العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > منتدى القصص والروايات
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2010, 06:13 AM   رقم المشاركة : 31
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





فمدت (سيسل) يدها بلهفة مؤثرة وقالت :



"أرجوك أعطني أياها يا عزيزتي ....هيا"



فأعطتها الرسالة ثم قالت بصوت حزين :


"هناك بعض الأمور حصلت (لروبرتو) على مع أعتقد فلقد وصلت له رسالة من أمريكا حيث يعيش أهله..... أرجو أن يكون خيرا فهو لم يحدثني لا أنا ولا أمي عن الأمر.....والآن سأتركك تقرأينها وسآتي إليك فيما بعد.."



ثم تركتها ورحلت فأسرعت (سيسل) بفتح الرسالة وقرأت :





عزيزتي (سيسل) :


أدرك ما آلت إليه أمورنا وما جاء بيننا من احداث وأدرك جيدا أنها قد صنعت شرخا كبيرا في علاقتنا....لن يجعل هذا الشرخ لقاءنا سهلا أو تفاهمنا وبالتالي لن يجعلنا نستمر طويلا لذا فلقد فكرت في أن نأخذ فترة راحة حتى يعيد كل منا ترتيب أموره والتفكير بروية بالخطوات التي سيتخذها فيما بعد وبعد أن فكرت بذلك بيومان جاءت إلي رسالة من أسرتي في أمريكا تفيد أن والدي مريض جدا وأن علي الحضور فورا لمساعدته...وهذا ما قررت فعله سأسافر لأمريكا لفترة غير معروفة حيث أني لا أعرف كيف هي حالة والدي على وجه التحديد كما لا أعرف كم سأبقى هناك......وحتى ذلك الحين فلنترك كل شئ مكانه حتى نتخذ القرار السليم....


المخلص (روبرتو)






تراخت أصابع (سيسل) وسقطت الورقة من يدها ثم وقفت تحدق في اللاشئ بعينان جاحظتان وكاد قلبها يتوقف عن الخفقان وظلت تقول بصوت مسموع :



"النذل....كيف يجرؤ ؟!... كيف أمكنه؟!.......ذلك النذل"



وتهاوت على إحدى التحف على مكتبها وهمت بقذفها ولكنها تذكرت أن هذا لابد سيجعل (ألفريدو) ووالدها يشكان فيها ويريان حالتها المزرية وقد يعرفان بكل ما حصل فوضعته مكانه وانهارت على الأرض باكية وما إن ازدادت صرخاتها علوا حتى وضعت وسادة على فمها حتى لا تصدر صوتا كان ألمها قاتلا ما كانت لتتحمله وحدها ولكنها علمت أنها لا يمكن أن تشارك أحدا فيه فزاد ذلك من ألمها أضعافا ومن شفقتها عل نفسها....



عندما نزلت (فلوريا) من عندها علمت من الخادمة أن (ألفريدو) ليس في غرفته بل في الإسطبل فذهبت لتراه ولم تحدد ما ستقوله له بل لم تدري لما ستذهب لتراه ولكنها ذهبت على أية حال والتفت حول مبنى الخدم ودخلت الإسطبل من الباب الخلفي فسمعته يضحك ويقول :



"آه حبيبتي....كم اشتقت إليك....اشتقت لكلماتك وضحكاتك.....كيف لي أن أعيش بدونك؟!."



وسمعت صوت فتاة ترد قائلة :



"كل هذا لأني لم ارك يوم امس....على أية حال لقد اشاتقت عيني لك أيضا"



فمدت (فلوريا) رأسها لترى ووجدت (ألفريدو) يمسك بيد فتاة سوداء الشعر يبدو من ملابسها أنها خادمة وتذكرت أنها خادمة الإسطبل التي ذكرها (ألفريدو) في حديثه مرة فكادت تشهق ذعرا لولا أنها وضعت يدها على فمها لتمنع الصرخة ثم خرجت مسرعة وهي تبحث عن أي شئ تستند عليه فلقد أخارت الصدمة من قواها ووجدت صخرة قرب شجرة أمامها فتهاوت فوقها ووجدت نفسها تبكي بحرقة فلقد ضاعت آمالها هباءا وذهبت كل أحلامها أدراج الريح وتمزق قلبها إربا بفعل من....بفعل الشخص الوحيد الذي أعطته مفتاح قلبها , حبيبها الذي لن تستطيع أن تحب أي رجل في هذا العالم كما تحبه....لما تركها ولم يعطيها مشاعر بالمقابل.؟!.. لما هذا؟!....لأجل مجرد خادمة...خادمة في الإسطبل....هذا يعني أنها أدنى مكانة منها بالنسبة له.....أدنى بكثير فتلك الخادمة تعامله بعزة نفس على الأقل وهو الذي يقدم لها الولاء والحب فجعلها هذا تحقر من شأن نفسها في داخلها وجعل دموعها أنهارا وفي تلك اللحظة خرج (ألفريدو) من الباب الخلفي فرآها جالسة تبكي فقال :



" (فلوريا) ؟!...أنت هنا؟!....هذا رائع...كنت أريد التحدث معك لكنك تلك الليلة كنت بغاية الإستياء....ولكن....يا إلهي هل تبكين؟!...ماذا جرى؟!..."



وعندما رأته ازداد ألمها حتى أصبح شعورها وكأنه مطرقة من الفولاذ تطرق فوق قلبها فازدادت صراخا واهتياجا وحاولت الهرب منه ولكنه أمسك بها وقال :



" (فلوريا)..؟!...أرجوك إهدئي....ماذا أصابك؟!.. أرجوك أخبريني يا عزيزتي.....لهذة الدرجة أنت حزينة مني.؟....لا لا تذهبي...لن أتركك حتى تخبريني ماذا يحدث لك...لقد فطرت قلبي"



وأمسك بكلتا ذراعيها وجعلها في مواجهته وقربها منه فرؤيتها بتلك الحالة كان أمرا في منتهى السوء بالنسبة له وفي تلك اللحظة سمعت (أنجيليتا) صوته فخرجت لترى ما يجري فوجدت تلك الفتاة بين يديه وهو يتوسل لها لتخبره وكأنه يعتذر منها عن شئ ما فاختبئت خلف الباب واستمعت الى ما يقولانه فقالت له الفتاة :



"حسنا إذا كنت تريد أن تعرف.....لقد حطمتني....حطمت قلبي وكسرت كل السعادة في داخل نفسي....أهذا ما كان يبعدك عني ويجعلك لا تتقبل حبي....أهذة هي من حصلت على قلبك دوني....تلك الخادمة..؟!"



فذهل (ألفريدو) وتركها وقال :



"....هل رأيتنا؟!.....كيف علمت بالأمر؟!......هل أخبرك احد؟!....."



"لقد رأيتك بعيني وسمعتك بأذني....ومهما حاولت ان تعتذر لي عما حصل فلن يصلح شيئا.....كيف تفعل بي هذا يا (ألفريدو) ؟!....ماذا فعلت لك لتفعل بي كل هذا؟!....لقد كنا صديقان منذ الطفولة......لقد كنا معا منذ ولدنا والجميع كان يعلم أننا لبعض وأنه لن يتزوج احدنا غير الآخر....كل هذا تتخلى عنه لأجل تلك الفتاة؟!...لما؟!....لما؟!..."




وانهارت باكية فقال متلعثما :



"لا.....لقد فهمت كل شئ خطأ.....صدقيني....ولكن يجب ألا تخبري أحدا بما رأيتي....ستفسدين كل ما خططت له.."



فنزلت كلمات (ألفريدو) كالصاعقة على (أنجيليتا).....فلقد اتضح لها فجأة من يكون وما كان ينويه في داخله.....فهو لم يكن يحبها حقا بل كان كل هذا تمثيلا....لأجل ماذا لأجل أن يتسلى بها لأجل خطة في رأسه وهو لا يريد لأحد أن يعلم عن علاقتهما حتى لا يصغر هذا من قيمته او منظره......وشعرت أن قلبها يكاد ينفطر بينما قالت (فلوريا) :



"حتى لوأخبرتني أنها مجرد نزوة بالنسبة لك..فهذا لن يغير شيئا....لقد أحببتك ...نعم وأعترف بذلك.......أحببتك منذ كنا صغارا ولكني يوما لم أشعر بجزء من تلك المشاعر بداخلك إتجاهي ولكن كان عندي أمل...أمل بعيد أن تكون لي يوما حتى أصبح هذا هاجسي الوحيد ولكن الآن وبعد ما رأيته لم يعد الأمر يهم شيئا "




وظلت تبكي ورأته (أنجيليتا) ينظر الى (فلوريا) بأسى شديد وكأنه...وكأنه يحبها وسمعته يقول :


"آه ياعزيزتي.....لا يمكن هذا....لا أصدق ما يحصل.....لم أتوقع أن يأتي هذا اليوم ابدا....أنت لا تعلمين كم انت مهمة بالنسبة لي...."



فلم تستطع (أنجيليتا) أن تسمع المزيد وجرت بأسرع ما يمكن.....بعيدا عنه.....أقسى ما يمكنها اتبتعد عنه فلقد عرفت حقيقته ولكن للأسف متأخرا جدا.....



بينما (ألفريدو) لم يدري ماذا يفعل في موقف كهذا فلقد انفطر قلبه حزنا على (فلوريا) وعلى أحاسيسها ولم يتخيل أن يكون يوما ما سببا في أساها هذا ولم يدري ما يقول فأمسك بيدها وحاول تهدئتها وقال :



"كم أنا حزين يا (فلوريا) لأسمع هذا منك.....كم أشعر بالحزن والأسف لأجلك ولأجل ما تشعرين به.....لقد كنا صديقان حميمان جدا ونفهم بعضنا جيدا وقضينا أوقاتا لطيفة معا ولم أتخيل أن يحصل موقف كهذا بيننا.....أنا مدرك أني لم أعطك حبا مقابل حبك ولكن لتعلمي أني أحمل لك حبا بالمقابل كبيرا جدا ولكن فقط ليس من نفس النوع وليس السبب انت بل السبب قلبي......قلبي الذي وقع لأجل فتاة واحدة...قد ترين فيها مجرد خادمة في الإسطبل.....ولكنها افضل من ذلك بكثير أنها أروع امراة قابلتها بقلبها وروحها ورقتها وحنانها وقوتها وعزة نفسها.....لا أعرف كيف أحببتها أوحملت تلك المشاعر لها ولكن الأمر حصل وليس بيدي حيلة ولكن لا علاقة لك بالأمر أبدا فأرجوك توقفي عن البكاء فهذا يقتلني ولتعلمي اني أحسد الشخص الذي ستتزوجيه منذ الآن على قلبك الرقيق وحبك الصافي الذي سيحصل عليه حتى دون ان أعرفه......كل ما أعرفه أنه أكثر الرجال حظا....كنت أتمنى أن أكون مكانه ولكن قلبي.....انت تعلمين....أنه قلبي....وليس بيدي حيلة فيه....فأرجوك يا (فلوريا) توقفي عن البكاء ولتسامحيني.....ليفهمني قلبك كما كان يفعل دوما.....فأنا أعلم أنه سيفعل.."



وأمسك بكلتا يديها ومسح دموعها وقام بإيصالها لبيتها أما هي فلم تنطق بكلمة بعد كل ما قاله.......لم يستطع فمها ان ينطق بكلمة.....



نتااااااابع كمان طيب






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 10-08-2010, 06:15 AM   رقم المشاركة : 32
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





عندما عاد (ألفريدو) مر بجانب الإسطبل فرأى (أنجيليتا) من بعيد تلاعب بعض الخيول وشعر انها تتعامل ببعض العصبية فاقترب منها وقال :



"أنظري ماذا أحضرت لك يا حبيبتي وأنا في طريق العودة......بعض الزهور التي تعشقينها....ألا تريدين أن تشتميها وتضميها إليك؟!...."



ولكنها ظلت متجاهلة له وقالت :



"لا شكرا....لست بحاجة للورود بعد الآن.....!!!"



فاندهش من لهجتها وقال لها :



"ماذا حصل يا عزيزتي هل هناك شئ؟!....."



فظلت بهدوءها وقالت :



"لا شئ......ولما يجب ان يكون هناك شئ؟!ّ....هل لأني لا ابتسم لك وأمازحك كالعادة؟!.......يجب أن تعلم اني لست دائما على استعداد لفعل ذلك ولست دائما في مزاج جيد للحديث معك"



"ما الأمر؟!....هل فعلت شيئا جعلك تغضبين؟!....ولكني لم أغب سوى ساعة ولقد كنا في افضل حال عندما كنت معك في الأسطبل......مالذي حصل منذ ذهبت وحتى أتيت...؟!......"



"قلت لك لم يحصل شئ.......والآن ابتعد عن طريقي أنت تؤخر عملي..."



فأمسك بذراعها مانعا إياها من الحركة وقال : "أنظري إلي.....أخبريني ماذا حصل....تكلمي يا (أنجيليتا) "



"ولماذا يجب أن تعرف؟!.....ابتعد عني..."



فهتف ظافرا :



"هناك شئ إذن.....لن أتركك حتى تخريني.....هيا..!!!"



"كفى...كفى ابتعد عني لن أخبرك شيئا......ولما افعل؟!..."



ودفعته بغضب فعلى الرغم من حبها الشديد له تمنت لو تضربه وهرولت مسرعة بينما تسارع تنفسه وشعر بغضب حقيقي لأنه لا يستطيع أن يفهم ما بها ثم قال فجأة جملته صارخا...كادت تجعلها تسقط على الأرض حيث قال :





"أريد منك أن تتزوجيني....!!!!!"






استدارت له مذهولة وكان هو مذهولا بكلماته مثلها تماما وكأنها خرجت من عقله الباطن فشعر بالغضب لأن هذا دمر كل مخططاته واقترب منها....كانت النظرة الذاهلة لا تفارق وجهها ثم قال مؤكدا :




"أجل أريد منك أن تتزوجيني..."




"....لا!!!!!!"




قالتها بصرخة فزع فجرحته الكلمة وقال :




"هل تنفرين من الفكرة لهذا الحد.....فكرة أن تكوني امراتي....أم أولادي؟!.."



"كفى لا تكمل....لا تكمل"



وحاولت الهرب مجددا ولكنها أم***ا بقوة هذة المرة وأدارها إليه وقال بعينين معذبتين :





"أحبك....أحبك كثيرا.."
"كفى ..!!!"
"وأريدك أن تكوني زوجتي...إلى أن يفرقنا الموت..."
"كفى ..!!!"
"وننجب أولادا كثيرين ونعيش ما تبقى من حياتنا سعداء لا ينقصنا شئ.."
"قلت لك توقف.!!"
ودفعته فكان هذة المرة وكأن الحزن تملكه وقال قانطا :



"لماذا لا تريدين الزواج بي؟!....لماذا؟!....ماذا تريدين أن تكون نهاية حبنا إذا؟!....."



"كفى كذبا ونفاقا....أهي الخطة التالية التي اتبعتها؟!....ماذا ستكسب من ذلك؟!.....لقد اكتشفت حبيبتك خدعتك فأردت التصرف بسرعة....ولكن ماذا ستجني من ذلك؟!....أن تستمتع بإذلالي؟!.."



كانت صدمته حقيقية وقال :



"عما تتحدثين؟!....."



"لا تحاول خداعي فلن تنجح بعد الآن.....وأنا التي احببتك وتوقفت عن الإستماع لعقلي لأني وثقت بك وقلت انه مهما حصل فلن تتركني ولن تتخلى عني ولكن كل هذا كان أوهاما.....العالم الذي بنيته كان وهما....لقد خدعتني وحطمت قلبي....كل هذا لأنك سيد المنطقة وأنا الخادمة؟!....ولكن ألا تعلم أن الخدم لهم مشاعر ايضا وأحاسيس؟!.....أنهم بشر مثلك....كيف فعلت بي هذا؟!....لقد دمرتني......حطمت قلبي..."



ووقعت على ركبتيها تبكي بحرقة فرفع (ألفريدو) رأسها بعنف وقال صارخا :



"ماهذا الهراء الذي يخرج من فمك؟!......ماذا جرى لك ؟!....تكلمي!!!!"



"لقد....سمعتك انت و (فلوريا).....سمعت كل شئ.....سمعت كيف توددت إليها حتى لا تنطق بحرف عن علاقتنا التي تمثل أكبر عار في حياتك....سمعتك وأنت تقول أن ذلك سيفسد حياتك ومخطاطك.....سمعت كيف أنفيت أي تأثير لعلاقتنا على حبك لها....."



"هذا إذن ما حصل؟!.....أيتها الحمقاء.....لابد انك لم تسمعي ما تبقى من الحديث.....ألم تسمعي كيف اعترفت لها بحبي لك وحاولت ان أفهمها بكلمات رقيقة أن حبها لن يجد له مقابل في قلبي لأني احبك انت؟!.....كم انت سريعة الشك.....كان عليك أن تثقي بي ولو قليلا...أما بالنسبة لمخططاتي فلم يكن منها أني سأطلب منك الزواج اليوم.....كنت سأفعل هذا يوم عيد ميلاك القريب وكنت سأقدم لك خاتم الزفاف كهدية عيد ميلادك ها هي أنظري..!!"



وأخرج علبة من جيبه وفتحها وظهر خاتم من الزمرد في وسطها....كان أروع خاتم وقعت عليه عيناها...كان بلون لازوردي مثل عينيه تماما وقالت وسط دموعها :




"هذا .....هذا غير حقيقي....انت تخدعني...."



فركع أمامها وقال بابتسامته العاشقة :



"ماذا؟!.....ألا تزالين تشكين بي؟!....من الصعب إرضائك أليس كذلك؟!....لقد كنت أخطط لهذا الأمر منذ زمن....أمر زواجنا والمكان الذي سنعيش فيه....وكيف سأطلع أبي وأبيك....وماذا سنفعل في شهر عسلنا وكل هذا كان سيدمر في حال حصل شئ مفاجئ وعلم أحد بما بيننا قبل أن أنفذ كل ما برأسي وقبل ان تكوني زوجتي حقا "



"أنت حقا تريد أن تتزوجني؟!...."



فقال يائسا:



"ماذا؟!....ألم تصدقيني الى الآن؟!...أرجوك إفهمي ما أقوله.....أنا لا أخادع أو أمزح...أنا أريد أن أتزوجك الآن وفورا.....وأتمنى لو تقولي نعم"



وقدم لها الخاتم وهو راكع الى جانبها وظلت تحدق به....كان أوسم من أي مرة رأته فيها في حياتها وطال صمتها والريح تداعب خصلات شعره بحيث انسدلت على جبهته فأيقتنت تلك اللحظة أنها لن تعشق في حياتها أي كائن كما تعشقه وايقنت أن سر ألمها القاتل ليس لأنه خدعها بل لأنها تخيلت أن علاقتها به ستنتهي هكذا وأنه سيكون من نصيب امرأة أخرى غيرها فشعرت أن قلبها سيتوقف عن الخفقان وايقنت أنها كانت تتمنى هذة اللحظة منذ أن رأته....أن يطلب منها ان تكون زوجته فابتسمت وهي تراه يتصبب عرقا منتظرا ردها ثم قالت :



"كيف عرفت مقاس إصبعي؟!..."



"هذا لا يهم.......هل انت موافقة أم لا؟!.."



فرفعت أصابعها تنظم خصلات شعره وقالت :



"انت الذي لا تثق بي الآن ولا تثق بقلبي وبما أحمله لك فيه...انت الذي تتشكك بي الآن......من المستحيل أن يكون جوابي هو لا..."



"أرجوك قوليها......قولي نعم..."






"نعم..!!!!!"






فعانقها بقوة....بقوة لدرجة أنها شعرت أنها ستختنق...كانت سعادته لا توصف وسمعت قلبه يدق بسرعة رهيبة يكاد يسابق قلبها ثم قال :




"الآن أنا رجل جديد....أشعر بروحي ترفرف في السماء....ستكونين زوجتي....لن أصدق حتى أضيف اسم عائلتي الى أسمك.."



فابتعدت عنه قليلا وقالت بجدية :



"ولكن يا حبيبي الحياة ليست وردية كما تتخيل.....ولا اظن أننا إذا تزوجنا سنعيش سعيدين كما نتصور وينسى كل من حولنا من نكون ويباركان زواجنا فلابد أن تقوم حرب لا طائل لها.."



"أعرف كل هذا وسلاحي هو حبي......لن أخسر هذة المعركة ولن أتخلى عنك ولو فارقت روحي جسدي أنت الآن جزء مني.....مسئوليتي...انت إمرأتي....ولن أسمح لمخلوق أن يمسك وسوف أفعل كل ما يتطلب الأمر لنعيش حياتنا بسعادة وليتقبل الجميع قراري وليعيش أولادنا سعداء هانئين ولكن قبل كل هذا.....فلتفعلي ما سأطلبه منك....انستطيع أن ننفذ كل ما في رأسي وإذا فعلت....فأنا واثق أننا سننجح"



"ماهو؟!......"



"فلنتزوج...الآن......رسميا و دون استشارة من أحد ونعود لنضعهم أمام الأمر الواقع بحيث لا يستطيع أن يفرقنا احد ولن يفلح أبي مهما فعل في تفريقنا فأنت ستكونين زوجتي أمام القانون سواء أعجبه ذلك أم لا..."



"ولكن.....هذا سيجعل السيد (فرناندو) يغضب غضبا فظيعا......وقد يقوم بطردك وحرمانك من رؤيته مدى الحياة...."



"أني المالك الرسمي لممتلكات العائلة فلقد بلغت سن الخامسة والعشرين كما أنني أدير كل املاك والدي حاليا وأصبح كل رجال الأعمال في السوق يعرفونني ولا يثقون إلا بي....لن يكون ترك كل هذا سهلا على والدي سوف يفكر في الأمر بعقل فهو يعشق المال أكثر بكثير من أن يفكر شخص زوجة أبنه وقد ينسى ذلك نهائيا...."



فشعرت (أنجليتا) بالريبة من توقعات (الفريدو) وهي تستحضر في ذاكرتها ذكرى اليوم الذي قابلت فيه السيد (فرناندو) وشعرت أنه قد يسحقها إذا علم بهذا ولكن (الفريدو) يعرفه أكثر منها وقد يكون محقا ثم قالت :



"وماذا عن أبي؟!....أرجوك لا أستطيع أن أتزوج دون أخباره....أنه أبي وهو أقرب الناس لي"
فقال بحنان : "أدرك ذلك يا عزيزتي وإن كان هذا يرضيك فسوف نعلمه بهذا.....ثم نتزوج في القرية ونقيم إحتفالا قصيرا هناك قبل عيد ميلادك بليلة.....و قد نقيم في أحد البيوت هناك ليومين أو ثلاثة بعيدا عن العالم لنعيش أيام شهر عسلنا ثم أعود لأخبر أبي وأقدمك له على أنك زوجتي......ماذا؟!......هل تشعرين بالتردد؟!..."



"لا ولكن......ماذا عن الشهود؟!....ألن يكون هناك شهود على زواجنا؟!....."



"سيكونون من رجال القرية...ويمكن أن نفكر في (اندريه) ليكون شاهد على زواجنا ولو أني لم أفكر في أخباره ولكن هذا لا يهم فهو الى جانبنا على أية حال والآن لنبقي هذة العشرة أيام قبل عيد ميلادك هادئين وعاقلين حتى ينفذ كل شئ كما نتمنى.....وأتركي لي أخبار والدك.."



كان اخبار السيد (خوسيه) برغبة (الفريدو) و(أنجليتا) بالزواج أمرا في غاية الصعوبة لذلك اتفق (الفريدو) و (أنجليتا) على أن أفضل شخص لهذة المهمة هو السيدة (سوزي) فهي تحبهما معا وتستطيع إقناع السيد (خوسيه) وقد تستطيع إقناعه بالجزء الأصعب وهو زواجهما دون علم أهل (الفريدو) ولكن الذي لم يتوقعانه أن إقناع السيدة (سوزي) نفسها كان صعبا فرأيها كان انهما يتحديان السيد الكبير وقد تكون تلك نهايتهما ولكن لم تكن لتصمد أمام توسلاتها وإلحاحهما فذهبت الى (خوسيه) وجلست معه قائلة أن لديهما أمر مهم حتى سمعا صوت السيد (خوسيه) يقول :



"لابد انك تمزحين.....لاشك أنها مزحة.....لا يمكن ان تكوني جادة.."



فنظرا إلى بعضهما البعض بقلق وقالت (أنجليتا) :



"كنت أعرف أنه لن يوافق مطلقا"
فرد (الفريدو) :



"لا لا تقولى هذا....لابد وأن تقنعه السيدة (سوزي) لن يكون هناك من يمنعنا من الزواج مهما كانت سلطته وسأقول لك شيئا وأرجو أن تكوني معي.....حتى لو رفض والدك فسوف نتزوج فإن ما نفعله هو إعلامه ليس إلا وليس أخذ رأيه....كما أني...."



ثم سمع صوت (خوسيه) يقول :



"ليستمتع معها قليلا ثم يتركها للذئاب ليلتهموها؟!.....يتركها مع أفراد أسرته يتقاذفونها ما بينهم؟!.....لن أسمح بهذا...."



فدخل (الفريدو) مندفعا وقال :



"لا يا سيد (خوسيه).....لم ولن يخلق من يستطيع أن يؤذي (أنجليتا) وأنا حي......إذا كانت في حمايتك في الوقت الحالي فكن واثقا أن حمايتي لها ستكون أضعافا عندما نتزوج..."




"أسمع يا سيد (الفريدو) ....ما من سبب منطقي يجعل رجل نبيل مثلك يختار ابنتي لتكون زوجة له مدى الحياة.....حتى لو كنت تحبها الآن....سيأتي اليوم الذي ستخجل فيه أن تواجه المجتمع معها فكل ما ستفعله حينها أن تلقي بها في الشارع وتختار لك ما تناسبك من طبقتك"




فتدخلت السيدة (سوزي) بقوة وقالت :



"لا يا (خوسيه)....لا تقل هذا على ابني (الفريدو)....نعم أناديه ابني وأعتبره منذ ولد كذلك وهو يعتبرني أمه ولم يفكر حينها إذا كنت أقل منه شأنا إن المشاعر الإنسانية لا تعترف بالفروق وليس لأنه من عائلة نبيلة فهذا يعني أنه من المستحيل أن يحب (أنجليتا) كما ان أبنتك نبيلة القلب وإن لم يكن أصلها كذلك كما أن النبل صفة وليست ألقاب تورث.....لقد شهدت حب هذين الإثنين لبعضهما وأعرف كل منهما حق المعرفة وأؤكد لك ان كل منهما خلق ليكمل الآخر وأنه لن يكون في هذا العالم رجل وامرأة يغرمان ببعضهما البعض كما فعلا....أرجوك يا (خوسيه) .....أنت تفهم ما اقول"



فقال بضعف :


"إذا كنت ستحميها يا (الفريدو) كما تقول فلما قررت أن تتزوجها دون علم أهلك؟!.....هل تريد أن تكون زوجتك في السر؟!.....هذا يؤكد كلامي الأول...."



"لا يا سيدي مطلقا.....إن تلك خطة.....فلو قلت لوالدي فربما أرسل جيشا ليمنع عيني من أن تقع عليها مجددا ولكن إذا تزوجتها رسميا فلن تستطيع جيوش العالم أجمعين التفريق بيننا حتى يفرقنا الموت.....أتوسل إليك يا سيد (خوسيه)......أرجوك بارك زواجنا...."



فأعطى ظهره لهم وهو يقول :



"لا......لا يمكن.....إنها ابنتي الوحيدة......إنها خطوة خطرة للغاية.....ليست تلك الحياة التي تمنيتها لأبنتي.....لا أريد للمخاطر أن تسير بطريقها.....لا أريد أن أرى دمعة تشق طريقها على خدها وبزواجها منك......فلن تفارق الدموع مقلتيها....لن أقبل هذة الزيجة.....!!"



وهنا نطقت (أنجليتا) لأول مرة وقالت :



"يا أبتي أدرك قلقك على.....وأدرك ما تحس به......وأدرك ما في إرتباطنا من جنون......ولكن أنا.....إني أحبه......كما أحببت أمي تماما......أردكت الآن الأحاسيس التي كانت تساروك والتي حكيت لي طويلا عنها كما أدرك عذابك القاتل بفراقك عنها وأتألم لأجلك......والآن.....والآن.....لا تفرقني عن (الفريدو)....فأحس بأضعاف ألمك.......فأمي ماتت ولن يفيد عذابك في رجوعها.....أما أنا..... فيكون حيا.......يتنفس الهواء الذي أتنفسه حتى لو حالت بيننا مئات الأميال فأصرخ ممزقة بألم فراقه......فهل ترضى لي هذا؟!....لم يعد بإمكان أحدنا أن يفترق عن الآخر....لقد أدرك كلانا هذا......أرجوك يا والدي..."




فالتفت لها بدهشة مشوبة بالأسى وقال :



"حتى أنت يا (أنجليتا)؟!......إذا كانت هذة مشيئتك......إفعلا ما يحلو لكما.....لكن لا تفكرا في بعد الآن......والآن أرجوكما أتركاني وحدي...."



فأخرجتهما (سوزي) وقال :



"لا تقلقا سأستمر بمحاولة إقناعه حتى يوم زفافكما........... والآن عليكما أن تستعدا جيدا فلم يبقى سوى أسبوع..!!!!"



نتااااااااابع كمان طيب






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 10-08-2010, 06:19 AM   رقم المشاركة : 33
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





وفعلا بدأت الترتيبات في القرية بين عائلة (نيلا) صديقة (أنجليتا) والعائلات التي تجاورهم على أن يبقى هذا سرا بينهما ولا يعلنا عن أسم العروسان وقامت نيلا بخياطة ثوب عرس (أنجليتا) بنفسها وطلب العروسان أن يكون الإحتفال صغيرا وقصيرا وقررا أن يتزوجا رسميا قبل الحفل بليلة واحدة حتى يكون كل شئ معد وحتى لا يستطيع أحد إن عرف أن يوقفهما وأخبر (الفريدو) صديقه بموعد الزفاف فقال : "يا إلهي.....إذا ستتزوجان هكذا.....لا بد وأن يجن جنون السيد (فرناندو)......لطالما كنت متهورا يا (الفريدو)......تسعى لهدفك مسابقا الريح دون ان تنظر الى ما تدمره في طريقك......ولكني أعذرك فلو كنت مكانك......"



وسكت فجأة وبعد دقيقة أكمل ما أراد قوله :



"لكنت غرقت في حبها أنا الآخر..!!!!!"



"أعلم ذلك......وسعيد لأنك تحس بي......أرجوك أريدك ألا تخبر أحدا مطلقا بما سمعته....كذلك أتيت لأطلب منك أن تكون شاهدا على زفافنا.....فهل ستفعل ذلك...."



"هذا مؤكد دون شك فإذا لم أحضر زفاف أعز صديق لي فلم سأحضر.....سأكون عندك قبل الزفاف بيوم في مكتب التسجيل لأكون شاهدا وسأكون في الزفاف في اليوم التالي...كما سأغطي غيابنا معا وأقول أننا في عملية تجارية سويا في ميلانو....."



"هذا رائع.....كم هو جميل أن يكون لدى المرء شخص يؤازره في المواقف الصعبة....لن أنسى ما فعلته لأجلي يا (اندريه) ..."



"أنا الذي لن أنسى ما فعلته لأجلي لقد انقذت حياتي حين كنا صغارا وأنقذت حياتي عروسك (أنجليتا).....والآن أصبحت مدينا لكما بحياتي وسأظل اذكر ذلك دائما....."



وبعد أن رحل (الفريدو) جلس (اندريه) على كرسي مكتبه لمدة ساعتين بلا حراك يفكر فيما سيحصل ولم يستطع أن يفسر سبب ظهور صورة وجه (أنجليتا) باستمرار أمام عينيه و كأنها حفرت في ذاكرته ولا يكف عقله عن استدعاء تلك الصورة لتزور عينيه كل لحظة وظلت جملته التي قالها (لالفريدو) "لكنت غرقت في حبها أنا الآخر" ترن في أذنه.....لقد قابلها بضع مرات بعد أن أنقذته.......كان يندهش من جمالها الأخاذ الذي كان مختلفا عن جمال معظم الفتيات اللاتي قابلهن ثم فجأة شعر أنه يقترف غلطة شنعاء فها هو يفكر في عروس صديقه الحميم الذي جلس لأشهر يحاول أن يبعده عنها وتذكر الألم الذي سببه حبه الذي من طرف واحد تجاه (سيسل) وشعر أنه فعلا غبي ومجنون لأنه يقع في الخطأ مرتين وبكامل إرادته وقرر أن أفضل شئ هو أن يفكر في أعماله فقط...........





لم يستطع (الفريدو) و (أنجليتا) رؤية بعضهما البعض في ذلك الأسبوع جيدا لأن كل منهما كان مشغولا بتجهيزات الزفاف وكان فستان العرس فاتنا أبيض مطرز تطريزا نباتيا يشكل ورودا من خيوط ذهبية كانت تشبه أزهار الكلوديا فقررت (أنجليتا) أن تحمل باقة من زهور الكلوديا في يدها في العرس فلطالما كانت تلك زهورها المفضلة وهي بشكل ما ترمز لما بين جنبات قلبها من حب ناحية (الفريدو) كما كانت تماثل لون خصلات شعره وبينما هي تضبط بعض قياسات الثوب وقياس خصره مع (نيلا) حتى دخل (الفريدو) وقال :



"يبدو أن كل شئ على أهبة الإستعداد ......"



فصرخت (أنجليتا) ورمت نفسها عليه وقالت :



"لا......لا يمكنك الدخول هنا......كما لا يمكنك رؤية الثوب قبل الحفل......هيا أخرج.....أنه فأل سئ..."



"حاضر......حاضر سأخرج.....أقسم أني لم أرى شيئا......أريد أن أقول لك شيئا هاما أرجوك"



وخرجا معا ثم التفت (الفريدو) لها وقال :



"غدا سآخذك عند الظهيرة إلى مكتب التسجيل وسيكون (اندريه) وبعض الرجال موجودين هناك ليشهدوا زواجنا.....وحينها ستكون أنا وأنت زوجان و للأبد.....سآتي لأخذ من بيت (نيلا) فأرجو أن تبيتي الليلة عندها...."



فرقت نظراتها وقالت :



"أكيد يا حبيبي.....لا تقلق....كل شئ سيسير كما نحب...."



"هناك شئ آخر....!!!!"



ثم خلع (الفريدو) قلادته.......قلادة الحوتان العاشقان وقال :



"هذة قلادة أمي.....لقد قالت لي أن ألبسها للمرأة التي ستكون زوجتي......كنت سأعطيها لك غدا......ولكني لا استطيع الإنتظار أريد أن أصدق أنك زوجتي فعلا.....والآن....."



ثم ألبسها أياها فشعرت بنشوى رائعة لم تشعر بها في حياتها من قبل حتى أنها نفسها لم تكن مصدقة في داخلها مما يحصل ولكن عندما لبست تلك القلادة شعرت بالحب يجتاح قلبها وشعرت بروح السيدة (آنا) ونظراتها الفاتنة تراقبها وتقول :



"فلتحفظي ابني ولتحميه بحبك و تسكنيه قلبك..."



ثم نظرت (لألفريدو) الذي كان يحدق بها بحب ورأت فيه زوجها الذي لطالما تمنته وغطت خصلة من شعره جبهته فرفعت إصبعها بعشق ورقة لتنظم خصلات شعره وتقول :



"أنها أروع هدية يمكن أن تعطيها لي إن فيها يعيش قلبك وقلبي وحبنا و روح والدتك الغالية ولسوف احميها بعمري....."



فأمسك بكلتا يديها وقبلها راحتيها وتواعدا على لقاء الغد وكانت تلك أصعب ليلة في عمرهما كله فلم يستطع أي منهما النوم كلاهما يحدق في الظلام نافذته الى القمر الفضي يسأله المساندة ويسأل إلهه الرأفة وتهوين الصعاب....





لكن كان هناك شخص ثالث يشاركهما أرقهما كانت تلك (فلوريا)......فلقد كانت تعلم أن زفافهما بعد غد وظلت تذرع الغرفة ذهابا وإيابا ودموعها تسيل على خدها لكن دون شهقات ودون بكاء حقيقي فلقد كانت عيناها جاحظتان......كانت تفكر وتتخيل وتتلوى ألما وكانت أمها السيدة (ساندرا) تراقبها في الأيام الماضية وهي تشعر أن وراء صمتها كارثة ستحل ولكن لم يكن ليخطر ببالها أن (الفريدو) سيتزوج من غير ابنتها ولكنها سارت ليلا وسمعت خطوات ابنتها القلقة في غرفتها فدخلت عليها وصعقها منظرها الذي كان يشبه الأشباح وحاولت أن تعرف ما أصابها فعاملتها برقة غير معهودة وظلت تحاول إلانة إرادتها حتى أجلستها الى جانبها على السرير وظلت تمسح على شعرها وتتوسل لها أن تقول ما بداخلها فاختنقت الكلمات في حلق (فلوريا) وشعرت ان دفاعاتها تنهار فلقد كانت الأيام السابقة لها بمثابة الجحيم على الأرض وهي تخفي كارثة كهذة في قلبها ولا تستطيع مشاركة أحد القلق الذي يقتلها والحزن الذي يمزقها فانفجرت باكية وارتمت على ركبتي أمها تصرخ وتولول وتقول :




"آه يا أمي......يا أمي....إني أموت.....أحتضر ببطء كوردة قطفت وتركت بلا جذور لتأخذ وقتها حتى تذبل أوراقها.......وتشاهد هي أوراقها تتساقط وتتجعد.....يا أمي.....فليرحمني الألم ولو للحظة.....فليرفق بي الحزن ولتخمد نيران قلبي........ لم أعد أتحمل....."



فشعرت (ساندرا) أن كارثة ستحل بهذا البيت وقالت وهي تمسك بكتفي ابنتها بقوة :



"أفصحي.....ماذا حصل؟!....تكلمي!!!....أنطقي!!!.....قولي..!!!"



فردت : " (الفريدو) ...... (الفريدو)......لقد.....تزوج..."



فكادت (ساندرا) تفقد وعيها ذهولا ودفعت ابنتها أرضا بحنق وقالت :



"ما هذا الجنون الذي تنطقين به؟!...متى وأين وكيف؟!....."



"لقد تزوج (الفريدو) من فتاة غيري.....قال أنه سيتزوجها رسميا قبل الزفاف بأيام...وزفافه بعد غد.....فلابد أن تكون تزوجته الآن رسميا....."



فصرخت الأم وظلت تهز ابنتها بعنف وتقول :



"أتقولين قال لك؟!......كنت تعلمين ولم توقفيه؟!.....هل جننت؟!....هذة هي نتيجة استهتارك وتقاعسك ولكن لا.....يا إلهي.....لا يمكن أن يحدث هذا لي....من هي؟!....من هي تلك العروس الشمطاء؟!....."



"إنها......إنها خادمة الإسطبل ......!!!!"




فتجمدت ثورة الأم لأن تلك الصدمة كانت أعمق من أن تستوعبها وبعد لحظات ظلت تضحك وتضحك بسخرية حتى تعالت ضحكاتها و(فلوريا) تحدق بها بذهول حتى كفت عن البكاء فقالت الأم :



"هكذا إذن .....هذا هو ابن آل (فان دييجو)......أنه يذكرني بأمه (آنا)....فهذا عقلها..... عقلها المجنون الذي لا يعيش في العالم الذي يحتويه....بل ينتمي لعالم آخر.....عالم المجانين الوردي الجميل.....لكن لا....يظن نفسه ذكيا..... ولكني أعرف ما سيحصل نتيجة لهذا الزواج وعلي أن أتدخل.....لأصحح بعض النتائج لتكون في صالحنا....فأنا لن أفقد الأمل أبدا.....ولكن علينا الآن أن نبدأ الحرب الباردة...."




ورحلت (ساندرا) تاركة (فلوريا) في ذهول يفوق وحزنها اللذان أستوليا عليها قبل مجئ أمها!


بكره ان شاء الله انزل الجزء السادس






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 10-08-2010, 09:19 AM   رقم المشاركة : 34
هموووسهـ
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية هموووسهـ

يعطيك العاااافيه

قلب الزهوووووووووور ..



تقبلي مروري..







قديم 12-08-2010, 06:11 AM   رقم المشاركة : 35
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هموووسهـ
يعطيك العاااافيه

قلب الزهوووووووووور ..



تقبلي مروري..



مرحبتين .. غلااااااااتي

ياربي يسعد قلبك ع المتابعه الحلووووووه

مع تحياتي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 12-08-2010, 09:06 PM   رقم المشاركة : 36
طيف الجورية
( ود متميز )
 







طيف الجورية غير متصل

بـــآرك الله فيج ..
جزاج الجنة ان شاء الله ..
يعطيج ألف عافية ,~







التوقيع :

قديم 14-08-2010, 05:12 AM   رقم المشاركة : 37
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف الجورية
بـــآرك الله فيج ..
جزاج الجنة ان شاء الله ..
يعطيج ألف عافية ,~


مرحبتين .. غاليتي

يسلمووو ع المتابعه يسعدلي قلبك

تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهـــور
باااااااااااااااااي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 14-08-2010, 05:20 AM   رقم المشاركة : 38
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





[blink]الفصل السادس[/blink]



[[ أنا و أنت فقط [[


تمر تلك الليلة الطويلة و تجلس (أنجليتا) منتظرة (الفريدو) ليأتي ويصحبها لمكتب التسجيل كان قلبها يدق بسرعة رهيبة وشعرت برهبة حقيقية من تلك اللحظة ولا تدري لماذا فلقد أمسكت بقلادة الحوتان بكلتا راحتيها كأنها تستمد منها القوة ثم سمعت طرقا على الباب فنهضت وفتحته ووجدت حبيب قلبها أمامها......كانت النظرة التي على وجهه جديدة عليها كانت عيناه جادتان إزداد لونهما عمقا ....أبدا لن تنسى كيف نظر إليها تلك اللحظة تقدم منها ببطء وأمسك بذراعيها وضغط عليهما بقوة وقال :




"هيا بنا يا حبيبتي....!!"





وسارت معه دون ادنى تفكير كانت تعلم أن حياتها ملك يمينه وأنها كالأسيرة بين يديه....أنها أسيرته....لا تملك خيارا إلا أن تتجه الى حيث ذهب فلقد امتلك أعز شئ فيها والمتحكم فيها حاليا وهو قلبها.....لقد تسلل حبه لقلبها ببطء حتى وجدت نفسها ويدها في يده تحبه.....تحبه حبا كبيرا عميقا لم يسبق لها أن تخيلت مثيلا له.....لم تعلم أنها يمكن أن تحب شخصا الى هذا الحد وأدركت أنه كان محقا وأنه لم يكن أمامهما سوى أن يتزوجا فالقوة العجيبة الجامحة التي تربط قلبيهما خرجت عن السيطرة فأصبح الحل الوحيد هو الزواج فهما لن يستطيعا حتى لو ارادا أن يبتعدا عن بعضهما البعض ثانية لقد أصبح هذا من سابع المستحيلات......





دخلت معه الى مكتب التسجيل ورأت (اندريه) وحياهما وبدأت مراسم الزواج وبدأ كل منهما ينطق نذوره وقال الرجل أخيرا :




"أعلنكما زوجا وزوجة...!!!!!!"




فتعانقا بقوة وهتف (اندريه) فرحا ومن ثم فرقهما وقال :




"مهلك يا (الفريدو).......ليس بهذة السرعة......الزفاف غدا......وعليك يا عزيزتي (أنجليتا) أن تذهبي وتبقي في بيتك حتى الغد لا ترهقي نفسك في أي شئ حتى تكوني في كامل استعدادك غدا وانت أيها اللعوب تعال معي فلن أتركك لحظة واحدة معها بعد الآن.....هيا بنا......"




وعادت الى بيتها تعد الدقائق والثواني و تطلب إليها المرور سريعا حتى يأتي غدها المنتظر فلقد كانت الخيالات في قرارة نفسها تسيطر عليها بأن هذا مجرد حلم جميل ستستيقظ منه فتجده قد اختفى......أما (الفريدو) فلقد بقي طوال الليل يحدق في النجوم وهو يتخيل وجه (أنجليتا) تنظر إليه ويمني نفسه أنها غدا ستكون له وحده........





جاء أخيرا اليوم المنتظر يوم زفاف أكبر عاشقان في التاريخ وقام كل من (الفريدو) و (اندريه) بالتخطيط جيدا لذهابهما في الوقت المناسب و الإستعداد.....ارتدى (الفريدو) بذلته السوداء في أحد البيوت بالقرية وكذلك (اندريه)......كانت يداه ترتعشان وكأنه مقدم على حرب فقال (اندريه) :




"إهدأ يا صاحبي....كل شئ سيسير كما تحب....كما أنها زوجتك في الواقع.....ليس هذا الإحتفال سوى مراسم شكلية أمام الناس والمجتمع للإعلان عن زواجكما......لقد قلت أننا سنكون مسافران لمدة ثلاثة أيام أخرى من أجل العمل حتى تستطيع أن تحظى ببعض أيام العسل قبل اللعنة الأبدية التي ستصيبك عند إخبار أسرتك.....والآن هل أنت راض؟!..."




"نعم......الواقع أني لا اكترث لما يخبئه لنا المستقبل فلقد أصبحت زوجتي الآن ولن يفرق غضب والدي أو رضاه......كل ما انا قلق منه ألا أكون عند حسن ظن (أنجليتا).....أتمنى أن أكون زوجا مثاليا لها...."



فابتسم (اندريه) بحنان وقال :




"لا بأس ستكون كذلك بالتأكيد.....سأضع الوردة الذهبية في جيب سترتي العلوي......وعليك أن تفعل هذا انت ايضا هكذا هي مراسم الحفل فكل الرجال عليهم أن يضعوا أزهار الكلوديا في عروة سترتهم وعلى كل فتاة أن تمسك باقة من هذة الأزهار.....تبدو وسيما....."




"آه شكرا.....أني أعشق تلك الأزهار......إنها تذكرني بالأيام الرائعة التي كنت أمضيها مع (أنجليتا) عندما نتسلل الى أطراف أملاككم ونقطف القليل منها..."



"إذن أنت من يسرق تلك الأزهار.....لقد علمت في الوقت المناسب فبعد الزواج لن يكون هناك أزهار.....ذكرني أن أضع إفخاخا.....والآن هيا تعال معي....."



وذهبا ووقفا في مكانهما في انتظار العروس وجاءت السيدة (سوزي) وقالت :



"يا عزيزي كم تبدو وسيما في هذا الزي.........ياليت السيدة (آنا) هنا..........لكانت طارت فرحا لرؤيتك هكذا..."



"إنها معي يا عزيزتي......هي دائما بقربي .....وانت كذلك معي يا سيدة (سوزي)....... هل جهزت العروس؟!....."



"ستنزل خلال لحظات.......لكن المشكلة من سيرافقها ليسلمها إليك ؟!.....والدها ليس هنا..."




فاحتار الصديقان ثم قال (الفريدو) :



"نعم (اندريه)....أنت تستطيع أن تفعل هذا.....أرجوك أن تقبل تلك المهمة....."



فشعر (اندريه) بالحرج ولكن مالبث أن ذهب مع السيدة (سوزي) لينقذ الموقف ودخلا على غرفة العروس......كانت (نيلا) قد أنهت اللمسات الأخيرة ثم نادتها السيدة (سوزي) وقالت :



"هيا يا (أنجليتا)....سوف يصحبك السيد (اندريه) الى حيث ينتظرك (الفريدو) "



فقالت بأسى :



"كان من المفترض أن يفعل أبي هذا أليس كذلك؟!......لن تكتمل فرحتي أبدا إلا إذا أتى أبي.....كم تمنيت لو أنه كان بجانبي....."



فقالت (سوزي) :



"لا عليك يا بنيتي....لقد تحدثت معه يوم أمس وأنا واثقة أنه سيتفهم الأمر... والأن تعالي......لا تتركي عريسك ينتظر....."



فالتفتت لتواجه (اندريه) كانت أجمل عروس وقعت عيناه عليها فلم يتمالك نفسه إلا أن حدق بها بإعجاب وتمنى في لحظة جنون أن تكون عروسه هو ومد يده إليها فتأبطت ذراعه وقالت :



"أشكرك يا (اندريه) على كل ما تفعله لأجلي أنا و (الفريدو).....أنا واثقة أني لن أنسى هذا أبدا"





وابتسمت في وجهه فزاد هذا من جمالها أضعافا وشعر برعدة في جسده أنه لن يشعر قط إتجاه أي امرأة بما يشعر به نحوها الآن......ظل يحدق بها هكذا دون حراك حتى نادته السيدة (سوزي) :



"يا سيد (اندريه).....ماذا بك؟!...هيا أسرع الى الأسفل حيث ينتظر (الفريدو) "



فأفاق وقال :



"آه أنا آسف.....ال.....الفستان رائع جدا...سوف يذهل (الفريدو) عندما يراك"



وقادها ببطء ......كان يسير بين جموع الناس الذين يقفون صفين ليشكلا طريقا في نهايته (الفريدو).....كان (الفريدو) وسيما للغاية....أمير حقيقي هكذا حدثت (أنجليتا) نفسها وهي تبتسم له بينما ذهل (الفريدو) من جمالها الفتان وتمنى لو يسرع (اندريه) في خطواته قليلا.....أما (اندريه) فلقد شعر للحظة جنون أنها عروسه فعلا وأنه يمسك بها على أنها كذلك وشعر بالخزي لأنه يفكر بتلك الطريقة السخيفة ولكن هذا ما كان بداخله حقا وسلمها الى عريسها وهتف الجميع لأجل سعادة هذين الإثنين كان الحفل كإعلان للعالم أن هذان الإثنان لن يفرقهما شئ على وجه الأرض وعلى حبهما الذي لن يموت وظل (اندريه) متنحيا عن الصورة في الظل......يحدق بهما بعينين حسودتين رغما عنه......يراقب كل حركة من حركات العروس , كل رمش , كل التفاتة........وكأن لعنة أصابته فلم يعد يستطيع أن يبعد عينيه عنها.....كانت ببساطة أروع عذراء مرت بطريق حياته فلم يملك إلا أن ينظر إليها بحب.....حب شعره حقيقة في قلبه في تلك اللحظة ولكن جاره كان الولاء والإخلاص لصديقه فلم يتمكن إلا أن يتمسك بإخلاصه لصديقه في أصعب الظروف.......




وبعد مضي نصف ساعة دخل رجل عجوز ببطء للحفل واقترب من العروسان فنهضت (أنجليتا) فرحا وسعادة فقفزت عليه لتأخذه بين ذراعيها وعانقها والدها بحب أيضا وهو يمسك دموعه بكرامة رجل يأبى أن يبكي حتى في أصعب الظروف وقال :




"أني لا أملك إلا أن أبارك لك.....يا حبيبتي......ولك أيضا يا بني (الفريدو).....ولتعيشا في سعادة وتنشرا تلك السعادة في كل شبر تزورونه..."



وفي تلك اللحظة شعرت (أنجليتا) إنها اكتفت تماما ولم يعد لديها حلم لم يتحقق.....شعرت أنها أمتلكت العالم وليأتي القدر بما يريد من صعاب وهموم فلن تبالي فهذا اليوم سياعدها على تخطي كل أحزانها......بعد أن سلم الوالد على العروسان جلس بالقرب من السيدة (سوزي) التي نظرت اليه بعد فترة فوجدته يضع يده على صدره بألم فقالت قلقة :



"ما الأمر يا (خوسيه)؟!....هل أصابك مكروه؟!......"



"كلا.....أنه الألم المعتاد......لقد زاد عندي في الآونة الأخيرة.....أعتقد أني فعلا أصبحت عجوزا.....وبعد ما حصل الليلة.....لا أظن أن السيد (فرناندو) سيتركني أعمل في الإسطبل من جديد........لكن لا تقولي (لأنجليتا) شيئا.....لا تعكري صفو سعادتها.....فما هي إلا بضعة أيام وأعود قويا كالبغل...."



وظل يضحك بسعادة فشاركته السيدة سوزي الضحك ومر الحفل بسعادة كل برفقة من يحب كل يرقص ويمرح فالجميع سعداء لا يشغل بالهم سوى السعادة القادمة......




بينما كانت هناك أفعى تسير بخفة في الظل فلقد ذهبت السيدة (ساندرا) الى قصر (كازابيانكا) لتنقذ ما يمكن انقاذه وطلبت مقابلة (فرناندو) شخصيا ولم يكن (فرناندو) ليرفض مقابلتها تحت أي ظرف فأدخلها مكتبه وعرف من نظرة وجهها أن كارثة حصلت وسألها عن سبب مجيئها فقالت :



"جئت أهنئك بزفاف ابنك......!!!!!!"




فلم يبدو عليه أنه فهم شيئا ثم قال :



"أوضحي من فضلك ما ترمين إليه......"



"أجل أنه عرسه......اليوم عرسه.....ولكن لم تكن تعلم؟!.....ياللخزي.....لعله لم يشأ دعوتك...أو ربما شعر أن زفاف القرية لن يكون من مقامك....."



فنظر إليها نظرة من فقد صبره فقالت :



"لا تصدقني أليس كذلك؟!.... (الفريدو) يا عزيزي السيد (فرناندو) في القرية حاليا يقيم عرسا لنفسه ويدعو فيه من هم مقربون إليه جدا ليشهدوا زواجه على خادمة الإسطبل......لا تنظر إلي هكذا و كأني أخرف......فهذا ما يحصل فعلا.....ابنك تزوج دون علمك لأنه علم أنك ستفعل المستحيل لتمنعه فأراد أن يواجهك بالواقع والآن انت تجلس هنا وتنظر الى فمي وهو يتحرك ولا تريد أن تستوعب كلمة تخرج منه...."



فشعر (فرناندو) أنها ربما تتحدث بجدية فنهض بثورة وقال :



"المزاح في هذة الأمور غير مقبول يا سيدة (ساندرا) .!!!"



"ومنذ متى أمزح معك في أي شئ أقوله يا سيد (فرناندو) وهل تظن أني سآتي لك وحدي لأخبرك بشئ كهذا على سبيل المزاح.....لقد أفصح (الفريدو) لإبنتي (فلوريا) عن من ينوي فعله بعد أن ضبطته مع عشيقته في الإسطبل وطلب إليها ألا تفتح فمها ولكني عرفت كيف أجعلها تتكلم والآن لقد تزوجها فعلا فلقد عرفنا متأخرين للغاية...."



"الخادمة؟!......خادمة الإسطبل؟!...........تقصدين الكولومبية؟!...........هذا مستحيل....... هل فقد عقله؟!....أم ابنتك كانت تهذي؟!...."




"لا بالتأكيد ابنتي لم تكن تهذي......أما بالنسبة (لالفريدو) فلم أعلم أن له عقلا حتى يفقده!!!!"




فبدأ (فرناندو) يستوعب الحقيقة وشعر بغضب لم يشعر به في حياته لدرجة أنه نظر حيث يضع مسدسه الخاص وتملكته فكرة أن ينهي حياة ابنه في الحال فأمسك بالمسدس دون أن يعي لكن يد (ساندرا) هبطت على يده لتوقفه واقتربت منه وقالت :




"لا لا......ليس لأنه فقد عقله وفعل فعلة كهذة.....فتحذو انت حذوه......إن (الفريدو) هذا مدلل جدا ومتهور ولا شئ يخضعه أو يردعه والأفضل أن تتصرف مع شخصية مثل شخصيته أن تسايره.....وتتعامل معه بذكاء حتى تأخذ منه ما تريد دون أن ينقلب ضدك......أنه يدير كل أملاك أسرتك وهو ذو مركز مهم الآن....كما أنك إن تصرفت بتهور فسيعاند معك أكثر.....عليك التروي والتفكير بحرص ودهاء حتى تحين اللحظة المناسبة للهجوم....."




"ما الذي تعنينه؟!......هل تريدين مني أن أبارك له واستقبله في بيتي؟!...."




"ليس تماما......ولكن لا تطرده....أو تعاديه.....لابد أنها علاقة عابرة....مجرد طيش وجري وراء الرغبات فلقد سمعت أنها جميلة للغاية....أتركه حتى يمل منها هو بنفسه ويطلب أن يطلقها وحينها أعدك أن تكون (فلوريا) جاهزة لتحل محلها في الوقت المناسب ولكن إن عاديته فسيتمسك بها أكثر فلنتركه حتى يحقق ما يريده من تلك العلاقة أما هي فلن تنال شيئا مما تسعى إليه فلن يصل إليها قرش من أملاك الأسرة وستخرج خاوية اليدين......"




كان غضب (فرناندو) رهيبا فشعر أنها هي الأخرى فقدت عقلها ولكن بعد أن رحلت جلس يفكر وحده في مكتبه كما هو دائما حتى شعر أن كل كلمة من كلامها يتوافق معه تماما وشعر للمرة الأولى أنه ليس الوحيد صاحب الدهاء هنا بل هناك من يفوقه دهاءا وشعر أن صديقه الراحل فعلا تزوج أذكى امرأة على الإطلاق......




بقي العروسان ليلتهما في كوخ في أطراف القرية الشمالية عند النهر كان الكوخ رائعا صغيرا يمثل عشهما الصغيرولو أنهما لن يستطيعا أن يبقيا فيه أكثر من ثلاثة أيام وعندما استيقظت (أنجليتا) في أول صباح لهما معا لم تجد (الفريدو) الى جانبها فنهضت وارتدت فستان أحمر مزركش وذهبت لتراه خارج الكوخ فوجدته يصطاد بعض السمك كان قد أمسك بسمكة بطرف سنارته ولكنه لا يستطيع أن يم***ا بيده لكثرة حركتها ومقاومتها وهي ترش على وجهه الماء فظلت (أنجليتا) تضحك على منظره فالتفت وشعره متناثر على وجهه في كل مكان وقال :



"صحوت حبيبتي؟!....أهذا ما تفعله الزوجة لزوجها تضحك عليه؟!.......إذن على الأقل أضحكي على السمكة وليس علي......كم تبدين فاتنة وأنت تقهقهين هكذا...."




"هاهااه....كم انت ظريف وانت تصطاد السمك......آسفة ولكن منظرك مضحك أكثر من السمكة فلم أملك إلا أن أضحك عليك......."



وعانقته من الخلف ولفت ذراعيها حول كتفيه وقبلته وقالت :



"صباح الخير يا حبيبي......منذ متى وأنت مستيقظ؟!....."



"منذ ساعة....قلت بما أنه أول أفطار لنا معا فلابد لي أن أعده وبما أني لست ماهرا في مسائل الطبخ ففكرت أن السمك المقلي هو الشئ الوحيد الذي أتقنه.....والآن أنظري كم أصطدت....إثنتان فقط!!!!..."




"أنهما كافيتان يا حبيبي.....ثم هل ستقضي وقتك تصطاد السمك وتتركني؟!.....أني أفضل ألا آكل إذا كان هذا هو الثمن......"




وظلت تنظم له خصلات شعره على جبهته .....كانت دائما تحب هذا العمل فقال مبتسما :



"لقد أصبحت عادة لديك.....ولم يعد لي رغبة في تسريح شعري بعد الآن....تعالي الى هنا.....كم اشتقت اليك!!!"



فقلبها فوقه وهي تضحك وظلا يتدافعان حتى وقع (الفريدو) في الماء بالخطأ فارتمت (أنجليتا) أرضا تضحك عليه وهو يشهق من برودة الماء فقال :



"ماذا فعلت؟!....هكذا ستبعدين أسراب السمك عن هنا .....أيتها الخبيثة تضحكين على من جديد......"



فأمسك بمعصمها وهي عاجزة عن مقاومته من شدة الضحك حتى حملها فوقه ورمى بها في الماء وظلا يتدافعان ويضحكان حتى هدأا وتعانقا في وسط الماء......كان كل منهما مبلل وبارد ولكن قلوبهما كانت دافئة وقالت (أنجليتا) :



"كم أتمنى لو أعيش معك هنا للأبد........هذا ما أتمناه......بعيدين عن الناس والعالم الموحش من حولنا وعن قصر (كازابيانكا) ونعيش سعداء هانئين......"



فرد (الفريدو) :



"كما قلت لك سابقا لا مكان للأحلام الوردية في الحياة الواقعية ولكن أؤكد لك أن حياتنا في القصر ستكون جميلة ولن نترك أحد يؤثر على سعادتنا.....لقد أصبحت زوجتي الآن......هذة حقيقة لا يمكن تجاهلها كالشمس الساطعة ولن أسمح لأحد أن يحزنك أو يضايقك.......وحتى هذا الحين....هذة الأيام الثلاثة لنا وحدنا.....فقط نحن والعالم كله لا شئ بالنسبة لنا.....فلننسى ذلك......ولنفكر بأنفسنا....بحبنا....."




كانت الأيام الثلاثة كالجنة للعروسان حيث شعرا كأنهما عصفوران يحلقان بعيدا عن أرض الحقيقة حيث السماء والهواء وجنة حبهما الجميلة يرقصان سويا ويتعانقان......كان كل شئ جميل ورائع في نظرهما وظلا يبنيان أحلامهما الجميلة للمستقبل ويفكران في الأبناء ويختاران أسماء لهم حتى قالت (أنجليتا) :



"هل تعلم حبي؟!......إذا أنجبنا بنتا سنسميها كلوديا.....أني أعشق هذا الأسم ما رأيك؟!...."



"يا له من أسم رائع......ولكن لما تقولين بنتا دائما.....لما لا تقولين أننا سننجب ولدا؟!......"



"لا أدري أشعر أننا سننجب بنتا في البداية ولكن ماذا سنسمي ابننا إذا كان ولدا؟!....."




"آه سنسميه (جوفاني)....لطالما تمنيت هذا الأسم لنفسي أني أحبه كثيرا......وسأعلمه الخيل والعزف على الجيتار...."



وظلا يضحكان معا.....كانت تترائ لهما لحظة مقابلة الأب (فرناندو) ولكن كل منهما كان يطرد هذة الفكرة محاولا أن يجعل القلق في يومه وطارت تلك الأيام الثلاثة بسرعة جبارة فبدا لهما وكأنهما تزوجا منذ ساعة واحدة وعليهما أن ينهيا عسلهما وينتقلا للواقع المرير....على الرغم من شجاعة (الفريدو) إلا أنه لم يخف مطلقا كما خاف تلك اللحظة.....لحظه أخذه (لأنجليتا) ليقابل والده وتمنى لو ان الزمن يمر بسرعة تلك الأيام الثلاثة الماضية في تلك اللحظة العصيبة ولكن بدى مجرد السير في الطريق الى القصر كأنه يأخذ سنوات وسنوات......



عاد (اندريه) من المدينة الى قصره قصر (لوتشى أورو) فقابلته أمه وقالت :



"آه عزيزي عدت أخيرا....كيف حالك؟!...هل تمت الأعمال بنجاح؟!....."



"نعم يا أمي كل شئ على ما يرام لا تقلقي...."



"على عاد (الفريدو) الى (كازابيانكا)؟!.....كان يجب أن يمر علينا أولا ولو قليلا.....لما لم يدخل معك هل هو مستعجل الى هذا الحد؟!....."


نتاااااااااابع كمان طيب






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 14-08-2010, 05:28 AM   رقم المشاركة : 39
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





فسكت قليلا وقال :


"الواقع يا أمي (الفريدو) لم يأتي معي قط الى هذة العملية.....لقد قلت هذا لأني اتفقت معه على ذلك......!!"



فقالت أمه غير مصدقة :



"لكن لماذا ؟!....هل كان يحاول الهرب من العمل؟!.....لابد أن والده يثقل عليه بشدة...."



"لقد تزوج يا أمي..!!!!.........في القرية منذ ثلاثة أيام.....وكنت شاهدا على قرانه.....أعلم انك مذهولة فهو لم يرد لأحد أن يعلم واليوم بالذات سيعلن زواجه من (أنجليتا خوسيه) وسيخبر أباه..........كم تمنيت لو أكون هناك الى جانبه....ترى كيف تسير أموره الآن...."



"يا إلهي......لابد أن السيد (فرناندو) سيثور غضبا ولكن.....قلت لي (أنجليتا خوسيه) ؟!...من أي عائلة هي؟!... لم أسمع بها....."



"إنها.....من عائلة متواضعة يا أمي لهذا تزوجها (الفريدو) دون استشارة أحد.....لكنها امرأة رائعة ومثالية......صدقيني يا أمي أتمنى أن تبقى قوية بعد معرفة السيد (فرناندو) بأمرهما"



وبقيت امه تحدق به باندهاش فهو لم يمتدح امرأة من قبل بهذة القوة ولا حتى (سيسل) التي كان ينوي الزواج بها وشعرت أن هناك الكثير من الأمور الخفية عليها....



كانت (سيسل) تشعر كل صباح أن أيامها متشابهة فلم يعد هناك سبب يدفعها لحب الحياة كانت تصحو كل يوم وتفتح نافذتها لتلقي نظرة ساخرة على العالم الذي سلبها كل ما تملك وتستعد لتعايش أحداث يومها التي تتكرر يوميا ولكن هذا الصباح شعرت أنها أكثر تكدرا من أي صباح كما كان الجو خانقا فتمنت لو أنها لم تصحو وقالت بصوت مسموع :



"يا إلهي لماذا صحوت من فراشي لأقابل كل هذا الإحباط...."



ونزلت وتناولت إفطارها واندهشت لأن (الفريدو) ولم يعد بعد فلقد قال (اندريه) أنه سيعود اليوم صباحا وكانت مارة بجانب مكتب والدها فسمعته يأمر (لوسيانو) بعض الأوامر المعتادة كأن يجهزوا غرفة (الفريدو) والى ما هنالك فدخلت وجلست بجانب مكتبه وما إن رحل (لوسيانو) حتى وقف الأب (فرناندو) واتجه الى النافذة وظل يسألها الأسئلة المعتادة الجوفاء عن صحتها ودراستها وغيرها وكانت ترد هي أيضا ردود ساهمة ثم قالت :



"صحيح يا أبي لما تأخر (الفريدو) هكذا؟!.....هل عاد (اندريه) ؟!......"



"نعم عاد.....!!!"



"إذن لابد أن (الفريدو) يقضي بعض الوقت معه فهو عادة يفعل هذا.."




فقال الأب بلهجة غريبة :



"أو ربما يحاول تأخير المواجهة قدر الإمكان........"



فلم تفهم شيئا مما قصده والدها وفي تلك اللحظة بالذات سمعت طرقا على الباب وفتح الباب وظهر (الفريدو)......ففرحت (سيسل) ونهضت لمعانقته وما إن فعلت ذلك حتى لاحظت (أنجليتا) التي تقف خلفه ببضع خطوات فنظرت إليها بدهشة ونظرت لأخيها الذي بدا جادا أكثر من أي مرة رأته فيها في حياتها وقالت تحدث (أنجليتا) :



"ماذا تفعلين انت هنا؟!......هيا أذهبي لعملك...."



فأمسك (الفريدو) يد (أنجليتا) وأدخلها معه فتراجعت (سيسل) بطريقة دفاعية وهي تحاول أن تفهم ما يجري كل هذا والسيد (فرناندو) يعطي ظهره للباب حتى قال (الفريدو) أخيرا :




"أبي.... (سيسل).....أعلم أن ما سأقوله قاسي عليكما ولكن أرجوكما أن تتفهما موقفي......أقدم لكما (أنجليتا).....زوجتي..!!!!"



فشهت (سيسل) ولم يتحرك السيد (فرناندو) مطلقا فاستمرت (سيسل) قائلة :



"ما هذا الهراء الذي تقوله يا (الفريدو) ؟!.....كيف؟!....متى؟!....هل تزوجتها فعلا؟!...."



وبنظرة واحدة من وجهه علمت أنه لم يكن جادا في حياته مثل اليوم فكانت الصدمة تقضي عليها ونظرت لوالدها لترى ما سيفعله ولكنه لم يتحرك فاستمر (الفريدو) :



"أبي.....إن (أنجليتا) امرأة رائعة....لقد تعرفت عليها ووجدت فيها المرأة التي كنت أبحث عنها كنت أعلم أنك ستستاء بشدة لو طلبت إليك هذا ثم اني لم أكن أميل (لفلوريا) مطلقا....وأريد أن أقول يا أبي أن الزواج هو شئ يختار فيه المرء شريك حياته بنفسه وهذا ما فعلته....وأنا آسف إذا كنت عصيت أمرك.....وأرجو أن تتفهم موقفي......"




وضغط (الفريدو) بقبضته على يد (أنجليتا) وكأنه يستمد منها القوة فالتفت السيد (فرناندو) ببطء ونظر الى ابنه وزوجته.....كان وجهه مجردا من أي إحساس وكأنه استحال حجرا وتقدم منهما ببطء حتى وقف أمام (الفريدو) تماما ونظر بازدراء الى (أنجليتا) التى انكمشت خلف ظهر زوجها ثم وبسرعة البرق نزلت يد السيد (فرناندو) على وجه ابنه بصفعة كانت كافية لكسر فكه حتى تناثر شعر (الفريدو) وتشعث وترنح في وقفته فصرخت المرأتان في الغرفة....الأولى جرت لتمنع والدها من المزيد والثانية لتسند زوجها وهي تقول بذعر :



" (الفريدو)..(الفريدو) "




لكن (الفريدو) استقام من جديد ونظر لأبيه بتحد وكأنه على استعداد لتلقي المزيد فقال (فرناندو) بصوت جوهري :



"خسئت أيها الفتى الطائش.....أهذة هي من أخترتها لنفسك؟!.....يالبئس الإختيار.....ياللعار....أهذا ما استفدته منك؟!.....ألهذا أنجبتك (آنا)؟!......لتجلب لي العار ولأسرتي......التي لم يجرؤ أحد فيها على أن يقول كلمة قد تجعل احدا يتكلم عن الأسرة بسوء وتأتي أنت.....ايها الطفل لتدمر أجيالا من الشرف والكرامة....لأجل ماذا...لأجل خادمة؟!.... وماذا تنتظر مني ؟!......تنتظر مني ان أهنئك وأقيم لك إحتفالا؟!...."




فنظر اليه (الفريدو) بعينين مصقولتين وقال ببرود :



"يمكنك أن تقول ما يحلو لك يا أبي ويمكنك أن تثور وتغضب وتحطم وتدمر.....كما يمكنك أن تزدريني وتهينني.....ولكني لن أسمح أن تهين زوجتي......أجل هي زوجتي.....وهذة هي الحقيقة الوحيدة التي لن تستطيع تغييرها مهما بلغت سلطتك....."



فهم الأب بتوجيه صفعة أخرى له لولا أن أمسكت (سيسل) بذراعه بكل قوتها وصرخت :





"لا يا أبي أرجوك.....إنك لم تضرب أحدنا في حياتك....أرجوك.....وانت يا (الفريدو)....إذهب الآن .....إذهب بسرعة...هيا...."





فقامت (أنجليتا) بشده بقوة لتخرجه من الغرفة وتبعها (الفريدو) وهو يضع يده بحركة غريزيه على خده الذي توهج من شدة الألم وقادها الى غرفته جلست معه على سريره وفتحت فمه لترى الأضرار فآلمه فكه ووجدت بعض الدماء تسيل من جوفه الداخلي فظلت تهتم به وقال هو :




"هذا هو أبي.....لو تغير العالم كله فلن يتغير هو.....التقاليد , الإنضباط , الشرف ماهو الشرف عندما يجعل أقدس رابطة بين رجل وامرأة تتخذ طابعا تجاريا بحت لأجل اسم العائلها وما لها.. أني أشفق على أمي المسكينة التي ماتت محطمة القلب عندما علمت أن والدي تزوجها لأجل رغبة والده واسم أسرتها ومالها وليس لحبه لها.....لابد أن هذا كان كافيا لقتلها.....لن أسامحه لأنه فعل هذا بأمي....كما لن أعطه الفرصة ليدمر سعادتي أنا الآخر..."




"لا تتكلم حتى لا يؤلمك فمك......لما عليك دائما أن تتحداه وتعصي أوامره....لما لا تعامله برقة وتطلب منه بلطف فأنا واثقة أن نتيجة هذا ستكون أفضل......إن السيد (فرناندو) رجل قاسي ولكنه ليس مجردا من الإحساس.....إنه بشر في النهاية.....وتحديك له يزيد من حنقه وعصبيته"




"هل تظنين أن أبي قد يوافق إذا قلت له يا أحلى أب في الدنيا وقبلت جبينه كما تفعلين مع والدك؟!......أن هذا يناسب والدك لأنه رجل حنون قلبه مليئ بالحب فأصعب شئ أن يرفض طلبا لك حتى لو كان ضد رغبته أما أبي أنا.....فمن يظهر ضعفا إنسانيا أمامه يزيد من رغبته في سحقه....كم تمنيت لو أن لي أبا مثل والدك...."



"هو والدك الآن عزيزي.....فلترتاح الآن.....ولتذهب لتصالح والدك فيما بعد..."


نتاااااابع الفصل [blink]السابع[/blink] ياحلووووين طيب






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 14-08-2010, 05:31 AM   رقم المشاركة : 40
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





[blink]الفصل السابع[/blink]



[[ الوقوف في وجه العاصفة [[






خيم الليل و (الفريدو) و (أنجليتا) جالسان في الغرفة الى جانب بعضهما يتجاذبان أطراف الحديث وعقلهما يفكر في فكرة واحدة صامتة كيف سيقنع أباه بهذا الزواج حتى نهض (الفريدو) مجددا وقال :



"لا أستطيع الإنتظار أكثر......سأذهب لأتحدث اليه....."


فاقتربت منه (أنجليتا) وقالت :


"ارجوك لا تتشاجر معه كن لطيفا وحاوره بالمنطق..من أجلي"


فابتسم وأمسك خديها وقال :


"لا تقلقي يا حبيبتي.....سأكون هكذا لأجلك فقط...."



وذهب الى مكتب أبيه......كان (فرناندو) تماما في المكان الذي تركه فيه قرب النافذة يفكر وغليونه في فمه فناداه (الفريدو) قائلا :


"أبي هل لي أن أحدثك؟!.......أرجوك"


فالتفت له .....كانت عيناه جاحظتان وجبينه متجعد وعروقة بارزة......كان الغضب واضح عليه حتى لو أنه حاول إخفاء هذا فقال (الفريدو) :


"أني أعتذر......أعتذر على كل شئ......ولكنى أحب (أنجليتا)....أحبها حقا.....ولن أتحمل الزواج بغيرها مطلقا....أعلم أنك غاضب ولكنك أيضا ذو عقل راجح وحكيم وستدرك ما أحس به وما دفعني لأن أتصرف وحدي........أرجوك يا والدي......إن مسامحتك تعني الكثير لي......نريد ان نعيش في سعادة......وسأفعل أي شئ تطلبه مني...."



كان غضب (فرناندو) كبيرا لكنه كان يعلم منذ يومان أو ثلاثة فقلل هذا من حدة غضبه كما جعله يفكر بمادية أكثر وأدرك أنها ليست مشكلة بلا حل بل لها حل ولكن الحل يحتاج وقتا وصبرا فتظاهر بأنه يحاول إقناع نفسه ثم قال :


"منذ الغد أريدك أن تكون في العمل.....لقد تقاعست في الأيام الماضية كثيرا......والآن إذهب "


فلم يملك (الفريدو) إلا أن ينصرف قانعا بهذا الكلام الى الأن......ولكن كان قلقا كما لم يكن مرتاحا لفكرة ذهابه وتركه لعروسه في أول أيام زواجهما......




بينما هو يحدث اباه كانت (سيسل) قد طرقت باب غرفة (الفريدو) ففتحت لها (أنجليتا) فنظرت (سيسل) لها بإزدراء وظلت تذرع الغرفة بعينيها بحثا عن أخيها ثم أغلقت الباب وراءها وقالت:


"انت وحدك هنا إذن.....أرجو أن يكون (الفريدو) قد ذهب للحديث مع أبي ليطلب منه السماح على هذا الخطأ الغير معقول بأن يتزوجك......لا أصدق أنك حتى تقبلين هذا لنفسك.....ولكن مهلا إن أخي عريس لا يعوض.....أنه الأمير الذي تنتظره أي فتاة......فما بالك بخادمة لم تطمع حتى في سائس......على أية حال سأعرض عليك عرضا مغريا......ما رأيك لو أعطيتك المبلغ الذي تريدين وتطلبين من أخي الطلاق؟!.....مثلي عليه أنك مللت منه كما مثلت عليه انك أحببته.....كم تريدين؟!......سأكون سخية جدا معك"



فكلمتها (أنجليتا) بهدوء ظاهر قائلة :



"يا آنسة (سيسل) مهما كانت نظرتك لي فهي لن تغير من حقيقتي.....فأنا أحب (الفريدو) لنفسه لا لماله أو نبل أسرته......وإذا غادر هذا البيت وعاش معي في كوخ متواضع فلن يكون هناك أسعد مني.....!!!!"


"آه أجل.....سوف تكون تلك نهايته إذا بقي متزوجا منك.....ولكن أتعلمين؟!....لن أسمح لك أن تنزلي بمستواه الى الحضيض لأنه زوجك.....فأنت من يجب عليه مغادرة هذا البيت لا هو ولن أسمح لك بتمزيق أسرتنا وتدنيس دماء اسرتنا العريقة.....على أية حال.....الكلام معك لا يفيد.....فالفعل أفضل.....والآن وداعا يا......عروس!!!"


وغادرت غاضبة ثم دخل (الفريدو) بعدها بقليل وقال قلقا :


"ماذا؟!.....هل كانت (سيسل) هنا؟!.....ماذا قالت لك؟!....هل قالت لك شيئا أزعجك؟!..."


فابتسمت (أنجليتا) برقة وقالت :


"لا.....لا تهتم...المهم أننا معا.....هذا هو ما يسعدني...."



ثم أخبرها (الفريدو) عن إضطراره للإنغماس في العمل منذ صباح الغد وألقى تعليمات للخدم بخدمتها وأخبرهم بحقيقة أنها عروسه كما أمر بإحضار ملابس لها وطلب إليهم إعتبارها سيدة البيت الجديدة وحذر من معاملتها بسوء تحت أي ظرف وكانت أقسى لحظة بالنسبة له أن يتركها ويذهب الى مقر شركات والده في ميلانو ولكن كان عليهما الصبر كما شجعته هي وطمأنته أنها ستكون بخير وقضت يومها الأول في الغرفة ولم تخرج منها حتى للوجبات كانت الوجبات تصل لها في غرفتها فلم تعلم كيف ستجلس على مائدة واحدة مع السيد (فرناندو) و (سيسل) ولكنها كادت تموت من الملل فنزلت الى مائدة الإفطار في صباح اليوم التالي وبدا على خادمتها الذهول والريبة من تصرفها ولكنها أطاعتها فجلست في الموعد ثم دخلت (سيسل) بعدها بدقائق فجلست وكأنها لا تراها ولا تلاحظها ولم تلقي لها حتى كلمة للسلام......ثم جاء بعدها بدقائق السيد (فرناندو) الذي نظر إليها بدهشة وسخرية شديدة وبدأ الثلاثة يأكلون والصمت يخيم عليهم كليا حتى بدأت تتناهى الى أذني (أنجليتا) همسات الخدم ونظراتهم الموحية إليها....كانت تعلم أنها أصبحت حديث الساعة الكل يتحدث عنها وعن اصلها ويسخر من تهور (الفريدو).....فنهضت ولم تستطع إكمال الإفطار ولم تدري الى أين تذهب.....فذهبت الى المطبخ حيث تجلس السيدة (سوزي) وعانقتها بقوة وهي تبكي وتقول:



"سيدة (سوزي).....الجميع يتحدث عني ويسخر مني.....لا أصدق هذا....كأني وباء يجب التخلص منه.....أخشى أن يؤثر هذا على (الفريدو)...."



لكن السيدة سوزي طمأنتها قائلة أنه لن يفلح العالم كله في تغيير رأي (الفريدو) أو إطفاء مشاعره فهي تعرفه جيدا وبعد أن هدأت ظلتا تتحدثان عن أمور أخرى فقالت (سوزي) :


"سيعود (الفريدو) بعد يومين على ما أظن ولابد أن يكون مشتاقا لك جدا...."


"وأنا أكاد أموت شوقا إليه......كما أشتاق لأبي و(نيلا) وللقرية.....ترى هل يعلمون عما حصل هم أيضا؟!......."


فسكتت (سوزي) فأضافت (أنجليتا) :


"لعلي أصبحت حديث القرية كلها أيضا......ابن آل (فان دييجو) يقرن اسمه بخادمة وضيعة.....حكاية مثيرة...ولكنها من نوعية القصص التي لا تبشر بنهاية سعيدة أو هذا قد تكون نهايتها مفتوحة أليس كذلك...."


فالتفتت لها وقالت :


"ما هذا الكلام؟!.....وماذا يهم فيما يقوله أهل القرية أو الخدم؟!....كل هذة مهاترات لا فائدة لها.....فلتركزي على مستقبلك انت و (الفريدو) و في كيفية إسعاده ولا تهتمي بأولئك الحمقى أبدا...."



فأفرحها قليلا كلام السيدة (سوزي) وعادت لتحبس نفسها في الغرفة من جديد.....لقد كانت الغرفة جميلة على الرغم أنها تخص رجل لكنها كانت مزينة بصورة فنية جدا فلم يزعجها الأمر ولم تفكر مطلقا بأن تطلب من زوجها تغيير شكل الغرفة لتناسب ذوقها ولكنها في قرارة نفسها لم تكن معتادة بعد على فكرة كونها زوجته فلم تسنح لها الفرصة لترسخ تلك الحقيقة في نفسها أو لتشعر بسعادة اقترانها به وقضاء الساعات وهي تحدثه أو تضاحكه واندهشت لذلك لأن أحدا لم يكلمها أو يزعجها أو يوجه لها كلمة إهانة ما على الرغم أن (الفريدو) ليس موجود وشعرت أن هذا لأن (الفريدو) حذرهم بشدة من هذا الأمر ولابد أنه وجه تحذيرا لأخته أيضا كما كانت أتفه من أن يوجه لها السيد (فرناندو) كلمة في نظره وظلت جالسة على السرير تحدق أمامها دون هدف تفكر وتفكر وشعرت أن تلك الليالي كالسنين بالنسبة لها وقالت كيف لها أن تتحمل هذا فيما بعد عندما يغيب عنها (الفريدو) طويلا ثم سمعت طرقا على الباب فتوجست خيفة ودخلت الخادمة تقول :


"عفوا يا سيدتي......لكن هناك زائر بانتظارك....."


فذهلت وتساءلت ترى من يكون ثم رجحت أنها ربما تكون (نيلا) وقالت :


"سأنزل حالا....."


وذهبت لإرتداء ملابس مناسبة .....




نزلت (سيسل) الدرج الرئيسي فرأت (اندريه) يقف وسط الساحة فشعرت بالحرج وفكرت أن تعود أدراجها ولكن الأوان كان قد فات فلقد رآها وقام بتحيتها.....فابتسمت مرغمة وقالت :


"آسفة لم يخبرني أحد أنك أتيت......أو أنك أتيت للقاء أبي؟!....."


"الواقع أتيت لأقابل السيدة (أنجليتا)......"


فتجمدت (سيسل) في مكانها وقالت :


"ماذا تقول؟!....لماذا؟!......."


"لأبارك لها......فأنا لم أرها منذ الزفاف كما أني كنت مع (الفريدو) في ميلانو ولأني عدت باكرا عنه طلب إلي أن أسلمها شيئا..."


فحدقت به بثورة وقالت :


"أكنت في الزفاف؟!.....وقادم لتبارك لها؟!....كان عليك أن تأتي لتعزينا يا (اندريه).....لا أصدق أنك لا تعترض على هذة الزيجة أم أن (الفريدو) استطاع أن يقنعك بأفكاره الحمقاء....."



" (الفريدو) لم يقنعني بشئ.....فأنا كنت مقتنعا من البداية...... (أنجليتا) فتاة رائعة وسوف تقتنعين بها يوما ما......أنها أنسب زوجة (لالفريدو)......ارجو أن تتقبلي رغبة أخيك....."



فرحلت من أمامه ثائرة فنظر اليها بسخرية واستغرب لتفاهتها وكيف ظهرت في تلك اللحظة مختلفة تماما عن الصورة التي وضعها فيها من قبل وكيف بدت له عكس ما كان يتوقع بل لقد تساءل كيف وقع في حبها فهي لم تكن أبدا تناسبه وعندما نزلت العروس البرونزية أمامه نظر إليها بتقدير ووجد نفسه يقارن بينها وبين (سيسل) مرغما وكانت النتيجة واضحة......أكثر شئ أسعده بشدة نظرة الفرح التي ظهرت على وجهها بمجرد أن رأته بل لو كانت تملك الشجاعة لهرعت الى ذراعيه راكضة ولكنها وقفت و الإبتسامة تعلو شفتيها وهي تقول :


"يا إلهي (اندريه).....كم أنا مسرورة برؤيتك.....أنه لطف منك أن تتذكرني...."


نتاااابع كمان طيب






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:30 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية