العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > منتدى القصص والروايات
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-2009, 02:45 AM   رقم المشاركة : 1
AL-SHEHRI
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية AL-SHEHRI
 






AL-SHEHRI غير متصل

$ذات القيراط الأبيض$

بسم الله الرحمن الرحيم

ذات القيراط الأبيــــض

نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة


في ليلة من الليالي عندما كان القمر مكتملاً وكانت النجوم على يمينه ويساره وخلفه وأمامه وكأنه ملك ومن حوله الحراس والشوارع ساكنة لا حركة فيها والهدوء يعم أرجاء البلدة ولا يسمع سوى صوت الرياح التي تهب بسرعة وتخطف معها أوراق الشجر المتناثرة هنا وهناك .
ارتطمت بحذائه المربوط بخيوط اللقيطان المحكمة صحيفة من ورق بالية . حملها برفق وصار يُزيل التجاعيد عن مُحياها وينفض الغبار عن سلاسلها ليعرف ماتحكية هذه الورقة الهائمة على وجهها في ظلام الليل الهاجع .
أنها لوحة مرسومة بقلم من الرصاص . لفتاة حسناء ترتدي قيراط لؤلؤي الشكل واللون ويعصب رأسها منديل من القماش المطرز . بدأ الشحوب على ملامحها وهي وتقف عند نبع ماء .
تبسم قليلاً لبراعة الرسام ولكن نظرات الحزن في عيني الفتاة استطاعت إدخال الحزن عليه . أطال النظر في خطوط الرسم وتفاصيله .
أخذته الدهشة فهو يعرف هذا النبع جيداً فهو يقع وسط البلدة .
عزم على المضي نحو هذا النبع غداً ليقف عليه ويتأمله عن كثب .
أشرق صباح البلدة ونسجت الشمس خيوطها سريعاً وصنعت ديباجاً ذهبياً كسا مُحيا تلال البلدة وأعطها بريقاً
أخاذا .
سابق السكان نسمات العليل نحو نبع الماء المتدفق وعلى لحن الطيور كان يحلوا لهم المُكوث . فأصبح نبع البلدة قلبها النابض . الجميع يتحولق نحوه ويمتع ناظره بانعطافات دفقه ورشقات قطراته ورائحة الندى الهائمة .
هنا تحط فراشه وهناك طفل يغرس شتلة وهُنا زهرة بنفسج وهناك طير ينفش ريشه وقط يُفتش عن حشرة .
الكل يعرض بضاعته المُزجات هُنا وهناك وتعلوا الصرخات فجئه إعجاباً بتلك العروض البهلوانية .
راح يسترق النظر في الوجوه المكتظة ويتأملها. ساوره الملل قليلاً وعتلا صخرة حول النبع وأخرج عصاه الخيزرانيه وصار ينفخ فيها من أوتار صدره مقطوعات شجيه عانقت فيها أنامله الثقوب وألفتها كثيراً
حصد الإعجاب وهزم صاحب القيثارة . اخترقت الحضور شابة .
تعثرت بالحجارة فسقطت وانسكب الماء من الدلو . قفز (صاحب المزمار) ليساعدها على النهوض وأخذ الدلو ليملئه بالماء مرة أُخرى وقال بصوت فيه بطولة .
(صاحب المزمار) سأحمله عنك للبيت حتى لايسقط مرة أُخرى .
أجابت الفتاة برقة ولكن البيت بعيد عليك .

( صاحب المزمار ) لا عليك سأحمله عنك مادمتي متعبة .
الفتاة حسناً شكراً لك .
( صاحب المزمار ) لاشكر على واجب .
سارا بين أزقة البلدة كان الهدؤ يُخيم عليهما نظر صاحب المزمار إلى وجه الفتاة فشحوب ملامحها قد أستعطفها من قبل . سألها في حنوا .
(صاحب المزمار ) هل أنت من أهل هذه البلدة ؟!
أجابت الفتاة دون أن تبادله النظر نعم أنا من سكان هذه البلدة.
(صاحب المزمار ) أنجبتك أُمك هُنا ؟!
أجابت الفتاة بحزم وهل علي أن أُجيب على سؤالك هذا ؟!
(صاحب المزمار ) لا ... ليس عليك هذا وأعتذر عن ذالك
ولكن هلي أن أعرف اسمك فقط ؟!
الفتاة أسمي ( جُمانه ) .
( صاحب المزمار) / لست أراك دائماً هُنا .
(جُمانه ) لأني لا أخرج إلا عند الضرورة .
(صاحب المزمار ) وماهي الضرورة ؟!
نظرت إلية ( جُمانة ) نظرة استغراب وقالت عندما أحتاج لنظر في صفحات النبع الصافية أظل أُحدق فيه
حتى أمل النظر لوجهي وأحفظ شكلي الذي أكاد أنساه بفعل قسوة الأيام .
(صاحب المزمار ) أليس لديك مرآة ؟!
(جُمانة ) ليس علي إجابة الغرباء عن كُل شيء هذا ما تعلمته .
(صاحب المزمار ) حسناً أنا أسف ولكني أعتبر نفسي صديقاً .
(جُمانة ) أبهذه السرعة جعلت من نفسك صديقاً .
( صاحب المزمار ) أنا كذالك إن رغبتي في ذالك !!
(جُمانة) وإن لم أرغب بذالك ؟!
( صاحب المزمار ) فليس من شأني سؤالك عن شيء .
وبقيا صامتين 0000 حاولت جُمانة أن تنطق بشيء ما
قد يُزيح عنها غصة الكتمان ولكن الكلمات تتزاحم عند شفتيها الرقيقتان فتنكسر سيمفونيتها لتخرج متمتمات غير مسموعة .
رغم أن الإيمان كان يعمر قلبها بأن هذا الشاب من تستطيع الوثوق به إلا أن شيء ما كان يعقد لسانها عن الحديث معه .
وما إن اقتربت (جُمانة ) من منزلها طلبت من صاحب المزمار أن يعطيها الدلو إلا أنه رفض بشدة بحجة أنه يُريد إيصاله إلى منزلها ولكن جُمانة أصرت على أخذ الدلو منه حتى لايتمكن من معرفة منزلها . صرخة بوجهه
(جُمانة ) أعطني الدلو
(صاحب المزمار) تعجب من فعلها لماذا لاتريدن أن أوصلة لمنزلك ؟!
( جُمانة ) ليس من شأنك
خطفت جُمانة الدلو بسرعة من يده وأخذت تعبر بين المارة بصعوبة لأن الدلو كان مليئاً بالماء وأخذت تنظر خلفها لترى إن كان صاحب المزمار قد لحق بها إلا أنه مازال واقفاً مكانة متعجباً من أمرها وإصرارها على عدم معرفته لمنزلها . أيقن أن في الأمر سراً قرر اللحاق بها ولكنها اختفت عن الأنظار ومعاد لها وجود . اكتفى بإلقاء اللوم على نفسه وما إن جلس حتى وجد الحل فقطرات الماء المُندلقه من الدلو مازالت ترسم الأثر على الأرض حينما كان يتراقص وقد رسم لفظه خطاً يُوصل لمنزلها تتبع الخطوات بصعوبة كشف الستار عن منزل مُتهالك من الطراز القديم أسترق النظر من شُرفاته تأكد من أنها تقطنه .
إنها على الفراش تحتضر وأطرافها الباردة تبحث عن الغطاء لتستر جسدها المُتهالك تنظر بعينيها الفاترتين إلى السقف لتتذكر أيامها الخوالي وترتسم على شفتيها الوردية بسمة صغيرة سألت نفسها هل سأموت هكذا دون أن يُغلق أحد عيني ويزرع على جبيني قُبلة ويُغطي
قبري بالورد والشمع ويدعوا لروحي الطاهرة .
تسابقت حبيبات الألماس في الانحدار من محجر بحر عذابها المتلاطم المحفوف بحشائش قاتمة أفقدتها النور الساطع وأبقت الظلام الحالك .
انعطفت إحداها عن حفر جدولها ومسار سيلها لتذوب في شهد ريقها .
أطلقت زفرات حادة خرجت من حنايا صدرها المُلتهب لتطرد غصة البكاء الجاثمة .
قُرع الباب فارتعش جسدها وتسأل فكرها من يقرع الباب في هذا الصباح الباكر ؟! .
لم يمنعها من إجابة الطارق ولكنة لم يرد على سؤالها لعلة لم يسمعها. فعاودت السؤال مرة أخرى بصوت بائس فإذا بهي يُجيب أفتحي الباب أنا أحد الزوار .
حادثت نفسها أيعقل هذا. مرت سنوات عديدة ولم أسعد بقدوم زائر !!
نهضت مُسرعة لتعدل من شكلها وكأنما دبت فيها الحياة من جديد تأخرت في فتح الباب . فإذا بهي يطمئنها
بعدم الخوف وأنه ماجاء إلا ليسأل عن حالها .
ردت علية مباشرة لا عليك سأفتح الباب أصدر الباب صريراً عندما فتحته كان يقف أمامه شاب معتدل القامة اختلطت ملامحه بفعل ضؤ الشمس الساطع وخصلات شعرة الذهبية التي سترت جزءً من وجهه الذي بدا علية الخجل . ألقى عليها التحية فبادرته مُرحبة تفضل بالجلوس فناولته كرسياً خشبي مربع الشكل جلس باتجاهها . سألته هل أعرفك من قبل ؟! أجاب نعم فأنا صاحب المزمار هل نسيتني ؟! أجابته لا فأنا أتذكرك جيداً .
جُمانة عُذراً لا أستطيع القيام بواجب الضيافة لك فبيتي خالي من المؤنه .
ضحك صاحب المزمار بصوت عالي وقال وهل تسمين قُن الدجاج هذا بالبيت !! .
جُمانة / أجئت لتسخر مني ؟!
صاحب المزمار/ على العكس تماماً هذا ما جئت لأتحدث معك في أمره . أُريد أن أعرف سر عُزلتك عن العالم المُحيط بك ؟!

جُمانة / العالم هو من عزلني
صاحب المزمار / هالكي أن تتحدثي معي بحرية ودون تحفظ .فأنا أتوق لسامع قصتك التي تخبو خلف جدران الحزن .
جُمانة / ولكن ليس عليك الإشفاق على حالي أو للملمة شتاتي .
سأبداء قصتي بحديثي عن فارس أحلامي القادم من بعيد على جواده الأبيض الجميل حملني إلى الفرحة و في أعماق ألذه. أسعدتني همساته ولمساته. رسمني في لوحاته .
عشقنا الجمال والابتسامات. أصابني ذات يوم إعياء وماوجد لي دواء . صرت أحمل دماً ملوثاً وعرضاً مطعوناً .
أنفقت الأموال طلباً للعلاجي. وما بقي لي غير قيراط ومنزل مُنهار . رحل الحبيب بعد أن ترك خلفه مجرد رسم لفتاة ذات شعر أجرد جزه المرض تستره بقطعة قماش بيضاء مطرزه . وتحمل قيراط أبيض واحد كذكرى لعهد الحب والعافية . ماعادت تعني لي الحياة شيئاً. سواء أن أنتظر سماع صفارة قطار الموت مدوية في أرجاء غُرفتي.......

(أمسك بهذا القيراط اللؤلؤي ومنحة لكل فتاة تنتظر الموت ليكون تذكراً لنقائها والصفائها قبل نزعها من أحضان محارها ).

( لانستطيع تقدير قيمة الأشياء إلا بعد ضياعها وحين نبيع الثمين بلا ثمن ) .
لك أن تُسدل الستار على القصة إن أردت أو أن تفتحها لننسج أحداثاً جديدة معاً .







قديم 07-07-2009, 01:09 PM   رقم المشاركة : 2
الجذااابة
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية الجذااابة


لانستطيع تقدير قيمة الأشياء إلا بعد ضياعها وحين نبيع الثمين بلا ثمن
بهذي صدقت

يعطيك العافية على هالقصة

وبنتظار جديدك






قديم 07-07-2009, 06:51 PM   رقم المشاركة : 3
AL-SHEHRI
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية AL-SHEHRI
 






AL-SHEHRI غير متصل

؛؛ الجذابة ؛؛
يعطيك العافيه على المرور والرد

الجميل ...........







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 07-07-2009, 06:57 PM   رقم المشاركة : 4
آوهآآم
Band
 
الصورة الرمزية آوهآآم

مشكووور على القصة الحلوة







قديم 07-07-2009, 07:04 PM   رقم المشاركة : 5
AL-SHEHRI
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية AL-SHEHRI
 






AL-SHEHRI غير متصل

اميرة الغلا
مشكوررررررررره على المرور







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 07-07-2009, 10:30 PM   رقم المشاركة : 6
حياة الروووح
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية حياة الروووح
 






حياة الروووح غير متصل

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ؛؛ الجـذابـة ؛؛

لانستطيع تقدير قيمة الأشياء إلا بعد ضياعها وحين نبيع الثمين بلا ثمن
بهذي صدقت

يعطيك العافية على هالقصة

وبنتظار جديدك

يسلوووو

تقبليـ مروريـ






التوقيع :
لابد.. لابد.. لابد... من فراق الأحباب

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:47 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية