العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 21-03-2013, 04:59 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
► حتى ترتاح نفسُك‎


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
حتى ترتاح نفسُك‎
حتى ترتاح نفسُك، ويهدأ ضميرك، كن واسع الصدر،
فأعقل الناس وأسعدهم
هم أعذرهم للناس، وأبعدهم عن العقل والحكمة هم أسرعهم لوماً وأقلُّهم
تحقُّقاً وتثبُّتاً فيما صدر عنهم.


ما أجمل أن يعذر بعضنا بعضاً، فأنت لا تعلم عن ظروف
الآخرين الغائبة عنك،
ولا تدري ما الذي قاده إلى ذلك التصرف الذي لم يعجبك.
فعندما تجد من أحد موقفاً لا يليق فعله أو خطأ لا ينبغي الوقوع فيه،
فلا تنسى


أنه قد يكون وراء ذلك أسبابٌ لم تدركها، وأمورٌ اضطرته إلى
هذا التصرف.

ويزداد هذا أهمية حينما لا تعرف عن إنسان إلا كل خير،
ورأيتَ تصرفاً يناقض

ما تعرف عنه، فإن استطعت أن تسمع منه وتعرف ماذا
حصل فعلتَ ذلك، وإلا فالتمس الأعذار له.

حين تكون النفسُ سليمةً جميلةً ترى الأشياء بصورتها الإيجابية،
وتصنع من الليمون الحامض شراباً حلواً، وتجعل من المِحَن مِنَحَاً
وعطايا وفوائد عظيمة.


حين يكون الصدر واسعاً يتسع المكان الضيق لعدد كبير من الناس،
أما إذا
كان الصدر ضيقاً فإن أوسع المساحات تضيق على أقل عدد منهم.
لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بلاَدٌ بأهْلِهَا ... وَلكِنَّ أخْلاقَ الرجَالِ تَضِيقُ
حين يكون المعدنُ أصيلاً، والقلبُ صافياً سليماً، فلا تنتظر من صاحبه إلا
خيراً عميماً، وفضلاً جسيماً ..

وحين يكون الأصلُ الشريفُ معدوماً، والباطنُ خواءً فارغاً مذموماً، والإحساسُ
بالجمال مفقوداً، فلا تنتظر إلا شراً مَهِيناً وضلالاً مبيناً.


لا تَلُمْ صديقَك على تقصيره معك،
فلستَ الوحيد في هذا الكون الفسيح، ولست
الوحيد في قلبه، فقد يكون عنده من الأصدقاء والأحباب من هم أكثر محبة له
منك، وهو أشد حباً لهم من محبته لك ـ مع كامل الاحترام والتقدير ـ


، ومع هذا لا يلتقي بهم إلا نادراً، فالناس عندهم ما يشغلهم من أعمال ومهمات،
وأهل وأصدقاء، فلا تتعلق بإنسان تعلقاً شديداً يجعلك لا تستطيع العيش بدونه.


ومَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهواكَ قلبُهُ ... وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ ... وفي القلبِ صبرٌ للحبيبِ ولو جفا


فلا تجعل سعادتك مرهونة لشخص أو لعمل أو متاع، فسعادتك في نفسك وفي
نظرتك للأشياء من حولك، فلا تعلقها بأمر خارجٍ عنها.


فالنظرة السليمة والإيجابية للأشياء هي طريقك إلى السعادة، فمثلاً حينما
تنظر إلى نقد الناس لك على أنه طريق للترقي نحو الأفضل، فهذا يجعلك
تسعد بالنقد وتطلبه من أهله.



حتى النقد الهدام الذي يقصد به التحطيم والتحقير، يمكن أن تسعد به
عندما تعرف أنه لا تُرمَى إلا الشجرة المثمرة، وأنه لا يُعرَف طِيب العود
إلا باشتعال النار فيه، وأن النقد ضريبة طبيعية لكلِّ من يعمل شيئاً،
فتجعل ذلك محفزاً لك على العمل والإبداع.



فهناك أناس لا يخطؤون؛ لأنهم لا يعملون شيئاً، فهذا الذي لا يعرف إلا أن
ينقد الناس، لو كان مكان مَنْ ينتقده فقد يخطئ أكثر من أخطائه بكثير،
فعلى من يَنتقِد أن يكون واقعياً، منصفاً.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية