العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-2013, 03:59 AM   رقم المشاركة : 301
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


حـسـن الـخـلـق


قال تعالى
:( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران 134

وقال تعالى :
( فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ)المائدة 85
وقال تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) )
المؤمنون 1

فإن الأخلاق في دين الإسلام عظيم شأنها عالية مكانتها، ولذلك دعا المسلمين إلى التحلي بها وتنميتها في نفوسهم، وهي أحد الأصول الأربعة التي يقوم عليها دين الإسلام وهي : الإيمان والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، ولذا نالت العناية الفائقة الكبرى والمنزلة العالية الرفيعة في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله ) .

بل إن الأخلاق الكريمة تدعو إليها الفطر السليمة، والعقلاء يجمعون على أن الصدق والوفاء بالعهد والجود والصبر والشجاعة وبذل المعروف أخلاق فاضلة يستحق صاحبها التكريم والثناء، وأن الكذب والغدر والجبن والبخل أخلاق سيئة يذم صاحبها.

والدعوة إلى توحيد الله عز وجل وإخلاص العمل له وإلى دينه تحتاج إلى الأخلاق الحميدة، والصفات الحسنة، ويصعب توفر تلك الأخلاق فيمن يفقد الإيمان والتقوى، ورسول الله ( وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين أفضل من دعا إلى الله تعالى بأخلاقهم الإسلامية الحميدة وصفاتهم الحسنة
.

و عن عائشة رضي الله عنها قالت
:( ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال : لبيك ، فلذلك أنزل الله عز وجل : ( وإنك لعلى خلق عظيم )

ولذا فيجب علينا أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه ومن ذلك حسن الخلق .

عن النواس بن سمعان ، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن البر فقال : « حسن الخلق » ، فقال : ما الإثم ؟ قال : « ما حاك في نفسك وكرهت أن يعلمه الناس »
عن عبد الله بن عمرو قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ، وكان يقول : « خياركم أحسنكم أخلاقا »

عن أم الدرداء قالت : قام أبو الدرداء ليلة يصلي ، فجعل يبكي ويقول : اللهم أحسنت خلقي فحسن خلقي ، حتى أصبح ، قلت : يا أبا الدرداء ، ما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق ؟ فقال : يا أم الدرداء ، إن العبد المسلم يحسن خلقه ، حتى يدخله حسن خلقه الجنة ، ويسيء خلقه ، حتى يدخله سوء خلقه النار ، والعبد المسلم يغفر له وهو نائم ، قلت : يا أبا الدرداء ، كيف يغفر له وهو نائم ؟ قال : يقوم أخوه من الليل فيجتهد فيدعو الله عز وجل فيستجيب له ، ويدعو لأخيه فيستجيب له فيه

وَنَقَلَ ابْنُ مَنْصُورٍ : حُسْنُ الْخُلُقِ أَنْ لَا تَغْضَبَ وَلَا تَحْتَدَّ وَنَقَلَ أَيْضًا : أَنْ يَحْتَمِلَ مِنْ النَّاسِ مَا يَكُونُ إلَيْهِ .
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ : حُسْنُ الْخُلُقِ اخْتِيَارُ الْفَضَائِلِ وَتَرْكُ الرَّذَائِلِ .

وَعَنْ أَبِي الدرداء - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم ( مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ
,
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق ....) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وَرَوَي أَيْضًا عَنْ الْفُضَيْلِ أَنَّهُ قَالَ مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ سَاءَ دِينُهُ ، وَحَسْبُهُ مَوَدَّتُهُ.
قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ حَقِيقَةُ حُسْنِ الْخُلُقِ بَذْلُ الْمَعْرُوفِ ، وَكَفُّ الْأَذَى وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ .

وَقَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَدْوَأِ الدَّاءِ ؟ قَالُوا بَلَى .
قَالَ الْخُلُقُ الدَّنِيُّ وَاللِّسَانُ الْبَذِيُّ .

وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ ضَاقَ رِزْقُهُ .
وَعِلَّةُ هَذَا الْقَوْلِ ظَاهِرَةٌ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : الْحَسَنُ الْخُلُقِ مَنْ نَفْسُهُ فِي رَاحَةٍ ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي سَلَامَةٍ .

وَالسَّيِّئُ الْخُلُقِ النَّاسُ مِنْهُ فِي بَلَاءٍ ، وَهُوَ مِنْ نَفْسِهِ فِي عَنَاءٍ ، وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : عَاشِرْ أَهْلَك بِأَحْسَنِ أَخْلَاقِك فَإِنَّ الثَّوَاءَ فِيهِمْ قَلِيلٌ .
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ : إذَا لَمْ تَتَّسِعْ أَخْلَاقُ قَوْمٍ تَضِيقُ بِهِمْ فَسِيحَاتُ الْبِلَادِ إذَا مَا الْمَرْءُ لَمْ يُخْلَقُ لَبِيبًا فَلَيْسَ اللُّبُّ عَنْ قِدَمِ الْوِلَادِ فَإِذَا حَسُنَتْ أَخْلَاقُ الْإِنْسَانِ كَثُرَ مُصَافُوهُ ، وَقَلَّ مُعَادُوهُ ، فَتَسَهَّلَتْ عَلَيْهِ الْأُمُورُ الصِّعَابُ ، وَلَانَتْ لَهُ الْقُلُوبُ الْغِضَابُ .

وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : مِنْ سَعَةِ الْأَخْلَاقِ كُنُوزُ الْأَرْزَاقِ .
قال الجنيد: لأن يصحبني فاسق حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني قارئ سيئ الخلق.
وقال الجنيد: أربع ترفع العبد إلى أعلى الدرجات وإن قل عمله وعلمه، الحلم والتواضع والسخاء وحسن الخلق .

واعلم أن كل إنسان جاهل بعيوب نفسه، فإذا جاهد نفسه أدنى مجاهدة حتى ترك فواحش المعاصي ربما يظن بنفسه أنه هذب نفسه وحسن خلقه واستغنى عن المجاهدة، فلا بد من إيضاح علامة حسن الخلق. فإن حسن الخلق هو الإيمان، وسوء الخلق هو النفاق. وقد ذكر الله تعالى صفات المؤمنين والمنافقين في كتابه وهي بجملتها ثمرة حسن الخلق وسوء الخلق.

وسئل بعض العلماء عن علامات حسن الخلق فقال: هو أن يكون كثير الحياء قليل الأذى كثير الصلاح صدوق اللسان، قليل الكلام كثير العمل، قليل الزلل قليل الفضول، براً وصولاً وقوراً صبوراً شكوراً رضياً حكيماً رفيقاً عفيفاً شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً ولا نماماً ولا مغتاباً ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً يحب في الله ويبغض في الله ويرضى في الله ويغضب في الله فهذا هو حسن الخلق.

وقيل لعبد الله بن المبارك أجمل لنا حسن الخلق في كلمة. فقال اترك الغضب.

لا تصحب من ساء خلقه، وهو الذي لا يملك نفسه عند الغضب والشهوة.
وقد جمعه علقمة العطاردي رحمه الله تعالى في وصيته لابنه لما حضرته الوفاة، قال
: يا بني إذا أردت صحبة إنسان فاصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤنة مانك.. اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى منك سيئة سدها.

اصحب من إذا قلت صدق قولك، وإن حاولت أمرا أمرك، وإن تنازعتما في شر آثرك .

قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ : قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : حُسْنُ الْخُلُقِ كَظْمُ الْغَيْظِ لِلَّهِ ، وَإِظْهَارُ الطَّلَاقَةِ وَالْبِشْرِ إلَّا لِلْمُبْتَدِعِ وَالْفَاجِرِ ، وَالْعَفْوُ عَنْ الزَّالِّينَ إلَّا تَأْدِيبًا أَوْ إقَامَةَ حَدٍّ ، وَكَفُّ الْأَذَى عَنْ كُلِّ مُسْلِمٍ أَوْ مُعَاهَدٍ إلَّا تَغْيِيرَ مُنْكَرٍ ، وَأَخْذُ الْمَظْلِمَةِ مِنْ مَظْلِمَةٍ مَنْ غَيْرِ تَعَدٍّ .

« سئل الشعبي عن حسن الخلق ، قال : البذلة والعطية والبشر الحسن »
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : يَنْبَغِي فِيمَنْ تُؤْثَرُ صُحْبَتُهُ خَمْسُ خِصَالٍ : أَنْ يَكُونَ عَاقِلًا :
حَسَنَ الْخُلُقِ، غَيْرَ فَاسِقٍ ، وَلَا مُبْتَدِعٍ ، وَلَا حَرِيصٍ عَلَى الدُّنْيَا ، انْتَهَى .
فلذلك يكون حسن الخلق له تأثير قوي جدا في الصحبة .

حُسْنُ الخُلُقِ يُمْنٌ وسعادةٌ ، وسُوءُ الخُلُقِ شُؤمٌ وشقاءٌ .

« سئل الحسن عن حسن الخلق ، فقال : الكرم والبذلة والاحتمال »

وقال مقاتل :
حسن الخلق بالتجاوز ، والصفح .
ن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) رواه البخاري






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 20-09-2013, 04:00 AM   رقم المشاركة : 302
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



ويقول السفاريني : حسن الخلق القيام بحقوق المسلمين ، وهي كثيرة منها أن يحب لهم ما يحب لنفسه ، وأن يتواضع لهم ولا يفخر عليهم ولا يختال ، فإن الله لا يحب كل مختال فخور، ولا يتكبر ولا يعجب فإن ذلك من عظائم الأمور … وأن يوقر الشيخ الكبير , ويرحم الطفل الصغير ، ويعرف لكل ذي حق حقه مع طلاقة الوجه وحسن التلقي ودوام البشر ولين الجانب وحسن المصاحبة وسهولة الكلمة ، مع إصلاح ذات بين إخوانه وتفقد أقرانه وإخوانه ، وأن لا يسمع كلام الناس بعضهم في بعض وأن يبذل معروفه لهم لوجه الله لا لأجل غرض مع ستر عوراتهم وإقالة عثراتهم وإجابة دعواتهم … وأن يحلم عن من جهل عليه ويعفوا عن من ظلم … "

وقال الحسن البصري - رحمه الله تعالى - "معالي الأخلاق للمؤمن، قوة في لين وحزم في دين وإيمان في يقين وحرص على العلم واقتصاد في النفقة، وبذل في السعة وقناعة في الفاقة ، ورحمة للمجهود وإعطاء في كرم وبر في استقامة "

ويقول ابن حبان - رحمه الله تعالى - : "الواجب على العاقل أن يتحبب إلى الناس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق، لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل، وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السيئ الأخلاق الصالحة كلها"
وقد يتصور بعض الناس أن حسن الخلق محصور في الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة فقط، والحقيقة أن حسن الخلق أوسع من ذلك فهو يعني إضافة إلى الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة ، التواضع وعدم التكبر ولين الجانب، ورحمة الصغير واحترام الكبير ، ودوام البشر وحسن المصاحبة وسهولة الكلمة وإصلاح ذات البين والتواضع والصبر والحلم والصدق وغير ذلك من الأخلاق الحسنة والأفعال الحميدة التي حث عليها الإسلام ورغب فيها.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو يتكلم عن منهج السلف في الأخلاق والسلوك "يأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء، والرضا بمر القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال "






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 20-09-2013, 04:01 AM   رقم المشاركة : 303
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

غلاء الصقر وفقدان الحرية
كنت أتسائل عن سبب غلاء الصقور , وأن الكثير ممن يعشقونه يشترونه وإن بلغ الملايين , إن في الصقر ثلاث : هو بعيد النظر لا ينظر إلى الأمور العادية , والصقر عزيز النفس ولا يمكن أن يذل نفسه لأجل شيء , والصقر حرّ يحب الحرية , فعلام أرى كثيرا من الناس يفتقدون لبعض من هذه الصفات , ولقد رأيت بعضا من الخلق يرفع من قدر نفسه حتى تجاوز حده , وهذا دأب الخلق إما أن يذلون أنفسهم مرة واحدة أو يرفعونها فيعتدوا ,أين المعتدلين , وأين من يعرفون ثمن أنفسهم , بينما كنت في السيارة قلت لصاحبي إن هذه السيارة فخمة , يبدوا أن مالكها ثري , فقال لي أتعلم أن قيمة السيارة أكبر من قيمته ؟ قلت وكيف هذا , فأجاب أنه يعرف هذا الرجل , فقير معدم وليس الفقر عيبا ولكن العيب أن يتكلف الإنسان مالا يطيق , وأخذ سيارة فخمة من البنك , ويذهب نصف راتبه على أقساطها , ويعاني من بعض المرض , وأسرته لا تترفه كما فعل هو بنفسه , هل اقتنعت أن سيارته أكبر قيمة منه , قلت : سبحان الله , لماذا لا نكون أعزة كالصقور بدون تكلف , ولماذا لا ننظر إلى الدنيا بعين بعيدة النظر ولماذا لا نكون أحرارا , لقد قيّد نفسه بالديون وأذلها , وصار سخرية لخلق الله , وإن قلت أخي القارئ أنك تود أن تكون ثريا , لا مانع من هذا ولكن كن ثريا بطريقة سليمة صحيحة , وإن أعظم الثراء أن تمتلك صحة فلا تقلق ولا تشكوا , كم من ثري عاش حياة المترفين الفرهين ولكنه يحاول التخلص من القلق , والخوف , والجبن , والكسل , والهم والحزن , كنت في أحد المنتديات أكتب خواطري وأستغل بعضا مما لدي , فكتبت في يوم أننا في المنتديات وفي الفيس بوك وغيرها من مواقع التواصل نجتمع فنضحك ونبتسم ونفرح ونسخر ونشارك ولكن كم واحدا منا هرب من واقعه ليجلس أمام هذه الشاشة , فيظهر سعادته وهو بخلاف ذلك , كم امرأة جلست بعد الطلاق أمام هذه الشاشة فضاعت حياتها أكثر مما كانت عليه من قبل , كتبت إلي امرأة مطلقة أنها لا تعرف ماذا تصنع لقد بلغت الخامسة والثلاثين وأصابها الاحباط ولديها طفلين وطليقها لا ينفق عليهم , قلت لها : هل لك وظيفة , قالت نعم , قلت لها هل فكرت بإكمال دراستك , قالت : بلى . لقد فكرت بهذا , فأجبتها وهو جواب لكل من أصابها هذا : لا تظني أن طليقك هذا في سعادة , لم أعرف رجلا طلّق امرأة ونسيها , وأنا أقول هذا لأجل أن كثيرا من النساء تقول في نفسها , هو الآن فرح مسرور وهو كذا وكذا , صدقيني إنها مجرد وساوس ثقي بي , إننا إذا ركّزنا فيمن تركنا بمحض إرادته , وتخلى عنا في وقت حاجتنا له , لا يستحق أن نعطيه من وقتنا وطاقتنا , قلت لها ابذلي ما بوسعك , عودي إلى الدراسة , والتحقي بدورات علمية , واستفيدي من وقتك , وأما لو أراد أخذ أطفالك منك فلا تحزني إن الرازق حيّ وإن العدل موجود وهو الحكم العدل , اهتمي بما يصلح حالك وانشغلي بما يفيدك , وإذا كان لديك بعض المال فأرسليه إلى من تثقين به ليتّجر لك به فقد كانت خديجة رضي الله عنها زوجة النبي تتّجر بمالها فتعطيه لمن تثق بهم , يكفونها عناء العمل , وأما في فراغك أنتي اذهبي واقرأي بعض الكتب أو شاهدي البرامج المفيدة , واكتبي الأفكار التي تحتاجين لها , غيّري ما في نفسك , قولي : يارب أود أن أكون إنسانة ناجحة , أود أن أعيد لنفسي قوتها , هذه سنّة الحياة فلو توقفنا عند مشاكلنا لمتنا قبل أوان الموت , ولتجرّعنا غصص القلق والذعر والهم بلا شعور ولا احساس , وهذا رجل آخر كان يعاني من حرقة بمعدته وحموضة شديدة وربما عزف عن الطعام خوفا , ووسوس لنفسه حتى أهلكها , فذهب إلى أطباء كثر ولكن مع ضياع الفهم زادت الأمور سوءا ,نعم إن الطبيب الفاهم العاقل من يعالج مريضه قبل أن يناوله أي دواء , وبعد رحلة سنتين من التشنج المعوي وحرقة المعدة وزيارته لأطباء متخصصين في المعده , ذهب إلى طبيب عام وليس متخصصا في مشكلته ولكنه ذهب إليه فطرده الطبيب وقال له : اذهب وكل كل ما تشتهي ولا تأتي إلي أبدا , إن المصاب هو عقلك وليست معدتك , فذهب هذا الرجل وصار يأكل ولا يكترث لحرقة أو حتى مغص , فعادت صحته وذهبت عنه الوساوس , هكذا يفعل الإنسان بنفسه لابد أن توبّخ نفسك إذا وسوست وتتغلب على وساوس قلبك ولتجعل شيطانك يخنس في زاويته لا ينطق بكلمة .

لقد تحسن حال تلك المطلقة , وأكملت دراستها واحتضنت أولادها , وحققت إنجازات كثيرة , لقد تاثرت بكلمة قلتها لها حتى بلغ بها الغضب , قلت لها : لا أحد يحمل همك فلا تظني أن هناك أحدا ما يحمل همومك ويفكر بها , قالت لي كيف تقول هذا لي , لقد زدت احباطي وذلي , قلت لها ستفهمين هذا قريبا , لقد فهمت عني هذا , وأدركت أنها إذا أرادت النجاح والتخلص مما هي عليه لابد أن تعمل بنفسها وتطور من مهاراتها وتقرأ وتنجز , وبعد كل هذا لقد أعادت ثقة الناس الظالمة بها , قلت ظالمة لأن الناس يظلمون المطلقات وكأنهن عبث في عبث , إنهن أمهاتنا ونسائنا وأخواتنا وبناتنا , لابد أن ندخل السرور إليهن حتى لو كانت المطلقة هي المخطئة , لابد أن نقف بجانبها , ونعيد إليها الثقة.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 20-09-2013, 04:04 AM   رقم المشاركة : 304
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


مهارات الحياة

الاتزان
يقال أنك تعرف القائد في الاضطرابات واشتعال الأزمات , وتخبط الأمور وكثرة الزلات , فإن لم ترَ هذه الصفات في رجل يدّعي القيادة أو سلّم هذه القيادة فإنه قد جلس في غير محله , واستلم زمام أمورٍ ليست ملكه , إن كنت قائدا لا تكثر من الشكوى ولا تظهر الكآبة أمام من تقودهم , وابذل ما بوسعك , وحلّل الأمور بعقلانية , أما هذه العواطف لا تنفع القادة , وهذه الانفعالات هي مجرد ضياع للأوقات , وزيادة النقص في الحياة , قصة : حكم على حياته الزوجية بالإعدام , عندما أخطأت زوجته , لقد كان خطأها كما تخطئ النساء وهذا لا تكاد امرأة أن تتخلص منه , من ( غيرة وخطئ وتفكير كتفكير الأطفال في مواطن كثيرة ) لكنه قابل الخطأ بالعنف ونسي التدبير , إن أزواجكم أيها الأحبة كالأطفال في بعض الأحيان إن لم تكن أغلبها , علّمها , لا تدقق على كل شيء , تغاضى , واصمت في بعض الأحيان وإذا انزعجت فاهجر قليلا , وعاتب قليلا , لكن هذا الرجل خسر حياته الزوجية وخسر امرأة أحبته وأحبها , لأجل مرض يسمى ( العناد ) لا أدري أيها الكريم ماذا تسمونه في بلادكم , لكن هذا مرض قاتل , قتل صاحبنا هذا , وفرّق بينه وبين زوجته , وآخر ترك زوجته وأراد أن يغضبها فتزوج امرأة أخرى عنادا بزوجته الأولى ولإغضابها , لكنه عندما أراد الزواج بالثانية كانت نيته بخلاف ما أحل الله له , لابد أن نتزوج ونحن ننوي الاطمئنان والعفة وبناء أسرة , أما هذه الزيجات العديمة النفع , إنما هي وبال للمجتمع قبل الفرد , لماذا لا نتّزن ونرفق بأنفسنا , ضع يدك أخي القارئ على صدرك وردد معي هذا : لماذا أحقد , لماذا انتقم , لماذا أفعل هذا ؟



حياء المرأة جاذبية خاصة
تبحث النساء عن الجاذبية دوما , فهذه تتابع أرقى العطورات والأخرى تنظر في المجلات لترى أحدث موديل لهذا العام , وأما تلك فتقلد إحدى المطربات أو الممثلات , وكلهم يبحث عن الجاذبية , لقد قالت اليابان في أمثالها : حياء المرأة أشد جاذبية من جمالها , وهذا المثل حقيقة ونحن المسلمون نبحث عن الحكمة أينما وجدت وإن صفة الأنوثة تتمثل بالحياة فإذا فقدت المرأة حياءها فقدت أنوثتها و أما الغيرة والتقليد الأعمى إنما يفرح به من سيطرت عليه الشهوة , وهؤلاء الرجال الذين ترينهم ينظرون إليك يمينا وشمالا ويعدّون خطواتك , إنما هي نظرة الذئب إلى النعجه , ولكنهم عند الزواج لا يرون أنك مناسبة لهم , ولن يتزوج امرأة تظهر مفاتنها للرجال إلا من رضي لأهله الخبث , وهذا الكلام ليس فقط كشرع نتكلم به إنما أتكلم به عقلا , إن الرجل وإن كثرت معاصيه وسيئاته لا يرضى أن يأخذ إلا امرأة تلبس رداء الحياء وتستحيي لأن قمة الأنوثة في الحياء والرجل لا يبحث عن رجل ليتزوجه إنما يبحث عن امرأة أنثى أيها الكرام , وانظروا إلى حال كثير من النساء اليوم والفتيات في الجامعات والأسواق وغيرها , لقد فقدت الكثير منهن الحياء فرحلت عنهن الأنوثة , سيأتي يوم لا نجد فيه أنثى , ستنقرض الأنوثة , نعم ستنقرض.


ثياب الأفكار
لكل فكرة ثوب ترتديه وهذا الثوب هو اللفظ الذي ننطق به ولهذا كثرت الأفكار العارية لأن ألفاظها سيئة أو ما تسمى سوقية مأخوذة من السوق ولأن الأسواق فرّخ فيها الشيطان كانت هناك كثيرا من الأكاذيب والألفاظ الفاحشة السيئة ولهذا أحب أن أذكركم أن أفكاركم ترتدي ثوبا من ألفاظكم , وذكروا لي قصة رجل التقى بمدير الشركة في المصعد وكان اللقاء الأول بينهما وهي فرصة نادرة للحديث كانت الفرصة من ثلاثين ثانية فماذا فعل ؟ لقد أثنى بكلمات عليه ثم أخبره أنه بحاجة لتطوير الخدمة لمصلحة الشركة وكل هذا بكلمات مختصرة ومرتبة تكسوها الإيجابية , وانتهى اللقاء وعاد الموظف إلى مكتبه وما هي إلا لحظات حتى دعاه وحظي بقبول رأيه , فلو أن رجلا آخر كانت لديه هذه الفرصة لضيعها فغالبا ما يحدث هذا فيبدأ الموظف بسرد ثناء طويل وكلمات لا فائدة منها وقصص لاخير فيها فتنتهي الثواني النادرة في كلمات فارغة فتضيع الفرص , وسبب حديثي هذا أن الأفكار إن لم تكسوها بألفاظ رائعه ظهرت بالية أمام السامع .


معالجة المشاكل
من الذكاء أن نعرف الوقت المناسب لحل أي مشكلة فلا يمكن أن تناقش أحدا وهو في مرحلة الغضب كما لا تستطيع أن تسد فجوة مع سقوط الأمطار الغزيرة لابد أن تنتظر طلوع الشمس , قال لزوجته : إنني حاد المزاج لكني طيب القلب فإذا رأيت مني غضبا فلا تناقشيني حتى أهدأ فإذا سكن غضبي فناقشيني , إنه اعتراف صريح من الزوج لزوجته , ولابد للزوجة أن تقوم بما أخبرها به إذا كانت تريد حياة هانئة لأسرتها , كم من قارئ لهذه الكلمات يعاني من بعض المشاكل فهل هناك مشكلة لديك الآن وتريد علاجها ؟ .

اترك المقال وابدأ بتحديد الزمان والمكان المناسب ولا تقلق لأننا في الحقيقة أيها القارئ الكريم نتوقع أن أسوء مصيبة عانت منها البشرية قد انتهت وستنتهي وإن كانت هناك أضرار فإن الله يحيي الموتى , أذكر أن هناك رجلا قد عانى من الابتزاز نتيجة لخطئ ما , فعانى الكثير من القلق والتعب وإنه لو فضحه المبتز سيخسر سمعته , قلت له إن أردت أن تحظى بالراحة فعليك أن تعترف بالخطأ , حتى لو كان ذلك سيسبب لك انتزاع الثقة , اذهب واعترف , وتوقع أن أسوء مشكلة قد حلّت سابقا وأن مشكلتك هذه وإن عظمت في نفسك ما هي إلا مشكلة على مستوى فرد أو بعض الأفراد ,فذهب واعترف , ولكنه قد رأى أن نتيجة اعتراف كانت خيرا له من صمته , نعم لأنه أزال حملا ثقيلا عن كاهله ,ولا يهمنا ماذا حصل له لكن ما أريد قوله أنني لا أريد أن يحمل أحدكم هما على ظهره و يستطيع أن يلقيه في أي وقت , دون أن يضر نفسه , ومما سبق لابد أن نفهم الوقت المناسب لحل المشاكل وتحديد مستوى المشكلة واختيار الوقت المناسب لهذا.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 25-09-2013, 12:56 AM   رقم المشاركة : 305
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر المزيد لاهنتي







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 25-09-2013, 07:34 AM   رقم المشاركة : 306
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء

ودي وتقديري







رد مع اقتباس
قديم 20-10-2013, 02:49 AM   رقم المشاركة : 307
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر المزيد لاهنتي

●●●
هلاااااااااااوغلااااااااااا

يسعدلي قلبك ويسلمووو وربي على الحضور الرائع بصفحتي
تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحياتي :قلب الزهـــور .. بباي









التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 20-10-2013, 02:50 AM   رقم المشاركة : 308
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Qűєєήяō๓ŋś❀
يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء
ودي وتقديري

●●●
هلاااااااااااوغلااااااااااا

يسعدلي قلبك ويسلمووو وربي على الحضور الرائع بصفحتي
تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحياتي :قلب الزهـــور .. بباي









التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 08-01-2014, 03:02 AM   رقم المشاركة : 309
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



أنت لم تفهم بعد [ فلسفة كاتب ]
عند استيقاظك في الصباح لابد أن تفهم أن لك دورا في هذا اليوم قد أخذت كفايتك من النوم والغذاء , ولابد أن تتجه نحو العقل ليبدأ عمله ونحو الجسد لينفذ هذه الأفكار وأما كمال الذات فهو أمر شبه مستحيل لكن السعي نحو الكمال مفروض علينا وذلك بالتضحية لجمع أكبر قدر من الأخلاق فهنا نستطيع القول أننا نضحي بالذات لأجل تحقيق كمال الذات وهذا لا يعني أن نسلّم ذواتنا للهلاك بل التضحية هي سبيل التوسع ..ولهذا كنا نقول لمن يسأل عن الراحة ويطلبها في الحياة أن لا يرتاح ويبذل ما بوسعه والمعنى أن الراحة تأتي بعد التعب وإنجاز الأعمال بجدية وصدق , ومن أراد أن يتقدم بدون أن يرجع إلى الوراء فعليه أن ينظر فيما ينفعه وينفع الناس من حوله , فإن أصابته أنانية كان كالمقيّد والسجين فسجن الأنانية من أكبر السجون التي تعيق الروح في طريق السمو .

والباحث عن الأخلاق خاصة في هذا الزمان كمن كان على قارب في وسط البحر فجدّف بكلتا يديه حتى إذا ما اقترب من الشاطئ أخذته الأمواج بعيدا وما هذه إلا ظروف الحياة التي إن أراد أحدنا أن يسعى نحو الأخلاق أخذته وساوس البشر والشياطين فتارة يقولون أتفعل كذا والناس يفعلون وتصنع كذا والناس يصنعون فإذا به ينسى ما كان يسعى لأجله .

كل هذه الكلمات لأجل ان أشرح لكم معنى قول الشاعر : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... إلى آخر كلامه فهذه الأمم تنشأ وتعظم بأخلاق ساكنيها ومؤسسيها فإن ساد الظلم والفساد هلكت الأرض قبل أن يهلك ساكنها ,وهذه الأخلاق هي أساس فلو ضاعت الأخلاق من البيوت على سبيل المثال فسد أصحاب البيت ثم فسد شملهم وتفرّقوا ثم أضحكوا الناس عليهم , وإن فقدت قرية أخلاقها صارت سخرية لباقي القرى من حولها كما كانت العرب تسخر من بعض القرى عندما رأت أن ضيفها يخرج جائعا منها [ كانت بخيلة ] .
ثم أعود لأذكر لكم أننا كبشر لابد أن نفهم أدوارنا في الحياة فليست الغاية النوم أو الاسترخاء والاستجمام , وعندما يصيبك اليأس من عملك لابد أن تفكّر بانتهاء هذه الدار وأنك خلقت لعبادة الملك الجبار وأن لك دورا في الحياة كإدخال السعادة إلى قلوب الناس ونصرة المظلوم واستعفاف الفقير ببذل المال والغذاء وإعانة المريض .. إلى غيرها من الأدوار حتى يتوفّاك الله فتكون منجزا لما فرض عليك .. أما أن تطلب الثراء والاسترخاء وتنام وتركن إلى الظالمين وتزيد من عزمهم بإطعامك لهم فهذا ما يسمى ( فهم الحياة بالطريقة الخاطئة ) ..
أرجوا أن تعيدوا حساباتكم وأن تفهموا المقصود ..






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 08-01-2014, 03:05 AM   رقم المشاركة : 310
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


النجاح والفشل في حياتنا

الحمدلله حمداً دائماً أبدا ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما أحبَّ أبٌ ولدا ؛أما بعد :
فما هو النجاح ؟
وما هو الفشل ؟
وهل النجاح مقتصر على جانب واحد من جوانب حياتنا ؟
وهل النجاح في أن تأت بما لم تأت به الأوائل
وأن ما ليس فريداً وكبيرا لا يعتبر نجاحاً ؟.
وهل كل ناجح نعرفه ونراه هو ناجح في كل شئون حياته .
وهل وصف الانسان نفسه أو وصف غيره له بالفشل يعتبر دقيقاً .
وهل إخفاق ولدك في جانب من الجوانب كافياً لوصفه بالفشل ؟
وهل للنجاحات الصغيرة المتكررة اليومية علاقة بتحقيق النجاحات الكبرى العظيمة ؟
وهل الحكم بالفشل حكماً مميزا ً لا يمكن نقضه ولا تغييره ؟
أسئلة كثيرة حول الفشل والنجاح !
وأسئلة كثيرة عن الناجح والفاشل !
نرى طائفة كبيرة من الناس تعيش الإحباط بسبب
إيمانها بفشلها واقتناعها بعدم نجاحها !
بل وكثير من الآباء والأمهات كرهوا حتى مجرد الحديث مع أولادهم لتوهمهم بأنهم أشخاص فاشلين .
ولو نظرنا بتجرد وبفصل بين الجزئيات لأدركنا أن فشل أحدنا ؛لا يعدو أن يكون فشلاً جزئياً .
وأن النجاح أمرأً نسبياً
فبعض الناس مثلا ناجح علمياً ؛ لكنه على المستوى الأسري دون المأمول .
وبعض الناس ناجح أسرياً لكنه في المجال الوظيفي دون المأمول .
وبعض الأولاد برٌ بوالديه مُضيع لدروسه .
صحيح هناك من يحقق النجاح على جميع المستويات ؛لكن علينا أن نعترف ونقر أن هذه النوعية قليلة ونادرة جدا .
وقد جاء في الحديث الصحيح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم :(الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ).
لماذا نجعل فشلنا أو فشل أولادنا وطلابنا في جانب يقودنا ويقودهم للفشل في الجوانب الأخرى ؟
ولماذا لا نجعل نجاحنا أو نجاح أولادنا وطلابنا في جانب يقودنا ويقودهم للنجاح في الجوانب الأخرى ؟
هل الفشل الجزئي يحتاج إلى حسن إدارة وحكمة في التعامل حتى لا يتحول لفشل كلي ذريع ؟
وهل النجاح الجزئي يحتاج إلى حسن إدارة وحكمة في التعامل ليستمر ويمتد بيصل إلى جوانب أخرى .
والفشل الكلي من وجهة نظري أن يكون الانسان غير صالح لأي عمل ولا يؤدي أي دور.
والحق يقال أنه لا يمكن أن يكون المسلم فاشلاً فشلاً كلياً مهما كان سلبيا ً ؛فلا بد أن يقوم المسلم بما يخرجه من دائرة الفشل الكلي .

إذا استقر ذلك في أذهاننا فما هو المطلوب منا إذاً :
المطلوب منا يتضح من خلال النقاط التالية :
اولاً : تغيير التصور لدى بعضنا عن النجاح !
ويتم ذلك من خلال النظر إلى النجاح كما يلي :
١- النجاح لا يعتمد على حجم الإنجاز فقط ؛بل هناك أمور صغيرة من وجهة نظر البعض يعتبر القيام بها نجاحاً كبيرا .
٢- النجاح لا يشترط فيه أن يكون بتحقيق أمر نادر ،بل هناك كثير من الأمور المتكررة في حياتنا اليومية يعتبر القيام بها نجاحا وتميزاً .
٣- النجاح لا يقتصر على تحقيق ما لم يحققه غيرك ؛بل هناك أمور يقوم بها الملايين من الناس ويعتبر القيام بها نجاحا وفوزاً .
٤- النجاح لا يتوقف على الإشادة من الآخرين فهناك الكثير من النجاحات التي تحققها أخي الكريم وقل أن يُشيد ويُثني عليك أحدٌ بها .
٥- من كان لديه حد أدنى من النجاح في جميع جوانب حياته وتميزاً في جانب واحد يعتبر إنسانا متميزاً جداً .

ثانيا ً: إعادة النظر في النجاحات اليومية المنسية !
لو تأملنا حياة أي مسلم ؛لوجدنا أن لديه نجاحات يومية كثيرة وفي مجالات مختلفة من حياته :
ففي المجال التعبدي :نجد أن المسلم يومياً يؤدي الصلوات الخمس في وقتها ومع جماعة المسلمين إن كان رجلاً وفي بيتها إن كانت امرأة .
وهذا حد أدنى للمسلم للنجاح في صلاته ،ومن إراد الاستزادة فبالمحافظة على السنن الرواتب وصلاة الليل والضحى .
وحقيقة أن من لم يعتبر المحافظة على الصلاة كما ذكرنا من أكبر النجاحات ؛فلا حق لها في الحديث عن النجاح ؛ بل لم يعرف ما هي الحياة أصلا ً .
وفي المجال العلمي :فمعرفة المسلم مسألة واحدة من دينه أو قرآت صفحة من كتاب ربه أو حديثاً من حديث نبيه صلى الله عليه وسلم يعتبر نجاحا ً
وكذلك قراءته لصفحة واحدة من كتاب في علم نافع من النجاحات التي تستحق ذكرها وعدم إهمالها .
وفي المجال الأسري : فقبلة تطبعها على رأس أحد والديك نجاح وأي نجاح .
وابتسامتك في وجه زوجتك نجاح ...
وحمل ولدك الصغير إلى المستشفى نجاح ...
ومراجعة الأم دورس أولادها نجاح ...
وتهيئة الزوجة طعام زوجها نجاح ...
واتصال بعمة أو خالة نجاح ...
وإعطاؤك ولدك مصروفا يومياً نجاح ...
(حتى اللقمة يضعها أحدكم في في زوجته) نجاح وأي نجاح .
وفي المجال الاجتماعي :فزيارة لجارك في بيته نجاح ...
وعيادتك لابن زميلك في المستشفى نجاح ...
وإجابة دعوة صديقك نجاح ...
وكفالة اليتيم نجاح ...
ومساعدة الأرملة نجاح ...
وإعطاء الطريق حقه نجاح ...
وفي المجال الوظيفي : فاهتمامك بوقت عملك نجاح وحرصك على زيادة انتاجيتك في العمل نجاح ،ولين الخطاب مع المراجع نجاح ..
هل رأيت أخي كم تحقق من النجاحات اليومية المنسية ؟
أنا لا أدعو للكسل ولا إلى ضعف الهمة لكن أدعوك إلى حمد الله على ما من به عليك وعدم ترك المجال لوساوس الشيطان بالتقليل من شأن نفسك ووصفك بالفشل وعدم الإنجاز .
ولا أريد الاستطراد أكثر وأكتفي بالجوانب الأربعة المذكورة ،علما بأن هناك مجالات أخرى لم أذكرها خشية الإطالة .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:07 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية