العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-11-2012, 05:17 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ لا تقل إني فاشــــــــــل



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لا تقل إني فاشــــــــــل
" الفشل " .. لفظة لا وجود لها في قاموس حياتي ، لأني لا أعترف بها ،
واستبدلتها بجملة " أنا لم أوفق "
لا تستعجلوا وتحكموا علي من يقول هذا بأنه محظوظ ،
وأن حياته مليئة بالمسرّات ، وأنه حاز كل ما يتمناه !
لا تقيّّموا شخصاً ما أنه إنسان ٌ " فاشل " أو " ناجح " ..
لأنها مقاييس لا وجود لها عند من يحقق الإيمان بأحد أركانه
وهو الإيمان بالقدر خيره وشره .
" الفشل " مظهر خارجي للعمل ، يدركه الجميع بما يظهر لهم من نتاج
السعي ، فإن كانت النتيجة هي ما تعارف عليها الجميع أنها رديئة فهو في
عرفهم " فشل"
وما تعارفوا أنه جيد وحسن ، فهو إذاً " نجاح " .
ولكن .. أين ما وراء الظواهر ؟
أين علم الغيب مما يحدث من واقع السعي ؟
فقد يكون من نحكم عليه بأنه " ناجح " ،
هو في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن النجاح .
ومن نرثي اليوم لفشله ، قد يكون في قمة النجاح
وهو أو نحن لا ندرك هذا .
عندما كنت أقرأ في سيرة الصحابي " زيد بن حارثة "
حِـب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تعلمت كيف لا أصدر حكمي
على الأمور بظاهرها ، أو أجعلها مقياساً لتحديد النجاح والفشل في حياتي
عندما أراد الصحابي زيد – رضي الله عنه - الزواج ، ولما كانت منزلته
الكبيرة عند النبي – صلى الله عليه وسلم - يشهد لها الجميع ، فقد خطب
له النبي – صلى الله عليه وسلم - ابنة عمته زينب – رضي الله عنها
وأرضاها – فقبلت به لأنها تعلم تلك المنزلة ، رغم فارق النسبين ..
فقلت في نفسي :
إنهما مثالا لأنجح زوجين ، فهو ربيب النبي – عليه صلوات ربي وسلامه
- ويملك ما يجعله مثال الزوج الصالح في نظر أي امرأة ..
وهي إبنة الحسب والنسب العفيفة الشريفة ذات الأخلاق الكريمة –
ولست أهلاً لأزيد من الثناء عليها رضي الله عنها .
ومع ذلك ، انفرط عقد زواجهما ، وانفصلا بالطلاق !
فهل يمكنني أن أصف زيداً بأنه " فاشل " ؟
وهل يمكنني أن أصف زينب بأنها " فاشلة " ؟
أليس الطلاق بين الزوجين علامة لفشلهما في تحقيق الاستقرار الأسري ؟
إذاً حسب المقاييس التي اتفق الجميع عليها ، هما " فاشلان "
– وحاشا لله أن يكونا كذلك .
فقد قدّر رب العالمين أن تنتهي رابطة الزواج بالإنفصام ..
ليبدأ بعدها رباط أقوى وأسمي لكل منهما .
فقد كان أمر الزواج والطلاق بعد ذلك لحكمة خفيت على الجميع ، وهي
إبطال التبني ، ونحن نعلم أن زيداً كان في البدء يُنسب
لسيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – بحكم تبنيه له . .
وكان يُدعى " زيد بن محمد " .
ولأن الله أنزل تشريع الأحكام متدرجة بما يتناسب مع المجتمع حينها ،
وقد تعارف الجميع على جواز التبني ، وجواز أن يرث الرجل إحدى نساء
أبيه بعد موته .
طلق زيدٌ زينب ... فأمر الله – تبارك وتعالى – نبيه أن يتزوجها ..
.. فأدرك المسلمون أن التبني محرم ، والدليل زواج نبيهم بطليقة من
نسبه إليه
الله أكبر !
وها هي زينب قد تحولت في نظر النساء – وأنا منهن – !
إلى امرأة محظوظة " ناجحة " !
وتزوج زيدٌ من امرأة أخرى ، وأنجبت منه " أسامة بن زيد بن حارثة "
– حب ِ ابن حبِ رسول الله صل! ى الله عليه وسلم .. ونجح في تربية "
أسامة " الصحابي القائد لجيش يضم كبار الصحابة ، وهو في الخامسة
عشرة من عمره !! .
فأين تقييم " الفشل " و " النجاح " في ما حدث ؟!






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية