أحبتي الغوالي
هذه المرة جاد قلبي لكم بنثر وليس بشعر
أرجو ان يروقكم الاسلوب والمحتوى فتكملوا القرائة لو تفضلتم بزيارة عملي المتواضع هذا.
همسات..... إلى قلبه
منذ أن عرفتك واصبحت عالمي، علمتني أن البوح بالمشاعر ليس لغة لسان.
قلت لي دوما أن الكتاب يقرأ من عنوانه. كان عنوانك هو الخوف علي، إحاطتي بالرعاية كلما احتجت اليك، تلبية جل متطلباتي المادية، تفخر من وراء ظهري بين أصحابك ومعارفك بأنني صبورة وطيبة ومثابرة. كل هذا كنت أحسه وأعرفه وأقدره حق قدره.
قد عودتني على هذا وصدقت أن لغة القلب لا تحتاج إلى حروف وكلمات وتعابير ناطقة. كنت أرضي فضول رفيقاتي وكل المتطفلين عندما يسألنني عن مدى اهتمامك بي بأنني أحس بها، أعيشها، أقول أنها مثل الكهرباء تمر حرارته الى المكان المحدد فتعطي ما يطلب منها دون إحذاث أي صوت.
قلت لي أن خفقات قلبك رزينة هادئة تعبر عن نفسها لمن يفهمها وقد كانت دائما عندي في غنى عن التعريف.
علمتني أن الزرع يسقى وينضج بالري الهادئ الذي يسري نحو الجدور فينعشها، وبأن تيار الماء القوي مهما أعجبك قد يكسرها ويميتها إن لم تكن قوية وتعرف كيف تستقبله.
كل هذا تعلمته منك عرفته وفهمته وآمنت به وحفظته عن ظهر قلب بدربي الطويل معك ومنذ ان وعيت وأحسست أني أمرأة.
لكن يا عزيزي اقترب مني، لقد حان الوقت الان، إنني وبعد تردد طويل أريد الآن أن أهمس لك بشيء في أذنك متمنية أن يصل إلى قلبك.
فبعد كل هذه السنين بالرضى والصبر قد بدأت تلك المضغة التي بين ضلوعي تتمرد علي، أو بالأحرى عليك. إن لها كما تعلم تركيبة خاصة، فطرة فطرها الله عليها، قوية صامدة كنبتة الأربع فصول، تعيش طوال أيام السنة مزهرة على الدوام، خضرتها لا تنضب أبدا. تسعد من حولها برونقها الخلاب لا تزلزلها غارات الجو وتقلب الطقس. لكن هذه النبتة أو بالأحرى المضغة، لها طريقة خاصة في السقي والعناية قل من يعرفها، طريقة تضمن عطائها على الدوام. إنك قد اعتنيت بها وسقيتها كما اخترت أنت وكما ظننت وقلت إنه لم ينقصها شيء لا ري ولا تربة صالحة. لكن مع كل هذا تحتاج هذه النبتة العجيبة وكل نبتة على شاكلتها إلى عناية أخرى وبشكل اخر. تحتاج من ساقيها للرش من حين لأخر بفيتامين يجعلها نظرة وجذابة، رشة فيتامين تجعلها تقاوم أكثر وأكثر.
ألا تستحق نبتتك الكريمة على الدوام منك رشة من حين لأخر؟ أولا يكفيك فخرا وحظا أنها خضراء تزين بيتك على الدوام؟
تذكر يا عزيزي أن كثيرا من النباتات تموت بسرعة ويمجرد انقضاء فصلها لأن خلقتها هكذا فيضطر صاحبها أن يأتي مكانها بغرس جديد قد يموت بسرعة أو يمل من الشراء فلا يبق ببيته خضرة فيظل بلا جمال بلا طعم وبلا رائحة.
لكن نبتتك هذه التي وهبك الله إياها صامدة صمود الزمن تعطي دون حساب حتى وإن لم تسقى ويعنى بها على الدوام. هذه هي نيتتك تمشي مع تقلبات حرارة الجو ببيتك لا تشكو ولا تتمرد، تذهب لعملك فتأتي وتجدها هناك نتنظر قدومك لنتنعم بالنظر إليها وتحس بجمال خلق الله.
هذه هي نبتتك العجيبة الصامدة والتي لا تريد منك، وتستحلف كل من له مثلها، إلا رشة خفيفة من حين لحين لكي تستمر في الحياة. الرشة السحرية التي تفرحها وتجعل جذورها متفائلة بوجود الماء من حولها فتستمر في العطاء هي رشة سحرية اسمها الحنان الظاهر المسموع، هي كلمة احبك، ينطقها لسانك واضحة وخارجة من اعماقك. هذه الكلمة هي بمثابة العطر الشذي ، هي رونق نبتتك الدائمة الصبورة.
أوهبها يا عزيزي هذا العطر لتعيش، إنه ليس بغالي الثمن إنه مجرد كلمة تحسس نبتتك الخضراء بالأمل فتملأ بيتك شذى وجمالا مدى الحياة.
أمامة.
العرض العادي
