النزوح إلى أسواق العمالة الرخيصة شعار المرحلة
فولكسفاغن «المكسيكية»
رينو «الرومانية»
«رينو نيسان» تنشئ مشروعا صناعيا في شمال المغرب.. «هيونداي موتورز» (أكبر منتج للسيارات في كوريا الجنوبية) تعتزم البدء بإقامة مصنع جديد للسيارات في البرازيل...«فولكسفاغن»، التي تملك مصانع في بولندا وتشيكيا (سكودا) والمكسيك، تفكر في إنشاء مصنع جديد في تايلاند.. «بيجو سيتروين» الفرنسية تعتزم تشييد مصنع للسيارات في روسيا.. «فورد موتور» تفاوض على شراء مصنع سيارات لشركة «دايو موتور» في كوريا الجنوبية.. وأخيرا، لا آخرا، تدرس شركة «دايملر» الألمانية إنشاء مصنع لإنتاج الجيل الجديد من سيارات مرسيدس المدمجة، التي ستكون البديل لطرازي الفئة «إيه» والفئة «بي»، إما في بولندا أو في رومانيا.
إعلان شركة نوكيا العملاقة لأجهزة الهاتف المحمول عزمها إغلاق مصنعها في مدينة بوخوم الالمانية ـ بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بمصنعها الذي شرعت في إنشائه في رومانيا ـ ينسحب على شركات السيارات الأوروبية الغربية.. فالنزوح إلى أسواق العمالة الرخيصة أصبح شعار المرحلة لصناعة السيارات في وقت تواجه فيه هذه الصناعة ارتفاع كلفة الإنتاج وارتفاع أسعار الوقود وبوادر ركود اقتصادي لا يبدو انه سيكون مقتصرا على الولايات المتحدة فحسب.
بالنسبة لصناعة السيارات الاوروبية ـ والأوروبية الغربية تحديدا ـ يتزايد إنتاج المصانع القائمة حاليا بشكل مستمر، وبعدد أقل من العمال ما لا يشجع على توقع أن تفتح شركات صناعة السيارات مصانع جديدة لها في هذه الدول. وبالمقابل، يزداد الإقبال على شراء السيارات في روسيا مما يشجع على إنشاء مصانع في دول شرق أوروبا تكون قريبة من أسواق التوزيع وقريبة، في الوقت نفسه، من أسواق غرب أوروبا.
على الصعيد الإنتاجي وحتى التقني تتمتع دول شرق أوروبا اليوم بنفس المميزات التي كانت تمتلكها دول أوروبا الغربية غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وبالنسبة لروسيا بالذات يتوقع العديد من المراقبين أن تصبح روسيا أحد الأسواق العالمية التي ستشهد ازدهارا كبيرا بالنسبة للشركات العالمية لصناعة السيارات، علما بأن دراسة ألمانية متخصصة تنبأت أن تبلغ مبيعات السيارات في روسيا عام 2010 حوالي 3.48 مليون سيارة سنويا لتتجاوز بذلك مبيعات السيارات في السوق الألماني. كما ذهبت إلى توقع أن تصبح روسيا، بحلول عام 2015، ثالث أكبر سوق للسيارات بعد الولايات المتحدة والصين عندما يستوعب السوق الروسي 4.45 مليون سيارة.
أما بالنسبة إلى الصين، فقد توقعت الدراسة أن يشهد سوقها، وأسواق الكثير من الدول النامية، ارتفاعا كبيرا في مبيعات السيارات بخلاف دول غرب أوروبا وأميركا الشمالية واليابان التي لم تتوقع الدراسة أن تشهد أسواقها تزايدا كبيرا في مبيعات السيارات.
حركة النزوح إلى الأسواق الأقل كلفة إنتاجية ليست جديدة، لكنها تتخذ في الآونة الأخيرة طابع «هروب جماعي»، ولو مؤقتا، من مجتمع الرفاه إلى المجتمع الأقل نموا.. فهل يمكن اعتبار هذه الظاهرة ضريبة التفاوت في النمو الاقتصادي بين المجتمعين؟. وفي حال كانت كذلك، إلى متى يمكن أن تدوم والفارق المعيشي ـ وبالتالي فارق الكلفة ـ بين المجتمعين يتقلصان باطراد؟.. أحدث المتطلعين إلى مكاسب النزوح إلى الأسواق الرخيصة، أي شركة مرسيدس، لم تبد من قبل حماسا يذكر لنقل بعض قواعد إنتاجها إلى أوروبا الشرقية رغم النجاح الذي حققته هذه الخطوة لمنافستها المحلية، شركة فولكسفاغن، فمرسيدس لا تملك، خارج حدود بلادها، سوى مصنع صغير لإنتاج الحافلات في تركيا. وفي حال قررت افتتاح مصنع في رومانيا، فذلك يعني دخولها إلى سوق سيارات تسيطر عليها شركة رينو الفرنسية التي أنتجت، العام الماضي، 222 ألف سيارة «لوغان» رخيصة الثمن، من أصل 234 ألف سيارة تمثل إنتاج رومانيا الإجمالي من السيارات. شركة رينو ـ نيسان، التي سبقت مرسيدس إلى رومانيا، دخلت بدورها سوقا آخر موات لإنتاج السيارات الاقتصادية من الجيل الجديد، فقد وقع رئيسها، كارلوس غصن، مع الحكومة المغربية، اتفاقا من أجل إنجاز مشروع صناعي في شمال المملكة المغربية، وهو المشروع الذي سيمكن من توفير 6 آلاف وظيفة جديدة مباشرة و30 ألف وظيفة غير مباشرة من خلال إنتاج 200 ألف سيارة في السنة بحلول عام 2011 كمرحلة أولى، ثم تتضاعف إلى 400 ألف سيارة في العام كمرحلة ثانية. وبالإضافة إلى المشروعين المذكورين، تعتزم شركة «بيجو سيتروين» الفرنسية تشييد مصنع لإنتاج السيارات في روسيا. وقد ذكرت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء أنه من المتوقع أن يتم افتتاح المصنع الذي سيقام في مدينة كالوجا، قرب العاصمة موسكو، عام 2010 وان يصل حجم إنتاجه إلى 300 ألف سيارة سنويا.
وكانت شركة فولكسفاغن الألمانية قد افتتحت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مصنعا في كالوجا بتكلفة 500 مليون يورو، بينما بدأت شركة تويوتا اليابانية عملياتها في أول مصنع لها في روسيا بالقرب من سان بطرسبرج بنهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما تنتج شركة فورد الأمير كية سيارات في كالوجا منذ سنوات.
وتدرس شركتا نيسان وسوزوكي اليابانيتان أيضا إنشاء مصانع لهما في روسيا.
وكانت مجلة «أوتو موتور سبورت» الألمانية المتخصصة في شؤون السيارات، «شركة فولكسفاغن»، فقد نقلت عن أحد مسؤولي الشركة قوله بأنها تعتزم إنشاء مصنع لها في مدينة ساموت براكان بتايلاند لإنتاج مائة ألف سيارة صغيرة على الأقل، واستثمار ما يعادل 614 مليون يورو في إنشاء هذا المصنع الجديد.
وقالت المجلة إن الشركة تنوي تصدير نحو 65% من إنتاج هذا المصنع المزمع إنشاؤه.
تجدر الإشارة إلى أن فرع شركة فولكسفاغن في المكسيك أنتج 411129 سيارة خلال عام 2007 محققا بذلك ثاني أفضل نتيجة في تاريخه.
وقالت الشركة في بوبلا، حيث مصنعها في المكسيك، إن هذا الرقم يظهر تحسنا نسبته 18% عن العام السابق عليه الذي شهد إنتاج 348327 سيارة من المصنع الذي يبعد حوالي 120 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة مكسيكو سيتي.
وتنتج الشركة في مصنع «بوبلا» سيارات من طراز «بورا ـ جيتا أيه فايف»، التي باعت منها 207 آلاف سيارة في العام الماضي، و«جيتا أيه فور» التي باعت منها 69 ألف سيارة، وفاريانت (66 ألفا)، ونيو بيتلز (40 ألفا)، ونيو بيتلز المكشوفة (26 ألفا)، إضافة إلى حافلات ومركبات عائلية (1563 مركبة).
ويصدر المصنع المكسيكي معظم هذه السيارات إلى أوروبا (حوالي 140 ألف سيارة) وإلى الولايات المتحدة وكندا (133 ألفا)، فيما يبيع في السوق المكسيكية حوالي 80 ألف سيارة والباقي في آسيا وأميركا اللاتينية.
ويبدو ان نزعة النزوح وصلت إلى كوريا الجنوبية أيضا، إذ نقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن كيم دونج جين، نائب رئيس مجلس إدارة هيونداي، قوله أمام اجتماع لموظفي الشركة الجدد إن هيونداي موتورز تبحث حاليا عن موقع في البرازيل لإقامة المصنع. وأضاف كيم أن مصنع البرازيل، وهو الأول بالنسبة لهيونداي في أميركا الجنوبية، سينتج 100 ألف سيارة سنويا وسيدخل حيز الإنتاج التجاري عام 2010 من دون الكشف عن التفاصيل المالية للمشروع.
وكانت هيونداي قد أعلنت الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق أولي مع أحد الأقاليم الصينية لإقامة مصنع سيارات باستثمارات تصل إلى 400 مليون دولار في روسيا.
وتنفذ هيونداي موتورز التي تمتلك أيضا مواطنتها كيا موتورز خطة واسعة لإقامة العديد من المصانع في الخارج لتقليل الخسائر التي تتعرض لها نتيجة الإضرابات العمالية المتكررة في مصانعها بكوريا الجنوبية والحد من تأثير ارتفاع قيمة العملة الكورية في قدرتها التنافسية بالأسواق الخارجية.
وتمتلك هيونداي موتورز مصانع في الولايات المتحدة والصين والهند وتركيا وتقيم مصنعا في جمهورية التشيك. وتسعى هيونداي وكيا إلى احتلال المركز الخامس في قائمة أكبر شركات إنتاج السيارات بالعالم في حين تحتل حاليا المركز السادس.
/
\
رووبــــــــي
العرض العادي
