لماذا ابقى ؟ ماذا انتظر هنا ؟ ماذا تبقى لى هنا ؟
ثلاثون عاما وانا انتظر . ثلاثون عاما وأنا ابحث . ثلاثون عاما وأنا ميت . ثم ماذا بعد . أأنتظر الفرج ؟ أو انتظر رحمه من المجتمع. أنا هنا وحيد . أقبع فى صومعتى وحيد. بلا ونيس . . بلا صديق .. . اذا انا وحيد .يرفضنى المجتمع لانى بلا عمل .. بلا حياه .. بلا مستقبل .. كالعاله او المرتزقه تاره أجد قوت يومى واخر انام فيه على طيات بطنى . اذا انا وحيد لا املك زوجه ولا اطفال .. اذا انا وحيد . أذا ماذا انتظر هنا ؟ ولماذا ابقى هنا وما الجديد ؟ هل ستلوموننى فهذا بلدى وارضى وسمائى ؟ فأجيب لماذا ابقى وفيا لها وهى لا تريد ؟ فستقولون هذا مجتمعك وأهلك وأقاربك ؟ فاجيب لماذا ابقى عاله عليهم وهم لايريدون ؟ فلماذا ابقى أذا ؟ لست ناقما على احد ولست غاضبا من احد ولست حاسدا احد .. ولكنى وحيد . من حقى الفطرى أن اعيش .. أن ابتسم . ان افرح .. فلى عقد من الزمن لا اعرف للفرح مكان . .... لست ليبراليا . ولا راديكاليا .. ولست محافظا . ولست علمانيا .اذا انا بلا وجهه ولا توجه .. اذا انا وحيد . فلماذا أبقى هنا ؟ أنى أرفض ان اكون ظلا فى الفراغ . او عدما فى الوجود . لذا سوف أرتحل .. سوف اخرج من صومعتى الى وجهه جديده . ها أنا احزم حقيبتى المهترئه واعلن الرحيل . أعلن الهجره .. الى البلاد البعيده . ربما لن اجد حالا أفضل ولكنى تحركت لأغير شيئا من جمودى الذى باركه مجتمعى لثلاثه عقود متتالية . .. ثلاثه عقود ... أليست كافيه ليثبت لى مجتمعى أنه يريدنى ... ألم أعطه الفرصه الكامله ليثبت لى أن سوف يحتضننى ويبقينى ابنا بار له .. ولكنه تخلى عنى فى احلك الظروف التى عصف بى .. أذا سوف ارحل لابحث عن وطن جديد .. عن حياه جديده . .عن امل ميت جديد .. فمهما حدث لى هناك لن يكون أسوء مما انا به الان .. ليس هناك ما يقتل الشاب قدر تحقير الاخرين لشأنه وهو مالم أستطع ان ابتلعه لذا أثرت الرحيل .... الوداع يا طفولتى البريئة ... الوداع يا احلامى الجريئة .. الوداع يا ماضى السعيد المبكى ... الوداع
عابد الثبيتى