أكذوبة الشبكة الواحدة وقرارات الهيئة!!
بقلم / منير باسامع
بعد تعتيم إعلامي طويل الأمد على قرار هيئة الاتصالات السعودية بشأن شركات الاتصالات العاملة في المملكة في مجال الهواتف النقالة وأكذوبة الشبكة الواحدة، انكشف ستار المسرح بشكل مفاجأ لكل التوقعات وعزمت هيئة الاتصالات على اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن شركتي موبايلي وزين اللتان عملتا على تعتيم الحقيقة ردح من الزمن.
لقد كانت هناك نواية مبيتة من قبل الشركتين لجر عملاء الاتصالات السعودية للوقوع في فخ الشبكة الواحدة رغم معرفة الشركتين المسبقة بقرار هيئة الاتصالات والذي يقضي بعدم السماح للشركات المتنافسة للدخول في هذا المضمار حفاظا على المستثمرين، بيدا أن الشركتين دأبتا على مثل هذا الطرح لجذب المزيد من العملاء وقد تجلت الحقيقة كاملة حينما أرادت الاتصالات السعودية بعد إطلاقها التجوال الموحد أن تنشأ شبكة واحدة سواء بالتملك أو بالشراكة مع مشغلي الهواتف المتنقلة في معظم دول العالم العربي، وهو ما دفع بهيئة الاتصالات السعودية إلى مخاطبة شركتي موبايلي وزين للالتزام بقرارها حول إلغاء ما يسمى بالشبكة الموحدة كون دخول شركة الاتصالات السعودية في هذا الجانب سيطيح بالشركتين المستثمرتين في المملكة وسيضر بهما كثيرا.
وما يثير للتساؤل والدهشة- حقيقة - في هذا الأمر ليس قرار هيئة الاتصالات لأنه قرار قديم لكنه لم يفعل ولكن معرفة زين وموبايلي بمثل هكذا قرار وتجاوزه للتغرير بالعملاء والضحك على الذقون، وهو ما يجعلنا نتساءل ما هي المبررات التي ستقدمها هاتان الشركتان لعملائهما بعد إلغاء الشبكة الواحدة، هل ستعترفان بالكذب والتزلق والخداع أم أنهما سيلقيان المسؤولية على شماعة الاتصالات السعودية كما يصنعان دائما!!
إن مبدأ الصدق والشفافية في التعامل هو الوسيلة الوحيدة الناجحة والناجعة للحفاظ على العملاء واحتوائهم وهو ما يبرر ربما تصاعد عملاء الجوال بشكل مستمر ووصولهم إلى 18 مليون عميل في الوقت الذي لم تستطيع فيه شركة موبايلي تخطي الأربعة مليون عميل ، ولم تستطيع شركة زين الوفاء بربع وعودها للعملاء والتي صنعت هالة بدخولها المملكة لا تزيد عن كونها هالة إعلامية اتضح في نهاية المطاف أنها أشبه بفقاعات صابون طارت في الهواء ففرقعتها الرياح في ذات اللحظة.
نعم ..لم تكن أي من الشركتين تتجرأ على إنزال اعلانات الشبكة الواحدة على موقعها لمعرفتهما أن ذلك مخالفا لقوانين وأنظمة الاتصالات في البلد عكس شركة الاتصالات السعودية التي اتسمت بالوضوح والشفافية والصدق في إعلانها لخدمة التجوال الموحد والتي شملت شبكات معظم أرجاء منطقة الشرق الأوسط و أوروبا بالإضافة إلى اندونيسيا و تركيا وجنوب أفريقيا وضمت أكثر من 40 مشغلا لخدمات الجوال في العالم ، مع تزويد عملاء الاتصالات السعودية المتجولين بأسعار ثابتة ومخفضة حصرياً، إلى جانب أسعار المكالمات المحلية في تلك الدول أو الصادرة إلى المملكة، بالإضافة إلى تعرفه موحدة لجميع المكالمات الواردة أثناء تجوالهم في تلك الدول.
لقد اتضح جليا أن البقاء للأقوى فقط وأن حبل الكذب قصير، وأن القرارات والأنظمة ليست مجرد حروف على ورق طالما هناك قانون يسري على الجميع، ويحمي المواطن من خطر الاستغلال والتدليس من أي جهة كانت، وهو ما فطنت إليه شركة زين مؤخرا حيث بدأت باتخاذ إجراءات أخرى لامتصاص ردة فعل عملائها بطريقة هادئه حينما أبلغت مشتركيها في بعض الدول واخص الأردن أنه سيتم إضافة 6 قروش على كل دقيقة اتصال محلية عند الاتصال بشبكات زين في الدول الأخرى عبر ما أسمته “الشبكة الواحدة” التي تملكها في عدد من دول المنطقة.، مما يعني بأن دقيقة الاتصال المحلي بـ 3 قروش, سيتم احتساب 3 قروش+6 قروش أضافية لاستخدام ميّزة الشبكة الواحدة, أي سيدفع المشترك بحدود 9 قروش وهو سعر الدقيقة العادية لمشتركي الشركات الأخرى هناك وبالتالي هذا ما كانت تنوي إلى تعميمه في المملكة السعودية وما ستقوم به بالفعل بعد تنفيذ القرار الذي يلزمها وموبايلي الالتزام بالقوانين السارية في البلد واحترام الأنظمة المعمولة بها.
لقد آن الأوان لعملاء الشركتين من الذين تم التغرير بهم أن يرفعوا قضاياهم ضد شركات النصب الجديدة، وضد هيئة الاتصالات التي صمتت عن تواطأ الشركتين على تنفيذ القرارات من قبل ومن حقهم المطالبة بإبراز الحقائق حتى لا يتحول العملاء إلى دمى يتم اللعب بها ثم رميها في اقرب سلة للمهملات، لأن احترام العميل والوضوح في التعامل معه، والشفافية في تقديم الخدمات له هو أساس البقاء والاستمرارية للشركات التي تريد كسب المزيد من العملاء والمحافظة عليهم، وما دون ذلك تضل كذبة الشبكات الموحدة لعنة في جبين شركة زين وموبايلي لا يمكن أن يغفرها أبناء المملكة ولو بعد حين:
العرض العادي
