لو أننا تأملنا ببعض الروية والحيرة إشكالية مصائر البشر في هذا العالم لوجدنا أنه لا أحد يمكنه الإفلات من الحزن أو النجاة من الألم وسندرك أن تلك المظاهر التي يحيط بها الإنسان نفسه ما هي إلا محطات دفاعية متقدمة
فالعالم الظاهر من حولنا لا يقدم لنا الحقيقة بالكامل بل على العكس قد يضللنا بالمظاهر المخادعة ، لذلك علينا أن نتسلح بالبصيرة الثاقبة وإلا ستكون أعيننا (التي لا ترى إلا المظاهر) مجرد حاسة كاذبة وقارب بلا شراع لن يصل بنا أبداً إلى شطآن الحقيقة الصادقة
إن الحياة قصيرة بالفعل ولا تحتمل المزيد من الصراع والمكابرة وبقدر مقدرتنا على مسامحة إخواننا من بني البشر يكون نصيبنا من اقتناص الجمال المختفي بداخل الكائن الحي وهو جمال إنساني مديد
وربما يجد بعض الناس أنه ليس من العدل أن نسامح من أذانا ولكنهم لا يدركون أن القوة تكمن في المقدرة الذاتية على تفريغ النفس من مشاعر متوترة مرتبطة بشخص ما وهي قدرة على إطفاء الرغبة في رد الأذى لمن أذاك
والحقيقة فإن المسامحة قوة وحرية في آن واحد ، حيث أنها تمنح للعقل حريته وتخلصه من قيود الغضب والألم ورغبة الإنتقام وتنطلق به إلى عوالم أخرى أكثر جمالاً
شكرا لكل من مر وقرأ سطوري
العرض العادي
