(لا تسـل عن الحــــال)
لا تسل يا رفيق عن الحال
فـالدمعُ على الخـدِ سال
شيئاً لم يخطُرَ في بال
يُحزن العدو قبل الخـال
كُنا أمـةً فوق العال
وكأن الزمان بغدرهِ طال
الـعرب يحملون عليها أثقال
ويردونَ المكياليــنِ بِمكيـال
تسلقت احقادهم قِـمم الجبال
نسوا يدفنونها تحت الرمــال
طوائف ومذاهب قتل وقِتال
محطاتٌ وأعلام قيلَ وقــال
الأحزِمةُ الناسِفة يُفجِرُها أشبال
وللأسف ! الضحايا معظمهم أطفال
وبقية المقاتلين يقودهم طلال
بعدما أفتى لهم بِدمٍ حــلال
أمــةٌ مُتعلِمةٌ لكنهم جهــال
يخوضون حروبً بسبب سِجال
الفرس والـروم يبعدون أميال
والخونة والعملاء حققوا آمال
أين قارئ الفنجان ومن يفكُ الفال ؟
بتنا أضحوكة لمن صال وجــال
الشعوب تندبُ حظها وتندبُ الحال
يرفعون أياديهم يبدؤن بــالدال
فــالواقع عليهم أنقلب خيــال
والماضي لــن يعود كمــا آل
راحوا يتابعون مواهب الرجال
يشاهدون الفتيات تتقدمهن نوال
أصلاح ذات الــبين بات محـــال
والصحفيون أحزابٍ يكتبون مقال
أبواب السلم مغلقةٌ بأقفـال
فالأبطال أيديهم كُبِلت بأغلال
والبعــض لا يهمـه عـدا المال
وثــلةٌ لم يــرتح لهم بــال
التاريخ سيلعنهم أجيالً أجيــال
وسيجرون الهزيمة خلفهم أذيـــال
قلــم \ مضطرب
العرض العادي
