍ ولا تكييف ، والمعنى أن الله سبحانه سميعٌ عليم متكلم إذا شاء ..
وهكذا آدم سميع عليم متكلم إذا شاء ، وله وجه ولله وجه ولكن ليس الوجه كالوجه وليس السمع كالسمع وليس العلم كالعلم وليس الكلام كالكلام ؛ كما قال سبحانه وتعالى : ﴿ لَيسَ َكمِثلِهِ شيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ [ سورة الشورى : 11] .
• الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلّم بدعة ووسيلة للشرك ، ولو كان مشروعا لفعله السلف الصالح ، وأما حديث عندما سُئل عن الاثنين قال صلى الله عليه وسلّم : ( ذاك يومٌ بعثت فيه ، وولدت فيه ، وتعرض الأعمال فيه ... ) [ رواه مسلم ] . فهو للتشجيع على صومه .
• يطلق الشارع والمشرع على الله تعالى ، وعلى الرسول صلى الله عليه وسلّم بأمر الله ، ولكن ليس اسم الشارع من أسماء الله تعالى .
• آدم عليه الصلاة و السلام الذي يظهر أنه نبي ورسول لذريته ، وأما أول رسول فنوح عليه الصلاة والسلام ، كما في حديث الشفاعة فهو أولهم بعد ظهور الشرك .
• لا يقال سيد للكافر أو مستر يعني سيدي أو السيد ، وهذا فيه نوع تعظيم .
• الحوض قبل الجواز على الصراط ؛ ولهذا يذاد عنه المرتدون ، ولذلك يجاز منه على الصراط إذا جاز إلى الجنة ، كما تكاثرت الأحاديث بذلك . ومن جاز الصراط نجا ، وإن الصراط صراطٌ واحد على الصحيح لا كما يقول القرطبي رحمه الله .
• من سبَّ الله تعالى وسبَّ الرسول صلى الله عليه وسلّم كَفَر . وإن قال إني لا أعتقد سبَّهم .
• حقُّ الله على العباد حقُّ إيجابٍ وإلزام ، وحقُّ العباد على الله حق تفضيلٍ وإحسان .
• التهليل أفضل من التسبيح لقول النبي صلى الله عليه وسلّم : ( الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة أعلاه : قول لا إله إلا الله ) [ متفق عليه ].
• حديث النبي صلى الله عليه وسلّم : ( وأنَّ عيسى روح الله وكلمته ) [ متفق عليه ]. روح يعني خلقها مثل ما خلق المخلوقات . وكلِمته بقول : كُنْ .
• اسم : جار الله ، ضيف الله ـ خلف الله : لا بأس بالتسمي به .
• الأوْلى عدم السؤال بالله تعالى حتى لا يُشدِّد على أخيه .
• سبُّ أفراد الصحابة معصيةٌ كبيرة ، يستحِق أن يُؤدَّب على هذا السبّ .
• دعاء الصِّفة لا يجوز ، وهو إجماع العلماء ؛ فلا يجوز قول يا وجه الله ، يا عين الله ، يا يد الله ، ونحو ذلك .
• النور جاء مضافاً ، فلا يُسمَّى ( عبد النور ) ، ولم يأتِ اسمُ لله تعالى النور ، واسم فرعون أردى وأردى فلا يجوز التسمي به .
• أرواح المؤمنين بعد موتهم في الجنة حتى تعاد في أجسادها .
• تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم في مناخات الطرُقات لم يفعله كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان ـ رضي الله عنهم ـ وهذا اجتهاد من عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ لأن النبي صلى الله عليه وسلَّم لم يقصد ، كما اجتهد ابن عمر في الأخذ من لحيته في الحج ، وغسل عينيه في الوضوء وهذا خلاف السنة .
- كتاب الطهارة :
• من كان عليه جنابة فلا بأس أن يتوضأ عند النوم ، وأن يُؤخِّر الغسل بعد النوم .
• إذا صلى المصلي وفي بقعته نجاسة ، وكان ناسياً أو جاهلاً فليس عليه شيء .
• وسئل سماحة الشيخ ـ رحمه الله ـ قائلاً : عفا الله عنك : من مسَّ ذكره وهو يغتسل هل يتوضأ ؟
قال شيخنا ـ رحمه الله ـ : نعم ، يتوضأ ، وعلى الجنب أولاً غسْل فرجه ثم يتوضأ ثم يغتسل ، وإذا اغتسل لا يمسُّ ذكره ، وليس شرطاً أن يَدلك جسده إذا اغتسل إنما المرور بالماء يكفي .
• لا حرج من الاغتسال والوضوء من ماء زمزم ، وكل ماءٍ مبارك ، وكذلك غسل الثياب به لعموم الأدلة ، والماء المقري عليه لا بأس أن يغتسل به في الحمَّام وفي غير الحمام .
• الجمهور على أن الخمر نجسة ، وفي نجاستها عندي محل نظر ، والأحوط ألا تباشر الثياب ، والخمر ما خامر العقل من أي نوع كان ، وهي محرمة ومن كبائر الذنوب .

قلب الزهـــور 06-12-2012 02:37 AM


• المستغرق في النوم ينقض الوضوء ؛ سواء مضطجعاً أو قاعداً أو على أية هيئة .
• الاستنجاء من ماء زمزم ، والاغتسال منه لا حرج فيه .
• قال رسول صلى الله عليه وسلّم : ( إذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم ) . أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة . قال الجمهور : إن غسل الميامن في الوضوء سثنَّة ، والقول بالوجوب قولٌ قوي ؛ لأن الأصل في الأمر الوجوب .
• وسئل ـ رحمه الله ـ : إذا لم يمسح المسلم الأذنين هل يبطل الوضوء ؟ قال سماحته ـ رحمه الله ـ : يبطل الوضوء إلا إذا كان في مدة يسيرة ، فإنه يمسح الأذنين ، ويكمل الوضوء .
• وسئل ـ عفا الله عنه ـ : امرأة أُخرج المولود من بطنها بعملية ، ولم يخرج من المخرج المعتاد لها فهل عليها أحكام النفاس ؟ قال ـ رحمه الله ـ : إذا خرج منها دم فهي نفساء حتى ينقطع ، وإذا لم يخرج منها دم فإنها تصلي وتصوم .
• إذا كان رجل به مرض في وجهه ، ففي حالة الوضوء الأولى إن تيسر أن يمسح على وجهه وإلا يتيمم ، والتيمم عن العضو يكون بعد الفراغ من الوضوء يتنشف ويتيمم .
• وجوب غسل اليدين خاص بنوم الليل ، والإغماء إذا ذهب شعوره ينقض الوضوء وهو أكثر من النوم .
• رجل اغتسل للجنابة ولم يتمضمض ولم يستنشق فعليه الوضوء ، ويعيد الصلاة إذا صلى وهو لم يتمضمض ولم يستنشق .
• الغسل مستحب إذا أسلم الكافر والأمر واسع ، وإن اغتسل فهو أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يأمر قريشاً في فتح مكة بأن يغتسلوا حين أسلموا .
• وسئل ـ غفر الله له ـ : هل النجاسات لا تظهر إلا بالماء ؟ قال الشيخ ـ رحمه الله ـ : نعم إلا ما كان في الدبر والقبل بالاستجمار .
• لا بأس باستعمال آنية المشركين عند الحاجة إليها بعد غسلها ؛ لأنها قد تكون فيها آثار الخمر والذبائح التي ذبحت على غير الشرع ، أما إذا علمت أنها نظيفة فلا حاجة إلى غسلها ، كما توضأ رسول الله صلى الل وأصحابه من مزادة امرأة مشتركة . [متفق عليه].
• والصواب أن التيمم يرفع الحدث كالماء .
• الأم إذا مست فرج الطفلة بيدها تتوضأ ، والطبيب إذا مس فرج الرجل يتوضأ .
• قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من غسَّل ميتاً فليغتسل ومن حمله فليتوضأ ) .. [قال أحمد : لا يصح في هذا الباب ] حديثٌ ضعيفٌ منكر ، لا يجب الوضوء ولا يستحب لمن حمل الميت ، ويستحب الغسل لمن غسَّل الميت .
• من استجمر بالأحجار والماء موجود فلا بأس .
• جواز اغتسال الرجل مع امرأته ؛ لأن نظر كل واحد منهما إلى عورة الآخر لا بأس به ، كما جاز الجماع فالنظر من باب أولى .
• كيفية الضرب باليدين على التراب سواءاً كانت الأصابع مضمومة أو مفرجة ، الأمر واسع في الكيفية .
• من تيمم وقام يصلي وفي أثناء الصلاة حضر الماء ، فالأقرب قطع الصلاة وأخذ الماء ، بخلاف لو انتهى من الصلاة ووجد الماء ، وإن كان الوقت واسعاً فإنه لا يعيد الصلاة .
• الصواب أن الماء ينقسم إلى : طهور ونجس .
• وسئل ـ عفا الله عنه ـ : هل يأخذ الخنزير حكم الكلب في غسل الإناء سبعاً إذا شرب فيه ؟ فأجاب الشيخ ـ رحمه الله ـ : المشهور أنه يأخذ حكم الكلب ، والراجح ألا يأخذ حكم الكلب ، والبول أقذر وأشد من الولوغ .
يتبع..

- كتاب الصلاة :
• السنة التبكير بالعصر في أول وقتها ، والشمس مرتفعة .
• قال النبي صلى الله عليه وسلّم : ( من ترك صلاة العصر فقد حبِط عمله ) [رواه البخاري] من أقوى أدلة كفر تارك الصلاة .
• من أسباب رؤية الله عز وجل المحافظة على صلاتي العصر والفجر ، لخصوصيتها مع المحافظة على باقي الصلوات .
• سنة الفجر والضحى والتهجد بالليل هذه لا يتركها المسلم وإن كان مسافراً .
• وسئل ـ رحمه الله ـ : هل يرفع المصلي يديه عند الدعاء بين الأذان والإقامة ؟ قال ـ عفا الله عنه ـ : ما بلغني شيءٌ عن الصحابة والسلف الصالح ، والأمر في ذلك واسع وتركه عندي أحوط .
• وسئل سماحته ـ رحمه الله ـ : إذا دخل المسلم على خطبة العيد ولم يدرك الصلاة فهل يقضيها ؟ قال ـ رحمه الله ـ : نعم ، يقضيها مع تكبيرات الزوائد ولو دخل مع جماعة صلى بهم إماماً .
• وسئل ـ رحمه الله ـ : إذا مرَّت المرأة بين يدي المصلي وهو في صلاته هل يستأنف الصلاة من جديد أم يكمل صلاته تلك ؟ قال ـ رحمه الله ـ : يستأنف الصلاة من جديد إلا في المسجد الحرام ، فيُعفى عنه للزحمة الشديدة .
• الركعتان اللتان بعد العصر من خصائص النبي صلى الله عليه وسلّم ، فمن فاتته سُنَّة الظهر ، فلا يصليها بعد صلاة العصر لأنه فات محلها ووقتها .
• إذا كان يصلي المصلي فريضة ، فذكر في أثناء صلاته أن الصلاة التي قبلها لم يُصِّلها ، فالأقرب ـ والله أعلم ـ أن ينويها نافلة ، ثم يصلي الفائتة ثم يصلي التي بعدها .
• وسئل نوَّر الله قبره ـ عن مسافرٍ لم يدرك الجمعة فهل يقصر الظهر أم يُتمَّها ويقصر العصر ؟ فأجاب ـ رحمه الله ـ : يصلي الظهر قصراً ركعتين ، ويجمع معها العصر قصراً كذلك .
• من دخل المسجد ، والناس يصلون صلاة العشاء ، وهو لم يُصلِّ صلاة المغرب فماذا يفعل ؟ قال الشيخ ـ رحمه الله ـ : يدخل مع الجماعة بنية صلاة المغرب ، ويجلس في الثالثة ، وينتظر حتى يُسلِّم الإمام من صلاة العشاء ، ويُسلِّم معه ثم يصلي صلاة العشاء .
• وسألت سماحة والدنا ـ رحمه الله ـ : من دخل المصلى لصلاة العيدين والاستسقاء أيجلس أم يصلي ركعتين ؟ فأجاب ـ غفر الله له ـ : يجلس ، وليس له حكم المسجد .
• سئل ـ رحمه الله ـ من صلى في المسجد الحرام هل الأفضل أن ينظر إلى موضع سجوده أم الكعبة ؟ قال العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ : السنة في الصلاة النظر إلى موضع السجود وليس إلى الكعبة .
• وسئل ـ أدخلنا الله ووالدينا والمسلمين وإياه الجنة ـ : المصلي هل له إذا مر بآية رحمة سأل ، وآية عذاب استعاذ ، وبآية تسبيح سبَّح ؟ قال الشيخ ـ رحمه الله ـ : هذا في النفل كقيام الليل والتهجد .
• وسئل شيخنا ـ رحمه الله ـ : ما حكم صلاة النافلة في السيارة ؟ قال الشيخ ـ رحمه الله ـ : إذا كان في السفر فلا حرج ، وأما إذا كان في غير السفر فلا يصلح ، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يفعلها إلا في السفر على الدابة .
• إن جَمَع المسافر المغرب والعشاء جمع تقديم صلَّى الوتر بعد جمعه على الصحيح ، ولا حرج عليه ، لا كمن يقول : لا يُصلِّي الوتر إلا بعد وقت صلاة العشاء .
• كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا كان قائماً ينظر نحو موضع سجوده ، وإذا كان في التشهد ينظر للسبابة .
• وسُئِل رحمة الله عليه عمن ترك الزكاة والصوم والحج مع إقراره بها ؟ قال الشيخ ـ رحمه الله ـ : فإنه عاصٍ ولا يكفر ، أما إذا ترك الصلاة فإنه كافر .
• لا بأس أن يصلي في مرابض الغنم ، وأن روثها طاهر ، بخلاف معاطن الإبل فلا يصلي فيها مع أن طاهرة ، ولكن محلها غير طاهر .
• كراهة الصلاة إلى النار ؛ لأن فيه تشبُّهاً بعُبَّادِ النار ـ قبَّحهم الله ـ والكراهة تزول عند الحاجة إلى الإضاءة إذا كانت أمام المصلي ، ولكن الأحوط أن تكون الإضاءة فوقه أو الخلف ، وكذلك الدفاية تجعل عن اليمين أو الشمال أوفوق .
• يجوز لمن صلى مع المسلمين صلاة العصر أن يتصدق على أخيه المسلم ، إذا رآه يصلي صلاة العصر وحده ، لأن صلاته مع أخيه من ذوات الأسباب وله أجر على ذلك .
• وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل صلى مع الجماعة صلاة المغرب ثم عندما انتهى من الصلاة رأى رجلاً لم يصلِّ ، فأراد أن يصلي معه ، فهل يجوز له ذلك ؟ أم يدخل في نهيه صلى الله عليه وسلم : ( لا وتران في ليلة ) .. [رواه النسائي والترمذي] .
فأجاب الشيخ ـ رحمه الله ـ : جائز ، وفي الصلوات الخمس كلها .
• إذا صلى المسلم صلاة خلف إمام رافضي ، وهو لا يعلم أنه رافضي ، فأعاد الصلاة فهو أحوط .
• لا يمنع الصبيان من الصف الأول .
• سئل ـ رحمه الله ـ عن الزيادة في التشهد أشهد أن لا إله إلا الله ( وحده لا شريك له ) ! سئل ـ رحمه الله ـ فقال : لا بأس معناها صحيح ، ولكن لا أذكر في الأحاديث ورودها .
• من ترك فرضاً وصلى أربعة فروض كَفَر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلّم : ( من ترك صلاة العصر فقد حبِطَ عمله ) [رواه البخاري] .
• إذا فاتته الجماعة في المسجد صلى في البيت ، ولا يلزم أن يخرج للصلاة في المسجد .
• الهيئات إذا تأخروا عن الصلاة مع الجماعة لأجل إخراج الناس للمسجد للضرورة ، فالظاهر أن ذلك لا بأس به . قال النبي صلى الله عليه وسلَّم : ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ) [متفق عليه] .
• ( وصلاة الفجر تشتكي إلى الله من قلة المصلين ) : عبارة تركها أولى ؛ من قال لك إنها تشتكي إلى الله ؟

قلب الزهـــور 06-12-2012 02:42 AM


• وقول النبي صلى الله عليه وسلّم : ( ألا صلُّوا في رِحالكم ) [متفق عليه] . يقال بعد الأذان أحسن .
• إذا قُدّم الأكل غداءً أو عشاءً ، وسمع الإقامة ، فإنه يبدأ بالأكل ، ولا يتخذ ذلك عادة وعذراً ، ومن قصد ذلك حتى يتأخر عن الصلاة جماعة في المسجد فلا يجوز له ، وإن أكل حاجته المعتادة وذهب إلى المسجد فلا حرج عليه .
• جلسة الاستراحة جلسة خفيفة ، وهي سُنَّة ، وليس فيها ذِكْر .
• وسُئل - رحمه الله ـ عن امرأة ماتت وهي حامل في تسعة أشهر فهل يصلي على الجنين ويُعَقُّ عنه ؟ قال الشيخ ـ رحمه الله ـ : يصلى على المرأة ، ولا يُعَقُّ عن الجنين لأنه لم يولد .
• الأمراء يُصلُّون بالناس ولو كانوا فُسَّاقاً ، فإن أصابوا فلهم ولكم ، وإن أخطأوا فعليهم ولكم .
• وسئل رحمه الله ـ من ترك سنة من سنن الصلاة أو مستحباً من مستحباتها فهل يشرع له سجود السهو ؟ فأجاب ـ غفر الله له ـ : السجود لا يجب إلا فيما يجب ؛ إن سجد فلا بأس ، وإن ترك فلا بأس .
• وسئل رحمه الله ـ عن مُدرِّس يشرح كيفية الصلاة لطلابه ، يقوم ويركع ويسجد للتقريب لهم ، فهل عمله ذلك جائز ؟ قال الشيخ ـ رحمه الله ـ : لا أعلم به بأساً جزاه الله خيراً .
• وسئل ـ رحمه الله ـ : هل المرأة كالرجل في كيفية صفة الصلاة من حيث تجافي عضديها عن جنبيها في سجودها ؟ قال ـ رحمه الله ـ : الأصل في التشريع لعموم الرجال والنساء إلا ما قام الدليل على التخصيص .
• وسئل ـ رحمه الله ـ : هل الطفل إذا مر بين يدي المصلي والبنت الصغيرة هل للمصلي أن يمنعهم من المرور بين يديه ؟ . قال ـ رحمه الله ـ : إذا تيسر ، وإلا ما يضرونه .
• رفع اليدين بالدعاء بعد الانتهاء من النافلة لا بأس به بعض الأحيان ، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك .
• نسيان القراءة الجهرية في الصلوات الجهرية : إن سجد قبل السلام أجزأ .
• إذا لم يُؤذِّن المؤذن في أول الوقت لم يشرع أن يؤذن بعد ذلك ، إذا كان في المكان مؤذنون سواه قد حصل بهم المطلوب ، وإن كان التأخير يسيراً فلا بأس بتأذينه ، أما إذا لم يكن في البلد سواه فإنه يلزمه التأذين ولو تأخر بعض الوقت ؛ لأن الأذان في هذه الحالة فرض كفاية ولم يقم به غيره ، فوجب عليه لكونه المسؤول عن ذلك ، ولأن الناس ينتظرونه في الغالب ، أما المسافر فيشرع له الأذان وإن كان وحده .
• صلاة النافلة في الكعبة لها مزية تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلّم ، لا الفريضة .
• وسئل ـ جمعنا الله به في الفردوس من الجنة ـ : إذا أدرك المسبوق الإمام في التشهد الأخير في صلاة المغرب أو العشاء ، هل إذا قضى الصلاة يجهر بالقراءة في الركعتين الأوليين ؟ فأجاب ـ رحمه الله ـ : يجهر بالركعتين الأوليين جهراً خفيفاً ، لا يُشوِّش على المصلين .
• إذا جمع الرجل بين صلاة الجمعة والعصر يلزمه الإعادة ؛ لأنه صلى العصر في وقت غير وقت الصلاة .
- كتاب الجنائز :
• وسئل شيخنا ـ رحمه الله ـ : ـ هل يجوز موعظة الناس المجتمعين عند أهل الميت ؟ قال ـ رحمه الله ـ : الموعظة مطلوبة سواء في المجلس أو عند القبر ، أو في أي مكان ومن أنكر هذا فقد غلط .
• إذا كانت أوصال الميت مقطعة تجمع وتوضع في الكفن .
• البكاء من دون صوت لا بأس به ، أما النوح ورفع الصوت فلا يجوز .
• قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الميت يعذب ببكاء أهله عليه ) .. [متفق عليه] نرجو الله تعالى أن يكفي الميت شر ذلك ، إذا حذَّر أهله ونهاهم عن النياحة . ووهمت عائشة ـ رضي الله عنها ـ والقاعدة : المثبِت مقدَّم على النافي .
• إذا كانت المقبرة في الزراعة يُنقل الأموات إلى المقبرة العامة ، كل واحد في قبر .
• وسئل ـ رحمه الله ـ : هل الميت إذا أظهر فسقه تجوز غيبته ؟ قال الشيخ ـ رحمه الله ـ : إذا أظهر المعاصي والفسق فلا بأس بغيبته فيما أظهر ؛ لحديث مرت جنازة فأثنوا عليها شراً . قال صلى الله عليه وسلّم : ( وجبت وجبت ) .. [متفق عليه] .
• الاجتماع عند أهل الميت بعد الدفن لا أصل له ، بل كلٌ يرجع إلى بيته ، ويفعلون مثلما فعلوا في أيامهم عادة .
• قول النبي صلى الله عليه وسلَّم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) .. [ أخرجه البخاري ومسلم ] صلاة الجنازة داخلة في ذلك .
• هل يجوز قراءة سورة بعد الفاتحة في صلاة الجنازة ؟ قال العلاَّمة ابن باز ـ رحمه الله ـ : إن قرأ فلا بأس ، ولكن المطلوب في هذه الصلاة العجلة والإسراع بها .
• استقرَّت السُنَّة في صلاة الجنازة على أربع تكبيرات في آخر حياته ـ عليه الصلاة والسلام ـ وورد خمس تكبيرات ، فمن كبَّر خمساً فلا بأس كما في حديث زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ هذا كان أولاً ، ثم استقرت الشريعة على أربع تكبيرات .
• ما ينبغي تخصيص يوم معين في الأسبوع لزيارة المقابر ، بل في أي وقت أو في أي يوم .
• إن رفعوا أيديهم بالدعاء بعد الدفن فلا حرج ، كما في حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه عندما زار البقيع [رواه مسلم] .
• التعزية ليس لها وقت محدد .
• الموعظة عند القبر تكون بعد الدفن .
• الأصل في الصلاة على الغائب عدم التخصيص إلا بدليل ، فبعض العلماء قالوا إنه خاصٌ بالنجاشي ، وقال بعضهم من كان له قدم في الإسلام ونشاط في الدعوة والجهاد يصلي عليه ، وهذا قولٌ قوي ، كما لو صلِّي على الأمراء والعلماء الذين لهم قدم صدقٍ في الإسلام قياساً على النجاشي ، اللهم ارضَ عنه وارحمه .
• الصواب أن الشهداء لا يُصلَّى عليهم ، ودفنهم يكون في ثيابهم ودمائهم إذا ماتوا في المعركة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد مع الذين قتلوا في الغزوة .
• لا ينبغي المشي بين المقابر بالنعال إلا لحاجة كالشوك وشدة الحر .
• لا بأس بشرب الشاي وأكل التمر عند أهل الميت في العزاء .
• تلقين الميت أو الأذان عند قبره لا أصل له وحديثه موضوع .
• لا بأس للمسلم أن يسافر للصلاة على الجنازة ، ومن أجل العزاء .
- كتاب المساجد :
• لا حرج في الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن ، إذا كان يريد الوضوء أو أنه إمام مسجد آخر ، يخشى تفويت جماعة المسجد ... والنهي في الحديث لمن توضأ ودخل المسجد ، ثم خرج في أثناء الصلاة من المسجد من دون ضرورة .
• ينبغي للمصلين أن لا يخرجوا من المسجد إذا وَعَظ الواعظ ، ويُخشى على من خرج ولم يسمع الموعظة لغير ضرورة أن يكونوا من الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلّم : ( فأعرَض فأعرَضَ الله عنه ) [متفق عليه] .
• لا بأس أن يبني الرجل مسجداً حول داره ليصلي فيه الناس ، وإن خَصَّص في بيته مكاناً يُصلي فيه فلا حرج إذا كانت الصلاة نافلة .
- كتاب الزكاة :
• وسئل ـ رحمه الله ـ عن العسل فيه زكاة ؟ قال ـ عفا الله عنه ـ : الصحيح أنه ليس فيه زكاة إلا إذا أريد به التجارة .
• الواجب في زكاة عروض التجارة أنه يخرجها نقداً خروجاً من الخلاف . إلا إذا رأى المصلحة في إعطائهم من عروض التجارة ؛ مثل أن يكونوا سفهاء أو أيتاماً فلا حرج .

ملكة الرومنس 06-12-2012 11:54 AM

يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء

ودي وتقديري

شمس القوايل 16-12-2012 12:49 AM

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح المفيد

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر المزيد لاهنتي

قلب الزهـــور 08-01-2013 01:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♪♥̊۾ـﻠﮕـةﭐلر̉و۾ـنسے̊♥♪ (المشاركة 5458397)
يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء
ودي وتقديري

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي

قلب الزهـــور 08-01-2013 01:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل (المشاركة 5462096)
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح المفيد

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر المزيد لاهنتي

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي

قلب الزهـــور 08-01-2013 01:25 AM




كم ساعة كان بن تيمية يذكر ربه من رواية بن القيم‏

أرواح تهيم حول العرش.. وأخرى تحوم حول الحش
بسم الله الرحمن الرحيم،
قال الامام بن القيم صليت مرة الفجر خلف
شيخ الاسلام بن
تيمية
فظل يذكر
الله حتى انتصف النهار
ثم التفت الى وقال
هذه غدوتى لو لم أتغدى غدوتى سقطت قوتى0
تعريفات هامة
انتصف النهار: فى عرف الفقهاء كالامام بن القيم
قبل الظهر بوقت يسير
الغدوة : طعام أول النهار
شيخ الاسلام: من تعجزى عن وصف علمه و عمله
الامام بن القيم :مثله
نحن: نستغفر الله عن حالنا
يصفه تلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله في " الوابل
الصيب ص: 67" عند ذكر الفائدة
الرابعة والثلاثون من فوائد الذكر، قال :
( .. وسمعت شيخ الإسلام ابن
تيمية
قدس الله روحه يقول :
إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة.
وقال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني

في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني
إنّ حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي
من بلدي سياحة
وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت

ملء هذه القاعة ذهبا ما عدل عندي شكر
هذه النعمة أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا
لي فيه من الخير ونحو هذا

وكان يقول في سجوده وهو محبوس:
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك ما شاء الله - أي يكرر ذلك -.
وقال لي مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى
والمأسور من أسره هواه
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال : **

فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة
وظاهره من قبله العذاب }
وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط مع

ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية
والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس
والتهديد والإرهاق وهو مع ذلك من أطيب
الناس عيشا وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا
وأسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه ،

وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع
كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا

وقوة ويقينا وطمأنينة
فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها

في دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها
وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها ) ا.هـ
وقال
الذكر للقلب مثل الماء للسمك أرأيت ماذا يحدث
لو خرج السمك من الماء
فرحم الله الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية

وتلميذه الامام ابن القيم،المجددين وجزاهما

عن
الإسلام والمسلمين خير الجزاء
اخى ما وصل شيخ الاسلام للامامة فى الدين الا بالاخلاص والتجرد لله عن حظوظ النفس والتواضع
فلابد لك من ذكر وصلة بالله وخلوات وسر واستعانة
بك ان شاء الله يقوم الدين

كان من كثرة ذكره لما خرج من السجن فى مصر
مر فى القاهرة على المخالفين
فاجتمعوا عليه وضربوه
فاستدعاه الوالى ليقتلهم فانكر عليه قائلا
ان هذا لا يحل هم فى حل مما فعلوا
تخييل لو ضٌرب احدنا فى الشارع
نبذه بسيطة
كان يمهل أعداءه ثلاث سنين أن يأتوا بحرف

عن السلف خلاف ما يقول يرجع اليه
سأله بعض الناس عن أحاديث فقال ليست
فى شيء من كتب المسلمين
قال الامام الذهبى ما رأت عينى مثله

ولا رأى هو مثل نفسه
رجل لكل العصور
قال بن الزملكانى رحمه الله
ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر
هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية للخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله :

(لما اجتمعت بابن
تيمية رأيت رجلاً
العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد

















اللهم لا تتوفنا إلا وأنت راضٍ عنا

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
اللهم آمين
نسأل الله لنا ولكم العلم النافع و العمل الصالح

قلب الزهـــور 08-01-2013 01:26 AM


تأملات في خطبة الوداع

كان تعليم مناسك الحج وأحكامه من آخر ما علمه صلى الله عليه وسلم أمته، بعد أن بلَّغ ما أُنزل إليه من ربه على أكمل وجه وأتمه. وقد فُرضت شعيرة الحج في السنة التاسعة من الهجرة، قُبيل مغادرة رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الدنيا ليلحق بالرفيق الأعلى.
وكان من مقاصد تشريع هذه الفريضة غسل ما عَلِقَ بها من أدران، وما خالطها من أوهام، لإعادتها نقية صافية تشع بنور التوحيد، ولتقوم على أساس العبودية للواحد القهار، ونبذ كل ما سواه من آلهة وأوثان.
لقد كانت خطبة الوداع -التي تخللت شعائر الحج- لقاءً بين أمة ورسولها؛ كان لقاء توصية ووداع, توصيةَ رسول لأمته، لخص لهم فيه أحكام دينهم ومقاصده الأساسية في كلمة جامعة مانعة، خاطب بها صحابته والأجيال من بعدهم، بل خاطب البشرية عامة، بعد أن أدى الأمانة وبلَّغ الرسالة ونصح للأمة في أمر دينها ودنياها.
وكانت الخطبة كذلك لقاءَ وداعِ رسول لأمته، وداعًا لهذه الدار الفانية إلى دار باقية، لا نَصَبَ فيها ولا تعب.
ما أروعها من ساعة تلك التي اجتمع فيها من أرسله الله رحمة للعالمين مع الجموع المؤلفة خاشعين متضرعين! وكلهم آذان مصغية لكلمات الوداع وكلمات من لا ينطق عن الهوى {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: 4].
كلمات تجد صداها عند كل من يستمع لها؛ لأنها تخرج من القلب إلى القلب.
لقد أنصتتِ الدنيا بأسرها -بلسان حالها ومقالها- لتسمع كلام أصدق القائلين صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "أيها الناس، اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلِّي لا ألقاكم بعد عامي هذا".
لقد أنصتت الدنيا بأسرها -بلسان حالها ومقالها- لتسمع قوله صلى الله عليه وسلم وهو يُلخص لأمته -بل للبشرية جمعاء- مبادئ الرحمة والإنسانية، ويرسي لها دعائم السلم والسلام، ويقيم فيها أواصر المحبة والأخوة، ويغرس بأرضها روح التراحم والتعاون؛ وكأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم -بما أطلعه الله عز وجل عليه- أنه سيأتي على الناس حين من الدهر يودِّعون فيه هذه المبادئ، ويلقونها وراءهم ظهريًّا، ويسيرون في عالم تسود فيه معايير القوة والظلم -ظلم الإنسان لأخيه الإنسان- ويُقدَّم فيه كل ما هو مادي على ما هو إنساني.
أما ما تضمنته خطبة الوداع من مبادئ وتوصيات، فنقف عند بعضٍ منها، فيما تبقى من هذه السطور:
المبدأ الأول من مبادئ خطبة الوداع:
حرمة سفك الدماء بغير حق، وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: "أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وحرمة شهركم هذا…".
فأين أمة الإسلام اليوم من تطبيق هذا المبدأ؟ وقد أخذ بعضها برقاب بعض، وتسلط القوي فيها على الضعيف، وآل أمرها إلى ما هو غير خافٍ على أحد، حتى أضحت في موقع لا تحسد عليه.
وقد كرر عليه الصلاة والسلام هذه الوصية في خاتمة خطبته -كما ذكر ابن هشام في سيرته- مؤكدًا ضرورة الاهتمام بها بقوله: "تعلَمُنَّ أن كل مسلم أخ للمسلم، وأن المسلمين أخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب منه، فلا تظلمن أنفسكم…".
المبدأ الثاني من مبادئ خطبة الوداع:
قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، دماء الجاهلية موضوعة… وربا الجاهلية موضوع…".
وهذا نص واضح، وتصريح صارخ أن كل ما كان عليه أمر الجاهلية قد بَطَل، ولم يبقَ له أي اعتبار، بل هو جيفة منتنة، لا يمكن أن ينهض بأمة، بَلْهَ أن يبني حضارة تكون هدى للبشرية، بل هو إلى الهدم والخراب أقرب.
المبدأ الثالث في خطبة الوداع:
وصيته صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرًا "واستوصوا بالنساء خيرًا". ما أروعها من وصية! وما أحرى بالإنسانية اليوم أن تلتزم بها وتهتدي بهديها!
بعد أن أذاقت المرأة أشد العذاب -تحت مسمى حرية المرأة- ودفعت بها إلى مهاوي الذل والرذيلة، وجردتها من كل معاني الكرامة والشرف، تحت شعارات مزيفة، لا تمتُّ إلى الحقيقة في شيء.
لقد جهل أصحاب تلك الشعارات بل تجاهلوا الفرق بين كرامة المرأة وحقوقها الطبيعية التي كفلها لها شرع الله، وما نادوا به من شعارات تطالب بحرية المرأة، وهي عند التحقيق والتدقيق دعوة لاستباحة الوسائل المختلفة للتمتع بالمرأة والتلهي بها.
إن المرأة اليوم -كما لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة- تنجرف مع تيار كاسح يكاد يختزل المرأة وقيمتها ووظيفتها في الجسد المزوَّق، والمظهر المنمَّق، المعروض في كل مكان، والمبذول لكل راغب ومريد!!
أما المبدأ الرابع من مبادئ خطبة الوداع:
فكان وصيته عليه الصلاة والسلام لأمته التمسك بكتاب ربها والاعتصام به، مبينًا أنه سبيل العزة والنجاح "وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله".
صدقت يا رسول الله، لقد ضمنتَ لأمتك الأمان من كل شقاء وضلال إذا هي تمسكت بهدي هذا الكتاب.
وهل وصلت أمة الإسلام إلى ما وصلت إليه إلا بهجر كتاب ربها وترك منهج نبيها؟!
ولا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أوَّلها.
كم هي البشرية اليوم بحاجة ماسَّة -بعد أن وصلت إلى ما وصلت إليه- إلى مراجعة نفسها وتدارك أمرها والاهتداء بهدي من أرسله الله رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم!
فهل تفيء البشرية إلى رشدها أم تبقى في غيِّها لا تلوي على أحد، ولا تُقيم وزنًا لدين أو خلق؟!

قلب الزهـــور 08-01-2013 01:28 AM



الهدى قرين الرحمة والضلال قرين الشقاء
وكما يقرن سبحانه بين الهدى والتقى والضلال والغي، فكذلك يقرن بين الهدى والرحمة والضلال والشقاء ، فمن الأول قوله ‏:‏

‏ «‏أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون‏» ‏ البقرة ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 5،

وقال ‏:‏ ‏ «‏أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون‏» ‏ البقرة ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 157‏.

وقال عن المؤمنين‏:‏ ‏ «‏ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب‏» ‏ آل عمران ‏:‏ الآية رقم ‏:‏8‏،

وقال أهل الكهف‏:‏ ‏ «‏ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا‏» ‏ الكهف‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 10‏،

وقال ‏:‏ ‏ «‏لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون‏» ‏ سورة يوسف ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 111‏،

وقال ‏:‏ ‏ «‏ وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون‏» ‏ النحل ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 64‏‏

وقال‏:‏ ‏ «‏ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين‏» ‏ النحل‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 89‏،

وقال ‏:‏ ‏ «‏يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور ورحمة للمؤمنين‏» ‏ يونس ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 57‏،

ثم أعاد سبحانه ذكرهما فقال ‏:‏ ‏ «‏قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا‏» ‏ يونس ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 58‏.

وقد تنوعت عبارات السلف في تفسير الفضل والرحمة ، والصحيح أنهما الهدى والنعمة ، ففضله هداه ، ورحمته نعمته ، ولذلك يقرن بين الهدى والنعمة

كقوله في سورة الفاتحة‏:‏ ‏ «‏اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم‏» ‏ الفاتحة‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 6.
ومن ذلك قوله لنبيه يذكره بنعمه عليه‏:‏«‏ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى، ووجدك عائلا فأغنى‏» ‏ الضحى ‏:‏ الآية رقم ‏:‏‏‏6، 7، 8‏‏فجمع له بين هدايته له وإنعامه عليه بإيوائه و إغنائه‏.‏

ومن ذلك قول نوح‏:‏ ‏ «‏يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده‏» ‏ هود ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 28‏، ‏:

وقول شعيب ‏:‏ ‏ «‏ أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا» ‏ هود ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 88‏،

وقال عن الخضر‏:‏ ‏ «‏فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما‏» ‏ الكهف ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 65‏،

وقال لرسوله‏:‏ ‏ «‏إنا فتحنا لك فتحا مبينا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما، وينصرك الله نصرا عزيزا‏» ‏ الفتح ‏:‏ الآية رقم :‏1، 2، 3‏‏ ،

وقال ‏:‏ ‏ «‏وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما‏» ‏ النساء ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 113‏،

وقال ‏ «‏ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا‏» ‏ النور ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 21‏، ففضله هدايته ورحمته إنعامه وإحسانه إليهم وبره بهم‏.‏

وقال ‏:‏ ‏ «‏فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى‏» ‏ طه ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 123‏، والهدى منعة من الضلال، والرحمة منعة من الشقاء ،

وهذا هو الذي ذكره في أول السورة في قوله‏:‏ ‏ «‏طه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‏» ‏ طه ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 1‏، فجمع له بين إنزال القرآن عليه ونفي الشقاء عنه،

كما قال في آخرها في حق أتباعه‏:‏ ‏ «‏فلا يضل ولا يشقى» ‏‏.

فالهدى والفضل والنعمة والرحمة متلازمان لا ينفك بعضهما عن بعض ، كما أن الضلال والشقاء متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر،
قال تعالى‏:‏‏ «‏إن المجرمين في ضلال وسعر‏» ‏ القمر ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 47‏،

والسعر‏:‏ جمع سعير ، وهو العذاب الذي هو غاية الشقاء ،

وقال تعالى‏:‏ ‏ «‏ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون‏» ‏ الأعراف ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 179‏،

وقال تعالى عنهم‏:‏ ‏ «‏وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير‏» ‏ الملك ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 10.

ومن هذا أنه سبحانه يجمع بين الهدى وانشراح الصدر والحياة الطيبة وبين الضلال وضيق الصدر والمعيشة والضنك ،

قال تعالى ‏:‏ ‏ «‏فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا‏» ‏ الأنعام ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 125‏‏

وقال ‏:‏ ‏ «‏أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه‏» ‏ الزمر ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 22‏، وكذلك يجمع بين الهدى والإنابة وبين الضلال وقسوة القلب ،

قال تعالى‏:‏ ‏ «‏الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب‏» ‏ الشورى ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 13‏، وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين‏» ‏ الزمر ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ 22.

الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

قلب الزهـــور 08-01-2013 01:34 AM

حسن الظن بالاخرين
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحسان الظن بالآخرين وعدم التشكيك في ضمائر الناس، والحكم عليهم بما نراه ونسمعه بأنفسنا، فالذي يعلم البواطن والسرائر هو الله وحده، وليس من حق أي إنسان أن يردد شائعات كاذبة حول إنسان آخر.

حسن الظن بالناس خلق إسلامي أصيل أرشدنا إليه القرآن الكريم وتعلمناه من رسولنا صلى الله عليه وسلم، وشيوع هذا الخلق بين الناس يحمي المجتمع من مصائب كثيرة فالأمة السعيدة الرشيدة هي التي يكثر فيها الأفراد الذين يبنون علاقاتهم مع غيرهم على حسن الظن، وعلى عواطف المحبة المشتركة، والمودة الخالصة والتعاون المتبادل، والثقة الوثيقة والابتعاد عن سوء الظن دون أن تكون هناك ضرورة تدعو إليه، إذ من دعاء المؤمنين الصادقين: (رَبنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً للذِينَ آمَنُوا رَبنَا إِنكَ رَؤُوفٌ رحِيمٌ) (الحشر: 10).

خلق إسلامي

والذي يتدبر القرآن الكريم وتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك أن حسن الظن في مواطنه خلق من أفضل الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم، وفضيلة من الفضائل التي يجب أن تسود المجتمع الإسلامي المستقيم على أمر الله، وأن سوء الظن دون مقتضى ليس من أخلاق المؤمنين الصادقين، فقد قال الله سبحانه عندما أشاع المنافقون حديث الإفك عن السيدة عائشة رضي الله عنها: "لوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَن الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مبِينٌ" (النور: 12).



ولقد ضرب المؤمنون والمؤمنات أروع الأمثال في حسن الظن بغيرهم، فها هو أبو أيوب الأنصاري عندما أشاع مرضى النفوس حديث الإفك عن السيدة عائشة يقول لامرأته: يا أم أيوب، أسمعت ما يقوله بعض الناس عن عائشة؟ قالت سمعت وهذا هو الكذب. ثم قالت له: هل لو كنت مكان صفوان (وهو الشخص الذي اتهم مع عائشة) أكنت تظن بحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم سوءاً؟ قال: لا فقالت، له: ولو كنت أنا بدل عائشة ما خنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعائشة خير مني، وصفوان خير منك، وهكذا كان الأخيار الأطهار يبنون أمورهم على حسن الظن بالناس.

أنواع الظن

إن المسلم مطالب تنفيذا لأوامر الله وتوجيهات الرسول الكريم بأن يتجنب الظنون السيئة التي لا مبرر لها، وأن يقيم حياته على الظنون الحسنة التي تنبذ الشائعات الكاذبة التي ينشرها الأشرار عن الأخيار فالله سبحانه وتعالى يقول في سورة الحجرات:" يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً منَ الظن إِن بَعْضَ الظن إِثْمٌ"، والظن المنهي عنه في الآية الكريمة هو الظن السيئ بأهل الخير دون دليل أو برهان.


قال بعض العلماء: الظن أنواع منه ما هو واجب، ومنه ما هو محرم، ومنه ما هو مباح.


فالمحرم كسوء الظن بالمسلم المستور الحال، الظاهر العدالة، ففي الحديث الصحيح: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث وفي حديث آخر إن الله حرم من المسلم دمه وعرضه وأن يظن به.


والظن الواجب يكون فيما تعبدنا الله تعالى بعلمه، ولم ينصب عليه دليلا قاطعا، فهنا يجب الظن للوصول إلى المعرفة الصحيحة، كقبول شهادة العدل، وتحري القبلة عند الصلاة.


والظن المباح: مثلوا له بالشك في الصلاة حين استواء الطرفين.


وهكذا يتضح لنا وفقا لما ترشدنا إليه الآية السابقة وما علمنا إياه رسولنا الكريم ووجهنا إليه من خلال الحديثين السابقين أن واجب المسلم أن يبتعد ابتعادا تاما عن الظنون السيئة بأهل الخير، لأن هذه الظنون السيئة التي لا تستند إلى دليل أو قرينة صحيحة إنما هي مجرد تهم، تؤدي إلى تولد الشكوك والمفاسد بين الناس.


قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لقول الحق سبحانه: "يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً منَ الظن إِن بَعْضَ الظن إِثْمٌ" ينهى الله عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله، لأن بعض ذلك يكون إثما محضا، فليجتنب كثيرا منه احتياطا، ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث لازمات لأمتي: الطيرة (أي التشاؤم) والحسد، وسوء الظن فقال رجل: يا رسول الله ما الذي يذهب من هن فيه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إذا حسدت فاستغفر الله، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض.

تغليب حسن الظن

إن من واجب المسلم العاقل أن يتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد علمنا كيف نحسن الظن بالآخرين، ودعانا إلى تغليب حسن الظن على سوء الظن، ونهانا عن تتبع الزلات والعورات فقال صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قبله لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه طلب الله عورته حتى يفضحه في مقر بيته.


بل نهى صلى الله عليه وسلم كل مسؤول أن يجعل سوء الظن أساس المعاملة لمن هو مسؤول عنهم فقال: إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم أي لا يصح لمن هو في وظيفة أن يعامل مرؤوسيه معاملة تحملهم على سوء الظن فيما بينهم، لأنه لو فعل ذلك أفسدهم، وجعلهم لا يثق أحدهم بالآخر، فيترتب على ذلك ضياع مصالح الأمة.


وفي الحديث الصحيح: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث أي احذروا سوء الظن دون مقتضى لذلك، فإن سوء الظن دون ضرورة تدعو إليه يعد من الرذائل المنهي عنها.

تجنب الشبهات

والرسول صلى الله عليه وسلم الذي علمنا إحسان الظن بالآخرين والكف عن ترديد الأقاويل والتهم العشوائية لهم دون دليل أو برهان، علمنا أيضا أن نتجنب كل ما فيه شبهة، فمن أراد أن يحسن الناس الظن به فعليه أن يتجنب الشبهات ومواطن التهم وألا يقول قولا أو يفعل فعلا يحمل غيره على سوء الظن به، ولقد ضرب لنا سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم أروع الأمثال في اتقاء الشبهات، فقد روت أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معتكفا في المسجد، فذهبت إليه وتحدثت معه، فلما أرادت الانصراف قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي معها، فمر بهما رجلان من الأنصار فسلما وانصرفا مسرعين فناداهما الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لهما: إنها زوجتي صفية فقالا يا رسول الله ما نظن بك إلا خيرا فقال صلى الله عليه وسلم: أنا أعلم ذلك منكما ولكن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف فيكما شيئا.

قلب الزهـــور 08-01-2013 01:40 AM


كم مِن معبِّـريْ رؤيا الملِك في زماننا ؟!



حين قصَّ الله علينا حكاية يوسِف عليه السلام قال في أوّل السورة {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}
فكأنها إشارة إلى تفتيح الذِّهن والقلب لهذه القِصّة التي أخبر الله عنها أنها أحسَن القِصص
في خِضمّ عرْض القِصَّة قال تعالى يحكي قول معبّري رؤيا الملِك {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ}
قال فضيلة العلامة الإمام السَّعدي - عليه رحمات الله ورضوانه - :


جمعوا بين الجهل والجزم بأنها أضغاث أحلام ، والإعجاب بالنفس ، بحيث أنهم لم يقولوا : لم نعلم تأويلها .
لمّا قرأت كلام الإمام عبد الرحمن السَّـعدي قلت : سبحان الله كم في زماننا مِن أمثال هؤلاء ؟!
الذين يجمعون بين الجهل والجزم بالرأي والإعجاب بالنَّفس !
حتى لكأنهم يعتبِرون قولهم وحيًا مٌنزلاً ، لا يجوز الخوض فيه و يُحرّم الاعتراض عليه !
وكم رأينا مِن هؤلاء أقوام شتّى ، مِن عوامّ النَّاس بل وربما حمَل بعضهم شهادات عُليا ، ولكن كِبَر نفسه يأبى عليه أن يقول : لا أدري .
وربما جنى على نفسه فجعَل نفسه موضِع اتهام أو سُخرية ، وربما حشَد العداوات عليه ..
وجنى على النّاس بإبقائهم في الجَهل ، بل وإقناعهم بترك التعلّم !
لأنّ قوله فصْـل ؟! لا يجوز لأحدٍ أن يتّـخذه ظِهريًّا ؟!!
والعجيب أنّ بعضًا منهم حين يُعطى آية أو حديث يبدأ يأتي بتأويلات مِن عنده !
وربما بحث عن فتحات ! ليجعلها ثغرًا يجيز لنفسه مِنها بعض المحرّمات !
ونسأل الله العافية .

قلب الزهـــور 08-01-2013 01:44 AM

الرهط المفسدون

"وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ {48} قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ {49} وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {50} فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ {51} فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {52} وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون" {53} )
أنا لا أعلم لماذا أتذكر رهط العلمانيين كلما أقرأ هذه الآيات، ربما لأن الشبه بين الرهطين يتلاقى في نقاط معينة، أو لأن الهدف يكاد يكون واحداً من التهميش لدين الله ومن ثَم إقصائه من واقع الحياة، حتى يكون وجوده بحكم العدم.
و لذلك فإني سأقف بعض الوقفات مع هذه الآيات، لنرى الأولويات عند هذين الرهطين، و نستبصر بالقرآن لفضح هذه الطائفة المسخ، التي هي كالسرطان ينتظر الفرصة لهدم دين الله في الأرض.
قال _تعالى_:" وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ 48"
عجيب تحديد هذا الرهط بنفر يسير، فعددهم قليل جداً، و مع هذه القلة فإنهم لا يُفسدون في المدينة فقط، بل إنهم " يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ"، فسبحان الله ! هل تأملت تعظيم القرآن للإفساد في الأرض؟ حيث جعل الإفساد في منطقة معينة هو في حقيقته إفساد في جميع أرجاء الأرض .
فماذا نقول لمن يريد أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ؟ ممن يُريدون للمرأة أن تُسفر عن وجهها، و يسعون من أجل ذلك سعياً حثيثاً، و يصبرون في هذا الطريق ثم يصبرون .
قل مثل هذا في تهميش الشريعة و سيادة القانون، و موالاة الكفار .و…و.، و القائمة طويلة جداً، و الأمثلة كثيرة و لكن هدفهم معروف و جهودهم لها مصب واحد .
ثم لو تأملنا في أهل هذه الدعوة للفساد لوجدنا عددهم قليل جداً، فهم رهط قليل قد لا يتجاوزون العدد في رهط ثمود ! و تبقى النسبة الكبيرة و المساحة المتبقية لأهل هذه الأمة المباركة، نعم قد يكون لهم أتباع و أذناب، و لكن الشأن كل الشأن عند ذلك الرهط الذين يصح أن نقول عنهم بأنهم " يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ " .
"قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ" و لي مع هذه الآية وقفات :
أ – أن بينهم اتفاقات سرية، و عندهم اجتماعات يُعدون فيها و يخططون، ليتم الإفساد إلى غاية ما يستطيعون .
ب – " قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ " إذا هم من بني جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا، بل و ربما يستدلون على مآربهم بآياتنا و أحاديثنا، فلا تعجب حين ترى الآيات يُستشهد بها، و الأحاديث يُعتضد بها، فلا تظن بأن ذلك مكارم فاضت، و لكنها محاسن غاضت .
ج – قولهم فيما حكى الله عنهم ( لَنُبَيِّتَنَّهُ ) و البيات لا يكون إلا بالليل، عجيب علاقة هذا الرهط بالظلام !! و رهطنا اليوم أشد حباً و شغفاً، فالليالي الحمراء – كما يسمونها – ربيع قلوبهم، و مجمع أفئدتهم، فإن لم يكن ثَم، فالأخرى من كيد الإسلام و أهله، يقضون الليل في نقاش و حوار، و تخطيط و إصرار، لتبييت الإسلام و أهله، لتنقرض آثاره، و تُهد أركانه، فإن لم يستطيعوا القضاء عليه بالضربة القاضية، فلا بأس بالتعامل الحضاري بما يُسمى عند أسيادهم بالموت الرحيم، فينظرون أيها أشد فتكا، و أعظم هتكا، فيلزمون الباب، و يجثون على الأعتاب، فيلقطون ما تحمله الرياح عبر الأثير، و ما يتنهد به كل مهموم و أسير، أو ما يتوجع به أي محروم كسير، فيجعلون من هذه الواقعة و تلك، السندان الذي يطرقون به الباب، و يحتجون به على أولي الألباب، فليس عندهم مانع من ليّ الأعناق، أو تقييد المطلق وجعل المقيد على الإطلاق، يُقدسون القاعدة المكافيلية بأن الوسيلة تُبررها الغاية، و إن كان رهط ثمود أرادوا أن يقتلعوا الإسلام من جذوره بقتل نبي الله صالح، فهاهم أتباعهم اليوم قد استوعبوا الدرس، و أدركوا بأن جذوره متأصلة متينة، فتبقى لهم و سيلة أخرى من هدم الدين بتهميشه و تنحيته، فيكون بمنزلة الصفر على اليسار لا قيمة له، أو بمنزلة الدولة الفلسطينية حين تكون جنباً إلى جنب مع دولة يهود !! زعموا !!
د - و أما قوله _تعالى_: " وَأَهْلَه" فعجيب هذا القول ! فإذا كان المقصود نبي الله صالح فما علاقة أهله إذا ؟! إن في هذا فضح لهم و لمقالاتهم و أعمالهم و هنا و قفتان :
أ – الوقفة الأولى : سقوط الأقنعة و بيان الكذب و التناقض الشديد بين ما يدّعون و بين ما يعملون، فبينا هم أهل الحصافة و الرأي، و أصحاب الفكر المستنير الذين يحترمون الرأي الآخر و يتعاملون بمرونة معه، فهاهم الذين يظنون أنفسهم بأنهم العقلاء يُنكرون على نبي الله فيقولون كما في غير هذه السورة" قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـذَا"، فما بالهم الآن يُبيتون أهله و هم العقلاء !! عاشت العقول التي لا تعي ما تقول !!
و رهط اليوم ليسوا بأحسن حالا بل أسوأ، و مقال واحد فيه مخالفة لهم فإنهم يتلقونه بالرحب و السعة و المناقشة الهادئة !!
ألا بُعدا لهذا الفكر المتطرف المنحرف الذي تشرب التدليس و الكذب كما بعدت ثمود !
ب – الوقفة الثانية : مع قوله _تعالى_: " وَأَهْلَه" عجيب أمر هؤلاء الذين اتفقوا من فجر التاريخ على إيذاء المؤمنين في أهليهم، إذا ما نسمعه اليوم – من دعوة لخروج المرأة - ما هو إلا صدى لما تعرض له الأنبياء و الصالحون في أهليهم، فقصة إبراهيم _عليه السلام_ و زوجه مع الجبار معلومة، و لوط و بناته، و موسى و أمه و أخته، و عيسى ووالدته، و كلنا يتذكر حادثة الإفك و ما فيها من إيذاء، و هذا رهط ثمود يخططون لقتل أهله معه و لا ذنب لهم !
حتى جاء هذا الزمان الذي يريدون فيه أن يقتلوا المرأة بنحر عفافها، و قتل حيائها،بدعوى التحرير … ألا شاهت تلك الوجوه و خابت كما خاب من قبلها .
فسبحان الله !! كم اختزلت هذه الكلمة من كتاب الله، من معاناة تجرع مرارتها الأنبياء و أتباعهم، كما أنها تحمل في طياتها أطنانا من دروس الصبر و التثبيت و اليقين .
" ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ" نعم أهؤلاء هم أهل العقل و الموضوعية ! كذب مع سبق الإصرار، استخفاف للعقول، و استغفال للمجتمعات، و استغلال للمناصب و المكانة الاجتماعية لحجب المعلومات، و التلبيس على المجتمع، ثم يتشدقون بعد ذلك بمصلحة المجتمع، و تخليصه من المفسدين ! أهؤلاء هم الذين يُنظرون لسعادة الشعوب و المجتمعات !! إنهم يتشدقون بالتعامل مع الحقائق و المعلومات و يستنطقون الأرقام و الإحصائيات ! هاهم يُلبسون الحقائق بل يُخفونها حتى من أنفسهم، ثم يشهدون بعد هذا الكذب و التدليس لأنفسهم" وَإِنَّا لَصَادِقُونَ"!!
ثم بعد هذا يقول _سبحانه و تعالى_: "وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " إنه التهديد الأكيد، من العزيز الحميد، يحكي سنة إلهية، دوت على مدار التاريخ، لتُسمع من كان حيا فيرتدع، و تُذكر من كان غافلا فيرجع، إنه التهديد المبطن بالرحمة ليكفوا عن هذا المكر، و يدخلوا تحت لواء المسلمين، و إلا فإنهم "هُمُ الْمَكِيدُونَ" .
فهذه رسالة إلى من بات يُخطط و يُحلل، و يُفكر و يُعلل، و يمكر و يتحيّل، لتحريف آية قرآنية، أو طمس سنة نبوية، ليحجب الناس عن دينهم، أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، فما عاقبة مكرهم ؟
" فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ" ياللـــه !! إنها مسألة حسابية واضحة " تِسْعَةُ رَهْطٍ " فقط في مجتمع، قادوا المجتمع إلى الهاوية "أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ"
فيا أهل العلم ! و يا أهل الأقلام و الفكر و العقول ! إن هذا الرهط من العلمانيين يقودون المجتمع نحو الهاوية، إنهم يحملون معاول الهدم لإغراق السفينة، أنتم المعنيون بجهادهم؛ لأنهم قد اندسوا خلف الصفوف، فلا يُخلّص المجتمع من شرهم – بعد الله – إلا أنتم، و لنتأمل ما خُتمت به هذه الآية " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"
أما الكفار فقد استنفر الله لقتالهم جميع المؤمنين " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" .
نسأل الله أن يُخلص هذا المجتمع المسلم من هذا الرهط الذين يُفسدون فيه و لا يُصلحون .. آمين … آميـــــــن .

قلب الزهـــور 08-01-2013 01:46 AM




المبرؤون في عرضهم في القران

لقد برئ الله عز وجل في كتابه الكريم الذين اتهموا في عرضهم وهم :
** النبي يوسف عليه السلام
**النبي موسى عليه السلام
**ألسيده مريم بنت عمران عليها السلام
**أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

ونبدأ أولا بيوسف عليه السلام
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)
ودعت امرأة العزيز -برفق ولين- يوسف الذي هو في بيتها إلى نفسها; لحبها الشديد له وحسن بهائه, وغلَّقت الأبواب عليها وعلى يوسف, وقالت: هلمَّ إليَّ, فقال: معاذ الله أعتصم به, وأستجير مِن الذي تدعينني إليه, من خيانة سيدي الذي أحسن منزلتي وأكرمني فلا أخونه في أهله, إنه لا يفلح مَن ظَلَم فَفَعل ما ليس له فعله.
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)
ولقد مالت نفسها لفعل الفاحشة, وحدَّثت يوسفَ نفسُه حديث خطرات للاستجابة, لولا أن رأى آية من آيات ربه تزجره عمَّا حدثته به نفسه, وإنما أريناه ذلك; لندفع عنه السوء والفاحشة في جميع أموره, إنه من عبادنا المطهرين المصطفَين للرسالة الذين أخلصوا في عبادتهم لله وتوحيده.
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)
وأسرع يوسف إلى الباب يريد الخروج, وأسرعت تحاول الإمساك به, وجذبت قميصه من خلفه; لتحول بينه وبين الخروج فشقَّته, ووجدا زوجها عند الباب فقالت: ما جزاء مَن أراد بامرأتك فاحشة إلا أن يسجن أو يعذب العذاب الموجع.
قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَمِنَ الْكَاذِبِينَ (26)

قال يوسف: هي التي طلبت مني ذلك, فشهد صبي في المهد مِن أهلها فقال: إن كان قميصه شُقَّ من الأمام فصدقت في اتِّهامها له, وهو من الكاذبين.
وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)
وإن كان قميصه شُقَّ من الخلف فكذبت في قولها, وهو من الصادقين.
فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)
فلما رأى الزوج قميص يوسف شُقَّ من خلفه علم براءة يوسف, وقال لزوجته: إن هذا الكذب الذي اتهمتِ به هذا الشاب هو مِن جملة مكركن -أيتها النساء-, إنَّ مكركن عظيم.

ثانياً موسى عليه السلام
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا
(69) سورة الاحزاب
إن الله سبحانه وتعالى ينهانا أن نكون مثل بني إسرائيل، فقد حذرنا أن نكون مثل اليهود، وبيّن بعض صفات اليهود الذميمة، فقال: {لا تكونوا كالذين آذوا موسى} أي كاليهود الذين آذوا موسى، وأذاهم له بعضه قولي وبعضه عملي، وهذه الآية إنما نزلت حين زعم اليهود أن موسى آدر، وكان موسى لا يغتسل معهم، وكان بنو إسرائيل يغتسلون عراة، فكان موسى يغتسل وحده، فقالوا: والله ما منعه من الاغتسال معنا إلا عيب في خلقته، فزعموه آدر، فكان موسى يغتسل وقد وضع ثوبه على حجر، فهرب الحجر بثوبه حتى دخل في ملأ بني إسرائيل فجاء موسى عرياناً حتى أدرك الحجر وهو يضربه بعصاه، وهو يقول: "ثوبي حجر، ثوبي حجر"، فرآه بنو إسرائيل فقالوا: والله ما في خلقة موسى عيب وإنه لجميل الخلقة، فكان هذا أذاهم له، فلذلك قال: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا}، وهو العيب في خلقته، {وكان عند الله وجيها}.



ثالثاً مريم بنت عمران عليها السلام
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا (19)
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)
قال لها المَلَك: إنما أنا رسول ربك بعثني إليك؛ لأهب لك غلامًا طاهرًا من الذنوب.
قالت مريم للمَلَك: كيف يكون لي غلام, ولم يمسسني بشر بنكاحٍ حلال, ولم أكُ زانية؟
قال لها المَلَك: هكذا الأمر كما تصفين من أنه لم يمسسك بشر, ولم تكوني بَغِيًّا, ولكن ربك قال:
الأمر عليَّ سهل; وليكون هذا الغلام علامة للناس تدل على قدرة الله تعالى, ورحمة منَّا به وبوالدته وبالناس, وكان وجود عيسى على هذه الحالة قضاء سابقًا مقدَّرًا, مسطورًا في اللوح المحفوظ,
فلا بد مِن نفوذه.
وانطلقت إلى قومها. (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) [مريم: 27]، (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيًّا)[مريم: 28- 29] فأنطق الله بقدرته المسيح (قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِى الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَى يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [مريم:30-33]. فَعَلَتِ الدهشةُ وجوهَ القوم، وظهرت براءة مريم، فانشرح صدرها، وحمدت الله على نعمته.

رابعاً أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
{إِن الذين جاءوا بالإفك عصبَة منكم لا تحسبوه شَرا لكم بل هو خير لكم لكل امرِئٍ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم }( النور : 11


وتجري فصول هذه الحادثة في وقتٍ كان المسلمون فيه على موعدٍ مع العدوّ في إحدى الغزوات ، حيث خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في جيشه مصطحباً معه عائشة رضي الله عنها ، وفي طريق العودة توقّف الجيش للراحة والنوم ، وجلست عائشة رضي الله عنها في مركبها تترقّب
لحظة المسير ، وتلمّست نحرها لتكتشف أنها أضاعت عقداً لأختها كانت قد أعارتْها إياه ، فما كان منها إلا أن نزلت من مركبها لتبحث عنه في ظلام الليل
ولم تكن تدري أن المنادي قد آذن بالرحيل وأن الجيش قد انطلق وتركها وحيدة في تلك الصحراء الموحشة وما أن وجدت العقد حتى عادت مسرعة
لتلحق بركب الجيش ولكن الوقت فات وفي هذه الأثناء ، كان صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه يسير خلف الجيش ليحمل ما سقط من المتاع
فنزل عن راحلته وطلب منها أن تصعد ، ولما ركبت الناقة انطلق بها مولّيا ظهره لها ، حتى استطاع
أن يدرك الجيش في الظهيرة
ولم تمضِ سوى أيام قليلةٍ حتى انتشرت في المدينة إشاعاتٌ مغرضة وطعوناتٌ حاقدة في حقّ عائشة
رضي الله عنها روّجها ونسج خيوطها زعيم المنافقين
عبد الله بن أبيّ بن سلول وبلغت تلك الأحاديث سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -
فكان وقعها عليه شديداً
وكان من الطبيعي أن تؤثّر هذه الإشاعة على صحّة عائشة رضي الله عنها فتزداد مرضاً على مرض
وطال انتظار النبي - صلى الله عليه وسلم - للوحي
وبعد أن بلغت القضيّة هذا الحدّ ، لم يكن هناك مفرّ من الذهاب إلى عائشة رضي الله عنها لمصارحتها بالمشكلة واستيضاح موقفها فدخل عليها النبي
صلى الله عليه وسلم ومعها امرأة من الأنصار ،فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - وتشهّد ثم قال :
( أما بعد ، يا عائشة ، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ؛ فإن العبدإذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه ) ، فلما سمعت قوله جفّت دموعها ، والتفتت إلى أبيها فقالت :
" أجب رسول الله فيما قال
" ، فقال : " والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ، ثم التفتت إلى أمّها فكان جوابها كجواب أبيها ، وعندها قالت :
" لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقرّ في أنفسكم وصدقتم به ، فلئن قلت لكم أني منه بريئة - والله يعلم أني منه بريئة - لا تصدقوني بذلك
ولئن اعترفت لكم بأمر - والله يعلم أني منه بريئة - لتصدقنّني ، وإني والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف حين قال :
{ فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } ( يوسف : 18 ) .
وإذا بالوحي يتنزل من السماء يحمل البراءة الدائمة ، والحجة الدامغة في تسع آيات بيّنات ، تشهد بطهرها وعفافها ، وتكشف حقيقة المنافقين ، فقال تعالى
{إِن الذين جاءوا بالإفك عصبَة منكم لا تحسبوه شَرا لكم بل هو خير لكم لكل امرِئٍ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم }
( النور : 11 ) وانفرج الكرب ، وتحوّل حزن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فرحاً ، فقال لها :
( أبشري يا عائشة ، أمّا الله عز وجل فقد برّأك ) ، وقالت لها أمها : " قومي إليه " ، فقالتعائشة رضي الله عنها امتناناً
بتبرئة الله لها ، وثقةً بمكانتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
ومحبته لها :
" والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله عزوجل "

قلب الزهـــور 08-01-2013 01:55 AM

وقفة للتأمل : إذن لن يضيعنا
ماذا تركت لله لتنال رضاه؟


في هذه الأيام المباركة , أيام عيد الأضحي المبارك ….
التي نعيش فيها مع معاني التضحية الراقية ، لابد أن يشغلالإنسان سؤال هام يسأله لنفسه من آن لآخر … ماذا تركت يا نفس لله ؟؟؟
بماذا ضحيت لله ؟؟ بل ومتى ؟؟؟؟
تجول معي قليلاً مع عائلة تحكي قصة التضحيات بكل أنواعها ..
رجل حنون كريم يصفه القرآن بأنه " أواة حليم " يؤمر أن يترك زوجته الحبيبة و ابنه الغالي الذي انتظره سنوات طوال… يؤمر أن يتركهما في واد غير ذي زرع ..و يذهب ، لا لسويعات، …بل لسنوات طوال ….
و يدعو ربه بقلبه …يشرع في الدعاء و ربما لا يكمله استحياء من الله …لكن الله يعلم …قد حافظ على وديعته قبل أنينطق بدعائه …
"ربنا إني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم "دعاء تمرُّ عليه في وردك .. فتجد أنه لامس شغاف قلبك …تستكين له ليرفعك عالياُ …عاليأ ….
و تسألة الزوجة الحائرة : يا إبراهيم يا إبراهيم ..أين تتركنا…. ؟؟. ولماذا.. و متى الإياب ؟؟؟ وكيف؟؟ ….. ألف سؤال وسؤال يمكن أن يكون في ذهن هذه المرأة …. و لكن إبراهيم …. معقود اللسان طاعة لأمر ربه .. لا يفصح
أي مشهد هذا ….. صورة ترسم في ذهنك أروع معاني الإيمان …
و تفقه المرأة العظيمة … تفقه الرسالة …. و
يكفي اللبيب إشارة مكتومة … وسواه يدعى بالنداء العالي ….
وتسجل واحدا من أروع أسئلة التاريخ…. سؤالاً يدخل إلى أعماق أعماق قلبك… يجول هنا و هناك .. بين القلب و العقل… في رحلة عبرت إلى كل قلب بداخله ذرة من إيمان …
آالله أمرك بهذا ؟؟؟؟؟؟
إنها نعم … يعلن عنها إبراهيم …. يعلنها عالية مدوية … في صمت ….
فتقول … بقلب أبحث عنه أنا وأنت في كل مكان … تعيش لاهثاً وراء معالمه :
إذن …فلن يضيعنا …
اذهب يا إبراهيم و اطع ربك …إنه أمرك فلن يضيعنا …..
اذهب يا براهيم بلا لوم ولا حيرة …أنا و ابنك بخير… في يد من لا تضيع عنده الودائع …
و جاء و قت الامتحان … امتحان " إذن فلن يضيعنا "
إن الوليد يحتضر… جائعاً…الآن … الآن… تكتم أنفاسك … لترى لحظات الابتلاء …تجري الأم … تلهث وراء طعام … إن الوليد يموت …تترنح في مشيتها … تمد خطاها في وهج الشمس … تتسارعجريتها تجاري بها صرخة وليدها … كل شيء حولها بدا متأرجحا …باهتا … خائفا …إلا …….. إلا ….
إلا القلب …. ظل ثابتا ثبات الصفا …. راسخا رسوخ المروة … وآه لو كانا ينطقان ما أروعه من أداء سيدتي ..ماأعظمها من تضحية ..ما اكرمها من نتائج لامتحان …
أنها فاقت كل توقعات النجاح …فلقد كانت النتيجة "ماء زمزم " ..
كانت الجائزة "ماء زمزم "… وما أروعها جائزة من كريم … دواء لسقم القلوب قبل الأبدان .. ترتشفها فتجري صورالتضحية في جسدك ….
لقطة أخرى
ما أجمل اللقاء بعد شوق … بعد سنوات طوال … الابن الحبيب قد كبر … يملأ العين و القلب، إنه ليس ابناً عادياً كما تلد النساء … إنه نبي .. صادق الوعد .. بخلق و كرم و بر الأنبياء …
والآن حان للأب في هذا السن إن يركن إلي ابنه لينال منه حنان البر ورد الجميل ..
لكنه …….. الأمر من السماء " في رؤيا" أن يذبحه …….. هو …….. بيده ….ليس بيد غيره , بماذا؟؟؟؟ ………….بسكين …. ترى ما الذي سيشقه هذا السكين ؟؟؟؟؟؟
قلب الأب أم عنق الابن ؟؟؟؟
و يعرض إبراهيم الأمر على ابنه …..أنه ليس عرضاً لعروس .. أو لرزق جديد .. إنه عرض للموت .. مذبوحاً بسكين… عرض قبله إبراهيم من قبل لأنه من ربه الرحيم ..لكنه كان يساعد ابنه على القبول …
فإذا بابنه …يصدق الوعد ..و يقول ..يا ابتِ افعل ما تؤمر … نعم إن منامك حق …..ليس هناك شك …. إنه أمر ….
ثم يبدا الابن في تنظيم الحدث …و يضع التعليمات التي غلقًت كل أبواب الرجوع …و سُطرت من ضياء في حديثالتضحيات .
يا ابتي تلني على جبيني حتى لا ترى وجهي فترحمني
يا ابتي سن شفرتك حتى يكون الموت أهون علي …
يا ابتي ..اضمم عليك ثيابك حتى لا تصيبها الدماء فتراه أمي فتجزع
و بلغ أمي مني السلام …
أمنت العملية بنجاح ..
هل كانا يعلمان مثلي و مثلك بالكبش العظيم ؟؟؟
كلا …
لقد أسلماااااااااااااااا
إنه ابراهيم تله للجبين ..إن السكين تشرع في عملها …لكنها لا تذبح …فقدت خاصيتها بأمر من الرحمن …
إن السكين لا تذبح ..ماذا أفعل ؟؟ هل آتي بأخرى ؟؟؟ إن السكين لم تذبح …إنها لحظات الفرج من الكريم ..جائزة أخرى..الكبش العظيم
ما أروعها من قصة لثلاث ..أوسعوا الشيطان ضرباً بالجمرات …
بل اقول لأربع …فكيف لنا أن ننسى سارة و تضحية من أرفع ما يمكن أن تقدمه امرأة …تقدم زوجها النبي الخليل لجاريتها الصالحة …هاجر …لتستكمل القصة..

قلب الزهـــور 08-01-2013 02:03 AM


مقـــاصــد المحتسبين
بين يديّ عشرات الإيرادات والشبهات التي توضع باستمرار أمام ناظري المحتسبين (الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر) ، تأتي بمقصّها على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتأخذ من أطرافها وجوانبها وأعاليها حتى تنزل بها إلى الموضع المناسب الذي لا ينالها فيه تهكّمات وتذمّرات المنحرفين والعلمانيين، كما تقوم هذه الإيرادات بدور قاتم السلبية في الضغط على صدور المحتسبين ليصبحوا أقل غيرة وأخفّ حماسة وأضعف يقيناً.
سأستعرض هذه الإيرادات سريعاً ، وسأنثرها جميعاً على الطاولة، وسأحاكّمها إلى المقاصد التي أرادتها الشريعة من شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلنتدبّر نصوص القرآن والسنة لنعرف مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ثمّ نسلّط هذه الإضاءة على تلك الإيرادات لنكشف عوارها وخللها:
أول سؤال هنا: في كيفية معرفة مقاصد الشريعة في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو في أي باب آخر؟
قد ذكر المختصون عدداً من الوسائل والطرق الكاشفة عن مقاصد التشريع، أهمها وأوضحها هي ذات الأوامر والنواهي الصريحة في النصوص الشرعية، فكلّ نصّ شرعي جاء بأمر أو نهي فهو مما يريده الله ويقصده.
إذاً؛ فالمقصد الأول للاحتساب هو الامتثال لمراد الشريعة في وجود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والانتهاء عن نهيها في ترك هذه الشعيرة.
نقرأ في كتاب الله:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}*آل عمران: 104*
وهو من صفات النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرها القرآن: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ} *الأعراف:157*
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه
)).
فالمسلم حين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قد حقق المقصد والغاية والمعنى الذي يريده الله منه ويريده منه النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا قمت بأداء الصلاة الفريضة جماعة، أو أدّيت فريضة الحجّ، أو صمت مع المسلمين شهر رمضان، فإنّك تقوم بذلك امتثالاً وطاعة وعبودية لله، ولا تطلب من وراء ذلك مصلحة ولا سمعة ولا غاية دنيوية، ولو اعترض عليك أحد : (بأنّ هذه العبادات لا تقدّم لك شيئاً مادياً ملموساً) لرفعت يدك حمداً لله أن لم يحرمك الهداية كما حرم هذا المسكين.
كما أنّ من يقوم بهذه العبادات لن يلتفت إلى ضاحك أو عابث أو مثبّط أو حتّى مؤذٍ ومعتدٍ لأنّه يرى أنّ طاعة الله لا تقبل المفاضلة مع حظوظ النفس وأهوائها.
كذلك المحتسب، فهو حين ينصح ويذكّر بالله يقوم بعبادةٍ كالصلاة والزكاة، لا يبحث من ورائها عن غاية دنيوية ولا مصلحة عاجلة، ولا يفتّ في عضده ساخر أو عابث أو مثبّط لأن شأن العبادات ومرضاة الله أعظم.
حين يتجلّى هذا المعنى العظيم في قلب المسلم، فيرى أن (الأمر بالمعروف) و(النهي عن المنكر) عبادة يحبّها الله ويقصدها ويريد من عباده القيام بها ، حين يتصلب هذا الأصل تتفتّت معه أشكال الاعتراضات والإيرادات:
فحين يعترض معترض بأن (كلّ شخص مسؤول عن نفسه ولن يضرّ إلا نفسه) أو يطلب (بأن لا تتدخّل في خصوصيات الآخرين) أو إذا حسن حاله قال (أصلح حالك ولا عليك منهم).
فهو إنسان قد غاب عنه مقصد الشريعة تماماً، لأن من أمرني بالصلاة هو من أمرني بهذه الشعيرة.
وإذا قال قائل: (لا فائدة من هذا الإنكار؛ فسواء نصحت أم لم تنصح فالمنكر لم ولن يتغيّر!)
فهو إنسان لم يستوعب بعد أن المسلم لن يبحث عن فائدة أعظم من امتثال أمر الله، والقيام بما يريد الله.
ولو قال قائل: ( هم يعرفون أنه حرام وربّما يكونوا أعلم منك به فلا معنى لإنكاره) فقد غاب عنه أن هذه الشعيرة ليست موجهة إلى تعليم الناس ما جهلوه فقط، بل التعليم جزء من هذه الشعيرة وليس هو كلّ الشعيرة.
وسنجد في القرآن من مقاصد هذه الشعيرة: تحصيل المعاني الشريفة التي ألبسها الله للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكرين.
فقد وصف الله هذه الأمة بالخيرية لقيامها بهذه الشعيرة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} *آل عمران:110*
ووصفها بالفلاح بسبب ذلك: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}*آل عمران: 104*.
وجعله من صفات المؤمنين، ورتّب لهم الرحمة بسببه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}*التوبة:71*
كما ذمّ الله التاركين لهذه الشعيرة المفرّطين فيها فقال سبحانه : {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}*المائدة:63*، وعابهم فقال تعالى: {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}*المائدة:79*
فالفلاح والخيرية والرحمة وغيرها من المعاني العظيمة هي ثمرة من ثمار القيام بهذه الشعيرة، وإهمالها سبب للعيب والذم والهلاك.
إذن؛ فمن غير المتوقّع ممن فهم هذه المقاصد وكان مستحضراً لها أن يكون اعتراض بعضهم (بأنّ طبيعة الاحتساب تجعلك إنساناً غير مقبول لدى قطاع كبير من الناس، وربّما ينفرون منك ويستثقلون مجالسك، فالسكوت والمداراة والدخول في الموضوعات المشتركة يجعلك أكثر جاذبية وأقدر على التواصل والتعايش) لن تكون هذه إلا ممازحة ثقيلة الاعتبار لأنّ مقامه عند الله لا يدانيه شيء، وهو يستحضر أن استجلاب رضا الناس هبة ربانية لطالما حُرم منها من داهنهم، ووهبها الله لمن كان صادقاً معهم ولو خالفوه ( من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس).
لا يشكّ أحد أن المحتسب يضحّي بقدر واضح من سمعته ومكانته وتقدير الناس له من جرّاء هذا الأمر، فمن يدخل في مكان تصدع فيه أصوات الموسيقى فيقوم ناصحاً لهم أو من يحضر في مجالس تلاك فيها أعراض الناس فينصحهم وينكر حديثهم… فربما يكون في محلّ امتعاضهم وتذمّرهم من وجوده لكنّ هذا ثمن لا بدّ أن يقدّم لتحصيل المقامات العالية.
وأما حين يكون المحتسب لديه سلطة تجعله حائلاً بين بعض الناس وشهواتهم - كالقائمين على جهاز الحسبة - أو حين يلتهب غيرة على انتهاكات من لديهم سطوة الإعلام فإنه سيناله من التشويه والإسقاط والتبشيع ما لا يقدره له إلا الله.
ومن مقاصد الاحتساب في الشريعة: تغيير المنكر وإزالته وتطهير المجتمعات المسلمة منه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)
فالأمر بالمعروف في مقصود الشريعة يراد به (الدعوة إليه وتثبيته والإلزام به)، والنهي عن المنكر في مقصود الشريعة يراد به (إنكاره ومنعه وإزالته).
فحين يحاول بعضهم تقديم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع (سحب وصف الإلزام والمنع) فيكون من باب النصيحة والتعبير عن الرأي من دون أي فرض أو إلزام فيقول: ( ينصح الإنسان ويبين له المنكر لكن من دون فرض وصاية عليه) فهو رأي بعيد عن المعنى الشرعي لهذه الشريعة.
هي محاولة تلفيقية لتقريب مفهوم (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) من المفهوم العلماني، لأنّ العلمانية لا تعارض من تعبير الإنسان عن رأيه فيُظهر ما يراه معروفاً وُينكر ما يراه منكراً، لكن من المرفوض والمستهجن تماماً أن يكون ثمّ فرض أو إكراه لأحد على أن يفعل أمراً أو يترك شيئاً بناءً على أن ذلك حكم الشريعة، لأن ذلك من قبيل انتهاك الحريات وفرض الوصاية على الآخرين.
ليس هذا التلفيق جديداً، فقد اعتادت ذاكرتنا الفكرية المعاصرة أن كلّ حكم شرعي يواجه بمعارضة ورفض علمانية لا بدّ أن يقوم من الإسلاميين من يتطوّع لمحاولة تقديمها بصورة تكون مقبولة لديهم، من خلال التقليم والتقزيم للمفهوم الشرعي حتى يبدو مقبولاً.
إذن؛ فحين تنهى الشريعة عن أمر، فلا يكفي أن يكون التعامل معه فقط بالنصيحة وإبداء الرأي من دون أن يكون ثمّ تدخل قانوني ونظامي من الدولة للإلزام به، فكلّ المحرمات في الشريعة تدخل في ضمن نطاق الممنوع نظاماً، لا يجوز انتهاكه ومن فعل فهو معرّض للعقاب.
يعترض البعض على هذا الكلام (أن كثيراً من المحرمات في الشريعة لم تحدد الشريعة لها عقاباً معيناً مما يعني أنّه لا يلزم معاقبته ولا منعه).
وهنا خطأ فاحش، فعدم وجود عقاب محدد لا يعني أن الفعل يكون مشتهراً لا يمنع منه الإنسان، فيكفي أن الشريعة حرّمته حتى يكون ممنوعاً نظاماً، وحين يكون ممنوعاً نظاماً فلا بدّ من عقاب لمن ينتهك النظام والقانون.
هذه مقدمات بدهية، [فالمحرم لا بدّ أن يكون ممنوعاً ] و [الممنوع لا بدّ أن يجازى من ينتهكه] وقد يسقط عنه العقاب، لكن لا يمكن إسقاط العقوبة مطلقاً عنه، لأنّ إسقاطها مطلقاً يعني أنّك تمنع الناس من شيء وتبيح لهم في نفس الوقت أن يفعلوه مراراً وتكراراً من دون أن تفعل شيئاً، وهذا يؤدّي تلقائياً إلى أن لا يكون ممنوعاً، وحينها يكون مثل المباح مثلاً بمثل، وهذا منافٍ تماماً ومناقض لمقصود الشريعة من جعله منكراً.
مثال يوضّح المقصود: فحين تحرّم الدولة نظاماً أن يقطع الإشارة وهي حمراء، فلا بدّ أن يكون ثمّ نظام وقانون يمنع مثل هذا الأمر، وحين يقع الشخص في المخالفة فلا بدّ من مجازاته، وقد تسقط عنه العقوبة لأي سبب كان لكن لا يمكن أن تمنع الدولة شيئاً من دون أي جزاء، لأن معنى هذا أن يقطع الإنسان الإشارة مرة وعشرين وألف من دون أي جزاء، وهذا يجعل قطع الإشارة كمثل أي شيء غير ممنوع فلا قيمة لكونه ممنوعاً، وحين لا يكون ممنوعاً فيكون إذن من قبيل المباحات تماماً.

قلب الزهـــور 08-01-2013 02:07 AM

تااااااابع
 


كذلك الأمر في بقية الأحكام الشرعية (فالخمر حرام، والربا حرام، والطعن في الشريعة حرام، ونشر البدع حرام…) فلا بدّ أن تكون ممنوعة نظاماً، وأن يكون ثمّ جزاء لمن يخالف، وحين يشرحها الإنسان على أنّها محرمات فقط في الشريعة لكنها في الواقع والنظام ليست محرّمة فهو تصوّر علماني للشريعة الإسلامية، يتصوّر أن في الإمكان أن يكون (ثمّ محرّم في الشريعة) وليس هو (محرّم في النظام والقانون) وهذه هي فلسفة العلمانية في عزل الدين عن الدولة.
وإذا عرف هذا الأصل زالت كافّة الإشكاليات التي تثار على طبيعة عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه يقوم ببعض الواجب في منع المنكر وإقامة المعروف.
فقائل: (أن الأمر والنهي في الشريعة لا يحتاج لسلطة وإنما هو واجب اجتماعي يقوم به الناس) فهو بهذا يسقط صفة القوّة والإلزام التي تتّصف بها هذه الشعيرة لتكون قريبة من المفهوم العلماني.
وينفي آخر (صلاحية الدولة للتدخّل في مثل هذه القضايا لأنّ هذا ليس من اختصاصها) وهذا مبني على اعتقاد أن الدولة تكون محايدة في قضايا الدين كما هي الرؤية العلمانية.
والمقصد الرابع لهذه الشعيرة: الإعذار إلى الله، كما ذكر الله ذلك في المناظرة التي جرت بين الفئة التي سكتت عن جريمة أصحاب السبت مع الفئة التي أمرت ونهت {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}*الأعراف:164*.
فمن مقاصد هذه الشعيرة ومعانيها أن يقوم المسلم بالواجب حتى يبرأ ويعذر أمام الله.
ليس المطلوب أن يتغيّر المنكر ويزول، أبداً ليس هذا هو المقصود الوحيد، إن حصل فبها ونعمت وإلا فقد حصل الإعذار، فحين يعترض شخص متندراً (بأنّ هذا المنكر لن يزول وأن خلفه مؤسسات ونظم وقوى…) فهو لا يدري ما مقصود الشريعة من هذا الاحتساب؟
فالحديث المتكرر من بعض الناس من أنّ (هذا المنكر منتشر وظاهر وكلّ الناس تفعله فلا حاجة لإنكاره) كلام من لا يعي ماذا يريد المحتسب من هذه الشعيرة.
نعم، لو كان المحتسب يعلم يقيناً أو غلب على ظنّه أن الشخص الذي وقع في الخطأ لن يقلع أبداً عن فعله ولن يستفيد بتاتاً من نصيحته فقد ذهب بعض العلماء إلى أنّ هذا يكون سبباً لسقوط وجوب الأمر والنهي خلافاً للرأي الآخر - وقد حكاه بعضهم قولاً للعلماء - ممن يرون أن الوجوب لا يسقط بسبب هذا. [انظر الآداب الشرعية: 1/155]
لكن لاحظ أن الخلاف هنا في سقوط (الوجوب) وليس في سقوط (الأمر والنهي) فهو مشروع على كلّ حال وربّما يقول بعضهم هو جائز، لكنهم في النهاية لا يمكن أن يكون حالهم حال من يتعامل مع المحتسب في هذه القضايا على أنه (قليل بصر وضعيف فقه وغير مدرك للمقاصد الشرعية) بل وربّما تحمّس قليلاً فقال (هم سبب زيادة المنكرات)!
على أنّ الحديث عن عدم تأثير الأمر والنهي حديث تثبيطي بعيد عن الواقع، فللقيام بهذه الشعيرة دور عظيم التأثير في إصلاح الأوضاع وتعديل السلوك وتقويم الانحرافات بما لا يخفى، لكن هذه الروح الكسولة تبثّ فيروساً قاتلاً لإحساس أي شخص يريد أن يقوم بأداء هذا الواجب، بحيث أنه سيتقاعس حتى عن المنكرات التي يجزم هو بإمكانية تغييرها أو يغلب على ظنه، ومع ذلك فلن يفعل شيئاً، لأن الضعف قد سرى في روحه وسكن قلبه فما عاد يفكّر في أي إصلاح، بخلاف أصحاب العزائم والهمم فإنهم كثيراً ما يصلح الله على أيديهم من الأمور المستعصية ما لم يكونوا يحتسبون ، ولو التفتوا لهذه الدعوات لما قام آمر ولا ناهٍ.
على أنّ الإصلاح ليس بالضرورة أن يكون لجميع الناس ولكافة المجتمع، يكفي أن يتحقق الإصلاح ولو على بعض الأفراد، فإصلاح بعض الناس أو بعض السلوك هو مقصد ومطلب شرعي.
يا أخي: افترض عدم وجود أي إصلاح ولا تأثير، يكفي أن تبقى المفاهيم والمعاني الشرعية ثابتة في النفوس، يكفي أن يعرفوا أن الخمر حرام والربا حرام والموسيقى حرام والتبرج حرام ولو كانت هذه المحرمات ضاربة بأطنابها في المجتمع، يكفي أن تكون الأحكام ثابتة لم تنسى ولم تمت، وبقاء الأحكام كفيل بإصلاح الأمور ولو بعد حين.
فالكلمات التي تملأ فضاء الناس من قبيل (الحملة ضدّ هذا المشروع فاشلة) و(إنكار هذا المنكر خاسر) و(ستخسرون) و(ستفشلون) .. كلام من لا يعرف ما هو الفشل والنجاح في معادلة هذه الشعيرة، الفشل والخسارة في عدم تحقيق مقصد الشريعة، القيام بها نجاح بحدّ ذاته يكفي في نجاحه أن تبقى المفاهيم صحيحة، فلو أن شخصاً صلى في مسجدٍ ما عشر سنوات، وقام فيه الليالي الطويلة، ثم هدم هذا المسجد وسوّي بالأرض هل يكون هذا الرجل فاشلاً خاسراً؟ أبداً، ولا من قام ونصح وبيّن ثمّ ثبت المنكر واستقرّ لا يكون فاشلاً ولا خاسراً.
هذا الربا منتشر في كل المجتمعات الإسلامية لكن الجميع يقول هو حرام، وقل مثلها في الخمور والتبرج وغيرها.
وهل وقف هذا التثبيط عند هذا الحدّ؟
لا، فالضعف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرض يصيب النفوس فتظهر كثير من الأعراض على فكره وسلوكه من حيث لا يشعر، وتتشكّل في صور عديدة ليست إلا عرض لهذا المرض،
فمرّة يقول: (هذا المنكر قادم قادم) ويتحدّث بلغة الفاهم العارف بالمحيط السياسي والمتغيرات الدولية، وما أدري ما قيمة كونه قادم أو غير قادم في الأمر والنهي، يا أخي لو كان قائماً بجذوره لوجب إنكاره ولما ساغ السكوت عنه، فكيف تزول هذه الشعيرة مع شيء لمجرّد أنه سيقدم؟
والمشكلة الأكبر: أنّ هذه المنكرات القادمة كثيرة جداً، وإذا أبيد الحسّ الشعبي الرافض والممانع لأي سلوك أو فكر يخالف أصوله وقيمه فمعناه أننا سنكون مستعدين نفسياً للقبول بكافة المنكرات والانحرافات التي يخطّط لها، ليس فقط مجرد تخطيط، بل الأمر وصل إلى حدّ التنفيذ ومتابعة الدول ومعاقبة المتخلّف كما هي قرارات الهيئات والمؤتمرات الدولية التي تريد فرض أجندتها الفكرية في إشاعة الفاحشة وتطبيع العلاقات المحرّمة على كافة الدول، فمع هذه النفسية الهزيلة لا يمكن للمجتمعات المسلمة أن ترفض أي شيء من هذه المؤتمرات والقرارات، وما عليهم سوى أن يقرروا حتى تكون قراراتهم موضع التنفيذ لدينا لأننا أصحاب حكمة ونظر في عواقب الأمور!
ومرّة يقول (الناس لديهم تحديات كبيرة تمسّ هوية المسلم وتعرّض أصوله للذوبان…) ويواصل في الحديث حتى يهوّن من أي منكر غيره، وكأن وجود منكر كبير يكون سبباًَ لترك ما دونه من المنكرات؟
وآخر يستغرب: (لا يصحّ المطالبة بجميع الأحكام الشرعية وإنما تكون المطالبة بالحدّ الذي يمكن أن يكون مقبولاً وممكن التحقيق) ولا مشكلة أن يكون هذا جزء من التنوع في الإنكار، فينكر بعضنا المنكر بكلّيته، ويطالب بعضنا بالتخفيف منه، لكن الإشكالية الحقيقية أن تكون هذه المطالبة الجزئية هي الأصل والحكم الشرعي وما عداه فهو غير واعٍ ومحطّ استخفاف وعيب؟
إلى غير ذلك من التبريرات التي ليته جعلها خطاً له ومنهجاً خاصاً به، لكنّه يريد فرضها على بقية الإخوان المحتسبين الغيورين الذين فيهم عزيمة وقوّة واستعداد للتضحية والبذل فيفتّ في عضدهم بمثل هذه الأشكال التبريرية التي ليست إلا أعراض للضعف الذي يصيب الإنسان.
إن مفهوم (الإعذار) يعني أن الله تعالى يريد من عباده أن يشيعوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن يكون ظاهراً بينهم حتى ولو لم يكن ثمّ نتيجة أو ثمرة لذلك، فالمقصود أن تعذر وتبرئ ذمتك وتظهر براءتك وإنكارك، حينها فأي دعوى أو قول ينافي هذا الأصل فهو معارض لمقصد الشريعة.

قلب الزهـــور 08-01-2013 02:12 AM

تاااااابع
 

فمن يكرر القول دائماً وأبداً بأنه (لا يجوز أن يترتب على المنكر منكر أعظم منه) كلام صحيح لكن تكراره وإعادته بمناسبة وغير مناسبة لا يعدو أن يكون تثبيطاً وتخذيلاً ، فهذا شرط استثنائي لا يصحّ أن يكون هو الأصل في تقرير هذه الشعيرة، فالأصل أن تأمر وتنهي وتنصح وتذكّر وفي حالة وجود مثل هذا الأمر يتوقّف الإنسان، لا أن يكون هذا هو الأصل والقاعدة المستمرة.
على أنّ هذا الأصل يجب أن يبقى استثنائياً ويجب أن يكون صادقاً ودقيقاً فلا بدّ أن يكون ثم منكر فعلا يترتب على هذا الإنكار وقد تأكّد الإنسان من وجوده، ولا يصح أن يكون مثل هذا الكلام إيراداً ثابتاً يتحرّك في كلّ قضية.
والمؤلم حقاً أن هذا الكلام يشاع في وقت ضعف القيام بهذه الشعيرة، وانتشار التفريط الكبير فيها بين أوساط الناس، فبدلاً من أن يشدّ عزم الناس للقيام بها وإحياء معالمها، يزيد المشكلة ويعمّق الخطأ بمثل هذه التبريرات الباهتة.
قولوا لي بربّكم: لو جاء شخص فتحدّث عن الصدقة بهذه الطريقة:
(الشخص قبل أن يتصدّق عليه أن يتأكد أن يضع صدقته، فقد يترتب على صدقتك منكرات مفاسد وجرائم، فحرام عليك أن تتصدّق في هذه الحالة وأنت آثم ومفرّط حينها) وإذا سمع أحداً يتحدث عن الصدقة جاءه تحفّظ على دعوته للصدقة بأنّ الصدقة ليست مقبولة دوماً، بل قد تكون وبالاً على صاحبها، ولا يكفي أن يتصدّق الإنسان حتى ينال رضا الله والجزاء الحسن .. إلخ.
لا شكّ أنّ تصرّف مقيت ومستهجن، لكنه هو ذات الأسلوب الذي يمارس مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويطالب بعضهم فيقول: (الحكمة والعقل أن نقبل ببعض المخالفات الشرعيّة لأنّ مجيئها حتمي الوجود، فلنقبل بها أول الأمر مع وضع الضوابط خير من رفضها مطلقاً فتأتيك بصورة أعظم من دون ضوابط).
يبدو شكلها جميلاً حقاً، أن تأتي بالمنكر بنسبة 40% مثلاً هذا اليوم، خير من أن يأتيك بعد أسبوع أو شهر أو سنة بنسبة 90%، فهذه الحسبة الرياضية رائعة جداً، لكن هذا التفكير الرياضي غير قادر على إيجاد مثال واحد فقط على هذه النظرية، سيتحدث طويلاً لكنه لن يتمكن من أن يذكر واقعة ارتكب فيها المنكر استعجالاً فحفظ بسبب ذلك من قدوم المنكر الأشنع ببركة الاستعجال في تقديمه، فالذي يحصل أن مثل هذا التفكير يضعف جانب مواجهة المنكر ونصح أصحابه ويخفف من حرارة المجتمع من وجوده حتى يمرّ مرور الكرام، وأما نسبة التخفيف فهي خيالية تجريدية تعيش في ذهن صاحبه ولا قيمة لها في الواقع، بل الواقع يقول إن المعارضة والممانعة والرفض هو الذي يخفف المنكر القادم، وهو الذي يجعل ثم ضوابط واحتياطات له، لأنّ أكبر عامل يحسب أمره هو عامل الرفض الشعبي وموقف الناس ونفرتهم، فحين لا يكون ثم أي رفض فلا معنى لأن يخفّ حضور هذا المنكر.
البنوك الإسلامية لم تنشأ إلا من جراء الرفض العلمي الكبير للبنوك الربوية، فعاشت البنوك الربوية فترة ثم نهضت البنوك الإسلامية، ولو أن المشايخ في ذلك الوقت قالوا: (نأخذ بجواز الربا ونبحث عن تأويل أو قول مرجوح هنا أو هناك ونضع بعض القيود خير من ارتكاب الناس للحرام) لما قامت البنوك الإسلامية أبداً، وقل مثل هذا في الإعلام الإسلامي وغيره.
ويبالغ بعضهم فيضع الشروط والقيود التي يجب أن يلتزم بها المسلم قبل أن يأمر أو ينهي أو ينصح فيضعون من الشرائط ما تؤدّي إلى (إجهاض) هذه الشعيرة وإماتتها في النفوس.
فيشترط بعضهم أن (لا تكون المسألة خلافية) لأنّه لا (إنكار في مسائل الخلاف) مع أنّ مسائل الخلاف إن كان ثمّ نصّ شرعي فيها فإنها تعامل كغيرها من المسائل، وقد اتفق الفقهاء على أنّ القاضي إذا حكم بحكم فخالف الكتاب أو السنة أو الإجماع أنه يجب نقض قوله إجماعاً كما حكاه جمع من العلماء، فإذا كان في حكم القاضي فكيف بغيره؟
وهذا القول يؤدّي في نهايته إلى تصفية هذه الشعيرة من الوجود، لأن معنى هذا الكلام أن لا ينصح ولا ينهى إلا من كان عالماً بجميع مذاهب الفقهاء وأقوالهم حتى لا ينهي عن شيء فيه خلاف، وكم عدد هؤلاء الناس في المجتمع؟
ثمّ معنى هذا أن الإنسان لا يراعي وجود آية في كتاب الله أو حديث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يراعي وجود خلاف أو عدم خلاف، فالمتبع حينها لكلام العلماء لا لنصوص الشريعة.
ومعنى هذا أيضاً أن (المنكر) ليس هو ما أنكرته الشريعة و(المعروف) ليس هو ما أمرت به الشريعة، بل المنكر هو ما أجمع العلماء على إنكاره، والمعروف هو ما أجمع العلماء على اعتباره، فأصبح وصف الشريعة غير حاسم في الموضوع.
ولشناعة هذا اللازم قال الفقيه الظاهري ابن حزم: (ولو أن امرأً لا يأخذ إلا بما أجمعـت عليـه الأمة فقـط، ويترك كلَّ ما اختلفوا فيه مما قد جاءت فيه النصوص، لكان فاسقاً بإجماع الأمة) [الإحكام في أصول الأحكام:1/291]
وإذا علمنا إضافة إلى ذلك: أن المسائل الخلافية واسعة جداً، خاصة إذا أدخلنا فيها خلافات المعاصرين فلا يوجد إذن ما يجوز إنكاره إلا المحرمات الضرورية التي من أنكرها فقد كفر، كالزنا والخمر ونحوها، وأما عامّة نصوص السنة فلا اعتبار لها ولا قيمة؟
لأجل ذلك كان الاحتجاج بالخلاف شبهة ميتة وقول ساقط كما قال ابن عبد البرّ: (الاختلاف ليس بحجَّة عند أحد عَلِمْتُـه من فقهاء الأمة؛ إلا من لا بصر له ولا معرفة عنده ولا حجَّة في قوله) [جامع بيان العلم وفضله:1/115]
فالصحيح أنّ هذه القاعدة (لا إنكار في مسائل الخلاف) بعيدة جداً عن هذا التداول لها في الساحة الفكريّة، فهي قاعدة في القضايا التي لا نصوص فيها، ومن جهة أخرى إنما تكون مع الشخص الذي يتبع قولاً فقهياً باجتهاد منه أو باتباع لعالم يراه، وليس المقصود أنّ هذه المسائل لا ينكر فيها مطلقاً، وإنما إذا كان شخص ما قد اتبع عالماً واستفتاه فلا ينكر عليه لأنّه معذور.
فتطبيق هذه المسألة بهذه الطريقة يؤدّي إلى إبادة الحسّ الاحتسابي في النفوس فلا يأمر أحد ولا ينهى، وتفعل المحرمات وتشاع ويبحث عن أي قول فقهي فيها، وكلّ هذا منافٍ لمقصد الشريعة من (الإبراء) و(الإعذار).
لا مشكلة كبيرة لديّ مع الشخص الذي يتخذ لنفسه منهجاً في عدم الإنكار في مسائل الخلاف بناءً على فهمه لهذه القاعدة أو توسيعه لمفهوم الخلاف المعتبر، فهذا في النهاية اختياره واجتهاده وإن كنت أراه مخطئاً، لكن الخلل الأكبر أن يعتقدها قاعدة كلّية يحاكم الناس إليها، ويلاحق إخوانه بها ويضعف من نشاطهم وحماسهم، وقد كان كافيه أن يعرف أن هذه القاعدة هي محلّ خلاف أيضاً، وبالتالي فلا يجوز له أن ينكر بها على الآخرين لأنّه يعتقد بالصوابية المطلقة لقاعدة (لا إنكار في مسائل الخلاف).
خامس هذه المقاصد القرآنية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: النجاة من العقاب الدنيوي، فوجود الناصحين الغيورين ضمان في الدنيا من عقاب الله، كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}*هود:117* فكون الإنسان صالحاً في نفسه لا يكفي للنجاة من الهلاك؛ فالعقوبة إذا نزلت لم تقتصر على الظالمين فقط {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} *الأنفال:25*
وفي الصحيحين لما قام النبي صلى الله عليه وسلم فزعاً يقول: (ويل للعرب من شر قد اقترب) فقالت له أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها: (أنهلك وفينا الصالحون؟ ) قال: (نعم إذا كثر الخبث).
إذا عرفت هذا، أدركت سر هذا التلازم بين (الإيمان بوجود العقوبات الإلهية) وبين ( احترام شعيرة الاحتساب) فكلّ من لا يبالي بهذه الشعيرة تجد لديه إشكال عميق مع العقوبات، فالتفسير المادي للحوادث يؤدّي به إلى إنكار وجود عقوبات إلهية على المعاصي والذنوب، سواءً أنكرها بلسانه أو بحاله، وأما من يؤمن بوجود عقوبات إلهية على المعاصي والذنوب فهو يسلّم بخطر هذه المعاصي وضرورة الاحتساب عليها.

قلب الزهـــور 08-01-2013 02:15 AM

تااااااابع
 


ومن المقاصد الشرعية لها أيضاً: بيان الأحكام الشرعية، فإظهار الأحكام الشرعية، وإخبار الناس بما يريد الله ويريده النبي صلى الله عليه وسلم منهم، هذا مقصد بحدّ ذاته وغاية شريفة وعمل عظيم، ولو لم يحصل عمل وقد أخذ الله الميثاق الغليظ على أهل العلم بالبيان {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ}*آل عمران:187*
فالعلم بالشريعة بحدّ ذاته بركة ونور وخير، وهو سبب للعمل بها وإشاعة تطبيقها، لأجل ذلك جاءت النصوص الشرعية في الحث على العلم والتعلم والثناء على العلماء، وحين ينتشر الخطأ ويعمّ الانحراف ويسكت العلماء عن البيان بدعوى (فساد الزمان) و(عدم إمكانية التغيير) و(أنّ الفساد قادم لا محالة) أو (مجاملة لأحدٍ من الناس) فإن معنى هذا أن تسود الغربة لكثير من أحكام الشريعة.
كثيراً ما يقول بعض الناس (تخوضون معارك خاسرة مع الموسيقى-الربا-الاختلاط-البدع- ..)وهي شائعة ظاهرة، وهب أنّ أكثر الناس لم يعملوا بهذه الأحكام، بل هبهم كلّهم تركوها، يكفي أن تبقى مفاهيم الشريعة ظاهرة بيّنة واضحة يعرفها الصغير والكبير، فهذا مقصد شرعي عظيم، وهو ضمانة لعودة الناس إلى الالتزام بها يوماً ما عاجلاً أو آجلاً، ولئن شاع مثلاً سماع الموسيقى في زماننا في أمكنة كثيرة فصار الشخص يسمعها دائماً وأبداً إلا أنّه مع هذا الظهور الكبير لها، ومع وجود أقوال وفتاوى كثيرة تبحث لها عن مخرج شرعي إلا أنك لو سألت أي أحد من الناس عن حكمها لقال لك مباشرة: هي حرام، وربما ساق لك بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من بركة البيان والتعليم الذي ينظر في أهمية بيان الحكم الشرعي أولاً وأخيراً بغضّ النظر عن تطبيق الناس أو التزامهم، قارن هذا بمن ينظر في هذا الموضوع فيرى انتشار المخالفة وابتلاء الناس فيرى أنه (لا بدّ من البحث عن رأي يوسّع على الناس ما ضاق عليهم حتى لا يقعوا في الحرج ولا يكون هذا سبباً لمزيد من انحرافهم) فيسكت عن القول بالتحريم وربما أفتاهم بالجواز أو حكى لهم القولين جميعاً، تأمل كيف سيعود الأمر في النهاية على الحكم الشرعي فينسى أو يغيب لا بسبب أن الشخص لا يرى الحكم أو يضعف أدلته بل بسبب مراعاته لحال الناس التي بسببها أضعف أصل الحكم الشرعي، وما ذاك إلا لغفلة المسلم عن مقصد البيان وضرورته.
ولو نظر المسلم في موضوع البدعة ومدى شناعتها وتحذير الشريعة منها لوجد أن من خطورة البدعة أنها تأتي بمفاهيم وأصول جديدة محلّ أصول الشريعة، فتأتي البدعة لتدفن السنّة، حتى تشيع وتنتشر في الناس فتكون هي الأصل والسائد والواقع بسبب غياب الآمرين والناهين الذي يظهرون الأحكام، وهنا ظهرت عظمة الذين قاموا بمقاومتها وإظهار السنن فيها كيف استطاعوا أن يبينوا أحكام الشريعة ويظهروها بعد أن عاشت مدفونة بسبب ضعف البيان والتعليم.
فحين يتحذلق بعض الناس فيقول: ( إذا جاء الأمر وتعود المجتمع عليه فستخفّ المعارضة والممانعة كما خفّت وضعفت في أمور أخرى، وبالتالي فالنفرة التي تجدونها هي بسبب عدم الاعتياد لا غير).
نعم، صدق ولا شك، فالشيء إذا تعوّدت النفوس عليه فستألفه وتعتاده ولا تجد نحوه النفرة والاستنكار الكبير، فمن يتعوّد على رؤية الخمور ومشاهدة المناظر الإباحية والمعاملات الربوية لن يجد في نفسه تلك النفرة التي يجدها من كان بعيداً عن هذه المحرمات.
فهذا الوصف صحيح، لكنه وصف لا علاقة له بالموضوع، فسواء اعتادت النفوس أم لم تعتد، العبرة بكونه منكراً أو معروفاً بما هو متقرر في الشريعة، بل ومثل هذا الكلام يستدعي منه المزيد من الحرص على هذه الشعيرة - لو كان صادقاً- حتى لا تعتاد النفوس على المنكرات وتألفها لا أن يطالب ويحرص على تطبيعها في المجتمع حتى تخفّ حرارة الغيرة والاستنكار، فلئلا يكون الاعتياد أو عدم الاعتياد هو الحاكم والمؤثر على تحديد المعروف والمنكر يجب البيان والتعليم والإشهار للأحكام الشرعية حتى يكون المعيار هو النص لا الواقع والدليل لا العادة والإلف.

فهذه أبرز مقاصد الشريعة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "الامتثال لأمر الله"، و"الظفر بالصفات الحسنة"، و"البراءة من الصفات الذميمة"، و"صيانة المجتمعات من المنكرات"، و"بيان ما يريد الله وما لا يريد"، و"الإعذار إلى الله"، و"النجاة في الدنيا والآخرة" يجزم المسلم من مجموعها أنّ الله تعالى يريد "إشاعة" هذه الصفة وترسيخها وتعظيمها في النفوس وأن تكون أصلاً وقاعدة ومنهجاً شاملاً للمجتمع المسلم، وأي رأي أو اجتهاد في هذه الشعيرة يجب أن يستحضر هذه المقاصد، ولا إشكال في وجود قدر من التباين والاختلاف والاجتهاد في تحقيق مناط هذه الشعيرة، شريطة أن يكون هذا تنوعاً في القيام بهذه الشعيرة لا تهويناً من جهود الآخرين ولا تثبيطاً لعزائمهم أو استخفافاً بدورهم، وليس المقصود بأي حال من الأحوال أن لا يكون ثمّ خطأ أو انحراف في أفعال بعض المحتسبين أو طرائقهم أو الدعوة لعدم التعرّض لها، كلا؛ فالإنكار عليهم جزء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

شمس القوايل 09-01-2013 01:32 AM

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز بارك الله فيج

ننتظر المزيد لاهنتي


الساعة الآن 12:41 AM.