العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > منتدى القصص والروايات
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-07-2010, 03:53 AM   رقم المشاركة : 11
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





"صباح الخير (أندريه)...أرجو منك المعذرة فلدي أعمال كثيرة أريد القيام بها...."


ورحلت مسرعة ووقف هو يحدق بها طويلا حتى شعر بيد على كتفه فنظر الى الوراء فوجد (ألفريدو) ينظر اليه بعين مدركة فعرف أنه يعلم بمشاعره نحو أخته فشعر بالحرج الشديد وبقليل من العار لأنها رفضته وهاهو أخاها وصديقه الحميم يواسيه جراء هذا ولم يعلم ماذا يقول فأنهى (ألفريدو) حيرته قائلا :


"لستما متناسبان يا (أندريه)....وهي ليست آخر فتاة في الدنيا....كما أني واثق أن التي ستتزوجها ستكون أروع امرأة في التاريخ....إنك لا تستحق غير ذلك"


فاراحته كلمات صديقه ولو أنها زادت من حرجه ومضيا معا يتحدثان......


كانت (أنجيليتا) في عملها المعتاد ورأت (ألفريدو) قادما اتجاه الإسطبل فشعرت بالأمان هذة المرة لأن والدها يقف قربها ورأته يخرج الحصان (روبن) فهي لاحظت هذة الأيام أنه يحاول مصادقة الحصان وتقديم الطعام له ولكن خطوة امتطاءه كانت خطوة متقدمة جدا فهي قد امتطته مرة واحدة وفقط للتمشية ليس إلا ولكنها لم تفعل شيئا واستمرت في عملها بينما أخذ (ألفريدو) الحصان وظل ممسكا بلجامه ويتمشى به حتى ابتعد عن ناظرها......


بعد أن اطمئن (ألفريدو) أن (روبن) يسير الى جانبه بهدوء قرر امتطاءه فركب فوقه ومشى به ولكن الحصان اهتاج بقوة وكان هذا متوقع منه فمال (ألفريدو) الى الأمام ببراعة ولكن هذا زاد من اهتياج الحصان كان مصرا على اسقاطه الى أن نجح في ايقاعه من فوقه لكن (ألفريدو) وقع وقعة خفيفة نتيجة لحذره ونظر الى (روبن) فإذا به يركض عائدا من حيث أتى فشعر (ألفريدو) بألم في ظهره ونظر حوله فوجد الشمس ساطعة والأزهار حوله في كل مكان فنام على ظهره أرضا ....ظل يسترجع في ذهنه شعرا عن الطبيعة قرأه في إحدى المرات وكانت هذة أكثر اللحظات متعة بالنسبة له.....بينما رجع الحصان الى حيث كانت (أنجيليتا) وعندما رأت الحصان وحده دون راكبه شهقت بفزع ورمت ما كان بيدها وركضت نحو الحصان فوجدت فعلا أنه من الواضح أنه سقط من عليه فشعرت بقلبها يعتصر ويكاد ينفجر داخل صدرها شعرت أنها نهاية العالم وجاء لها خاطر مر كالبرق في رأسها ماذا لو أنه مات أوتكسرت عظامه فوجدت نفسها فوق الحصان تركض الى حيث ذهب (ألفريدو)....كانت شهقاتها لا تنتهي تذكرت ابتسامته الساحرة وكلماته التي كانت تدخل من أذنيها مباشرة الى قلبها فتجعله ينبض كالمجنون وشعرت بخوف حقيقي لدرجة أنها لاتريد أن تكمل طريقها......


سمع (ألفريدو) صوت أقدام حصان قادم باتجاهه فرفع رأسه ونظر اليه فوجده قادم من بعيد ورأى راكبه يحمل شعر أسود طويل فعرف أنها (أنجيليتا) فاستلقى مكانه وتظاهر بالموت وقال في نفسه(و الآن سأضحك عليها قدر ما أشاء) وما إن رأته مستلقيا حتى قفزت من على الحصان وهي تنادي بجزع اسمه :

" (ألفريدو) ؟!..."

وركعت الى جانبه ودموعها تغرق وجهها وهي تقول:


" (ألفريدو) .....(ألفريدو) أرجوك كلمني...يا الهي سأموت إن مت....لا تمت أرجوك!!"


ووضعت رأسها فوق صدره لعلها تسمع نبضا لكن سترته المقواه لم تمكنها من أن تسمع أي شئ فاقتربت من رأسه ووضعته على فخدها ووضعت إصبعها - وهي تبكي بحرقة – على وريد رقبته حتى تسمع نبضه بينما يدها الأخرى ترتب خصلات شعره وتبعدها عن عينيه بينما شعر (ألفريدو) أن تلك هي الجنة الحقيقية فلم يسطر أعلى كاتب للشعر مكانة كلمات تعبر عن شئ مما يحسه في لحظة كهذة وشعر كم أحبها بل أنه يعشقها ففتح عينيه اللازوردية ببطء وابتسم لها ابتسامة والهة وقال :

"آه ياحبيبتي....كم أعشقك...لم أكن أبدا أكثر راحة أو صحة مما أنا الآن"


فتسمرت مكانها تحدق به بعدم تصديق حتى نهض واقفا وقال لها :


"لقد وقعت في الفخ....ألست ممثلا بارعا؟!....لا تقلقي لم يصبني شيئا فأنا بكامل صحتى كما ترين..."


وظل يضحك فرحا لأنها قلقت عليه بينما هي تكاد تجزم أن شخصا رمى بآلاف عيدان الحطب المشتعلة في قلبها ونهضت واقفة ولم تشعر بنفسها إلا وهي تصفعه......!!!!



