إياك و عشق الصور ، فإنها همٌ حاضر ، و كدرً مستمر . من سعادة المسلم بعده عن تأوّهــات الشــعراء و ولههم و عشقهم ، و شكواهم الهجر و الوصل و الفراق ، فإن هذا من فراغ القلب (غشاوة)
و أنا الذي جلب المنية طرفه فمَن المطالَب و القتيلُ القاتلِ
و المعنى : إنني أستحق ما ذقت من الألم و الحسرة لأنني المتسبب الأعظم فيما جرى لي
و آخر أندلسي يتباهى بكثرة هيامه و عشقه وولهه ، فيقول :
شكا ألم الفراق الناس قبلي و روّع بالجوى حيُّ و ميتُ
و أما مثلما ضمت ضلوعي فإني ما سمعتُ و لا رأيتُ
و لو ضم بين ضلوعه التقــوى و الذكـــر و روحانية و ربانيه ، لوصل الى الحق و لعرف الدليل ، و لأبصر الرشد و لسلك الجاده {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }
إن للعشق أسباباً منها :
1- فراغ القلب من حبه سبحانه و تعالى و ذكره و شكره و عبادته
2- إطلاق البصر ، فإنه رائدٌ يجلب على القلب أحزانا و هموماً " النظرة سهمٌ من سهام إبليس"
و أنت متى أرسلت طرفك رائداً الى كــل عيــنٍ أتعبتــك المناظرُ
رأيت الذي لا كلُه أنت قـــــادرٌ عليه و لا عن بعضه أنت صابرُ
3- التقصير في العبوديه و التقصير في الذكر و الدعاء و النوافل {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ }
أما دواء العشق ، فمنه :
{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }
1- الانطراح على عتبات العبوديه ، و سؤال المولى الشفاء و العافيه .
2- غض البصر و حفظ الفرج
3- و هجر ديار من تعلق به القلب ، و ترك بيته و موطنه و ذكره
4- الاشتغال بالأعمال الصالحه
5- الزواج الشرعي " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج "
العرض العادي
