العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-2013, 04:30 AM   رقم المشاركة : 201
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♪♥̊۾ـﻠﮕـةﭐلر̉و۾ـنسے̊♥♪
يعطيك ربي ألف عافيه


طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء

ودي وتقديري


هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 04:31 AM   رقم المشاركة : 202
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود

ننتظر جديدج القادم

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 04:38 AM   رقم المشاركة : 203
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


أخطـــــــر من إيران!


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تعصون ربي جهاراً--- فكيف ترجون نصراً(1)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص عندما أرسله لفتح فارس: (أما بعد, فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال, فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب وآمرك ومن معك بأن تكونوا أشـــد احتراسـاً من المعاصي منكم مـن عدوكم).

نواجه الآن مخاطر جمة وتربصاً ومكراً من كثير من الأعداء ممن يريدون الشر بالأمة سواء كانت إيران أو من يحركونها من اليهودية والصليبية العالمية, وكلهم خطر بلا شك, ولكن والله ثم تالله إن الخطر الأكبر علينا هو ذنوبنا لأنها أساس تحقيق مكر الأعداء وشرورهم وتغلبهم علينا, وإذا كنا صادقين مع الله محققين تقواه فلا يضرنا كيد الكائدين أياً ما كانوا , قال تعالى (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) "آل عمران-120".

وفي أحايين كثيرة أستغرب من أننا وكأننا ننظر إلى أمور حياتنا -خاصة في أمور هامة تمس مستقبل الأمة- بنظرة مادية دنيوية بدون أن نربط ذلك بالأسس والسنن الربانية الإيمانية والخلفيات الشرعية التي هي الأساس في حدوث كل الأمور وفي الارتباطات والنتائج والمسببات في أحداث حياتنا.

ألا وإن من أكثر صور المعاصي ومجاهرة الله سبحانه بما لا يرضاه في عصرنا الحاضر ما تقوم به الكثير من القنوات ووسائل الإعلام في بلاد المسلمين من جرأة على أوامر الله ومبارزة له سبحانه بما يغضبه جهاراً نهاراً وعلى رؤوس مئات الملايين من أفراد أمتنا. وأساس إثم هذا المنكر من ينشرونه ويشجعونه ويعلنون له من أبناء المسلمين, ولكن إثمه عن طريق النظر له ومتابعته يقع فيه مئات الملايين من أفراد أمتنا. هذا عدا ما يحدث عند البعض -خاصة الشباب والشابات- من تأثر سلبي كبير بما يعرض فيه, وحصول انحرافات وسلوكيات فاسدة شائنة بسببه.

نعم هو ليس المنكر والتقصير الوحيد في أمتنا ولكنه من أكثرها انتشارا وإصرارا, ومن أعظمها من حيث المجاهرة الكبيرة الحاصلة فيه والإفساد المتعلق به والإلهاء القاتل للأمة عن واجباتها الحادث منه.
ديننا لا يرضى أن تظهر المرأة للأجانب ولو بأقل درجات التبرج, وفي هذه القنوات- التي تعلن الصحف عنها!- يؤتى بالمرأة فيها كاسية عارية وفي صور مجون وعلاقات غرامية تفتن وتفسد, بل إنها دعوة إلى الزنا والعلاقات المحرمة بطريقة غير مباشرة هي أخطر في جوانب معينة من الدعوة المباشرة لذلك. بل إن بعض المشاهد – والتي تعرض حتى في أوقات الذروة!- لا يرضاها حتى بعض العقلاء من الكافرين, فضلاً عن أنها انتهاك صارخ لأوامر الله رب العالمين سبحانه. إضافةً إلى برامج غنائية ماجنة مخدرة ومضيعة للأمة وشبابها تنفق عليها مئات الملايين في الوقت الذي تعاني فيه الأمة من القتل والإبادة والتشرد والحاجة والفقر. ومما يؤسف له أيضاً بل هو مخيف جداً أنه حتى شركات الاتصال لدينا أصبحت تساهم في نشر وتشجيع هذا الحرام عن طريق خدمات تقدم عن طريق الشبكة العنكبوتية تسهل الوصول لهذه القنوات.

ولا خلاف في أن المنكرات العقدية وكثير من الانحرافات السلوكية والبغي والظلم أعظم شأناَ, ولكن مما لا أشك فيه أن وسائل الإعلام والقنوات المُضيِّعة المُلهية في عصرنا كانت من أهم العوامل التي شغلت معظم الأمة وخدرتها عن الحماس وبذل الأوقات والجهود للدعوة لدينها وإصلاح الانحرافات والأخطاء الأخرى الموجودة فيها. فلو أنها ألهبت مشاعرنا للحماس للدعوة بدلا من أن تلهينا بالمحرمات لتغير وصلح حال الأمة في شتى الجوانب والأمور.

وقد يقال من جانب آخر أن قنوات الكافرين بكل سوئها تملأ الفضاء, ولكن ما نأثم به وتحصل بسببه عقوبات على الأمة ما كان له علاقة بنا نحن المسلمين عن طريق أفرادٍ منا , وأيضا ما يتركه المسلمون في أرجاء بلادهم من هذا المنكرات وما يتعلق بها والتمكين لها والدعاية والتشجيع عليها.

وبالطبع تأثم الأمة إن تابعت –أيضاً- ما يحرم في قنوات غير المسلمين. وحقيقة المأساة أن قنوات المسلمين نفسها هي التي أصبحت تُسهِّل على المسلمين المنكرات وتُميع عليهم أحكام وقيم الدين ومن ثم تجعل الأمة عُرضة لرؤية ما كان ربما أطم وأكثر إفساداً في قنوات الكافرين أو عبر وسائل أخرى مثل الشبكة العنكبوتية(2).

- فلنخف يا كل العقلاء الكرام في مجتمعاتنا من أن يأتينا دمار وفتن وقلة رزق وابتلاءات شتى عقوبةً على هذه الطامات التي يجاهر العظيم رب العالمين بها. فضلاً عن الذل والهوان والعجز الرهيب عن إنقاذ إخواننا الذي أصبحنا نعيشه في عصرنا وهم يبادون أمام أعيننا. وما حصل هذا الهوان والعجز فينا إلا بسبب تقصيرنا في حق الله.

- ولنخف من أن يُسلَّط علينا أو يهزمنا من يريدون الشر بنا حتى لو كانوا أضعف منا-فكيف وبعضهم أقوى منا بمراحل عديدة-, وقد هدمنا وكسرنا في أساس حفظنا الذي نحفظ به؛ تقوى الله والالتزام بأوامره.
- ولنخف من غضب رب السماوات والأرض وهو الذي يغار أن يأتي الفرد والأمة ما لا يرضاه.

- أأمنا مكر الله؟ قال تعالى: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ. أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ. أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) "الأعراف 97-99".

قال العلامة ابن باز رحمه الله في كتابه "أسباب نصر الله للمؤمنين على أعدائهم": (فالواجب على أهل الإيمان في جهادهم وفي سائر شؤونهم أن يأخذوا بأسباب النصر, ويستمسكوا بها في كل مكان؛ في المسجد وفي البيت وفي الطريق وفي لقاء الأعداء وفي جميع الأحوال, فعلى المؤمنين أن يلتزموا بأمر الله, وأن ينصحوا لله ولعباده, وأن يحذروا المعاصي التي هي من أهم أسباب الخذلان,......وهكذا المعاصي كلها في كل وقت من أسباب الخذلان إذا ظهرت ولم تنكر تكون من أسباب الخذلان وتسليط الأعداء, وحصول الكثير من المصائب).

وختاما نسأل الله أن يبصِّرَنا ويوفقنا جميعا شعوباً وحكاماً للتعاون والتآزر على كل ما يقربنا من الحفظ والسعادة الدائمة والفلاح في الدنيا والآخرة.
والنصر في تقوى الإله--- فقاربــــــوا وتقربـــــــوا(3)






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 04:39 AM   رقم المشاركة : 204
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



- للشاعر أ محمد الوقداني رحمه الله.
2- لو تفكرنا بحقٍ لامتلأت قلوبنا غيظاً وغضباً على من ينشرون ويشجعون هذه المعاصي في الأمة –هداهم الله وأبعد شرهم وخلصنا منهم إن لم يتوبوا-. لأنهم كمن يطعننا من الخلف, وهم أيضا بمعنىً آخر يقدموننا قرابين ميسرة لأعداء الدين يوم أن أبعدونا عن أساس عزنا ونصرنا وحفظنا. خاصةً أنهم يضيعوننا في وقتٍ حساسٍ اجتمعت فيه الأخطار علينا من شتى الجهات وتكالب فيه الأعداء علينا من شتى الملل وأشهروا سيوفهم على المسلمين, وأمعنوا فيه القتل والتنكيل والتدمير بأمة الإسلام.
بل إنهم أخطر من الأعداء لوضوح شر الأعداء وخفاء شرهم وخيانتهم وتضليلهم. لأنهم من أبناء أمتنا ونحسب أنهم معنا, وهم في الواقع ينفذون الجزء الثاني الأخطر من مكائد الأعداء ألا وهو قتل الأمة بالإلهاء والتضييع والإفساد. فهم يعينون الأعداءَ على حربنا وهزيمتنا والتمكن منا, شعروا بذلك أو لم يشعروا وقصدوا ذلك أو لم يقصدوا.
3- للشاعر اللواء علي زين العابدين رحمه الله






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 04:42 AM   رقم المشاركة : 205
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


هكذا فقدنا القمم .... عندما غابت القيم
أيها الأفاضل نعلم وتعلمون أن شخصية الإنسان هي عبارة عن مجموعة من القيم والمبادئ وهذه القيم هي النافذة التي من خلالها ينظر الشخص للآخرين ويتعامل معهم ويؤثر فيهم ويحاورهم ، وهذه القيم هي المعيار الذي من خلاله ترتفع قيمة الشخص بناءً على ما يملكه من خير وإحسان ونفع للآخرين ، أو تهبط قيمة الشخص بناءً على ما يملكه من جوانب شر وحسد وظلم ... لذلك فإن الإيمان بالله وتعظيمه ومراقبته والخوف منه والالتزام بشرعه هي قيمٌ عظيمة يجب أن تتربى عليها النفوس العظيمة وكذلك فإن الصدق والعدل والحياء والأمانة وبذل المعروف وكف الأذى وحب الخير وأهله وكراهية الشر وأهله والإحسان إلى الآخرين ومساعدة الفقراء والمحتاجين كل هذه قيم بها يسعد الأفراد وتسعد الأسر و المجتمعات بل وتسعد الدول ، ولمّا ضعفت هذه القيم بل لربما فقدت رأينا تغير في واقع شباب الأمة الإسلامية .. رأينا ضعف الهمم والاهتمام بالأمور التافهه التي لا تخدم الدين ، ورأينا الوقوع في بحار المخدرات والتقليعات ومعصية فاطر الأرض والسماوات ورأينا كثرة القضايا السلوكية والأخلاقية والاجتماعية ورأينا التقليد الأعمى لطوائف الكفر والزندقة والبعد عن شرائع هذا الدين العظيم ، ورأينا التساهل في أمور الطاعة وتقديم المباحات على الطاعات في معظم المواقف وإلى الله المشتكي من هذا الواقع ...

ولنا في رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فقد بقي ما يقارب العشرون عاماً يغرس القيم والمبادئ في نفوس أصحابة رضي الله عنهم حتى أتى الوقت المناسب لهدم الأصنام كما ورد في عام الفتح وأتى الوقت المناسب لتحريم الخمر وهكذا ..

ويمر صلى الله عليه وسلم على جارية ويقول لها أين الله قالت : في السماء فقال صلى الله عليه وسلم (اعتقوها فإنها مؤمنة) نعم هذه الجارية وإن كانت جارية إلاّ أنها تحمل قيم عظيمة ..

ومما ورد في سيرة عمر – رضي الله عن عمر وعن الصحابة عموماً – أنه بقي عاماً كاملاً لم يحكم في قضية بين المسلمين فذهب إلى خليفة المسلمين أبا بكر رضي الله عنه وقال : يا أمير المؤمنين أعفني من هذه الوظيفة وليس لي حق في هذا المال الذي آخذه من بيت مال المسلمين وأنا عام كامل لم أحكم في قضية . فقال له أبو بكر (كيف أتولى أمر المسلمين وتريدون أن تتخلوا عني والله لا أعفيكم ) الشاهد في هذا أنه عام كامل لم يحصل فيه خصومات أو منازعات لأن القيم عالية في نفوس أصحاب رسول الله صلى اله عليه وسلم .

وفي قصة عمر رضي الله عنه المشهورة لمّا خرج ذات ليلة يتفقد أحوال الرعية وبينما هو يسير في إحدى طرقات المدينة في آخر الليل وإذا به يسمع نلك المرأة التي تقول لابنتها (قومي فامزجي اللبن بالماء ) قالت هذه الفتاة التي امتلأ قلبها بتعظيم الله تعالى والخوف منه ومراقبته قالت : ألم تسمعي منادي عمر يقول (لا تمزجوا اللبن بالماء ) قالت الأم : إن عمر لا يرانا ، فقالت هذه الفتاة الصالحة هذه المقولة التي تكتب بماء الذهب بل تكتب بدموع العيون قالت (إن كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا) لا إله إلا الله ما عظم هذه الفتاة وما أعظم ما تحمله من قيم ... لنا أن نتساءل : هل هذه الأسرة غنية .. طبعاً لا ..فهي أسرة فقيرة من أفقر أسر المدينة .. هل هي غير محتاجة .. طبعا لا ..فهي في أشد الحاجة ... هل هذه الفتاة تتكلم والناس يسمعون فقالت هذا الكلام ... طبعاً لا ..فهي تراقب الملك العلام سبحانه وتعالى .. لذلك عمر بكى في تلك اللحظات وأمر خادمة أن يعرف هذا البيت ، فما كان منه رضي الله عنه إلا أن زوجها ابنه عاصم فانجب ابنةً تزوجها عبد العزيز بن مروان فأنجب عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل المعروف ..

وفي عام الرمادة أصاب المسلمين من الجوع والفقر والحاجة ما الله به عليم فأتت قافلة لعثمان بن عفان رضي الله عنه قوامها ألف بعير محمّلة بالتمر والزبيب والحبوب وغيرها ، فتلقاها تجار المدينة وقالوا لعثمان : نعطيك بكل درهم درهمين ، فقال لهم ( لقد أعطيت أكثر من هذا ) قالوا : نعطيك الدرهم بخمسة دراهم ، فقال (أعطيت أكثر من هذا ) قالوا: من اعطاك ونحن تجار المدينة وأعرف بمن فيها قال لهم : ألم تقرؤوا قول الله تعالى ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) أُشهدكم أني قد بعتها لله ورسوله ، ثم أنفقها على المسلمين لأنه يحمل قيم عظيمة في حب المسلمين وبذل المعروف وكف الأذى فلو كان رضي الله عنه يحمل الجشع والطمع لوجدها فرصة مع فقر وحاجة الصحابة في ذلك الزمن –وحاشاه رضي الله عنه - فهو ليس كتجار هذا الزمان الذين يتحكمون في الأسعار مما أدى بالمستهلكين إلى تحمل القروض والديون الكثيرة التي أثقلت كواهلهم ..

أيها الأخوة : وهذا رجل سارق كان يقطع الطريق وفي يوم من الأيام يوقف هذا السارق غلام ويقول له : كم معك من النقود؟ فيقول ذلك الغلام الذي تربى على الصدق والقيم العظيمة ( عندي أربعين دينار ) فيقول السارق : تعلم أيها الغلام أن سأسرق ما معك وتخبرني بما معك !!! فقال الغلام (نعم أمي ربتني على أن لا أقول الصدق ) فقال ذلكم السارق : سبحان الله أمك علمتك أن تقول الصدق فتصدق وربي يقول لي لا تسرق فاسرق فأنا من هذه أُشهدكم أن تائب إلى الله تعالى ثم أمر بإرجاع كل ما سرق من أموال إلى أصحابها .. لا إله إلا الله كيف كان ذلك الشاب سببا في توبة هذا السارق عندما تربى على الصدق وعلى هذه القيمة العظيمة .. كم نحتاج وتحتاج الأمة إلى تربية الجيل على هذه القيم في هذا الزمن العجيب ..






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 04:44 AM   رقم المشاركة : 206
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور




والأفراد والمجتمعات تتربى على هذا القيم من مصادر مختلفة وهي كما يلي :

أولاً/ البيت والأهل والأسرة والوالدين فكما جاء عند مسلم والبخاري في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) لذلك فدور البيت دور عظيم في زرع هذه القيم في نفوس الأبناء والبنات من خلال الجلسات الأسرية والمواقف وسرد القصص حتى ينشئوا عليها وعندها يسعد البيت والمجتمع والأمة..

ثانياُ/
المسجد وهو المكان الذي كان ينطلق منه الحبيب صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه والمسجد هو المكان الذي نؤدي فيه العبادة ونسمع فيه الأذان والخطب والمحاضرات والدروس وبهذا يجب أن نستغل المسجد في غرس القيم الصالحة التي يبنى عليها صلاح المجتمع والأمة .

ثالثاً/ وسائل الإعلام –المسموعة والمقروءة والمرئية – وكذلك وسائل التقنية الحديثة والمطورة والتي أصبحت تشغل أوقات أبناءنا بشكل مخيف ، فنعدما نربي في أبناءنا وبناتنا مراقبة الله والخوف منه والحذر من مزالق هذه التقنية وكم من القصص سمعنا بها في انحراف الشباب خلقيا وسلوكيا ما يندى لها الجبين ..

رابعاً/
المناهج والمقررات المدرسية التي تصدرها وزارة التربية والتعليم وهي بلا شك تغرس في نفوس البنين والبنات قيم كثره فإن حادت هذه المقررات عن طريق الصواب فسوف تخرج لنا جيلا هشاً ضعيفاً لا يحمل قيم ولا ينفع أمة ولا يبني حضارة .

أحبتي في الله :
إن القيم هي المؤشر الذي يحدد مسار الشخص وهي البوصلة التي ترسم اتجاه ملاحة الشخص في اليوم والليلة لذا يجب علينا أن نعيد النظر في أهمية غرس القيم في أبناءنا وبناتنا حتى نأخذ بأيديهم إلى بر الأمان ونبني بهم حضارة ونحيي بهم الأمة كما فعل أسلافنا في تربيتهم لأبنائهم .. والعجيب أن ماليزيا تفوقت على معظم دول العالم عندما وضعت عشر قيم مهمة لفترة عشر سنوات وفعلا حققت النجاح عندما حققت هذه القيم وقفزت من مصاف الدول المتأخرة إلى الدول المتقدمة على مستوى العالم ..

اسأل الله تعالى أيها الأخوة أن يصلح أبناءنا وبناتنا وشباب المسلمين في كل مكان وأن يقيهم شر الفتن والشهوات والمغريات ونسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابة وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ......






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 04:46 AM   رقم المشاركة : 207
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


الهدف الوحيد - بين المثابرة والإغراءات
(فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ )[1]

نظر إلى الناس ورأى الأغنياء منهم فجحظت عيناه ونكس رأسه وحزن كثيرا وقال في نفسه :
إلى متى الفقر والحاجة , وإلى متى الفشل والاحباط , وإلى متى ....
في الحقيقة هناك أشياء لابد أن تعرفها أخي القارئ وهذه الأشياء هي من فقه الراحة وقلّما نرى من يكون أستاذا في فن الاسترخاء والراحة .
( المال – المركز والشهرة – الصحة )
هذه الأشياء نفكر فيها كثيرا حتى نتعب ومن الناس من حصل عليها جميعا ومنهم من حصل على بعضها ومنهم من فقدها جميعا .
( الرضا – القناعة – الاهتمام – الجدية – الصبر ...)
لقد أعطانا الله الكثير من النعم والكنوز والهدايا ومنها أننا نسمع ونبصر ونتكلم ونمشي ونفهم ومع هذه النعم العظيمة ما زلنا نقول فلان غني وفلان وفلان . لماذا ننظر إلى الناس ولدينا الهدايا والنعم العظيمة من الله تعالى .
في الاية التي ذكرتها في بداية الموضوع لفتة طيبة جدا لمن يفهمها وهي قوله (فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ) بعيدا عن الملك لقد قرأت في تفسير القرطبي (فَمَا أَعْطَانِي مِنَ الْإِسْلَامِ وَالْمُلْكِ وَالنُّبُوَّةِ خَيْرٌ مِمَّا أَعْطَاكُمْ )[2] في الحقيقة لايفرح بالدنيا إلا من فرح بها وامتلأ قلبه بحبها ولا يحب الفاني إلا من فقد الاحساس بالباقي . وقناعة النبي سليمان عليه السلام أن الهدف هو الاساس ولابد من إنجاز المهمة فهذه الشواغل التي تطرأ علينا في طريق الانجاز لابد أن ندرك ضررها علينا ولا نلتفت لها .

فإذا صادفتك هذه الأمور وأنت في طريق التحقيق فإياك أن تنخدع بها :
-
التثبيط من قبل الناس وتذكر ان تغلق أذنيك فسماعهم لن يتيح لك النجاح .
-
والخوف من الفقر وجعله عقبة فالنجاح ليس بالغنى وإنما طريق النجاح الثبات والعزم وكما قيل ( من ثبت نبت ) فلو زرعت شجرة في حديقة منزلك وفي كل أسبوع تحفر تحتها وتنقلها إلى مكان جديد فلن تنبت لأنها لم تستقر في مكان واحد .

وفي النهاية لابد أن نفهم أن تحقيق الهدف هو المراد من الحياة فنحن لم نخلق إلا لهدف ولهذا لابد أن نكون أصحاب أهداف .
لا تقل أنا فقير لا أستطيع أو أنا مشغول ليس لدي طريقة أو فراغ , إنما الإنجاز بالمثابرة فجرّب ان تسعى فمتى سعيت بصدق هيّأ الله لك أسباب النجاح .
وإذا رأيت طريقا مغلقا اتجه إلى طريق آخر فيما يرضاه الله تعالى ولا تجع النملة أحسن منك وقد ميّزك الله بالعقل فالنملة إذا وضعت يدك وسددت طريقها اتجهت فورا إلى طريق آخر ولو بقيت ليوم كامل تسد طريقها لن تجدها متعبة أو جالسة أو يائسة , إنه فن المثابرة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 04:49 AM   رقم المشاركة : 208
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


سر الحزن وقانون العنكبوت
الحب من الفراغ لا يثمر إلا فراغا , والضيق الذي تحمله في صدرك ولا تعرف ما سببه سأفسره لك الان فهل أنت مستعد لعلاج هذه الظاهرة ؟؟ لابد أن نربط بين الجسد والروح لأسباب عديدة ومنها :أن هذا الجسد بدون روح لا فائدة منه وإن كان سليما صحيحا وأن هذه الروح مع الغموض الذي يعتريها هي شيء مهمل من قبل البشر وبهذا الاهمال كانت المصيبة العظيمة
فالجسد له غذاء ويحرص البشر على تغذيته حق التغذية وينسون غذاء الروح , لا تستغرب من كلامي لو قلت لك أن الملوك وهم ملوك قد اهملوا ارواحهم فباتت جائعة تنتظر من يغذيها .

الماضي الكئيب :

عندما اتذكر الماضي أشعر بالحزن والضيق لدرجة أني اكره نفسي وأتمنى الموت لي ولكل من كان سببا في حزني ..
لا شك أن موقع العقل في القلب فبالقلب نعقل وهو الارتباط الأعظم ففي سور الحج (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)) فدعاهم الله ان يسيروا في الأرض ويتفكرون بماضيها وحاضرها وما حوته من الأمم ودعاهم ليتفكروا في أخطاء الأمم السابقة وأسباب هلاكهم .
ولاحظ أخي ( الحزين ) أنه لم يقل لهم ارجعوا للماضي وابكوا واضربوا رؤوسكم واحزنوا على ما فات بل حثهم على التفكر بأمم سابقة وما حدث لهم وما هي أسباب هلاكهم وحزنهم .
ومنه فإني لا أقول لأحد انسَ الماضي ولا تذكره , بل لابد من تذكر الماضي ولكن ( للعبرة والعظة ) وليس ( للحزن والكآبة ) .

إن الماضي إذا لم يتم تنظيفه بين الحين والآخر سيجلب

لنا الأمراض وفي هذه الحياة ::

كم مرة عانيت من خيانة من تحبه ....
• •
كم مرة قال عنك الناس أنك فاشل لن تنجح أبدا ...
• •
كم مرة عانيت من الفقر والافلاس حتى تمنيت الغنى وبكيت بكاء الثكالى .
• •
هل نظرت إلى الإغنياء فقلت في نفسك لماذا هم أغنياء وانا فقير؟
• •
كم مرة بكيت من ألم ما قد أصابك وأحسست أنك لو مت لكان خيرا لك ؟؟

هذه الهموم والأحزان لن تنقضي بمجرد البكاء أو النحيب فتخيل معي هذه القصة :

قانون العنكبوت :

أحد الأطفال وفي غرفته قد لعب حتى أصابه الملل فأراد أن يتسلى بشيء ما , نظر من حوله فلم يجد إلى عنكبوتا قد بنى بيته في إحدى الزوايا فابتسم الطفل ابتسامة الماكر وفكر في تخريب بيت العنكبوت , وبالفعل قد خرّبه وهرب العنكبوت , بعد أيام عاد العنكبوت ليبني بيته فجاء الطفل وخرّب بيته مرة أخرى , وما زال الطفل يخرّب بيت العنكبوت وكان بالمقابل أن العنكبوت لا يزال يبني بيته بحب وسعادة , في هذه القصة قانون عجيب من قوانين الحياة لا أظن أن رجلا له عقل عادي لم يفهم هذا القانون .
إن قانون العنكبوت ( أستمر في بناء بيتي حتى لو هدموه ألف مرّة ) بل إن مزايا القانون أن يبني بيته بكل سعادة , لا تجد عنكبوتا بعد هدم بيته يجلس في إحدى الزوايا ويبكي ويقول أنا فاشل . أنا حظي سيئ كما يفعله بعض الناس اليوم .
كن عنكبوتا في حياتك , لا تفكر بمن خانك ولا تكترث لآلام الحياة ذكرني هذا بأحد المحاضرين قد سمعته يقول لجمهوره :
أتريد ان تنجز أعمالك وتنتهي منها ؟ عليك أن تعمل بدون توقف .
كانت الاجابة جميلة جدا بل هي اجابة عنكبوتية تابعة لقانون العنكبوت .

المعجزة تتحقق :
ظن بعض الناس أن المعجزات قد انتهت , ألم يخترعوا المصباح والكهرباء والسيارات والطائرات والهواتف , إن هذه في الحقيقة معجزات لكنها في بداية الأمر هكذا كانت أما الان فقد ولد أناس بعد تلك الاختراعات فلم ننتبه على أنها معجزات , هذه الكلمات وأنت تقرأها لقد مرت بالكثير من المراحل فبعد أن جمعت الأفكار وكتبتها ونقلتها إلى الحاسوب وأرسلتها إلى المطابع فرتبوها ونسخوها وأخرجوها على الأوراق وهذه الأوراق فقد مرت بمراحل كثيرة من استخراج المادة وعجنها وصناعتها وقصها وقطعها حتى صارت أوراقا صالحة للكتابة عليها .

قد تسألني ولماذا أذكر هذا ؟

كل ما أريد قوله أن الأفكار إذا صادفت عقلا لا ييأس صارت واقعا فهذا الذي اخترع المصباح كان يفكر بالمصباح كثيرا ورغم المحاولات الفاشلة لم يحزن أو ييأس . وأما سبب ذكري لعملية صنع الأوراق وطباعة الكتاب كان السبب فقط لأجل ان أحرك عقلك لتتفكر بكل جزء في الحياة وتسأل نفسك : كيف حصل هذا وكيف صنع هذا وكيف عمل هذا ؟
أخي الحزين سأناديك حزينا حتى تنتهي من قراءة كتابي هذا فإن زال عنك الحزن فعليك مسح كلمة حزين من هذا الكتاب .
(( المعجزات تتحقق إذا صادفت عقلا يستمر بالعمل ولا ييأس ))






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 04:51 AM   رقم المشاركة : 209
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



دقائق مهدورة مع المثبطين ودقائق أخرى مع المتشبعين
في المثل ( لا يضر السحاب نباح الكلاب )
قد عرفنا هذا المثل أنه ضرب فيمن يثبطون الأخيار ويفسدون في الديار ولابد أن نربط بين المثبط والمتشبع فدائما نرى المتشبع الذي يفاخر بما ليس لديه يثبط الاخرين ويقول لهم انتم لا تعلمون وانتم لا تفهمون وانتم ....
وهؤلاء هم أصحاب الجهل المركّب علما ً أنك لو قلت عن شيء لا تعرفه أنا لا أعرفه كنت بذلك انسان متزن فالملائكة على قدرها وعبادتها قالوا ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) ولكن المصيبة أن يجهل الانسان شيئا وينادي على رؤوس الخلائق أني أعلم وأعظم مصيبة منه من يقول للقلم أنت مسطرة فركّب جهلا إلى جهل ...
وكثير من هؤلاء المتشبعين بما لم يعطوا قد أخذتهم العزة بكبر الحال فلم يفرقوا بين الواقع والمحال وقد ذكرت لي قصة ذبابة :
زعموا أن ذبابة نزلت على غصن شجرة فلما أرادت ان تطير قالت للشجرة : تجهّزي وخذي حذرك فأنا سوف أطير
فقالت لها الشجرة : لم أشعر بك عندما نزلتي فكيف اشعر بك عندما تطيري ,,..
فهذه الذبابة ظنت جاهلة ان الكل يراها ويشعر بوجودها ...

وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم -، «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» [1]
قوله: «المتشبّع»، أي: المتزين بما ليس عنده يتكثر بذلك، ويتزين بالباطل، كالمرأة تكون عند الرجل ولها ضرة، فتدَّعي من الحظوة عند زوجها أكثر مما عنده، تريد بذلك غيظ ضرتها. وكذلك هذا في الرجال.
قال: وأما قوله: «كلابس ثوبيَ زور»، فإنه الرجل يلبس الثياب المشبهة لثياب الزهاد، يوهم أنه منهم ويُظهر من التخشع والتقشف أكثر مما في قلبه منه..[2]
ومن سمت الناجح الحقيقي ان يعلم قدر نفسه ولا يتفاخر ومع هذا لا يستمع لكلام المثبطين أيضا بل يستمر في المضي في طريقه ويتحرى الحق ويجالس العلماء والفاهمين .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 04:54 AM   رقم المشاركة : 210
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


التكفير
الوظيفة النفسية للتكفير عند الخوارج قديما كانت «احتكار الألوهية»، كان المقصد في النهاية: «أنا فقط من يعبد الله»، وهي صيغة مُغرقة في اللا مباشُرة لمقولة: «أنا الله»، تلك الصيغة التي يدندن حولها الباطل عموما من زوايا متعددة ومتداخلة وبدرجات متفاوتة. ولذلك كانوا «كلاب أهل النار» لأنهم أنصاف يهود، اليهودي أيضا مراده دائما تأكيد امتيازه عند الله بدعوى البنوة، كالمسلم الذي يستمتع بأنه هو وقلة معه من يحققون عبادة الله. ولذلك كان الخوارج مسالمين لأهل الكتاب لأنهم لا ينازعونهم مسمى الإسلام، فالأمر بالنسبة لهم هو انتزاع واحتكار لأصل العلاقة مع الله لا أكثر.

ونحن أكثر حرصا من أن نتورط في تناول التكفير المعاصر كامتداد للخوارج قديما أو الإرجاء المعاصر كامتداد للإرجاء قديما كما تفعل بعد الدراسات، ونعتقد بدلا من ذلك أن الجرثومة النفسية التي انشطرت عنها الفرق المبتدعة قديما، ومنها الخوارج، تختلف تماما عن نظيرتها التي انشطرت عنها الحركات الإسلامية حديثا، ومنها جماعات التكفير، وربما تواتينا الفرصة فيما بعد لنعرض نظرية متكاملة حول آلية انشطار الفرق الضالة قديما وكيف بدت على هذا النحو.

غير أننا نود فقط الخلوص من موضوع الخوارج بحقيقة هامة نود استصحابها ونحن نقترب من مسألة التكفيريين حديثا، وهو الوصف الذي اشتهرت به مقولتهم، أي أنها: «حق يراد به باطلا». والفائدة من التذكير بهذا الوصف هو أن نؤكد أننا حين نتحدث عن (التكفيريين) في سطورنا تلك فنحن لا نعني بهم بالضرورة (المخطئون) في أحكام التكفير غلوّا، بل نعني بهم (المستمتعون) بممارسة التكفير حتى ولو كان أحكامهم صحيحة، الطبيعة النفسية للدراسة تفرض علينا تجاهل ما هو صواب وما هو خطأ، إن مناط حديثنا هو (الاستمتاع بالتكفير) لا أكثر، أما أحكام التكفير نفسها فمنها الحق ومنها الباطل.

إذا كان التكفير الخوارجي قديما يستمد طبيعته (الممتعة) مما يتخلله من خيالات الألوهية، شأنه في ذلك شأن الفرق الضالة المتزامنة له، (وسنرجئ البرهنة على ذلك إلى مناسبة أخرى لو بإذن الله)، فالتكفير حديثا إنما يستمد تلك الطبيعة (الممتعة) أيضا من السياق المحيط به والحاكم للأنماط الإسلامية المتزامنة معه أيضا، فالتكفير المعاصر أقرب إلى الإرجاء المعاصر (من حيث الأساس النفسي) مثلا منه إلى التكفير قديما رغم تشابه كل منهما ظاهرا.

الوظيفة النفسية للتكفير حديثا

التكفير المعاصر جزء من الحركة الإسلامية المعاصرة كوحدة في الزمان، والعلة السببية لوجوده هي العلة السببية لكافة الأنماط الإسلامية الأخرى وهي: محاولة حل أزمة «الاغتراب عن المجتمع»، فإذا كان الإخوان يمثلون حلا لتلك الأزمة يعتمد على «محاكاة المجتمع»، وإذا كان السلفيون يمثلون حلا يعتمد على «الهروب من المجتمع»، فنحن الآن بصدد نمط «احتقار المجتمع»، حيث الممارسة التكفيرية وسيلة خيالية للظفر، إنه نوع من أنواع العدوان المتخيل والذي يتخذ من (القيمة) مسرحا له وجودا وعدما.

التكفيري لا يريد تغيير المجتمع، بل يريد فقط الحصول من المجتمع على ما يحافظ به على وجوده وما يسد رمقه من أفراد، إنه يود الإبقاء على هذا المجتمع كما هو ليستمر كموضوع للاحتقار، الاحتقار في النهاية هو شكل من أشكال التخفف من عبء المواجهة، ودفاع ضد قلق الاغتراب: «ليس علي أن أنشغل بنظراتهم، من هم في النهاية، أليسوا مجموعة من القطيع الضال؟ يكفيني أني متفرد بالإيمان، وأي عزاء أبلغ من هذا!»

العلة (النفسية/الاجتماعية) بدلا من العلة الاجتماعية.

ولدينا ما يبرر حماستنا للعلة النفسية/الاجتماعية بدلا من العلة الاجتماعية التي لجأ إليها الشيخ أبو مصعب السوري لفهم التيار التكفيري، وإليكم نص ما قال: «من المهم جدا لفهم ظاهرة التكفير أن نفهم المعادلة المكونة له والتي اختصرناها بأنها:حاكم كافر ظالم + جلاد سفاح مجرم + عالم منافق للسلطان + صحوة عاجزة + عامة يغلب عليهم الفساد + شاب متحمس جاهل = ميلاد تيار التكفير.»

الحقيقة أن العناصر الاجتماعية المذكورة (الواقع المكفهر والحماسة الزائدة) لا تمثل إلا البيئة المناسبة التي تستطيع فيها أزمة الاغتراب أن تتخفى في شكلها التكفيري، فالإنسان التكفيري ليس متحمسا ومهاجما وثائرا إلا على ما يبدو عند السطح، غير أنه على مستوى التخييل مجرد مدافع عن نفسه ضد قلق الاغتراب، متألم من ذلك القلق، لا يسعى بتكفيره إلى إحقاق الحق ورد المظالم، بل إلى إحلال الشعور بالتعالي على المجتمع محل الشعور بالاغتراب عنه، إنه كسول من الناحية الدعوية والجهادية لأنه قد استطاع أخيرا حل مشكلته بذلك الانتصار المتخيّل.

إن بين (الواقع المكفهر والحماسة الزائدة) وبين فعل التكفير حلقات مفقودة، إذ أن الحماسة ليست مقصورة على التيار التكفيري فقط، فما من تيار إلا ويتأسس على حماسة مؤسسيه وأبنائه سواء كان تكفيريا أو سلفيا أو إخوانيا، ثم إن نظرية الحماسة تلك لا تفسير كيف أن الحماس الزائد ينعدم فجأة عند الإنسان التكفيري إذا تعلق الأمر بالجهاد أو بالدعوة إلى الله، ولا يبدو بعنفوانها إلاّ في فعل التكفير ذاته والاستعراض به.

التكفيري ليس متحمس لتغيير المجتمع، بل مجرد شخص عاجز قام باختزال صراعه مع المجتمع في اجترار الشعور بالتعالي عليه.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:00 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية