اكتبيني وشمًا فوق عروقكِ

[الناي العبد الله]

أنثاي
أناديكِ بشفاه يرجفها الهوى
أسقيتني عذب الحب حرفًا وحربا
دعيني أقضي هذا العام
في عينيكِ وأمد النظر في جنانها
وأتنفس تلك اللحظة بعمق
ففيها سيبدأ حُلم عمري معكِ
وأنا أمتد فوق ظلكِ وجسدكِ غطاء لم يترك جزء مني
يدغدغه الهواء سوا زفراتكِ
وهي تخرج كـ موجات مغناطيسية
تحرك كل خلاياي النائمة في وسادة عشقك
.
.
دعيني
أتحسسكِ في ظلمة الليل
مقطوعة موسيقية نادرة
وأعيشك فيها بكل تمددكِ
ورقصكِ فوق السماء
وأنتِ تتفرعي كأغصان ياسمين
من أوسطها حتى أخر مداها
دعيني أعزف كل جزء بداخلك
كأصابع بيانو تعزف بنبضي الذي يمتد
من ومضات قلبك
ويردد تلك الأغنية التي نُحت لحنها في مفاصلك
تسمع كلما التواء خصركِ
في كل نهاية غصن أحتضنكِ كوكبةً تضيء السماء
وأضلوعي تمتد لتحتضن تلك السماء المتفرعة بأغصانكِ
.
.
دعيني
أغير مذاق المساء فوق شفتيكِ
وأنا أنظر إلى عيناك السودوان و أفترش بداخلها
رسالات بعثتها عندما تسللت بين الشقوق المتوارية بين أهدابك
لـ أغمد بينها سهام عشق
تجرحها حتى أعود إليها مطببًا بقبلاتي
واقضبها بشراييني
لتبقي أبد الدهر تُسقى من دمي
يا أنثاي هل كشفتِ الغطاء عن جسدي
فبتُ أشعر بقشعريرةٌ تحاكي أطرافي
أهي برودة سكنت أطرافكِ
أم غرق نبضكِ في سبات عشقي
فما هذه إلا قطرة سقطت منكِ
بطرف شفتاي
وابتلعتها حتى لا يسرقها الهواء مني
فروت بداخلي كل وريداً جف من العطشِ
فتعال إلي أكمل حُلمي
فـ أغصانكِ تجمدت بين أضلوعي
فـ أسعِريها بـ أنفاسي
وبُثِ منها بقلبي حتى أجدد جنونكِ بداخلي
تعالي إلي ودعيني أوقظ عواطفكِ
حتى تهُوج وأروضها فوق صدري
وأأخذها أقاليم أقيم على حدودها أسواراً من عطرك ونبضكِ
لـ أُقيم فيها طقوسي
كلما زلزلني الحنين إليكِ
.
.
تعالي إلي لي أتوه بداخلك كل عام مرتين
مرةً في حضورك بين شراييني
وأخرى عند أختباءكِ في حجرات قلبي
تعالي إلي وأمسكِ
قبضة الليل فقد حانت ثورة عشقي
فـ أنتِ من علمتني كيف أشق جيب ثوبي حتى تغيب شمسك بداخلي
حتى لا تشرق في وطنًا غيري
وأنتِ من علمتني
كيف ارتكب خطيئة العشق ولا أبحث عن غفرانها
وعلمتني كيف انتحر بين صدرك
وأعلق قلادتكِ عنوان لـ ذنبي
وأنتِ من علمتني كيف يتبخر الماء
حين أشربهُ من عينيكِ
وكيف أوقد الشموع
فوق مائدة الشوق وأعانقها بوشاحكِ
وكيف أضعك فوق كفي
وأنظر لنبضات قلبي كيف تمايلكِ
وأنا أغزل من حولكِ أهدابي لتحرسكِ
وأنتظر كيف تذوبي في تشققات يدي
علمتني كيف أستودع يومي فوق شفتيكِ
وكيف أستقبل الصباح من عينيكِ
وكيف الارتواء دون استجداء
وكيف حفظتي هذا العشق داخل رحم قلبكِ
ورفضتِ إنجابهُ للعشاق
.
.
علمتني كيف أكتب قصائد العشق
حروف تحترق فوق ديباجة الليل
فمسكي قبضة الليل
وروضي ثورة عشقي داخل قلبكِ
وخُذيني إليكِ وآويني داخل أوداجك
واجعليني رسولاً لـ أشواقكِ
خذيني أجزاء تكتمل بدخلك لتصبح وطنًا لملاذي
خذيني كما تشائين واكتبيني وشمًا فوق عروقكِ
حتى تشعري بثورة عشقي كلما جرى الدم بداخلها
أنثاي لملميني في ذاتكِ
و دعيني أسبغ ماء طُهرك فوق جسدي كلهُ
لـ أقيم تراتيل العشق في محراب هواك
لا أستوقفها حتى تتوارى روحي فيكِ

بقلم الناى في
2/5/2012