كان ياما كان في قديم الزمان ..!
قرية جميلة سكانها اناس طيبون تقع هذا القرية علي ضفاف نهر كبير ينحدر من جبل مجاور لها .
وكانت هذه القرية مزدهرة بالتجارة والنشاط الاجتماعي وذاع صيتها بين القرى الاخرى لدرجة ان الناس من الخارج يأتون لزيارتها فيطيب لهم المقام ويستقرون بها
ويندمجون مع الاهالي بسرعة فكانت تعج بالناس ويتحركون داخل هذه القرية بكل اريحية ولاتكاد تخلو من والحركة طوال اليوم ليلاً ونهاراً باختصار كانت قرية شيقة وممتعة جداً ..
وذات يوم اجتمع كبار هذه القرية وتباحثوا في قضاياها واقترح أحدهم " فكرة" ..!
وقال أنها سوف ترتقي بالقرية اكثر واكثر وكانت اقتراحه هو تغيير مجري النهر عن طريق سد كبير وجعل مجراه مير بمنتصف القرية فتصبح القرية جزئين يمر النهر مع وسطها لتصبح قرية شرقية وقرية غربية .. وشاع الخبر بين الاهالي والكثير عارضوا هذه الفكرة وقالوا أنها فكرة سلبية ويصبح التنقل بين القريتين صعب وليس كالسابق بكل اريحيه وان هذا النهر سوف يقلل نشاط الاهالي وسوف يعود عليهم بالاحباط وبالتالي حتي الزائر الجديد لايجد مايعجبه ويشده للمكوث فيها ..
ولكن ضربوا بعرض الحائط كلام الاهالي وقاموابتحويل المجري بعد أن كان يمر بطرفها ! ..
وبالفعل حدث ماتوقعه الاهالي واصبحت الحركة بالقرية ركيكة وعزف الكثير من الاهالي وفضلوا الجلوس في بيوتهم والاكتفاء بمتابعة الامور من خلال نوافذ منازلهم والكثيرين رحلوا وتركوها فمن عايشها سابقاً وعايشها اليوم لايحتمل هذا التغيير .. !
وقام بعض الاهالي الباحثين عن مصلحة القرية بالمطالبة بأعادة مجرى النهر الي مكانه الحقيقي لكن دون جدوى لآن أصحاب هذه الفكرة أخذتهم العزة بالاثم .. وضلوا مكابرين وهو يرون السكان محبطين وخاملين لاحراك ..
ولازال بعض المتحمسين يحاولون جاهدين اعادة الحياة للقرية من جديد ولكن دون جدوى فمنهم من يريد أن يثبت أنه علي قدرة علي فعل ماكان يفعله الكثيرين لوحده أو بمجموعة بسيطة معه فهو لايعلم أن القضية قضية " أحباط" وليس مجرد تكاسل ...
وعند مرورك اليوم بهذه القرية سوف تجد اكثر الاهالي جالسين واضعين أيديهم علي خدودهم وينظرون بيوت جيرانهم المهجوره ويقولون :
الـيـوم ياكثر القضا والقضايا *** دار الزمان وبان زينه وشينه
وشفنا العلوم اللي من اول خفايا *** ولا كان هذا الشي متوقعينه
. اخوكم
المحتار
العرض الشجري
