دخـلـت عـلـيـهم الغرفة ... و نـظـرت إليهم فلم يـبـالوا بي ... حـاولـت أن أقـتـرب منهم ... فوجـدتهم يـتـجـاهـلونني ...
حـــزنـــت كـثـيـراً ...
كانوا أعـزّ ما أمـلـك ..... لم تـصـدر منهم ... رغم السـنـيـن التي عـرفـتـهم فـيـها ... أدنى زلـّة ...
كان بعضهم ينفرد بي ... فيعظني ... و يـذكّـرني ... و منهم من كان يحكي لي الحكايات .... فأبكي للأحـزان .... ويكاد يغـشى عليّ في الـطـرائف ...
منهم من كان رفيقي في أسـفـاري ... ومنهم من كان يلازمني حتى في عملي - يذهب معي ... بل أحـدهم نـام معي أكثر من مرة ...
*** للأسـف ... فرقتنا الأيام ... فانشغلت عنهم ... و انقطعت عن مجالستهم ... و انا الذي كنت لا أستغني عنهم يوماً واحداً !!
قــابـلـت مجموعة منهم في " مكتبة جرير " فـعـاتـبـوني ... عـتـاب الأصـدقـاء ..
و لاموني لوم الأحـبـاب ... و طـلـبوا مني - القلـيـل من وقـتي - و أنا الذي كنت أعـطـيـهم جــلّ وقـتـي !!
فـعـدت إليهم ... فإنني مهما عـاشـرت ... لن أجـد أصـدق منهم ودّاً ... و أحـفـظ للعـهد و الـصـحـبـة ... و مـددت يـدي لأصـافـح ( كــــتـــــبــــي ) و أعـاهـدهـا بأن لا أقـطـعـها بـعـد الـــيـــوم ... فأنا أحـبـها ... و أظـنـها تـحـبـنـي .
*r