العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المكتبة الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2010, 12:45 AM   رقم المشاركة : 1
مالك خواطر
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية مالك خواطر
 





مالك خواطر غير متصل

صدق من قال :- أن الحــــب عـــــــــــــذا ب


إن الله تبارك وتقدس خلق الإنسان وركـّبه وجَبَـلـَه على أمور ٍ لا ينفـّك عنها بحال , مهما أدعى خلافها أو تبرأ منها , ومما جَبَـله عليه ( الحب ) , فلا ينفك جسدٌ من حبٍ سواء عظـُم أو صغر .
أيها الأحبة
أتعلمون ما الحب ؟
هذه الكلمة الصغيرة التي لا تتجاوز الحرفين , والتي تحمل في طيّ هذين الحرفين أسرارٌ وأحاديث ووقائع , وتاريخ طويل بطول الدنيا بأسرها , وتاريخ هذه الكلمة على شقين :
شقٌ ناصع البياض لا تدنسه معصية .
وشق قاتمٌ كالحٌ صار وصمة ذل على جبين الدهر .
فهل تعلمون كلمة بهذا الصِغَـر التركيبي تحمل هذا العظم الأسطوري !!!
إن لم تعلموا فأقول لكم إنها كلمة ( الحب ) !!!
فكم من أسير وقتيل وجريح وسليب لهذا الحب , وكم من مسرور وهانئ وسعيد بهذا الحب !!!
هذا الحب الذي كان سببا ً في سفكِ أول دم ٍ على هذه البسيطة بغير حق , حينما قتل قابيل أخاه هابيل !!
هذا الحب الذي جعل النمرود تتعلق نفسه بامرأة أحد رعيته وقد جمع الله له في بلاطه جميلات الدنيا , فكان هلاكه وزوال ملكه بهذا !!
هذا الحب الذي جعل امرأة العزيز يتعلق قلبها بمملوكها يوسف عليه السلام وهي في بيت الرياسة والحكم وزوجة عزيز مصر !!
هذا الحب الذي مَسَخَ الله به إساف ونائلة إلى صنمين بعد أن كانا رجلٌ وامرأة !!
هذا الحب الذي جعل عِمَارة بن الوليد يتجرأ على بلاط النجاشي بتعرضه لزوجته , فسحره النجاشي حتى هام في البريّة بلا عقل !!
هذا الحب الذي جعل يزيد بن عبد الملك ينصرف عن الخلافة وأمور المسلمين إلى الجارية ( حبّابة ) حتى يوم ماتت لم يدفنها وأبقاها عنده يبكي على رأسها حتى أنتنت جيفتها بعد ثلاث !!
هذا الحب الذي دخل على خلفاء الدولة العباسية وجعل كل خليفةٍ يستوزر من أقارب محبوبته ويدع بني عمومته حتى صارت دولتهم شذر مذر !!
هذا الحب الذي سطى وعصف بالخلافة العثمانية !!
هذا الحب الذي أبكى امرؤ القيس بن حِجْر حينما شاهد طلل محبوبته فقال :
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ٍ ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
كـأني غـداة البيْن يـوم تحـمّـلوا ... لدى سمـراتِ الحـي ناقـف حنظـلِ
وقـوفـاً بهـا صحـبي عليّ مُطيهم ... يقـولون لا تهـلك أسـى وتجـمّـلِ
وإن شفـائـي عبـرة مهـراقـة ... فهل عند رسـم ٍ دارس ٍ من مـعـولِ
هذا الحب الذي جعل عنترة العبسي يذكر معشوقته في أحلك الظروف وأصعب المواقف , ويتمنى أيضا في هذا الوقت حيث يقول :
ولقد ذكرتكِ والرماح نواهلٌ ... مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسمِ
لما رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذممِ
يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبنان الأدهمِ
هذا الحب الذي جعل قيس بن الملوح ( مجنون ليلى ) يسيح في البريّة مع الوحوش ويقول أرق الشعر وأعذبه وأبدعه فكان من قوله :
نهاري نهار الناس حتى إذا دجا ... لي اللّيل هزّتني إليكِ المضاجعُ
أقضّى نهاري بالحديث وبالمنى ... ويجمعني بالليل والهمّ جامعُ
لقد ثبتت في القلب منكِ مودةٌ ... كما ثبتت في الراحتين الأصابعُ
هذا الحب الذي جعل جميل بن مَعْمَر ( جميل بثينة ) يتمنى محبوبته في الدنيا وفي البرزخ حيث يقول :
ألا ليتنا نحيا جميعاً وإن تمت ... يوافق في موتي ضريحي ضريحُها
فما أنا في طول الحياة براغبٍ ... إذا قيل قد سُويّ عليها صفيحها
أظلُّ نهاري مُستهاما ويلتقي ... مع الليل روحي في المنام وروحُها
هذا الحب الذي جعل ابن زيدون يهيم بولادة بنت المستكفي ويتمنى لقائها ولو كان في عرصات القيامة حيث يقول :
بنتم وبنّا ، فما ابتلت جوانحنا .... شوقاً إليكم ، ولا جفت مآقينا
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا .... يقضى علينا الأسى ، لولا تأسينا
وقد نكون وما يُخشـى تفـرّقنا .... فالآن نحن وما يُرجـى تلاقينـا
إن كان قد عزّ في الدنيا اللقاء .... في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا
هذا الحب الذي جعل كثير الخزاعي ( كثير عزّة ) يحسب أن الذنب يغفره صلاة في موضع صلتْ فيه محبوبته حيث يقول :
خليليَّ هذا ربعُ عزّة فاعقلا .... قَلُوصَيْكما ثم انزلا حيث حَلّتِ
ومُسّا تراباً كان قد مسَّ جلدها .... وظلاّ وبيتا حيث باتتْ وظلَّتِ
ولا تيأسا أن يغفر الله منكما .... ذنوباً إذا صلّيتُما حيث صلَّتِ
وما كنتُ أدري قبل عزّة ما البكا ... ولا مُوجعاتِ القلب حتى تولّتِ
هذا الحب الذي جعل يزيد بن معاوية , الملك بن الملك يرى أنه مقتول وقاتله محبوبته حيث يقول :
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني . . . رأيت بعيني في أناملها دمي
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها . . . ولكن خبّروها بعد موتي بمأتمي
هذا الحب الذي جَعَل له في كل عصر ٍ من الأعصار صرعى , وله في كل مصر ٍ من الأمصار هلكى !!!
فهذا عاشق , وهذا متيّم , وهذا مُحب , وذاك مفؤد , وذاك سليب , وذاك مصاب , ولو سئل أحدهم عن الحب لقال كما قال الأسدي :
هل الحبُّ إلا زفرةٌ بعد عبرةٍ ... وحرٌّ على الأحشاء ليس له برْدُ
وفيضُ دموع من جفوني كلما ... بدا علمٌ من أرضكم لم يكن يبدو
ولقال كما قال الآخر واصفا ما يجده من الحب :
يا مُوقـد النار يُذكِيها ويخمدهـا ... قـرّ الشتـاء بأريـاح وأمطـارِ
قم فاصطل النار من قلبي مُضرّمة ... فالَّوقُ يُضرِمُهَا يا مُوقد النَّار!!!
وهؤلاء مع ذلك كله في عذابٍ إن بَعُدْ المحبوب وإن قَرُبْ , فإن بعد عذابه في البعاد , وإن قرب بكى للفراق , فهو في عذاب مستمر , كما قال الشريف الرضي :
أشكو إلى الله قلبا لا قرار له ... قامتْ قيامتُهُ ، والنّاسُ أحياءُ
إن نال منكم وصالاً زاده سقماً ... كأنّ كُل دواءٍ عنده داءُ
كأنّ قلبي يوم البيْنِ طار به ... من الرفاع نجيب الساق عداءُ
وكما قال ابن دريد :
وما في الأرض أشقى من محبٍ ... وإن وجد الهوى حلو المذاقِ
تـراه بـاكيـاً فـي كـل حـيـن ... مـخـافـة فـُرقــة أو لاشتـيـاقِ
فيبـكي إن نـأوا شـوقا إليهـم ... ويبكي إن دنـوا حَـذر الفراقِ
فهذا الحب هو الداء الدويّ , والسم الخفيّ , الذي إن أصاب إنسان ٍ أهلكه , وإن وقع في القلب ملكه !!
لا قرار لصاحبه , فهو في هم ٍ وغم , وهذا غاية ما يريده الشيطان من بني آدم بأن يصرفه عن طاعة الله عز وجل إلى تتبع مراضي محبوبه والله المستعان .
وهذا النوع من الحب فيه دخلٌ وزغل , وإن قال صاحبه ما قال ما لم يوافق شرع الله تعالى , فإن الله عندما رَكـّب في خلـْقه هذه السجيّة والطبيعة جعل لها مجرى تجري فيه مُوافق لشِرْعته , فإن خالفتْ المجرى شـَقـِـي صاحبها , وإن وافقته تمّ لصاحبها العيشة الهنيّة والسعادة الأبديّة .
ألا ترى بأن العاشق الذي يخالف ما جُبل عليه من الحب بحبٍ لا يوافق الشرع , سرعان ما ينتهي حُبّه حينما يأخذ ما يريده من محبوبه !!!
ألا ترى بأن حبه ينقلب بغضا ً وكرها وربما ابتزازا ً لمن يزعم حبه !!!
ألا ترى بأن قلب من يزعم هذا الحب فيه كثير غيره حتى إذا أنهى مراده منه تركه , كما قال أبو نواس :
أتيتُ فؤادَها أشكو إليه ... فلم أخلصْ إليه من الزِّحامِ
فيا منْ ليـس يقنـعهُ خليلٌ ... ولا ألفا خليـلٍ كـلّ عـامِ
أراكِ بقيّةً من قوم موسى ... فهمْ لا يصبرون على طعامِ
ألا ترى بأن من هذا حُبّه يصل به إلى القتل عندما يعرف أن محبوبه يخونه !!!
أرأيت محبا يقتل محبوبه ؟
نعم عندما يُجري حبه على غير الفطرة .
قال ابن القيم – رحمه الله - : " فكل هذه المحاب باطلة مضمحلة سوى محبة الله وما والاها من محبة رسوله وكتابه ودينه وأوليائه فهذه المحبة تدوم , وتدوم ثمرتها ونعيمها بدوام من تعلقت به , وفضلها على سائر المحاب كفضل من تعلقت به على ما سواه وإذا انقطعت علائق المحبين وأسباب توادعهم وتحابهم لم تنقطع أسبابها ... " إغاثة اللهفان 2/132 .
يقول علماء النفس إن أعلى معدل يمكن أن تصل له نسبة الحب هي التي تكون بين الرجل والمرأة عندما يكونان في حال الوقاع !!!
قلتُ : فإن كان الوقاع بالحلال زادت هذه النسبة لأن الله عز وجل يقول " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " .
وإن كان الوقاع بالحرام تلاشت المحبة حتى يكون كل واحدٍ يرى أنّ صاحبه من أبغضِ الناس له , لأنه يعلم أنه أحبه لشيءٍ وسيبغضه لذات الشيء , ( والجزاء من جنس العمل ) .
قال ابن القيم – رحمه الله - : " وربما كانت المحبة لسبب من الأسباب وتلك تفنى بفناء سببها " . روضة المحبين 86 .
يقول العشاق بأن دواء الحب الوصال والأنس بالمعشوق !!!
وأنا أقول : " كل حبٍ لا يتمُ بزواج فهو حبٌ كاذب فليحذر طرفيه " .
روى أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وكان له غلام يقال له انجشة يحدو بإبل النساء ويسرع المشي فقال له صلى الله عليه وسلم : " رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير أو قال سوقك بالقوارير " أخرجه البخاري 5/2278 , ومسلم 7/87
قال أبو قلابة – رحمه الله - : " فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه , قوله ( سوقك بالقوارير ) " ,
منقـــــــــــول بتصرف







التوقيع :
Together we make life

قديم 05-10-2010, 10:16 PM   رقم المشاركة : 2
دولسى
( ود فعّال )
 





دولسى غير متصل

يسلمو الايادى







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية