|
[تحت ظروف غياب العدالة الإجتماعية تتعرض حقوق الإنسان للخطر
ولذلك يصبح الفرد هشا ومؤقتا وساكنا بلا فعالية لانه يعامل دائما بلا تقدير
لقيمته كانسان واستغرب باستمرار لمذا يستعملون كلمة الديموقراطيه كثيرا
في المجتمع العربي ؟]
[كان علينا ان نعي قيمة النقد الذاتي قبل كل شئ ودون إنجاز النقد الذاتي بقوه
لانستطيع ان نجد الطريق لتصحيح الأخطاء ]
[ان المهم في النهايه هو ان علينا ان نتقبل قيم المجتمعات الأخرى كما هي دون
ان نشوهها او نخفض من قيمتها على ضوء قيمنا نحن ، وعلينا إذن ان نرى
المجتمعات الأخرى كما هي وان نتقبلها كما هي عليه ]
[بالطبع يوجد خوف في اليابان نحن نخاف من الزلزال ونخاف من حوادث محطات
توليد الطاقه بالطاقه النوويه ونخاف من اسلحة كوريا الشماليه ولكن ما أريد الحديث عنه
هو كيف نواجه الخوف ؟ عندنا في اليابان نحاول ان نوضح اسباب الخوف وماوراء الخوف
والظروف التي تحت الخوف لكي نتغلب عليه سويا
المهم لا يوجد عندنا الشخص الذي يهدد الناس ويخيفهم ليحقق منفعه شخصيه
ولكن في البلدان العربيه يوجد الخوف الذي يستفيد منه بعضهم ويوجد اشخاص
كثيرون يستغلون خوف الناس وهذا كله مرتبط بغياب العدالة الإجتماعيه
في البلدان العربيه . ما أريد أن أوكد عليه هو ان مواجهة الخوف مختلفه
إختلافا كبيرا بين اليابان والبلدان العربيه ]
[الكاتب المعروف يوسف ادريس زار اليابان عدة مرات ولقد قال لي : انه كان يبحث عن سر نهضة اليابان
التي ادهشت العالم هو نفسه مستغربا ويريد ان يعرف الاسباب العميقه التي جعلت بلدا صغيرا معزولا كاليابان يصبح
قوة صناعية واقتصاديه كبرى . وبعد الزياره الثالثه سألته هل وجدت الإجابه في اليابان ؟
قال لي نعم عرفت السبب
مره كنت عائدا إلى الفندق في وسط طوكيو حوالي منتصف الليل ورايت عاملاً يعمل وحيدا
فوقفت أراقبه لم يكن معه أحد ولم يكن يراقبه أحد ومع ذلك كان يعمل بجد ومثابره
كما لو ان العمل ملكه هو نفسه
عندئذ عرفت سبب نهوض اليابان وهو شعور ذلك العامل بالمسؤوليه
النابعه من داخله بلا رقابه ولا قسر
عندما يتصرف شعب بكامله مثل ذلك العامل
فان ذلك الشعب جدير بان يحقق ماحققتموه في اليابان ]
[في عاصمه عربيه ...... تبين أن الطائره ستتأخر خمس ساعات وذلك أمر مفهوم
غير أن موظفه في المطار قال لزوجة صديقي " هل تريدين ان تتخلصي من هذا الخواجا وتصرفيه ؟"
بالطبع لم تقدر تلك الموظفه انني افهم اللغه العربيه
انا لا افهم ماذا يخسر اولئك عندما يعاملون الناس باحترام او ماذا يكسبون عندما يعاملون بطريقه سيئه
انه عدم الشعور بالمسؤوليه من جهة والقمع الذي يصبح قاعده في التعامل من الاعلى الى الادني من جهه ثانيه
وعندما يحتل الفرد موقفا اعلى من غيره
يبدأ بممارسة القمع على من هم دونه ]
[نحن في اليابان ...حتى عندما تريد الشرطه ان تراقب شخصا او رقم هاتف فانها تحصل على اذن رسمي من المحكمه
اما في البلدان العربيه فان اجهزة الامن تراقب الهواتف والافراد والبيوت وحتى الهواء بلا اذن محكمه ولا قانون
ذلك هو القمع الذي اعتبره كارثه مقيمه في المجتمعات العربيه ]
[لكن الإنسان تحت ضغط الحاجه القاتله
يكتشف المعنى الجوهري للبضائع والمعنى الحقيقي للبقاء
يكتشف قيمة فنجان ماء او قطعة خبز للحفاظ على الحياه يوما آخر
انهم بدو ليسو مستقرين ليملكوا فائضا يحتفظون به
ومن السخريه ان الذي يملكون مايزيد عن حاجاتهم يبحثون
عن الفائض اكثر واكثر ]