مهرجانات للزواج من حكايات ألف ليلة وليلة
كتبت اليوم الثلاثاء في جريدة الوطن
من حق كل إنسان أن يفرح ويبتهج ويتعايش مع لحظات السعادة بالصورة المناسبة ولكن من حق كل الناس على كل الناس أن يستشعروا قيمة الوقت.. قيمة المال.. قيمة الحياة. حتى يحسوا بقيمة الفرح إن أرادوا ذلك وإنه لمن الجميل أن تتحول حياة الآباء إلى دروس تلقى على الأبناء والأحفاد عبر كل تصرف وسلوك وقول وأن تكون الأقوال متطابقة للأفعال لا أن يأمروا وينهوا عن أشياء وهم أول من يقترف ما نهوا عنه ويهمل ما أمروا ورغبوا فيه.
أقول ذلك الكلام وأنا ألمس تحولات غير طبيعية حولت حياة الناس إلى ما يشبه الركض والهرولة نحو اتجاهات مختلفة لا يعلمون صحتها من خطئها وكأنهم يعيشون حالة من غياب الوعي.
وليس هناك من حرج أن نطرحها على بساط البحث والنقاش ومن أهم تلك المتغيرات التي بتنا نلمسها في حياتنا الاجتماعية ما يحدث قبل الزواج حتى ليلة العمر كما يقال.
فما يحدث خارج عن العادات التي ألفها المجتمع من قبل فلقد تحولت حفلة التعارف بين الزوجين إلى ما يشبه حفلة الخطبة وتحولت الخطبة إلى ما يشبه حفلة الزواج أما الزواج فلقد تحول إلى مهرجان لا يسلم من اقتراض المال من أجله أهل الزوجين ويغرق الزوج في بحر من القروض المؤجلة.
وتحدث خلال هذا المهرجان الطويل سلسلة من المبالغات سواء في المهور المدفوعة أو اشتراطات حول الذهب من حيث الكم والكيف وتحولت الموضة عند أكثر الفتيات المتزوجات إلى إقامة حفلة الزواج في (قاعة فندق) لأن صالات الأفراح في نظرهن لم تعد تليق بمقام بعضهن أما الاستراحات فلا يمكن إقامة الزواج فيها لأنها استراحة وكفى. أما "خروج العروس" على المحتفلات فقد تحول إلى "حكاية" من حكايات ألف ليلة وليلة بداية من شكل الخروج "الزفة" وانتهاء بموعد الطلة المتأخر كثيراً. المشكل في الأمر أن التخطيط للزواج من أوله إلى آخره تركه الرجال للنساء فخربت بيوت قبل أن تبنى نتيجة للتخطيط الأعمى الذي لا يرى سوى الحرص على الافتخار بالشكليات والمظاهر التي لا تسمن ولا تغني لأن الأهم في موضوع الزواج كيف تسير حياة الزوجين بكل حب ويسر بعيدا عن المشكلات
منقووووووووووووول
العرض العادي
