كل عام وانتم بخير
بقلم - سلامة أحمد سلامة- صحيفة الأهرام- غرة شهر رمضان الكريم- 1423
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بينما يتخبط العالم العربي في مواقفه انتظارا لما ستفعله امريكا بشأن العراق, فإن معظم دول العالم الكبري والمتقدمة صناعيا بدأت تعيد حساباتها فيما يمكن أن يقع من مفاجآت في أسواق البترول عندما تقع المواجهة العسكرية..
ليس فقط بسبب ما سيؤدي إليه الصراع في المنطقة من آثار علي أسعار النفط, ولكن أيضا بسبب ما يملكه العراق من مخزون للنفط يعد ثاني أكبر مخزون بعد السعودية. وهو ما حمل كبري شركات النفط العالمية علي اعادة النظر في استراتيجيتها البترولية.
وتقول صحيفة لوموند الفرنسية إن هذه الشركات بدأت تدرس مختلف السيناريوهات المحتملة لما بعد صدام حسين وتأثير ذلك علي انتاج النفط وأسعاره في العالم.
وهناك مخاوف حقيقية لدي هذه الشركات من أن تحتكر المصالح الأمريكية الكبري المخزون النفطي للعراق وتتحكم في انتاجه وأسعاره.
بل إن الصين التي أصبحت من أكبر مستوردي النفط منذ عام1993, تتابع باهتمام بالغ تطورات الملف العراقي, وهو ما ينعكس بوضوح علي مواقفها من المناقشات الدائرة في مجلس الأمن بشأن قرار العراق.
وفي تصريحات أدلي بها خبير البترول السعودي المعروف الشيخ أحمد زكي اليماني وزير البترول السعودي الأسبق لصحيفة لوموند قال إنه لو أقدم صدام حسين في خضم المعارك العسكرية التي يحتمل نشوبها, علي ضرب خطوط الأنابيب في السعودية أو الكويت, فقد يؤدي ذلك الي طفرة هائلة في أسعار البترول تصل بسعر البرميل الي ثلاثة أرقام. وفي المقابل فلو أسفرت الحملة العسكرية الأمريكية عن هزيمة سريعة للنظام العراقي, فسوف تهبط الأسعار بنفس الدرجة التي قفزت بها.
وفي تقدير الشيخ اليماني أن الاستراتيجية الأمريكية سعت منذ ما قبل أحداث سبتمبر الي تقليل اعتمادها الشديد علي النفط السعودي, وأن ديك تشيني نائب الرئيس أشرف بنفسه علي وضع وتنسيق هذه الاستراتيجية لتنويع مصادر واردات النفط الأمريكية من روسيا والقوقاز وشرق افريقيا وكندا.
ويعمل بوش علي تشجيع الشركات الأمريكية علي زيادة استثماراتها في هذه المناطق.. كما أن إسرائيل تعمل علي تدعيم هذا المخطط وتؤيد بدون تحفظ توجيه ضربة عسكرية للعراق.
وانتقد الوزير السعودي السابق موقف الصقور في الادارة الأمريكية. وقال إنه في الوقت الذي تنتهج فيه الحكومة السعودية سياسة اصلاحية تحررية وتعمل علي تحسين العلاقات مع امريكا, وبالذات في المجالات الاقتصادية, فإن سوء معاملة السلطات الأمريكية للمواطنين السعوديين الذين يزورون امريكا تثير كثيرا من التساؤلات.
وعارض الشيخ اليماني فكرة استبدال اليورو بالدولار في سداد مستحقات النفط, وقال إن ذلك قد يؤدي الي ارتفاع كبير في سعر اليورو, وانخفاض كبير في سعر الدولار, ولن تتحقق بذلك فائدة حقيقية.
العرض العادي
