لا أحَد يَنْكُر إنَّنَا نَنتَظُر الإجَازَة المَدرسِيَّة وَالعَمَلِيَّة..بِفَارِغ الصَّبر من كُل مَوسِم..
بُقيَة أخذ قَسْط من الرَّاحَة..وَالإلتِفَاته إلَى خَوَاصِّنَا وَأشيَاءُنَا..أو وعَلَى الأقَل ..
للإستِمتَاع برِحلَة إستِجمَامِيَّة .. ومُحَاسَبَة النَّفس .. عمَّا يَنبَغِي مُحَاسَبَتهَا فِيه ..
وهُنَا أقصُد عن مَاذَا فَعَل الإنسَان منَّا طِيلَة عَام من الزَّمَان قُبَيْل الإجَازَة السَّنَوِيَّة
سَوَاء كَان طَالِباً .. أومُوَظَّفَاً!!
ومَايَحدُث من قِبَل شَرِيحَة عَرِيضَة من النَّاس .. هُوَ أنَّهُم يَتَمَنُّون أن تَنتَهِ الإجَازَة
بِإسرَعُ مِمَا بَدَأت .. وأن يَعُودُوا إلَى مَدَارِسهُم وَأعمَالهُم ..
لأن (أوْقَاتُنَا المُلَخْبَطَة..وَأجوَاءُنَا المُمِلَّة) لاتُسَاعِد عَالإسْتِمتَاع بِالشَّكل المَطلُوب
وَالَّذِي نُرِيدُه فِي هَذِهِ الإجَازَة .. الَّتِي إنتَظَرنَاهَا بِفَارِغ الصَّبر!
وَإذَا مَاتَطَرَّقنَا إلَى السَّفَر .. أو لِرِحلَة إستِجمَامِيَّة وليسَ بالضَّرُورَة أن تَكون ..
خَارج أسوَار الوَطَن بَل رِحلَة دَاخلِيَّة كَنَوع من تَغيير الإجوَاء وَالتَّرفِيه عَن النَّفْس
لَوَجَدنَا أنَّ ذَات الإيْد ضَيِّقَة .. لاتَسعُفنَا عَلَى المَصَارِيف اللازِمَة ..
وَالتَّكَالِيف البَاهِضَة فِي الأمَاكِن السِّيَاحِيَّة..وَالشِّقَق الفُندَقِيَّة..وَالمَطَاعِم الرَّاقِيَّة
وَالمَلاهِي الحَدِيْثَة .. وَالشَّوَاطِيء البَحرِيَّة .. وغَيرُهَا من الأمَاكِن الَّتِي تَستَحِقُّ
أن نَزُورهَا؟!
تِلك الأمَاكِن .. الَّتِي تَكفِي لإعَادَة البَهجَة فِي قلُوبِنَا .. وَالبَسْمَة عَلَى شُفَاهُنَا؟!
وَإذَا صَرَفنَا النَّظَر عَن السَّفَر .. وعَن اي رِحلَة إستِجمَامِيَّة للتَّرفِيهُ عَن النَّفْس ..
بِسَبَب ضِيق ذَات الإيد وَالتَّكَالِيف البَاهِضَة .. وقَرَّرنَا أن نُبقِي فِي أماكِنُنَا وَبِيُوتِنَا
لَوَجدنَا أيضاً إن هُنَاكَ عَقَبَات أخرَى تُفسِد عَلَينَا هَذِهِ الإجَازَة وحَقِّنَا المَشرُوع فِيْهَا
ومن ذلك ( أوقَاتُنَا الْمُلَخْبَطَة ) ..
حَيثُ إنَّهَا تَنقَلِبُ رَأسَاً عَلَى عِقَبِ..إختِلاف فِي مَوَاعِيد النَّوم وَوَجبَات الطِّعَام ..
حَتَّى المَوعِد اليَومِي الَّذِي خَصَّصْنَاهَُ وعَلَى مَدَى سَنَوَات طِوَال للإستِحمَام وَالطُّهْرِ
هُوَ الآخَر تَلَخبَط وَتَغَيَّرَ مَوعِده ..
( الصَّلاة ) لَمْ نَعُد نَحتَرِمُ أوقَاتُهَا..وكَيف يحصُل ذلك و ( أوقَاتُنَا مُلَخْبَطَة )؟!
وَالنَّوم لَم يَعُد فِي وَقتُه .. الاّ من رَحمه الله؟!
ومثِل هَيك أمُور لاتَنطَبِقُ على الطَّالِب فَقَط بل حَتَّى على المُوَظَّف الَّذِي ليس لَدَيهِ
إجَازَة سَنَوِيَّة فَنَجده يُجبَر عَلَى السَّهْر وَتَغيير نِظَام نَومه ..
لِيَتَنَاسَب مَعَ مِمَن هُم مَعه فِي البَيت .. وَيَعِيْشُون بِرِفقَته .. تَحت سَقف وَاحِد ..
البَيت ألله لايُوَرِّيك مَلِيء بِعَشَرَات الأطفَال .. من أبنَاء الشَّقِيقَات وَالأشِقَّاء ..
الَّذِينَ جَمَعَتهُم الإجَازَة .. وَتَوَافَدُوا من كُل حَدبٍ وَصَوب ..
هَذَا فِي حَال خِصَام .. وَحَرب ضَرُوس لأنَّ إبن خَالَته أخَذَ لُعبَته المُحَبَّبَة لِنَفسُه ..
وذَاك يَبكِي بإعلَى صَوته يُرِيد أندُومِي..وتِلك الفَتَاة الصَّغِيرَة تَصرَخ تُرِيدُ إرضَاعِهَا
وثَالِث يَصَرُّ عَلَى أن يُؤخَذ إلَى أقرَب (ملاهِي) وَهُو مَادَرَى إنَّنَا فِي مُنتَصَف الليل
والكُل يَغَطّ فِي سَبَاتٍ عَمِيق؟!
وإذَا مَا إفتَرَضنَا وهَذَا عَلَى سَبِيل المِثَال أن نَخرُج من المَنزِل فأنَّ (أجْوَاءُنَا الْمُمِلَّة)
لاتُسَاعِدْنَا عَلَى ذَلك..فَسَرَعَان مَا نَشعُر بالكَتمَة..وحَرَارَة الأجوَاء وَنعُود أدرَاجُنَا
إلَى بيُوتِنَا .. إلَى حَيثُ يَجِبُ أن نَكُون .. إلَى مَوَاقِعْنَا؟!
هَذَا وَنَأمَل أن يَتَبَدَّل الحَال..وإن نَستَمتِعُ وَإيَّاكُم بِإجَازَة سَعِيْدَة..بِمَا تَبَقَّى مِنْهَا ..
لِكَي تُزِيحُ الهَمّ عَنَّا .. وَالغَشَاوَة من أعيُنُنَا .. وَاللهُ نَسْألُ حُسْن الخِتَام؟!
/
/
إنتـَـــر
قد تجبرنا العطلة على الرحيل
على ان نكون ..
بعيدون عنكم بأجسامنا
لاهون مع من هم حولنا
/
/
ولكننا قريبون منكم ..
بقلوبنا!!
لصيقون بكم ..
بأرواحنا
وعقولنا
ننتظر لحظة العودة
لحظة الرجوع
كي نكون معكم
بالقرب منكم
كي نحيا من جديد
ألا يكفي أنكم الوطن
فكيف نرضى بالغربة؟!
.