العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-2013, 05:29 PM   رقم المشاركة : 161
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


(( الهــوى آفــةُ النفـــس )) :.
الهوى
قال الإمام ابن القيم في روضة المحبين :
الهوى ميل النفس إلى ما يلائمها ، وهذا الميل خلق في الإنسان لضرورة بقائه ، فإنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب والمنكح ما أكل ولا شرب ولا نكح . فالهوى ساحب له لما يريده ، كما أن الغضب دافع عنه ما يؤذيه ، فلا ينبغي ذم الهوى مطلقا ولا مدحه مطلقا ، وإنما يذم المفرط من النوعين وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار
وقيل في تعريف مشابه : هو ميل النفس إلى الشىء يقال:هذا هوى فلان وفلانة هواه رأى مهويته ومحبوبته وأكثر ما يستعمل في الحب المذموم كما قال تعالى :
( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) النازعات (40-41) ويقال إنما سمي هوى لأنه يهوي بصاحبه. فالهوى إذاً ميل الطبع إلى ما يلائمه كما قال ابن الجوزى وابن القيم
, وهو أيضاً ميل النفس إلى الشهوة.
قال تعالى :
( فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135
وقال سبحانه :
( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى " .
وقال علي-رضي الله عنه-
: إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل،أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة
وقال بعض السلف: إذا أشكل عليك أمر أن لا تدري أيهما أرشد فخالف أقربهما من هواك ، فإن أقرب ما يكون الخطأ في متابعة الهوى .
وقال بشرالحافي رحمه الله ورضي عنه :
البلاء كله في هواك . والشفاء كله في مخالفتك إياه . .
وقد قيل للحسن البصري رحمه الله :
يا أبا سعيد أي الجهاد أفضل؟ قال جهادك هواك.
قال الإمام المحقق ابن القيم: وسمعت شيخنا يعني شيخ الإسلام ابن تيمية
قدس الله روحه يقول : جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين ، فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولا حتى يخرج إليهم ، فمن قهر هواه عز وساد ، ومن قهره هواه ذل وهان وهلك وباد
وقال ابن المبارك:
ومن البلاء وللبلاء علامة
أن لا يُرى لك عن هواك نزوع
العبد عبد النفس في شهواتها
والحر يشبع تارة ويجوع

فيا أيها الأحبة
ما تقدم من آيات وأحاديث وأقوال للسلف الصالح هـي في ذم الهـوى وما ينتج عنه من صد عن الحق و اتباع للباطل
فمن أبتلي بهذا الداء الدفين والمرض العضـال فإنه لا يـرى الحق إلا فيمـا أُشرب هواه , فكل أمـرٍ أُشرب هواه هو الحق والصواب , وإن أتيته بكل آية ما تبع قـولك …
فما أقبح الهـوى
, وما أشد ما يفتك بصاحبه , حتى يصده عن الحق وإن كان واضحاً وضوح الشمس أبلجاً ,, وليس ذاك إلا لأن الهوى يورث الكبر ـ في القلب ـ عن قبول الحق , فترى من أبتلي بذلك الداء لا يقبل الحق وإن أوضحت له الحق بالآيات البينات والأحاديث النبوية , فلا يلبث أن يؤلها على هواه , ثم تأتيه بعد ذلك بأقوال أهل العلم الثقات لعلها تكون واعظاً لقلبه وشفاء له من سقمه , فلا يلبث أن يردها وهو من هو حتى يرد على أولئك الأفذاذ ,,, لكنه الكبر عن قبول الحق واتباع الهوى …
وليت الأمر يقتصر على ذلك ,, ولكن كما يقول المثل : أحشف وسوء كيل ( وهو يطلق على من يجمع بين صفتين قبيحة )
ياليت أهل الأهواء اكتفوا بأنفسهم ولكن الهـوى آفة ليس بعدها آفة
فلا تلبث أن تراهم يفتنوا الناس بأهوائهم ,, فتراهم يتصدرون المجالس وساحات المنتديات والحوار ليقنعوا الناس ـ بما أُتوه من منطق ـ بأهوائهم وصدق الحق سبحانه وتعالى حينما قال :
(وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ }الأنعام119 وقال تعالى : {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ }المائدة49
ولن أنسى تلك الأخت التي من المحزن جداً أن تكون من طلاب العلم فتفتن الناس بما تملكه من قواعد فقهيه حتى تقنع الناس وتزين الباطل بدعوى الحق وما هو من الحق بقريب
لن أنسى ذلك المقال الذي كتبته عن الإحتفال بأعياد الميلاد والزواج وغيرها من الأعياد التي حرم أهل العلم الثقات الإحتفال بها , فإذا هي تتكلم في مقالها عن جواز الإحتفال بأمثال هذه الأعياد مجملة ذلك بمعسول الكلام حتى تزيف الحق ,, وحتى ينقاد الناس لقولها ذكرت أنها تحتفل بتلك الأعياد وتساعد في إقامة تلك الحفلات ,,,
فما تظنون من العوام حينما يرون من يدعي أنه طالب علم يفعل ذلك الفعل ؟؟
بالطبع سيتبادر إلى أذهانهم أنه الحق إلا من أوتي علماً يدفع به الشبهات
فإذا برواد تلك المدونة الذي جلهم من العوام كما يظهر , فإذا بهم يفرحون بذلك المقال أيما فرح ليس لشئ !! إلا لأنه أُشرب هواهم وأتـى ممن يتكلم باسم الدين ولعمر الله إنها لبلية ليس بعدها بلية ,, وما علموا أن ذمتهم لا تبرأ عند الله إلا بسؤال أهل العلم الثقات الذين قال الله فيهم
( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }الأنبياء7






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 05:31 PM   رقم المشاركة : 162
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
تااااااابع



فأرسلت لأحد العلماء رابط ذلك المقال لعله يرد عليها , فاستاء مما كتبت تلك الأخت وما أعقب ذلك المقال من ردود ,,, فرد عليها مشكوراً مأجوراً وبين لها بالأحاديث القاطعة تحريم هذه الأعياد والإحتفال بها ,, ولكنها أبت وتكبرت عن قبول الحق ممن هو أعلم منها وأخذت تجادله , قلت في نفسي : ما فعلت ذلك إلا لأن ذلك الأمر أُشرب هواها
ولن أنسى جملة قالها الشيخ لها ـ لعلها تكون لها واعظاً ـ قال ـ حفظه الله ـ
إن المـرء إذا فعل المعصية بينه وبين نفسه فهو أهون بمرات ومرات من أن ينشر ذلك على شاشة يُطالعها الملايين ـ أو كما قال حفظه الله ـ

و ما أظن أن أمة الإسلام بُليت ببلية مثل بليتها بأصحاب الأهواء الذين يتصدرون المجالس وساحات المنتديات والحوار ليقنعوا الناس بأهوائهم ,,, فلا يغرنكم هؤلاء ….
فيا أيها الأحبة
إن الإخلاص كل الإخلاص أن يطلب المرء وينشد الحق ولا يتكبر عن قبوله ممن كان ,, فمن كان كذلك فحري أن يطرح الله له القبول في الأرض …
ودائماً ما نسمع الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله يردد في أشرطته يعلم تلاميذه فيقول :
( الرجال يعرفون بالدين وليس الدين يعرف بالرجال )
وكل إنسان يؤخذ منه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم
فيا أيها الأحبة
لا يغرنكم أهل الأهواء , وتحروا أخذ العلم الشرعي والأحكام الفقهية من مصادرها من علماء ربانيون هم معذورن بالإجتهاد إن أخطأ أحدهم ,,, أما العوام فلا يجوز ولا يحق لهم الإجتهاد من تلقاء أنفسهم وقد
قال صلى الله عليه وسلم : ( من أُفتي بغير علم كان إثم ذلك على الذي أفتاه )
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
كان السلف ينكرون أشد الإنكار على من اقتحم حمى الفتوى ولم يتأهل لها، ويعتبرون ذلك ثلمة في الإسلام، ومنكرا عظيما يجب أن يمنع
ألا فليتب إلى الله أولئك القوم , وليعلموا أنهم واردون على الله عز وجل في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
قال تعالى : {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }النحل25

ولن تجد علاجاً لأصحاب الأهواء ولو أتيتهم بكل آية مالم يكن لهم من أنفسهم واعظـــاً يخوفهم بالله ويذكرهم الآخرة
فالأمر خطير جد خطير
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن , ونعوذ بك اللهم أن نضل غيرنا بعلم أو بغير علم
والله نسأل أن يجعل عواقب أمورنـا إلى خيـر , وأن يختم بالصالحات أعمالنا وأعمارنا
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 05:41 PM   رقم المشاركة : 163
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


كيف تختار صاحبك؟
إذا قال قائل: إنني وجدت منهم عدداً، فأيهم الذي أصاحب؟
والجواب:
نرجع إلى ما قاله السلف ، فإنهم كانوا يفاضلون بين الأشخاص بأي شيء؟ بالعلم، والسنة، والعبادة، وخدمة الدين، والخلق.
ولذلك فإن الإنسان لا يعْدِم مِن الموازنةِ التي تقوده إلى صاحبه الذي يخالطه، ويتابعه، ويعاشره، ويأوي إليه. فانظر فيهم: مَن أزكى علماً، وأشد اتباعاً للسنة، وأحسن خلقاً، وأكثر حرصاً على خدمة الدين والدعوة إلى الله؟ فعند ذلك تعرف من تخالط.

ولذلك قال ابن الجوزي رحمه الله:
"فالعجب ممن يترخص في المخالطة وهو يعلم أن الطبع يسرق، وإنما ينبغي أن تقع المخالطة للأرفع والأعلى في العلم والعمل ليُستفاد منه، فأما مخالطة الدون فإنها تؤذي، إلا إذا كانت للتذكير والتأديب" وهذه كلمةٌ عظيمة. إن كنت أنت الذي تدعوه وهو دونك فنَعَم، وتعلمه وهو دونك فنَعَم، وإلا فإن الإنسان يحرص دائماً على صحبة الأرفع والأعلى والأكثر فائدة.
( الصاحب ساحب )
عناصر الموضوع :
1. الأمر بصحبة الأخيار
2. مميزات الجليس الصالح
3. فوائد صحبة الصالحين
4. اختيار الصاحب
5. صحبة الأشرار وأضرارها

الصاحب ساحب:
لقد جاءت الآيات والأحاديث الدالة على الأمر بصحبة الأخيار والصالحين الذين يعينون على الخير ويحثون عليه. فمن أراد صحبة الصالحين فليبحث عنهم في المساجد، فهي أكثر الأماكن التي يتواجدون فيها، وقد كان السلف رضوان الله عليهم يفاضلون بين الأشخاص بالعلم والسنة وخدمة الدين والخلق، وأما صحبة الأشرار فأقل ما فيها ضياع الأوقات وإهدارها فيما لا نفع فيه.
الأمر بصحبة الأخيار:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1] .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * < يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71] .
أما بعــد: فإن الله سبحانه وتعالى أوصانا بوصايا، وكذلك نبيه صلى الله عليه وسلم حثنا على أمور، ولا يأمر الرب بشيء ولا نبيه صلى الله عليه وسلم إلا وفيه مصلحة عظيمة لنا، وهذا الفرق بين أوامر الرب ورسوله وبين أوامر البشر. ومِن أوامر الرب وأوامر رسوله: الأمر بصحبة الأخيار: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف:28] فأمر بصحبة الأخيار وملازمتهم، ونهى عن صحبة الأشرار: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا [الكهف:28] . وهذه مسألة عظيمة من مسائل هذه الحياة؛ فإن الإنسان لا بد له من صديق وصاحب، ولا بد له من قوم يأوي إليهم، ويكون معهم. ولعل هذا الوقت (في بداية العام الدراسي) بل وعودة كثير من العمال والموظفين إلى أعمالهم، يكون وقتاً مناسباً للتذكير بهذا الموضوع (إنشاء العلاقات الجديدة) وتنقية العلاقات القديمة وتمحيصها. قال الله تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تصحب إلا مؤمناً) .
وقال: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (المرء مع مَن أَحَب) .
قال بعض السلف : لقد عظُمت منزلة الصَدِيق عند أهل النار، قال الله تعالى: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * < وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ [الشعراء:100-101] .
وقال بعضهم في قوله صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله) : انظروا إلى فرعون مع هامان، أضل هذا بهذا، وأخذ هذا من عزة هذا، وأعان بعضهم بعضاً على الكفر واستعباد البشر. وجليس الخير مفيد دائماً وأبداً، مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح كمثل العَطَّار، إن لم يعطِك من عطره أصابك من ريحه)وهذا هو الفرق بينه وبين نافخ الكير، الذي يحرق ثيابك، أو تجد منه ريحاً سيئة.
مميزات الجليس الصالح:
جليسك الصالح: يأمرك بالخير، وينهاك عن الشر، ويُسمِعك العلم النافع، والقول الصادق، والحكمة البليغة، ويبصِّرك آلاء الله، ويعرِّفك عيوب نفسك، ويشغلك عما لا يعنيك. وإن كان قادراً: سَدَّ خَلَّتك، وقضى حاجتك، ثم لا تحتاج بعد الله إلى سواه، إن ذكَّرته بالله طمع في ثوابه، وإن خوَّفته من عذاب الله ترك الإساءة، يُجْهِد نفسه في تعليمك وإصلاحك إذا غفلتَ عن ذكر الله، وإذا أهملت بشَّرك وأنذرك، يعتني بك حاضراً وغائباً.
وإن كان مثلك أو دونك فهو: يسُدُّ خَلَّتك، ويغفِرُ زَلَّتك، ويُقيل عثرتك، ويستر عورتك، وإذا اتجهت إلى الخير حثك عليه، وكان لك عوناً عليه، وإذا عملت سوء أو توجهت إلى سوء حال بينك وبين ما تريد، وقال: أعرض عن هذا، واستغفر لذنبك إنك كنت من الخاطئين.
وصالح إخوانك: لا يمل قُرْبَك، ولا ينساك على البعد، تُسَر بحديثه إذا حضر، إنه يشهد بك مجالس العلم، وحِلَق الذكر، وبيوت العبادة، ويزين لك الطاعة، ويقبح لك المعصية، ولا يزال ينفعك حتى يكون كبائع المسك وأنت المشتري. ولِصَلاحِه: لا يبيع عليك إلا طيباً، ولا يغشك، ولا يعطيك إلا جيداً، وإن أبيت الشراء فلا تمر بشارعٍ إلا وجدت منه ريح الطيب الذي يملأ المعاطس والأنوف؛ أولئك القوم لا يشقى بهم جليسهم تنزل عليهم الرحمة، فيشاركهم فيها، ويهم بالسوء فلا يقوله ولا يستطيع فعله، إذا لم يكن مخافةً من الله فحياءً من عباد الله الصالحين.

أوصى بعض الصالحين ولده لما حضرته الوفاة، فقال: يا بني! إذا أردت صحبة إنسان فاصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، واصحب من إذا مددت يدك للخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدَّها، وإن رأى منك سيئة سدَّها.
وقال بعض السلف : عليكم بإخوان الصدق، فإنهم زينة في الرخاء، وعصمة في البلاء. فالأخيار الأبرار الأتقياء إذا وُجدوا في مجتمع جذبوا أشباههم أو انجذبوا إليهم وسرى تيار المحبة بينهم. والصاحب ساحب.
لو أن مؤمناً دخل إلى مجلسٍ فيه مائة منافق ومؤمنٌ واحد لجاء حتى يجلس إليه، ولو أن منافقاً دخل إلى مجلسٍ فيه مائة مؤمن ومنافقٌ واحد لا زال يمشي حتى يجلس إليه، وإن أجناس الناس كأجناس الطير، ولا يتفق نوعان في الطيران إلا وبينهما مناسبة.
أيها الإخوة: ينبغي على الواحد منا أن يفتش نفسه. اعلم يا عبد الله! أن قلبك إن نفر من أهل الدين فأنت مريضٌ، فداو نفسك حتى تميل إلى أهل الخير، وإذا رأيت نفسك تميل إلى أهل الشر والفجور فاتهم نفسك واستدرك عمرك قبل الفوت.
وإذا رأيت نفسك تميل إلى الأخيار، وتحب مُجالستهم مع علمك بسوء سيرتك، واعوجاج طريقتك، وقبح ما تُخفي وأنت بينهم؛ فاعلم أن فيك بقية خير، فاجتهد في اقتلاع الشر من نفسك لتكون مثلهم، وإذا رأيت نفسك تحب الذهاب مع المجرمين، وأنت من أهل الخير، ففيك شعبة من النفاق.
إن الإخوان الصالحين نعمة عظيمة من الله.
وقد روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: [لو لا ثلاثٌ ما أحببت البقاء ساعة: ظمأ الهواجر -الصيام في النهار الحار- والسجود في الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب الثمر] .
وقال الشافعي رحمه الله تعالى:لولا القيام بالأسحار، وصحبة الأخيار؛ ما اخترت البقاء في هذه الدار. وكانوا إذا فقدوا أخاً عزيزاً عرف ذلك فيهم

. قال أيوب السختياني رحمه الله: [إذا بلغني موت أخٍ لي فكأنما سقط عضوٌ مني] .
أخاك أخاك فإن من لا أخاً له كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح ولذلك كان التفريط في الصالحين وتضييع الأخ الصالح من أعظم البؤس، وأشد البأس على النفس، وأعجز الناس من فرط في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيع مَن ظَفَر به منهم، فربما يلقاهم ثم يضيعهم؛ فهذا أعجز مِن الذي فرط في ملاقاتهم والتعرف عليهم أصلاً؛ لأنه عرف النعمة ثم كفرها، فهم يعرفون نعمة الله ثم يجحدونها ويتخلون عنها. والرجل بلا إخوان كاليمين بلا شمال والشمال بلا يمين.
وقال الأصمعي رحمه الله: إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده، فانظر إلى حنينه إلى إخوانه، وتشوُّقه إليهم.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 05:50 PM   رقم المشاركة : 164
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


فوائد صحبة الصالحين:
أيها الإخوة: إن مصاحبة الصالحين فيها فوائد كثيرة:
1- النجاة يوم القيامة :
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب) .
2- النجاة من فزع ذلك اليوم : الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ [الزخرف:67-68] .
فإذا كان معهم في الدنيا نَجَى مِن الفزعِ، ولعْنِ بعضِ الناس بعضاً يوم القيامة.
3- الانتفاع بدعائهم بظهر الغيب.
4- الانتفاع بمحبة الله لمحبتهم : لأن الله قال: (وجبت محبتي للمتحابين فِيَّ، والمتجالسين فِيَّ، والمتزاورين فِيَّ، والمتباذلين فِيَّ)
كما جاء في الحديث الصحيح القدسي.
5- بركة المجالس والخير الذي يعم : (فتقول الملائكة: يا رب! إن فيهم فلاناً ليس منهم، إنما جاء لحاجة، فيقول الله للملائكة: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)
لا يحرم من الفضل وإن جاء لحاجة، ما دام جلس مع الأخيار فلا بد أن يناله نصيب.
قومٌ يذكرون الله فيناديهم المنادي من السماء: (قوموا مغفوراً لكم)
فما أعظم النعمة بالجلوس معهم إذا كانوا سيقومون وقد غُفِر لهم؟!
6- جلساء الخير يعرفونك على إخوان الخير فتزداد المعرفة؛ فصاحب الخير يدلك على صاحب الخير، وهكذا تزيد الاستفادة.
7- التشبه بهم ثمرة من ثمرات مصاحبتهم : وإذا كانوا على خيرٍ صرت على خير.
8- يحفظون الوقت والعمر من الإهدار.
9- ذكر الله تعالى :
قال عليه الصلاة والسلام: (أولياء الله تعالى الذين إذا رُؤُوا ذُكر الله عز وجل) .
وكان القعنبي رحمه الله إذا خرج على الناس قالوا: لا إله إلا الله. وكان من أهل الحديث.
10- هم الزينة في الرخاء، والعدة في البلاء : هذه العدة التي يحتاجها الإنسان.
11- وخير معينٍ على تخفيف الهموم والغموم : وكم في حياتنا هذه من غموم وهموم؟! وكم فيها من شدائد يحتاج الواحد إلى شخص يستمع إلى شكواه فلا يجد، ولو كان لا يريد منه شيئاً إلا مجرد السماع؛ لأن في بث الشكوى راحة، فبعض الناس من النعم التي حرموها أنهم لا يجدون أحداً يسمع شكواهم؛ لفَقْد صديق الخير، وصاحب الخير، لو ما سمع إلا الشكوى لكان في ذلك تنفيس وراحة، فكيف إذا كان سيعين ويساعد بعقله ومشورته، أو بماله وجاهه ومساعدته؟! خرج ابن مسعود مرةً على أصحابه فقال: [أنتم جلاء أحزاني]. وهكذا فعلاً يكون الإخوان تسليةً وتسريةً، يكون لقاء الأحبة مُصَفِّياً ومُنَقِّياً، ويكون طارداً للهم والغم.
12- وكذلك فإن من أعظم النعم بمصاحبة الصالحين إن أُحْسِن الاختيار: تعلم العلم الشرعي.
13- الإقبال على الدين.
14- تكميل الشخصية.
15- العون على العبادة.
16- الحماس للطاعة.
17- النصرة في الحق.
18- الإعانة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
19- السمو فوق عالم المادة.
20- النجاة من اليأس.
21- الرأي السديد.
22- التخلص من العادات السيئة.
23- البركة
: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (البركة في ثلاث: الجماعة، والثريد، والسحور) . فإن قال قائل: أين أجد الصالحين؟ فنقول: من مظان وجود الصالحين، أعظم المظان على الإطلاق بيوت الله تعالى. عن الحسن بن علي قال: [من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب ثمان خصال: آية مُحكمة، وأخاً مُستفاداً، وعلماً مُستطرَفاً، ورحمةً منتظَره، وكلمةً تدله على هدى، أو تردعه عن ردى، وترك الذنوب حياءً، أو خشية] . المنطَلََق من المسجد، وهكذا يعرف الإنسان الإخوان وينتقيهم.

اختيار الصاحب:
إذا قال قائل: إنني وجدت منهم عدداً، فأيهم الذي أصاحب؟
والجواب: نرجع إلى ما قاله السلف ، فإنهم كانوا يفاضلون بين الأشخاص بأي شيء؟ بالعلم، والسنة، والعبادة، وخدمة الدين، والخلق.
ولذلك فإن الإنسان لا يعْدِم مِن الموازنةِ التي تقوده إلى صاحبه الذي يخالطه، ويتابعه، ويعاشره، ويأوي إليه. فانظر فيهم: مَن أزكى علماً، وأشد اتباعاً للسنة، وأحسن خلقاً، وأكثر حرصاً على خدمة الدين والدعوة إلى الله؟ فعند ذلك تعرف من تخالط.
ولذلك قال ابن الجوزي رحمه الله: "فالعجب ممن يترخص في المخالطة وهو يعلم أن الطبع يسرق، وإنما ينبغي أن تقع المخالطة للأرفع والأعلى في العلم والعمل ليُستفاد منه، فأما مخالطة الدون فإنها تؤذي، إلا إذا كانت للتذكير والتأديب" وهذه كلمةٌ عظيمة. إن كنت أنت الذي تدعوه وهو دونك فنَعَم، وتعلمه وهو دونك فنَعَم، وإلا فإن الإنسان يحرص دائماً على صحبة الأرفع والأعلى والأكثر فائدة. وتأمل في علاقة الإمام أحمد رحمه الله بـمحمد بن نوح كيف كانت متبادلة من الأعلى إلى الأدنى ومن الأدنى إلى الأعلى.
قال الإمام أحمد رحمه الله عن محمد بن نوح الشاب: ما رأيت أحداً على حداثة سنه وقدر علمه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح ، إني لأرجو أن يكون قد خُتِم له بخير. وذلك لأنه لما أخذا معاً إلى المأمون في فتنة خلق القرآن مقيدَين فمات محمد بن نوح في الطريق، فغسله الإمام أحمد رحمه الله وكفنه وصلى عليه، وقال هذا الكلام في شأنه: إني لأرجو أن يكون قد خُتم له بخير.
قال لي ذات يوم: يا أبا عبد الله ! الله.. الله.. إنك لست مثلي! أنت رجلٌ يُقتدى بك، قد مد الخلق أعناقهم إليك لِمَا يكون منك، فاتقِ الله، واثبت لأمر الله. قال: فمات، وفُكَّ قيدُه، وصليت عليه، ودفنته يرحمه الله. اللهم ارحم موتانا، اللهم إنا نسألك صحبة الأخيار، وعيشة السعداء، وميتة الشهداء، وحياة الأتقياء، ومرافقة الأنبياء، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
صحبة الأشرار وأضرارها:
الحمد لله، وسبحان الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأشهد أن محمداً رسول الله؛ الرحمة المهداة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. عباد الله: إن الله تعالى حذَّّرنا من أهل السوء، قال : وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام:68] .
يا من تُعاشِر صاحب سوء وأهل السوء! فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام:68]
لا تقعد بعد الذكرى مع أهل السوء؛ فإن الله نهاك عن ذلك: فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام:68] هؤلاء الذين يتبرأ بعضُهم من بعض، ويقول الواحد منهم يوم القيامة: يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً [الفرقان:28] . ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ في دعائه من صاحب السوء كما قال: (اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة) لأنه ملازم؛ فإذا كان صاحب سوء فكيف يسلم من شره. (أعوذ بالله من صاحب السوء) قرين السوء الذي لا يمكن أن تأمنه على شيء؛ لا على عرض، ولا على مال، ولا على سر، لا يعينك على خير، ويزين المعصية، ويحث على الخبث. لا خير في صحبة من إذا حدثك كذبك، وإذا ائتمنته خانك، وإذا ائتمنك اتهمك، وإذا أنعمت عليه كفَرك، وإذا أنعم عليك مَنَّ عليك. ينبغي أن يُخْتَبَر الناسُ قبل مؤاخاتهم وذلك عند الهوى إذا هوى، وعند الغضب إذا غضِب، وعند الطمع إذا طمِع، ليُنْظر ما حاله في هذه المواقف الثلاثة! قال شيخ الإسلام رحمه الله: الناس كأسراب القَطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض. ولا تقل: إنه لا يضرني، فالصاحب ساحب، والتشبه حاصل.
واختر قرينك واصطفيه تفاخراً فكلُّ قرين بالمقارَن يَقتدي
مَن الذي علم أصحاب المخدرات المخدرات؟! ومَن الذي جر الفحش إلى كثير من أهل الفحش؟! ومَن الذي أعطى القصص الخليعة وروايات السوء إلى من تأثر بها؟! َمَن الذي جلب إليهم الأفلام؟! مَن الذي سافر معهم إلى بلدان الشر والفساد؟! مَن الذي ضيعهم عن أهليهم؟! مَن الذي جعلهم يضيعون أماناتهم، وزوجاتهم، وأولادهم؟! إنهم قرناء السوء، أثرهم واضح في الواقع، يضيِّعون العمر، إنهم مَرَضٌ وهَمٌّ، وغَمٌّ وعجز. أيها المسلم! يا عبد الله! قد تكون أنت من أهل الخير، ولكن في نفسك شيء من الهوى إلى الجلوس إلى بعض أهل السوء، فإياك.. إياك.. أن يأخذك إلى أي مكان؟! إن صاحب الخير يأخذك إلى مسجد، أو حلقة علم، أو زيارة نافعة، أو عبادة وطاعة، أو قربة، أو يصحبك في حجٍ أو عمرة. أما ذلك فيأخذك إلى مكان دمَّر حياةَ كثير من الناس! فهل من توبة؟! وهل من عودة؟! وأقل ما في صحبتهم: ضياعُ الأوقات. حدثني واحدٌ قال: ذهبنا ووقفنا على أرجلنا إلى الساعة الواحدة ليلاً، ننتظر عملية القمار والميسر، ماذا ستكون نتيجتُها؟! ومَن الذي سيفوز بالسحب؟! ضاع الوقت، وضاع العمر، ومشاهدة المعصية، وهكذا الفكر الخالي، والعقل الخالي، والقلب الخالي؛ يسهُل جَرُّ صاحبِه. والناس إذا كانوا أصحاب تفاهات لو قيل لهم: إن في فَتِّ البعر سراً لأقبلوا على فَتِّه؛ لأن كثيراً منهم ليسوا بأصحاب عقولٍ راجحة، فيسهل الضحك عليهم، ويسهل خداعهم، وهذا حال كثير من الناس. فإذا لم يُوَفَّق الإنسان بصاحب عقلٍ راجح فكيف يكون العيش؟! وإذا كان الإنسان في مكان لم يجد فيه قريناً صالحاً، قد يعيش في مَجْمَع سكني، أو مكانٍ ناءٍ لا يجد فيه صحبة صالحة، يُبْتلى العامل بعمال حوله من النصارى والهندوس، أو غير ذلك ممن يكونون معه، فربما لا يجد أحداً من أهل الخير، فماذا يفعل عند ذلك؟ قال العلماء: فالأَولى للرجل في هذه الحالة ألا يزور إلا المقابر، ولا يفاوض إلا الكتب، وليستعن بالله على التوفيق، ويجعل خلوته أنساً بالله تعالى. إذا لم تجد أصحاباً فخالط كتب العلماء، وإذا لم تجد صالحاً تزوره فزر القبور. أيها الإخوة: كثيرٌ من الناس لا يغيرون العلاقات السيئة؛ لِقِدَم العهد وجريان العادة، فهو لَمَّا تعود على هذه الشلة لا يريد أن يفارقها؛ إن هناك جاذبيةً، إن سريان الوقت قد جعله متعلقاً بهم، فانتشال النفس من بينهم يحتاج إلى دينٍ، ومجاهدة، وإرادة قوية لا يُرْزَقُها إلا من أخلص النية لله من أجل الخلاص. يا أيها الأب: ساهم في توجيه ولدك إلى أهل الخير في الوقت المبكر؛ فإن الولد إذا كَبُر فَبَنَى علاقاته بنفسه، فإنه يصعب عليك جداً أن تغيرها أنت، اختَر له قبل أن يختار هو، فإذا رأيته مال إلى أهل الخير فشجِّعه، وأيِّده، وانصره، ووافقه على ما مال إليه؛ لأنه فيه صلاح دينه ودنياه. وبعضهم يقول للأخيار: أدفع لكم نقوداً وخذوا ابني. وبعضهم اعتَبَر بضياع الولد الأول، فلا يريد أن يضيع الثاني، والذي رأى تجارب غيره لا يحتاج أن يجربها. وهذه من مسئوليات الآباء في اختيار الأولاد الصالحين لمرافقة أبنائهم منذ السن المبكرة، وأن يتعاون الجميع على أن يوجدوا بيئات صالحة؛ وإيجاد البيئات الصالحة مسئولية عظيمة، وصدقة جارية، والله إن الذي يوجِد مجموعةً صالحة يعيش فيها ولده وولد غيره وولد جاره صدقةً جارية، تكون له في كل علم اكتسبوه، وخلق انتفعوا به. اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الذين ينشغلون بذكرك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اجعلنا ممن يصاحب الأخيار يا رب العالمين! اللهم لا تجعلنا من النادمين، اللهم لا تجعلنا من النادمين، واغفر لنا ذنوبنا أجمعين. اللهم انصرنا على أعداء الدين، اللهم عجِّل فرج المسلمين. اللهم إنا نسألك أن تهلك الكفرة الذين يعادون رسلك ويكذبون وحيك يا رب العالمين! اللهم أنزل بهم بأسك وعذابك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، ونجنا برحمتك يا أرحم الراحمين! سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 05:54 PM   رقم المشاركة : 165
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


أمي..أول كلمة نطقناها ، وأحلى كلمة رددناها ..
لكن اسمحوا لي قبل أن أنطلق أنا وإياكم أن أقدم كلمات شكر وعرفان إلى ..
أمي ..
كلمات عرفان إلى أمي التي أدين لها بالفضل بعد الله تبارك وتعالى ..
فمهما قلت ، ومهما عملت فلن أوفيك أجرك
يا أمي ..
لن أنسى صدرك الحنون ..
ولن أنسى سهر الليالي وتعب الأيام ..
لن أنسى حين كنا نجتمع على مائدة الطعام وتقدمينا وتؤثرينا على نفسك بما لذَّ وطاب ..
حتى بعد أن كبرنا كنت تضعين اللقيمات في أفواهنا ..
كم أتعبتك أماه حين كنت أتأخر بالسهر فينام أهل البيت وتبقين أنت ساهرة بالانتظار ..
كنت تخافين علينا من البحر يوم أن كنا نسكن قريباً منه ..
أذكر مرة أنك ضربتيني ضرباً مبرحاً ، لأني اقتربت من البحر ؛ وخضت في شواطيه ..كنت صغيراً ..لم أعرف السبب .. لما كبرت عرفت !!..
لقد كان خوفك علي هو الدافع ..
لم أنسى أني حين كبرت وسافرت للدراسة أنك أنت التي كنت تجمعين من هنا وهناك مصاريف دراستي حتى لا أحتاج إلى أحد في غربتي ..
يالله كم كنت أتعب حين أرجع في الاجازات ويأتي وقت العودة للسفر ..
كم كان قلبي يتقطع حين تقولين لي : لعلك ترجع من هذا السفر ولا تراني ..
كم كان قلبي يتقطع حين تقولين لي مودعة : لعلك ترجع من هذا السفر ولا تراني ..
كم كنت أبكي حين أسمع هذا الكلام ..
عدت من السفر وكبرت أنت يا أمي وضعفت ولقد أعطيتيني وأخوتي أحلى سنين العمر ..
كم دافعت من أجلنا ..
كم ضحيت في سبيلنا ..
لقد تحملت همومنا وسعيت في حاجاتنا حتى بعد أن أصبحنا كباراً ..
بالأمس كنت أسمى خالد ..
واليوم يقال لي الشيخ فلان ..
وما أنا والله إلا حسنة من حسناتك..
وما أنا والله إلا حسنة من حسناتك ..

والفضل لله ثم لك أماه فيما أنا فيه اليوم فجزاك الله عني خير الجزاء ..
فيا صاحبة الثغر الباسم ..
ويا صاحبة العطاء والقلب الرحيم ..
إليك ..
أيتها الزهرة الغالية ..
إليك ..
يا صاحبة النبع الصافي ..
للتي مسحت دمعتي ..
وغسلت قذرتي ..
للتي أطعمتني وسقتني بيدها ..
لمن جعلت صدرها مسكناً لي ..
وعينها حارسة لي ..
أهدي إليك هذا اللقاء ..
وأقول وجزاك الله عني خير الجزاء ..
اللهم احفظ أمي بحفظك ، أطل عمرها ، وأحسن عملها ، واختم بالصالحات ، أعمالها ..
أماه ..
لو كان عمرك بيدي لزدته ولو كان فيه فنائي ..
أماه ..
لو كان أمري بيدي لرفعتك لعنان السماء ..
والله ..
لن يوفيك حقك إلا الله ..
والله ..
لن يوفيك حقك إلا الله جل في علاه ..

أما أخبار وعناصر هذا اللقاء بعد هذه المقدمة فأخبار وعناصر ستة ..
أولها :
الأم وما أدراك ما الأم ..
ثانيها
: احذر دعوة المظلوم ..
ثالثها :
لا أصدق أنهم فعلوا هذا بك ..
رابعها :
لماذا يبكي هذا ..
خامسها :
حقيقة لا خيال ..
وآخرها :
هذا هو ديننا ..
فمع أول العناصر..

الأم وما أدراك ما الأم ..
هي نموذج رحمة يتحرك بين أظهرنا ولا يلتفت إليه أحد بالإجلال والتقدير إلا من رحم الله ..
الأم كتلة من الصبر ..
وصورة حية للعفو والحلم ..
يقول أحدهم ..
الآن عرفت معنى قولهم ليس من سمع كمن رأى ..
ليس من سمع كمن رأى ..
يقول لقد سمعت كلاماً كثيراً وأحاديث متنوعة عن عظيم فضل الأم ..
وكنت كغيري أسمع ما أسمع فلا يكاد يتجاوز ما أسمع سوى أذني ..
قد تهزني عبارة جميلة ..
قد أحرك رأسي إعجاباً بأبيات جميلة ثم لا شيء في دنيا الواقع ..
لكن الله أراد بي خيراً إذ وجدت نفسي أتابع مراحل حمل زوجتي خطوة
خطوة ..
وحين دخلت المسكينة في شهرها التاسع وتجاوزته بقليل تخيلت نفسي أنا ذلك المتكور في هذا البطن للمنتفخ ..
وأنا أرى وأراقب بدأت أستشعر بعض من تلك المعاني التي سمعتها طويلاً وكثيراً عن عظيم فضل الأم ..
لقد رأيت ثم رأيت أمراً هائلاً يدير الرأس ، ويرقق القلب ، ويدمع العين ..
ومن ثم أخذت أقتنع تماماً أنَّ هذه المرأة الجليلة الأم لم ينصفها الناس ولن ينصفوها أبداً ..
مهما زخرفوا الأقوال ..
ورققوا العبارات ..
ونسقوا الكلام ..
والله ..
لن يكافأها على الحقيقة إلا الله وحده ..
ولذلك قالوا أجر الوالدين على الله ..
يقول مواصلاً كلامه :
ليت المعاني تسعفني لكي أقرب الحقيقة ..
لقد تشبعتها ليالي وأيام خلال أواخر شهرها التاسع ، بل في ساعات الليل
والنهار ..
فماذا رأيت !!..
رحماك يا الله ثم رحماك ..
أوَ يستطيع الإنسان أن يتحمل كل تلك المعاناة والآلام ..
لقد رأيتها تتحمل كل ذلك بفرح وسعادة وحبور مرات ومرات ..
رأيتها وسمعتها وهي لا تدري وهي تطلق صرخة متوجعة فأحس بحرارة ألمها قد انتقل إلى قلبي مباشرة ، فأجالد نفسي حتى لا تفضحني عيناي ..
ثم أفاجأ بها بعد لحظة وقد أخذت تتبسم متناسية تلك الآلام وهي تشير إلى بطنها وتقول :
كم أحبك يا صغيري ..
وكم أنا مشتاقة لرؤياك ..
سبحان من صبرها على آلامها المتصلة مع الأنفاس ..
تراها ..
إذا تحركت تألمت ..
وإذا جلست أنَّت ..
وإذا اضجعت صرخت ..
وإذا مشت تعبت ..
وإذا حاولت النوم لتهجع قليلاً تعبت ..
فهي لا تستطيع أن تتقلب على فراشها على راحتها كما كانت قبل هذا الحمل الثقيل الحبيب ..
ومع هذا كله فهي لا زالت مطالبة في الغالب بالاهتمام بالبيت ، وشؤونه الداخلية ، ومتابعة الصغار ونظافتهم وإطعامهم وغسلهم ونومهم وما إلى ذلك مما هو وحده كفيل بهدّ جبل من الجبال ، وتفتيت صخرة راسية ، وإحراق البقية الباقية من الأعصاب المشدودة ..
ومع هذا كله تراها تقول للصبر مبتسمة ..
خذ مني دروساً يا صبر ..
خذ مني دروساً يا صبر ..
جرب نفسك لتكن أماً ..

هل
يستطيع رجل واحد أن يتحمل البقاء مع طفل في الثانية أو الثالثة من عمره لساعات قبل أن يدعو على نفسه بالويل والثبور وعظائم الأمور ..
إنها والله وحدها الأم التي تتحمل ذلك راضية متبسمة ..
تأمل معي هذا المنظر وقل :
ما أجمل منظرها وهي جالسة وقد التف حولها صغارها أشبه بفراخ الطير تفتح مناقيرها لتلقمها أمها شيئاً من الطعام ..
تشجع هذا ليأكل ..
وتداعب الثاني وهي تطعمه ..
وتسقي الآخر بعد محاولات ..
وتضحك مع أصغرهم ليقبل على وجبته ..
كل ذلك وهي تجلس بينهم جلسة غير طبيعية يكاد كل مفصل منها يأنّ على حدة يشتكي و يتوجع ..
وهي مع ذلك لا تزال تبتسم وتشجع وتسقي وتطعم ..
ثم فجأة تطلق صرخة خافتة فلقد تلقت من جنينها لكمة محكمة تحت الحزام فتسارع لتغير جلستها..
وما إن تستوي عظامها حتى تعاود الابتسام كأنَّ شيئاً ما كان ..
ومن جديد يسدد الجنين لكمة أخرى محكة كأنما يقول لها :
أنا هنا أماه ..
تفرح بلكمه ورفسه وهو لا يدعها تستريح لحظة ..
فإذا هدأ عن الحركة خافت وقلقت ..
وإذا تحرك فرحت واستبشرت ..
يالله ..
ألوان متعددة من العذاب الذي أظن أنه لو صبَّ على رجل مفتول العضلات لصاح حتى يسمعه الجار الأربعون ..
أما هي ..
فصابرة محتسبة ..
بل ضاحكة مبتسمة ..
فرحمة الله لها ..
ورحمة الله عليها ..
ورحمة الله معها ..
يقول مواصلاً كلامه ..
رأيتها مرات تنظر لي نظرات تحمل الكثير من معاني الألم دون أن تحرك شفتاها..
ثم بعدها بلحظات إذا بها تبتسم ضاحكة ويفيض لسانها بأعذب الحديث عن الضيف الجديد ..
عجيب أمرك أيتها الأم ..
هل تظنون أن الآلام والمعاناة بالحمل تنتهي ..
لا ..
اسمع واسمعي ولنقل :
ما أعظمك أماه ..
فإذا حل بها الشهر التاسع وأزفت ساعة خروج الجنين إلى الدنيا حلت الطامة ..
فلا هو براغب بالبقاء في الأحشاء ..
ولا هو براغب في الخروج إلى دار الفناء ..
وهنا الشدة التي لا تطاق ..
والمأزق الذي لا يسهل ..
والعقبة التي لا تذلل ..
ثم لا يخرج في أكثر الأحيان إلا قصراً و إرغاماً ..
فيمزق اللحم ..
أو يبقر البطن ..
أو تسلط عليه آلة الضغط والطبيبة تقطع لحم أمه ، والقابلة تجهد في سحبه ..
ثم يتسابق وروحها بالخروج ..
وكثيراً ما تسبق الروح وتموت الأم ويحيى هو ..
فإذا كان لها فسحة في الأجل أفاقت من بعد هذه المعركة اللاهبة حتى إذا ما رأته إلى جانبها تبسمت وقالت :
فداك روحي ..
يالله ..
ما هذا الحنان ، وما هذا الإيثار ..
تقاسي ما تقاسي ثم تتمنى أن تموت ويحيى هو ..
أماه ..

لو النجمات تسكب نورها أماه شلالا ****و كل حناجر الأطيار لو غنتك موالا
لو الأنسام طافت في رحابك تنثر عطراً ****ما وفتك يا أماه .. ما وفتك مثقالا

عن أنس قال : ارتقى النبي على المنبر درجة فقال آمين ..
ثم ارتقى الثانية فقال آمين ..
ثم ارتقى الثالثة فقال آمين ..
ثم استوى فجلس فقال أصحابه : علامَ أمنت يا رسول الله ؟!..
فقال :
(( أتاني جبريل فقال :
رغم أنف امرئ ذُكرت عنده فلم يصلِ عليك ، فقلت : آمين .._ اللهم صلي على محمد في الأولين وفي الآخرين _
ثم قال : ورغم أنف امرئ أدرك أبويه ولم يدخل الجنة ، رغم أنف امرئ أدرك أبويه ولم يدخل الجنة فقلت : آمين ..
فقال : رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفر له ، قلت : آمين )) ..






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 06:00 PM   رقم المشاركة : 166
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



قد يقول قائل ..
لماذا الأم دون الأب !!..
قلت : لا شك أن فضل الأب كبير ولكن فضل الأم أكبر ..
قال تعالى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً } ..
قال ابن عطية : ذكر الله الأم في هذه الآية في أربع مراتب والأب بمرتبة واحدة جمعه مع الأم في قوله{ بِوَالِدَيْهِ } ثم ذكر الحمل للأم ، ثم الوضع لها ، ثم الرضاع الذي عبر عنه بالفطام ..
ففضلها عظيم ..
ومكانتها كبيرة ..
وفضلها لا يعرفه إلا الله ..

لفضلك أمي تذل الجباه ***** خضوعاً لقدرك عُرف أصيل
وذكرك عطر وحضنك دفء ***** فيحفظك ربي العلي الجليل
لأمي أحن ومن مثل أمي ***** رضاها علي نسيم عليل
حنانك أمي شفاء جروحي ***** وبلسم عمري وظلي الظليل
وبعد الله أرنو إليك إذا حلَّ خطب ***** وأثنى الكواهل حمل ثقيل
بدعواك أمي تزول الصعاب ****** فدعواك أمي لقلبي السبيل
فيا أمي أنت ربيع الحياة ***** ولون الزهور ونبع يسيل
على راحتي كم سهرت الليالي ***** وتلوع قلبك عند الرحيل
فدومي لنا بلسماً شافياً ***** وبهجة عمري وحلمي الطويل
ولحن شجي على كل ساه ***** فمن ذا عن الحق منا يميل

أغلب القصص التي سأذكرها تدور حول عقوق الأولاد ..

ولم أكثر من قصص البر لأن البر
واجب ..
واجب على الأبناء وليس للأبناء فضل في ذلك ولا منة
..

ولأنه حق عليهم ..
فمن فعله فقد أدى واجباً ..

ولكن من عق والديه
هو الذي يجب أن نحاسبه ونقول له :
قف ..قف فإن طريقك هذا يؤدي إلى النار وبئس المصير ..
وإلى أول العناصر والأخبار ..
احذر دعوة المظلوم ..
احذر دعوة المظلوم ..
فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ..
احذر دعوة المظلوم ..
فإن الله يرفعها فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب :
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ..
فكيف إذا كان المظلوم أماً أو أباً ..
فكيف إذا كان المظلوم أماً أو أباً
..
قال كعب الأحبار :
إن الله ليعجل هلاك العبد إذا كان عاقاً لوالديه ليعجل له العذاب ..
وإن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان باراً بوالديه ليزيده براً وخيراً ..
حدث أحد الثقات قائلاً : جلست مع شيخ معروف فأخبرني هذا الخبر..
يقول الشيخ : جاءني رجل وهو يلعن أمه ..
جاءني رجل وهو يلعن أمه فنهيته عن ذلك ثم سألته : ما ذنبها ، وما جرمها ، وما هي خطيئتها ؟!..
قال :عملت سحراً لزوجتي ..
قلت له : وكيف عرفت ..كيف عرفت أنها هي ؟!..
قال :
زوجتي أخبرتني بذلك وهي تنكر ذلك _ يعني الأم _ ..
قلت :
عجباً تصدق زوجتك وتكذب أمك !!..
يقول الشيخ فطلبت رؤية أمه فجاء بها ابنها الأكبر ، وجمعت بينهم ، وكثر النقاش ، وطال الحوار ، ونفسي تحدثني _ يعني الشيخ _ ونفسي تحدثني أن الزوجة كاذبة ..
سمعت من الأم أيماناًً وبكاء حاراً يدل على صدقها ، وأصرت الزوجة أن لا تقبل اليمين من الأم إلا في بيت الله الحرام ..
فقلت لهم بعد ان أصرت زوجة الابن : اذهبوا إلى بيت الله الحرام ..
ثم طلبت رقم هاتف الابن الأكبر واتصلت به بعد يومين فقال :
ذهبنا لبيت الله الحرام ودعت أمي على نفسها..دعت أمي على نفسها بأن لا تعود إلى بيتها إن كانت فعلت وتضرعت إلى الله أن ينتصر لها من ابنها وزوجته إن كانت مظلومة ..
يقول الابن للشيخ ثم عدت بأمي ودموعها على خدودها ..
فلما وصلنا وجدنا الخبر أمامنا في بيتنا ..
أن أخي وزوجته ماتا على إثر حادث لهما في الطريق ..
فلما وصلنا وجدنا الخبر أمامنا ..
أن أخي وزوجته ماتا على إثر حادث لهما في الطريق ..
أما قال الله
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} ..
كيف إذا كان المظلوم اماً أو أباً !!..
اتق الله يا زوجة الابن ..
اتق الله يا زوجة الابن ..
اتق الله في أم زوجك ..
فأنت عندك أم تريدين أن تبريها وهو مطالب ببر أمه ..
بل حقها أعظم حق عليه بعد حق الله ..
فلولاها ما كان ..
هل أنت التي حملتيه !!..
هل أنت التي التي ربيتيه !!..
هل أنت التي احتضنيه !!..
اتق الله يا زوجة الابن فأنت ستكونين أماً في يوم ما ..
هب أن الأم أخطأت هل يحق لنا أن نسيء معاملتها وننسى فضلها ..
أما أمرنا الله ببر الوالدين ولو كانا كافرين فقال :
{ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً } ..
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال صلى الله عليه وسلم :
(( رضى الله من رضا الوالدين ..
وسخط الله من سخط الوالدين ))..

اعلمي واعلم أن كل شيء يعوض في هذه الدنيا ..
الزوجة لو طلقتها ستتزوج وستجد من هي أفضل منها ..
وهي كذلك ستتزوج من هو أفضل منك ..
والأبناء ستنجب غيرهم ..
والأموال ستجمع مثلها ..
لكن كيف لو فقدت أمك أو فقدت أباك ..
لكن كيف لو فقدت أمك أو فقدت أباك ..

بصراحة كم واحد منا يقبل يد أمه ..
وكم واحد منا يقبل رأسها ..
وكم واحد منا يجلس بين قدميها ..
وكم واحد منا يكلمها بأدب واحترام ..
صدقوني ..
لو نظر كل واحد منا إلى أسلوب تعامله مع أمه لوجد نفسه عاقاً وجاحداً ..
الحقيقة ..
أننا بحاجة ماسة لإعادة النظر لعلاقاتنا مع أمهاتنا ..
أما تدرون أن في الإحسان للوالدين متعة في الدنيا وسعادة في الآخرة ..
والله إننا لنعجب ممن يظهرون على وسائل الإعلام يتحدثون عن علم الاجتماع وترتيب الأسرة وتنظيم العلاقات بين أفرادها ، وعلى الجانب الآخر ترقد أمهاتهم في دور العجزة والمسنين ..
أقسم بالله العظيم بعد وفاة الأم وهداية الابن العاق يتمنى هذا الابن ..
أن تخرج أمه رأسها من قبرها ليقبلها ويقول لها :
أماه سامحيني ..
أماه سامحيني ..
قال رجل لعمر بن الخطاب : إن لي أماً بلغ بها الكبر أنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها فهل أديت حقها ..
قال : لا ..لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك ، وأنت تصنعه وتتمنى فراقها ..
قلت أنا : أين حنانك من حنانها !!..

اسمع ..
اسمعي ..
اسمعوا معي ..
اسمعوا هذه الصورة التي تبين حنان الأم وشفقتها ..
ما أروعها من صورة ..
تقول عائشة رضي الله عنها : جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها عائشة ثلاث تمرات ؛ فأعطت الأم كل واحدة منهما تمرة ورفعت التمرة الثالثة إلى فيها لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما ..
تقول عائشة فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت الأم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
(( إنَّ الله قد أوجب لها الجنة ..
إن الله قد أوجب لها الجنة ، أو أعتقها من النار ))..
فأبشري أماه ..
أبشري أماه لن يضيع السهر والتعب ..

العنصر الآخر ..
لا أصدق ..
لا أصدق أنهم فعلوا بك هذا يا أماه ..
اسمع واسمعي الأم العجوز تروي خبرها ..
تقول حملته في بطني تسعة أشهر ومات أبوه بعد ولادته بأشهر ..
فكنت له أباً وأماً هو وأخته التي تكبره بسنوات ثلاث ..
من حبي له لم أفطمه إلا بعد ثلاث سنوات وبعد أن تركه بنفسه ..
أسبغت عليه كل حبي وحناني ولما بلغ سن الزواج زوجته من فتاة أحبها لأخلاقها ودينها وكرم أهلها ..
طلقها بعد خمس سنوات ..
بعد أن أنجبت له ولداً وبنتاً ..
طلقها لأنها كما يقول غير متعلمة ..
وتزوج أخرى تعمل مدّرسة ..
وقمت أنا بتربية ابنه وابنته ..
وكنت أخدم زوجته لكونها مدّرسة ونفسي راضية ..
وبعد فترة أصبحت لا تحب طعامي وتقول أني لا أعتني بالبيت كما ينبغي ..
فطلبت خادمة وتكفلت هي بمرتبها ..
ولما جاءت الخادمة استغنوا عن خدماتي ..
وأصبحت ضيفة ثقيلة على زوجة ابني ..
أصبحت ضيفة ثقيلة على زوجة ابني ..
أخذت تتهمني بالتدخل فيما لا يعنيني وأني أتدخل بشؤون الخادمة ، بل وأني أتلفظ عليها بألفاظ لا تليق ..
أصبح ابني لا يكلمني ..
بل أخرجني من غرفتي داخل البيت إلى الملحق الخارجي للبيت حيث سكن الخادمة ..
وأدخلوا الخادمة مكاني لحاجتهم لها ..
أدخلوا الخادمة مكاني لحاجتهم لها كما يقولون وخوفهم عليها ..
أما أنا فانتهت حاجتهم لي ولماذا يخافون علي !!..
لا أصدق أماه أنهم فعلوا هذ بك ..
تقول : تحملت هذا ورضيت وكتمت غيظي لأنه ابني أحبه ، ثم من أجل ولده وبنته من زوجته الأولى ..
في يوم عدت من زيارة ابنتي التي تسكن في مدينة أخرى ..
فلما توجهت إلى الملحق الذي أسكن فيه وجدت عفشي وفراشي وصندوقي الصغير قد وضعوا خارج الغرفة ..
ولما طرقت الباب عليهم أسألهم عن السبب قالت زوجة ابني وابني يقف خلفها :
لقد احتجنا للملحق ليكون مستودعاً لأغراضنا ..
قالت : وأنا أين أذهب ..أنا أين أذهب وبمثل هذا الوقت ؟!..
قالت _ يعني الزوجة _ اذهبي إلى أي مكان ..اذهبي إلى أي مكان إلا داخل البيت وأرض الله واسعة ..
لا أصدق أماه أنهم يفعلون هذا بك ..
أين القلوب !..
أين المشاعر !..
أين الإحساس !..
تقول الأم : العجيب أن ابني خلفها لم يحرك ساكناً ولم ينطق بكلمة ..
طرقت باب الجيران في جو شديد البرودة فلما دخلت على جارتنا قلت :
أريد ان أبيت عندكم الليلة ..
فاستغربت ماذا أقول لها ..فصارحتها فبكت غير مصدقة ..
قلت لها : فقط سأبات عندكم الليلة ثم في الصباح ستأتي ابنتي لتأخذني ..
فقالت : لا عليك والبيت بيتك ..
تقول العجوز ثم في الصباح اتصلت بابنتي وأخبرتها بالخبر وطلبت منها أن تحضر لتأخذني عندها ..
لكنها اعتذرت ..
لكنها اعتذرت لأن زوجها تضايق جداً عندما جلست عندها يومين فقط فكيف إذا سكنت عندهم ..
ثم أغلقت سماعة الهاتف ..
يالله ..
أماه ..أيعقل أنهم فعلوا هذا بك ..
أين جزاء الإحسان !..
أما علموا أن الزوج إذا فقد فبدله زوج آخر ..
وأن الزوجة إذا ذهبت فبدلها زوجة أخرى ..
ولكن إذا ذهبت الأم فكيف سيأتون بأم غيرها ..
لا أصدق أماه أنهم فعلوا هذا بك ..
تقول العجوز : أغلقت ابنتي سماعة الهاتف ومعه أغلقت باب الأمل ..
كنت آمل أن أسكن عندها لأنها ابنتي وهي التي سوف تتحملني وتتحمل كبري وعجزي ..
وصرت أبكي حتى لم أجد دموع أبكيها ..
وعلمت جارتي بالخبر شاطرتني البكاء وقالت : لا عليك فهذا بيتك ونحن أهلك..
وعن طريق أحد المحسنين في حينا لما علم بقصتي وفر لي سكناً قريباً وقام بتجهيزه وقال لي نحن مستعدون لخدمتك من كبيرنا إلى صغيرنا ..
كان أهل الحي يزوروني ويقدمون لي كل شيء إلا ابني لم يزرني ..
بل مرضت مرضاً شديداً وأخذني الجيران للمستشفى وصار أهل الحي يزوروني إلا ابني ..إلا ابني لم يزرني ولم يسأل عني ..
وها أنا أنتظر زيارته وقلبي يتقطع عليه ..
وها أنا أنتظر زيارته وقلبي يتقطع عليه ..
وأدعو الله أن يسامحه ويعفو عنه ..
ما أرحمك اماه ..
رغم ما صنع وفعل لا زلت تدعين له بالعفو والمغفرة ..
لا أصدق أماه أنهم فعلوا هذا بك ..
ولكن ..






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 06:05 PM   رقم المشاركة : 167
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
تاااااابع


قسماً بمن قرن عبادته بالإحسان إليك ..
قسماً بمن قرن عبادته بالإحسان إليك ..
ليدفعن الثمن ولو بعد حين ..
والجزاء من جنس العمل ..
قال ابن عمر رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم :
(( البر لا يبلى ..
والذنب لا ينسى ..
والديان لا يموت ..
وكن كما شئت ..
فكما تدين تدان ))..
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( لو علم الله شيئاً أدني من الأف لنهى عنه ..
فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة ..
وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار )) رواه ابن حبان في صحيحه..

العنصر الآخر
لماذا يبكي هذا ؟!..
يقول أحدهم زرت أخاً لي في الله فقال لي إن والدة جارنا قد ماتت وسيصلى عليها اليوم في الجامع الكبير فهل ترغب بالذهاب معي ..
فقلت : نعم ..وهل يكره الإنسان فعل الخير ..
يقول صلينا على الجنازة ثم تبعناها إلى المقبرة ..
هناك عند القبر كان رجل يبكي بكاءً شديداً ..
قلت : من هذا ؟!..
قال صاحبي : هذا ابنها ..
قلت : ألهذه الدرجة كان يحبها وباراً بها ..
قلت : ألهذه الدرجة كان يحبها وباراً بها ..
قال صاحبي : لا .. بل هي دموع الندم ..بل هي دموع الندم ..لقد ماتت ولم يرها منذ ثلاث سنوات ..
لقد لبثت في المستشفى عشرين يوماً ، وكانت تطلب رؤيته ولم يأتِ لرؤيتها ..
ماتت ولسان حالها : قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليّ مثل الحجر ..
هكذا نحن ..
لا نعرف قيمة الشيء حتى نفقده ..
وأي شيء في حياتنا أعظم من أمهاتنا ..
يالله ..
كيف يحتمل الإنسان فراق أمه التي ..
تلقته نطفة لا ترى ..
وتشكل في أحشائها خلية خلية ..
وتكون عظمه من دمها ..
ونبت لحمه من حلو لبنها ..
أمك ..
التي لا يلذ لها طعام ..
ولا يهنأ لها مقام ..
حتى تراك ملئ السمع والبصر ..
كم آثرتك على نفسها مع الخصاصة ..
كم سهرت لتنام ..
كم جاعت لتشبع ..
وكم شقت لتسعد أنت ..
أسألك بالله ..
من ذا الذي يسد الفراغ الذي تركته أمك وهي التي ..
كانت لا ترى الحياة إلا من خلالك ..
والسعادة إلا بوجودك ..
بل جعلت أكبر همومها أن ..
تحملك في بطنها ..
وتحضنك في حجرها ..
وترقبك بنظراتها ..
وترويك من صدرها ..
فأنت لها الأجمل منظراً ..
والأعذب صوتاً ..
ويوم أن عقتتها ردت جفاءك بحبها ..
وغلظتك بشفقتها ..
ونسيانك بسؤالها عنك ..
والله ما عرف قدرها إلا الله ..
حين جعل الجنة تحت أقدامها ..
وجعل النظر إلى وجهها عبادة ..
وربط حقه بحقها وشكره بشكرها ..
قال سبحانه : { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } ..
وقال : { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } ..
وقال صلى الله عليه وسلم :
(( رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه ، قيل من يا رسول الله :
قال : من أدرك والداه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة )) ..
عن رفاعة بن إياس قال : رأيت الحارث العلفي في جنازة أمه يبكي بكاء شديداً ، فقلت :لمَ كل هذا البكاء ؟!..
قال : كيف لا أبكي وقد أغلق عني اليوم باب من أبواب الجنة ..
كيف لا أبكي وقد أغلق عني اليوم باب من أبواب الجنة ..
أماه أنيني مرتفع … يسمعه القاصي والداني
أماه ذكرتك غائبة … فسئمت زماني ومكاني
أعياني رسمك في ذهني … وجهاً يستجمع أحزاني
يا ملك الموت أما تدري … من بعدك هُدّت أركاني
وحبال البعد تحاصرني … وتشدّ وثاق الحرمان
سأبرك أمي فاقتربي … فالدمعة تحرق أجفاني
أماه تعالي مسرعة … كي أشعر يوما بحنان
أو فابن عندك لي قبراً … كي أدخل كهف النسيان
عجباً أماه لمن يبدي … للأم صنوف النكران
لو سلبوا يوماً بسمتها … غنوا للبر بألحان
ندموا من فرط جهالتهم … أن باعوا بالباقي الفاني
فالأم نعيم يعرفه … من جرب يوماً حرمان
عن ابن بريدة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى رسم قبر فجلس إليه فجعل يخاطب ثم قام مستعبراً ..
فقلنا : يا رسول الله إنا رأينا ما صنعت ..قال :
(( إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي ، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي ))..
فما رؤي باكياً أكثر من يومئذ صلوات ربي وسلامه عليه ..
فيا من فقدت أمك ..
فيا من فقدت أمك ..
ابكي على فقدها وأكثر من دعاءك لها ..
ويا من ما زالت أمك باقية ..
فالزم قدميها فثمَّ الجنة ..
فسيأتي يوم ولن تراها ..
فسيأتي يوم ولن تراها ..
العنصر الآخر ..
حقيقة لا خيال ..
في إحدى القرى المجاورة مرضت الأم العجوز فأخذها ابنها إلى المستشفى وتركها هناك وانتقل إلى العمل في المدينة ..
وبعد مدة عاد إلى قريتهم ..
وحين سألوه عن أمه ..
أجابهم أنها ماتت ودفنها ..
أجابهم أنها ماتت ودفنها وهي على قيد الحياة ..
وبعد مدة ذهب أحد سكان تلك القرية إلى مستشفى المدينة لزيارة قريبة له ، ودخل المستشفى فوجد أم ذلك الشاب بنفس الغرفة التي فيها مريضته ..
فسألها الرجل بتعجب واستغراب : أنت أم فلان؟!..
قالت : نعم ..
قال : من أتى بك إلى هنا ، ومنذ متى وأنت هنا ؟..
قالت : أحضرني ابني منذ سنتين ولم أره من حينها ..
_ اسمعوا ماذا تقول _ تقول : والله إني خائفة عليه ..
والله إني خائفة عليه أن يكون قد أصابه مكروه أو حصل له شر ..
يالله ..
ما أحلم الأم ، وما أحنها ، وما أرفقها ..
رماها ..تركها ..نساها ..
ولا تزال خائفة عليه ..
فقام الرجل بالاجراءات اللازمة وأخرجها وذهب بها إلى القرية ..
ثم قام بإعداد وليمة كبيرة ودعى كل أهل القرية وألح على ابنها بالحضور ..
فلما اجتمع أهل القرية ومن بينهم ذلك الابن سأله الرجل أمام الناس عن أمه ..
فقال : إنها ماتت قبل سنتين ..
قال : إنها ماتت قبل سنتين ..
فقام الرجل وطلب العجوز ثم أتى بها أمام الناس ..
ثم قال : أهذه أمك يا فلان ؟!..
وقال للعجوز : أهذا ابنك يا أم فلان ؟..
فصعق الابن العاق أمام الحضور ولم يستطع الكلام ..
صدقوني إنها قصة حقيقية وليست من نسج الخيال ..
لكن أيعقل مثل هذا ..
أهذا جزاها بعد طول عناها ..
أيعقل مثل هذا ..
وهل هذا من الدين في شيء ..
لم يكرر القرآن الكريم وصية أبلغ تأثيراً وأقوى عبارة بعد عبادة الله وحده ..
كأمره بالإحسان للوالدين وإكرامهما والعطف عليهما ..
اسمعوا معي هذه الآيات ..
قال الله : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } ـ ثم تأمل ـ { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }..
{ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } ..






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 06:09 PM   رقم المشاركة : 168
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


قال صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه ، وقد كان يمر ببعض الأسرى وامرأة تأخذ
وليدها فتضمه إلى صدرها فيقول صلى الله عليه وسلم :
(( أرأيتم هذه طارحة وليدها في النار ؟!))..
قالوا : لا يا رسول الله هي أرحم به من ذلك ..
فقال صلى الله عليه وسلم :
(( فالله أرحم بكم من هذه بولدها ) ..
((فالله أرحم بكم من هذه بولدها ))..
وما قال هذا صلى الله عليه وسلم إلا ليبين أن الرحمة الإنسانية في أعلى صورها إنما هي عند الأم فقط ..
ولذلك كرر علينا بأبي هو وأمي :
(( أمك ثم أمك ثم أمك )) ..
فهل عرفنا قدر أمهاتنا !!..


العنصر الآخر والأخير :
هذه ممرضة أمريكية أرسلت هذا الخبر بعنوان :
أذهلني بر الوالدين في الإسلام ..
تقول ..
أول مرة سمعت فيها الكلام عن الإسلام كان أثناء متابعتي لبرنامج في التلفزيون فضحكت من المعلومات التي سمعتها ..
بعد عام من سماعي لكلمة الإسلام سمعتها مرة أخرى و لكن أين !!..
في المستشفى الذي أعمل فيه ..
حيث أتى زوجان وبصحبتهما امرأة كبيرة في السن مريضة ..
جلست الزوجة أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي وكنت ألاحظ عليها علامات القلق وكانت تمسح دموعها ..
من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها وبكائها فأخبرتني أنها أتت من بلد آخر مع زوجها الذي أتى بأمه باحثاً لها عن علاج لمرضها ..
كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها ..تدعو لها بالشفاء والعافية ..
فتعجبت لأمرها كثيراً ..تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه ..
تذكرت أمي _ تقول الأمريكية _ تذكرت أمي وقلت في نفسي ..أين أمي ..لم أرها منذ أربعة أشهر ..وإلى الآن لم أفكر بزيارتها ..
هذه أمي ..كيف لو كانت أم زوجي!!..
لقد أدهشني أمر هذين الزوجين ولا سيما أن حالة الأم صعبة ..
وهي أقرب إلى الموت إلى الحياة ..
أدهشني أكثر أمر الزوجة وما شأنها وأم زوجها ..أتتعب نفسها وهي الشابة الجميلة من أجلها !!..
لماذا هذا !..
لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع ..
تخيلت نفسي لو أنني بدل هذه الأم ..
يا للسعادة التي سأشعر بها ..
ويا لحظ هذه العجوز ..
أني أغبطها كثيراً ..
كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها ، وكانت مكالمات هاتفية تصل إليهما من الخارج يسأل فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها ..
دخلت يوماً غرفة الانتظار فإذا الزوجة تنتظر فاستغللتها فرصة لأسألها عما أريد..
حدثتني كثيراً عن حقوق الوالدين في الإسلام وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه وكيفية التعامل معهما ..
بعد أيام توفيت العجوز ..
فبكى ابنها وزوجته بكاء حاراً وكأنهما طفلان صغيران ..
بقيت أفكر في هذين الزوجين وما علمته عن حقوق الوالدين في الإسلام ، وأرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية أطلب كتباً عن حقوق الوالدين ..
ولما قرأته عشت حلماً لا يغادرني ..
أتخيل خلالها أني أنا الأم ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إلى حتى آخر لحظات عمري ودون مقابل ..
هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي ..
هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي ..
دون أن أعرف الإسلام ..
لم أعرف منه إلا حقوق الوالدين ..
فالحمد لله تزوجت من رجل أسلم وأنجبت منه أبناء ما برحت أدعو لهم بالهداية والصلاح ..
أنا اليوم أم عبد الملك ..
أنا اليوم أم عبد الملك فادعو لي ولأبنائي بالثبات ..
هذا هو ديننا ..
هذا هو ديننا ..
وهذه هي أخلاقنا ..
{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } ..
اسمعوا ماذا يصنع البر بأهله
اسمعوا ماذا يصنع البر بأصحابه ..
عن أسيد بن عمرو كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه إمداد أهل اليمن سألهم : أفيكم أويس بن عامر ؟..
حتى أتى على أويس فقال : أنت أويس بن عامر ؟..
قال : نعم
قال : من مراد ثم من قرن ؟..
قال : نعم ..
قال : فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم ؟..
قال : نعم ..
قال : لك والدة ؟..
قال : نعم ..

_ اسمع _ ..
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
((يأتي عليكم أويس بن عامر مع إمداد أهل اليمن .. من مراد ثم من قرن .. كان به برص فبرأ منه إلا موضوع درهم .. له والدة هو بار بها .. لو أقسم على الله لأبره )) ..
اسمع ماذا يصنع البر بأهله ..
(( له والدة هو بار بها .. لو أقسم على الله لأبره ..فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل )) ..
فاستغفر لي _ يقول له عمر _ فاستغفر لي..فاستغفر له
..( رواه مسلم )..

يالله ..
بره بوالدته بلغ به منزلة لو أنه أقسم على الله لأبره ..
أي بر هذا وما أعظم بر الوالدين ..
بروا آباءكم تبركم أبناؤكم ..
بروا آباءكم تبركم أباؤكم ..
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالد والدينا ولكل من له حق علينا ..

أذكركم أحبتي قبل النهاية ..
أن الذي تبنى هذا اللقاء هو مؤسسة الوقف التي تتبنى مشروعاً اسمه مشروع الأم هي التي تبنت هذا اللقاء وقامت بالإعداد له .. تقيم وقفاً للأم في المدينة المنورة حيث تقيم وقفاً لصالح الأم ..
فاجعلوا للأم من هذا الوقف نصيب ..
لا يتردد منكم أحد ، وردوا بعضاً من فضل الأمهات بدعم هذا المشروع العظيم..
والأمهات والآباء إن ماتوا فتنفعهم الصدقات الجارية ..
فاجعلوا لأنفكسم ولأمهاتكم وآبائكم من هذا نصيباً ..
وما أعظم بر الوالدين ..
اللهم اجز والدينا عنا خير الجزاء يا سميع الدعاء ..
اللهم اغفر لهم وارحمهم ..
عافهم واعف عنهم ..
اشرح صدروهم ..
يسر أمورهم ..
اغفر ذنبهم ..
واستر عيبهم ..
ارحم شيبتهم ..
أطل أعمارهم ..
واختم بالصالحات أعمالهم ..
اللهم اجز الأمهات عنا خير الجزاء يا رب الأرض والسماء ..
اجزهم بالإحسان إحساناً وبالسيئات صفحاً وعفواً وغفراناً ..
اللهم من كان منهم ميتاً فاغفر له وارحمه وعافه واعف عنه ..
وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه ..
اللهم اجمعنا ووالدينا في جنات النعيم ..
اللهم وفقنا لبر أمهاتنا ووالدينا يا رب العالمين ..
اللهم ارحمهم ..
اللهم ارحمهم كباراً كما ربونا صغاراً ..
اللهم ارحمهم كباراً كما ربونا صغاراً ..
اللهم تجاوز عنهم يا رب العالمين ..
اللهم رحماك بأمهاتنا في العراق ..
اللهم رحماك بأمهاتنا في فلسطين ..
اللهم رحماك بأمهاتنا في أفغانستان ..
اللهم رحماك بأمهاتنا في الشيشان ..
اللهم ارحم دموعهم ..
اللهم كن لهم عوناً وظهيراً ومؤيداً ونصيراً ..
اجبر كسر قلوبهم يا رب العالمين ..
{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 06:19 PM   رقم المشاركة : 169
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


" الآداب " .. بين توجيهات الشرع وانحرافات الناس
يخجل المرء عندما يريد أن يكتب عن مستوى الأدب الذي صار إليه الناس في هذه الأيام, وكذلك مستوى الأدب الذي صار إليه شباب أمة الإسلام.
ولقد حاولت أن أرقب مستوى الآداب من حولنا حتى لا أكون جائرًا في حكمي - إذا حكمت - فما رأيت ما يُعدل فكرتي ولا ما يحسن وجهتي.
فقد رأيت شدة الغضب في غير حلم, بدرجة تنفر الحبيب من حبيبه والقريب من قريبه, والرجل من زوجته والزوجة من زوجها, وقد يزداد الغضب إلى درجات أكبر فيحصل ما هو أكبر, وبحثت عن الحلم فما وجدت أهله, أو ربما هناك بعضهم ولكنهم لقلتهم قد تاهوا في وسط أهل الغضب.
ورأيت الجبن في غير شجاعة, إلى حد أن يجبن فيها السائر في الطريق عن إنقاذ جريح خوفًا من المساءلة, ويجبن فيها الناس عن كلمة إنكار لفعل قبيح في الطريق, ويجبن فيها آخرون عن جلوس مجلس علم في مسجد!!
ورأيت الجور والظلم في غير عدل, بدرجة لا يقوى فيها المظلوم أن يبث شكواه أمام الظالم, ويُغَير فيها المظلوم أهدافه وطريقة حياته خوفًا من الظالم.
ورأيت الشهوانية بغير عفة, إلى حد أن يتتبع الشاب موقع العري والفجور ويدفع في سبيله ماله, وبدرجة أن يسهر آخرون حتى الصباح على مشاهدة الفجور, ولحد أن تغزو المجتمع الإسلامي أفكار المثلية الجنسية واللواط ..وإلى حد أن يجتمع مئات الشباب في الشوارع لينهشو لحم أي فتاة تمر ويهتكوا سترها – كما حدث في بلد عربي كبير قبل أيام -
ورأيت البخل في غير كرم, إلى حد أن تقوم أسرة مسلمة عددها ثمانية أفراد شهريًا لا تجد أكثر من ثمن الخبز, وجارها يركب أفخر السيارات ويشتري حذاءه بثمن خمسة أشهر من قوت جيرانه!!
ورأيت الصراع على المال إلى حد أن يفقد الأخ أخاه والحبيب حبيبه من أجل المال.
كل ذلك ظاهر معروف معلوم لا يحتاج لبصيرة نافذة كي يُعرف وهو في ديار الإسلام يختلف باختلاف أحوال البلد.
وقـد يقول قائل: لا تنظر إلى السوء ولكن أنظر إلى الخير. وأقول له: إنني لا أشك في وجود الخير, ولكن النوع الآخر قد طغى وغطى وانتشر, والخير يأرز إلى أهل الغربة ويسكن عندهم, وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ, فطوبى للغرباء) رواه مسلم عن أبي هريرة
فحاولت في تلك النظرة أن أذكر القارىء بأهم مواقع الأدب والخلق وتوجيهات الإسلام العظيم فيهما ثم أن أنظر إلى أدب الصالحين ثم أعود إلى واقعنا المرير وأتساءل عن الأسباب والدواقع ..

1- القرآن يأمر بالأدب:
قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل: 90].
وقال سبحانه:
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
[الأعراف:199]
وقال سبحانه:
{وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}
[لقمان: 17]
وقال سبحانه: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
[المائدة: 13]
وقال سبحانه: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}
[فصلت: 34].
وقال سبحانه:
{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
[آل عمران: 134].
2- آدابه صلى الله عليه وسلم :
قال الله عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4].
* وكان صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم حسن خَلقي وخُلقي) أخرجه أحمد (6/68).
* وكان يقول صلى الله عليه وسلم: (اللهم جنبني منكرات الأخلاق)
أخرجه الترمذي
وكان صلى الله عليه وسلم:
أحلم الناس, وأشجع الناس, وأعدل الناس, وأعف الناس, لم تمس يده قط يد امرأة لا تحل له, وكان أسخى الناس لا يبيت عنده دينار ولا درهم, وإن فضل شيء ولم يجد من يعطيه وفجأه الليل لم يأو إلى منـزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه, لا يُسأل شيئًا إلا أعطاه, وكان يخصف نعله ويرقع ثوبه ويخدم أهله, وكان أشد الناس حياءً لا يثبت بصره في وجه أحد.
ويجيب دعوة الحر والعبد, ويقبل الهدية ولو كانت جرعة لبن, ولا يأكل الصدقة ولا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين.
يغضب لربه ولا يغضب لنفسه أدبًا, وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع, يأكل ما حضر ولا يرد ما وجد, لا يأكل متكئًا ولا على خوان.
لم يشبع من خبز بُر ثلاثة أيام متوالية حتى لقي الله تعالى, وكان أشد الناس تواضعًا وأسكتهم في غير كبر وأحسنهم بشرًا, لا يهوله شيء من أمور الدنيا, يركب الحمار ويردف خلفه عبده أو غيره.
يعود المرضى في أقصى المدينة, يحب الطيب, ويجالس الفقراء ويؤاكل المساكين, ويكرم أهل الفضل ويصل رحمه, ولا يجفو على أحد, يقبل معذرة المعتذر, يمزح ولا يقول إلا صدقًا.
لم يرتفع على خدمه في مأكل ولا ملبس, لا يمضي له وقت في غير عمل لله تعالى أو فيما لابد منه من صلاح نفسه, لا يحتقر مسكينًا لفقره, ولا يهاب ملكًا لملكه, قد جمع الله تعالى له السيرة الفاضلة والسياسة التامة, ما ضرب بيده أحدًا أبدًا, إلا أن يضرب بها في سبيل الله, وما انتقم من شيء إلا أن تنتهك حرمات الله , وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما, صلى الله عليه وسلم
3- بين العلم والأدب:
لا أدب إلا بعلم, ولا ينفع العلم بغير أدب, بل العلم بغير أدب قد يضر صاحبه فيهلكه, روى الذهبي عن محمد بن إبراهيم بن سعيد قال:
"من أراد العلم والفقه بغير أدب فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله".
والأدب هو القيد الحسن الذي يقيد الأخلاق عن الانحراف والجنوح والشطط, ومن لا أدب له لا صحبة له ولا أخوة, وينفض الناس من حوله, ويبغضه أقرب الناس إليه, وعديم الأدب تسيطر عليه نفسه فتدفعه إلى هواها فيقع في المحظور، وقليل الأدب لا يبدو عليه العلم مهما تعلم, ولكن تراه كالحمار يحمل أثقالاً.
وجدير بشباب أمة الإسلام وطلبة العلم الإسلامي الذين حرصوا على جمع العلم وتحصيله أن يتعلموا الأدب ويبذلوا جهدهم في تحصيله والتخلق به, ولو احتاج ذلك منهم إلى أوقات كثيرة؛ لأنه باب العلم والطريق إليه, قال يوسف ابن الحسين: بالأدب تتفهم العلم, وبالأدب تحمل العلم, وبالعلم يصح لك العمل, وبالعمل تنال الحكمة.
ومن الآداب ما هو واجب وتركه محرم, ومنها ما هو مستحب وتركه مكروه, لذا فإن العلم لا يكفي لتربية النفس إن لم يكن مقترنًا بالأدب وملفوفًا في ثوبيه.
والأدب لطالب العلم يستر عورته ويخفي سوءته, وهو للعالم يرفع درجته ويُعلي شأنه ويكثر بين الناس أحبابه ومريديه وتلامذته.
وصدق الحكيم الذي قال: "أدب السائل أنفع من الوسائل".
والأدب للدعاة إلى الله سبحانه أمر لازم يحتاجه الداعية كحاجته للسانه وقلمه بل قد يزيد, وإنه لمما يحزن أنك ترى بعض الدعاة إلى الله سبحانه قد عافوا الأدب وأعرضوا عنه, وولغوا في قصعة السفهاء والجهال.
فقلدوهم في طريقة حديثهم, فلا تسمع منهم إلا صوتًا صاخبا, وألفاظًا سفيهة تافهة يقلدون بها الجهال, وتعلو أصواتهم بالقهقهة والمزاح الخارج, وقلدوا الجهال في السخرية من الناس ورفع مقام ذوي المال والسلطان وتنزيل مقامات أهل العلم والإيمان .
وقلدوا الجهال في ترك معالي الأهداف والمبادئ وسحبتهم الأموال, فتصارعوا عليها, بل استساغ بعضهم أن يفقد دعوته وينسلخ من طريقه الذي سار فيه سنين طويلة يتعلم ويدعو إلى الله, لا لشيء إلا لإغراء المال… ولعمري إذا فسد أدب هؤلاء من إذن ينتظر منه أن يعلم الناس الأدب والأخلاق ؟!
4- رأس الأدب الحياء:
الحياء رأس الأدب, وخلق الإسلام, ومن أبرز الصفات التي تنأى بالمرء عن الرذائل وتحجزه عن السقوط إلى سفاسف الأخلاق وحمأة الذنوب, كما إنه من أقوى البواعث على الفضائل وارتياد معالي الأمور, وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء.
وقلة الحياء من موت القلب والروح, فكلما كان القلب أحيى كان الحياء أتم, ويكفي الحياء خيرًا كونه على الخير دليلاً, إذ مبدأ الحياء انكسار وانقباض يلحق الإنسان مخافة نسبته إلى القبيح, ونهايته ترك القبيح
, قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الحياء لا يأتي إلا بخير) متفق عليه
وضد الحياء: الوقاحة, وهي مذمومة في كل الناس, ومن حرم الحياء هجمت عليه الوقاحة فأسرته في صفها,
قال مالك بن دينار: "ما عاقب الله تعالى قلبًا بأشد من أن يسلب منه الحياء".
وقال سفيان بن عيينة: "لا يخاف العبد حتى يستحي, وهل دخل أهل التقوى في التقوى إلا من الحياء".
* أما كيف نولد الحياء في قلوبنا؟
فهو بأمرين: تذكر نعمة الله, ومعرفة تقصيرنا في حقه.
لما احتضر الأسود بن يزيد بكى, فقيل له: ما هذا الجزع؟ فقال: "ما لي لا أجزع ومن أحق بذلك مني؟ والله لو أتيت بالمغفرة من الله تعالى لأهمني الحياء منه مما صنعت, إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه, ولا يزال مستحيًا منه".
وشهد الفضيل بن عياض موقف عرفات, فرفع رأسه إلى السماء وقد قبض على لحيته وهو يبكي بكاء الثكلى ويقول: "وا سوأتاه منك, وإن عفوت".
وقال الفضيل: "خمس من علامات الشِّقوة: القسوة في القلب, وجمود العين, وقلة الحياء, والرغبة في الدنيا, وطول الأمل".
وهذا الفاروق عمر رضي الله عنه يقول: "من قل حياؤه قل ورعه, ومن قل ورعه مات قلبه, من استحيا استخفى, ومن استخفى اتقى, ومن اتقى وقى".
وعن الحسن رحمه الله - وذكر عثمان رضي الله عنه وشدة حيائه - قال: "إن كان ليكون في البيت والبيت عليه مغلق, فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء, يمنعه الحياء أن يقيم صلبه".
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: "إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتى آخذ ثوبي حياء من ربي عز وجل".
وعلى المرء الصالح أن يستحي من الله سبحانه ثم من ملائكته ثم من الناس ونفسه.
قال ابن القيم رحمه الله: "قال بعض الصحابة رضي الله عنهم: إن معكم من لا يفارقكم فاستحيوا منهم وأكرموهم". وقد نبه سبحانه على هذا المعنى فقال: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ. يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}[الانفطار:10-12]
أي: استحيوا من هؤلاء - الملائكة - الحافظين الكاتبين وأجلوهم أن يروا منكم ما تستحيون أن يراكم عليه من هو مثلكم, والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم, فإن كان ابن آدم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين يديه وإن كان يعمل مثل عمله, فما الظن بأذى الملائكة الكرام الكاتبين؟ والله المستعان"الداء والدواء.
* وعن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت)
الصحيحة للألباني.
* وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: (استحيوا من الله حق الحياء), قالوا: إنا نستحي يا رسول الله, قال: (ليس ذاكم, ولكن من استحيا من الله حق الحياء: فليحفظ الرأس وما وعى, وليحفظ البطن وما حوى, وليذكر الموت والبلى, ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا, فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)
رواه أحمد والترمذي.
5- أدب اللسان:
لقد ندبنا الله سبحانه إلى اختيار أحسن الكلام وأكرمه وأصفاه وأكمله حيث قال سبحانه: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} , ثم بين سبحانه أن النزول عن درجة التي هي أحسن في الكلام يعطي فرصة للشيطان أن يوقع بين الناس
فقال سبحانه: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً} [الاسراء: 53].
هل نؤاخذ بما نقول؟
* عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله: هل نؤاخذ بما نقول؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟) أخرجه أحمد والنسائي والترمذي.
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) متفق عليه.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 06:26 PM   رقم المشاركة : 170
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
تاااابع


لا تتكلم فيما لا يعنيك:
إن سبب الكلام فيما لا يعني حرص الإنسان أن يعرف ما لا حاجة له به, أو قضاؤه الأوقات في الحكايات التي لا فائدة فيها, أو فضوليته لمعرفة أحوال غيره أو استشراف ما خبئ عنه, وكلها أخلاق مذمومة ينبغي على أهل الإسلام التطهر منها والتنزه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه.
الكلمة الموبقة:
وهي كلمة المعصية, يقولها الإنسان وقد لا يهتم بها, وقد ينساها, ولكن ربك لا يضل ولا ينسى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة)
أخرجه أحمد والترمذي
ليس المؤمن هكذا:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)
أخرجه أحمد
والطعان الذي يطعن في خلق الناس وفي أعمالهم وصفاتهم بالسوء, واللعان الذي يكثر اللعن في كلامه وحديثه, والفاحش الذي لا يستحي من ذكر الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة, والبذيء هو عديم الحياء, فتأمل هذا الحديث وأدب نفسك بآدابه… تتأدب .
هل تمزح ؟
لا يليق بطالب العلم ولا الدعاة إلى الله كثرة المزاح والمداومة عليه والإفراط فيه؛ فإن الأمة الجادة لا تعرف المزاح, والمداومة على المزاح تسقط الهيبة والوقار, وتسبب كثرة الضحك, وأما الذي يليق بأهل الإيمان ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم, عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني أمزح ولا أقول إلا حقًا) أخرجه الطبراني في الكبير,
وصححه الألباني.
وقال عمر بن الخطاب: من مزح استخف به, وقال سعيد بن العاص لابنه: يا بني لا تمازح الشريف فيحقد عليك (يضيق صدره منك), ولا تمازح الدنيء فيجترئ عليك.
المؤمن لا يكذب: فالكذب في الكلام - ولو كان بكلمة واحدة - من قبائح الذنوب وفواحش العيوب
, قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إياكم والكذب, فإنه مع الفجور وهما في النار)
أخرجه أحمد وابن ماجه
ما الغيبة؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : (الغيبة ذكرك أخاك بما يكرهه)
أخرجه مسلم
قال القاسمي: "حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو في خلقه أو فعله أو في قوله أو في دينه أو في دنياه حتى في ثوبه وداره ودابته".
هل الغمز من الغيبة؟
قال في موعظة المؤمنين: "وإنما حرم الذكر باللسان - الغيبة - لما فيه من تفهيم الغير نقصان أخيه وتعريفه بما يكرهه, ولذا كان التعريض به كالتصريح, والفعل فيه كالقول, والإشارة والإيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة, وكل ما يُفْهِم المقصود فهو داخل في الغيبة وهو حرام".
هل أرد غيبة أخي؟
إذا جلست مجلسًا ذُكر فيه أخوك بما يكره وجب عليك أن ترد غيبته, فعن جابر بن عبد الله قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ مسلم ينصر مسلمًا في موضع ينتهك فيه عرضه ويستحل حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصره, وما من امرئ خذل مسلمًا في موطن تنتهك فيه حرمته إلا خذله الله
في موضع يحب فيه نصرته)أخرجه أحمد وأبو داوود, وفي رواية: (من رد عن عرض أخيه بالغيب كان حقًا على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة).
6- ثورة الغضب:
إن الغضب شعلة نار مستكنة في الفؤاد استكنان الجمر تحت الرماد, ويستخرجها الشيطان اللعين ويزكيها داء الكبر في قلب الغضبان.
والغضب مفتاح كل شر, وقال الحكماء: رأس الحمق الحدّة وعموده الغضب. وقال الحسن: المؤمن لا يغلبه الغضب.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أوصني. قال صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب), فكرر مرارًا, فقال: (لا تغضب)البخاري.
هل يمكن زوال الغضب؟
نسمع كثيرًا من الناس يصفون أنفسهم بشدة الغضب ولا يجدون لذلك دواءً, وقد بين العلماء أن زوال الغضب يكون بالتدريب على ذلك ورياضة النفس عليه، فمن عود نفسه التحلم صار - بطول الوقت - حليمًا, وإنما الحلم بالتحلم, وليس التدريب ورياضة النفس لينعدم الغضب, ولكن ليستعمله على حد يستحبه الشرع, فيكون في محاب الله وليس انتصارًا للنفس,
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم)حسنه الألباني.
7- الرفق الجميل:
إذا كان الغضب والشدة نتيجة الفظاظة والغلظة, فإن الرفق واللين نتيجة حسن الخلق والأدب, ولا يرفق إلا مؤدب, ولأجل هذا فقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق وبالغ في الثناء عليه.
* فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله أهل بيت أدخل عليهم الرفق)أخرجه أحمد.
* وعن عائشة أيضًا رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليك بالرفق؛ فإنه لا يدخل في شيء إلا زانه, ولا ينزع من شيء إلا شانه)أخرجه مسلم
وما أجمل طالب العلم والداعية إلى الله إذا اتصف بالرفق, ما أجمله! ما أجمله!
8- من آداب الصالحين :
روى الذهبي أن جابر بن عبد الله قال: قال عمر بن الخطاب: "أبو بكر سيدنا أعتق بلالاً سيدنا".
وذكر الذهبي عن معاذ قال: "ما بزقت عن يميني منذ أسلمت".
وعن أبي رزين قال: قيل للعباس: أنت أكبر أو النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو أكبر وأنا ولدت قبله.
قال الذهبي: وورد أن عمر عمد إلى ميزاب للعباس على ممر الناس فقلعه, فقال له العباس: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي وضعه في مكانه, فأقسم عمر: لتصعدن على ظهري ولتضعنه موضعه.
وعن أبي سلمة أن ابن عباس قام إلى زيد بن ثابت, فأخذ له بركابه, فقال: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: هكذا نفعل بعلمائنا.
وروى الذهبي عن مغيرة قال: خرج عديٌ وجرير البجلي وحنظلة الكاتب من الكوفة, وقالوا: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان.
وعن عبد الرحمن بن رزين قال: أتينا سلمة بن الأكوع, فأخرج إلينا يدًا ضخمة كأنها خف البعير, فقال: بايعت بيدي هذه رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: فأخذنا يده فقبلناها.
وكان علي بن الحسين إذا سار في المدينة على بغلته, لم يقل لأحد: الطريق, ويقول: هو مشترك ليس لي أن أنحي عنه أحدًا.
قال سفيان بن عيينة: لما مات مسلم بن يسار قال الحسن البصري: وامعلِّماه.
وقال ابن جريج عن عطاء: إن الرجل ليحدثني بالحديث, فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد.
وعن أيوب قال: قيل لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين, لو أتيت المدينة؛ فإن قضى الله موتًا في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال: والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إليّ من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلاً.
وعن عاصم بن أبي النجود قال: ما قدمت على أبي وائل من سفر إلا قبَّل كفِّي.
وقال أبو زرعة: كنت عند أحمد بن حنبل, فذكر إبراهيم, وكان متكئًا من علة فجلس, وقال: لا ينبغي إن ذكر الصالحون فيُتكأ.
وعن يحيى بن يمان قال: كان سفيان الثوري إذا قعد مع إبراهيم بن أدهم تحرز من الكلام (تأدبًا).
قال أبو مصعب: سمعت مالكًا يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك.
وقال: كان مالك لا يُحدث إلا وهو على طهارة إجلالاً للحديث.
وقال ابن وهب: ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.
وعن مالك قال: ما جالست سفيهًا قط.
وعن مالك قال: إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه ذهب بهاؤه.
وعن ابن وهب: سمعت مالكًا يقول: حق على من طلب العلم أن يكون له وقارٌ وسكينة وخشية.
وقال عبد الله بن صالح: صحبت الليث عشرين سنة, لا يتغذى ولا يتعشى إلا مع الناس.
وسئل ابن المبارك بحضور سفيان بن عيينة عن مسألة فقال: إنا نهينا أن نتكلم عند أكابرنا.
قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سفيان بن عيينة يُقبل يد الفضيل مرتين.
وقال سَلْم بن جنادة: جالست وكيعًا سبع سنين, فما رأيته بزق ولا مس حصاة ولا جلس مجلسًا فتحرك, وما رأيته إلا مستقبل القبلة وما رأيته يحلف بالله.
قال الفلاس: ما سمعت وكيعًا ذاكرًا أحدًا بسوء قط.
وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما شبعت منذ ستة عشرة سنة.
وقال الشافعي: لو أعلم أن الماء البارد ينقص مروءتي ما شربته.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: سمعت يحيى بن معين يقول: الذي يحدِّث ببلد به من هو أولى بالتحديث منه أحمق.
وقال بكر بن منير: سمعت أبا عبد الله البخاري يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا.
وعن سهل بن عبد الله التستري قال: من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا وأن لا يغتابوا ولا يُغتاب عندهم, وأن لا يشبعوا, وإذا وعدوا لم يخلفوا ولا يمزحون أصلاً.
وعن ابن سيرين: أن عمر كتب في عهد حذيفة على المدائن: اسمعوا له وأطيعوا واعطوه ما سألكم, فخرج من عند عمر على حمار فوكف, تحته زاده, فلما قدم استقبله الدهاقين وبيده رغيف وعرق.
وعن مروان الأصفر, سمع الأحنف يقول: اللهم إن تغفر لي فأنت أهل لذلك وإن تعذبني فأنا أهل لذلك.
وقال الأحنف: ثلاث فيّ ما أذكرهُن إلا لمعتبر: ما أتيت أبواب السلاطين إلا أن أدعى, ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني بينهما, وما أذكر أحدًا بعد أن يقوم من عندي إلا بخير.
وكان الأحنف إذا أتاه رجل وسع له, فإن لم يكن له سعة, أراه كأنه يوسع له.
وعن ثابت البناني: أن أبا برزة كان يلبس الصوف, فقيل له: إن أخاك عائذ ابن عمرو يلبس الخزّ (الثمين من الثياب), قال: ويحك ومن مثل عائذ؟ فانصرف الرجل فأخبر عائذًا, فقال: ومن مثل أبي برزة؟ قال الذهبي: هكذا كان العلماء يوقرون أقرانهم.
قال أبو المنهال: سألت البراء عن الصَّرف, فقال: سل زيد بن أرقم, فإنه خير مني وأعلم.
قال محمد بن سيرين: جلست إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى وأصحابه يعظمونه كأنه أمير.
وقال مورق العجلي: ما قلت شيئًا قط إذا غضبت أندم عليه إذا زال غضبي.
وعن جميل بن مرة قال: كان مورِّق العجلي رحمه الله يجيئنا فيقول: أمسكوا لنا هذه الصرة فإن احتجتم فأنفقوها, فيكون آخر عهده بها.
وعن عمرو بن مالك قال: سمعت أبا الجوزاء يقول: ما لعنت شيئًا قط ولا أكلت شيئًا ملعونًا قط, ولا آذيت أحدًا قط ولا ماريت أحدًا قط, قال الذهبي: فانظر إلى هذا السيد واقتد به.
وقال وهب بن منبه: لباس الإيمان التقوى وزينته الحياء وماله الفقه.
وقال وهب: المؤمن ينظر ليعلم ويتكلم ليفهم ويسكت ليسلم ويخلو ليغنم.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:31 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية