العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-2013, 04:38 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ




اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

شرح قوله تعالى
{ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ }
و التوفيق بينها و بين حال إمرأتي نوح و لوط
السؤال: ما تفسير الآية التالية :

{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ}
( سورة النور )
وكيف نوفق بين الآية وبين ما نسمعه من أنه قد تكون الزوجة صالحة
والزوج فاسقاً كأن لا يصلي أو يشرب الخمر ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
قال الله تعالى :
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
( النور/26 )
وقد اختلف المفسرون في معناها على أقوال متقاربة ، لا يناقض بعضها بعضا .
فمن معاني " الخبيث " و " الطيب " في الآية :
1. الخبث والطيب في الأقوال .
فيكون معنى الآية :
الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون
من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات
من القول للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من القول .
وهذا قول عبد الله بن عباس ، ومجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير
والشعبي ، والحسن البصري ، وحبيب بن أبي ثابت ، والضحاك واختاره ابن جرير الطبري .
قال النحاس في كتابه " معاني القرآن " :
وهذا من أحسن ما قيل في هذه الآية .
ودل على صحة هذا القول :
قوله تعالى
{أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ}
أي :
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وصفوان مبرَّآن مما يقول الخبيثون والخبيثات .
قال الطبري – رحمه الله - :
وأولى هذه الأقوال في تأويل الآية : قول من قال : عنى بالخبيثات :
الخبيثات من القول ، وذلك قبيحه وسيئه ، للخبيثين من الرجال والنساء ،
والخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، هم بها أولى ؛ لأنهم أهلها ،
والطيبات من القول ، وذلك حسنه وجميله ، للطيبين من الناس ،
والطيبون من الناس للطيبات من القول ; لأنهم أهلها وأحقّ بها .
وإنما قلنا هذا القول أولى بتأويل الآية :
لأن الآيات قبل ذلك إنما جاءت بتوبيخ الله للقائلين في
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
الإفك والرامين المحصنات الغافلات المؤمنات ، وإخبارهم ما خصهم به على إفكهم
فكان ختم الخبر عن أولى الفريقين بالإفك من الرامي والمرمي به :
أشبه من الخبر عن غيرهم .
وقوله :
{أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ}
يقول :
الطيبون من الناس مبرّءون من خبيثات القول ، إن قالوها فإن الله يصفح
لهم عنها ، ويغفرها لهم ، وإن قيلت فيهم ضرّت قائلها ولم تضرّهم ،
كما لو قال الطيبَ من القول الخبيثُ من الناس
لم ينفعه الله به ؛ لأن الله لا يتقبله .. "
" ولو قيلت له لضرّته؛ لأنه يلحقه عارها في الدنيا، وذلها في الآخرة " .
" تفسير الطبري " ( 19 / 144 ، 145 ) .
2. الخبيث والطيب من الأفعال :
ويكون معنى الآية :
الأفعال الخبيثات للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من الأفعال
وكذا الأفعال الطيبات للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الأفعال .
وهو قول حبيب بن أبي ثابت ، وعطاء بن أبي رباح ، وقتادة ، وروي
عن هؤلاء الأئمة أنهم أضافوا الأقوال إلى الأفعال في معنى الآية
فجمعوا بين القولين السابقين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
قال جمهور السلف : الكلمات الخبيثة للخبيثين ، ومن كلام بعضهم :
الأقوال والأفعال الخبيثة للخبيثين .
وقد قال تعالى
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً}
{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ}
وقال الله :
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
والأقوال والأفعال صفات القائل الفاعل ، فإذا كانت النفس متصفة بالسوء
والخبث : لم يكن محلها ينفعه إلا ما يناسبها .
" مجموع الفتاوى " ( 14 / 343 ) .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 28-08-2013, 04:44 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


3. الخبث والطيب من الأشخاص في النكاح :
ويكون معنى الآية :
الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الرجال
للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ،
والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .
وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيِّباً ، وكان أولى بأن يكون له الطيبة
، وكانت أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها الطيبة
وكانت أولى بأن يكون لها الطيب .
قال القرطبي – رحمه الله - :
وقيل : إن هذه الآية مبنية على قوله :
{الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً}
( النور/3 )
الآية ، فالخبيثات : الزواني ، والطيبات : العفائف ، وكذا الطيبون ، والطيبات .
واختار هذا القول النحاس أيضاً ، وهو معنى قول ابن زيد .
" تفسير القرطبي " ( 12 / 211 ) .
ثانياً :
لا إشكال في الآية ، على القول الأول أو الثاني ، ولا تعارض بينها
وبين ما ذكر السائل ، ويراه الناس ، من أن الزوجة ربما كانت صالحة
والزوج فاسقا ، أو العكس .
وإنما الإشكال – عند بعض الناس – في القول الثالث في مسألتين :
1. ما يرونه من عموم تزوج طيب بفاسقة ، وتزوج فاسق بطيبة .
2. ما ورد بخصوص زوجتي نوح ولوط عليهما السلام ووصف الله لهما بالخيانة
وما ورد في تزوج امرأة فرعون المؤمنة بفرعون الطاغية .
فيقال هنا : إن معنى الآية ـ على تقدير أن يكون المراد بالخبث والطيب :
خبث الأزواج وطيبهم ـ : أنه لا يليق بالطيب أن يتزوج إلا طيبة مثله
ولا يليق بالخبيثة إلا خبيث مثلها ، ومن رضي بالخبيثة مع علمه بحالها :
فهو خبيث مثلها ، ومن رضيت بخبيث مع علمها بحاله : فهي خبيثة مثله
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ،
والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء
للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .
وهذا - أيضاً - يرجع إلى ما قاله أولئك باللازم ، أي :
ما كان الله ليجعلأم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ؛ لأنه أطيب
من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له ، لا شرعاً
ولا قَدَراً ؛ ولهذا قال :
{أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ }
أي : هم بُعَداء عما يقوله أهل الإفك والعدوان .
{لَهُمْ مَغْفِرَةٌ }أي :
بسبب ما قيل فيهم من الكذب .
{ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } أي :
عند الله في جنات النعيم .
وفيه وعد بأن تكون زوجة النبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنة .
" تفسير ابن كثير " ( 6 / 35 ) .
وفي الآية بيان براءة أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
حيث زكاها الله تعالى بوصفها بالطيبة لأنها كانت تحت الطيب ،
وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن الله تعالى ليختارها زوجة
لنبيه صلى الله عليه وسلم لو كانت خبيثة ! ومن هنا كان الطاعن
في عرض أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
طاعناً في النبي صلى الله عليه ، ومستحقّاً للحكم بالردة والقتل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
قال أبو السائب القاضي : كنتُ يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطرستان
وكان يلبس الصوف ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويوجِّه
في كل سنَة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام يفرِّق على سائر ولد الصحابة
وكان بحضرته رجلٌ فذكَر عائشة بذكرٍ قبيحٍ من الفاحشة
فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا
فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى :
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ
أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
(النور:26)
فإن كانت أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر
فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه ، وأنا حاضر ، رواه اللالكائي
" الصارم المسلول " ( 1 / 568 ) .
والأثر في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة "
للالكائي ( 1958 ) .
فلله دره من حاكم ، ونسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء ،
وأن يكرم نزله بما ذبَّ عن عرض نبينا صلى الله عليه وسلم .
وأما ما كان من زوجتي لوط ونوح عليهما السلام
حيث وصفهما الله تعالى بالخيانة
في قوله
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ }
( التحريم/10 )
فالخيانة هنا هي خيانة في الإيمان .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
{فَخَانَتَاهُمَا }أي :
في الإيمان ، لم يوافقاهما على الإيمان ، ولا صدَّقاهما في الرسالة
فلم يُجْدِ ذلك كلَّه شيئاً ، ولا دفع عنهما محذوراً
ولهذا قال :
{ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}أي :
لكفرهما .
( وَقِيلَ ) أي : للمرأتين : { ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}
وليس المراد{فَخَانَتَاهُمَا } في فاحشة ، بل في الدين ، فإنَّ نساء الأنبياء
معصوماتٌ عن الوقوع في الفاحشة ؛ لحرمة الأنبياء ، كما قدمنا في " سورة النور " .
قال سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة :
سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية }فَخَانَتَاهُمَا { قال : ما زنتا
أما امرأة نوح : فكانت تخبر أنه مجنون
وأما خيانة امرأة لوط : فكانت تدل قومها على أضيافه .
وقال العَوفي عن ابن عباس قال :
كانت خيانتهما أنهما كانتا على عَورتيهما ، فكانت امرأة نُوح تَطَلع
على سر نُوح ، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ،
وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء .
وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وغيرهم .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 28-08-2013, 04:50 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


وقال الضحاك عن ابن عباس :
ما بغت امرأة نبي قط ، إنما كانت خيانتهما في الدين .
" تفسير ابن كثير " ( 8 / 171 ) .
وهذه فتوى جامعة من علماء اللجنة الدائمة لكل ما سبق من المسائل
نرجو أن تكون نافعة للسائل والقارئ ، وفيها الجواب على القسم الثاني
من الإشكال الثاني ، وهو بخصوص تزوج امرأة فرعون المؤمنة
من فرعون الطاغية .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
حدثت مناظرة بيني وبين شخص مسيحي ، وقد فاجأني بقوله لي :
هناك آية في القرآن تتضمن
قول الله سبحانه وتعالى :
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ }
إلخ الآية ، والآية الأخرى تتضمن
قوله تعالى
{ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ }
{ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ }
وهناك آية أخرى
وهي قوله تعالى
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ .
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ
إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ}
إلخ الآية ، وأن هناك على حد زعمه تناقضاً ، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى
{وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ }
إلخ الآية ، بينما زوجات أنبياء الله نوح ولوط خبيثات ، وفرعون
كما جاء فيه في القرآن وزوجته طيبة ، وحيث ليس لدي جواب مقنع
آمل التكرم بإفتائي عن ذلك ، جزاكم الله خيراً .
فأجابوا :
أولاً :
قال الله تعالى :
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ
أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
هذه الآية ذُكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيداً لبراءة
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
مما رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين ، زوراً وبهتاناً ،
وبياناً لنزاهتها ، وعفتها في نفسها ، ومن جهة صلتها
برسول الله صلى الله عليه وسلم
وللآية معنيان :
الأول :
أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون
، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة ،
والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون
ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية
والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات .
والمعنى الثاني :
أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين ، والرجال الخبيثون أولى بالنساء الخبيثات
والنساء الطيبات الطاهرات العفيفات أولى بالرجال الطاهرين الأعفاء ،
والرجال الطيبون الأعفاء أولى بالنساء الطاهرات العفيفات ،
والآية على كلا المعنيين دالة على المقصود منها ، وهو نزاهة
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
عمَّا رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول من الفاحشة ومن تبعه
ممن انخدع ببهتانه واغتر بزخرف قوله .
ثانياً :
قال الله تعالى
{ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي
وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ . قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ
إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}
ومعنى الآيتين :
أن الله تعالى أخبر عن رسوله نوح عليه السلام أنه سأله تعالى أن ينجز له
وعده إياه بنجاة ولده من الغرق والهلاك بناء على فهمه من ذلك
من قوله تعالى له
{احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ}
فقال :
{فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي }
وقد وعدتني بنجاة أهلي ، ووعدك الحق الذي لا يخلف وأنت
{أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ }
{ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ }
أي : الذين وعدتك بإنجائهم ؛ لأني إنما وعدتك بإنجاء
مَن آمن مِن أهلك ، بدليل الاستثناء
في قوله تعالى
{إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ }
ولذلك عاتبه الله تعالى على تلك المساءلة وذلك الفهم بقوله :
{يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}
وبيَّن ذلك بقوله
{ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ }
لكفره بأبيه نوح عليه السلام ؛ ومخالفته إياه ، فليس من أهله ديناً ،
وإن كان ابناً له من النسب ،
قال ابن عباس وغير واحد من السلف رضي الله عنهم :
" ما زنت امرأة نبي قط "
وهذا هو الحق ، فإن الله سبحانه أغْيَر مِن أن يمكِّن امرأة نبي من الفاحشة
ولذلك غضب سبحانه على الذين رموا أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة /
رضى الله تعالى عنها و عن أبيها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
بالفاحشة ، وأنكر عليهم ذلك وبرَّأها مما قالوا فيها ، وأنزل في ذلك قرآناً
يُتلى إلى يوم القيامة .
ثالثاً :
قال الله تعالى :
{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا }






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 28-08-2013, 04:54 AM   رقم المشاركة : 4
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


الآيتين من سورة التحريم .
بعد أن عاتب الله تعالى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخاصة
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وحفصة رضي الله عنهن جميعاً على ما بدَر منهن مما لا يليق بحسن
معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن يعتزلهن شهراً ،
وأنكر تعالى عليهن بعض ما وقع منهن من أخطاء في حقه عليه الصلاة والسلام
وأنذرهن بالطلاق وأن يبدله أزواجاً خيراً منهن
ختم سورة التحريم بمثلَين :
مثل ضربه للذين كفروا بامرأتين كافرتين امرأة نوح وامرأة لوط ،
ومثل ضربه للذين آمنوا بامرأتين صالحتين بآسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران
إيذاناً بأن الله حكم عدل لا محاباة عنده ، بل كل نفس عنده بما كسبت رهينة
وحث العباد على التقوى ، وأن يخشوا يوماً يرجعون فيه إلى الله ،
يوماً لا يجزي فيه والد عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً ،
يوم يفرُّ المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرئ منهم
يومئذ شأن يغنيه ، يوم لا تزر فيه وازرة وزر أخرى ، وإن تدع مثقلة
إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ، يوم لا تنفع فيه الشفاعة
إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً ، فبيَّن سبحانه أن امرأة نوح
وامرأة لوط كانتا كافرتين ، وكانتا تحت رسوليْن كريميْن من رسل الله ،
وكانت امرأة نوح تخونه بدلالة الكفار على مَن آمن بزوجها ،
وكانت امرأة لوط تدل الكفار على ضيوفه ، إيذاء وخيانة لهما ،
وصدّاً للنَّاس عن اتباعهما ، فلم ينفعهما صلاح زوجيهما نوح ولوط ،
ولم يدفعا عنهما من بأس الله شيئاً
وقيل لهاتين المرأتين : ادخلا النار مع الداخلين ، جزاءً وفاقاً بكفرهما وخيانتهما
بدلالة امرأة نوح على من آمن به ، ودلالة امرأة لوط على ضيوفه ،
لا بالزنى ، فإن الله سبحانه لا يرضى لنبي من أنبيائه زوجة زانية ،
قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى
{ فَخَانَتَاهُمَا }
قال : " ما زنتا " ، وقال : " ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما
في الدين "
وهكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم .
وبيَّن الله سبحانه بالمثل الذي ضربه للذين آمنوا بآسية زوجة فرعون ،
وكان أعتى الجبابرة في زمانه ، أن مخالطة المؤمنين للكافرين لا تضرهم
، إذا دعت الضرورة إلى ذلك ، ما داموا معتصمين بحبل الله تعالى
متمسكين بدينه ، كما لم ينفع صلاحُ الرسولين : نوح ولوط زوجتيهما الكافرتين
قال الله تعالى :
{ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً }
ولذلك لم يضر زوجة فرعون كفرُ زوجها وجبروته ، فإن الله حكم عدل
لا يؤاخذ أحداً بذنب غيره بل حماها وأحاطها بعنايته وحسن رعايته
واستجاب دعاءها وبنى لها بيتاً في الجنة ، ونجَّاها من فرعون وكيده
وسائر القوم الظالمين
مما تقدم في تفسير الآيات من أن ابن نوح ليس ابن زنى ،
وأنأم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
برَّأها الله في القرآن مما رماها به رأس النفاق ، ومن انخدع بقوله
من المؤمنين والمؤمنات ، وأن كلا من امرأة نوح وامرأة لوط لم تزن
وإنما كانتا كافرتين ، ودلت كل منهما الكفار على ما يسوؤهما ويصد
الناس عن اتباعهما ، وأن زواج المؤمن بالكافرة كان مباحاً في الشرائع السابقة
وكذا زواج الكافر بالمؤمنة ، وأن الله حمى امرأة فرعون من كيده
وحفظ عليها دينها ونجاها من الظالمين : يتبين أن الآيات المذكورة
متوافقة ، لا متناقضة ، وأن بعضها يؤيِّد بعضاً .
الشيخ عبد العزيز بن باز
الشيخ عبد الرزاق عفيفي
الشيخ عبد الله بن غديان
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 270 – 276 ) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 29-08-2013, 12:08 AM   رقم المشاركة : 5
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر المزيد لاهنتي







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 04-09-2013, 07:57 AM   رقم المشاركة : 6
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

جزاك الله خير الجزاء
يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء
ودي وتقديري






رد مع اقتباس
قديم 14-09-2013, 08:57 AM   رقم المشاركة : 7
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر المزيد لاهنتي

●●●
هلاااااااااااوغلاااااااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
وجزاك الله كوول خير وصحة وسعادة يااااااارب
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحيآتي : قلب الزهور .ببآي


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 14-09-2013, 08:57 AM   رقم المشاركة : 8
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Qűєєήяō๓ŋś❀
جزاك الله خير الجزاء

يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء

ودي وتقديري

●●●
هلاااااااااااوغلاااااااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
وجزاك الله كوول خير وصحة وسعادة يااااااارب
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحيآتي : قلب الزهور .ببآي


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 08-10-2013, 12:17 PM   رقم المشاركة : 9
نورانكو
( ود فعّال )

جهود كبيررة وبناءة







رد مع اقتباس
قديم 08-10-2013, 12:18 PM   رقم المشاركة : 10
نورانكو
( ود فعّال )

اشكركم على اثراء الموضوع







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية