العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 29-03-2003, 06:39 AM   رقم المشاركة : 1
دلوو(راكان)ووعة
دلوو(راكان)ووعة
 





دلوو(راكان)ووعة غير متصل

ليلتي الدافئـــــــــه

من روائع كتابات أختي الكبيره ........

أعلم أنهم يتربصوا بنا..! ينصبون الفخاخ لبراءتنا.. لكنني لا أبالي.. إنني في قمة السعادة أشعر بأن السماء تهبط شيئاً فشيئاً لتظللني وأجنحة الطيور تتسابق لاحتوائي والستائر والأبواب ترمقني بنظرة حب وحنان كلما عبرت أمها..! لاوحشة.. لاهموم.. لاوحدة. لم يعد يخيفني صرير الفراغ ولم تعد تتراء لي أصوات غريبة كلما احتوتني عتمة المساء! أملأ وقتي بممارسة كل التفاصيل الصغيرة التي لابد من إنهائها كي لا يشغلني شيء بعد ذلك سوى مباهج يومي وأنهار غدي ومساقط ضوئي وفرحي.

رشفة شاي أخرى وأستغرق بنشوة في الأوراق والدفاتر أمامي… أصحح الدفاتر ..إجابة اثنتان.. ثلاث… أضع إشارة خطين متقاطعين صغيرين على الإجابة الخاطئة وإشارة صح على الإجابة الصحيحة.. أضع بعض الملاحظات والهوامش في آخر دفتر التحضير…

عائشة لابد من تنبيهها لإعادة الكتابة مرة أخرى.. هند لن أنسى الإشادة بها.. هالة لابد من شكرها، كم يعجبني ذكاؤها.. نائلة كثيرة الغياب دفترها يفيض بالصفحات الفارغة والدروس غير المكتملة وينبئ عن تلميذة كسولة لابد من بحث عن مشكلتها..!

أصحح الدفاتر إجابة اثنتان.. ثلاث وأنا؟ من يصحح دفتري؟ من يضع إشارة التفوق أمام إجاباتي…؟ لا أدري لماذا خطر لي هذا الخاطر هل يعني هذا أن دروبي وخطواتي بحاجة إلى تصحيح… أغرق نفسي بالدفتر التالي.. أتناسى الفكرة إنني سعيدة سعيدة جداً.

فلماذا أنبش ماحولي بحثاً عما يكدرني ويغيظني.. إ نني سعيدة وسأكون أسعد لو أنهيت هذا العمل سريعاً وأعددت نفسي للقائه.. بي لهفة إلى أعمدة الضياء وسر الوجود الآخر.. بي شوق إلى الانطلاق عبر البراري والاستمتاع بعذوبة السباحة وسط الموج والواحات…

أختار ثوباً يليق بمساء سعيد كهذا المساء.. سأرتدي الثوب …آه البنفسجي ذا الياقة المرتفعة إنه يحبه.. نعم ..وأرفع شعري إلى أعلى وتلتف خصلاته في تسريحة جميلة ليبدو أكثر أناقة.. تبدين هكذا أجمل مع ياقة مرتفعة.. تنطلق من أعلى الصدر شيئاً فشيئاً ثم تستدير حول العنق من الخلف… يبدو خداك أكثر تفتحاً وتسترخي أقراطك الطويلة بلون الثوب والموشاة برقائق الذهب.. عندها تبدين ساحرة رائعة مثل أميرة أسطورية.. هكذا قالت لي صديقتي أكثر من مرة.. ستتربعين على عرش قلبه.. أضربي على وتر الجمال دائماً.. دائماً.

*** *** *** أنا… هي… هما…! ترى، كم من الأشياء المشتركة والتي لا أود، تكون كذلك.. للأدرى لماذا تستبد بي رغبة عاصفة في الاستحواذ والتشبث ..لايغادرني هاجس احتلاله، احتلال كل نقطة في وعيه… في اهتمامه! أستطيع أن أفعل أي شيء إلا أن أمنع ذاتي من معاقرة هذه الأفكار… أتهاوى داخل دائرة حلزونية مغلقة من الأسئلة ..تواجهني أبواب متعددة كلما فتحت باباً انتصبت أمامي صورة أخرى أكثر وجعاً وأحياناً أراها صورة أقرب إلى المادية الفجة… لا أدري أي مشاعر غريبة تهزني بعثرني وتعيد تشكيلي.. تصفعني بعض المواقف.. حالة من الرفض تجتاحني فلا أستقر ولا أنتمي وحين أستعيد أنه كان قراري واختياري يزداد ذلك الوجع الذي يتسرب عبر أوردتي ثم أشعر بنوبة برد طارئة تجتاحني…!

أرتدي ثوبي… أتأمل وجهي في المرآة.. أحدث نفسي أنني أعجبه ولاشك..الآن له وحده …ثمة أجنحة تحتويني ألوذ بها من لسع الشموس… لم أعد وحيدة إنني أنتظر ومجرد انتظاري سعادة.!! أستغرق في الدفاتر أمامي وأقلب صفحة أتناساها قلت يوماً إننا سنكون عقلاً لعقل.. قلباً لقلب

لكنن لا أستطيع منع الصور الأخرى والوجوه الأخرى من التدفق إلى مخيلتي.! أنتظر الليلة الثالثة كي يأتي… كي نقتسم من هذا الزمن ثلثه!! أنتظر موعد إشراقة وجهه…طال انتظاري ولكن لماذا أفكر بهذه الطريقة الآلية المفجعة؟! كان يوماً سعيداً … ميلاد فرح أبيض… لقاؤنا في مسائنا الأول… صوته لا يزال الآن ساخناً يعود كما كان …ستكونين بهجة عمري التي اغتصبتها من جحيم هذه الحياة.. من ركودها.. كل الأمور تسير ضدي لكنني مقيد بإنسانيتي لأ أقوى تحكماً بمساراتي …

هما اثنتان الأولى ذات الخمسة أولاد… كنت صغيراً يومئذ وجدت نفسي أصبحت كائنا ًمثقلاً بتفاصيل الهموم.. هكذا فجأة… والثانية مريم ..هذا هو اسمها، لديها ثلاث بنات… كلتاهما لم تسعداني ..لم أجد السعادة… كنت دائما أغرق في الدروب التي لاأحب..

وأصطدم بما لا يعجبني.. ليس مثلك يفهمني يعرفني.. يزرع في قلبي أملاً بغد أجمل.. يريحني ..ليس مثلك يعيد التوهج إلى ذاكرتي ويعيد الحياة إلى عيني.. تمطرني الكلمات تهزني.. أنتشي أتفتح كزهرة في ذروة نضارتها.. معك أشعر بأن ثمة جمالاً.. ثمة حياة… ثمة ما هو جدير باحتمال كل الهموم لأجله! وبدونك أفقد رؤيتي… نقائي وأتلمس طريقي كأعمى.. سنكون قلباً لقلب.. عقلاً لعقل.. لكنني الآن لا أستطيع منع الصور الأخرى والوجوه الأخرى من الازدحام في ذاكرتي.. ترتعش أصابعي حائرة في امتداد الشوق في أعماقه والخاتم الماسي يستدير بلمسة منه.. وددت لو شددت أصابعي.. وددت لو أسأل كيف تستطيع تجزئة روحك والفص بين مواقفك ألا تتشكى رغباتك؟ ألا تزعجك التفاصيل وتنشطر أحلامك بتناقض الوجوه؟!

ها أنا ذا لا أستطيع تجزئة مشاعري والفصل بين الماء والماء، لا أستطيع تنحية عقلي عن قلبي ولا أنوثتي عن إنسانيتي… لا أستطيع أن أدع لي وقتاً محدداً للانطلاق ووقتاً آخر لكبح جماح ذاتي.. وقتاً للابتسامة ووقتاً للحزن.. وقتاً للقاء ووقتا للوداع.. لكنني لم أسأل ..اكتفيت بالتأمل ..بالتخيل.. بالتخطيط لمستقبل أحاول إضاءة الشموع في ردهاته!

لا أدري لماذا يتسلل إلى هذا الشعور بالحقد والكراهية.. أود أن أمزق كل ما أمامي.. مذاق غريب يتسرب عبر فمي إلى أعماقي كأنما أشعر بطعم حصوات من الملح المجروش!! لا يكف خيالي عن استحضار صوتها.. عطفها.. دفء يديها ..أجنحتها حوله.. هل تغنيه؟! تجلدني خيالات كسياط من نار.. أقفز مذعورة من تحت اللحاف لماذا يسكنني الليلة ذلك الصوت الصارخ.. يناديه ويحاول تنحية الجميع عنه؟! وحين ينام الكون يزأر أهب فزعة وأراه يتقلب أسأل ذاتي ترى بمن يحلم؟! وأتمنى لو اخترق ما وراء الحجب.. أخترق أحلامه.. أدخل تحت أهدابه ما بين الصورة والإطار.. في شاشة أعماقه.. بمن يفكر؟! بمن يحلم؟ من يريد؟! أهو سعيد أم أنه يحاول رسم صورة لي أخرى ترضيني وتحتوي روحي وتطفئ مشاعل غضبي؟! (هلا) كلمة واحدة منه تكفي لإذابة كل الحواجز ولامتزاج المستحيلات عندما أسمع صوته.. حالما يستريح انتظاري الثالث في مقلتيه… (هلا) أسمعها فيزغرد الفرح في قلبي لكنني لا ألبث أن أشعر بارتطام هذا الفرح بجدار من الشك والترقب والأسئلة ترى من سمعها قبلي… وهل ثمة من هو بعدي؟!

كيف أنسى أو أتناسى بأنه حين يغضب هنا.. يجد في المقابل مساحات من الرضى هناك.. وأه حين يفقد التواصل معي شرقاً يصله غرباً وأشعر بذلك الخيط الناري الحارق الذي يشعلني ويؤججني.. تستبد بي ر رغبة هائلة مرعبة في البقاء إلى جانبه.. أن أصرخ بالجميع ..أن أقول بأنني له وأنه لجنوني فقط.. وأنني لا أرضى إطلاقاً بالتجزئة ولا بالزمن المسروق ولا بالضحكة المشتركة ..تعذبني الأسئلة ويوجعني الانتظار وأود لو أحطم كل باب يوصله إلى عينين ليستا عيني.. كل درب يوصله إلى قلب ليس قلبي!

(هلا) تجلجل في سمعي.. أنتشي.. أضيء ..تقفز أحلامي، تتسامى إلى أعلى، أعلى… كلمة واحة تكفي لإذابة كل الحواجز المستحيلة.. نصف ساعة مضت على دخوله، وأعلم أنهم يتربصون بنا.. يلاحظوننا ولكن هل يعقل أن يجرؤ أحدهم على اختلاس سعادتي.. أن يأتي من يسرقني من سعادة الليلة التي انتظرها على جسر من الشك والحذر. يرن جرس الهاتف.. اهرع إليه وبي رغبة لإخماد كل صوت خارجي كل همسة دخيلة في هذا العالم.. وسمعت صوتها كأنما لدغت.. شهقت بصوت مكتوم.. إنها الأولى كم تغيظني! أشعر بها مثل شجرة تفرعت وضربت جذورها وأثمرت فروعاً أصغر تملأ الأفق وتنام فيها صغار العصافير حتى أصبح بترها ضرباً من المستحيل!! لكنني أجمل.. صوت صديقتي يعود إلى ذاكرتي (اضربي على وتر الجمال دائماً) وأتحسس ياقة ثوبي وأطمئن على تناسق ألوان الماكياج والعقد والثوب والحذاء…

كان صوتاً مضطرباً.. سألت عنه، بعد ذلك استطردت تثرثر كثيراً لا أدري عم تتحدث ولا يهمني ماذا تريد؟!! الصغير مريض، النافذة مفتوحة.. جهاز التكييف لا يعمل.. الكهرباء مقطوعة.. الهواء ملوث وخانق… ثمة صدأ يملأ المواسير والكلمات.. هناك حالة قلق عامة.. جهاز التكييف لا يعمل.. الصغير مريض، و… حسناً ألا حل لهذه التفاصيل الشائكة دون التخطي على أعتاب قلبي وتحطيم أضلاعي..؟! لا أدري لماذا شعرت بأنها لاتقول الحقيقة وأنها تدعي.. ثمة ألف وسيلة تستطيع الخروج بها من هذه التفاهات الخانقة دون مزاحمتي واختطاف لحظات الفرح من عيني! أطلقت وعداً لا يهمني.. كل ما يهمني أن يغادرني صوتها وأن تكف عن الثرثرة..

نزعت سلك الهاتف بهدوء شديد وأنا أكمل عبارتي ا لأخيرة ونزعت معها كل رغبة في التفكير في شيء آخر سوى تلك اللحظات التي تسرقني.. لا أريد أجراساً أو وجوهاً أو عيوناً ولا رنينا.. لا أدري لماذا كذبت؟ إنني أدافع عن أسوار سعادتي وهي تكذب.. نعم تكذب؟! كان يلملم أوراق يومه ويتهيأ لجلسة استرخاء ،سألني من؟! -

أحدهم أخطأ برقم الهاتف..! قلت ذلك وأن أغلق الباب خلفي وخلف العالم وأطمس معالم الحزن الذي طاف معي وأنفض بقايا الكلمات عن سمعي وأغرق بكل نقائي واقترافاتي في ليلتي الدافئة.

____________________________







التوقيع :
في أحدى المحيطات ...سقطت من عيني دمعه
اذا استطااع الناس أخراجها ....أعدك بأن أنساك

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:56 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية