فضحت وثائق تداولتها بعض وسائل الإعلام الأجنبية خلال الأيام القليلة الماضية إدارات اللصوص الأمريكيين المتعاقبة، وهي الوثائق التي تناولت معلومات هامة حول قيام أجهزة الاستخبارات البريطانية عام 1973م بتحذير حكومتها من إمكانية غزو الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية والكويت وأبو ظبي.. لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة علي النفط الذي ارتفعت أسعاره بشكل كبير في ذلك الحين.. نتيجة لاستخدام العرب للنفط كسلاح وورقة للضغط علي كل المتعاونين مع العدو الصهيوني خلال حرب أكتوبر 1973م، وهو ما جاء في الوثائق التي تم تسليمها إلي الأرشيف الوطني البريطاني مؤخرا بعد 30 عاما من السرية الإلزامية 'المتعمدة'!!
وقد جاء في تلك الوثائق التي تم تسليمها إلي الأرشيف الوطني بالطبع بعد أن استنفدت أهدافها أيضا أن المسئولين في اللجنة المشتركة للاستخبارات البريطانية، والتي شكلت آنذاك كهمزة وصل بين أجهزة الاستخبارات والحكومة كانت قد أبلغت رئيس الوزراء البريطاني آنذاك 'إدوارد هيث' بأن واشنطن كانت مستعدة للقيام بعمل عسكري لمنع الدول العربية من رفع أسعار النفط.. حيث رأت اللجنة أن الولايات المتحدة تفضل القيام بعمل عسكري علي أن تجد نفسها رهينة الدول العربية التي تستورد منها النفط، ووصف التقرير السيطرة علي حقول النفط في المنطقة بالفرضية 'الأكثر احتمالا في ذهن الأمريكيين'!!
كذلك اعتبر التقرير الذي يعود إلي ديسمبر 1973، والذي جاء تحت عنوان 'يو كاي آيز ألفا' أن الولايات المتحدة كانت ستؤمن احتياطيا يزيد علي 28 مليون طن من النفط بسيطرتها علي حقول النفط في السعودية والكويت وأبو ظبي، من خلال الاحتلال الأمريكي لهذه المنطقة لمدة عشر سنوات، وهي الفترة التي كانت كافية حسبما كانوا يرون في هذا الوقت لتطوير مصادر طاقة بديلة!!
إلا أن التقرير أشار أيضا إلي أن مثل هذا الاحتلال كان سيدفع الدول العربية وعددا كبيرا من دول العالم الثالث إلي استعداء الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي كان سيؤدي إلي ظهور خلافات داخلية في واشنطن، كما أكد أن العراق كان بامكانه تنظيم هجوم مضاد إذ قرر الأمريكيون اجتياح الكويت، وتابع أن الخطر الأكبر في الخليج يأتي علي الأرجح من 'الكويت' حيث يمكن للعراقيين التدخل بدعم سوفيتي فيها لصد أي غزو أمريكي لها، بالإضافة إلي أن أي عملية عسكرية أمريكية يمكن أن تخلق خلافات بين حلفاء واشنطن!
ولعل هذا التقرير 'القنبلة' يبرز خطة شيطانية حاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تنفيذها حرفيا، ولكن بطرق مختلفة ربما أكثر براعة ومكرا من تلك الخطة العشوائية الانفعالية التي تحدث عنها هذا التقرير، وبالطبع فقد تفوق في تلك الخطة عاشقا الدماء بوش الأب والابن من خلال سيناريو خاص امتد خلال الفترة من عام 1990م ربما قبل ذلك حتي عام 2003م وبما أن الحليف البريطاني الماكر قد استطاع الوصول إلي تلك الفرضيات الأمريكية.. فمن غير المستبعد إذن أن تكون الحكومات البريطانية قد القت بنفسها تباعا في الأحضان الأمريكية علي اعتبار أن اللي ياكل لوحده يزور، وفيها يا اخفيها علها تحصل علي نصيبها من الكعكة النفطية الخليجية الدسمة!!
منقول
العرض العادي
