--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الغالي .... أختي الغالية :
لهفي على لحظة سماع عودتك إلى الله وانضمامك إلى قوافل التائبين العائدين أريد أن أفرح لفرحك ! قد لا تتصور سعادتي بك تلك اللحظة . لست أنا فقط ، بل الله تعالى الغني العلي الكبير سبحانه يفرح بهذه الأوبة والرجوع إليه ، جعلنا الله من التائبين الصادقين .
(( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ))البقرة (222) .
أيها الغالي والغالية :
ما أتعب الناس الذين هم يلهثون وراء الشهوات والمحرمات بزعمهم أن في ذلك السعــــادة والفرح لا والله ولكن هناك تــعــاسة وهـم وكـدر أين نحن عن قوله تعالى :
(( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )) الأعراف (96)
وعن قوله (( وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ... )) البقرة (103).
أتجد في نفسك تردداً إلى الآن ؟
كن عاقلاً فلا تشري حطام الدنيا الزائل بنعيم الآخرة الدائم حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت أعلنها من الآن توبة إلى الله ، فك قيود المعاصي وتسلط الشيطان والنفس عليك ، ألجأ إلى الله واعتصم به وانطرح بين يديه ألا تعلم أن ماعند الله خير وأبقى ، أتبيع الجنة بالنار ؟! ألم تستوعب إلى الآن حقيقة الدنيا ، وأنها دار ممر وليست دار مقر ، وأنها ميدان عمل و تحصيل ثم توفى كل نفس ما عملت قل للنفس يكفي ما كان واعزم على هجر الذنوب واسلك طريق العودة . فإن لم تتب اليوم فمتى ستتوب وإن لم تندم اليوم متى ستندم ؟
هل تنتظر أن تتوب عند الموت ؟
فالتوبة لا تقبل حينئذ . هل تنتظر أن تندم حين لا ينفع الندم؟!
قال تعالى (( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولَ ، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلَ ، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً )) الأحزاب (67)
أو هل تنتظر حتى تدخل النار فتتوسل إلى الله يوم لا يجدي التوسل، يوم يتوسل أهل النار أن يخرجهم الله منهـــــــــا ليعودوا ليعملوا صالحاً قال تعالى(( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون )) المؤمنون (107)
فيجيبهم المولى سبحانه (( قال اخسئـــووا فيهـــــا ولا تكلمون ))
. عد إلى الحق واستجب له ما دمت في زمن الإمهال قبل أن تكون من الذين يتمنون الموت من فرط العذاب فلا يستجاب لهم أتدري لماذا ؟ لأنهم أتاهم الحق فما استجابوا له
قال الله تعالى (( وقالوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنكم ماكثون ، لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون )) الزخرف (78)
أخي ، أختي
أرجو من الله أن تجد كلماتي قبولاً لديك سائلاً المولى تعالى أن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آ له وصحبه اجمعين
منقووووول
تحياااتي
كاظم عزوز