ღ .. ضـبابية الأقــــدار .. ღ

[الناي العبد الله]

علمتُ أن الحياة تبدأ بصرخة وتنتهي بها
وعلمتُ أن قصة ميلادي دونت بأوراق
سقطت في ضبابية الأقدار
فهوت أوراقي وتبعثرت خلف السحاب
وساقتها الأيام إلى مكان بعيد
فكنت أتأمل كل شيء حولي
وكنت احصدسنيني العجاف وأنتظر الخُضُر السُنبلات
وكنت على سجاد الوهم أسير وأمحو الذكريات
حتى التف بي القدر

بيوم أذكر كل ثانية فيه
وأنا أُجالس الصمت ببهو فندق وزاوية تحمل مقعدين أرتشف
قهوتي المرة وأرتشف معها
الوقت علة يضيع بين نظرة تسقط بسطر
وبين نظرة تبتسم لعيني سقطت قدراً
وبقى نظري متسمراً بها متعجبًا لها
فبقيت أنظر إليها كمن يتبع ظلهُ
ومن ثم أدركت أن الوقت قد أزف
فعدت أدراجي

لاأدرك حقًا ماذا أصابني شعوراً
كمن يتخبطهُ مس الحبُ كمن أدرك أن
بداخلهِ مضغة تنبض و تتنفس الحياة
كمن ولد لحظة شروق تنتظر شمسها أن تسجد بعد الغروب
نعم أدركت أني
حيً لم أمت و أن أنثى ولدت من أجلي
وأن السنابل سترقص أمامي
هي
من أسميتها ] أنا[ ومن ختمت على قلبي
ومن غيرت تاريخي وعطري وكوب قهوتي
وتأمُلاتي وأحلامي

التقينا وطوينا كل الأوراق
فأصبحنا نتوسد المساء
بسكرَ تنا فالشوق تمزق
بيننا فأصبح الحب لنا أرض
وسماء وجنون وعطاء
وعلمت أن كل قلب رجلاً عاشق يخلق بجسد أنثى
فتسقط ورقة الأقدار

بيوم دون بأرقام وفواصل
وكلمات قُتلت بدموع عينيها
وأنا أقراء نبض قلبي بداخلها
أرغب أن أحدثها ولو بكلمة وكأن لجام من حديد
وضع بفمي
فكان قرارنا أصعب من الموت
عندما اعتلت عينانا حسرة الأيام
ونحن نطفئ شعلة الأمل بيدينا
فعندها احتبست الأنفاس بداخلنا حسرة و مرارة
فأغمضنا عينانا وتركنا يدينا تودع كل
محطةً احتضنتنا بألمنا بابتسامتنا بدموعنا
بعناقنا بغضبنا بكبريائنا بكل
ما كان وبكل ما اختزلته ذاكرتنا
فلا نرغب بفتح عينانا حتى لا تسقط دموع القهر على يدينا
لتشعرنا بحجم القهر ونحن نرى الأيام قد ذهبت بكل
أحلام راودتنا وكل ورقة تبادلناها خطت أشعارنا فوقها
فقد كانت تحدثني كل يوم و نرسم فوق جدار الزمن
عالمنا الذي أقسمنا أن نفتتحهُ يوم ولادة عشقنا
وأنا أدون
ما تريد وهي تخيط الأيام بإبرة الأحلام
ولم نعلم أن الثقوب التي
تُركت على النسيج سـ نسقط منها و سيتمزق الحلم بعد
أن غطى الأفق بعد ان
كان على خطوة بحدوثه والآن بات كابوسًا مؤلم
وحسرةً طعمها علقم
فربما تذوقنا طعم الحياة من أدنى كأسها
ولم نصل إلى سطحها
ولم ندرك أن الظروف ترجُ
زجاجة الحياة لتعكر صفوها
لتبقى كزجاجة عطر
احتوت الذكريات عطرها وفرغت
لتبقي قلبينا يجمع كل العشق
ويتمزق بضبابية القدر

فدعينا نعود إلى الأيام القديمة
إلى عصور انتهت منذ زمن
ألا تعلم القبيلة
إني أسميت نفسي حبيبك
ألا تعلمي إني حينها
ذاك الوقت
لم أكن ارغب في دراسة
أي كتب
ولا أود دراسة هذه الكتب العلمية
ولا هذه النصوص الأدبية التي اعشقها
ولا كتبي الهندسية
وكل ما يمت للدراسة بصلة
صدقيني
أني كنت اعشق دراستك أنت
كنت اعشق نبضك
أريد دراسة كيف يسري الدم في عروقك
كيف ينزل الدمع على خديك
شاقا طريقه إلى شفتيك
كنت أهواك بجنون
كنت احبك كما لم يحب بشر قبلي
لماذا
هل ليلى وبثنية وبلقيس الشقية
أفضل مني
لماذا عشق قيس ليلى بجنون
لماذا أحب
جميل بثينه كما لم يحب أحدا غيره
لماذا نزار ذاب هوائا في بلقيس
ولماذا كتب لها دواوين
أهم أفضل مني
لماذا لا املك كل هذا الحب منك
إني خلقت لأجلك
لأجل حبك
خططت هذه الكلمات
وانأ ابكي دمعا
ولماذا اكذب
أنما دما ينزف
من قلبي المجروح
تريديني أن أتوقف لهذا الحد
أن كتبت سأكتب أكثر
وصدقيني أني سأكتب أكثر من هذا كله
كنت في حياتي دوما أكابر
ولكن
لأجلك أنت تخليت عن مكابرتي
عن كل ما املك من كبرياء
لأجل عينيك لن أكابر
لأجل أعماق أحضانك
لأجلك أنت يا سيدتي لن أكابر
وتأكدي إني هنا
بانتظارك
حتى ولو طال الانتظار
حتى ولو أكل الدهر فيني ومضى
سأنتظر
احمل لك في يدي وردة
وأمد لك يدي الثانية
بانتظارك
لتأخذيني أخيرا
في حضنك الذي أريده أن لا يعرف الفراق الأبدي
هل لك أن تسمعيني وتجيبني
أم اصبحتي
ورقة سقطت لم أستطع تمزيقها رغم ألمها
لأني ما زلت أتنفسها