العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-2005, 06:13 PM   رقم المشاركة : 1
ضحية صمت
( ود متميز )
 






ضحية صمت غير متصل

البحث عن قصـــــه.............!!

هناك قصة ما (؟) .. فكرة ما (؟) .. تلوح في الأفق البعيد .. أفق مخيلتي .. كل فتره وكل مره .. وتلوّح لي بكلتا يديها في شوق وحنين .. إنها تريدني أن أخرجها من عالم الخيال وسبحات الأفكار إلى حيز الحس والواقع المنظور لتصبح قصة مكتوبه يقرأها القراء !
نعم هناك قصة ما (؟) منذ زمن بعيد تلوح في خاطري وتلح على في السؤال !! .. أبطالها موجودون في ذهني ويقطنون دهاليز عقلي منذ زمن بعيد .. أعرفهم ويعرفونني .. وكل فترة من الزمان يأتون إلىّ متسائلين : ( متى سنبدأ العمل ؟؟!! )
فأحس بالحرج وأحك شعري وأجيبهم بشئ من الضيق وبشئ من الخجل : (( ليس بعد !)) (( فالفكرة لم تختمر في عقلي بعد ! ))
فأرى ملامح خيبة الأمل وقد إرتسمت على وجوههم فيطأطأون رؤوسهم ويرجعون من حيث آتوا ! ... يغيبون فتره من الزمان حتى أخالهم بأنهم قد شدوا الرحال إلى عقل آخر ومخيلة أخرى ولكنهم مايلبثوا أن يعودوا يكررون على مسمعي سؤالهم الأول القديم (( متى نبدأ العمل ؟؟))
كل فتره .. وكل مره .. يأتون يسألون بلهفة وأمل : (( متى نبدأ ؟)) وأجيبهم كالعاده بضيق وحرج : (( ليس بعد ! ))
منذ كنت في الصف الأعدادي وهم يكررون ويعودون ولا يسأمون من طرح السؤال ! .. وفي كل مره كانت أسألتهم تزداد إلحاحا ً وإصراراً وتزداد أصواتهم إرتفاعا ً وإجهارا ً !! ... كل مره كانوا يكررون مطالبهم .. وذات مره فاجئني أحدهم وسألني بضيق وتبرم واضح : (( إلى متى يظل هكذا حالنا ؟ إلى متى نظل عاطلين عن العمل ؟؟ وإلى متى نظل في هذا الهامش المظلم البعيد ؟؟ ... إننا نكاد أن نفقد الأمل !! ))
وقد شعرت حينها بشئ من الضجر بالفعل وقلت له في ضيق وغضب : (( إنني مشغول هذه الأيام .. مشغول جدا ً )) .. فبادر يسألني ( بما ؟؟) فأجبته (( بالسياسه وهموم الوطن وأشياء أخرى ! )) فقال : (( ولكن يمكنك أن تقحم هذه الهموم في قصتنا ونحن مستعدون أن نشاركك إياها ونمثلها بشكل أدبي فني رفيع خير تمثيل ! )) فقلت : (( سأحاول )) فعاد يسألني بإصرار (( متى ؟)) (( لقد بدأ الجميع يشعر بالضيق والإحباط وفقدان الأمل فالأمر قد طال أكثر مما يـُـطاق !)) .. فنظرت إليه وركزت نظراتي على قسمات وجهه فشعرت بأنه صادق وجاد فيما يقول وقلت في نفسي (( لعل معهم كل الحق ! .. فالأمر قد طال .. بل طال أكثر مما ينبغي .. ولكن ماذا بوسعي أن أفعل لهم ؟؟ ... هموم السياسه ومشاغلي العائليه .. والإلهام الغائب ! ... كلها أسباب موضوعية تعيق عملية صناعة تلك القصه المنشوده ! )) ونظرت إليه من جديد ووجدته يرمقني بنظرات إمتزج فيها الضيق بالأمل كمن كان ينتظر أن أبشره بقدوم الغيث ! .. فحككت شعري بضيق وقلت له على عجل : (( حسنا ً سأحاول .. سأبذل جهدي ... سأعتصر ذهني ... سأناشد الإلهام أن يزورني ذات يوم ! .. سأحاول في الأيام المقبله .. فهذه الأيام أنا مشغول جدا ً بكتابة مقالة سياسيه عن الديكتاتوريه الحاكمه في بلادي ليبيا .. أنا مشغول ... مشغول جدا ً .. صدقني ! )) .. وأدرت ظهري وسارعت بمغادرة المكان هربا ً من أسئلته الملحه والمحرجه !
مرت بضعت شهور على هذا الحوار الذي دار بيني وبين أحد أبطال مخيلتي العاطلين عن العمل ! .. عصفت فيها الرياح وجاء الخريف بعد الربيع ... وذات ليلة وصلت إلى ّ أنباء مفادها أن أبطال مخيلتي قد بلغ بهم الضيق والملل حدا ً لايمكن معه الصبر والإنتظار !! .. وقيل لي أنهم قد دعوا إلى إجتماع عاجل وسري وأنهم باتوا يخططون ويدبرون لأمر ما (؟) .. وبت ُ في حيرة ٍ من أمرهم وسألت نفسي (( ماذا بإمكانهم أن يفعلوا ؟؟)) (( هل سيقومون بإضراب عام ؟ ولكن إضرابا ً عن أي شئ ؟؟ وهم عاطلون عن العمل أصلا ً ؟؟)) (( هل سيخرجون في مظاهرات وإعتصامات عامه يحتجون فيها على البطاله والإهمال والحياة في الهامش المعتم ؟؟)) (( هل سيقتحمون عليّ عالمي الحقيقي بصورة غير طبيعيه وغير معقوله وغير متوقعه ويحاولون فرض أنفسهم على قلمي وحياتي الخاصه ويرغمونني على كتابة تلك القصة المنشوده التي طال إنتظارها منذ عقود من عمري !!؟؟ ))
كل الأشياء وكل الإحتمالات وارده ! .. إنهم يريدون قصة ! .. قصة تخرجهم من الهامش المعتم إلى نور الوجود ! .. تعطيهم دورا ً منظورا ً .. تجعلهم معروفين بأسمائهم وصفاتهم وتصرفاتهم من خلال تلك القصة المنشوده والمنشوره والتي سيقرأها القراء !!؟؟
ولكن ماهي تلك القصة المنشوده والموعوده ؟؟ .. ما بدايتها وما نهايتها وما حكايتها ؟؟ وماذا سيجري فيها من أحداث ؟؟
هذا هو السؤال الذي بات يشغل بالي هذه الأيام .. فالوقت لم يعد يحتمل أي تأخير ولا أية أعذار !! .. وليس لي من خيار مع هؤلاء القوم – أعني أبطال مخيلتي العاطلين عن العمل – سوى أن أصنع لهم بمحض إرادتي قصة أو إنهم سيقتحمون هم على ّ حياتي الخاصه ليصنعون بي أو لي أو معي قصه







التوقيع :
[FLASH=http://mypage.ayna.com/shooq305/Movie9.swf]WIDTH=300 HEIGHT=250[/FLASH]
تعلمت أن الدنيا تشبه المرآة .. فالدنيا لا تقدم لنا صورة سوى تلك التي تلقتها منا .. إنك تشكو من أن الدنيا تبدي لك وجهاً كئيباً .. فهل أنت أبديت لها وجها مشرقاً بهيجاً ؟

____________________________
راكــــــــــــان

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية