[MARQ=RIGHT]الحديث التاسع عشر (( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك))
[/MARQ]
((عن أبي العباس عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنت خلف النبي صلي الله عليه وسلم - يوما فقال : يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف )) رواه الترمذي وصححه الألبانى في صحيح الجامع 7834
قوله(( احفظ الله يحفظك)) يعني احفظ أوامره ونواهيه وحدوده وحقوقه ويكون ذلك بامتثال ما أمر الله به ورسوله من واجبات والابتعاد عن المنهيات
قوله ((يحفظك)) من حفظ أوامره وقام بما أوجب الله عليه وانتهي عما نهي عنه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل ويكون حفظ الله للعبد في الدنيا بحفظ مصالحه الدنيويه وحفظ بدنه وولده وأهله وماله وحفظ إيمانه ودينه من الشبهات المضلة والشهوات المحرمة حتي يلقى الله وهو علي دين وخلق كما يحب ربنا ويرضى
قوله (( احفظ الله تجده اتجاهك)) من حفظ أوامر الله في نفسه وأهله واستقام وفق الكتاب والسنة كان الله معه في كل أحواله
قوله (( وإذا سألت فاسأل الله)) المقصود بالسؤال هنا الدعاء والدعاء هو العبادة فيجب علي المسلم أن لا يتوجه لغير الله في الأمور التي لا يقدر علي تحقيقها إلا الله ومن وقع بذلك وقع بالشرك
أما من حيث سؤال الناس في الأمور التي يقدرون علي تحقيقها من أمور الدنيا وحطمها فوردت أحاديث كثيرة تذم المسألة في هذا وترغب بالتعفف .
وقوله((وإذا استعنت فاستعن بالله )) مهما أوتي من جاه وقوة وسلطان فهو لا يزال فقيرا عاجزا عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره لذلك يجب علي العبد أن يستعين بالله وحده
وقوله ((لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)) فهنا يدور كلام الرسول عليه الصلاة والسلام حول قضية القضاء والقدر فيجب علي العبد الإيمان بذلك فالله جلاله علم علما شاملا كاملا دقيقا لم يسبقه جهل بما سيكسب العبد من الخير والشر وبما سيصيبه من خير ونفع وكتب ذلك في الكتاب السابق قال صلي الله عليه وسلم : (( إن أول ما خلق القلم ثم قال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلي يوم القيامة )) رواه أحمد 5/317 وحسنه الألبانى /شرح العقيدة الطحاوية صفحة 294 |