أحلام في محطات السراب..

[الالمـاسي]

.
..
...

أضيئت الشموع..



و وزعت الزهور في كل الأركان..



وملئت الكؤوس..



وبدأ المكان يزدحم بالمحتفلين..



إمتزجت الضحكات بصوت الموسيقى..



وإختلطت العطور..



إنسجم الجميع بتلك الأجواء..



وراحوا يعيشون لحظاتهم بلا حدود..



يتهامسون ، ويتضاحكون..



تمر علي خلال ذلك لحظات من صمت..



يسيطر فيها سكوني على كل شئ..



رغم كل ذلك الصخب..



لأني جلست هناك وحيدا في إحدى الزوايا..



أراقب المدخل لهذا المكان..



أنتظر..



أبحث عنكِ في الوجوه..



وفي العطور..



وفي الشموع..



ولا أجدك..



أرتمي في أحضان تساؤلاتي..



مخاوفي..



حيرتي..



وأرى اليأس يتراقص أمام عيني..



وكأنه يريد تحطيم آخر آمالي..



وأصحو من كل ذلك على تفوهي بكلمة ستأتي..



بصوت واضح جعل البعض يلتفت إلي..



لاحظت في نظراتهم التساؤل..



التعجب..



ولم أستطع الرد سوى بإبتسامة هادئه..



أعادتهم لما كانوا عليه..



آهٍ لو يعلمون..



من أنتظر..



وما يعنيه لي..



آهٍ لو يطالهم مايتقد بي من شوق ولهفه..



وآهٍ لو تمر بهم نفحة من أحاسيسي ومشاعري..



أسندت رأسي الى كفي..



ورحت أبحث عن وسيلة أجد فيها طريقا للرحيل..



فليس هناك مايغريني للبقاء..



وخلال ذلك..



عم المكان هدوء مفاجئ..



وكأن هناك أمر قد حدث لفت إنتباه الجميع..



رفعت رأسي من باب الفضول..



فوجدت الجميع ينظرون الى جهة المدخل بذهول..



وبتلقائية حاولت فيها الهروب مما أنا فيه..



ذهبت بنظراتي الى ماذهبوا إليه..



ليتغير كل شئ في لحظه بالنسبة لي..



وليصبح هذا المكان أجمل المساحات التي من الممكن أن أكون فيها..



إلتقت عيناي بك وهم يتسابقون للترحيب بك..



يحلمون بمرافقتك..



بلحظات معك..



يتوددون إليك..



خرجت من كل ذلك بإسلوبك اللبق..



و راضيتي الجميع بإبتسامتك الساحره..



أفاق الجميع من ذهولهم لكني لم أفق..



وظللت أتابع خطواتك الناعمه وأنتِ تبحثين عن ركن هادئ..



الى أن وصلت الى إحدى الزوايا التي زينتها إحدى باقات الورود..



وقفتي إلى جانب تلك الباقه وسلبتها كل أسرار جمالها..



فلم يعد لها وجود في محيط حضورك..



حتى أنني نسيت كل شئ وسرحت بنظراتي فيك..



ولم أنتبه سوى على علامات تساؤل أرتسمت على محياك..



حاولت أن أعالج الموقف بإنشغالي بترتيب وضعيتي حرجا منك..



لأعود لك بإبتسامه رسمت فيها بعض مشاعري..



آه..



ها أنا أسرح مجددا معك..



وأفتح أبواب أحلامي فيك..



تقتربين مني..



تُلقين التحيه..



أرحب بك..



تجلسين بقربي..



تعبرين عن إنزعاجك من هذه الأجواء..



أحاول أن أهدأ..



عواصف وجودك تجتاحني..



تُفقدني القدرة على الكلام..



لم أعد أدري ماحل بي..



أغمضت عيناي في محاولة لأن أستجمع قواي..



وغبت عن عالمي..



لأصحو على صوت أحد الخدم..



يقول:



سيدي نريد أن ننظف المكان..



أفقت ولم أجد سواي من المحتفلين..



عندها أدركت أنه أحد أحلامي في محطات السراب..


.
.
.

و لا زال للأحلام بقيه..

...
..
.

[الالمـاسي]

.
..
...


الحب ذلك الإحساس الذي عجزت أن أرسم ملامحه..


ألتقيه وأحياه ولا أستطيع أن أصفه..


من أين يبدأ و كيف يبدأ والى أين يصل والى أي مدى ينتهي..


عالم محاط بالأسرار تستسلم فيه قوى العقول لطاقات العاطفه..


وتتحول فيه الكثير من القناعات..




عالم يتغير فيه الإنسان وتتغير نظرته الى الحياة..


عالم لا وجود فيه الا لجماليات الحياة..


عالم يكون فيه لكل شئ لذه..


حتى الألم في هذا العالم له لذته..




عندما ترى الدنيا في عيني من تحب..


وعندما يكون وجودك من خلال إحساسك بمن تحب..


وعندما ترى أن العالم هو المساحة التي تجمعك بمن تحب..


ستكون إنساناً آخر بفكر آخر وقناعات أخرى..



قد تحيأ لحظات صمت..


لا تجد فيها ماتقول..


أمام عاصفة من المشاعر..


تهب في الأعماق..


ممثلة إحدى ثورات براكين العاطفه..


لا تتوقف الأحاسيس فيها و خلالها..


بل إنها تكون في أوج عظمتها..


وإن توقف الكلام ..


فهناك ألف لغة ولغه..


تتواصل بها مع من تحب..

...
..
.