دوت الصفعة بشدة في الأرجاء وتناثرت خصلات شعره على عينيه ووجهه وأذنيه ورقبته وهو يحدق بها مذهولا وانفجرت باكية وهي تقول :


" أيها النذل الوقح....وأنا التي انفطر قلبي لرؤياك هكذا...أنت تتلاعب بمشاعر الناس....أنت وقح!!!!"



وجرت مسرعة بعيدا عنه وأخذت الحصان وعادت به الى الحظيرة ولكنها عادت بسرعة الى غرفتها ولم تكمل عملها وظلت تبكي بحرقة على سريرها وهي تشعر أنه حقا قد أوقعها في الفخ فهي الآن تحبه لأنها تأكدت فعلا من ذلك عندما رأته مستلقي بتلك الطريقة عرفت أن رغم كل حذرها أحبته فعلا ولم تعلم ماذا تفعل.....


أما (ألفريدو) فلقد شعر بالخزي لأنها غضبت منه هكذا ولأنه تصرف هكذا ولكنه أراد ممازحتها فقط ولم يعلم أنها ستخاف عليه هكذا فشعر بالعزاء لأن هذا دليل على الأقل أنها تكن له إعجابا....وما لبث أن عاد الى القصر ودخل غرفته وأغلق على نفسه هو الآخر...


نتااااااابع غدآآآ ان شاء الله الجزء تالت






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 30-07-2010, 04:22 AM   رقم المشاركة : 12
دينا احمد
( مشرفة الصور والبرامج)
 
الصورة الرمزية دينا احمد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قلب الزهور



تسلم ايدك حبيبتى

وننتظر باقى القصة ان شاء الله

ننثر لكى الورود

و ننقش لكى الاشعار

و نبخرك باحلى العطور

فنزهو بطلتك العطره

وموضوعك الاكثر من رائع

ننتظر جديدك دائمآ

تقبلى تحياتى

دمتى بود وحب حبيبتى






اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






قديم 31-07-2010, 07:20 AM   رقم المشاركة : 13
سندريــــــلا
( مشرفة العام والقضايا الساخنة)

مسلسل مكسيكي طلع ههههههههههههههههه

روايه جميله لعشاق المكسيكي ..

يالمدللـــــــه توني أدري أنك نزلتي روايه شطوووره طلعتي ..

نااااااااااايس ياورده ..

تحياتي لكِ







التوقيع :





















قديم 01-08-2010, 02:58 AM   رقم المشاركة : 14
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا احمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قلب الزهور



تسلم ايدك حبيبتى

وننتظر باقى القصة ان شاء الله

ننثر لكى الورود

و ننقش لكى الاشعار

و نبخرك باحلى العطور

فنزهو بطلتك العطره

وموضوعك الاكثر من رائع

ننتظر جديدك دائمآ

تقبلى تحياتى

دمتى بود وحب حبيبتى






اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



مرحبتين غلااااااااتي يسلموو ع الحضور المنور لرروايه
يسعدك ربي حبيبتي دونيا احمد
تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحيااتي قلب الزهـــور
بااااااااااااااي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 01-08-2010, 03:00 AM   رقم المشاركة : 15
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندريــــــلا
مسلسل مكسيكي طلع ههههههههههههههههه

روايه جميله لعشاق المكسيكي ..

يالمدللـــــــه توني أدري أنك نزلتي روايه شطوووره طلعتي ..

نااااااااااايس ياورده ..

تحياتي لكِ


هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
احرجتني يالدوووووبه مرحبتين فيك غاليتي
ياربي يخليك كررها تاني زيارتك لروايه حبيبتي ويسلموو
ع الحضووور الموعطر لروايه
تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحيااتي قلب الزهـــور
باااااااي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 03-08-2010, 03:18 AM   رقم المشاركة : 16
عـبـٍـٍوٍِدٍِيٍ
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية عـبـٍـٍوٍِدٍِيٍ
 





عـبـٍـٍوٍِدٍِيٍ غير متصل

يعطيـــــــكِ العافيــــــــة خيتـــــو
قلــــب الزهــــور
روايــــــــة بقمــة الروعــــة
ننتظـــر تكمــــلة الروايــــة
تقبـــــــلي مـــروري...







قديم 03-08-2010, 03:29 AM   رقم المشاركة : 17
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عـبـٍـٍوٍِدٍِيٍ
يعطيـــــــكِ العافيــــــــة خيتـــــو
قلــــب الزهــــور
روايــــــــة بقمــة الروعــــة
ننتظـــر تكمــــلة الروايــــة
تقبـــــــلي مـــروري...







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 05-08-2010, 03:19 AM   رقم المشاركة : 18
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور




[blink]الفصل التالت[/blink]


[[ ليلة القمر [[




جاءت (فلوريا) في ذلك الوقت تزور (سيسل) ولكنها قررت أن تمر على (ألفريدو) أولا فهي لم تره منذ فترة ولكن الخدم أخبروها أنه لا يريد أن يكلم أحدا الآن فحزنت لأنها علمت أنها مثل أي أحد بالنسبة له وذهبت (لسيسل) مباشرة وعندما رأتها تلك الأخيرة أشرقت فرحا فهذا ميعاد رسائل حبيبها (روبرتو) وقالت لها بجذل :



"هل جئت بكنزي ؟!.."



فردت (فلوريا) :


"نعم ها هو كنزك....رسالة جديدة من (روبرتو) .....رسالة طويلة على ما أظن لأن الظرف ثقيل!!!"



فكادت (سيسل) تفقز فرحا وظلت تعانق الظرف وقالت والإبتسامة تكاد تشق شفتيها :



"ولكن لما أتعبت نفسك وأتيت الى هنا....كنت سآتي اليك على أي حال"



"أتيت لأرى (ألفريدو) أيضا ولكنه لا يريد مقابلة أحد......أتساءل ماذا جرى له؟!...."



"لا أدري لعله تذكر شيئا أوقرر قراءة الشعر فهوعادة عندما يقرأ الشعر يرفض أن يزعجه أحد"



فقالت (فلوريا) بحزن :


"حتى أنا ؟!...ما كنت لأزعجه أبدا "



فحزنت (سيسل) لأجل (فلوريا) ولكنها ما كانت لتبدد فرحتها فرتبت على كتف (فلوريا) ثم فتحت الظرف بشوق وظلت تلتهم كل كلمة فيه وعندما رأتها (فلوريا) عرفت أن لا ضرورة لوجودها فرحلت وعادت لبيتها وما إن دخلت قصر (روزانيرا) رأت أمها بإنتظارها وقالت لها بتسلط :



"ماذا ؟!...هل قابلت (ألفريدو) ؟!...."



"لا يا أمي لم استطع...."



فاهتاجت وقالت :


"لما؟!......إذن لماذا ذهبت؟!......... أنت هكذا دائما بلا أي نفع....كيف تريدينه أن يحبك وهو بالكاد يراك ليتذكر من تكونين"



"أمي كفى أرجوك......لقد رفض مقابلة أي أحد....ثم أنا لا أستطيع أن أرغمه على أن يحبني...أنا لا أعرف كيف أفعل هذا.....إذا لم يحبني قلبه وحده.....فلا تزعجي نفسك ولتبحثي عن نبيل غني آخر لترمي عليه شباكك...."



قالتها بسخرية لاذعة لأمها ورحلت باكية فهي تكره تفكير أمها وأنها تريد تزويجها (لألفريدو) لأجل انقاذ أسرتها واستغلال ثروته فهي كانت تحبه حقا ولا تدري لما كانت تشعر دائما بأن عيناه إذ تنظران إليها لا تراها وإذا غاب عقله في أفكار فهي لا تدور حولها وإذا دق قلبه فهو أكيد ليس لها وزادها هذا بؤسا وشفقة على نفسها وطلبت من ربها أن يساعدها وظلت تبكي على سريرها......


أما (سيسل) فكانت في أوج فرحها وسعادتها فلقد كانت رسالة (روبرتو) هذة المرة زاخرة بالمشاعر الملتهبة كما تحمل خبرا رائعا أنه قادم عما قريب في غضون أسبوع لملاقاتها وقال بمجرد أن يحضر الى ميلانو سيأتي ليراها أولا قبل أن يذهب الى قصر (روزانيرا) حيث أهله وعمته (ساندرا فلاديمير) وسيراها سرا في الحديقة واتفق معها على الوقت الذي سيجمعهما فاستلقت (سيسل) على سريرها وهي تضم الرسالة بكلتا يديها الى قلبها وفرحتها لا تسعها.....


تحدث (خوسيه) مع ابنته (أنجيليتا) وأخبرته باكية عن ما آلت إليه أمورها وكيف تشعر بمشاعر قوية تجاه (ألفريدو) فتألم (خوسيه) لأجل أبنته وعلم أن صراعها مع نفسها لتقاوم (ألفريدو) لم يفلح فرتب على كتفيها وضمها اليه وقال بحنان :



"يا ابنتي إن لكل قلب أحكامه وأحيانا لا تكفي قوة العقل للسيطرة عليه وخصوصا إذا كان الغازي هو الحب....حاولي أن تتجنبيه ولتبقي يومين في القرية عند صديقتك (نيلا) هناك فأنت لم تزوريها إلا قليلا.....حتى تنسي كل ما جري.."



كانت (أنجيليتا) تعشق والدها وتعلم أنه في لحظات ضعفها تلجأ اليه كأم لها وليس كأب فهو لطالما قام بدور الأثنين معا وكان دائما يحتويها ويحتضنها في أكثر الأمور حساسية ولم يكن قد صرخ في وجهها أو عنفها في حياته قط كان فعلا أحن أب يمكن أن تحصل عليه ابنة في حياتها ووجدت أن فكرة والدها معقولة أن تبتعد عن (ألفريدو) قليلا فحملت حقيبة صغيرة وذهبت الى القرية وعندما وصلت لبيت صديقتها رحبت بها أشد ترحيب وقررت أن تجعلها تنام بغرفتها و أعطتها من ثيابها وقالت لها :


"لقد نسيتي أن تأتي للأحتفال الذي أقيم منذ أسبوعان ولكن لا تقلقي هناك احتفال غدا.....احتفال كبير تقيمه كل مرة في قريتنا يشبه الحفلات التنكرية للنبلاء فكل فتاة تصنع قماشا رقيقا على بقية وجهها دون عينيها ويتلثم الرجال وفي النهاية بعد أن يختار كل رجل رفيقته فأنه يريها وجهه وهي كذلك...!!"



ففرحت (أنجيليتا) كثيرا لهذا وقررت أنها لن تفكر في أي شئ وستستمتع بكل لحظة هنا وقررت مشاركة الفلاحات في أعمالهن....




جاء (أندريه) في اليوم التالي ليزور (ألفريدو) ولكنه وجده عائدا من الإسطبل وهو حزين وقال له (أندريه) :


"ماذا ؟!..هل صدتك مرة أخرى الكولومبية ؟!...هل تدرك حماقة ما تقدم عليه.... أن تحب....لا لن أقولها فأنت تدركها ألا كف عن ما تفعل وعد لرشدك من فضلك.."



فقال له (ألفريدو) :



" آه يا (أندريه) إنني في كامل رشدي....إنك لم ترها حتى تقرر لم ترى جمالها الأخاذ....ولم تحدثها لتدرك...لتدرك جمال روحها التي تغمرني بالشوق والهوان وعلى أية حال فلقد ذهبت لمصالحتها لكنني لم أجدها وقابلت والدها (خوسيه) الذي عاملني بجفاء قال لي أنها ذهبت للقرية لتبتعد عني بضعة أيام وقال أنه لن يسامح استغلالي لإبنته وطلب الى أن ابتعد عنها نهائيا.."



"خير ما فعل الرجل وأكثر خيرا لو أنك تستمع اليه..."



" كيف استمع اليه بالله عليك.....إنني أحبها...أحبها حبا لم يسبق أن أحتل قلبي لأي مخلوق....ولقد تأكدت أنها تحمل في قلبها شيئا تجاهي...لن أهدأ حتى أنتزعه من لسانها!!"



"ألا أحمد ربك أنها لم تكن من تلك الخادمات اللاتي يستغلنك ولم تقم بما هو أفظع ولم تجاريك إنها الخادمة الوحيدة التي عرفتها والتي تحفظ عقلا كريما داخل رأسها فكن ممتنا لأنك لم تقع في يد واحدة أخرى غيرها....."



"أي عقل هذا....عقلها أصلب من الفولاذ....لقد سمعت أن في القرية احتفال اليوم...ولابد أن أذهب اليه.....فلعلها ستكون هناك.."



وعندما سمع (أندريه) هذا الكلام عرف ألا فائدة ترجى من محادثة (ألفريدو) وقال له بسأم :



"أتعلم لن أعارضك بعد اليوم في حبك لتلك....الفتاة.......فأتركها تعلمك درسا بنفسها....لقد نسيت ما كنت سأكلمك فيه...والآن سأعود للبيت..."



ورحل (أندريه) غاضبا بينما ظل (ألفريدو) يدبر حتى توصل لحل نهائي .......


وضعت (نيلا) آخر اللمسات على وجه (أنجيليتا) لتجعله جميلا تزيد فتنته أضعافا ووضعت على وجهها المنديل الشفاف لتصبح جاهزة لحفل الليلة ونزلتا معا فقالت أم (نيلا) :



"نيلا ها قد أحضرت أجمل فتاة على الإطلاق ومحوت صورتك من الوجود الى جانبها فبجمالها يصعب على المرء رؤية أحد غيرها"



فضحكت الفتاتان وإتجهتا الى مكان الحفل الذي يعج بالفتيات الفاتنات الواضعات نقابا شفافا والرجال الملثمبن الذين يشبهون فرسان الصحراء وكانت الضحكات في كل مكان ومختلف الأنواع من الطعام والزينة والورود وهناك من لديه من الرجال موهبة العزف فعزف على الآلات البدائية ليصنع جوا رومانسيا للحفل وهناك من تتباهى بمهارتها في الرقص فترقص على أنغام تلك الآلات وهناك من يصفق لها ويراقبها وهناك من انشغل في أحاديث مع رفيقه بعيدا عن هذا المكان فكل رجل أتى ليقابل فتاة أحلامه لعله يقع في الحب هذة الليلة......ليلة اكتمال القمر...وكل فتاة تنتظر أن تقابل فتى أحلامها ليأسر قلبها ويخطفها على حصانه الأبيض....هكذا هي حفلة..(ليلة القمر)....كانت (أنجيليتا) في غاية السعادة لحضور حفل كهذا كان كل شئ جميلا مبهجا ولكنها كانت تكتفي بالمراقبة ليس إلا ولم توافق على أن ترافق أي رجل طلب اليها ذلك الى أن ذهبت (نيلا) مع أحدهم فأصبحت هي وحيدة ولكن لم يكن لهذا أهمية عندها فهناك رجل في قلبها يداعب أفكارها ولا تستطيع نسيانه ولكنها صممت على أن تفعل فهي هنا من أجل هذا وظلت تطرده من فكرها كلما جاء حتى ظهر القمر فوق القرية فهلل الجميع وأقاموا رقصة ثنائية فامتدت يد الى يدها وأخذتها دون أن تدري وأنطلق الملثم بين الجموع ساحبا يدها دون أن يزعج نفسه حتى بسؤالها عن إذا كانت موافقة أن ترقص معه أم لا لكنها قررت أن ترقص وتستمتع فلم تبالي ووقف بها في المنتصف ثم استدار لها ليتقابلا ويتلاصقا....فأسرت عيناه عيناها....فلم تستطع تحويلها عنها وقام هو بقيادتها أصابعه تلتف حول أصابعها يدور بها....في أفلاك غامضة....بعيدة عن هذا العالم...حيث كل شئ يتلألأ....مثل النجوم في السماء...فشعرت أنها تطير....تسبح في السماء....تكاد تلامس القمر المكتمل الذي يطل عليهم....شعرت بسعادة لم تشعر بها في حياتها....ّذلك العالم الذي خرج من عينيه ليحويها....شعرت أنها تستطيع أن تنظر الى عينيه ما تبقى ما من عمرها وحدثت نفسها أنها لا تريد لهاتين العينين أن تنظران لأحد سواها هي فقط...لا أحد آخر...عيناه اللازوردية...العاشقة الولهانة ونسيت كل شئ والدها وسوزي وآل (فان دييجو)....و (ألفريدو) فقط الملثم الذي يقف أمامها..هو كل عالمها...عالمها الحاضر.....


ارتفعت صيحات الإعجاب....و ارتفع التصفيق فأفاقت من سحر عينيه ونظرت حولها فلم تجد في مكان الرقص سواها هي وهو فلقد تميزا عن الجميع فوقف الجميع يحدق بهما وبولعهما الواضح للعيان ولو أنهما لم يريا بعضهما قبل الآن....لم تدري كيف هذا و شعرت أنه جنون ولكنها شعرت أنها تعرفه....وأنها تحبه وأنه لو طلب روحها في هذة اللحظة لأعطته إياها دون أدنى تردد...فقبض على يدها وأخذها من جديد ولكن بعيدا عن الحفل وبعيدا عن الناس وعن العيون المراقبة ووقفا تحت ظل شجرة حيث نسمات الليل تلفح وجهيهما والقمر فوقهما يراقبهما...وعيناهما لا تزال متعانقتان...استندت (أنجيليتا) على جزع شجرة ووقف الملثم ملاصقا لها واضعا يده على وجهها....أصابعه تداعب خدها وعيناه...عيناه تكاد تجزم أنهما يتكلمان...حتى تكلم هو وقال :

نتااااابع كمان ياحلووووووين طيب






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 05-08-2010, 03:22 AM   رقم المشاركة : 19
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور




"لقد انتظرت هذة اللحظة طويلا جدا...انت وأنا...حبنا....أصبح الآن واضحا...لا إختلاف على وجوده...لقد نمى رغما عنا....وخرج عن سيطرتنا...سواء رغبنا أم لم نرغب....سواء قسونا..أو رحمنا أنفسنا...سواء بعدنا أو إقتربنا...انت وأنا المهزومان....والحب...حبنا...هو المنتصر مهما حاربنا...."



تلألأت الدموع في عينيها تأثرا وأمتدت يدها لوجهه...لترفع عنه اللثام ولكنه أمسك معصمها وقال :



"مهما أكون...هل سأكون..فارس أحلامك..؟!...الرجل الذي ستحبين؟!..مهماأكون؟!.." فقالت هامسة شوقا : "مهما تكون....لم أعد أكترث..!!"



فرفعت اللثام عن وجه....ووجدته لا أحد غير رب قلبها التي حاولت جاهدة تجاهله وحاولت مهما حاولت أن تحب غيره فوجدته هو نفسه مالك أمرها (ألفريدو) .....ولكنها لم تنفر ولم تجزع...فلم تعد تبالي (بفرناندو) أو (سيسل) أو أي أحد...لا يهمها العالم أجمع...هي تريده ...تريده لها وحدها.....ولا يهم أي شئ آخر...فوداعا لإعتراضات عقلها...فلم تعد تجدي...ولم يعد يجدي الحذر أو التجاهل..فلقد انفجر نبع حبهما بين رمال قلبها ليحولها الى جنات خضراء وقالت له مؤكدة :



"مهما تكن....لن أكترث...لا أكترث للعادات والتقاليد....لاأكترث للعالم أجمع....لا أكترث..."


فدمعت عينا (ألفريدو) وشعر أنه بعد كلماتها لن يكون أبدا الرجل الذي كان فهو رجل جديد وقلبه قلب جديد فإحساس أن تحب شخصا يجعل قلبك يرفرف سعيدا ويجعلك تشعر بسعادة لم تشعر بها من قبل لكن أن تشعر أن هذا الحب متبادل وأنه يحبك بقدر ما تحبه ويحمل لك نفس أنواع المشاعر التي في قلبك فهو شعور مختلف تمام يجعلك تشعر أنك سيد العالم ومالكه.... وقال لها :


"أني أحبك....يا (أنجيليتا) ....يا حبيبة روحي الوحيدة...."



وقبل راحة يدها ونزلت الدمعة من عينيه فسارعت يدها الى وجهه لتمسحها وقالت هي :



"وأنا أحبك يا (ألفريدو) .....يا أغلى ما في الوجود...."



وبقيا متعانقين ما تبقى من الليل.......


كانت الأيام التالية هي أجمل ما في عمرهما كان يأتي الإسطبل ليحدثها ويضاحكها وإذا كانا في حضرة من الناس فكانا يلتزمان الصمت ويتركان العنان لحديث عيونهما ولم تخبر (أنجيليتا) أحدا عن أمرها سوى السيدة (سوزي) التي كانت تشعر بقلق كبير عليها وعلى ابنها الذي ربته وإن لم يكن من دمها....خافت على مصير أحب ولدين إليها وتمنت من كل قلبها لو ينتهي حبهما نهاية سعيدة وراقب (خوسيه) ابنته وهي تتفتح يوما بعد يوم بعد أن يسقيها (ألفريدو) من رؤياه وعشقه....كان يعلم أن العالم كله لو حاول منع هذين الإثنين من أن يحبا بعضهما لما أفلح وبقي صامتا يرتقب جالسا في الهدوء ما قبل العاصفة........



ومن ناحية (ألفريدو) كان الوحيد الذي يعلم بحبه (لأنجيليتا) هو (أندريه) صديقه ولكنه لم يكن يزوره كثيرا في الآونة الأخيرة فلقد كان مسافرا لبعض الأعمال أما السيد (فرناندو) فلقد كان غافلا كليا عما يحصل في قصره وشعرت (فلوريا) هي الأخرى أن (ألفريدو) يقصيها عن حياته شيئا فشيئا ولكن (سيسل) لم تكترث لأي تغير من ناحية أخيها فلقد كان لقاءها بحبيبها (روبرتو) هو كل ما يهمها في هذا العالم.....كان (ألفريدو) يأتي ليلا ليجلس تحت نافذة (أنجيليتا) ويعزف لها لحنا على جيتاره فتستلقي هي على سريرها حالمة تفكر به وما إن ينتهي تظهر له وتبعث له قبلة في الهواء....فيقابلها بمثلها ويعود لغرفته متأخرا كل ليلة على هذة الحالة وأحيانا تذهب هي صباحا بالحصان (روبن) الى أقصى أملاك عائلة (فان دييجو) ويلحقها هو بجواده حتى يتحدثان لمدة ساعة أو ساعتين تحت ظل شجرة ومع زقزقة العصافير...كانت تراه دائما يضع قلادة من الذهب حول عنقه ولا يخلعها مطلقا تلك القلادة كانت حوتين ملفوفين حول بعضهما بحب وشوق وكأنهما عاشقان وسألته :


"لما ترتدي هذة القلادة دائما؟!..."



"هذة؟!....آه إني أرتديها منذ كنت في الثامنة فهي تخص أمي الراحلة ورثتها عن أمها فهي ترمز للحب وأذكر عندما البستني إياها قالت لي - فليغمر الحب قلبك ذات يوم ليجعلك أسعد مخلوق- وشعرت أني لطالما كنت مرتديا هذة القلادة فسيأتي الحب إلي لأعيش سعيدا بوجوده في قلبي الى الأبد.....كم كانت أمي محقة....فشعور الحب وحده من يجعل الإنسان يشعر بالسعادة الحقيقية ولا شئ آخر....أحبك"...




فابتسمت له وقالت :



"إذا كنت تحبني...أحضر لم من تلك الورود الذهبية هناك.."



"إنها زهور الكلوديا...إنها ليست في أملاكنا فهي تخص أملاك عائلة صديقي (أندريه ديميتريوس) لقد ابتعدنا كثيرا عن (كازا بيانكا) "



"ولكن هل يمنعك هذا من أن تقطف لي منها..؟!.."



"لا أبدا انتظري حتى أقفز فوق السياج لأحضر لك منها..."



وقفز هناك واختفى بين غصون الأزهار فابتسمت بفرح أنه يجعل قلبها يدق بأسرع مما لو ركضت ألف ميل ثم شعرت بحركة تجاهها فوقفت بقلق واتجهت الى حيث سمعت الصوت عند بقعة مختفية خلف الأشجار فرأت اثنان متعانقان وكأنهما بقيا هكذا ساعات وساعات...لم تستطع أن تتبين من تكون الفتاة وكذلك لم تعرف الشاب على الرغم أن وجهه في مقابلتها كان شابا يافعا وعلى الرغم من شكله المبالغ إلا أنه كان يبدو حقا في قمة عشقه لتلك الفتاة وما إن انفصلا حتى سمعت صوت (سيسل) تقول :


" (روبرتو)...كم انتظرت هذة اللحظة.....لقد اشتقت إليك كثيرا جدا....أرجوك لا تسافر وتتركني هكذا مجددا أبدا....فلم تكن رسائلك تفلح حتى في تهدئة نار شوقي وحنيني إليك..."



فقال الشاب :



"وماذا بيدي ياحبيبتي (سيسل)؟!...على أن أدرس لأحصل على شهادة عالية تكفي لتعادل قلة ثروتي أمام والدك حتى يقبل بي فتصبحبن عروسي ولا أنفصل عنك ما تبقى من عمرى أيتها الغالية.."
فعرفت (أنجيليتا) حقيقة الأمر وشعرت أن (ألفريدو) لن يكون سعيدا إذا رأى هذا فاتجهت بسرعة الى حيث كان وحاولت أن تشغله قدر الإمكان ثم طلبت منه أن يعودا سويا على أن يتقابلا غذا في نفس المكان ليقطف لها المزيد من زهور الكلوديا...




لا تدري لما فكرت (أنجيليتا) في اخفاء أمر (سيسل) وذلك الشاب عن (ألفريدو) ولكنها فضلت أن تقرر (سيسل) وحدها لحظة اخباره بالأمر فلابد أنها تخفي هذا الأمر لسبب ما وخصوصا أن (روبرتو) حضر لزيارتهم كثيرا في القصر وحل ضيفا على مائدتهم أكثر من مرة دون أن يبدو (ألفريدو) عالما بأي شئ وعامله بشكل محايد بينما أخفت (سيسل) تماما الألفة والمودة التي تجمعهما بل من يراهما يجدهما يتعاملان بتكلف النبلاء المعتاد ولا يمكن أن يشك في أنهما كانا عاشقان قبل ذلك بساعات قليلة....كما لم يبدو على أحد أنه علم بالأمر سواء (فرناندو) أو (أندريه) أو غيرهم.....



دخل (ألفريدو) ذات يوم الى المطبخ ونظر حوله فلم يجد سوى السيدة (سوزي) فشعر بالإحباط لأنه كان يتمني رؤية (أنجيليتا) فهو كان دائما يتذرع بأي حجة لينزل المطبخ ويراها ولكن السيدة (سوزي) رمقته بنظرة ناقدة وقالت له بتجهم :



" إنها ليست هنا..!!!"



فقال مستنكرا :



" ومن هي؟!....أتيت لآكل بعض الحلويات...."



"إن حبك لها سيزيد من وزنك دون شك....لاتتظاهر بأنك لا تعرف عما أتكلم فلقد كانت هي أكرم أصلا منك بأن باحت لي بكل شئ معتبرة أني أم لها وأنت....الذي ربيتك طوال عمري لم تفكر أن تبوح لي بشئ من هذا "



"أعذريني يا عزيزتي....لم اكن أفكر في إخبار أي أحد ولم أقصدك أنت...وبما أنك تعرفين فإنني أعترف لك أني لم أكن قط سعيدا كما أنا الآن ولم أكن عاشقا هكذا من قبل بل ولا أظني سأكون أبدا لسواها ما تبقى من حياتي"



فطلبت السيدة منه الجلوس واقتربت منه وركزت في عينيه بنظرة جادة وقالت بلهجة قوية:



"اسمع يا (ألفريدو)......رغم أني لم أعرف (أنجيليتا) إلا منذ أن جاءت الى هنا ورغم أن معرفتي بك تفوقها بكثير إلا أني أحذرك....إياك وأن تفكر لحظة في التسلية بها أو اللعب بمشاعرها أو خداعها.....فهذا دون شك سيقتلها وسيحطم كيانها كله.....وإن حدث ذلك.....فلن أسامحك طيلة حياتي ولن يريح أبدا السيدة (آنا) رحمها الله في قبرها....هل تفهم هذا؟!.."



"انت تخيفينني يا سيدة (سوزي) صديقيني لا يمكن في يوم من الأيام أن أفكر في حب أحد سواها أبد....آه لو تدخلين قلبي وتعلمين مقدار حبي لها....وترين كم اسمها محفور داخله بحروف من نار لا يمكن أن يطفئها أي شئ في هذا العالم....فلا تتعبي قلبك الرقيق في القلق عليها أو على علاقتنا فأنا وهي كيان واحد وقلب واحد وإذا ما هزها شئ فكوني موقنة أن هذا كفيل بقتلي قبلها ثم أنت تعرفين الطفل الذي ربيته طوال عمرك....فهل ترين هذا الوجه البرئ يمكن أن تكون لخائن أو مخادع؟!..."



ونظر إليها ببراءة واستكانة ممازحا فابتسمت السيدة (سوزي) فعانقها وضحكت هي من كل قلبها.....ورحل بعد ذلك ليكمل ما بقي من أعماله وبينما هو يسير اتجاه غرفته حتى ظهر السيد (فرناندو) من مكتبه وناداه بصوت قوي :



" (ألفريدو) ؟!...تعال أريد أن أتحدث معك..."



فذهب (ألفريدو) الى مكتبه قلقا وعندما جلس والده ولكن (ألفريدو) ظل واقفا مكانه في مقابلة ابيه الذي بقي يحدق به فلقد ظهرت ملامحه بجلاء تحت ضوء المكتب وظهر الشبه السافر بينه وبين أمه مما تسبب (لفرناندو) بالضيق حتى حل ربطة عنقه وقال له :



"اقترب فلا أريد الصراخ بصوت عالي حتى تسمعني......"



نتاااابع كمان طيب






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 05-08-2010, 03:25 AM   رقم المشاركة : 20
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





وما إن اقترب حتى لمع في صدره شئ معلق....كانت قلادة الحوتان وعندما رآها شهق الأب (فرناندو) ذاهلا فهي كانت قلادة (آنا) التي عشقتها طوال حياتها وكان هو يمقتها بشدة حتى طلب منها مرات عديدة أن تتخلص منها على أنها ليست أصلية وذات شكل سخيف للغاية ولكنها أبت أن ترتدي أي قلادة من الماس بدلا منها وظلت محتفظة بها في رقبتها وظن أنها اختفت مع موت زوجته ولكن وجودها في صدر ابنه كان كما لو أن روحها ظهرت بجلاء أمامه وشعر في لحظة جنون أنها أمامه وأنها تنظر اليه بسخرية لما آلت اليه أموره بعد أن نحاها جانبا ورفض كل ما كانت تقوله أو تؤمن به فعبس بضيق وصرخ :



"لما تلبس هذة القلادة؟!...أخلعها حالا......أخلعها....أنا لا أطيقها..!!"



فامسك بها (ألفريدو) في حركة دفاعية وقال متعجبا :



"لقد كانت لأمي يا أبي....فلما أخلعها أني أحبها.....لقد وعدت أمي ألا أخلعها أبدا...."



فازداد ضيق والده وقال له محاولا تناسي الموضوع :



"ما ناديتك لأحدثك في هذا....أريد أن أعرف ماذا ستفعل بشأن (فلوريا) "



"وماذا عنها؟!....."



"لا تتذاكى معى أيها الشاب أنا أعني لما لم تطلب يدها الى الآن؟!"




فصدم (ألفريدو) وشعر أنه ليس موقف في صالحه كما ليس في صالحه أن يعرب عن رغباته الحقيقية الآن فالأفضل أن يترك الأمور هكذا الى أن يجد حلا فقال :



"إني لا استطيع أن أفعل ذلك الآن....احتاج الى المزيد من الوقت لأنهي بعض الأمور وأختار اللحظة المناسبة وحينها سأتخذ القرار الصحيح وسيكون كل شئ على ما يرام.."



فكان (فرناندو) على وشك قول شئ لكنه تراجع وقرر ألا يضغط عليه كثيرا حتى لا يتراجع في قراره وقرر انتظار بعض الوقت وهذا لن يضير كما شعر باختناق شديد من وجوده معه وهو يشبه أمه هكذا فطلب إليه الرحيل مسرعا....



ومرت الأيام التالية دون مشاكل فلقد استمرت لقاءات (ألفريدو) و (أنجيليتا) واستمرت وعود الحب بينهما حتى استطاع أن يعمل معزوفة لها خصيصا على جيتاره وكان يعزفها لها مرارا دون أن يظهر لأحد أنه يقصدها هي دون غيرها بهذا اللحن كذلك (سيسل) قررت أن تجعل لقاءاتها مع (روبرتو) تنحصر في قصر (روزا نيرا) لعائلة (فلاديمير) ولم تكن (ساندرا) أو (فلوريا) تعارض هذا الأمر لكن (فلوريا) لم تقابل (ألفريدو) أبدا في هذة الفترة بل كانت تتجنب لقاءه مما كان يثير حفيظة أمها ولكنها كانت تشعر بقلبها جريحا (فألفريدو) يعيش في عالم آخر ولا يحس بأدنى مشاعر مما يعتمرقلبها وشعرت برغبة ليس فقط بهجره بل بهجر العالم أجمع وظلت معظم ساعات يومها حابسة نفسها في بيتها وفي غرفتها تحديدا.....



لم يستطع (ألفريدو) أن يحمل الحصان (روبن) على طاعته ولم تبوء محاولته بامتطاءه إلا بالفشل فلم يكن يقبل لأحد أن يقترب منه سوى (أنجيليتا) وكانت هي تتفاخر بهذا الأمر ولذلك استسلم هذة المرة وأخذ حصانه المعتاد (سرجيو) وذهب الى زيارة صديقه (أندريه)...وكانت (أنجيليتا) قد افتقدت (ألفريدو) كثيرا فقررت ملاقاته على حدود الأراضي بين أملاك عائلتي آل (فان دييجو) وآل (ديميتريوس) بالقرب من مزارع زهور الكلوديا وشعرت بصوت يقترب منها وأصوات جياد أيضا فاقتربت ليتناهى لمسامعها حديث كل من (ألفريدو) و (أندريه) الذي لم يكن سوى عنها فسمعت (أندريه) يقول :



"انت لست صديقي الذي أعرفه....لقد غيرت تلك المرأة طبعك كثيرا وجعلت ولاءك لا لأحد بل لها وحدها....لقد فقدت عقلك تماما ولم يعد في تصرفاتك ذرة من العقل ...بحق السماء افق مما انت فيه وانظر لما تصنع قبل أن تأتي ضربة القدر لتفيقك وترى ما دمرت من حياتك وعلاقتك بالناس الذي يحبونك.."



فنظرت الى (أندريه) ووجهها الهادئ عادة يحمل علامات الغضب والإستنكار بينما يحمل وجه (ألفريدو) الهدوء والسكينة وهو يقول :



"أدرك خوفك علي من النتائج وقلقك ولكنك وأؤكد لك ذلك يا (أندريه) ستعرف حقيقة الأمر وتعذرني حينها فهي ليست بنزوة عابرة وليست حب مراهق بين رجل وخادمته بل هي أسمى علاقة يمكن أن تربط الرجل بالمرأة.....فأنا أحبها بل أشعر أنه لاتوجد امرأة في هذا العالم يمكن أن تكون الى جواري أوتفهمني غيرها ما تبقى من عمري..."



فرحلت (أنجيليتا) مكتفية بما سمعت ولكن كلمات (أندريه) جعلتها تشك فيما يحدث وجعلتها تغرق في التفكير في كل ما قد يحصل جراء هذا الحب الذي لن يكون هناك من ينصره من جميع الناس من حولها اللهم إلا (سوزي) رئيسة الخدم ولكن هذا ليس كافيا وظلت هكذا حتى استسلمت لنوم عميق....



في اليوم التالي حضر (روبرتو) لزيارة آل (فان دييجو)وكان يأمل أن يرى (سيسل) فهي لم تحضر لقصر (روزانيرا) منذ زمن طويل وأخبر رئيس الخدم (لوسيانو) بأن يخطرها بقدومه وانتظرها في الردهة حتى خرج (فرناندو) من مكتبه فجأة وكان منظره يبعث على الرهبة كما المعتاد فنظر إليه (روبرتو) كما لو كان متهما يوشك على الإعتراف بما اقترفه من ذنب فبادره (فرناندو) :



"آه أنت هنا؟!......كيف هي السيدة (ساندرا) وابنتها؟!...."



"إنهما بألف خير شكرا...جئت لأني أشعر بالوحدة هناك وقررت أن أتحدث مع (سيسل) قليلا....أعني الآنسة (سيسل) "



فنظر اليه السيد (فرناندو) بازدراء وقال :



" (سيسل) ...لا بأس بهذا....أخبرني أيها الشاب....ألم تفكر في الزواج الى الآن؟!..."



فأجفل (روبرتو) بقلق وقال :



"أنا؟!...بلى...بلى ولكني...لم أجد الوقت المناسب بعد..."



"لماذا يقول الشباب جميعا نفس الكلمة؟!...ترى هل تفكر في فتاة محددة...؟!.."



"نعم...نعم ياسيدي...ولكني انتظر لأكون شخصا مناسبا كفؤا لأثير اهتمام والدها حتى يقبل بي"



فابتسم السيد (فرناندو) بسخرية وقال :



"أفهم قصدك تماما....فأنت شخص بلا ثروة وبلا أي شئ يميزك لتقبل بك أي فتاة....عليك أن تعمل طويلا....حتى تصل الى المكانة المناسبة هاها"



فغضب (روبرتو) وشعر بخجل وخزي كبيرين ولم يدري بما يجيب وقال متلعثما من فرط الغضب :


"أنت مخطئ يا سيد (فرناندو) في أني لا أملك أي شئ...أنني أملك العلم فلقد تخرجت من أشهر جامعة في امريكا....وهذا هو ما يهم هذة الأيام..."



فقال السيد (فرناندو) بصوت مرتفع :



"أنا لا أخطئ يا (روبرتو)......فلو كنت مكان والد تلك الفتاة......لما أعرت شهادتك التي تتفاخر بها إهتماما فالمهم هو كيف تدير أملاكك وتتفاعل مع مشاكل الحياة بصلابة ورابطة جأش وهذا لا يمنح لشخص جلس وراء الكتب في أهم سنين حياته.....وعلى كل حال فأنا أتمنى لك التوفيق "



فظل (روبرتو) يتميز غيظا ولا يدري ما يقول فاستأذنه واستدار راحلا فناداه (فرناندو) :



"ألم تقل أنك قادم للتحدث قليلا مع (سيسل) أيها الشاب؟!..."



"بلى ولكني لم أعد أريد ذلك الآن.....أعني أني تذكرت شيئا طارئا على انجازه....بإذنك"



ورحل مسرعا وابتسم (فرناندو) بسخريته المعهودة بينما سقطت (سيسل) باكية عند أعلى الدرج المؤدي للطابق العلوي من القصر لأنها سمعت حديثهما وشعرت أن كل قصور الأحلام التي بنتها قد تهدمت بين طيات بعض الكلمات.....



نتاااابع غدآآآ ياحلوين ان شاء الله يارب
[blink]وكول عام وانتم بالف خير وصحه وسلامه يارب[/blink]






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:24 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية