العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 27-04-2014, 02:07 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : الشائعات وآثارها على الأمة‎

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

خُطَبّتى الجمعة من المسجد النبوى
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور / حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله
خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة بعنوان :
الشائعات وآثارها على الأمة
والتي تحدَّث فيها عن ظاهرةٍ تنتشر يومًا بعد يوم، وهي الشائعات أو الإشاعات،
وقد حذَّر من تناقل الأخبار أو نشرها إلا بعد التثبُّت منها،
مُبيِّنًا أن هذا هو المنهج الربانيُّ والهدي النبوي.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


إن الحمد لله نحمده ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسِنا،
ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادِيَ له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[ آل عمران: 102 ].
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
[ النساء: 1 ]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
[ الأحزاب: 70، 71 ]
أمابعد ....
فيا أيها المسلمون:
في ظلِّ حركة التطوُّر الإعلاميِّ، وما يشهَدُه العالمُ من التغيُّرات الاجتماعية،
والتحوُّلات المُختلفة في شتَّى الجوانِب، تبرُزُ ظاهرةٌ اجتماعيَّةٌ خطيرةٌ،
ألا وإنها "ظاهرةُ الإشاعة"، التي هي بثُّ الأخبار وانتِشارُها بين الأفراد والمُجتمعات
دون الاستِنادِ إلى بُرهانٍ قاطعٍ أو دليلٍ ساطِعٍ على صحَّتها وسلامتِها.
وإنما تُبثُّ الأخبارُ اعتمادًا على النقل المُجرَّد في ظروفٍ من الغُموضِ واللَّبسِ والشُّكوك،
فتحدثُ بين الناس بسبب ذلك حالاتٌ من الخوفِ والهلَع والاضطِراب،
مما يُنتِجُ آثارًا سلبيَّةً على الأفراد والمُجتمعات والدول.
فلا غرْوَ في ذلك - أيها المسلمون -؛
فإن الإشاعةَ تنشأُ من جُملة أسبابٍ ومن وراء دوافِع كثيرة،
من أخطرها: أنها وسيلةٌ من وسائل الأعداء لمُحاربة الأمة في دينِها ودُنياها،
في أمنِها وأمانها، في رخائِها واستِقرارها، وفي سِلمها وفي حربِها.
إشاعاتٌ مُغرِضةٌ تُبثُّ في جوٍّ مُلائِم، وتربةٍ خصبة،
وفُرصٍ مناسبةٍ لتحقيق مآرِب خبيثة، وأهدافٍ قذِرَة، خاصَّةً في مثلِ هذا الزمان.
ولهذا فالإشاعاتُ المبنيَّةُ على الكذِب بضاعةُ المُنافِقين،
وسبيلُ المُرجِفين الذين قال الله - جل وعلا - في أمثالِهم:
{ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ
لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ }
[ الأحزاب: 60، 61 ].
معاشر المسلمين:
كم من إشاعاتٍ نخَرَت في جسَد الأمة ونشاطاتها المُختلفة،
وحقَّقَت للأعداء بُغيتَهم، وخدمَت أهدافَهم السيئةَ وأغراضَهم الوقِحَة،
لذا جاءَت شريعةُ الإسلام بالتوجيهات الواضِحَة لحفظِ المُجتمع
وحمايته من كل ما يُلحِقُ به الضررَ، أو يُؤدِّي به إلى الفساد، ومن ذلك:
مُحاربة أنواع الإشاعات الباطِلة، وبثِّ الأخبار الكاذِبة، فأمرَت بحفظِ الألسُن،
وصيانةِ الأقلام مما لا دليلَ على صحَّته، ولا بُرهان على صِدقِه.
يقول الله - جل وعلا -:
{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ
كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }
[ الإسراء: 36 ].
لقد حذَّرَت النصوصُ الشريعةُ من الكذِبِ بأنواعِه، ومن ذلك:
نقلُ الإشاعةِ مع العلمِ بكذِبِها.
ومن ذلك أيضًا: النقلُ المبنيُّ على الخَرص والظنِّ والشُّكوك
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
[ التوبة: 119 ]
يقول - صلى الله عليه وسلم -:
( وإن الكذِب يهدِي إلى الفُجور، وإن الفُجور يهدِي إلى النار )
إخوة الإسلام:
نشرُ الأخبار دون التثبُّت من صِدقِها والتبيُّن من صحَّتها منهيٌّ عنه شرعًا،
مبغوضٌ طبعًا وعُرفًا. فكم من تناقُل أخبارٍ مُجرَّدةٍ عن الحقيقة أنتجَت أضرارًا عظيمةً،
وولَّدَت شُرورًا كبيرةً ؟!
ومن هنا جاء النهيُ القاطِعُ عن نشرِ ما لا مُستندَ على صحَّته وصِدقِه:
{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
[ ق: 18 ].
ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول:
( كفَى بالمرء كذِبًا أن يُحدِّثَ بكل ما سمِع )
رواه مسلم. وفي لفظٍ:
( كفَى بالمرء إثمًا أن يُحدِّثَ بكل ما سمِع )
معاشر المسلمين:
الحذرَ الحذرَ من الإعانة على نشر أخبارٍ لا بُرهان على صِدقِها،
ولا إحاطةَ من سلامتها، فذلكُم نوعٌ من نشر الزُّور وقولِه،
يقول - جل وعلا - في وصفِ عباد الرحمن:
{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ }
[ الفرقان: 72 ].
ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول:
( ألا أُنبِّئُكم بأكبر الكبائر؟
قلنا: بلى يا رسول الله،
قال: الإشراكُ بالله، وعقوقُ الوالدَين وكان مُتَّكِئًا فجلَس،
فقال: ألا وشهادةُ الزُّور، ألا وقولُ الزُّور
فما زالَ يُكرِّرُها حتى قُلنا - أي: قال الصحابة -:
"ليتَه سكَت" إشفاقًا عليه - عليه الصلاة والسلام )
فنقلُ الأخبار التي لا صحَّة لها، وإشاعةُ الأحاديث التي لا زِمامَ لها تزويرٌ
على المسلمين، وخِداعٌ بالمؤمنين، يقول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المُتفق عليه -:
( المسلمُ من سلِمَ المُسلِمون من لسانِه ويدِه )
أيها المسلمون:
نقلُ الأخبار من بابِ "قِيلَ وقال" مبدأٌ مرفوضٌ في الإسلام بأيِّ حالٍ من الأحوال،
وعلى وجهٍ كان، في "الصحيحين"
أنه - صلى الله عليه وسلم - نهَى عن قِيل وقال.
وفي لفظٍ:
( ويكرَهُ لكم قِيل وقال .. )






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:01 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية