حقا تفاجأت وسعدت في نفس الوقت بأنك تعلمين أن هناك "شهر عسل للسكري".. وأتمنى أن تكوني على علم بمعنى هذا التشبيه؛ ولتنوير أوسع للجميع نُعرف شهر عسل مريض السكري بأنه الفترة التي يمكننا فيها الحصول على توازن نسبة السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي دون استعمال أدوية كيماوية، وهذا بالطبع بعد الاضطرار إلى استعمال هذه الأدوية، أقراصا كانت أم أنسولين في فترة أولى من اكتشاف المرض، ويكون ذلك بالحمية الغذائية فقط.
والتفسير العلمي لهذه الظاهرة -التي تظهر بصورة أكبر لدى المصابين بالنوع الثاني من السكري (غير المعتمد على الأنسولين)- يرجع إلى التأثر السريع لغدة البنكرياس المسئولة عن إفراز الأنسولين باسترجاع طاقتها في إفراز الأنسولين من خلال الحمية الغذائية والأدوية؛ حيث إن أول ما ينصح به الطبيب مريض السكري فور اكتشافه هو البدء في تنظيم غذائه ومساعدته ببعض العقاقير المتعارف عليها لضبط نسبة السكر في الدم، وبهذا ينشط البنكرياس بشكل سريع ويعود إلى أداء وظيفته في إفراز الأنسولين بشكل منتظم بالحمية الغذائية وحدها دون استخدام أي أدوية.
لكن هذه المرحلة لا تطول كثيرا، وبشكل عام لا تفوق السنة في معظم الحالات؛ لذلك أطلق عليها اسم "شهر العسل"؛ لأنه لا يدوم في جميع الميادين مع الأسف، إنما حسب تجربتي الخاصة فقد حصلت على نتائج رائعة مع بعض المرضى لمدة تفوق السنة؛ وذلك بالحصول على نقص في الوزن بالنسبة لمن كانت أوزانهم مفرطة، وباستعمال حمية مضبوطة ومعقولة إلى جانب نشاط جسماني بنسبة متوسطة لكن متواصلة ومستمرة.
لذافكل ما ينصح به لمرضى السكري في بداية اكتشافه وحتى تطول فترة شهر العسل لديهم هو:
- احترام نظامهم الغذائي بطريقة محكمة، ويكون ذلك بالمتابعة مع إخصائي سكر وغدد صماء أو إخصائي تغذية.
- القيام بنشاط جسماني معتدل ومنتظم، ولو حتى المشي لمدة نصف ساعة يوميا.
- قياس نسبة السكر في الدم كل 15 يوما على الأقل لتفادي السهو عن ارتفاع نسبة السكر في الدم المفترض حدوثها بعد انتهاء فترة شهر العسل؛ ذلك حتى لا تفوت فرصة ضبط هذا الارتفاع في الوقت المناسب.
ختاما أكرر شكري وأتمنى لك وللجميع الصحة والسلامة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العرض العادي
