لعَلِّي أضِع كامل المسؤليه على عَاتِق الزعماء والقادَة العَرَب ..
والمسلمِين كَافَّة إزَاء ماوَصَل إليهِ حَال هؤلاء الثَّكَالَى المَسَاكِين ..
الذِينَ يمُوتُون جوعاً فِي ِظِل قلُوب قاسِيَة خَاليَة من الرَّحمَة ..
مُجَرَّدَة من العَطَاء والشَّفَقَة ولايُحرّكهَا شَيء سِوَى الفُسق والمَجُون
فِي الحَانَات الليليَّة ..
وَمَاذَا يعنِي لو تبَرَّع هؤلاء الزعًَمَاء بالقَلِيل مِمَا لدَيهُم من أموَال طَائِلَة
قد لانَستطِيع حَصرهَا بالأرقَام الحسَابيَّة .. وبثُّو الرُّوح فِي نفُوس هؤلاء
وأعَادوا لهُم أمَل العَيش إسوة ًبغَيرهُم من بنو البَشَر ..
فخلتهُم لايريدُون أكثَر من طعَام يسدُّون بهِ جوع بطونهُم الخَاوِيَة ..
وَقَنَانِي مَاء يروون بها عطشهُم القَاتِل ..
وَحينمَا تعملِي مَعَ الآخرين عَن قُرب وتُسَاعديهُم وتمدِّي لهُم يد العَون
وتقفي بجانبهم .. وتشعريهم أنك واحدة منهُم لا تفرقي عنهم ..
وأن ما تقدميه لهُم انما هُو واجب عليكِ تجاههم ..
وليس تفضلاً منك نحوهم !!
حينما تقدمي كل ذلك لتلك الفئة ..
وخاصة أولئك المحتاجين للمساعدة فعلاً من اي نوع كان معنوية او نفسية
أو مادية ..
ومهما كان حجم هذه المساعدة .. حينما تقومي بذلك كله ..
عن قناعة راسخة منكِ فإنك تشعر بسَعَادَة غامِرَة ليسَ أقلّها انك تجدِ ذاتك
التي ربما تاهت في الطرقات منذ زمن بعيد .. وأنت تبحثي عنها ..
او التي سُلِبَت منكِ رغماً عنكِ ..
نعم تشعري بذاتك وتحسّي بحُب الآخرين لكِ وتقديرهم لجهودك ..
وإكبارهم فيكِ هذا القلب الكبير المليء بالحُب والحَنان والتّضحية ..
والأهم من ذلك دُعَاؤهُم الصَّادق لكِ ان يوفقكِ الله اينما كنتِ ..
في كل صغيرة وكبيرة .. وان تحققِي ما تصبي اليه وتحلمي به ..
وهذا في حد ذاته شيء لا يقدر بثمَن لأن الإنسَان منَّا في هَذا الزمن
بحاجة للدعاء الصادق النابع من القلب وفي ظهر الغيب..
نعم انتِ كإنسَانَة في هذا الوقت المَادي ..
القَائِم على المصَالح الشّخصية والإعتبَارَات المَاديَّة بحَاجَة لمن يبشُّ
في وجهُكِ حينَمَا تُقبلي عليه حُباً فيكِ .. لا مُجَامَلَة ًلكِ..
أنت كإنسانَة بحاجة لمن يستقبلك بحرارة .. بحاجة لمن يشعركِ ..
حينما تقبلي عليه أو تحدثيه بأنكِ لستِ ضيفاً ثقيلاً ..
وضعكِ القدر في طريقه .. وانما أخت وصديقَة وحبيبَة يفتح لكِ أبواب قلبه
قبل أن يفتح لكِ أبواب منزله..يُصَافحكِ بروحه..قبل ان تصافحكِ يده..
أنتِ بحَاجَة لمن يتحدث اليكِ وهو يُشعركِ بشوقه اليكِ .. ولهفته عليكِ ..
ذلك الشّوق وتلك اللهفة تريهُما في عينيهِ اثناء حديثه معكِ ..
في ترحيبه بكِ ..
وإصغائه اليكِ .. بل في فرحته التي لا يستطيع ان يخفيها ..
والتي تدل عليها مؤشرات كثيرة تعرفيها في حينها..
بل وحتى في وداعهم لكِ .. فأنتِ بحَاجَة لأن تسمعي منهم ..
بأنهم سوف ينتظرون لقاءك مرة اخرى .. ويسمعون صوتك عن قريب ..
لأنكِ تعني لهم شيئاً ..
وتركتي بصمتكِ المميزة عليهم يفتخرون بها اليسَت تِلك قِمَّة السّعَادَة؟
ان ما نقوم بهِ .. هو زرع الورود وسقيُها .. المتمثذلَة فِي هؤلاء الفُقَرَاء ..
والعناية بها ..
والمحافظة عليها لتلك القلوب العطشى والأرواح الظمأى التي هي بحاجة
لحديقة خَضراء غنَّاء بداخلها تطلّق تلك الأجواء الحارة الجافة ..
من قلَّة المشاعر الجميلة المحرومة منها .. وغير المتوفرة لها ..
لتجعل من تلك القلوب وَاحَة خَضراء تشعر ببرودة رذاذها المنعش المريح
للأعصَاب كما لو كنتِ قريبَة من شلال كبير متدفق بغزارة من جبلٍ عالٍ ..
ترفع رأسُكِ عالياً لتُحدقِي فيه .. ولا تريدي ان تنزلي نظرك عنه ..
وأنتِ تتأمل عظمة الخالق عز وجل في بديع مخلوقاته وعجائب صنعه؟
تلك الورود التي أتحدَّث عنها ليست وحياً من خيال ..
ليست صعبة المنال بل يمكن ان تتحقق بأشكال وصور كثيرة أنتِ ادرى بها
ويكفي ان تري الإبتسَامَة على شفاه الآخرين ..
والسَّعَادة ترفرف عليهم بسببكِ .. لتعرفِي انكِ زرعت بداخلهم وروداً جميلة
تتجدد كل يوم ..
وتتفتح كل لحظة .. وتتألق حينما تشعر بكِ بجانبها تدعميها مِمَا أعطاكِ الله ..
من خَيرَات وَفِيرَة .. وتُرَاعيها وتأخذي بيدها الى عوالم أخرى داخل الحياة
لم تفتح عينيها عليها بعد ..
وأنتِ بزرعكِ لتلك الورود الرائعة في نفوس الآخرين لا شك تُسَاهمِي ..
في توسيع رقعة وكمية تلك الورود للآخرين ..
مِمَن لا تعرفيهم .. لأن كُل من احَسّ بقِيمَة وطعم وجَمَال هَذهِ الورُود ..
سوف يساهم بزراعتها في قلوب الآخرين بشكل أو بآخر..
وقد يكون هناك بعض الأشخاص الأنانيين ..
مِمَن يودون الإستئثار بتلك الورود الجميلة لهم وحدهم .. ولكن صدقيني ..
هُم لا يستطيعون ذلك .. لأن الإنسَان حينمَا يكُون سعيداً ..
لا يستطيع ان يخفي سعادته .. او ان يمنعها ان تصِل وعلَى مَهَل لغيره
لأن مجرد ابتِسَامته الصادقة الحلوة سوف تبث الأمل في الآخرين ..
وتُريحهم نفسياً .. وهنا تبدأ جولة اخرى من زراعة الورود للآخرين ..
فهلاً زرعنا الورود بداخلنا وداخل قلوب الآخرين؟
وإن كَانًَ كذلك فَمَتَى؟
الأستَادَة القَدِيرَة ( مُذهِلَة ) شُكراً جَزِيلاً لكِ ،،،
/
/
/
إنتـَــر
أنظر الينا ..
كيف اصبحنا كالغرباء!
ونحن أكثر من اقرباء ..
واصدقاء,!
كيف اصبحنا متخاصمين كالأعداء!
متناثرين كالأشلاء!
كبيرة بيننا المسافة!
كمساحة صحراء جرداء!
بحاجة لعشبٍ وماء
/
/
انظر لعلاقتنا كيف اضحت جوفاء!
كيف تبخرت في الهواء,!
كيف تطايرت في الفضاء!
لا خبر عنها ولا أنباء!
ترى أكان ما بيننا هراء؟!
أم محض افتراء,؟
/
/
انظر كيف أصبحنا كالفرقاء,!
نتحاشى اللقاء,!
نعيش اجزاء اجزاء!
ضعفاء بحاجة لوسطاء!
يعيدون الينا بعضاً من الاجزاء!
هي ما تبقى من حرمة الاصدقاء!
من خسارة الاقرباء!
فيا له من عزاء!
أهذا فعلاً ما تُريد؟
حتى المناسبة التي تجمعنا,.
من يفترض ان تقربنا من بعضنا,.
اضحت تباعدنا وتفرقنا!
تضايقنا وتكدرنا!
وكأن شيئاً لم يكن بيننا !
أ إلى هذا الحد وصلنا ؟
يا الله !
/
/
أين تلك الصداقة المزعومة,.
التي كانت تربطنا,؟
اين ايام الطفولة البريئة
التي جمعت بيننا,.
نُسِيَت؟
هكذا بسهولة,؟
ذهبت غير مأسوف عليها؟
يا لها من دنيا مُحبِطَة؟
/
/
ولِمَ كل هذا ؟
لم هذا التجافي ..
والصدود,.
لم هذه الاسوار ..
والحدود,.
ولصالح من كل هذا ؟
ألا تذكر ؟
لم نكن يوما سوى لبعضنا,.
فمن لنا غير بعضنا
من غيرنا يهمه أمرنا؟
/
/
ارجوك,.
يكفي ما ضاع من عمرنا ,.
نريد ان نعود لسابق عهدنا,.
أن نعيش ما تبقى من عمرنا,.
كما كنا .. كما تعودنا,.
يجمعنا الحب ..
والوفاء,.
يربطنا الود ..
والصفاء,.
عنواننا الصدق ..
والولاء,.
/
/
لا يهم .. من اخطأ في حق الآخر,.
لا يهم .. ايّنا يمد يد المصافحة اولاً ..
لا يهم .. كيف وأين؟
المهم .. ألاّ يطول إنتظار العودة..
ان نعوض ما فات,.
فيكفي ما خسرناه؟
.
العرض العادي
