شكرا لك يامن كرهتني...
وأخيرا قالها بعد سنوات , نعم بعد سنوات من الحب والتضحية وألا خلاص , وبعد أن عاشت معه على المرة قبل الحلوة , وصبرت ووقفت بجواره على العسر قبل اليسر , ولكن المسكينة رفضت التصديق في أول الأمر إلا أنها استسلمت وأيقنت في النهاية... لكن لماذا قالها ؟ وكيف قالها؟ لقد كان يحبها حبا طاهرا صادقا وسعى وضحى من اجلها بالمستحيل , ولكن لا ادري ماالذي أصابه حتى قال لها بكل بساطة: (إني أكرهك)
ابتعدي عني فاني أكرهك تمنت المسكينة في تلك اللحظة لو أنها لم تكن على وجه الأرض ولم تحبه أو تضحي من اجله ولكن للأسف وقعت الفأس في الرأس وقالها وانتهى الأمر , فقررت الانسحاب ولكن لماذا ؟ وكيف ؟ فهذا أمر لا تعرفه حتى هذه اللحظة بعد أن كانت لا تستطيع العيش بدونه أو تتحمل فراقه , لأنه عاد إليها طفولتها التي فقدتها بسبب سنوات العذاب التي عاشتها في تلك الفترة رغما عنها , وبدل عالمها الصغير إلى الجنة في قلبه , حيث أنساها معاناة الطفولة ومرارة الذكريات قررت هي ألان الانفصال ولاشي غير الانفصال ,لأنه قال لها بعد سنوات عشرة العمر : أكرهك وكيف للحب والكره أن يجتمعا في قلب واحد؟ وبما أن الكره(مع مزيد من الأسف) ينتصر في هذا الزمان.. نعم في هذا الزمان إذا سيكرها فعلا , ولهذا قررت أن تنتصر لكرامتها وان تبتعد وترحل بل أن تختفي من حياته دون سابق إنذار , لم تكن يوما ترغب في أن تحرجه أو تخونه أو حتى تكذب عليه , بل كانت تصارحه بالحقيقة المرة والماضي الأليم , وانتهى كل شي بينهما في لحظات ولم تعد تحتمل هذا الوضع , هو الذي طلب منها أخباره بالماضي وهي تصر على الرفض فما ذنب تلك الفتاة الضحية لماض كانت مجبورة أو بالأحرى مرغمة عليه رغم كل ندمها الشديد لقد احرق خديها مع الدمع الحار النابع من قلب نقي ومحب وجرحها في اعز وأغلى شي تملكه فقررت بالتالي الهروب والرحيل حتى لا تسمع مرة أخرى كلمه(أكرهك) أو أي أشارة إلى ذلك الجرح أو تعيش معه في زمن الجحود ورغم علمها انه عندما سيراجع نفسه سيندم لشد الندم ولكن بعدها لا ينفع الندم , لأنها لن تعود مهما حصل فقد رتبت وضعها وهيأت نفسها للحاضر الجديد وللمستقبل المشرق ثم وضعت رسالة تقول له فيها باختصار شديد: (شكرا لك على سنوات الحب التي لم أبداها إلا معك شكرا لك ولن أقول سوى إنني عندما أحببت أخلصت في حبي ولست بملاك حتى اعصم من الخطأ ولكن اعذرني إذا قصرت ولتدرك انك ظلمت مظلومة وطردتها من قلبك وهي التي كانت لا تريد في الدنيا غير هذا القلب.. شكرا لك أنت يا من كرهتني)
زبدة المووووضوع
إن عالم المحبين عالم يثير الدهشة ويطرح أسئلة بلا جواب وإذا كنا نعرف عن العين إذا بكت.. فإننا لا نعرف أو نسمع حتى هذه اللحظة عن القلب إذا بكى ولا عن الروح إذا صرخت وإذا كانت دموع العين تجففها وتمسحها المناديل فان دموع القلب والروح لا وهناك إنسان حزين تبكي عيونه من الحزن على ما فاته أو فقده وثمة إنسان أخر يبكي قلبه من الشجن والألم حينما يعز الوصال فلا احد رآه.. ولا احد واساه في زمن الجحود والنكران
العرض العادي
