العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-2003, 04:28 PM   رقم المشاركة : 1
دامبيش
Band
 
الصورة الرمزية دامبيش
 







دامبيش غير متصل

هجر القرآن بعد شهر رمضان

يلاحظ على كثير من المسلمين قلة اكتراثهم بالقرآن قراءة وحفظًا وتدبرًا وعملاً، وقد يمرُّ على بعضهم أحد عشر شهرًا لا يفتحون فيها المصحف ولا يطالعون فيها آية، فإذا دخل شهر رمضان قرءوا القرآن كلّه هذرمة (أي مسرعين) غير متدبرين لآياته ولا عاملين بما فيها من أوامر ونواهٍ.
وفضل القرآن عظيم.. فهو كتاب حياة ومنهج وجود للإنسان، وهو يقدم للمسلم كل ما يحتاج في الدنيا والآخرة، ويجيب عن كل ما يخطر بباله من تساؤلات.. إنه أب حنون، وأم رؤوم ينزل على القلوب المؤمنة بردًا وسلامًا، ويمسح بيده الحانية عليها، فيزيل كل ما يعلق بها من أمراض وآلام، فهل يُعقل أن يغفل المسلم عن هذا الخير ولا يجعل لنفسه وِرْدًا – ولو صغيرًا - من القرآن، وقد صدق الحق جل وعلا؛ إذ يقول: "… فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" - طـه.
إن كثيرًا من المسلمين يضعون المصاحف في علب جميلة مزخرفة ومزركشة.. وكأن القرآن جزء من الديكور والزينة!! والقرآن لم يُجعل لهذا، بل أنزله الله تعالى للتدبر والتأمل والفهم والتطبيق.
وقد روى البيهقي في شعبه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: تلاوة القرآن وذكر الموت.
ولقد شهد الأعداء قبل الأصدقاء – والكافرون – قبل المؤمنين – بعظمة القرآن وسمو معانيه – فقد أتى الوليد بن المغيرة مرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أحد خصومه الألداء – يقول: يا محمد اقرأ عليَّ القرآن، فيقرأ عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون"، ولم يَكَد يفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من تلاوتها حتى يطالب الخصم الألد بإعادتها بجلال لفظها وقدسية معانيها مأخوذًا برصانة بنيانها مجذوبًا بقوة تأثيرها، ولم يلبث أن يسجل اعترافه بعظمة القرآن قائلاً: "واللهِ إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمُورق، وإن أعلاه لمثمر، وما يقول هذا بشر".
وقد روي أنه جاء في التوراة أن الله تعالى يقول: "عبدي أما تستحي مني، يأتيك كتاب من بعض إخوانك، وأنت في الطريق تمشي، فتعدل عن الطريق، وتقعد لأجله، وتقرأه وتتدبره حرفًا حرفًا حتى لا يفوتك منه شيء، وهذا كتابي أنزلته إليك، انظر كيف فصلت له فيه من القول، وكم كررت عليك فيه، لتتأمل طوله وعرضه، ثم أنت معرض عنه، فكنت أهون عليك من بعض إخوانك! يا عبدي يقعد إليك بعض إخوانك، فتقبل إليه بكل وجهك، وتُصغي إلى حديثه بكل قلبك، فإن تكلم تتلكم أو شغلك شاغل عن حديثه أومأت إليه (أي أشرت إليه) أن كف.. وهأنذا مقبل عليك ومحدث وأنت معرض بقلبك عني، أفجعلتني أهون عليك من بعض إخوانك؟!ومثل هذا ينطبق على هجر كثير من المسلمين لكتاب الله وعدم عنايتهم به، كما يعتنون بإخوانهم وأصدقائهم!وقال محمد بن كعب: كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه، يشير إلى سهره وطول تهجده.
وقال وهيب بن الورد: قيل لرجل ألا تنام؟ فقال: إن عجائب القرآن أَطَرْن نومي.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لقارئ القرآن أن يُعرف بِلَيْله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبورعه إذ الناس يخلطون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وبحزنه إذ الناس يفرحون..

وأنشد ذو النون:
مَنََـع القُـرانُ بوعـده ووعيده
مُقَـلَ العيون بليلها لا تهجعُ
فهموا عن المولى العظيم كلامه
فهمًا تُذَلُّ له الرقاب وتخضع
ومما يؤكد أهمية القرآن في حياة كل مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن أن من الدعاء أن يقول العبد: اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي وغمي..
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر في الحديث المتفق عليه أن يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، كما كان ابن مسعود، وعثمان، وزيد رضي الله عنهم يختمون في كل أسبوع مرة.
والقرآن الكريم.. فيه نبأ من قبلنا، وخبر من بعدنا، وحكم ما بيننا، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم. لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء ولا يملُّه الأتقياء، ولا يبلى على كثرة الرد والتكرار، وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، المتمسكون به ناجون فائزون، والمعرضون عنه هلكى خاسرون، ولم تملك الجن حين سمعته إلا أن قالت: "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا" سورة الجن. وقال الله تعالى: "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِين…"، الآيات من سورة الأحقاف.







قديم 22-11-2003, 08:18 PM   رقم المشاركة : 2
nowras
الإدارة العامة للمنتدى
 
الصورة الرمزية nowras
 





nowras غير متصل

دامبيش


أخي الغالي جزاك الله خير على هذه المشاركة الطيبة


لك مني أرق تحية في هالكون


النورس..!






التوقيع :
[flash=http://nada3.jeeran.com/wafa.swf]WIDTH=380 HEIGHT=200[/flash]


[poem font="Traditional Arabic,6,white,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="double,6,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قل لمن دبّجوا الفتاوى رويداً= رب فتوى تضج منها السماء
حين يدعو الجهاد يصمت حبر = ويراع والكتبُ والفقهاء
حين يدعو الجهاد لا استفتاءُ = الفتاوى، يوم الجهاد الدماء [/poem]

قديم 22-11-2003, 09:43 PM   رقم المشاركة : 3
شووق
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية شووق
 






شووق غير متصل

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رفع الله قدرك اخي الكريم دامبيش

وجزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع القيم

أسأل الله أن يكتبه في موازين حسناتك

ونحن في انتظار المزيد

دمت بألف خير

اختك بالله

شووق


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الى جنة الخلد يا بابا جابر

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:15 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية